فصل النون مع الزاي
ن-ب-ز
النبز، بالكسر: قشر النخلة الأعلى، نقله الصاغاني، وهو السعف. النبز،
بالفتح: مثل اللمز. النبز، مصدر نبزه ينبزه، إذا لقبه، كنبزه، شدد للكثرة.
النبز، بالتحريك: اللقب والجمع الأنباز. النبز ككتف: اللئيم، نقله
الصاغاني، وزاد المصنف: في حسبه وخلقه، ولم يقيده الصاغاني بشيء. ورجل
نبزة، كهمزة: يلقب الناس كثيرا. والتنابز: التعاير، وهو أن يلقب بعضهم بعضا
بما يعيره به، وبه فسر قوله تعالى: ولا تنابزوا بالألقاب أي لا تعايروا بها
بعضكم بعضا بما تكرهون، بل يجب أن يخاطب المؤمن بأحب الأسماء إليه. قيل:
التنابز: هو التداعي بالألقاب، وهو يكثر فيما كان ذما. ومنه الحديث: أن
رجلا كان ينبز قرقورا ، أي يلقب بقرقور. وقال الخليل: الأسماء على وجهين:
أسماء نبز، مثل زيد وعمرو، وأسماء عام، مثل فرس ورجل ونحوه.
ن-ج-ز
صفحة : 3813
نجز الشيء، بالجيم، كفرح ونصر: انقضى وفني وذهب، فهو ناجز. نجز الوعد ينجز
نجزا، من حد نصر: حضر، وقد يقال: نجز كفرح، قال شيخنا: اللغتان فصيحتان
مسموعتان، وحقق ابن غالب في شرح الكتاب أن نجز - كنصر - هو الوارد في معنى
حضر، ونجز - كفرح - هو الوارد في معنى فني وانقضى، واختاره جماعة، وكثر
دورانه، حتى قال القائل: نجز الكتاب، إذا أردت تمامه، بالكسر، فتح الجيم
ليس بجائز، فإذا أردت به الحضور فتحت منه، للحديث: أتى بأمر ناجز. ومال
إليه الشهاب في شرح الدرة وغيره. والصواب أن هذا هو الأفصح في الاستعمال،
واللغتان مسموعتان. انتهى. قلت: وأنشد الجوهري قول النابغة الذبياني:
وكنت ربيعا لليتامـى وعـصـمة فملك أبي قابوس أضحى وقد نجز هكذا ضبطه بكسر الجيم، وروى أبو عبيد هذا البيت نجز بفتح الجيم، وقال: معناه فني وذهب، والأكثر على قول أبي عبيد، ومعنى البيت: أي انقضى وقت الضحى؛ لأنه مات في ذلك الوقت. وأبو قابوس: كنية النعمان بن المنذر. نجز الكلام: انقطع وتم. قال ابن السكيت: نجز حاجته ينجزها نجزا، من حد نصر: قضاها، كأنجزها إنجازا. يقال: أنت على نجز حاجتك، بفتح النون ويضم، أي على شرف من قضائها. والناجز والنجيز، كناصر وأمير: الحاضر المعجل. ومن أمثالهم: ناجزا بناجز، كقولك: يدا بيد، وعاجلا بعاجل. وفي الحديث: إلا ناجزا بناجز ، أي حاضرا بحاضر. والمناجزة في القتال: المبارزة والمقاتلة: وهو أن يتبارز الفارسان، فيتمارسا حتى يقتل كل واحد منهما صاحبه، أو يقتل أحدهما، قال عبيد:
كالهندواني المـهـن د هزه القرن المناجز كالتناجز بهذا المعنى. ويقال: تناجز القوم، أي تسافكوا دماءهم؛ كأنهم أسرعوا في ذلك. واستنجز حاجته، وتنجزها: استنجحها. استنجز العدة وتنجزه إياها: سأل إنجازها واستنجحها. وتنجز الشراب: ألح في شربه، وهذه عن أبي حنيفة. قال أبو المقدام السلمي: أنجز على القتيل، وأوجز عليه، وأجهز، بمعنى واحد. قال غيره: أنجز على الوعد إنجازا، إذا وفى به، كنجز به. ونجاويز: د، باليمن، ذكره الكميت في شعره، كذا في المعجم، ونقله الصاغاني. من أمثالهم: أنجز حر ما وعد. يضرب في الوفاء بالوعد، أي أوفى الحر بما وعد، هذا هو المشهور فيه، وقد يضرب في الاستنجاز أيضا، وهو سؤاله لوفائه. قال الحارث بن عمرو لصخر بن نهشل: هل أدلك على غنيمة ولي خمسها? فقال: نعم، فدله على ناس من اليمن، فأغار عليهم صخر، فظفر وغلب وغنم، فلما انصرف قال له الحارث ذلك القول فوفى له صخر بالخمس من الغنيمة، كما في كتب الأمثال. من أمثالهم: إذا أردت المحاجزة فقبل المناجزة، أي المسالمة قبل المسارعة والمعاجلة في القتال؛ يضرب في حزم من عجل الفرار ممن لا قوام له به. وقال أبو عبيد: يضرب لمن يطلب الصلح بعد القتال. ومما يستدرك عليه: وعد ناجز ونجيز: قد وفي به. وقال ابن الأعرابي في قولهم:
جزا الشموس ناجزا بناجز أي جزيت جزاء سوء فجزيت لك مثله، وقال مرة: إنما ذلك إذا فعل شيئا ففعلت مثله، لا يقدر أن يفوتك ولا يجوزك في كلام أو فعل. ولأنجزن نجيزتك، أي لأجزين جزاءك. والمناجزة: المخاصمة، ومنه قول عائشة رضي الله عنها: ثلاث تدعهن أو لأناجزنك.
ن-ح-ز
نحزه، كمنعه: دفعه، قاله الكسائي وابن الأعرابي، قال ذو الرمة:
والعيس من عاسج أو واسج خببا
ينحزن من جانبيها وهي
تنسلب
صفحة : 3814
أي يدفعن بالأعقاب في مراكلها يعني الركاب. نحزه نحزا: نخسه. نحزه ينحزه
نحزا: دقه وسحقه بالمنحاز، بالكسر، اسم للهاون وهو الذي يدق فيه. النحاز،
كغراب: داء للإبل يصيبها في رئتها، وكذلك الدواب كلها تسعل به سعالا شديدا،
وقد نحز ونحز، ككرم وفرح. وبعير ناحز ونحيز ونحز ككتف، وهذه عن سيبويه،
ومنحوز، ومنحز، كمحدث: به نحاز: سعال شديد. وناقة نحزة ومنحزة، نقلهما
الكسائي وأبو زيد، وكذلك ناحز ومنحوزة، قال الشاعر:
له ناقة منحوزة عند جنـبـه وأخرى له معدودة ما يثيرها وأنحزوا: أصاب إبلهم ذلك، أي النحاز. والنحيزة: الطبيعة والنحيتة، ويجمع على النحائز. من المجاز: النحيزة: طريقة من الأرض مستدقة صلبة، أو طريقة من الرمل سوداء ممتدة كأنها خط، مستوية مع الأرض خشنة لا يكون عرضها ذراعين، وإنما هي علامة في الأرض. والجمع النحائز. أو قطعة منها، كالطبة، ممدودة في بطن الأرض نحوا من ميل أو أكثر، تقود الفراسخ وأقل من ذلك. وقال أبو خيرة: النحيزة: الحبل المنقاد في الأرض. وقال غيره: النحيزة: المسناة في الأرض، وقيل: مثل المسناة. وقيل: هي السهلة. وقال الأزهري: وأصل النحيزة الطريقة المستدقة. وكل ما قالوا فيها هو صحيح، وليس باختلاف؛ لأنه يشاكل بعضه بعضا. قال أبو عمرو: النحيزة: نسيجة شبه الحزام تكون على الفساطيط والبيوت تنسج وحدها؛ فكأن النحائز من الطرق مشبهة به. وقال غيره: النحيزة: طرة تنسج ثم تخاط على شفة الشقة من شقق الخباء. وقيل: النحيزة من الشعر: هنة عرضها شبر، وطويلة، يعلقونها على الهودج، يزينونه بها، وربما رقموها بالعهن. وقيل: هي مثل الحزام بيضاء. النحيزة: واد بديار غطفان، عن أبي موسى. والنحاز، كغراب وكتاب: الأصل، مثل النحاس والنحاس. قال الجوهري: الأنحزان: النحاز والقرح، وهما داءان يصيبان الإبل. والمنحاز - هكذا في النسخ - وفي التكملة: منحاز بالكسر - : فرس عباد بن الحصين الحبطي. وفي المثل أنشده الليث:
دقك بالمنحاز حب الفلفل قال الأصمعي: الفاء تصحيف، وإنما هو القلقل، بقافين. قال أبو الهيثم: القاف تصحيف، وإنما هو الفلفل، بفاءين؛ لأن حب القلقل بالقاف لا يدق، يضرب في الإلحاح على الشحيح، ويوضع في الإدلال والحمل عليه، كما في كتب الأمثال. ومما يستدرك عليه: النحز: الضرب بالجمع في الصدر. والراكب ينحز بصدره واسطة الرحل، أي يضربها، قال ذو الرمة:
إذا نحز الإدلاج ثغرة نـحـره به أن مسترخي العمامة ناعس والنحائز: الإبل المضروبة، واحدتها نحيزة. ونحز النسيجة: جذب الصيصة ليحكم اللحمة. والنحز من عيوب الخيل: هو أن تكون الواهنة ليست بملتئمة، فيعظم ما والاها من جلد السرة؛ لوصول ما في البطن إلى الجلد، فذلك في موضع السرة يدعى النحز، وفي غير ذلك الموضع يدعى الفتق. والنحز أيضا: السعال عامة. ونحز الرجل: سعل. ونحزة له: دعاء عليه. والناحز: أن يصيب المرفق كركرة البعير فيقال: به ناحز. قال الأزهري: لم أسمع الناحز في باب الضاغط لغير الليث، وأراه أراد الحاز فغيره. والنحيزة: الطريق بعينه؛ شبه بخطوط الثوب.
ن-خ-ز
نخزه، بالخاء المعجمة، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: يقال: نخزه بحديدة أو
نحوها، كمنعه، إذا وجأه بها. نخزه بكلمة: أوجعه بها، كذا في اللسان
والتكملة.
ن-ر-ز
صفحة : 3815
النرز، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو فعل ممات، وهو الاستخفاء من فزع،
زعموا. قال: وبه سموا نرزة ونارزة، قال: وأحسبه مصنوعا، قال: والنرز أيضا
غير محفوظ، قلت: وقد سبق للمصنف أنه ليس في الكلام نون وراء بلا فاصل
بينهما، وقال شيخنا: فيزاد هذا على ونر وما معه. قلت: قدمنا الكلام في ونر
وذكرنا هناك ما حصل للمصنف من التصحيف في تقليده للصاغاني، وقد سمعت عن ابن
دريد في النرز ما يدل على أنه مصنوع، وما عداهما فإما فارسية معربة، أو
كلمة مصنوعة، والأصل إبقاء القاعدة على صحتها، فتأمل. قال ابن الأعرابي:
النرز: ع. قلت: وكأنه لغة في النرس، بالسين، كما سيأتي. قال: النريزي صاحب
الحساب لا أدري إلى أي شيء نسب. قال الصاغاني: نريز، كأمير: ة بأذربيجان من
نواحي أردبيل، وإليها نسب النريزي صاحب الحساب، وهو أحمد بن عثمان الحافظ
الفرضي. قال الحافظ: روى عنه أبو المفضل الشيباني، ذكره أبو العلاء الفرضي،
ثم تردد فذكره بفتح الموحدة وزاي مكررة، وقال: ليحرر. قلت: الأول هو
الصواب. وقد حدث عن أحمد بن الهيثم الشعراني، ويحيى بن عمرو بن نفلان
التنوخي، ونظيره عبد الباقي بن يوسف بن علي النريزي أبو تراب المراغي نزيل
نيسابور، مات سنة 492 ذكره ابن نقطة. قلت: وروى عن أبي عبد الله المحاملي
وأبي القاسم بن بشران، وعنه أبو منصور الشحامي، وغيره. ونيريز، بالفتح،
وزيادة ياء تحتية بين النون والراء: ة بفارس، من أعمال شيراز، ومنها:
الإمام جمال الدين محمد بن عبد الله بن محمد الحسيني النيريزي، ممن صافح
الزين الخوافي وأخذ عنه، وأبو نصر الحسين بن علي بن جعفر النيريزي، ذكره
الأمير. والنيروز: اسم أول يوم من السنة عند الفرس، عند نزول الشمس أول
الحمل، وعند القبط أول توت، كما في المصباح، معرب نوروز، أي اليوم الجديد،
وقد اشتقوا منه الفعل، كما حكي أنه قدم إلى علي رضي الله عنه شيء من
الحلوى، فسأل عنه، فقالوا: للنيروز، فقال: نيرزونا كل يوم، وفي المهرجان
قال: مهرجونا كل يوم، وفيه استعمال الفعل من الألفاظ الأعجمية، وهو من قوة
الفصاحة، وطلاقة اللسان، والقدرة على الكلام، فهو إما أن يلحق بالمنحوت، أو
المأخوذ من الألفاظ الجامدة؛ كتحجر الطين: صار حجرا، ونحوه، كما حققه
شيخنا، ونقل عن عبث الوليد للمعري كلاما يناسب ذكره هنا، فنقلته برمته لأجل
الفائدة، ونصه: النيروز: فارسي معرب، ولم يستعمل إلا في دولة بني العباس،
فعند ذلك ذكرته الشعراء، ولم يأت في شعر فصيح؛ إذ كان نقل عن أعياد فارس،
والمحدثون يستعملونه على جهتين: منهم من يقول: نيروز، فيجيء به على فيعول،
وهو في الأسماء العربية كثيرا؛ كالعيشوم: نبت، وكذا القيصوم، والديجور،
للظلمة. وفوعول معدوم في كلام العرب، والنيروز إذا حمل على العربية يجب أن
يكون اشتقاقه من النرز، ولم يصح في اللغة أن النرز يستعمل، وقد زعم بعض أنه
الأخذ بأطراف الأصابع، وقيل: الأخذ في خفية، ولم يبنوا في الثلاثية المحضة
اسما أوله نون وراء، وأما النرد الذي يلعب به فليست بعربية، وقالوا: النيرب
للنميمة والداهية ولم يقولوا: النرب، ولم يهجروا هذا البناء لأنه ثقيل على
اللسان، ولكن تركوه باتفاق أن الراء تجيء بعد النون كثيرا في غير الأسماء،
يقولون: نرضى ونرقى ونرمي في أفعال كثيرة يلحقها نون المضارعة وأول حروفها
الأصلية راء. وإنما ترك هذا اللفظ كما ترك الودع، ولو استعمل لكان حسنا.
انتهى. وابن نيروز الأنماطي، محدث. قلت: هو أبو بكر محمد بن إبراهيم بن
نيروز
صفحة : 3816
الأنماطي، حدث عن يحيى بن محمد بن السكن، وعنه أبو محمد عبيد الله بن أحمد
بلن معروف قاضي القضاة، كذا وجدته في روضة الأخبار، للخطيب عبد الله بن
أحمد الطوسي. قلت: وقد حدث عنه أيضا الدار قطني. وعبد الله بن نيروز المصري
الناسخ، حدث عنه ابن رواح بالإجازة. ومما يستدرك عليه: نيروز: مدينة من
نواحي السند، بين الديبل والمنصورة، على نصف الطريق، ذكره ياقوت. وعين أبي
نيرز بالفتح وكسر الراء: من صدقات علي رضي الله عنه بأعراض المدينة
المشرفة، نسب إلى عبد حبشي اسمه أبو نيرز كان يعمل فيها. قلت: هو مولى علي
بن أبي طالب، وكان ابنا للنجاشي نفسه، وإن عليا وجده مع تاجر بمكة فاشتراه،
فأعتقه؛ مكافأة لما صنع أبوه مع المسلمين، ويقال: لما مرج أمر الحبشة بعد
موت أبيه أرسلوه له وفدا ليملكوه ويتوجوه، فأبى، وكان من أطول الناس قامة،
وأحسنهم وجها، إذا رأيته قلت: رجل من العرب، كذا في الروض للسهيلي.ي، حدث
عن يحيى بن محمد بن السكن، وعنه أبو محمد عبيد الله بن أحمد بلن معروف قاضي
القضاة، كذا وجدته في روضة الأخبار، للخطيب عبد الله بن أحمد الطوسي. قلت:
وقد حدث عنه أيضا الدار قطني. وعبد الله بن نيروز المصري الناسخ، حدث عنه
ابن رواح بالإجازة. ومما يستدرك عليه: نيروز: مدينة من نواحي السند، بين
الديبل والمنصورة، على نصف الطريق، ذكره ياقوت. وعين أبي نيرز بالفتح وكسر
الراء: من صدقات علي رضي الله عنه بأعراض المدينة المشرفة، نسب إلى عبد
حبشي اسمه أبو نيرز كان يعمل فيها. قلت: هو مولى علي بن أبي طالب، وكان
ابنا للنجاشي نفسه، وإن عليا وجده مع تاجر بمكة فاشتراه، فأعتقه؛ مكافأة
لما صنع أبوه مع المسلمين، ويقال: لما مرج أمر الحبشة بعد موت أبيه أرسلوه
له وفدا ليملكوه ويتوجوه، فأبى، وكان من أطول الناس قامة، وأحسنهم وجها،
إذا رأيته قلت: رجل من العرب، كذا في الروض للسهيلي.
ن-ز-ز
النز: ما يتحلب من الأرض من الماء، ويكسر، والكر أجود، فارسي معرب. النز:
الكثير. النز: الذكي الفؤاد الظريف الخفيف الروح العاقل، عن أبي عبيدة، قال
الشاعر:
في حاجة القوم خفاقا نزا النز أيضا: السخي، نقله الصاغاني. النز أيضا: الطياش. وهو ذم، قال البعيث، كما في التكملة، والصواب: قال جرير يهجو البعيث:
لقى حملته أمه وهي ضيفة فجاءت بنز من نزالة أرشما أي من ماء عبد أرشم. النز: الرجل الكثير التحرك كالمنز بكسر الميم. ونز الظبي ينز نزيزا: عدا وأسرع. كذلك إذا صوت، عن أبي الجراح، حكاه الكسائي، كما في الصحاح، قال ذو الرمة:
فلاة ينز الظبي في حجـراتـهـا
نزيز خطام القوس يحذي بها
النبل
صفحة : 3817
نزت الأرض. وفي الصحاح: أنزت: تحلب منها النز، أو صارت ذات نز، أو صارت
منابع، هكذا في سائر الأصول بموحدة، ومثله في التكملة، والذي في المحكم:
مناقع للنز، بالقاف. نز عني: انفرد جانبا. قتلته النزة، بالكسر، أي الشهوة.
في نوادر ابن الأعرابي: النزيز، كأمير: الشهوان. في التكملة: النزيز:
الظريف، كالنز. النزيز: اضطراب الوتر عند الرمي. نز الرجل ينز، من حد ضرب،
وكذلك الوتر. وأنز: تصلب وتشدد، نقله الصاغاني. والمنازة: المعازة
والمنافسة. والنزنزة: تحريك الرأس. والنزانز، بالضم: القريع من الفحول،
نقلهما الصاغاني. ونززه عن كذا، أي نزهه، كذا في اللسان. نززت الظبية
تنزيزا: ربت ولدها طفلا. يقال: هو نزيز شر، كأمير: ونزازه ككتاب، أي لزيزه
ولزازه. ولم يذكر لزاز في موضعه، وإنما ذكر: لزه ولزيزه، وقد أشرنا هناك.
والمنز، بكسر الميم: المهد مهد الصبي، سمي بذلك لكثرة حركته. وظليم نز:
سريع لا يستقر في مكان، قال:
أو بشكى وخد الظليم النز وخد، بدل من بشكى، أو منصوب على المصدر. ومما يستدرك عليه: أنزت الأرض: نبع منها النز. وأنزت: صارت ذات نز. وأرض نازة ونزة: ذات نز، كلتاهما عن اللحياني. وناقة نزة: خفيفة، وبعير نز: خفيف، قال الشاعر:
عهدي بجناح إذا ما اهـتـزا وأذرت الريح تـرابـا نـزا
أن سوف يمطيه وما ارمأزا أي يمضي عليه، ونزا، أي خفيفا. والنزاز، بالكسر: المنازعة والمنافسة، والعامة تقول: نزناز. والنزة، بالفتح: موضع من حوف رمسيس بمصر، وقد وردته.
ن-ش-ز
صفحة : 3818
النشز: المكان. وفي المحكم: المتن المرتفع من الأرض، كالنشاز، بالفتح،
والنشز - محركة - وقيل، النشز والنشز: ما ارتفع عن الوادي إلى الأرض، وليس
بالغليظ. ج، أي جمع النشز بالفتح نشوز. جمع المحرك أنشاز، كسبب وأسباب،
ونشاز مثل جبل وأجبال وجبال. النشز: الارتفاع في مكان. وقد نشز الرجل في
مجلسه ينشز وينشز، بالضم والكسر: ارتفع قليلا: ونشز: أشرف على نشز من الأرض
وظهر. ويقال: اقعد على ذلك النشاز. وفي الحديث: كان إذا أوفى على نشز كبر
أي ارتفع على رابية في سفر، يروى بالتحريك والتسكين. ونشز بقرنه ينشز به
نشزا: احتمله فصرعه. قال شمر: وهذا كأنه مقلوب مثل جبذ وجذب. نشزت نفسه:
جاشت من فزع. من المجاز: نشزت المرأة بزوجها، وعلى وزجها: تنشز وتنشز
نشوزا، وهي ناشز: استعصت على زوجها وارتفعت عليه وأبغضته، وخرجت عن طاعته،
وفركته، وقد تكرر ذكر النشوز في القرآن والأحاديث، وهو أن يكون بين
الزوجين، قال أبو إسحاق: وهو كراهة كل واحد منهما صاحبه، وسوء عشرته له،
واشتقاقه من النشز، وهو ما ارتفع من الأرض. نشز بعلها عليها ينشز نشوزا:
ضربها وجفاها وأضر بها، قال الله تعالى: وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو
إعراضا وعرق ناشز: منتبر، أي مرتفع لا يزال يضرب، من داء أو غيره. وقلب
ناشز: ارتفع عن مكانه رعبا، أي من الرعب. وأنشز عظام الميت إنشازا: رفعها
إلى مواضعها، وركب بعضها على بعض، وبه فسر قوله تعالى: وانظر إلى العظام
كيف ننشزها ثم نكسوها لحما قال الفراء: قرأ زيد بن ثابت ننشزها بالزاي،
والكوفيون بالراء. قال ثعلب: والمختار بالزاي. أنشز الشيء: رفعه عن مكانه،
ومنه الحديث: لا رضاع إلا ما أنشز العظم أي رفعه وأعلاه، وأكبر حجمه.
والنشز، محركة. الرجل المسن القوي، أي الذي أسن ولم ينقص، نقله الجوهري عن
ابن السكيت، ويقال: إنه لنشز من الرجال، وصتم، إذا انتهى سنه وقوته وشبابه.
وتنشز له: مثل تشزن، وسيذكر في موضعه. ومما يستدرك عليه: رجل ناشز الجبهة،
أي مرتفعها. ولحمة ناشزة: مرتفعة على الجسم. تل ناشز: مرتفع، وجمعه نواشز.
وفي القرآن: وإذا قيل انشزوا فانشزوا قال الفراء: قرأها الناس بكسر الشين
والحجازيون يرفعونها، قال: وهما لغتان. قال أبو إسحاق: معناه إذا قيل
انهضوا فانهضوا وقوموا. ويقال: نشز الرجل ينشز، إذا كان قاعدا فقام. وركب
ناشز: ناتئ مرتفع. وقول الشاعر، أنشده ابن الأعرابي:
فما ليلى بناشزة القصيرى ولا وقصاء لبسيها اعتجار فسره فقال: ناشزة القصيرى، أي ليست بضخمة الجنبين مشرفة القصيرى بما عليها من اللحم. ورجل نشز: غليظ عبل، قال الأعشى:
وتركب مني إن بلوت نكيثتي على نشز قد شاب ليس بتوأم أي غلظ، ذهب إلى تعظيمه، فلذلك جعله أشيب. ونشز بالقوم في الخصومة نشوزا: نهض بهم للخصومة. وقال أبو عبيد: النشز والنشز: الغليظ الشديد. ودابة نشيزة، إذا لم يكد يستقر الراكب على ظهرها. ويقال للدابة إذا لم يكد يستقر السرج والراكب على ظهرها: إنها لنشزة، قاله الليث. وقال ابن القطاع: نشز القوم في مجلسهم: تقبضوا لجلسائهم، وأيضا قاموا منه.
ن-ط-ن-ز
صفحة : 3819
نطنز، كجعفر، ويقال: نطنزة، بزيادة هاء: د، بين قم وأصبهان، على عشرين
فرسخا من أصبهان، وقد أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وممن نسب إليها: أبو عبد
الله الحسين بن إبراهيم، يلقب ذا اللسانين؛ لحسن نظمه ونثره بالعربية
والعجمية، سمع أصحاب أبي الشيخ الحافظ، وعنه حفيده أبو الفتح محمد بن علي
بن الحسين النطنزيان الأديبان. مات أبو الفتح سنة 497 وله ترجمة واسعة في
ذيل البنداري على تاريخ الخطيب.
ن-غ-ز
نغز، بالغين المعجمة، أهمله الجوهري، وقال الفراء: نغز بينهم: أغرى وحمل
بعضهم على بعض، كنزغ. ونغزهم النغاز، كرمان، أي نزغهم النزاغ. نغز الصبي:
دغدغه كنزغه.
ن-ف-ز
نفز الظبي ينفز - من حد ضرب - نفزا ونفوزا ونفزانا، محركة: وثب في عدوه
ونزا، وكذلك أبز يأبز، قاله الأصمعي، وقيل: رفع قوائمه معا ووضعها معا،
وقيل: هو أشد إحضاره، وقيل: وثبه ووقوعه منتشر القوائم، فإن وقع منضم
القوائم فهو القفز. وقال أبو زيد: النفز: أن يجمع قوائمه ثم يثب، وأنشد:
إراحة الجداية النفوز وهو ظبي ينفوز، بتقديم التحتية على النون، أي شديد النفز. ونفزه تنفيزا: رقصه يقال: نفزته المرأة، وهي تنفز ولدها. نفز السهم تنفيزا: أداره على ظفره بيده الأخرى؛ ليبين له اعوجاجه من استقامته، قاله الأزهري كأنفزه، قال أوس بن حجر:
يحزن إذا أنفزن في ساقط النـدى وإن كان يوما ذا أهاضيب مخضلا والنفيز والنفيزة: زبدة تتفرق في الممخض ولا تجتمع. قال أبو عمرو: النفز: عدو الظبي من الفزع. ونوافز الدابة: قوائمها، الواحدة نافزة، قال الشماخ:
قذوف إذا ما خالط الظبي سهمها
وإن ريع منه أسلمته النوافـز
صفحة : 3820
والمعروف النواقز بالقاف، كما سيأتي. ونفزة: د، بالمغرب، هكذا نقله
الصاغاني، وقال ياقوت في المعجم: مدينة بالأندلس، وقال شيخنا: وهذا غلط
ظاهر؛ إذ لا يعرف ببلاد المغرب بلدة يقال لها: نفزة، وإنما المصنف رأى
النسبة إليها فظنها بلدة، وهي قبيلة مشهورة من قبائل البربر الذين بالمغرب،
كما في البغية في ترجمة الشيخ أبي حيان. وقال في نفح الطيب: وخلص عبد
الرحمن الداخل إلى المغرب، ونزل على أخواله نفزة، وهم قبيلة من برابرة
طرابلس. انتهى. قلت: وهكذا ذكره الحافظ في التبصير، ونسب إليها جماعة من
المحدثين، كالمنذر بن سعيد البلوطي النفزي، ذكره الرشاطي، ومحمد بن سليمان
المالقي النفزي، وعبد الله بن محمد النفزي، ذكرهما ابن بشكوال، ثم قال:
ونفزة: قرية بمالقة منها: ابن أبي العاص النفزي شيخ الشاطبي، فالعجب من
إنكار شيخنا على المصنف، وقوله إنه لا يعرف بالمغرب بلدة اسمها نفزة، وقد
صرح ياقوت في معجمه في المجلد الثاني لما سرد قبائل البربر فقال: وهذه
أسماء قبائلهم التي سميت بها الأماكن التي نزلوا بها، وهي هوارة وأمناهة
وضريسة ومغيلة وفجومة وليطة ومطناطة وصنهاجة ونفزة وكتامة، إلى آخر ما ذكر؛
فكيف يخفى على شيخنا هذا?. قلت: ومن المنسوبين إلى هذه: وجيه الدين موسى بن
محمد النفزي: محدث، مات بمصر، والإمام أبو عبد الله محمد بن عباد النفزي:
خطيب جامع القزويني، الذي دفن بباب الفتوح من مدينة فاس، وله كرامات شهيرة،
وعبد الله بن احمد بن قاسم بن مناد النفزي، ممن لقيه البرهان البقاعي، مات
قريب الخمسين والثمانمائة. النفاز، كرمان، وهذا غلط، وصوابه: النفازى
بالألف المقصورة كما في التكملة: لعبة لهم يتنافزون فيها، أي يتواثبون.
ومما يستدرك عليه: نفز الرجل؛ إذا مات، كذا في اللسان، ومثله لابن القطاع
وضبطه.
ن-ق-ز
النقز، بالقاف، ككتف، هكذا في سائر الأصول، وضبطه الصاغاني بكسر النون، وهو
الصواب: الماء الصافي العذب. وانقز الرجل: داوم على شربه. قاله ابن
الأعرابي. وقوله: داوم هكذا في سائر النسخ بالواو، ووقع في نص النوادر
والتكملة: دام، بغير واو وهو الأحسن. النقز - بالكسر - كما ضبطه الصاغاني
على الصواب، وسياق المصنف يقتضي أن يكون ككتف، وهو غلط: اللقب، ويحرك.
النقز بالضم: البئر، وكذلك النقز، بالكسر؛ ففي اللسان: يقال: ما لفلان
بموضع كذا نقز ونقز، أي بئر أو ماء، الضم عن ابن الأعرابي، وقد روي بالراء
والزاي جميعا؛ وكأنه لأجل هذا لم يتعرض له المصنف هناك، وقد استدركنا عليه
في ذلك الموضع، فراجعه. وكذلك يقولون: ماله شرب ولا ملك، ولا ملك ولا ملك.
النقز، بالفتح: الوثب صعدا، وقد غلب على الطائر المعتاد الوثب، كالغراب
والعصفور، كالنقزان، محركة. نقز ينقز وينقز نقزا ونقزانا ونقازا، ونقز كذا
في المحكم، ففي عبارة المصنف قصور ظاهر من وجوه، كما يظهر عند التأمل. وقال
ابن دريد: النقز: انضمام القوائم في الوثب، والنفز: انتشارها. وفي حديث ابن
مسعود: كان يصلي الظهر والجنادب تنقز من الرمضاء. أي تقفز وتثب من شدة
الحر. وفي الحديث أيضا: ينقزان القرب على متونهما . وقد استعمل النقز أيضا
في بقر الوحش، قال الراجز:
كأن صيران المها المنقز النقز، بالتحريك: رذال المال، ويكسر، وأنشد الأصمعي:
أخذت بكرا نقزا من النقز
وناب سوء قمزا من القمز
صفحة : 3821
وأنقز الرجل: اقتناه، مثل أقمز وأغمز. وعطاء ناقز وذو ناقز: خسيس، قال إهاب
بن عمير:
لا شرط فيها ولا ذو ناقز قاظ القريات إلى العجالز النقاز، كغراب: داء للماشية وخص بالغنم شبيه بالطاعون فتثغو الشاة منه ثغوة واحدة وتنزو وتنقز منه حتى تموت، مثل النزاء. وشاة منقوزة: بها ذلك. وأنقز الرجل: وقع في ماشيته ذلك. أنقز عدوه: قتله قتلا وحيا، أي سريعا. النقاز، كرمان وشداد: طائر أسود الرأس والعنق، وسائره إلى الورقة، أو هو من صغار العصافير. وقال عمرو بن بحر: يسمى العصفور نقازا وجمعه النقاقيز، لنقزانه، أي وثبه إذا مشى... والعصفور طيرانه نقزان أيضا، لأنه لا يسمح بالطيران كما لا يسمح بالمشي. وانتقزت الشاة: أصابها النقاز، أي الداء الذي ذكر آنفا. انتقز له من ماله: أعطاه نقزه، أي خسيسه واختار له ذلك. ونقيزة، كسفينة: كورة بمصر من كور بطن الريف. ونواقز الدابة: قوائمها؛ لأنها تنقز بها، وكذلك وقع في المصنف لأبي عبيد. وأورد شعر الشماخ. ويروى النوافز، بالفاء، وقد تقدم قريبا، والتنقيز: الترقيص، يقال: نقزت المرأة صبيها، إذا رقصته. ومما يستدرك عليه: النقز، بالكسر: الرديء الفسل من الناس. ونقزه عنهم: دفعه، عن اللحياني. وأنقز عن الشيء: كف وأقلع. ونقزوا، بالضم: رذلوا، وهذه من التكملة.
ن-ك-ز
نكزت البئر، كنصر وفرح، تنكز وتنكز نكزا ونكوزا: فني ماؤها، وقيل: قل.
وأنكزتها، وكذلك نكزتها. وهي بئر ناكز ونكوز. كصبور، قال ذو الرمة:
على حميريات كأن عيونهـا ذمام الركايا أنكزتها المواتح ج نواكز ونكز، بضمتين. ونكز الماء نكوزا، بالضم: غار ونقص. نكزته الحية تنكزه نكزا: لسعت بأنفها، وخص بعضهم به الثعبان والدساسة. قال أبو الجراح: يقال للدساسة من الحيات وحدها: نكزته، ولا يقال لغيرها. وقال الأصمعي: نكزته الحية ووكزته ونشطته ونهشته بمعنى واحد. وقال غيره: النكز: أن يطعن بأنفه طعنا. نكز فلان: ضرب ودفع، نقله الجوهري عن الأصمعي. في التكملة: نكز: نكص. والنكز، بالكسر: الرذال، والذي في التكملة: الرذل، أي من المال والناس، وكأنه لغة في النقز. النكز أيضا: باقي المخ في العظم. النكز، بالفتح: الطعن بالغرز بشيء محدد الطرف، كسنان الرمح، وقيل: بطرف شيء حديد. النكاز، كشداد: حية لا ينكز إلا بأنفه. وقال النضر: ليس له فم يعض به. قال غيره: لا يعرف ذنبه من رأسه، لدقة رأسه، وهي من أخبث الحيات لا تقبل رقية، خ، نكاكيز ونكازات. قال أبو زيد: النكز من الحية بالأنف، ومن كل دابة سوى الحية العض. وقال شمر: النكاز: حية لا يدرى ذنبها من رأسها، ولا تعض إلا نكزا، أي نقزا. ومما يستدرك عليه: جاء نكزا، أي فارغا، من قولهم: نكزت البئر، عن ثعلب. وقال ابن الأعرابي: منكزا، وإن لم نسمعهم قالوا: أنكزت البئر، ولا أنكز صاحبها. ونكز البحر: نقص. وفلان بمنكزة من العيش، أي ضيق. والنكز: العض من كل دابة، عن أبي زيد. ونكز الدابة بعقبه ليحثها: ضربها. وقال الكسائي: نكزته ووكزته ولهزته: بمعنى واحد.
ن-م-ز
صفحة : 3822
ومما يستدرك عليه: نمز، وهذه المادة مهملة لديهم. وبنو النمازى، بالفتح،
قبيلة باليمن. ونيمروز، بالكسر: اسم لولاية سجستان وناحيتها، سمي بذلك فيما
زعموا أنها مثل نصف الدنيا.. قاله ياقوت.
ن-ه-ز
نهزه، كمنعه: ضربه ودفعه، مثل وكزه ونكزه. وقال الأزهري: فلان ينهز دابته
نهزا ويلهزها لهزا: إذا دفعها وحركها. وقال الكسائي: نهزه ولهزه بمعنى
واحد. نهز الشيء: قرب. نهز رأسه: حركه. نهزت الدابة: نهضت بصدرها للسير
والمضي: قال ذو الرمة:
قياما تذب البق عن نخراتهـا بنهز كإيماء الرؤوس الموانع نهز بالدلو في البئر ينهز بها نهزا: ضرب بها في الماء، وفي بعض الأصول: إلى الماء لتمتلئ، وفي الأساس: حركها لتمتلئ. النهزة، بالضم: الفرصة تجدها من صاحبك، ويقال: فلان نهزة المختلس، أي هو صيد لكل أحد. وانتهزها: اغتنمها. وتقول: انتهزها قد أمكنتك قبل الفوت. وفي الأساس: انتهز في الضحك: أفرط فيه وقبح، نقله الصاغاني. ناهزه مناهزة: داناه وقاربه، وكذلك نهزه، يقال: ناهز فلان الحلم، والصبي البلوغ، وكذا قولهم: ناهز الخمسين، وقال الشاعر:
ترضع شبلين في مغارهما قد ناهزا للفطام أو فطما ناهز الصيد مناهزة: بادره فقبض عليه قبل إفلاته. وتناهزا: تبادرا واغتنما، أنشد سيبويه:
ولقد علمت إذا الرجال تناهزوا أيي وأيكـم أعـز وأمـنـع يقال: نهز كذا، بالفتح، ونهازه، بالضم والكسر، أي قدره وزهاؤه. يقال: إبل نهز مائة، أي قرابتها، وقال الأزهري: كان الناس نهز عشرة آلاف، أي قربها، وحقيقته: كان ذا نهز. النهز، ككتف: الأسد، نقله الصاغاني، كأنه لدفعه وضربه وحركته. النهاز، كشداد: الحمار الذي ينهز بصدره للسير، قال:
فلا يزال شاحج يأتيك بج أقمر نهاز ينزي زفرتج والمنهز، كمكرم، من الركية: ما ظهر من ظهرها حيث تقوم السانية، إذا دنا من فم الركية هكذا نقله الصاغاني. قد سموا ناهزا ونهازا، ككتان. ومما يستدرك عليه: النهز: التناول باليد، والنهوض للتناول جميعا. وانتهز الشيء، إذا قبله وأسرع إلى تناوله. وانتهزها وناهزها: تناولها من قرب. ويقال للصبي إذا دنا للفطام، فهو ناهز، والجارية كذلك. ونهز الفصيل ضرع أمه: مثل لهزه. ونهز الناقة نهزا: ضرب ضرتها لتدر صعدا. والنهوز من الإبل: التي يموت ولدها فلا تدر حتى يوجأ ضرعها، قال:
أبقى على الذل من النهوز وقيل: ناقة نهوز: شديدة الدفع للسير، قال:
نهوز بأولاها زجول بصدرها وأنهزت الناقة: إذا نهز ولدها ضرعها، هكذا قاله ابن الأعرابي، وروى قول الشاعر:
ولكنها كانت ثلاثا مياسـرا وحائل حول أنهزت فأحلت ورواه غير أنهلت باللام. ودلاء نواهز، قال الشماخ:
غدون لها صعر الخدود كما غدت
على ماء يمؤود الدلاء النواهـز
صفحة : 3823
يقول: غدت هذه الحمر لهذا الماء كما غدت الدلاء النواهز في يمؤد. وقيل:
النواهز: اللاتي ينهزن في الماء، أي يحركن، ليمتلئن، فاعل بمعنى مفعول.
وهما يتناهزان إمارة بلد كذا، أي يتبادران إلى طلبها وتناولها. والمناهزة:
المسابقة. ونهز الرجل: مد بعنقه ونأى بصدره، ليتهوع. ونهز قيحا: قذفه.
ويقال: نهزتني إليك حاجة، أي جاءت بي إليك. واستدرك شيخنا من التوشيح
للجلال: أنهزه إنهازا: دفعه. وأنهزه أيضا، كأنهضه، وزنا ومعنى. وقد سموا
مناهزا ونهيزا.
ن-و-ز
التنويز: التقليل، أهمله الجوهري، ونقله شمر عن القعنبي في تفسير حديث حزام
بن هشام عن أبيه، قال: رأيت عمر رضي الله عنه أتاه رجل من مزينة بالمصلى
عام الرمادة، فشكا إليه سوء الحال، وإشراف عياله على الهلاك، فأعطاه ثلاثة
أنياب جزائر وجعل عليهن غرائر فيهن رزم من دقيق، ثم قال له: سر فإذا قدمت
فانحر ناقة، فأطعمهم بودكها ودقيقها، ولا تكثر طعامهم في أول ما تطعمهم،
ونوز. فلبث حينا، ثم إذا هو بالشيخ المزني فسأله، فقال: فعلت ما أمرتني،
وأتى الله بالحيا، فبعت ناقتين، واشتريت للعيال صبة من الغنم، فهي تروح
عليهم. قال شمر: قال القعنبي: قوله: نوز، أي قلل، قال شمر: ولم أسمع هذه
الكلمة إلا له، وهو ثقة، هكذا هو نص الأزهري في التهذيب، وخالفه الصاغاني
فقال: قال شمر: ولم أسمع هذه الكلمة إلا لعمر رضي الله عنه. ونوز، بالضم:
ة، من قرى بخارا، ويقال لها أيضا: نوزاباذ. وقول شيخنا: وقوله: بالضم، أي
مبنيا للمجهول لأنه من إطلاقاته في الأفعال، محل تأمل، وكأنه سقط من نسخته
إشارة القرية، وهو سهو ظاهر، وأفاد ياقوت أن نوزا معناه باللغة الخوارزمية:
الجديد، وبه سميت القرية نوزكاث، أي الحائط الجديد، ونسب إليها الإمام
المحدث المطهر بن سديد النوزي استشهد في وقعة التتار. ومما يستدرك عليه:
نيازة، بالكسر: قرية بين كس ونسف، والنسبة إليها: نيازكي، بزيادة الكاف،
وقد يقال: نيازوي، إليها نسب الإمام أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسن
الكرميني، يروي عن الهيثم بن كليب الشاشي، وعنه المستغفري. توفي سنة 399.
ومما يستدرك عليه: نواز، كسحاب: قرية في جبل السماق، من أعمال حلب، فيها
تفاح كبير مليح اللون أحمر قاله ياقوت. ونويزة، مصغرا: موضع بفارس، نسب
إليه أبو سعد محمد بن أحمد النويزي الصوفي السرخسي: من شيوخ ابن السمعاني
وابن عساكر. مات في سنة 543.