فصل العين مع الزاي
الجزء الثاني
ع-ز-ز
صفحة : 3759
عز الرجل يعر عزا وعزة، بكسرهما، وعزازة، بالفتح: صار عزيزا، كتعزز، ومنه
الحديث: قال لعائشة: هل تدرين لم كان قومك رفعوا باب الكعبة، قالت: لا.
قال: تعززا لا يدخلها إلا من أرادوا ، أي تكبرا وتشددا على الناس، وجاء في
بعض نسخ مسلم: تعزرا، بالراء بعد الزاي من التعزير وهو التوقير. قال أبو
زيد: عز الرجل يعز عزا وعزة، إذا قوي بعد ذلة وصار عزيزا. وأعزه الله
تعالى: جعله عزيزا وعززه تعزيزا كذلك، ويقال: عززت القوم وأعززتهم وعززتهم:
قويتهم وشددتهم وفي التنزيل: فعززنا بثالث أي قوينا وشددنا وقد قرئت:
فعززنا بالتخفيف كقولك: شددنا. والعز في الأصل القوة والشدة والغلبة
والرفعة والامتناع. وفي البصائر: العزة: حالة مانعة للإنسان من أن يغلب،
وهي يمدح بها تارة، ويذم بها تارة، كعزة الكفار: بل الذين كفروا في عزة
وشقاق ووجه ذلك أن العزة لله ولرسوله، وهي الدائمة الباقية، وهي العزة
الحقيقية، والعزة التي هي للكفار هي التعزز، وفي الحقيقة ذل لأنه تشبع بما
لم يعطه، وقد تستعار العزة للحمية والأنفة المذمومة، وذلك في قوله تعالى:
وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم عز الشيء يعز عزا وعزة وعزازة: قل
فلا يكاد يوجد، وهذا جامع لكل شيء، فهو عزيز قليل. وفي البصائر: هو اعتبار
بما قيل: كل موجود مملول وكل مفقود مطلوب، ج عزاز، بالكسر، وأعزة وأعزاء.
قال الله تعالى: فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة
على الكافرين ، أي جانبهم غليظ على الكافرين، لين على المؤمنين، وقال
الشاعر:
بيض الوجوه كريمة أحسابهم في كل نائبة عزاز الآنـف ولا يقال عززاء، كراهية التضعيف، وامتناع هذا مطرد في هذا النحو المضاعف. قال الأزهري: يتذللون للمؤمنين وإن كانوا أعزة، ويتعززون على الكافرين وإن كانوا في شرف الأحساب دونهم. عز الماء يعز، بالكسر، أي سال، وكذلك مذع وبذع وضهى وهمى وفز وفض. عزت القرحة تعز، بالكسر، إذا سال ما فيها. ويقال: عز علي أن تفعل كذا، وعز علي ذلك، أي حق واشتد وشق، وكذا قولهم: عز علي أن أسوءك. أي اشتد، كما في الأساس، يعز ويعز، كيقل ويمل، أي بالكسر وبالفتح، يقال: عز يعز، بالفتح، إذا اشتد، وعززت عليه أعز، من حد ضرب، أي كرمت عليه، نقله الجوهري. وأعززت بما أصابك، بالضم، أي مبنيا للمجهول، أي عظم علي. ويقال: أعزز علي بذلك، أي أعظم، ومعناه عظم علي، ومنه حديث علي رضي الله عنه لما رأى طلحة قتيلا قال: أعزز علي أبا محمد أن أراك مجدلا تحت نجوم السماء . والعزوز، كصبور: الناقة الضيقة الإحليل لا تدر حتى تحلب بجهد، وكذلك الشاة، ج عزز، بضمتين، كصبور وصبر، ويقولون: ما العزوز كالفتوح، ولا الجرور كالمتوح، أي ليست الضيقة الإحليل كالواسعته، والبعيدة القعر كالقريبته، وقد عزت تعز، كمد يمد، عزوزا، كقعود، وعزازا، بالكسر، وعززت، ككرمت، قال ابن الأعرابي: عززت الشاة والناقة عززا شديدا، بضمتين، إذا ضاق خلفها ولها لبن كثير. قال الأزهري: أظهر التضعيف في عززت، ومثله قليل، قد أعزت، إذا كانت عزوزا، كذلك تعززت، والاسم العزز والعزاز. وعزه يعزه عزا، كمده: قهره وغلبه في المعازة، أي المحاجة. قال الشاعر يصف جملا:
يعز على الطريق بمنكـبـيه
كما ابترك الخليع على
القداح
صفحة : 3760
أي يغلب هذا الجمل الإبل على لزوم الطريق، فشبه حرصه عليه وإلحاحه في السير
بحرص هذا الخليع على الضرب بالقداح لعله يسترجع بعض ما ذهب من ماله،
والخليع: المخلوع المقمور ماله. والاسم العزة، بالكسر، وهي القوة والغلبة،
كعز عزه عزعزة. عزه في الخطاب، أي غلبه في الاحتجاج، وقيل: غالبه كعازه
معازة، وقوله تعالى: وعزني في الخطاب أي غلبني، وقرئ: وعازني، أي غالبني،
أو عزني: صار أعز مني في المخاطبة والمحاجة، ويقال: عازني فعززته، أي
غالبني فغلبته، وضم العين في مثل هذا مطرد وليس في كل شيء يقال فاعلني
ففعلته. والعزة، بالفتح: بنت الظبية، وقال الراجز:
هان على عزة بنت الشحـاج مهوى جمال مالك في الإدلاج وبها سميت المرأة عزة، وهي بنت جميل الكنانية صاحبة كثير، وجميل هو أبو بصرة الغفاري. والعزاز، كسحاب: الأرض الصلبة، وفي كتابه صلى الله عليه وسلم لوفد همدان: على أن لهم عزازها وهو ما صلب من الأرض وخشن واشتد، وإنما يكون في أطرافها، ويقال: العزاز: المكان الصلب السريع السيل. قال ابن شميل: العزاز: ما غلظ من الأرض وأسرع سيل مطره، يكون من القيعان والصحاصح وأسناد الجبال والآكام وظهور القفاف. قال العجاج:
من الصفا العاسي ويدهسن الغدر عزازه ويهتمرن ما انـهـمـر وقال أبو عمرو في مسايل الوادي: أبعدها سيلا الرحبة، ثم الشعبة، ثم التلعة، ثم المذنب ثم العزازة. وفي الحديث: أنه نهى عن البول في العزاز لئلا يترشش عليه. وفي حديث الحجاج في صفة الغيث: وأسالت العزاز. وأعز الرجل إعزازا: وقع فيها، أي في أرض عزاز وسار فيها، كما يقال أسهل، إذا وقع في أرض سهلة. عن أبي زيد: أعز فلانا: أكرمه وأحبه، وقد ضعف شمر هذه الكلمة عن أبي زيد. عن أبي زيد أيضا: أعزت الشاة من المعز والضأن، إذا استبان حملها وعظم ضرعها، قال: وكذلك أرأت ورمدت وأضرعت، بمعنى واحد. أعزت البقرة إذا عسر حملها، وقال ابن القطاع: ساء حملها. وعزاز، كسحاب: ع باليمن. وعزاز: د بالرقة قرب حلب شماليها. قالوا: إذا ترك ترابها على عقرب قتلها بالخواص، فإن أرضها مطلسمة، وقد نسب إليها الشهاب العزازي أحد الشعراء المجيدين، كان بعد السبعمائة، وقد ذكره الحافظ في التبصير. والعزاء، بالمد: السنة الشديدة، قال:
ويعبط الكوم في العزاء إن طرقا يقال: هو معزاز المرض، كمحراب: أي شديده. والعزى، بالضم: العزيزة من النساء. قال ابن سيده: العزى: تأنيث الأعز، بمنزلة الفضلى من الأفضل، فإن كان ذلك فاللام في العزى ليست بزائدة، بل هي فيه على حد اللام في الحارث والعباس، قال: والوجه أن تكون زائدة، لأنا لم نسمع في الصفات العزى، كما سمعنا فيها الصغرى والكبرى. قوله تعالى: أفرأيتم اللات والعزى جاء في التفسير أن اللات صنم كان لثقيف، والعزى: صنم كان لقريش وبني كنانة، قال الشاعر:
أما ودماء مائرات تخـالـهـا على قنة العزى وبالنسر عندما
صفحة : 3761
أو العزى: سمرة عبدتها غطفان بن سعد بن قيس عيلان، أول من اتخذها منهم ظالم
بن أسعد، فوق ذات عرق إلى البستان بتسعة أميال، بالنخلة الشامية، بقرب مكة،
وقيل بالطائف، بنى عليها بيتا وسماه بسا، بالضم، وهو قول ابن الكلبي، وقال
غيره: اسمه بساء، بالمد كما سيأتي، وأقاموا لها سدنة مضاهاة للكعبة، وكانوا
يسمعون فيها الصوت، فبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن
الوليد رضي الله عنه عام الفتح، فهدم البيت، وقتل السادن وأحرق السمرة.
وقرأت في شرح ديوان الهذليين لأبي سعيد السكري ما نصه: أخبر هشام بن الكلبي
عن أبيه عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: كانت العزى شيطانة تأتي ثلاث سمرات
ببطن نخلة فلما افتتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد
فقال: ائت بطن نخلة، فإنك تجد بها ثلاث سمرات، فاعضد الأولى، فأتاها
فعضدها، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل رأيت شيئا? قال: لا،
قال: فاعضد الثانية، فأتاها فعضدها، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
هل رأيت شيئا? قال: لا، قال: فاعضد الثالثة. فأتاها، فإذا هو بزنجية نافشة
شعرها واضعة يديها على عاتقها تحرق بأنيابها وخلفها دبية السلمي وكان
سادنها فلما نظر إلى خالد قال:
أيا عز شدي شدة لا تـكـذبـي على خالد ألقي الخمار وشمري
فإنك إن لم تقتلي اليوم خـالـدا فبوئي بذل عاجل وتنـصـري فقال خالد:
يا عز كفرانك لا سبحانك إني وجدت الله قد أهانك ثم ضربها ففلق رأسها، فإذا هي حممة، ثم عضد السمرة وقتل دبية السادن، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: تلك العزى ولا عزى للعرب بعدها أبدا، أما إنها لا تعبد بعد اليوم أبدا. قال: وكان سدنة العزى بني شيبان بن جابر بن مرة، من بني سليم، وكان آخر من سدنها منهم دبية بن حرمي. والعزيزى، مصغرا مقصورا ويمد: طرف ورك الفرس، أو ما بين العكوة والجاعرة، وهما عزيزيان وقيل: العزيزاوان: عصبتان في أصول الصلوين، فصلتا من العجب وأطراف الوركين، وقال أبو مالك: العزيزى: عصبة رقيقة مركبة في الخوزان إلى الورك، وأنشد في صفة فرس:
أمرت عزيزاه
ونيطت كرومه
إلى كفل راب وصلب موثق
صفحة : 3762
المراد بالكروم رأس الفخذ المستدير كأنه جوزة. وسمت العرب عزان، بالكسر،
وأعز، وعزازة، بالفتح، وعزون، كحمدون، وعزيزا، كأمير، وعزيزا كزبير، وأعز
بن عمر بن محمد السهروردي البكري، حدث عن أبي القاسم بن بيان وغيره، مات
سنة 557. الأعز بن علي بن المظفر البغدادي الظهيري، بفتح الظاء المنقوطة،
أبو المكارم، روى عن أبي القاسم بن السمرقندي، قيل اسمه المظفر، وولده أبو
الحسن علي من شيوخ الدمياطي، سمع أباه أبا المكارم المذكور في سنة 83 وقد
رأيته في معجم شيوخ الدمياطي هكذا، وقد أشرنا إليه في: ظهر. أبو نصر الأعز
بن فضائل بن العليق سمع شهدة الكاتبة، وعنه أم عبد الله زينب بنت الكمال
وأبو الأعز قراتكين، سمع أبا محمد الجوهري، محدثون. قلت: وفاته عبد الله بن
أعز، شيخ لأبي إسحاق السبيعي، ذكره ابن ماكولا. ويحيى بن عبد الله بن أعز،
روى عن أبي الوقت ذكره ابن نقطة. وأعز بن كرم الحربي، عن يحيى بن ثابت بن
بندار، وابنه عبد الرحمن، روى عن عبد الله بن أبي المجد الحربي، والحسن بن
محمد بن أكرم بن أعز الموسوي، ذكره ابن سليم. والأعز بن قلاقس، شاعر
الإسكندرية، مدح السلفي وسمع منه، واسمه نصر، وكنيته أبو الفتوح. والأعز بن
عبد السيد بن عبد الكريم السلمي، روى عن أبي طالب بن يوسف، وعمر بن الأعز
بن عمر، كتب عنه ابن نقطة، والأعز بن مأنوس، ذكره المصنف في أنس، وأبو
الفضائل أحمد بن عبد الوهاب بن خلف بن بدر بن بنت الأعز العلائي، ولد
بالقاهرة سنة 648 وتوفي سنة 699 والأعز الذي نسب إليه هو ابن شكر وزير
الملك الكامل. وعزان، بالفتح: حصن على الفرات، بل هي مدينة كانت للزباء،
ولأختها أخرى يقال لها عدان. وعزان خبت. وعزان ذخر، ككتف: من حصون اليمن.
قلت: هي من حصون تعز في جبل صبر، وتعز كتقل: قاعدة اليمن، وهي مدينة عظيمة
ذات أسوار وقصور، كانت دار ملك بني أيوب ثم بني رسول من بعدهم. يقال: عزعز
بالعنز فلم تتعزعز، أي زجرها فلم تتنح، وعز عز زجر لها، كذا في اللسان
والتكملة. واعتز بفلان: عد نفسه عزيزا به، واعتز به وتعزز، إذا تشرف ومنه
المعتز بالله أبو عبد الله محمد بن المتوكل العباسي، ولد سنة 224 وبويع له
سنة 252 وتوفي في رجب سنة 255 وابنه عبد الله ابن المعتز الشاعر المشهور.
واستعز عليه المرض، إذا اشتد عليه وغلبه، وكذلك استعز به، كما في الأساس،
واستعز الله به: أماته، واستعز الرمل: تماسك فلم ينهل. وعزز المطر الأرض،
وكذا عزز المطر منها تعزيزا، إذا لبدها وشددها فلا تسوخ فيها الأرجل، قال
العجاج:
عزز منه وهو معطي الإسهال ضرب السواري متنه بالتهتال وعزوزى، كشرورى، وضبطه الصاغاني بضم الزاي الأولى: ع بين الحرمين الشريفين، فيما يقال، هكذا نقله الصاغاني. والمعزة: فرس الخمخام بن حملة بن أبي الأسود. وعز، بالكسر: قلعة برستاق برذعة، من نواحي أران. والعز أيضا، أي بالكسر: المطر الشديد، وقيل: هو العزيز الكثير الذي لا يمتنع منه سهل ولا جبل إلا أساله. والأعز: العزيز، وبه فسر قوله تعالى: ليخرجن الأعز منها الأذل أي العزيز منها ذليلا. ويقال: ملك أعز وعزيز بمعنى واحد، قال الفرزدق:
إن الذي سمك
السماء بنى لنا
بيتا دعائمه أعـز وأطـول
صفحة : 3763
أي عزيزة طويلة، وهو مثل قوله تعالى: وهو أهون عليه وإنما وجه ابن سيده هذا
على غير المفاضلة، لأن اللام ومن متعاقبتان، وليس قولهم: الله أكبر بحجة،
لأنه مسموع، وقد كثر استعماله على أن هذا قد وجه على كبير أيضا. والمعزوزة:
الشديدة، يقال: أرض معزوزة: أصابها عز من المطر، وفي قول المصنف نظر، فإن
الشديدة والممطورة كلاهما من صفة الأرض، كما عرفت، فلا وجه لتخصيص أحدهما
دون الآخر، مع القصور في ذكر نظائر الأولى، وهي العزازة والعزاء، كما نبه
عليه في المستدركات. أبو بكر محمد بن عزيز، كزبير، وقد أغفل ضبطه قصورا،
فإنه لا يعتمد هنا على الشهرة مع وجود الاختلاف، العزيزي السجستاني المفسر،
مؤلف غريب القرآن والمتوفي سنة 330 والبغاددة، أي البغداديون يقولون: هو
محمد بن عزيز، بالراء، ومنهم الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي،
والحافظ أبو بكر محمد بن عبد الغني بن نقطة، وابن النجار صاحب التاريخ،
وأبو محمد بن عبيد الله، وعبد الله بن الصباح البغدادي، فهؤلاء كلهم ضبطوا
بالراء، وتبعهم من المغاربة الحفاظ أبو علي الصدفي، وأبو بكر بن العربي،
وأبو عامر العبدري، والقاسم التجيبي، في آخرين، وإليه ذهب الصلاح الصدفي في
الوافي بالوفيات، وهو تصحيف، وبعضهم، أي من البغاددة، والمراد به الحافظ
ابن ناصر، قد صنف فيه رسالة مستقلة، وجمع كلام الناس، ورجح أنه بالراء، وقد
ضرب في حديد بارد لأن جميع ما احتج به فيها راجع إلى الكتابة لا إلى الضبط
من قبل الحروف، بل هو من قبل الناظرين في تلك الكتابات، وليس في مجموعه ما
يفيد العلم بأن آخره راء، بل الاحتمال يطرق هذه المواضع التي احتج بها، إذ
الكاتب قد يذهل عن نقط الزاي فتصير راء، ثم ما المانع أن يكون فوقها نقطة
فجعلها بعض من لا يميز علامة الإهمال، ولنذكر فيه أقوال العلماء ليظهر لك
تصويب ما ذهب إليه المصنف، قال الحافظ الذهبي في الميزان في ترجمته: قال
ابن ناصر وغيره: من قاله بزاءين معجمتين فقد صحف، ثم احتج ابن ناصر لقوله
بأمور يطول شرحها تفيد العلم بأنه براء، وكذا ابن نقطة وابن النجار، وقد تم
الوهم فيه على الدارقطني وعبد الغني، والخطيب، وابن ماكولا فقالوا: عزيز،
بزاي مكررة، وقد بسطنا القول في ذلك في ترجمته في تاريخ الإسلام، قال
الحافظ ابن حجر في التبصير: هذا المكان هو محل البسط فيه، لأنه موضع الكشف
عنه، وقد اشتهر على الألسنة كتاب غريب القرآن للعزيزي، بزاءين معجمتين.
وقضية كلام ابن ناصر ومن تبعه أن تكون الثانية راء مهملة، والحكم على
الدارقطني فيه بالوهم مع أنه لقيه وجالسه وسمع معه ومنه ، ثم تبعه النقاد
الذين انتقدوا عليه، كالخطيب، ثم ابن ماكولا وغيرهما، في غاية البعد عندي.
والذي احتج به ابن ناصر هو أن الأثبات من اللغويين ضبطوه بالراء. قال ابن
ناصر: رأيت كتاب الملاحن لأبي بكر بن دريد، وقد كتب عليه لمحمد بن عزيز
السجستاني، وقيده بالراء، قال: ورأيت بخط إبراهيم بن محمد الطبري توزون،
وكان ضابطا، نسخة من غريب القرآن، كتبها عن المصنف، وقيد الترجمة: تأليف
محمد بن عزير - بالراء غير معجمة - قال: ورأيت بخط محمد بن نجدة الطبري
اللغوي نسخة من الكتاب كذلك. قال ابن نقطة: ورأيت نسخة من الكتاب بخط أبي
عامر العبدري، وكان من الأئمة في اللغة والحديث قال فيها: قال عبد المحسن
الشيحي رأيت نسخة من هذا الكتاب بخط محمد بن نجدة، وهو محمد بن الحسين
الطبري، وكان غاية في الإتقان، ترجمتها: كتاب غريب القرآن لمحمد بن عزير،
الأخيرة راء غير معجمة. قال أبو عامر: قال لي عبد المحسن: ورأيت أنا نسخة
من كتاب الألفاظ رواية أحمد بن عبيد بن ناصح،
صفحة : 3764
لمحمد بن عزير السجستاني، آخره راء، مكتوب بخط ابن عزير نفسه الذي لا يشك
فيه أحد من أهل المعرفة. هذا آخر ما احتج به ابن ناصر وابن نقطة. وقد تقدم
ما فيه. ثم قال الحافظ: فكيف يقطع على وهم الدارقطني الذي لقيه وأخذ عنه
ولم ينفرد بذلك حتى تابعه جماعة. هذا عندي لا يتجه، بل الأمر فيه على
الاحتمال، وقد اشتهر في الشرق والغرب بزاءين معجمتين إلا عند من سميناه،
ووجد بخط أبي طاهر السلفي أنه بزاءين. وقيل فيه: براء آخره، والأصح بزاءين.
قال: والقلب إلى ما اتفق عليه الدار قطني وأتباعه أميل، إلا أن يثبت عن بعض
أهل الضبط أنه قيده بالحروف لا بالقلم. قال: وممن ضبطه من المغاربة بزاءين
معجمتين أبو العباس أحمد بن عبد الجليل بن سليمان الغساني التدميري، كما
نقله ابن عبد الملك في التكملة وتعقب ذلك عليه بكلام ابن نقطة، ثم رجع في
آخر الكلام أنه على الاحتمال، قلت: ونسبه الصفدي إلى الدار قطني، قال: وهو
معاصره وأخذا جميعا عن أبي بكر بن الأنباري، أي فهو أعرف باسمه ونسبه من
غيره. وعزيز أيضا، أي كزبير كحل م معروف من الأكحال، نقله الصاغاني. وحفر
عزى، ظاهره أنه بفتح العين، وهكذا هو مضبوط بخط الصاغاني، والذي ضبطه من
تكلم على البقاع والبلدان أنه بكسر العين وقالوا: هو ناحية بالموصل. وتعزز
لحمه، وفي الأساس واللسان: لحم الناقة: اشتد وصلب، قال المتلمس:حمد بن عزير
السجستاني، آخره راء، مكتوب بخط ابن عزير نفسه الذي لا يشك فيه أحد من أهل
المعرفة. هذا آخر ما احتج به ابن ناصر وابن نقطة. وقد تقدم ما فيه. ثم قال
الحافظ: فكيف يقطع على وهم الدارقطني الذي لقيه وأخذ عنه ولم ينفرد بذلك
حتى تابعه جماعة. هذا عندي لا يتجه، بل الأمر فيه على الاحتمال، وقد اشتهر
في الشرق والغرب بزاءين معجمتين إلا عند من سميناه، ووجد بخط أبي طاهر
السلفي أنه بزاءين. وقيل فيه: براء آخره، والأصح بزاءين. قال: والقلب إلى
ما اتفق عليه الدار قطني وأتباعه أميل، إلا أن يثبت عن بعض أهل الضبط أنه
قيده بالحروف لا بالقلم. قال: وممن ضبطه من المغاربة بزاءين معجمتين أبو
العباس أحمد بن عبد الجليل بن سليمان الغساني التدميري، كما نقله ابن عبد
الملك في التكملة وتعقب ذلك عليه بكلام ابن نقطة، ثم رجع في آخر الكلام أنه
على الاحتمال، قلت: ونسبه الصفدي إلى الدار قطني، قال: وهو معاصره وأخذا
جميعا عن أبي بكر بن الأنباري، أي فهو أعرف باسمه ونسبه من غيره. وعزيز
أيضا، أي كزبير كحل م معروف من الأكحال، نقله الصاغاني. وحفر عزى، ظاهره
أنه بفتح العين، وهكذا هو مضبوط بخط الصاغاني، والذي ضبطه من تكلم على
البقاع والبلدان أنه بكسر العين وقالوا: هو ناحية بالموصل. وتعزز لحمه، وفي
الأساس واللسان: لحم الناقة: اشتد وصلب، قال المتلمس:
أجد إذا ضمرت تعزز لحمها وإذا تشد بنسعها لا تنـبـس والعزيزة في قول أبي كبير ثابت بن عبد شمس الهذلي من قصيدة فائية عدتها ثلاثة وعشرون بيتا:
حتى انتهيت إلى فراش عزيزة سوداء روثة أنفها كالمخصف وأولها:
أزهير هل عن شيبة من مصرف أم لا خلود لباذل مـتـكـلـف يريد زهيرة وهي ابنته، وقبل هذا البيت:
ولقد غدوت
وصاحبي وحشية
نحت الرداء بصيرة بالمشرف
صفحة : 3765
يريد بالوحشية الريح. يقول: الريح تصفقني. وبصيرة الخ، أي هذه الريح من
أشرف لها أصابته إلا أن يستتر تدخل في ثيابه، والمراد بالعزيزة العقاب،
وبالفراش وكرها، وروثة أنفها، أي طرف أنفها. يعني منقارها، أراد: لم أزل
أعلو حتى بلغت وكر الطير. والمخصف: الذي يخصف به، كالإشفى، ويروى عزيبة،
وهي التي عزبت عمن أرادها، ويروى أيضا غريبة، بالغين والراء، وهي السوداء،
كما نقله السكري في شرح ديوان الهذليين. ويقولون للرجل: تحبني؛ فيقول:
لعزما، أي لشدما ولحق ما، كذا في الأساس. يقولون: فلان جئ به عزا بزا، أي
لا محالة، أي طوعا أو كرها. قال ثعلب في الكلام الفصيح: إذا عز أخوك فهن،
والعرب تقوله، وهو مثل، أي إذا تعظم أخوك شامخا عليك فهن، فالتزم له
الهوان، وقال الأزهري: المعنى: إذا غلبك وقهرك ولم تقاومه فلن له: أي تواضع
له فإن اضطرابك عليه يزيدك ذلا وخبالا. قال أبو إسحاق: الذي قاله ثعلب خطأ،
وإنما الكلام: إذا عز أخوك فهن. بكسر الهاء، معناه: إذا اشتد عليك فهن له
وداره. وهذا من مكارم الأخلاق. وأما هن، بالضم، كما قاله ثعلب، فهو من
الهوان، والعرب لا تأمر بذلك، لأنهم أعزة أباؤون للضيم. قال ابن سيده: إن
الذي ذهب إليه ثعلب صحيح، لقول ابن أحمر:
وقـارعة مـن
الأيام لـولا
سبيلهم لزاحت عنك حينـا
دببت لها الضراء فقلت أبقى
إذا عز ابن عمك أن تهونا
ومن عز بز. أي من غلب سلب، وهو أيضا من الأمثال، وقد تقدم في ب-ز-ز. والعزيز كأمير، الملك، مأخوذ من العز، وهو الشدة والقهر، وسمي به لغلبته على أهل مملكته، أي فليس هو من عزة النفس. العزيز أيضا: لقب من ملك مصر مع الإسكندرية، كما يقال النجاشي لمن ملك الحبشة، وقيصر لمن ملك الروم، وبهما فسر قوله تعالى: يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر . ومما يستدرك عليه: العزيز: من صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى، قال الزجاج: هو الممتنع فلا يغلبه شيء. وقال غيره: هو القوي الغالب كل شيء، وقيل: هو الذي ليس كمثله شيء. ومن أسمائه عز وجل: المعز، وهو الذي يهب العز لمن يشاء من عباده. والتعزز: التكبر، ورجل عزيز: منيع لا يغلب ولا يقهر، وقوله تعالى: وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أي حفظ وعز من أن يلحقه شيء من هذا. وعز عزيز، على المبالغة، أو بمعنى معز، قال طرفة:
ولو حضرته تغلب ابـنة وائل لكانوا له عزا عزيزا وناصرا وكلمة شنعاء لأهل الشحر، يقولون: بعزى لقد كان كذا وكذا، وبعزك، كقولك: لعمري ولعمرك. وفي حديث عمر: اخشوشنوا وتمعززوا ، أي تشددوا في الدين وتصلبوا. من العز القوة والشدة. والميم زائدة، كتمسكن من السكون، وقيل: هو من المعز وهو الشدة، وسيأتي في موضعه ويروى: وتمعددوا. وقد ذكر في موضعه. وعززت القوم: قويتهم. والأعزاء: الأشداء وليس من عزة النفس. ونقل سيبويه: وقالوا: عز ما أنك ذاهب. كقولك: حقا أنك ذاهب. والعزز، محركة: المكان الصلب السريع السيل. وأرض عزازة وعزاء: معزوزة، أنشد ابن الأعرابي:
عزازة كل سائل
نفع سوء
لكل عزازة سالت قرار
صفحة : 3766
وفرس معتزة : غليظة اللحم شديدته. وقولهم تعزيت عنه، أي تصبرت، أصلها
تعززت، أي تشددت مثل تظنيت من تظننت، ولها نظائر تذكر في موضعها. والاسم
منه العزاء. وفي الحديث: من لم يتعز بعزاء الله فليس منا فسره ثعلب فقال:
معناه من لم يرد أمره إلى الله فليس منا. والعزاء: السنة الشديدة. وعزه
يعزه عزا: أعانه، نقله ابن القطاع، قال: وبه فسر من قرأ فعززنا بثالث .
يقال: فلان عنز عزوز، كصبور: لها در جم، وذلك إذا كان كثير المال شحيحا،
وعاز الرجل إبله وغنمه معازة، إذا كانت مراضا لا تقدر أن ترعى فاحتش لها
ولقمها، ولا تكون المعازة إلا في المال، ولم يسمع في مصدره عزازا. وسيل عز،
بالكسر: غالب. والمعتز: المستعز. وعز، بالكسر مبنيا على الفتح: زجر للغنم،
وهذه عن الصاغاني . وعزيز، كأمير: بطن من الأوس من الأنصار. وفي شرح أسماء
الله الحسنى لابن برجان: العزوز، كصبور: من أسماء فرج المرأة البكر. وعزى،
على اسم الصنم: لقب سلمة بن أبي حية الكاهن العذري. والعزيان، مثنى، هما
بظاهر الكوفة حيث قبر أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، زعموا أنهما بناهما
بعض ملوك الحيرة. وخيالان من أخيلة حمى فيد، يطؤهما طريق الحاج، بينهما
وبين فيد ستة عشر ميلا. واستعز فلان بحقي، أي غلبني، واستعز بفلان أي غلب
في كل شيء من عاهة أو مرض أو غيره. وقال أبو عمرو: استعز بالعليل، إذا اشتد
وجعه وغلب على عقله. وفي الحديث لما قدم المدينة نزل على كلثوم بن الهدم،
وهو شاك، ثم استعز بكلثوم فانتقل إلى سعد بن خيثمة. ويقال أيضا: استعز به،
إذا مات. وعزز بهم تعزيزا: شدد عليهم ولم يرخص. ومنه حديث ابن عم: إنه
لمعزز بكم، عليكم جزاء واحد أي مثقل عليكم الأمر. ومحمد بن عزان، بالكسر،
روى عن صالح مولى معن بن زائدة. وعزاز بن أوس، كشداد: محدث. وعزيز، كزبير:
محمد بن عزيز الأيلي، وعبد الله بن محمد بن عزيز الموصلي. وأحمد بن إبراهيم
بن عزيز الغرناطي. وميسرة بن عزيز: محدثون. وكأمير، أبو هريرة عزيز بن محمد
المالقي الأندلسي. وعزيز بن مكنف، وعزيز بن محمد بن أحمد النيسابوري، ومصعب
بن عبد الرحمن بن شرحبيل ابن أبي عزيز، وعبد الله بن يحيى بن معاوية بن
عزيز بن ذي هجران السبائي المصري، وعمر بن مصعب بن أبي عزيز الأندلسي:
محدثون. وأبو إهاب بن عزيز بن قيس الدارمي: أحد سراق غزال الكعبة، وابنتاه
أم حجير وأم يحيى، وقع ذكر الأخيرة في صحيح البخاري، المشهور فيه الفتح:
وقيده أبو ذر الهروي في روايته عن المستملى والحموي بالضم. وأبو عزيز بن
عمير العبدري، قتل يوم أحد كافرا، وحفيده مصعب بن عمير بن أبي عزيز قتل
بالحرة. وهانئ بن عزيز أول من قتل من مشركي مكة، ذكره ابن دريد. ويحيى بن
يزيد بن حمران بن عزيز الكلابي، من صحابة المنصور، وشميسة بنت عزيز، لها
رواية. وعزيزة ابنة علي بن يحيى بن الطراح، عن جدها، ماتت سنة 600، وعزيزة
بنت مشرف ماتت سنة 619، وعزيزة لقب مسندة مصر أم الفضل هاجر القدسية.
وبالضم أبو بكر محمد بن عمر بن إبراهيم بن عزيزة الأصبهاني من شيوخ السلفي،
وأخوه عبد الله، وابنه أبو الخير عمر بن محمد، حدث عنهما أبو موسى المديني،
وعنهما، يعني أخبرنا العزيزيان، وولده أبو الوفاء محمد بن عمر، حدث أيضا،
وأبو المكارم أحمد بن هبة الله بن عزيزة الشاهد، وابن عمه محمد بن عبد الله
بن محمود، حدثا. والشهاب علي بن أبي القاسم بن تميم الدهستاني العزيزي،
بالفتح،
صفحة : 3767
سمع من أبي اليمن بن عساكر، مولده سنة 627. وعزيزي بلفظ النسب، اسم شيذلة
الواعظ المشهور، يأتي للمصنف في ش-ذ-ل. وأبو عبد رب العزة، بالكسر، روى عن
معاوية، وعنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وعبد العزى اسم أبي لهب، وعبد
العزى بن غطفان أخو ريث ويسمى عبد الله. وعبد العزى والد أبي الكنود وجعدة
الشاعرين. وعزازة بن عبد الدائم شيخ لأبي أحمد العسكري. والحسين بن علي
المعتزي المصري، روى عن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، وذكره الماليني ومعتزة
بنت الحصين الأصبهانية، روت عن عبد الملك بن الحسين بن عبد ربه العطار،
ماتت بعد الخمسمائة. والعزيزية، بالفتح: اسم لثلاث قرى بمصر بالشرقية
والمرتاحية والسمنودية. ومنية العز، اسم لأربع قرى بمصر أيضا، بالدقهلية
وبالشرقية وبالمنوفية وبالأشمونين، وكوم عز الملك ومنية عز الملك، ومنية
عزون قرى بالديار المصرية. وأبو العز محمد بن أحمد بن أحمد بن عبد الرحمن
القاهري شيخ شيوخنا، أجازه المعمر محمد بن عمر الشوبري والشمس البابلي
والشمس بن سليمان المغربي، سمع منه شيوخنا: الشهابان: أحمد بن عبد الفتاح
المجيري، وأحمد بن الحسن الخالدي، والمحمدان: ابن يحيى بن حجازي، وابن أحمد
بن محمد الأحمدي، وغيرهم، وهو من أعظم مسندي مصر، كأبيه. وعبد الله بن
عزيز، مصغرا مثقلا، من شيوخ العز عبد السلام البغدادي الحنفي.ع من أبي
اليمن بن عساكر، مولده سنة 627. وعزيزي بلفظ النسب، اسم شيذلة الواعظ
المشهور، يأتي للمصنف في ش-ذ-ل. وأبو عبد رب العزة، بالكسر، روى عن معاوية،
وعنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وعبد العزى اسم أبي لهب، وعبد العزى بن
غطفان أخو ريث ويسمى عبد الله. وعبد العزى والد أبي الكنود وجعدة الشاعرين.
وعزازة بن عبد الدائم شيخ لأبي أحمد العسكري. والحسين بن علي المعتزي
المصري، روى عن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، وذكره الماليني ومعتزة بنت
الحصين الأصبهانية، روت عن عبد الملك بن الحسين بن عبد ربه العطار، ماتت
بعد الخمسمائة. والعزيزية، بالفتح: اسم لثلاث قرى بمصر بالشرقية والمرتاحية
والسمنودية. ومنية العز، اسم لأربع قرى بمصر أيضا، بالدقهلية وبالشرقية
وبالمنوفية وبالأشمونين، وكوم عز الملك ومنية عز الملك، ومنية عزون قرى
بالديار المصرية. وأبو العز محمد بن أحمد بن أحمد بن عبد الرحمن القاهري
شيخ شيوخنا، أجازه المعمر محمد بن عمر الشوبري والشمس البابلي والشمس بن
سليمان المغربي، سمع منه شيوخنا: الشهابان: أحمد بن عبد الفتاح المجيري،
وأحمد بن الحسن الخالدي، والمحمدان: ابن يحيى بن حجازي، وابن أحمد بن محمد
الأحمدي، وغيرهم، وهو من أعظم مسندي مصر، كأبيه. وعبد الله بن عزيز، مصغرا
مثقلا، من شيوخ العز عبد السلام البغدادي الحنفي.
ع-ش-ز
عشز الرجل يعشز، من حد ضرب، عشزانا، محركة: مشى مشية المقطوع الرجل، قاله
ابن القطاع، في التكملة: عشز على عصاه، أي توكأ. والعشوز: كجعفر وعذور:
الأرض الصلبة الغليظة الخشنة. العشوز: الشديد الخلق الغليظ من الإبل،
كالعشوز. العشوز: الخشن من الطريق، والأرض الصلب مسلكها، والجمع العشاوز.
قال الشماخ:
حذاها من
الصيداء نعلا طراقهـا
حوامي الكراع المؤيدات العشاوز
صفحة : 3768
ويروى: الموجعات، قاله الصاغاني. قلت: ويروى: المقفرات أيضا. العشوز:
الكثير من اللحم، والعشز بالفتح: فعل ممات، وهو غلظ الجسم، ومنه العشوزن،
كسفرجل، للغليظ من الإبل، والشديد الخلق العظيم من الناس، والنون زائدة.
والعشوزن أيضا: ما صعب مسلكه من الأماكن قال رؤبة:
أخذك بالميسور والعشوزن ويقال: قناة عشوزنة، أي صلبة كما في اللسان وسيأتي في عشزن بعض ذلك.
ع-ض-ز
عضز يعضز عضزا، من حد ضرب، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: أي منع، هكذا
نقله عنه الصاغاني. في اللسان: عضز يعضز: مضغ، في بعض اللغات، أو لم يعرفها
البصريون، قاله ابن دريد، وهو بناء مستنكر ثقيل.
ع-ض-م-ز
العضمز، كعملس، أهمله الجوهري، وهو الأسد، لشدته، العضمز: الشديد من كل
شيء، وكذلك الضخم من كل شيء، ورجل عضمز الخلق: شديده. قال اللحياني:
العضمز: الرجل البخيل، وبهاء الأنثى، وقد خالف هنا قاعدته: وهي بهاء، ليعطف
عليه ما بعده، قال حميد:
عضمزة فيها بـقـاء وشـدة ووال لها بادي النصاحة جاهد العضمزة: العجوز الغليظة اللحيين الداهية، هكذا في سائر النسخ، والصواب العجوز، والغليظة، إلى آخره، كما هو نص الصاغاني أيضا. قال الأزهري: عجوز عكرشة وعجرمة وعضمزة وقلمزة، هي اللئيمة القصيرة. قال الكسائي والعيضموز، كحيزبون: العجوز الكبيرة، وأنشد:
أعطى خباسة عيضموزا كزة لطعاء بئس هدية المتكـرم قال الليث: العيضموز: الناقة الضخمة التي منعها الشحم أن تحمل، أو هي الطويلة العظيمة، أو الغليظة اللحم المتقاربة الخلق، أو المجتمعة الشديدة، التي إذا رأيتها كأنها غضبى كالحة الوجه. العيضموز: الصخرة الطويلة العظيمة، نقله الصاغاني، ولم يذكر العظيمة.
ع-ط-م-ز
العيطموز، على وزن الذي سبق، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو من النوق
والصخرات: الطويلة العظيمة. ويقال: صخرة عيطموز: ضخمة، أو هو بدل من
عيطموس، بالسين المهملة، كما يجيء في محله، ولذا ذكره الأزهري في ترجمة
عطمس استطرادا. قلت: وسيأتي في العيطموس، عن ابن الأعرابي أنها الناقة
الهرمة.
ع-ف-ر-ز
عفرزان، بفتح العين والفاء والراء المشددة، ولو قال كمثنى عفرز كعلمس أو ما
يقرب من ذلك كان أخصر، وقد أهمله الجوهري، وهو اسم مخنث كان بالبصرة، قال
جرير:
عجبنا يا بني عدس بن زيد لبسطام شبيه عفـرزان قال الصاغاني: هو بسطام بن ضرار بن القعقاع بن معبد بن زرارة، وقد أهمله صاحب اللسان أيضا.
ع-ف-ز
صفحة : 3769
العفز، بالفتح، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو الجوز المأكول،
كالعفاز، كسحاب، الواحدة عفزة وعفازة. العفز: ملاعبة الرجل أهله،
كالمعافزة، ويقال: بات يعافزها، أي يلاعبها ويغازلها. قال الأزهري: هو من
باب قولهم: بات يعافسها، فأبدل من السين زايا. العفز: إناخته بعيره، وقد
عفزه. نقله الصاغاني. العفازة، كسحابة الأكمة، يقال: لقيته فوق عفازة.
العفازة، بالضم: جوزة القطن، كأنها شبهت بالجوز الذي يؤكل، وقد ضبطوا هذه
بالضم. ومما يستدرك عليه: عفزة، بالفتح: بلدة قديمة قرب الرقة الشامية، على
شاطئ الفرات، وهي الآن خراب، كما نقله الصاغاني. والعفازة، بالكسر: الأكمة،
لغة في العفازة، بالفتح، نقله الصاغاني. ويقال: للكمة التي تحت البيضة
والتركة والمغفر لتقي الراس، عفازة، كسحابة، قال الشاعر:
الطاعنين
الخيل في لباتها
والضاربين عفازة الجبار نقلته من كتاب الدرع
لأبي عبيدة.
ع-ق-ز
العقز، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو فعل ممات، وهو تقارب دبيب الذرة
أي النمل وما أشبهها. العنقز، كجعفر والنون زائدة، وهذا موضع ذكره، كما
ذكره ابن دريد، لا كما توهمه الجوهري فذكره في ع-ن-ق-ز بعد تركيب ع-ن-ز،
كما قاله الصاغاني: جردان الحمار. العنقز، كجعفر وهدهد: المرزنجوش، الأخيرة
عن كراع. قلت: وسيأتي في س-ف-ف أنه في لغة نجد، وأما أهل اليمن فيسمونه
سفسفا، كجعفر، وأنشد الجوهري للأخطل يهجو رجلا:
ألا اسلم سلمت أبا خالد وحياك ربك بالعنقـز قال الصاغاني: فاستشهد به الجوهري على أن العنقز هنا المرزنجوش، وليس كذلك، بل المراد به هنا جردان الحمار، وإنما غلط من نقل من كتابه، حيث رأى للعنقز معاني أحدها المرزنجوش، وسمع قول النابغة الذبياني:
رقاق النعال طيب حجزاتهـم يحيون بالريحان يوم السباسب فتوهم أن الذي يحيى به أبو خالد هو العنقز الذي هو المرزنجوش، وقد قاس الملائكة بالحدادين، فإن شعر النابغة مدح، والشعر الذي استشهد به الجوهري وعزاه إلى الأخطل، وليس في شعر الأخطل غياث بن غوث، ذم وهجاء، وليس له في حرف الزاي شيء. قلت: وقد ذكر الجوهري بعد هذا البيت أبياتا أخر وهي هذه:
وروى مشاشك
بالخـنـدري
س قبل الممات فلا تعجـز
أكلت القطاط فأفـنـيتـهـا
فهل في الخنانيص من مغمز
ودينك هذا كـدين الـحـمـا
ر بل أنت أكفر من هرمـز
ونقله ابن يري
وذكر في العنقز القولين. العنقزة، بهاء: الراية. قيل: العنقز، كجعفر: رجل
ردت شهادته عند بعض القضاة، المراد به إياس، لكنيته، وضبطه الحافظ بالراء،
وقد تقدم. وعمرو بن محمد العنقزي، وابنه الحسين، محدثان. ودارة العنقز،
هكذا في النسخ، والصواب: ذات العنقز، كما هو نص التكملة والتبصير، ثم إن
مقتضى سياقه أنه كجعفر، وضبطه الصاغاني بالضم وقال: هو موضع بديار بكر بن
وائل. ومما يستدرك عليه: العنقزان بالضم: المرزنجوش، نقله ابن بري. وقال
أبو حنيفة: ولا يكون في بلاد العرب، وقد يكون بغيرها، ومنه يكون هناك
اللاذن. والعنقز، بالضم: أصل القصب الغض، وقيل بالراء وقد ذكر في موضعه.
ومحمد بن علي بن العناقز الشلمغاني الذي أحدث مذهب الرفض ببغداد وقال
بالتناسخ والحلول، ذكره الصفدي. ومما يستدرك عليه هنا: ع-ق-ف-ز
صفحة : 3770
العقفزة، استدركه صاحب اللسان وقال: هو أن يجلس الرجل جلسة المجتبي، ثم يضم
ركبتيه وفخذيه، كالذي يهم بأمر شهوة له، قال:
ثم أصاب ساعة فعقفزا ثم علاها فدحا وارتهزا قلت: وسيأتي للمصنف في اقعنفز.
ع-ك-ز
العكز، بالفتح: التقبض، والفعل عكز، كسمع. العكز، بالكسر: الرجل السيء
الخلق البخيل المشؤوم المنقبض، وضبطه في اللسان ككتف. وعكز على عكازته:
توكأ، والعكازة، كرمانة، يأتي بيانها، كتعكز. وعكز الرمح: ركزه، وعكز
بالشيء: اهتدى به، والعكازة مشتق منه. والعكوز كجرول، وضبطه الصاغاني كتنور
وهو الصواب: عصا ذات زج في أسفلها يتوكأ عليها الرجل، كالعكاز، كرمان.
العكوز، كصبور، كما ضبطه الصاغاني: مثل الجبة من الحديد يجعل الأجذم رجله
فيها. وفي التكملة: فيه. وسموا، عاكزا وعكيزا، كزبير. وعكز الرمح تعكيزا:
أثبت فيه العكاز، نقله الصاغاني ولم يقيد بالرمح. قلت: العكازة تكنى عما
يتولاه الإنسان من منصب، ومنه قولهم: فلان من أرباب العكاكيز، ويقال: تعكز
قوسه، أي جعلها عكازة، وهذه من الأساس. ويقال: عكز بالشيء إذا جمع عليه
أصابعه، عن ابن القطاع، وعكز بالشيء: ائتم به، ومنه العكاز في اليد، عن ابن
القطاع أيضا.
ع-ك-ب-ز
العكبز، بالضم: أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الصاغاني: هو حشفة
الإنسان. باؤه منقلبة عن الميم.
ع-ك-م-ز
كالعكمز والعكموز، بضمهما. والعكمز والعكموز أيضا وبالهاء فيهما: المرأة
الحادرة التارة، نقله الأزهري، وقيل: هي الطويلة الضخمة، قال:
إني لأقلي الجلبح العجوزا وأمق الفتية العكمـوزا قال الأزهري: العكمز: الذكر المكتنز، وأنشد:
وفتحت للعرد بئرا هزهزا فالتقمت جردانه والعكمزا
ع-ل-ز
العلز، محركة: قلق وخفة وهلع وضجر واضطراب وشبه رعدة يصيب المريض والأسير،
تقول: على علز بين الشراسيف، وعضاض قيد يمنع من الرسيف، كذا يصيب الحريص
على الشيء كأنه لا يستقر مكانه من الوجع. قد يوصف به المحتضر فيقال: هو في
علز الموت، أي في قلقه وكربه، قالت أعرابية ترثي ابنها:
وإذا له علز وحشـرجة مما يجيش به من الصدر وقد علز، في الكل، كفرح، علزا وعلزانا، محركة فيهما، وهو علز، أي وجع قلق لا ينام، يقال: بات فلان علزا. ويقال: ما لي أراك علزا، وقال:
علزان الأسير شد صفادا والعلوز، كسنور: البشم، وقال الجوهري: هو لغة في العلوص، وهو وجع البطن الذي يقال له اللوى. العلوز: الجنون، وهذه عن الصاغاني. العلوز: الموت الوحي، وهذه عن اللسان، والعلوز: البظر الغليظ. وعالز: ع، قال الشماخ:
عفا بطن قو من سليمى فعـالـز فذات الغضى فالمشرفات النواشز أعلزه: أعجزه، وعلز عليه، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: العلز، محركة: ما تبعث من الوجع شيئا إثر شيء، كالحمى يدخل عليها السعال والصداع ونحوهما، وعلز من كذا: تمرض. وأعلزه الوجع: أقلقه، وعلز إلى الشيء: مال وعدل، وأيضا: اشتاق، كلاهما من التهذيب لابن القطاع.
ع-ل-ك-ز
العلكز، كزبرج وجعفر، أهمله الجوهري والصاغاني. وفي اللسان: هو الرجل
الغليظ الشديد الصلب الضخم العظيم، كالعلنكز، كسفرجل، والنون زائدة.
ع-ل-ه-ز
صفحة : 3771
العلهز، بالكسر: القراد الضخم، قاله ابن شميل. في حديث عكرمة: كان طعام أهل
الجاهلية العلهز. قال ابن الأثير: هو طعام من الدم والوبر كان يتخذ في أيام
المجاعة في الجاهلية، وذلك أن يخلط الدم بأوبار الإبل، ثم يشوى في النار،
قيل: وكانوا يخلطون فيه القردان. وقال الأزهري: العلهز: الوبر مع دم الحلم،
وأنشد ابن شميل:
وإن قرى قحطان قرف وعلهز فأقبح بهذا ويح نفسك من فعل وقال ابن الأعرابي: العلهز: الصوف ينفش ويشرب بالدماء ويشوى ويؤكل، قال: والناب المسنة علهز ودردح. قال ابن شميل: هي التي فيها بقية وقد أسنت. العلهز: نبات ببلاد بني سليم، له أصل كأصل البردي، ومنه حديث الاستسقاء:
ولا شيء مما
يأكل الناس عـنـدنـا
سوى الحنظل العامي والعلهز الفسل
ولـيس لـنـا إلا إلـيك فـرارنـا
وأين فرار الناس إلا إلى الـرسـل
في الصحاح: المعلهز: اللحم النيء، أي الذي لم ينضج. في التكملة: المعلهزة، بهاء: الشاة العجفاء. ومما يستدرك عليه: عن ابن سيده المعلهز: الحسن الغذاء، كالمعزهل.
ع-ن-ز
العنز: الماعز، وهي الأنثى من المعز والأوعال والظباء، ج أعنز وعنوز،
بالضم، وعناز، بالكسر، وخص بعضهم بالعناز جمع عنز الظباء. العنز: فرس أبي
عفراء سنان بن شريط بن عرفطة، وبه فسر قول الشاعر:
دلفت له بصدر العنز لما تحامته الفوارس والرجال وهو قول أبي محمد الأسود. وقال غيره: هو فرس أبي عفراء بن سنان المحاربي، محارب عبد القيس، أو اسم سيفه، كما قاله أبو الندى وكان معوجا، والمشهور هذا القول الثاني. العنز: الأكمة السوداء. قال رؤبة:
وإرم أخرس فوق العنز والإرم: علم يبنى فوقها ليهتدى به على الطريق في الفلاة، وكل بناء أصم فهو أخرس، ويروى: وإرم أعيس، نقله الأزهري والجوهري. العنز: العقاب الأنثى، والجمع عنوز، وبه فسر قول الشاعر:
إذا ما العنز من ملق تدلت ضحيا وهي طاوية تحوم العنز: سمكة كبيرة لا يكاد يحملها بغل، ويقال لها أيضا: عنز الماء. العنز أيضا: طير مائي، أي من طيور الماء. العنز: أنثى الحبارى والنسور والصقور، الأولى ذكرها ابن دريد. وقال غيره: ويقال لها العنزة أيضا. وعنز، بلا لام: امرأة من طسم، يقال لها عنز اليمامة، وهي الموصوفة بحدة النظر. قال الأصمعي: يقال إنها سبيت فحملوها في هودج وألطفوها بالقول والفعل فقالت عند ذلك هذا شر يومي وليس في نص الأصمعي لفظة هذا ونصه فعند ذلك قالت:
شر يوميها وأغواه لهـا ركبت عنز بحدج جملا أي شر أيامي حين صرت أكرم للسباء، يضرب مثلا في إظهار البر في اللسان والفعل لمن يراد به الغوائل، وحكى ابن بري قال: كان المملك على طسم رجلا يقال له عملوق أو عمليق، وكان لا تزف امرأة من جديس حتى يؤتى بها إليه فيكون هو المفتض لها أولا، وجديس هي أخت طسم، ثم إن عفيرة بنت عفار وهي من سادات جديس زفت على بعلها، فأتي بها إلى عمليق، فنال منها ما نال، فخرجت رافعة صوتها، شاقة جيبها، كاشفة قبلها، وهي تقول:
لا أحد أذل من
جديس
أهكذا يفعل بالعروس
صفحة : 3772
فلما سمعوا ذلك عظم عليهم واشتد غضبهم، ومضى بعضهم إلى بعض، ثم إن أخا
عفيرة وهو الأسود بن عفار صنع طعاما لعرس أخته عفيرة، ومضى إلى عمليق يسأله
أن يحضر طعامه، فأجابه وحضر هو وأقاربه وأعيان قومه، فلما مدوا أيديهم إلى
الطعام غدرت بهم جديس فقتل كل من حضر الطعام، ولم يفلت منهم أحد إلا رجل
يقال له رياح بن مرة، توجه حتى أتى حسان بن تبع، فاستجاشه عليهم، ورغبه
فيما عندهم من النعم، وذكر أن عندهم امرأة يقال لها عنز، ما رأى الناظرون
لها شبها، وكانت طسم وجديس بجو اليمامة، فأطاعه حسان، فخرج هو ومن عنده حتى
أتوا جوا، وكان بها زرقاء اليمامة، وكانت أعلمتهم بجيش حسان من قبل أن يأتي
بثلاثة أيام، فأوقع بجديس وقتلهم وسبى أولادهم ونساءهم، وقلع عيني زرقاء
وقتلها، وأتي إليه بعنز راكبة جملا، فلما رأى ذلك بعض شعراء جديس قال:
أخلق الدهر
بجو طلـلا
مثل ما أخلق سيف خللا
وتداعت أربـع دفـافة
تركته هامدا منتـخـلا
من جنوب ودبور حقـبة
وصبا تعقب ريحا شمألا
ويل عنز واستوت راكبة
فوق صعب لم يقتل ذللا
شر يوميها وأغواه لهـا
ركبت عنز بحدج جملا
لا ترى من بيتها خارجة
وتراهن إليهـا رسـلا
منعت جوا ورامت سفرا
ترك الخدين منها سبـلا
يعلم الحازم ذو اللب بـذا
أنما يضرب هذا مثـلا
نصب شر يوميها
على الظرفية بركبت، معنى ذلك ركبت بحدج جملا في شر يوميها، وعنز عنه عنوزا:
عدل ومال، وقال ابن القطاع تنحى. عنز فلانا عنزا: طعنه بالعنزة، قاله ابن
القطاع. وقال الزمخشري: عنزوه: طعنوا فيه، مثل نزكوه. العنزة محركة: رميح
بين العصا والرمح، قالوا: قدر نصف الرمح أو أكثر شيئا، فيه سنان مثل سنان
الرمح، وقيل: في طرفه الأسفل زج كزج الرمح يتوكأ عليها الشيخ الكبير، وقيل:
هي أطول من العصا وأقصر من الرمح، والعكازة قريبة منها. العنزة أيضا: دابة
تكون بالبادية، دقيقة الخطم، أصغر من الكلب، وهي من السباع، تأخذ البعير من
قبل دبره، وقلما ترى، وتزعم العرب أنها شيطان. أو هي كابن عرس تدنو من
الناقة الباركة ثم تثب فتدخل في حيائها فتندس، ونص الأزهري: فتندمص فيه حتى
تصل إلى الرحم: فتجتذبها فتموت الناقة مكانها. قال الأزهري: ورأيت بالصمان
ناقة مخرت من قبل ذنبها ليلا فأصبحت وهي ممخورة، قد أكلت العنزة من عجزها
طائفة، فقال راعي الإبل وكان نميريا فصيحا: طرقتها العنزة فمخرتها. والمخر:
الشق، وقلما تظهر لخبثها. العنزة: من الفأس: حدها. وعنزة بن أسد بن ربيعة
بن نزار بن معد، واسمه عمرو: بطن من أسد وهو من اللهازم. قال ابن الكلبي:
وقد دخلوا في عبد القيس، أو ابن عمرو، هكذا في النسخ بإثبات أو، والصواب
وابن عمرو، بالواو، وهو ابن عوف بن عدي بن عمرو بن مازن بن الأزد: أبو حي
من الأزد. وفاته عنزة بن عمرو بن أفصى بن حارثة الخزاعي، ذكره الصاغاني،
وعنيزة، مصغرا: هضبة سوداء بالشجي ببطن فلج بين لبصرة وحمى ضرية. قال
الصاغاني: وإياها عنى ابن حبيب حيث روى بيت امرئ القيس:
صفحة : 3773
ويوم دخلت الخدر يوم عنـيزة
فقالت لك الويلات إنك مرجلي وقال: هكذا
الرواية، قال: والدليل على أن عنيزة في هذا البيت موضع قوله:
أفاطم مهلا بعـض هـذا الـتـدلـل وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي قال ابن الكلبي: هي فاطمة بنت العبيد بن ثعلبة بن عامر العذرية. عنيزة: اسم جارية، نقله الجوهري. وعنيزتان، مثنى عنيز: ع، بالبادية. وأعنزه: أماله ونحاه. والمعنز، كمعظم: الرجل الصغير الرأس. يقال: رجل معنز الوجه، إذا كان قليل لحمه، وهو المعروق أيضا، أنشد النضر:
معنز الوجه في عرنينه شمم كأنما ليط ناباه بـزرنـيق سمع أعرابي يقول لرجل: هو معنز اللحية، وفسره أبو داوود بقوله: هو بز ريش، أي لحيته كالتيس، وبز بالفارسية التيس. واعتنز واستعنز، وتعنز، إذا تنحى الناس واجتنب عنهم. وقيل: المعتنز: الذي لا يساكن الناس لئلا يرزأ شيئا. ونزل فلان معتنزا إذا نزل حريدا في ناحية من الناس. ورأيته معتنزا ومنتبذا، إذا رأيته متنحيا عن الناس، وقال الشاعر، وهو أبو الأسود الدؤلي يقول في عمار بن عمرو البحلي وكان موصوفا بالبخل:
أباتك الله في أبيات معـتـنـز عن المكارم لا عف ولا قاري أي ولا يقري الضيف. والعنيز، كأمير، والعنوز: المصاب بداهية، نقله الصاغاني. وبنو العناز، بالكسر، هكذا ضبطه الصاغاني: قبيلة، أنشد شمر:
رب فتاة من بني العناز حياكة ذات حر كنـاز وعنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة: أبو حي، وهو بالفتح، وهو أخو بكر بن وائل. يقال: هما كركبتي العنز، وهو مثل يضرب للمتباريين، أي المتساويين في الشرف، وذلك لأن ركبتيها إذا أرادت أن تربض وقعتا معا. من أمثالهم أيضا: لقي فلان يوم العنز، يضرب لمن يلقى ما يهلكه، وحكي عن ثعلب: يوم كيوم العنز، وذلك إذا قاد حتفا، قال الشاعر:
رأيت ابن ذبيان يزيد رمى بـه إلى الشام يوم العنز والله شاغله قال المفضل: يريد حتفا كحتف العنز حين بحثت عن مديتها. قلت: وهو إشارة إلى مثل آخر، يقولون للجاني على نفسه جناية يكون فيها هلاكه: لا تك كالعنز تبحث عن المدية، وكذلك يقولون: حتفها تحمل ضأن بأظلافها. العنقز: في ع-ق-ز، وقد تقدم البحث فيه قريبا، وذكره الجوهري وبعض أئمة الصرف بعد تركيب ع-ن-ز. ومما يستدرك عليه: العنز، بالفتح: الباطل. والعنز: قبيلة من هوازن، وفيهم يقول:
وقاتلت العنز نصف النها ر ثم تولت مع الصادر والعنز وعنز: أكمة بعينها، وبه فسر قول الشاعر:
وكانت بيوم العنز صادت فؤاده كانوا نزلوا عليها فكان لهم بها حديث. والعنز صخرة في الماء. والجمع عنوز، والعنز أرض ذات حزونة ورمل وحجارة أو أثل. والعنزة، بالفتح: الحبارى. وتعنز الرجل: اجتنب الناس. وعنز: اسم رجل، وكذلك عناز، بالكسر. وعنيزة: قبيلة. وأعناز: بلد بين حمص والساحل. والعنز: فرس أبي عمرو بن سنان بن محارب، من عبد القيس، وفيه يقول:
دلفت له بصدر العنز لما تحامته الفوارس والرجال وعنازة، بالضم: اسم ماء. قال الأخطل:
رعى عنازة حتى
صر جندبها
وذعذع المال يوم تالع يقـر
صفحة : 3774
وعناز بن مدلل الضرير، عن أبي بكر الطرثيثي، مات سنة 538. ومن أمثالهم: لا
أفعل كذا حتى يؤوب العنزي.
ع-و-ز
العوز، بالفتح: حب العنب، عن أبي الهيثم في قوله: خرطت العنب خرطا، إذا
اجتذبت ما عليه من العوز بجميع أصابعك حتى تنقيه من عوده، وذلك الخرط، وما
سقط منه عند ذلك هو الخراطة، الواحدة عوزة، بهاء. العوز: بالتحريك: الحاجة
والعدم وسوء الحال وضيق الشيء. عوز الشيء، كفرح، عوزا: لم يوجد. عوز الرجل:
افتقر، كأعوز، فهو معوز فقير قليل الشيء. عوز الأمر: اشتد وعسر وضاق. قال
الليث: العوز: أن يعوزك الشيء وأنت محتاج إليه، وإذا لم تجد شيئا قل:
عازني. قال الأزهري: عازني، غير معروف. والمعوز، كمنبر، المعوزة، بهاء:
الثوب الخلق، زاد الجوهري: لم يبتذل. وفي حديث عمر رضي الله عنه: أمالك
معوز. أي ثوب خلق؛ لأنه لباس المعوزين، أي الفقراء، فخرج مخرج الآلة
والأداة ج معاوز. قال حسان رضي الله عنه:
وموؤودة مقرورة في معاوز بآمتها مرموسة لم تـوسـد الموؤودة: المدفونة حية. وآمتها: هنتها وهي القلفة. وفي التهذيب: المعاوز: خلقان الثياب، لف فيها الصبي أو لم يلف. وأعوزه الشيء، إذا احتاج إليه فلم يقدر عليه. وقال أبو مالك: يقال: أعوزني هذا الأمر، إذا اشتد عليك وعسر، وأعوزني الشيء يعوزني، أي قل عندي مع حاجتي إليه. أعوزه الدهر: أحوجه وحل عليه الفقر. وفي المحكم: عازني الشيء وأعوزني: أعجزني على شدة حاجة، والاسم العوز. يقال: ما يعوز لفلان شيء إلا ذهب به، أي ما يوهف له وما يشرف، قاله أبو زيد، بالزاي. قال أبو حاتم: وأنكره الأصمعي، وهو عند أبي زيد صحيح ومسموع من العرب، وإنه لعوز لوز، تأكيد له وإتباع، كما تقول: تعسا له ونعسا. وعوز، بالضم: اسم. ومما يستدرك عليه: أعوز الرجل فهو معوز ومعوز، إذا ساءت حاله، الأخيرة على غير قياس. وقيل: المعوزة: كل ثوب تصون به آخر، وقيل: هو الجديد من الثياب، حكي عن أبي زيد، والجمع معاوزة، زادوا الهاء لتمكين التأنيث، أنشد ثعلب:
رأى نظرة منها فلم يملك الهوى معاوز يربو تحتهـن كـثـيب فلا محالة أن المعاوز هنا الثياب الجدد، وقال:
محتضر المنافع أريحي نبيل في معاوزة طوال واعوز الرجل اعوزازا: احتاج، واختلت حاله، قاله الزمخشري. ومن أمثالهم المشهورة: سداد من عوز. قد ذكر في س-د-د. وهذا شيء معوز: عزيز، وعوز اللحم عوزا. وأعوز الشيء: تعذر، قاله ابن القطاع.
ع-ي-ز
عيز عيز، مكسوران مبنيان على الفتح، ويفتحان: زجر للضأن، أهمله الجوهري،
ونقله الصاغاني ونص عبارته هكذا: وعيز عيز، مكسوران مبنيان على السكون
ويفتحان. وفي كلام المصنف مخالفة ظاهرة، ثم إنه لغة في حيز حيز بالحاء، وقد
ذكر في موضعه.