الباب الحادي عشر: باب الزاي - الفصل الحادي والعشرون: فصل الميم مع الزاي

فصل الميم مع الزاي

م-ت-ز
متز فلان بسلحه، إذا رمى به، أهمله الجوهري، ونسبه الأزهري لابن دريد، قال: ومتس مثله، قال الأزهري: ولم أسمعها لغيره، قال الصاغاني: ولم أجده في الجمهرة. قلت: والقول ما قاله الصاغاني، والصواب أنه قول الليث، وسيأتي في م-ت-س تحقيق ذلك.

م-ح-ز
محز الجارية - كمنع - محزا ومحازا ظاهره أنها بالفتح، والصواب في الثاني الكسر: نكحها، أنشد شمر:

رب فتاة من بني العناز      حياكة ذات هن كنـاز
ذي عضدين مكلئز نازي     تأش للقبلة والمـحـاز

أي النكاح، وقد ضبطه الصاغاني، وهذا الحرف أهمله الجوهري، ونقله ابن القطاع والليث، وأنشد الليث لجرير:

كان الفرزدق شاعرا فخصيته     محز الفرزدق أمه من شاعر محز فلانا: لهزه، أو محزه، بالميم، ونحزه، بالنون، وبحزه، بالموحدة، ونهزه، بالنون والهاء، ولهزه، باللام، ومهزه، بالميم، وبهزه، بالموحدة، ولكزه ووكزه ووهزه ولقزه ولعزه: أخوات، نقل الكسائي منهن الثمانية الأول، وذكر ابن الأعرابي: البهز واللهز والوكز والمهز والمحز والنهز، وتقدم اللقز قريبا، وكذلك اللبز واللتز، وقد أغفل المصنف اللعز بهذا المعنى في موضعه، وقد أشرنا إليه. والماحوز: ريحان، ويقال له أيضا: مروماحوزي، ويختصر فيقال مرماحوز، وهو نبات مثل المرو الدقاق الورق، وورده أبيض، وهو طيب الريح، ويقال له: الخرنباش. ويأتي في خ-ر-ب-ش. ومما يستدرك عليه: الماحوز: هو المكان الذي بينهم وبين العدو، وفيه أساميهم، بلغة الشام، ومنه الحديث: فلم نزل مفطرين حتى بلغنا ماحوزنا ، وليس من حزت الشيء أحوزه؛ لأنه لو كان كذلك لقيل: محازنا، ومحوزنا. حققه الأزهري.

م-ر-ز

صفحة : 3807

المرز: القرص بأطراف الأصابع رفيقا غير موجع، ليس بالأظفار، فإذا أوجع المرز فقرص، عن أبي عبيد، وقيل: هو أخذ بأطراف الأصابع، قليلا كان أو كثيرا. وفي حديث عمر رضي الله عنه: أنه أراد أن يشهد جنازة رجل ويصلي عليه، فمرزه حذيفة ، أي قرصه بأصابعه؛ لئلا يصلي عليه، كأنه أراد أن يكفه عن الصلاة عليها؛ لأن الميت كان منافقا عنده، وكان حذيفة رضي الله عنه يعرف المنافقين. المرز: العيب والشين، ومنه عرض مريز، أي قد نيل منه. المرز: الضرب باليد، وبه فسر أيضا حديث سيدنا عمر الذي مر قريبا. مرز: ة بالبحرين. مرز: ة أخرى وهي غير التي بالبحرين. يقال: امرز لي من عجينك مرزة، بالكسر وضبطه في الصحاح بالفتح، أي اقطع لي منه قطعة. وقد مرزها يمرزها مرزا. والمرزة، بالضم: الحدأة، أو طائر كالعقبان. والمرزتان، بالفتح، - إنما ذكره بعد قوله : بالضم لرفع الالتباس، فلا يكون مستدركا - : الهنتان الناتئتان فوق الشحمتين، نقله الصاغاني، وهو من الأساس. وامترز عرضه ومن عرضه: نال منه، وقال ابن الأعرابي: عرض مريز وممترز منه، أي قد نيل منه، وهو مجاز. امترز شريكة: عزل عنه ماله. امترز من ماله مرزة، بالكسر، ومرزة، بالفتح: نال منه. ومنه أخذ الامتراز من العرض. ورجل تمرز - كعلبط - وتشدد الميم، أي قصير، نقله الصاغاني. ومارزه: مثل مارسه، عن اللحياني. ومما يستدرك عليه: مرز الصبي ثدي أمه مرزا: عصره بأصابعه في رضاعه، وربما سمي الثدي المراز لذلك، كذا في اللسان. قلت: وهو ككتاب، ونسبه الصاغاني لابن دريد. وتمراز، بالكسر: علم. والتمارز، كعلابط: القصير. ومرز، محركة: ناحية ببلاد الروم. والمرز، بالفتح: الحباس الذي يحبس الماء، فارسي معرب، عن أبي حنيفة، والجمع مروز. ومرز الشراب مرزا: تذوقه. والإناء: ملأه. وهذان عن ابن القطاع، وكأنه لغة في مرز، بتقديم الزاي، وقد تقدم مزر النبيذ مزرا: مصه، والإناء: ملأه، فلينظر.

م-ز-ز
مزه مزا: مصه. والمزة: المرة منه، وهي المصة، ومنه حديث المغيرة: فترضعها جارتها المزة والمزتين. المزة: الخمر اللذيذة الطعم سميت بذلك للذعها اللسان، وقيل: اللذيذة المقطع، عن ابن الأعرابي، هكذا رواه أبو سعيد بالفتح، وأنشد للأعشى:

نازعتهم قضب الريحان متكئا     وقهوة مزة راووقها خضل وقال حسان:

كأن فاها قهـوة مـزة      حديثة العهد بفض الختام كالمزاء، بالضم ممدودا، قال الفارسي: هو على تحويل التضعيف. وهو اسم لها، ولو كان نعتا لقيل: مزاء بالفتح. وقال أبو حنيفة: المزة والمزاء: الخمر التي تلذع اللسان وليست بالحامضة، قال الأخطل يعيب قوما:

بئس الصحاة وبئس الشرب شربهم      إذا جرت فيهم المزاء والسكـر وقال ابن عرس في جنيد بن عبد الرحمن المري:

لا تحسبن الحرب نوم الضحى      وشربك المزاء بـالـبـارد

صفحة : 3808

فلما بلغه ذلك قال: كذب علي، والله ما شربتها قط. قال أبو عبيد: المزاء: ضرب من الشراب يسكر. قال الجوهري: وهي فعلاء - بفتح العين - فأدغم؛ لأن فعلاء ليس من أبنيتهم، ويقال هو فعال من المهموز، قال: وليس بالوجه: لأن الاشتقاق ليس يدل على الهمزة، كما دل في القراء والسلاء. وقال ابن بري في قول الجوهري وهو فعلاء فأدغم، قال: هذا سهو؛ لأنه لو كانت الهمزة للتأنيث لامتنع الاسم من الصرف عند الإدغام، كما امتنع قبل الإدغام، وإنما مزاء فعلاء من المز، وهو بمنزلة قوباء في كونه على وزن فعلاء، قال: ويجوز أن يكون مزاء فعالا من المزية، والمعنى فيهما واحد؛ لأنه يقال: هو أمزى منه، وأمز منه، أي أفضل. كذلك المز، بالضم، فإنه من أسماء الخمر أيضا؛ سميت للذعها اللسان. المزة، بالكسر: ة بدمشق من ديار قضاعة، وإليها ينسب الإمام الحافظ أبو الحجاج يوسف بن الزكي المزي، روى عن العز الحراني، وابن أبي الخير، وصنف كتبا مفيدة، وأخوه محمد، وابنه عبد الرحمن بن يوسف، وأبو بكر بن يوسف، وابنه أحمد بن أبي بكر، وحفيده محمد بن احمد: محدثون. المزة، بالضم: الخمر التي فيها طعم حموضة ولا خير فيها، قال الجوهري: ولا يقال: مزة، بالكسر. ويقال: يروى في بيت الأعشى بالوجهين. وقال بعضهم: المزة: الخمر التي فيها مزازة، وهو طعم بين الحلاوة والحموضة، وأنشد:

مزة قبل مزجها فـإذا مـا     مزجت لذ طعمها من يذوق وقيل: هي من خلط البسر والتمر. والمز، بالكسر: القدر والفضل، والمعنيان مقتربان. يقال: فلان له مز عليك، أي فضل وقدر. وهذا أمز من هذا، أي أفضل. ومززت يا هذا - بالكسر - تمز، بالفتح، أي صرت مزيزا، كأمير، أي فاضلا، نقله الصاغاني. ومزمزه: حركه وأقبل به وأدبر، فتمزمز: تحرك، وكذلك البزبزة، وهو التحريك الشديد، وبه فسر قول ابن مسعود في سكران أتي به: ترتروه ومزمزوه، أي حركوه؛ ليستنكه، وهو أن يحرك تحريكا عنيفا؛ لعله يفيق من سكره ويصحو. وماززت بينهما: باعدت. نقله الصاغاني. وتمازت به النية: تباعدت، نقله الصاغاني أيضا. وتمزز: تمصص الشراب، وقال أبو عمرو: هو شربه قليلا قليلا. وفي رواية من حديث أبي العالية: اشرب النبيذ ولا تمزز، بهذا المعنى، والمشهور بزاي وراء، وقد ذكر في محله. والمزز، محركة: المهل. أيضا الكثرة والفضل: كالمزازة. والمزيز، كأمير: القليل مما يمص. المزيز: الصعب الذي لا ينال في فضله، كالأمز والمز، بالفتح. وعزيز مزيز: إتباع له، أو عزيز فاضل. يقال: شراب مز، ورمان مز، بالضم: بين الحامض والحلو. قال الليث: المز من الرمان: ما كان طعمه بين حلاوة وحموضة. وحكى أبو زيد عن الكلابيين: شرابكم مز. وقد مز شرابكم أقبح المزازة والمزوزة؛ وذلك إذا اشتدت حموضته. وتمزمز للقيام: نهض وتحرك. تمزمز بنو فلان: انحاشوا وتفرقوا، هكذا في سائر النسخ، وصوابه فرقوا، كما هو نص التكملة. ومما يستدرك عليه: رجل مز ومزيز وأمز، أي فاضل. وقد مز مزازة، ومززه: رأى له فضلا أو قدرا. ومززه بذلك الأمر: فضله، قال المتنخل الهذلي:

لكان أسوة حجاج وإخوتـه     في جهدنا وله شف وتمزيز

صفحة : 3809

كأنه قال: ولفضلته على حجاج وإخوته، وهم بنو المتنخل. قلت: ولم أجده في شعر المتنخل. والمز، بالكسر: الكثرة، ومنه قول النخعي: إذا كان المال ذا مز ففرقه في الأصناف الثمانية، وإذا كان قليلا فأعطه صنفا واحدا. وقد مز مزازة، فهو مزيز، إذا كثر. ويقال: ما بقي في الإناء إلا مزة، أي قليل. والمز اسم الشيء المزيز، وهو الذي يقع موقعا في بلاغته وكثرته. والتمزز: أكل المز وشربه. والمزمزة: التعتعة. ويقال: صحفة ممزة، بالكسر، أي واسعة. وحنطة مازة، وهي التي لا يكاد يعجن دقيقها؛ لرخاوته. وخلق مزماز - بالفتح - أي حسن ممتد. وكأمير: إسحاق بن إبراهيم بن مزيز السرخسي، عن مغيث بن بديل، وعنه ابنه أحمد، وعن أحمد جماعة منهم: ابنه محمد، وأبو حامد النعيمي، وعن محمد أبو الحسن بن رزقويه، وقريبهم محمد بن موسى بن إسحاق بن مزيز، ذكره الخطيب في تاريخه. وكزبير: محدث حماة إدريس بن محمد بن مزيز تقي الدين، روى عن ابن رواحة، وطبقته، وأولاده: التاج أحمد، وعبد الرحيم، وست الدار. قال الذهبي: سمعت منهم.

م-ش-ل-ز
المشلوز، أهمله الجوهري. وقال شمر: وهو بالكسر المشمشة الحلوة المخ، أخذ من المشمش واللوز، ذكره الأزهري في ش-ل-ز. قال الصاغاني: وحقه أن يذكر في أحد المواضع الثلاثة: إما في مضاعف الشين؛ لأن صدر الكلمة مضاعف، وإما في معتل الزاي؛ لأن عجز الكلمة أجوف، وإما في رباعي الشين. قال: وهذا أولى؛ لأن الكلمة مركبة، فصارت كشقحطب وحيعل وأخواتهما من المركبات. كذا في التكملة.

م-ض-ز
ناقة مضوز، كصبور: مسنة، أهمله الجوهري والصاغاني، وهو قلب ضموز، كذا ذكره صاحب اللسان.

م-ط-ز
المطز: كناية عن النكاح، كالمصد، أهمله الجوهري، وذكره ابن دريد، وقال: ليس بثبت. ومما يستدرك عليه: مواطيز: قرية من قرى بلنسية.

م-ع-ز
المعز، بالفتح، ذكر الفتح مستدرك، فإن الإطلاق كاف، ولو قال: المعز ويحرك، لجرى على قاعدته التي هي كالنص، والمعيز كأمير، والأمعوز، بالضم، والمعاز، ككتاب، والمعزى، بالكسر مقصورا ويمد - نقله الصاغاني، فلا عبرة بإنكار شيخنا له، وقوله إنه أي المد معروف، ولا يثبت: خلاف الضأن من الغنم؛ فالمعز ذوات الشعور منها، والضأن ذوات الصوف، قال الله تعالى: ومن المعز اثنين قرأ أهل المدينة والكوفة وابن فليح بتسكين العين، والباقون بتحريكها. قال سيبويه: معزى منون مصروف، لأن الألف للإلحاق لا للتأنيث، وهو ملحق بدرهم على فعلل، لأن الألف الملحقة تجري مجرى ما هو من نفس الكلم؛ يدل على ذلك قولهم: معيز وأريط، في تصغير معزى وأرطى، في قول من نون، فكسروا ما بعد ياء التصغير، كما قالوا: دريهم، ولو كانت للتأنيث لم يقلبوا الألف ياء، كما لم يقلبوها في تصغير حبلى وأخرى. وقال الفراء: المعزى مؤنثة، وبعضهم ذكرها، وقال الأصمعي: قلت لأبي عمرو بن العلاء: معزى من المعز? قال: نعم، قلت: وذفرى من الذفر? قال: نعم، وقال ابن الأعرابي: معزى يصرف إذا شبهت بمفعل، وهي فعلى، ولا تصرف إذا حملت على فعلى، وهو الوجه عنده. والماعز: واحد المعز، كصاحب وصحب للذكر والأنثى وقيل: الماعز الذكر، والأنثى ماعزة ومعزاة. وج مواعز. ويقال: معاز، بالكسر: اسم للجمع مثل البقر، وكذلك الأمعوز، قال القطامي:

فصلينا بهم وسعى سوانـا     إلى البقر المسيب والمعاز

صفحة : 3810

قال الليث: الماعز: الرجل الشديد عصب الخلق، وقيل: الحازم المانع ما وراءه، وهو مجاز. قال الجوهري: الماعز: جلد المعز، قال الشماخ:

وبردان من خال وسبعون درهما     على ذاك مقروظ من القد ماعز قوله: على ذام، أي مع ذاك. ماعز: ة بسواد العراق، نقله الصاغاني. قال ابن حبيب: الماعز: الرجل الشهم الحازم المانع ما وراءه. والضائن: الضعيف الأحمق. ماعز: أبو بطن من العرب. ماعز بن مالك الأسلمي المرجوم، في قصة مذكورة في جزء ابن الطلابة. ماعز بن مجالد بن ثور البكائي، له وفادة، ذكره ابن الكلبي. ماعز بن ماعز البصري، روي عن ابنه عبد الله عنه. ماعز: رجل آخر تميمي غير منسوب، نزل البصرة، وقيل: هو المتقدم قبله: صحابيون رضي الله عنهم. والأمعوز، بالضم: السرب من الظباء، قيل: الثلاثون منها إلى ما بلغت، وقيل: هو القطيع منها، وقيل: هو ما بين الثلاثين إلى الأربعين. الأخير نقله الجوهري، أو الأمعوز جماعة من الأوعال. وقال الأزهري: جماعة الثياتل من الأوعال. وقال غيره: الأمعوز: جماعة التيوس من الظباء خاصة. ج أماعيز وأماعز. والمعزى بالكسر مقصورا قد يؤنث وقد يمنع، وقد تقدم البحث في ذلك قريبا. والمعاز، ككتان: صاحبه. قال أبو محمد الفقعسي يصف إبلا بكثرة اللبن، ويفضلها على الغنم في شدة الزمان:

يكلن كيلا ليس بالممحوق      إذ رضي المعاز باللعوق عن ابن الأعرابي: المعزي بالكسر وياء النسبة: البخيل الذي يجمع ويمنع. والمعز، محركة: الصلابة؛ يقال: مكان أمعز، وأرض معزاء، أي حزنة غليظة ذات حجارة. وهو مجاز. ج معز - بالضم - وأماعز، ومعزاوات، فأما معز فعلى توهم الصفة، قال طرفة:

جماد بها البسباس يرهص معزها      بنات المخاض والصلاقمة الحمرا وأما أماعز؛ فلأنه قد غلب عليه الاسم. ومعزاوات جمع معزاء. وقال أبو عبيد في المصنف: الأمعز والمعزاء: المكان الكثير الحصى الصلب، حكى ذلك في باب الأرض الغليظة، وقال في باب فعلاء، المعزاء: الحصى الصغار، فعبر عن الواحد الذي هو المعزاء بالحصى الذي هو الجمع. وقال ابن شمي: المعزاء: الصحراء فيها إشراف وغلظ، وهو طين وحصى مختلطان، غير أنها أرض صلبة غليظة الموطئ. يقال: ما أمعزه من رجل، أي ما أشده وأصلبه، قاله الليث، وهو مجاز. وتمعز الوجه: تقبض، نقله الصاغاني، إن لم يكن تصحيفا عن تمعر، بالراء، أو تمغر، بالغين. تمعز البعير، إذا اشتد عدوه، نقله الصاغاني أيضا. ومعز الرجل، كفرح: كثرت معزاه، كأمعز. قال ابن دريد: استمعز الرجل، إذا جد في الأمر. وعبد الله بن معيز السعدي كزبير: تابعي، روى عن ابن مسعود، وعنه أبو وائل. ورجل ممعز، كمعظم: صلب الجلد خلقة. يقال: معزت المعزى - كمنع - وضأنت الضأن، أي عزلت هذه من هذه، ونقله المصنف في البصائر عن ابن عباد. ومما يستدرك عليه: الماعز من الظباء: خلاف الضائن؛ لأنهما نوعان. وأمعز القوم: صاروا في الأمعز. وقال الأصمعي: عظام الرمل ضوائنه، ولطافه مواعزه، وهو مجاز. والمعز - ككتف - والماعز: الجاد في أمره. ورجل معز: معصوب الخلق. وروي حديث عمر: تمعززوا واخشوشنوا، أي كونوا أشداء صبرا؛ من المعز وهو الشدة، وقيل: الميم زائدة، وقد ذكر في موضعه. وما أمعز رأيه: إذا كان صلب الرأي. واستمعز في رأيه: صلب وجد. وأبو ماعز: كنية رجل. وعلقمة بن ماعز: رجل، قال الشاعر:

صفحة : 3811

ويحك يا علقمة بن ماعـز      هل لك في اللواقح الحرائر

م-ل-ز
ملز به واملز - ظاهره أنه كأكرم، وقد ضبطه الصاغاني وغيره بتشديد الميم، وقالوا: هو لغة في املس - وتملز، ملزا واملازا وتملزا: ذهب به. يقال ملز عنه واملز عنه، إذا تأخر. وملزه تمليزا: خلصه، كملسه، فتملز هو، أي تخلص، ويقال: ما كدت أتملص من فلان ولا أتملز منه، أي لا أتخلص. وامتلزه: انتزعه واختطفه، كامتلسه. وانملز منه واملز: انملس وأفلت، نقله الجوهري عن ابن السكيت. والملز، ككتف: العضل من الرجال، نقله الصاغاني. الملاز، ككتان: الذئب لأنه يذهب بسرعة. يقال: بعته الملزى، محركة، أي الملسى. ويقال: تملز من الأمر تملزا، وتملس تملسا: خرج منه.

م-و-ز
الموز، ثمر معروف، والواحدة بهاء ملين مدر محرك للباءة، يزيد في النطفة والبلغم والصفراء، وإكثاره مثقل جدا؛ لأنه بطيء الهضم، وقنوه يحمل من الثلاثين إلى خمسمائة موزة، نقله المؤرخون. قلت: هو مشاهد في نواحي مقدشوه. قال أبو حنيفة: الموزة تنبت نبات البردي، ولها ورقة طويلة عريضة تكون ثلاثة أذرع في ذراعين، وترتفع قامة، ولا تزال فراخها تنبت حولها، كل واحد منها أصغر من صاحبه، فإذا أجرت قطعت الأم من أصلها، وطلع فرخها الذي كان لحق بها، فيصير أما، وتبقى البواقي فراخا، فلا تزال هكذا، ولذلك قال أشعب لابنه - فيما رواه الأصمعي - : لم لا تكون مثلي? فقال: مثلي كمثل الموزة لا تصلح حتى تموت أمها. وبائعه مواز، كشداد. والمواز بن حموية: محدث وهو شيخ البخاري، وقد حصل فيه تصحيف منكر للمصنف، وصوابه المرار - براءين - وما ظهر لي ذلك إلا بعد تأمل شديد، وتصفح أكيد، في التبصير للحافظ، والإكمال وذيله للصابوني، فلم أجد في المحدثين من اسمه المواز، إلى أن أرشدني الله تعالى بإلهامه: فظهر أنه تصحيف. وقال الحافظ في مقدمة الفتح: قال الجياني: أبو أحمد المرار بن حمويه الهمذاني - بفتح الميم والذال المعجمة - يقال إن البخاري حدث عنه في الشروط. ومما يستدرك عليه: منية الموز: قرية بمصر، من أعمال جزيرة قويسنا، وقد رأيتها. وابن المواز: من العلماء المالكية، وهو مشهور. ومحمد بن عبد الله بن حسن بن المواز: حدث، ذكره المقريزي في العقود.

م-ه-ز
مهزه، كمنعه، أهمله الجوهري، وقال الكسائي وابن الأعرابي: يقال: مهمزه ومحزه ونحزه وبهزه بمعنى: دفعه. وأهملها صاحب اللسان، وذكره استطرادا في ترجمة لهزه، نقلا عن الكسائي.

م-ي-ز

صفحة : 3812

مازه يميزه ميزا: عزله وفرزه، كأمازه وميزه، والاسم الميزة بالكسر، فامتاز وانماز وتميز واستماز، وكذلك اماز، وفي التنزيل العزيز: حتى يميز الخبيث من الطيب قرئ يميز من ماز يميز، وما ذكره المصنف من الأفعال المطاوعة كلها بمعنى واحد، إلا أنهم إذا قالوا: مزته فلم ينمز، لم يتكلموا بهما جميعا، إلا على هاتين الصيغتين، كما أنهم إذا قالوا: زلته فلم ينزل، لم يتكلموا به إلا على هاتين الصيغتين، لا يقولون: ميزته فلم يتميز، ولا زيلته فلم يتزيل، وهذا قول اللحياني. ماز الشيء يميزه ميزا: فضل بعضه على بعض، هكذا في سائر الأصول الموجودة، والذي في المحكم: فضل بعضه من بعض، وهذا هو الصواب. ماز فلان، إذا انتقل من مكان إلى مكان، عن ابن الأعرابي. يقال: رجل ميز وميز، كهين وهين: شديد العضل. واستماز القوم: تنحى عصابة منهم ناحية، كامتاز، قال الأخطل:

فإن لا تغيرها قريش بملكـهـا     يكن عن قريش مستماز ومزحل وتميز الرجل من الغيظ: تقطع، ومنه قوله تعالى: تكاد تميز من الغيظ وهو مجاز. وقول القاتل للمقتول: ماز رأسك - وقد يقول: ماز، ويسكت - معناه مد عنقك أو رأسك. قال الليث: فإذا قال: أخرج رأسك، فقد أخطأ. قال أبو منصور الأزهري: لا أدري ما هو، ونصه في التهذيب: لا أعرف ماز رأسك بهذا المعنى إلا أن يكون بمعنى مايز، فأخر الياء فقال: مازي، وحذف الياء للأمر، ونص التهذيب: وسقطت الياء في الأمر. ابن الأعرابي في نوادره: أصله أن رجلا أراد قتل رجل اسمه مازن فقال: ماز رأسك والسيف؛ ترخيم مازن، فصار مستعملا، وتكلمت به الفصحاء. واقتصر صاحب اللسان على ما ذكره الأزهري. ومما يستدرك عليه: الميز: التمييز بين الأشياء. والميز: الرفعة. والميزة، بالكسر: التنقل. وتميز القوم وامتازوا: صاروا في ناحية، وقيل انفردوا. واستماز عن الشيء: تباعد منه، واستماز عن الشيء: انفصل منه. وامتاز القوم: تميز بعضهم من بعض. والتمايز: التحزب والتنافس. وماز الأذى من الطريق: نحاه وأزاله. وانماز عن مصلاه: تحول عنه.