الباب الثاني عشر: باب السين المهملة - الفصل الثاني: فصل الباء الموحدة مع السين

فصل الباء الموحدة مع السين

ب-أ-س
البأس: العذاب الشديد، كالبئس، ككتف، عن ابن الأعرابي. البأس: الشدة في الحرب، ومنه الحديث: كنا إذا اشتد البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الخوف. ولا يكون إلا مع الشدة، وقال ابن سيده: البأس: الحرب، ثم كثر حتى قيل: لا بأس عليك، أي لا خوف، قال قيس بن الخطيم:

يقول لي الحـداد وهـو يقـودنـي      إلى السجن لا تجزع فما بك من باس أراد فما بك من بأس فخفف تخفيفا قياسيا لا بدليا، ألا ترى أن فيها:

وتترك عذري وهو أضحى من الشمس وإن قال الرجل لعدوه: لا بأس عليك، فقد أمنه؛ لأنه نفى البأس عنه، وهو في لغة حمير لبات قال شاعرهم:

تنادوا عند غدرهـم لـبـات     وقد بردت معاذر ذي رعين قال الأزهري: هكذا وجدته في كتاب شمر. وقد بؤس الرجل، ككرم، بأسا، فهو بئيس: شجاع، شديد البأس، حكاه أبو زيد في كتاب الهمز، ولكنه قال: هو بئيس على فعيل. وبئس الرجل، كسمع، يبأس بؤسا، بالضم، وبأسا وبئيسا كأمير، وبؤسى وبئسى بالضم والكسر، هكذا في سائر النسخ، وصوابه بئيسى، على فعيلى، كما في التكملة، وأنشد لربيعة بن مقروم الضبي:

وأجزي القروض وفاء بها     ببؤسى بئيسى ونعمى نعيما قال: ويروى بئيسا بالتنوين، إذا افتقر واشتدت حاجته فهو بائس، وأنشد أبو عمرو للفرزدق:

وبيضاء من أهل المدينة لم تذق     بئيسا ولم تتبع حمولة مجحـد

صفحة : 3850

قال: وهو اسم وضع موضع المصدر. وفي حديث الصلاة: تقنع يديك وتبأس ، هو من البؤس والخضوع والفقر. وفي حديث عمار: بؤس ابن سمية، كأنه ترحم له من الشدة التي يقع فيها. قال سيبويه: وقالوا: بؤسا له في حد الدعاء، وهو مما انتصب على إضمار الفعل غير المستعمل إظهاره. وقال أيضا: البائس: من الألفاظ المترحم بها كالمسكين، قال: وليس كل صفة يترحم بها، وإن كان فيها معنى البائس والمسكين، وقد بؤس بآسة وبئيسا، والاسم البؤسى. وقال ابن الأعرابي: يقال: بوسا وتوسا وجوسا له، بمعنى واحد. والبأساء: الشدة، قال الأخفش بني على فعلاء وليس له أفعل؛ لأنه اسم، كما قد يجيء أفعل في الأسماء ليس معه فعلاء نحو أحمد، والبؤسى: خلاف النعمى، قال الزجاج: البأساء، والبؤسى: من البؤس، قال ذلك ابن دريد، وقال غيره: هي البؤسى والبأساء: ضد النعمى والنعماء، وأما في الشجاعة والشدة فيقال: البأس. والأبؤس: جمع بؤس، من قولهم: يوم بؤس ويوم نعم، كذا قيل، والصحيح أنه جمع بائس كما يأتي. والأبؤس أيضا: الداهية، ومنه المثل: عسى الغوير أبؤسا، أي داهية، قال ابن بري: صوابه أن يقول: الدواهي، لأن الأبؤس جمع لا مفرد، وكذلك هو في قول الزباء: عسى الغوير أبؤسا، هو جمع بأس، مثل كعب وأكعب، وفلس وأفلس في القلة، وأما باب فعل فإنه يجمع في القلة على أفعال، نحو: قفل وأقفال وبرد وأبراد، وقد أبأس إبآسا ومنه قول الكميت:

قالوا أساء بنو كرز فقلت لهم     عسى الغوير بإبآس وإغوار قال ابن الأعرابي: يضرب هذا المثل للمتهم بالأمر، وقال الأصمعي: لكل شيء يخاف أن يأتي منه شر، وقد تقدم ذلك مبسوطا في غ-و-ر. والبيأس، كفيعل: الشديد. البيأس: الأسد، كالبيهس؛ لشدته. وعذاب بئس، بالكسر، وبئيس، كأمير، وبيأس، كجيأل: شديد، وفي التنزيل العزيز: بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون قرأ أبو عمرو وعاصم والكسائي وحمزة: بعذاب بئيس ، كأمير، وقرأ ابن كثير: بئيس ، على فعيل بالكسر، وكذلك قرأها شبل وأهل مكة، وقرأ ابن عامر بئس، على فعل بالهمزة والكسر، وقرأها نافع وأهل المدينة بيس، بغير همزة. وبئس مهموز: فعل جامع لأنواع الذم، وهو ضد نعم في المدح، إذا كان معهما اسم جنس بغير ألف ولام فهو نصب أبدا، فإذا كانت فيه الألف واللام فهو رفع أبدا، وذلك قوله: نعم الرجل زيد، أو بئس رجلا زيد، وهو فعل ماض لا يتصرف؛ لأنه أزيل عن موضعه، وكذلك نعم، فبئس: منقول من بئس فلان، إذا أصاب بؤسا، ونعم من نعم فلان، إذا أصاب نعمة، فنقلا إلى المدح والذم، فتشابها بالحروف، فلم يتصرفا. وقال الزجاج: بئس إذا وقعت على ما جعلت ما معها بمنزلة اسم منكور، لأن بئس ونعم لا يعملان في اسم علم، وإنما يعملان في اسم منكور دال على جنس، وفيه لغات أربعة تذكر في نعم، إن شاء الله تعالى. وبنات بئس، بالكسر: الدواهي. والمبتئس: الكاره والحزين، قال حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه:

ما يقسم الله أقبل غير مبتئس      منه وأقعد كريما ناعم البال

صفحة : 3851

أي غير حزين ولا كاره، قال ابن بري: الأحسن فيه عندي قول من قال: إن مبتئسا مفتعل من البأس الذي هو الشدة، ومنه قوله سبحانه وتعالى: فلا تبتئس بما كانوا يفعلون أي فلا يشتد عليك أمرهم، فهذا أصله؛ لأنه لا يقال: ابتأس بمعنى كره، وقال الزجاج: المبتئس: المسكين الحزين، ومنه الآية، أي لا تحزن ولا تستكن. وقال أبو زيد: استبأس الرجل: إذا بلغه شيء يكرهه. والتباؤس، بالمد، ويجوز التبؤس، بالقصر والتشديد، وهو التفاقر عند الناس، هو أن يري تخشع الفقراء إخباتا وتضرعا، وقد نهي عنه، ومنه الحديث: كان يكره البؤس والتباؤس ، يعني عند الناس. ومما يستدرك عليه: البأساء: اسم للحرب والمشقة والضرب، قاله الليث. والبأس: الخوف. والمبأسة كالبؤس، قال بشر بن أبي خازم:

فأصبحوا بعد نعماهم بمبـأسة     والدهر يخدع أحيانا فينصرف والبأساء: الجوع، قاله الزجاج. وأبأس الرجل: حلت به البأساء، قاله ابن الأعرابي. والبائس: المبتلى، وجمعه بوس بالضم، قال تأبط شرا:

قد ضقت ذرعا من حبها ما لا يضيقني      حتى عددت من البوس المسـاكـين والبائس أيضا: النازل به بلية أو عدم يرحم لما به، عن ابن الأعرابي. والبؤوس، كصبور: الظاهر البؤس. وعذاب بيئس، كسيد: شديد، همزته منقلبة. والأباس، كالصفار: الدواهي. وقال الصاغاني: ابتئس هذا الأمر، أي اغتنمه، نقله ابن عباد.

ب-ب-س
البابوس، بباءين، أهمله الجوهري، قاله الصاغاني، وهكذا سقط من سائر نسخ الصحاح التي رأيناها؛ قال شيخنا: وقد ألحقت في بعض نسخها المعتمدة، وهي ثابتة في نسختنا، وقال ابن الأعرابي: هو ولد الناقة، وفي المحكم: الحوار، قال ابن أحمر:

حنت قلوصي إلى بابوسها طربا     فما حنينك أم ما أنت والذكـر وقد يستعمل في الإنسان. في التهذيب: البابوس: الصبي الرضيع في مهده، وقي حديث جريج الراهب حين استنطق الصبي في مهده: مسح رأس الصبي، وقال له: يا بابوس من أبوك? فقال: فلان الراعي . فقال: فلا أدري أهو في الإنسان أصل أم استعارة، وقال الأصمعي: لم نسمع به لغير الإنسان إلا في شعر ابن أحمر، والكلمة غير مهموزة، وقد جاء في غير موضع. قيل: هو الولد عامة، من أي نوع كان، واختلف في عربيته، فقيل: رومية، استعمله العرب، كما في المحيط، وقيل: عربية، كما في التوشيح. ومما يستدرك عليه:

ب-ت-ب-س
بتبس، بكسر الموحدة الأولى والفوقية، وسكون الموحدة الثانية: قرية بالمنوفية من أعمال مصر، وتذكر مع السكرية.

ب-ج-س

صفحة : 3852

بجس الماء والجرح يبجسه، بالكسر، ويبجسه، بالضم، بجسا، فيهما: شقه، فانبجس. والبجس: انشقاق في قربة أو حجر أو أرض ينبع منه الماء، فإن لم ينبع فليس بانبجاس، وهو في الجرح مجاز، ومنه حديث حذيفة: ما منا رجل إلا به آمة يبجسها الظفر إلا رجلين يعني عليا وعمر رضي الله عنهما، الآمة: الشجة التي تبلغ أم الرأس، ويبجسها: يفجرها، وهو مثل، أراد أنها نغلة كثيرة الصديد، فإن أراد أحد أن يفجرها بظفره قدر على ذلك لامتلائها، ولم يحتج إلى حديدة يشقها بها. أراد ليس منا أحد إلا وفيه شيء غير هذين الرجلين. بجس فلانا يبجسه بجوسا، بالضم: شتمه، وهو مجاز أيضا، كأنه نم عن مساويه. وماء بجس: منبجس، وقد بجس بنفسه يبجس، يتعدى ولا يتعدى، وكذلك سحاب بجس. وبجسه الله تبجيسا: فجره، من السحاب والعين، فانبجس وتبجس: انفجر وتفجر، قال الله تعالى: فانبجست منه اثنتا عشرة عينا . وبجسة، بالفتح: ع، أو اسم عين باليمامة، سمي لانفجار الماء به. والبجيس: العين الغزيرة. والانبجاس: النبوع في العين خاصة، أو هو عام، والنبوع للعين خاصة. ومما يستدرك عليه: ماء بجيس، كأمير: سائل. عن كراع. والسحاب يتبجس بالمطر. وجاءك بثريد يتبجس أدما، أي من كثرة الودك، قاله الزمخشري. والمنبجس: ماء بالحمى في جبال تسمى البهائم، ذكره المصنف في ب-ه-م. وبجس المخ تبجيسا: دخل في السلامى والعين فذهب، وهو آخر ما يبقى، وقال أبو عبيد: هو بالخاء المعجمة، كما سيأتي للمصنف.

ب-ج-ن-س
باجنس: مدينة من أعمال خلاط، تذكر مع أرجيش، بها معدن الملح الأندراني.

ب-ح-ل-س
جاء فلان يتبحلس، بالحاء المهملة، أي جاء فارغا لا شيء معه، وكذلك جاء ينفض أصدريه، وجاء منكرا، وجاء رائقا عثريا، قاله ابن الأعرابي، ونقله الأزهري، وقد أهمله الجوهري.

ب-خ-س
البخس: النقص والظلم، وقد بخسه بخسا، كمنعه، وقوله تعالى: ولا تبخسوا الناس أي لا تظلموهم، وقوله تعالى: فلا يخاف بخسا ولا رهقا أي لا ينقص من ثواب عمله، ولا رهقا، أي ظلما. وقوله تعالى: وشروه بثمن بخس ، وقال الزجاج: بخس أي ظلم، لأن الإنسان الموجود لا يجوز بيعه، وقيل: إنه ناقص دون ما يجب، وقيل: دون ثمنه، وجاء في التفسير: أنه بيع بعشرين درهما، وقيل باثنين وعشرين درهما، أخذ كل واحد من إخوته درهمين، وقيل: بأربعين درهما. قال الليث: البخس: فقء العين بالإصبع وغيرها، قاله الأصمعي، وهو لغة في البخص، وقال ابن السكيت: بخص عينه، بالصاد، ولا تقل: بخسها، وإنما البخس: نقصان الحق، كما نقله الأزهري، وسيأتي في الصاد، والجمع بخوس. البخس، من الزرع: ما لم يسق بماء عد، إنما سقاه ماء السماء، قاله أبو مالك، قال رجل من كندة يقال له العذافر وقد رأيته:

قالت لبينى اشتر لنا سويقـا     وهات بر البخس أو دقيقا
واعجل بشحم نتخذ خرديقا

صفحة : 3853

قال: البخس: الذي يزرع بماء السماء. البخس: المكس، وهو ما يأخذه الولاة باسم العشر يتأولون فيه أنه الزكاة والصدقات، ومنه ما روي عن الأوزاعي في حديث: أنه يأتي على الناس زمان يستحل فيه الربا بالبيع، والخمر بالنبيذ، والبخس بالزكاة، والسحت بالهدية، والقتل بالموعظة وكل ظالم باخس. من أمثالهم: تحسبها حمقاء وهي باخس، أي ذات بخس، أو باخسة، يضرب لمن يتباله وفيه دهاء ونكر. قيل: أصل المثل: خلط رجل من بني العنبر من تميم ماله بمال امرأة طامعا غيها، ظانا أنها حمقاء مغفلة لا تعقل ولا تحفظ ولا تعرف مالها، فقاسمها بعد ما خلط فلم ترض عند المقاسمة حتى أخذت مالها واستوفت وشكته عند الولاة حتى افتدى منها بما أرادت من المال، فعوتب الرجل في ذلك وقيل له بأنك تخدع امرأة وليس ذلك بحسن، فقال الرجل عند ذلك: تحسبها حمقاء وهي باخس، فذهب المثل، أي وهي ظالمة، قاله ثعلب. والأباخس: الأصابع نفسها، قال الكميت:

جمعت نزارا وهي شتى شعوبها     كما جمعت كف إليها الأباخسا قيل: ما بين الأصابع وأصولها. يقال: إنه لشديد الأباخس: أي لحم العصب. يقال: بخس المخ تبخيسا، كذا تبخس، وهذه عن الصاغاني: نقص ولم يبق إلا في السلامى والعين، وهو آخر ما بقي، وقال الأموي: إذا دخل في السلامى والعين فذهب، وهو آخر ما يبقى، وقد روي بالجيم، وقد تقدم، وبخط أبي سهل: قلت: هذا يروى بالباء والنون. وتباخسوا: تغابنوا. ومما يستدرك عليه: يقال للبيع إذا كان قصدا: لا بخس فيه ولا شطط، وفي التهذيب: ولا شطوط. والبخيس، كأمير: نياط القلب، هكذا في اللسان، ولعل الصواب فيه بالنون، كما سيأتي. والبخيس من ذي الخف: اللحم الداخل في خفه.

ب-د-س
ومما يستدرك عليه: بدسه بكلمة بدسا: رماه بها، نقله الأزهري: عن ابن دريد، كذا في اللسان، وقد أهمله الجوهري والصاغاني وغيرهما. وبادس كصاحب: قرية بالمغرب على البحر بالقرب من فاس، وقرية أخرى من عمل الزاب، ومن الأولى: أبو عبد الله البادسي المحدث، وأبو محمد عبد الله بن خال البادسي، وقد حدث، قاله ياقوت. وبدس، كبقم: من قرى اليمن، نقله ياقوت. وبنو باديس: قبيلة بالمغرب، رئيسهم المعز بن باديس الذي ملك إفريقية، وأزال خطبة الفاطميين، وذلك في سنة 425 وخطب للقائم بأمر الله العباسي، وجاءته الخلعة من بغداد، ومات المعز في سنة 453، ثم وليها ابنه تميم بن المعز، ومات سنة 501 فوليها ابنه يحيى بن تميم، ومات سنة 508 فوليها ابنه علي بن يحيى إلى أن مات في سنة 515 ووليها ابنه الحسن بن علي، وفي أيامه تغلب ملك صقلية على بلاد إفريقية، فخرج الحسن بن علي ولحق بعبد المؤمن بن علي مستنجدا، وملك الإفرنج إفريقية، وذلك سنة 543 وانقضت دولتهم، وقد ولي منهم تسعة ملوك في مائة سنة وإحدى وثمانين سنة، وملك الإفرنج إفريقية اثنتي عشرة سنة حتى قدمها عبد المؤمن بن علي فاستنقذها منهم في سنة 555 كذا في معجم ياقوت.

ب-ذ-س
ومما يستدرك عليه: بذيس، كأمير والذال معجمة: من قرى مرو، منها عبد الصمد بن أحمد البذيسي، توفي سنة 533، نقله ياقوت.

ب-د-ل-س

صفحة : 3854

بدليس، بالكسر، وضبطه ياقوت بالفتح، وقال: لا أعلم له نظيرا في كلام العرب إلا وهبيل: بطن من النخع، قلت: ووهبين اسم موضع: د، حسن قرب خلاط من أعمال إرمينية، ذات بساتين كثيرة، يضرب بتفاحها المثل في الجودة والكثرة والرخص، ويحمل إلى بلدان شتى، صالح أهلها عياض بن غنم الأشعري، وفيها يقول أبو الرضا الفضل بن منصور الظريف:

بدليس قد جددت لي صـبـوة     بعد التقى والنسك والصمـت
هتكت ستري في هوى شادن      وما تحرجت ومـا خـفـت
وكنت مطويا عـلـى عـفة      مطوية يمشي بهـا وقـتـي
وإن تحاسبنا فقـولـي لـنـا     من أنت يا بدليس? من أنـت
وأين ذا الشخص النفيس الذي     يزيد في الوصف على النعت

ب-ذ-غ-س
باذغيس، أهمله الجوهري وابن منظور، وهو بسكون الذال وكسر الغين المعجمتين، وبخط الصاغاني الذال مفتوحة، ومثله ياقوت، قال: ة، بهراة، أنشد الأصمعي لنفسه:

جارية من أعظـم الـمـجـوس     أبصرتها في بعض طرق السوس
جالسة بحـضـرة الـنـاقـوس     تسر عين الناظـر الـجـلـيس
بوجـه لاكـاب ولا عـبــوس     وهـيئة كـهـيئة الـعــروس
إذا مشت في مرطها المغمـوس      بالمسك والعـنـبـر والـوروس

قد فتـنـت أشـياخ بـاذغـيس باذغيس: اسم بليدات وقرى كثيرة من أعمال هراة، كما حققه ياقوت، وهو معرب بادخيز، وإنما سميت بذلك لكثرة الرياح بها، ومعنى بادخيز بالفارسية: قيام الريح، قال ياقوت: قصبتها بون وبامئين: بلدتان متقاربتان رأيتهما غير مرة، وهي ذات خير ورخص، يكثر فيها شجر الفستق، وقيل: إنها كانت دار مملكة الهياطلة، وقد نسب إليها جماعة من أهل الذكر، منهم أحمد بن عمرو الباذغيسي قاضيها، يروي عن ابن عيينة.

ب-ر-س
البرس، بالكسر: القطن، قال الشاعر:

ترمي اللغام على هاماتها قزعا       كالبرس طيره ضرب الكرابيل الكرابيل: جمع كربال، وهو مندف القطن، أو هو شبيه به، أو هو قطن البردي خاصة، قاله الليث، وأنشد:

كنديف البرس فوق الجماح

صفحة : 3855

ويضم، عن ابن دريد. البرس: حذاقة الدليل، ويفتح، عن ابن الأعرابي. وفي حديث الشعبي: هو أحل من ماء برس. برس، بالضم، كما ضبطه الصاغاني وياقوت، وسيأتي للمصنف ما يقتضي أن يكون بالكسر، وهي أجمة معروفة بسواد العراق، وهي الآن قرية، قال الصاغاني: ة، بين الكوفة والحلة، وسيأتي له أيضا في فارس أنها: قرية بسواد الكوفة، وقال ياقوت: هو موضع بأرض بابل، به آثار لبخت نصر، وتل مفرط العلو يسمى صرح البرس، إليه ينسب عبيد الله بن الحسن البرسي، كان من جلة الكتاب، ولي ديوان ما دارايا في أيام المعتضد وغيره. وقال الحافظ: إنها قرية بجيلان، بالكسر كالمصنف، ونسب إليها محمد بن يعقوب الجيلي البرسي الخطيب. وبرسان، بالضم، ابن كعب بن الغطريف الأصغر بن عبد الله بن عامر: أبو قبيلة من الأزد، يرجعون إلى بني عمرو بن شمر بن عمرو بن غالب بن عثمان بن نصر بن الأزد، قاله ابن الكلبي. وبرس، كسمع: تشدد على غريمه، كذا في التكملة والعباب، وفي اللسان: اشتد. والتبريس: تسهيل الأرض وتليينها، كالتبريض. يقال: ما أدري أي البرساء هو، بالفتح، وأي برساء هو، هكذا في سائر النسخ، وصوابه براساء، بزيادة الألف، أي أي الناس هو، وكذلك البرنساء والبرناساء، ويأتيان في موضعهما. وبربروس، ويقال: بربريس، في شعر جرير: ع، قال:

طال النهار ببربروس وقد نرى     أيامنا بقشـاوتـين قـصـارا كذا في معجم ياقوت. ومما يستدرك عليه: النبراس، بالكسر: المصباح، قال ابن سيده: النون زائدة، مأخوذ من البرس وهو الفتيلة، وفي الأغلب إنما تكون من القطن، وقد ذكره الأزهري في الرباعي، وسيأتي للمصنف هناك. وتمرة برسيانة. هنا ذكره الزمخشري، وسيأتي للمصنف في ف-ر-س. والحسن بن البرسي، بالفتح: سمع مع الذهبي على العماد بن سعد، نقله الحافظ هكذا. وباروس: من قرى نيسابور.

ب-ر-ب-س
بربسه، أهمله الجوهري، وقال الليث: أي طلبه، وأنشد لابن الزعراء الطائي:

وبربست في تطلاب عمرو بن مالك     فأعجزني والمـرء غـير أصـيل قال أبو عمرو: البرباس، بالكسر: البئر العميقة، ونسبه الصاغاني لابن الأعرابي، وقال غيرهما: هي البرناس، بالنون. قال الليث: تبربس: مشى مشية الكلب، والتبربس: اسم لمشية الكلب، والإنسان إذا مشى كذلك قيل: تبربس، هكذا نقله الصاغاني، وقلده المصنف، ويقال: تبرنس، بالنون بدل الموحدة، وضبطه الأرموي تبريس بالتحتية، وصوبه. تبربس: مشى مشيا خفيفا، قاله ابن السكيت، قال دكين:

فصبحته سلق تبـربـس     تهتك خل الحلق الملسلس أو تبربس: إذا مر مرا سريعا. وقال أبو عمرو: جاءنا فلان يتبربس، إذا جاء يتبختر، وهو مستدرك، والصواب بالنون، كما سيأتي، وقيل بالتحتية.

ب-ر-ج-س

صفحة : 3856

البرجيس، بالكسر، وكذلك البرجس، كزبرج والأول أعرف: نجم في السماء، أو هو المشتري، قال الجوهري: نقله الفراء عن ابن الكلبي، وفي بعض النسخ: عن الكلبي. قلت: والصواب عن ابن الكلبي، وكذلك وجد بخط الأزهري، وقيل المريخ، وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الكواكب الخنس فقال: هي البرجيس وزحل وبهرام وعطارد والزهرة قال: البرجيس: المشتري، وبهرام: المريخ. البرجيس: الناقة الغزيرة اللبن. البرجاس، بالضم، والعامة تكسره: غرض في الهواء على رأس رمح ونحوه يرمى به، قال الجوهري: مولد أظنه. البرجاس: حجر يرمى به في البئر ليفتح عيونها ويطيب ماءها، هكذا رواه المؤرج في شعر سعد بن المنتحر البارقي، ورواه غيره بالميم، وهو قوله:

إذا رأوا كـريهة يرمـون بــي    كرميك البرجاس في قعر الطوي البرجاس: شبه الأمرة ينصب من الحجارة، قاله شمر.

ب-ر-د-س
البردس، بالكسر، أهمله الجوهري، وقال ابن فارس: هو الرجل الخبيث، والمستكبر، هكذا في النسخ، وفي بعض النسخ: المتكبر، ومثله في التكملة، كالبرديس، بزيادة التحتية. البردس والبرديس أيضا: المنكر من الرجال، قاله ابن فارس أيضا، قال: وهو أجود. والبردسة: التكبر، وقيل: النكر، وهو أجود، قاله الصاغاني. بردس، كنرجس: اسم. ومما يستدرك عليه: برديس، بالفتح: قرية بصعيد مصر الأعلى من كورة قوص، على غربي النيل. وبردنيس، كزنجبيل: ناحية من أعمال صعيد مصر قرب أبويط، في كورة الأسيوطية.

ب-ر-ط-س
المبرطس، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الذي يكتري للناس الإبل والحمير ويأخذ عليه جعلا، والاسم: البرطسة. وبرطاس، بالضم: علم. أيضا: اسم أمم لهم بلاد واسعة تتاخم أرض الروم، نقله الصاغاني، وقال ياقوت: أرض الخزر. وهم مسلمون ولهم مسجد جامع ولسان مفرد، ليس بتركي ولا خزري ولا بلغاري، وطول مملكتهم خمسة عشر يوما، والليل عندهم لا يتهيأ أن يسار فيه في الصيف أكثر من فرسخ. برطاس: ة، بالقدس. ومما يستدرك عليه: برطيس، بالفتح: قرية بالجيزة.

ب-ر-ع-س
البرعيس، بالكسر: الصبور على اللأواء. ناقة برعس وبرعيس: غزيرة، قال:

إن سرك الغزر المكود الدائم     فاعمد براعيس أبوها الراهم والراهم: اسم فحل. وقيل: ناقة برعس وبرعيس: جميلة تامة الخلق كريمة الأصل نجيبة..

ب-ر-غ-س
البرغيس، بالكسر والغين المعجمة، أهمله الجوهري والصاغاني وصاحب اللسان، وهو لغة في المهملة، وهو الصبور على الأشياء لا يباليها. والبراغيس: الإبل الكرام، ولو قال: كالبرعيس، وأحال ما ذكره هنا على ما تقدم كان أجود في الاختصار.

ب-ر-ك-س
ومما يستدرك عليه: بركس الشيء: جمعه، يمانية. والبركاس، بالكسر: القطعة المجتمعة من ورق الشجر. برقس، بفتحتين وقاف ساكنة، وكذا برفيس بالفاء: قريتان بمصر.

ب-ر-ل-س

صفحة : 3857

برلس، أهمله الجوهري، وهو بالضمات وشد اللام، وضبطه ياقوت بفتحتين وضم اللام وشدها: بسواحل مصر من جهة الإسكندرية، وهي إحدى مواخير مصر. قلت: ولها قرى عدة من مضافاتها، وذكر أبو بكر الهروي أن بالبرلس اثني عشر رجلا من الصحابة لا تعرف أسماؤهم، وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم، منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن سليمان بن داوود الكوفي البرلسي الأسدي: حدث عن أبي اليمان الحكم بن نافع، وعنه أبو جعفر الطحاوي، وكان حافظا ثقة، مات بمصر سنة 252. ومما يستدرك عليه:

ب-ر-م-س
برمس، كقنفذ: قرية من نواحي أسفرايين، من أعمال نيسابور، نقله ياقوت.

ب-ر-ن-س
البرنس، بالضم، قلنسوة طويلة، وكان الناس يلبسونها في صدر الإسلام، قاله الجوهري. أو هو كل ثوب رأسه منه ملتزق به، دراعة كان، أو جبة، أو ممطرا، قاله الأزهري، وصوبوه، وهو من البرس، بالكسر: القطن، والنون زائدة، وقيل: إنه غير عربي. يقال: ما أدري أي البرنساء هو، وأي برنساء، بسكون الراء فيهما، وقد تفتح، كذلك أي برناساء هو? أي ما أدري أي الناس هو، وكذلك أي براساء، وقد تقدم. والولد بالنبطية برة نساء. يقال: جاء يمشي البرنساء، ممدود غير مصروف، وفي التكملة البرنسى كحبنطى، وفي اللسان البرنساء، كعقرباء، أي في غير ضيعة، وهو نوع من التبختر، وفي بعض النسخ صنعة بالنون والصاد، وهو غلط. والتبرنس: مشي الكلب، وإذا مشى الإنسان كذلك قيل: هو يتبرنس، قاله الليث، وهنا محل ذكره، وكذا إذا مر مرا سريعا يقال: يتبرنس، عن أبي عمرو، وهنا محل ذكره. والبرناس: البئر العميقة، وقد مر ذكر ذلك جميعه، في بربس بالموحدة. ومما يستدرك عليه: برنس، كقنفذ: قبيلة من البربر، سميت بهم مساكنهم، ومنهم الولي الشهير أبو العباس أحمد بن عيسى البرنسي الملقب بزروق، استدركه شيخنا، وعبد الله بن فارس بن أحمد البرنسي: أحد الفضلاء، مات بمكة سنة 894.

ب-ر-ن-د-س
ومما يستدرك عليه هنا: برونداس، بضم أوله وثانيه: اسم موضع. وبرونس، بفتحتين وسكون الواو وتشديد النون: جزيرة كبيرة في بحر الروم. وبرشنس بالفتح وسكون النون والشين الأولى معجمة: قرية بمصر من المنوفية. ومما يستدرك عليه: برنتيس، بفتحتين وسكون النون وكسر المثناة الفوقية وسكون التحتية: حصن من غرب الأندلس من أعمال أشبونة، ومنه الشمس محمد بن القاسم بن محمد بن إبراهيم البرنتيسي المغربي، دخل القاهرة وحج وسمع بمكة على الشيخ ابن فهد وغيره، وابن عم والده إبراهيم بن عبد الملك بن إبراهيم البرنتيسي، حدث أيضا.

ب-س-س
البس: السوق اللين الرفيق اللطيف، كما أن الخبز هو السوق الشديد العنيف، وقد بس الإبل بسا: ساقها، قال الراجز:

لا تخبزا خبزا وبسا بسا     ولا تطيلا بمناخ حبسا وفسره أبو عبيدة على غير ما ذكرنا، وقد تقدم في خ-ب-ز البس: اتخاذ البسيسة بأن يلت السويق، أو الدقيق، أو الأقط المطحون، بالسمن أو الزيت، ثم يؤكل ولا يطبخ، وقال يعقوب: هو أشد من اللت بللا، وأنشد قول الراجز السابق.

صفحة : 3858

البس: زجر للإبل ببس بس، بكسرهما وبفتحهما كالإبساس وقد بس بها يبس ويبس وأبس، ومنه الحديث: يخرج قوم من المدينة إلى الشام واليمن والعراق يبسون والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون قال أبو عبيد: قوله يبسون هو أن يقال في زجر الدابة إذا سيقت حمارا أو غيره بس بس، وبس بس، بفتح الباء وكسرها، وأكثر ما يقال بالفتح، وهو من كلام أهل اليمن، وفيه لغتان بسستها وأبسسته، وقال أبو سعيد: يبسون، أي يسيحون في الأرض. البس: إرسال المال في البلاد وتفريقها فيها، كالبث، وقد بسه في البلاد فانبس، كبثه فانبث. البس: الطلب والجهد، ومنه قولهم: لأطلبنه من حسي وبسي، أي من جهدي، كما سيأتي. البس: الهرة الأهلية، نقله ابن عباد، والعامة تكسر الباء، قاله الزمخشري، الواحدة بهاء، والجمع بساس. يقال: جاء به من حسه وبسه، مثلثي الأول، أي من جهده وطاقته، قاله أبو عمرو، وقال غيره: أي من حيث كان ولم يكن، ويقال: جئ به من حسك وبسك، أي ائت به على كل حال من حيث شئت. ولأطلبنه من حسي وبسي، أي جهدي وطاقتي، وينشد:

تركت بيتي من الأش      ياء قفرا مثل أمـس
كل شيء كنت قد جم     عت من حسي وبسي

صفحة : 3859

وبس بمعنى حسب، أو هو مسترذل، كذا قاله ابن فارس، ووقع في المزهر أيضا أنه ليس بعربي، قال شيخنا: وقد صححها بعض أئمة اللغة، وفي الكشكول للبهاء العاملي ما نصه: ذكر بعض أئمة اللغة أن لفظة بس فارسية تقولها العامة، وتصرفوا فيها، فقالوا بسك وبسي، إلخ، وليس للفرس في معناها كلمة سواها، وللعرب حسب، وبجل، وقط مخففة، وأمسك، واكفف، وناهيك، ومه، ومهلا، واقطع، واكتف. البس: بطن من حمير، منهم أبو محجن توبة بن نمر البسي قاضي مصر، نسب إلى هذا البطن، نقله الحافظ، قلت: وهو توبة بن نمر بن حرملة بن تغلب بن ربيعة الحضرمي، روى عن الليث وغيره، وعمه الحارث بن حرملة بن تغلب، عن علي، وعنه رجاء بن حيوة وعباس بن عتبة بن كليب بن تغلب، عن يحيى بن ميمون وموسى بن وردان، وعن ابن وهب. والبسوس، كصبور: الناقة التي لا تدر إلا على الإبساس، أي التلطف بأن يقال لها بس ابن السكيت بالضم والتشديد، قاله ابن دريد، تسكينا لها، قال: وقد يقال ذلك لغير الإبل. وفي المثل: أشأم من البسوس. لأنه أصابها رجل من العرب بسهم في ضرعها، فقتلها، فقامت الحرب بينهما. قيل: البسوس: اسم امرأة، وهي خالة جساس بن مرة الشيباني، كانت لها ناقة يقال لها: سراب، فرآها كليب وائل في حماه، وقد كسرت بيض طير كان قد أجاره، فرمى ضرعها بسهم، فوثب جساس على كليب فقتله، فهاجت حرب بكر وتغلب ابني وائل بسببها أربعين سنة حتى ضرب بها المثل في الشؤم، وبها سميت حرب البسوس، وقيل: إن الناقة عقرها جساس بن مرة، وفي البسوس قول أخر روي عن ابن عباس رضي الله عنه عنهما، قال الأزهري فيه: إنه أشبه بالحق، وقد ساقه بسنده إليه في قوله تعالى: واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها قال: كانت امرأة مشئومة اسمها البسوس، أعطي زوجها ثلاث دعوات مستجابات، وكان له منها ولد، فكانت محبة له، فقالت: اجعل لي منها دعوة واحدة. قال: فلك واحدة، فماذا تريدين? قالت: ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل، ففعل، فرغبت عنه لما علمت أنه ليس فيهم مثلها، فأرادت سيئا، فدعا الله تعالى عليها أن يجعلها كلبة نباحة، فذهبت فيها دعوتان، فجاء بنوها، فقالوا: ليس لنا على هذا قرار، قد صارت أمنا كلبة يعيرنا الناس، كذا نص التكملة، وفي اللسان يعيرنا بها الناس، فادع الله تعالى أن يردها إلى حالها التي كانت عليها، ففعل، فعادت كما كانت، فذهبت الدعوات الثلاث بشؤمها، وبها يضرب المثل. قال اللحياني: يقال: بس فلان، بالضم، في ماله بسا، إذا ذهب شيء من ماله، كذا في التكملة، والذي في اللسان: بس في ماله بسة ووزم وزمة: أذهب منه شيئا. وبس بس، مثلثين: دعاء للغنم وقد بسها، وقال ابن دريد: بسست الغنم: قلت لها: بس بس، وقال الكسائي: أبسست بالنعجة، إذا دعوتها للحلب، وقال الأصمعي: لم أسمع الإبساس إلا في الإبل. وبس، بالضم والتشديد: جبل قرب ذات عرق، وقيل: أرض لبني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن قرب حنين، ويقال: بسى أيضا، وهو اسم لجبال هناك في ديارهم، وإياه عنى عباس بن مرداس السلمي في قوله:

ركضت الخيل فيها بين بس    إلى الأورال تنحط بالنهاب

وقال عاهان بن كعب:

بنيك وهجمة كأشـاء بـس     غلاظ منابت القصرات كوم

صفحة : 3860

قال ابن الكلبي: بس: بيت لغطفان بن سعد بن قيس عيلان كانت تعبده، بناه ظالم بن أسعد بن ربيعة بن مالك بن مرة بن عوف لما رأى قريشا يطوفون بالكعبة ويسعون بين الصفا والمروة فذرع البيت. ونص العباب: فمسح البيت برجله عرضه وطوله. وأخذ حجرا من الصفا وحجرا من المروة فرجع إلى قومه وقال: يا معشر غطفان، لقريش بيت يطوفون حوله، والصفا والمروة، وليس لكم شيء، فبنى بيتا على قدر البيت، ووضع الحجرين، فقال: هذان الصفا والمروة. فاجتزؤوا به عن الحج، فأغار زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة الكلبي فقتل ظالما وهدم بناءه، وقد تقدم للمصنف في ع-ز-ز أن العزى سمرة عبدتها غطفان، أول من اتخذها ظالم بن أسعد فوق ذات عرق إلى البستان بتسعة أميال، بنى عليها بيتا وسماه بسا، وأقام لها سدنة، فيعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه فهدم البيت وأحرق السمرة، فانظر هذا مع كلامه هنا، ففيه نوع مخالفة، ولعل هذا البيت هدم مرتين، مرة في الجاهلية على يد زهير، وقتل إذ ذاك بانيه ظالم، والمرة الثانية عام الفتح على يد خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه، وقتل إذ ذاك سادنه ربيعة بن جرير السلمي، ولو قال: وبس: بيت لغطفان هي العزى، كان قد أصاب في جودة الاقتصار، على أن الصاغاني ذكر فيه لغة أخرى وهي بساء، بالضم والمد، فتركه قصور، وقوله: جبل قرب ذات عرق، وأرض لبني نصر، ثم قوله: وبيت لغطفان، كل ذلك واحد، فإنهم صرحوا أن أرض نصر هذه هي الجبال التي فوق النخلة الشامية بذات عرق، وبه سمي البيت المذكور، وبنو نصر بن معاوية مع غطفان شيء واحد؛ لأنهم أبناء عم أقرباء، فغطفان هو ابن سعد بن قيس عيلان، ونصر هو ابن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، ولبني كلب يد بيضاء في نصرتهم لقريش حين بنوا الكعبة، ذكر ابن الكلبي في الأنساب ما نصه: من بني عبد الله بن هبل بن أبي سالم الذي أتى قريشا حين أرادوا بناء الكعبة ومعه مال فقال: دعوني أشرككم في بنائها، فأذنوا له، فبنى جانبه الأيمن. والبسبس: القفر الخالي، لغة في السبسب، وزعم يعقوب أنه من المقلوب، وبهما روي قول قس: فبينما أنا أجول بسبسبها. البسبس: شجر تتخذ منه الرحال، قاله الليث، أو الصواب السبسب بالباء، وقد تصحف على الليث، قاله الأزهري. بسبس بن عمرو الجهني الصحابي حليف الأنصار، شهد بدرا، وبعث عينا للعير، ويقال: بسبسة، بهاء. من المجاز: الترهات البسابس، وربما قالوا: ترهات البسابس، بالإضافة، هي: الباطل وفسره الجوهري بالأباطيل. قال الجوهري: البسابسة: نبت، ولم يزد، وقال أبو حنيفة: البسباس من النبات: الطيب الريح، وزعم بعض الرواة أنه النانخاه. قلت: الصواب هما بسباستان، إحداهما: شجرة تعرفها العرب، قاله الأزهري، قال الصاغاني: ويأكلها الناس والماشية، تذكر بها ريح الجزر وطعمه إذا أكلتها. قلت: وهو قول أبي زياد. زاد الصاغاني: منبتها الحزون، والأخرى: أوراق صفر طيبة الريح تجلب من الهند، قال صاحب المنهاج: وقيل: إنه قشور جوز بوا، وأن قوته كقوة النار مشك، وألطف منه، وهذه هي التي تستعملها الأطباء، ويريدونها إذا أطلقوا، ولكنهم يكسرون الأول، وكل واحدة منها غير الأخرى. وبسباسة: امرأة من بني أسد، وإياها عنى امرؤ القيس بقوله:

صفحة : 3861

ألا زعمت بسباسة اليوم أنني      كبرت وألا يشهد اللهو أمثالي والباسة والبساسة: من أسماء مكة شرفها الله تعالى، الأول في حديث مجاهد قال: سميت بها لأنها تحطم من أخطأ فيها، والبس: الحطم، ويروى بالنون، من النس، وهو الطرد. والثانية ذكرها الصاغاني وياقوت، وسيأتي، وقول الله عز وجل: وبست الجبال بسا أي فتتت، نقله اللحياني، فصارت أرضا، قاله الفراء، وقال أبو عبيد: فصارت ترابا، وقيل: نسفت، كما قال تعالى: ينسفها ربي نسفا وقيل: سيقت، كما قال تعالى: وسيرت الجبال فكانت سرابا وقال الزجاج: بست: لتت وخلطت، وقال ثعلب: خلطت بالتراب، ونقل اللحياني عن بعضهم: سويت. والبسيس، كأمير: القليل من الطعام الذي قد بس، أي ذهب منه شيء وبقي منه شيء. البسيسة، بهاء: الخبز يجفف ويدق ويشرب كما يشرب السويق، قال ابن دريد: وأحسبه الذي يسمى الفتوت، وقيل: البسيسة عندهم: الدقيق والسويق يلت ويتخذ زادا، وقال اللحياني: هي التي تلت بزيت أو سمن، ولا تبل، وقال ابن سيده: البسيسة: الشعير يخلط بالنوى للإبل. وقال الأصمعي: البسيسة: كل شيء خلطته بغيره، مثل السويق بالأقط، ثم تبله بالزبد، أو مثل الشعير بالنوى ثم تبله للإبل. البسيسة: الإيكال بين الناس بالسعاية، عن ابن عباد، ويقال: هو البسبسة، بباءين موحدتين. والبسس، بضمتين: الأسوقة الملتوتة، جمع بسيسة، عن ابن الأعرابي. البسس: النوق الآنسة التي تدر عند الإبساس لها، جمع بسوس. البسس: الرعاة، لأنهم يبسون المال، أي يزجرونه، أو يسوقونه. وبسبس: أسرع في السير، نقله الصاغاني، وكأنه لغة في بصبص بالصاد، كما سيأتي. بسبس بالغنم أو الناقة: إذا دعاها للحلب فقال لها: بس بس، بكسرهما وبفتحهما، قال الراعي:

لعاشرة وهو قد خافها      فظل يبسبس أو ينقر

صفحة : 3862

لعاشرة: بعد ما سارت عشر ليال، يبسبس: أي ببس بها، يسكنها لتدر، والإبساس بالشفتين دون اللسان، والنقر باللسان دون الشفتين، وقد ذكر في موضعه. بسبست الناقة: داست على الشيء، نقله الصاغاني. وبسيس الجهني، كزبير: صحابي. قلت: هو ابن عمرو الذي تقدم ذكره، يقال فيه: بسبس كجعفر، وبسبسة، بهاء، وبسيسة، مصغرا بهاء، هكذا ذكره الأئمة، ثلاثة أقوال، ولم يذكروا مصغرا بغير هاء، ففي كلامه نظر. وتبسبس الماء: جرى على وجه الأرض، مثل تسبسب، أو هو مقلوب منه. والانبساس: الانسياب على وجه الأرض، وقد انبست الحية وانسابت. وانبس في الأرض: ذهب. عن اللحياني وحده، حكاه في باب انبست الحيات انبساسا، والمعروف عند أبي عبيد وغيره: اربس، وسيأتي في موضعه إن شاء الله تعالى. قال أبو زيد: أبس بالمعز إبساسا: أشلاها إلى الماء. وأبس بالإبل إذا دعا الفصيل إلى أمه، وأبس بأمه له. ومما يستدرك عليه: يقولون: معي بردة قد بس منها، أي نيل منها وبليت، قال اللحياني أبس بالناقة: دعاها للحلب، وقيل معناه: دعا ولدها لتدر على حالبها، واقتصر المصنف على معنى الزجر، والصحيح أنه يستعمل فيه وفي الدعاء للحلب، وقال ابن دريد: بس بالناقة وأبس بها: دعاها للحلب، وبست الريح بالسحابة، على المثل، قيل: ولا يبس الجمل إذا استصعب، ولكن يشلى باسمه واسم أمه فيسكن. وبسهم عنك: أي اطردهم. وبسه بسا: نحاه. وانبس الرجل: تنحى. وبسبس به، وأبس به: قال له: بس، بمعنى حسب. وأبس به إلى الطعام: دعاه. وبس عقاربه: أرسل تمائمه وأرسل أذاه، وهو مجاز. والبس: الدس، يقال: بس فلان لفلان من يتخبر له خبره، ويأتيه به، أي دسه إليه، ومنه حديث الحجاج قال للنعمان بن زرعة: أمن أهل الرس والبس أنت?. والبس: شجر. والبسابس: الكذب. وبسبس بوله: سبسبه. ويقال: لا أفعل ذلك آخر باسوس الدهر، أي أبدا. وبسان، بالفتح: من محال هراة. وبسوسى: موضع قرب الكوفة. الثلاثة نقلها الصاغاني. وبسة، بالضم: جماعة نسوة، وبالضم بسة بنت سليمان، زوج يوسف بن أسباط. ومن أمثالهم: لا أفعله ما أبس عبد بناقة. ومن كتاب الأساس: أكلتهم البسوس، كما يأكل الخشب السوس. وبيسوس، فيعول من البس: قرية بشرقي مصر. ومما يستدرك عليه:

 ب-ش-ك-ل-س
بشكاليس: قرية بمصر من الرنجادية.

ب-ط-س
بطياس، كجريال، أهمله الجوهري، وقال الفراء: اسم موضع، هكذا نقله الأزهري. وشك فيه، فقال: قرأت هذا في كتاب غير مسموع، ولا أدري أبطياس هو أم نطياس بالنون، وأي ذلك كان فهو أعجمي، قال الصاغاني: والصحيح الأول، وهي ة، بباب حلب، قال البحتري:

فيها لعلوة مصطاف ومرتبع     من بانقوسا وبابلى وبطياس وضبطه ابن خلكان بالفتح، وقال: لم يبق لها اليوم أثر. كذا نقله عنه الداوودي. وبطاس، كغراب: قرية من أعمال البهنسا.

ب-ط-ل-س
بطليوس، أهمله الجوهري وابن منظور، وهو بفتح الباء والطاء وسكون اللام وفتح الياء المثناة التحتية، هكذا ضبطه الصاغاني، ومنهم من يقوله كعضر فوط: د، بالأندلس، ومنه أبو محمد عبد الله محمد بن السيد البطليوسي صاحب التآليف. وبطليموس، بفتح فسكون ففتح: حكيم يوناني، وقال السهيلي في الروض: بطليموس: اسم لكل من ملك يونان.

ب-ع-س

صفحة : 3863

البعوس، كصبور، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هي الناقة الشائلة المنهوكة، ج: بعائس وبعاس، بالكسر، أورده الصاغاني هكذا في العباب والتكملة.

ب-ع-ن-س
البعنس، كجعفر، أهمله الجوهري، وقال أبو عمرو: هي الأمة الرعناء. قال ابن الأعرابي: بعنس الرجل، إذا ذل بخدمة أو غيرها، هكذا أورده الصاغاني، وهو في التهذيب للأزهري، والعجب من صاحب اللسان حيث تركه هنا، وقد تصحف عليه، وسنذكره فيما بعد.

ب-غ-س
البغس، بالغين المعجمة، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: السواد، لغة يمانية، ذكر ذلك أبو مالك، واحتج فيه ببيت ليس بمعروف.

ب-غ-ر-س
بغراس، أهمله الجوهري وابن منظور، وقال شيخنا: قوله بالفتح كأنه صرح به لغرابته؛ لأنه فعلال، وهو في غير المضاعف قليل جدا حتى قيل: إنه لم يرد منه غير خزعال، وقال الصاغاني: إنه موضع، ولم يزد، وصرح في العباب أنه: د، بلحف جبل اللكام كان لمسلمة بن عبد الملك بن مروان ولورثته من بعده، حتى جاءت الدولة العباسية فانتزعتها منهم، وأقطعها السفاح محمد بن سليمان بن علي، ثم الرشيد، ثم المأمون، ثم لولده من بعده، وقد نسب إليه سعيد بن حرب البغراسي، حدث عن عثمان بن خرزاد وغيره.

ب-ق-س
البقس، قد أهمله الجوهري، ويقال فيه: بقسيس أيضا، بسينين، وفي بعض النسخ بقبيس، بموحدة بعد القاف، وهو اسم شجر كالآس ورقا وحبا، أو هو شجر الشمشاذ، منابته بلاد الروم، تتخذ منه المغالق والأبواب، لمتانته وصلابته، قابض يجفف بلة الأمعاء، ونشارته معجونة بالعسل تقوي الشعر وتغزره إذا لطخ به، وتمنع الصداع ضمادا، وببياض البيض تنفع الوتي، أي الكسر، ويحتمل أن يكون بالشين، كما سيأتي. ومما يستدرك عليه: بقنس، بكسرات، والنون مشددة: من قرى البلقاء بالشام، كانت لأبي سفيان بن حرب أيام تجارته، ثم لولده. وبقيس بالفتح: قرية بمصر.

ب-ك-س
بكس، أهمله الجوهري، وقال الليث: بكس الخصم بكسا، إذا قهره، هكذا نسبه الصاغاني له، ونسبه الأزهري إلى ابن الأعرابي. قال: والبكسة، بالضم: خزفة يلعب بها يدورها الصبيان، ثم يأخذون حجرا فيدورونه كأنه كرة، ثم يتقامرون بهما، وتسمى هذه اللعبة الكجة، وقد ذكر في موضعه، ويقال لهذه الخزفة أيضا التون والآجرة. بكاس، كشداد، وضبطه الصاغاني كسحاب: قلعة حصينة قرب أنطاكية، وقال الصاغاني: من نواحي حلب، وسيأتي للمصنف ذكرها في لكم.

ب-ل-س

صفحة : 3864

البلس، محركة: من لا خير عنده، أو هو الذي عنده إبلاس وشر. البلس: ثمر كالتين يكثر باليمن، قاله الجوهري، قيل: هو التين نفسه إذا أدرك، والواحدة بلسة. البلس، بضمتين، وفي التكملة مضبوط بالتحريك: جبل أحمر ضخم ببلاد محارب بن خصفة. البلس: العدس المأكول، كما جاء في حديث عطاء حين سأله عنه ابن جريج، وفي حديث آخر: من أحب أن يرق قلبه فليدمن أكل البلس هكذا الرواية، ومن المحدثين من ضبطه بالتحريك، وعنى به التين، كالبلسن، كقنفذ، والنون زائدة كزيادتها في ضيفن ورعشن، وقد ذكره الجوهري في النون، وهو وهم، كما نبه عليه الصاغاني. البلس، ككتف: المبلس الساكت على ما في نفسه من الحزن أو الخوف. البلاس، كسحاب: المسح، ج: بلس، بضمتين، وبائعه بلاس، كشداد، قال أبو عبيدة: ومما دخل في كلام العرب من كلام فارس المسح: تسميه العرب البلاس، بالباء المشبع، وأهل المدينة يسمون المسح بلاسا، وهو فارسي معرب. بلاس: ع بدمشق، قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:

لمن الدار أقفرت بمـعـان     بين أعلى اليرموك فالحمان
فالقريات من بلاس فـداريا     فسكاء فالقصور الدوانـي

بلاس أيضا: د، بين واسط والبصرة، كما في العباب. بلاسة، بهاء: ة، ببجيلة. والبلسان محركة: شجر صغار كشجر الحناء كثير الورق، يضرب إلى البياض، شبيه بالسذاب في الرائحة، لا ينبت إلا بعين شمس ظاهر القاهرة، وهي المطرية، قال شيخنا: وهذا غريب، بل المعروف المشهور أن أكثر وجوده ببلاد الحجاز بين الحرمين والينبع ويجلب منه لجميع الآفاق. قلت: وهذا الذي استغربه شيخنا قد صرح به غالب الأطباء والمتكلمين على العقاقير، ففي المحكم: ينبت بمصر، وله دهن، وفي المنهاج: بلسان: شجرة مصرية تنبت في موضع يقال له عين شمس فقط، نعم انقطع منه في أواخر القرن الثامن، واستنبت في وادي الحجاز، فكلام المصنف غير غريب. يتنافس في دهنها: كذا في سائر النسخ، وصوابه في دهنه، قال الليث: ولحبه دهن حار يتنافس فيه، وقال صاحب المنهاج: دهنه أقوى من حبه، وحبه أقوى من عوده، وأجود عوده الأملس الأسمر الحاد الطيب الرائحة حار يابس في الثانية، وحبه أسخن منه يسيرا، وعوده يفتح السدد، وينفع من عرق النسا والدوار والصداع، ويجلو غشاوة العين، وينفع الربو، وضيق النفس وينفع رطوبة الأرحام بخورا، وينفع العقم، ويقاوم السموم ونهش الأفاعي. والمبلاس: الناقة المحكمة الضبعة، عن الفراء. وأبلس الرجل من رحمة الله: يئس. في حجته: انقطع. وقيل: أبلس، إذا دهش وتحير، قاله ابن عرفة، منه اشتقاق إبليس لعنه الله؛ لأنه يئس من رحمة الله وندم، وكان اسمه من قبل عزازيل، أو هو أعجمي معرفة، ولذا لم يصرف، قاله أبو إسحاق. قلت: ولذا قيل: إنه لا يصح أن يشتق إبليس وإن وافق معنى أبلس لفظا ومعنى، وقد تبع المصنف الجوهري في اشتقاقه، فغلطوه، فليتنبه لذلك. وقال أبو بكر: الإبلاس معناه في اللغة: القنوط وقطع الرجاء من رحمة الله تعالى، وقال غيره الإبلاس: الانكسار والحزن، يقال: أبلس فلان، إذا سكت غما وحزنا، قال العجاج:

يا صاح هل تعرف رسما مكرسا       قال نعم أعـرفـه وأبـلـسـا

صفحة : 3865

أبلست الناقة إبلاسا، إذا لم ترغ من شدة الضبعة، فهي مبلاس. قال اللحياني: ما ذقت علوسا ولا بلوسا، أي شيئا، كذا في اللسان، وسيأتي في ع-ل-س زيادة إيضاح لذلك، وأن الجوهري ضبطه ولا لؤوسا، وغيره قال: ألوسا. وبولس، بضم الباء وفتح اللام: سجن بجهنم أعاذنا الله تعالى منها برحمته وكرمه، هكذا جاء في الحديث مسمى: يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر حتى يدخلوا سجنا في جهنم يقال له بولس . وبالس، كصاحب: د، بشط الفرات بين حلب والرقة بينه وبين الفرات أربعة أميال، سميت فيما يذكر ببالس بن الردم بن اليقن بن سام بن نوح، وقربه جسر مليح اتخذ في زمن عثمان رضي الله تعالى عنه، ولما توجه مسلمة بن عبد الملك غازيا للروم من نحو الثغور الجزرية عسكر ببالس، فأتاه أهلها وأهل القرى المنسوبة إليها، فسألوه جميعا أن يحفر لهم نهرا من الفرات يسقي أراضيهم على أن يجعلوا له الثلث من غلالهم بعد عشر السلطان، فحفر النهر المعروف بنهر مسلمة، ووفوا له بالشرط، ورم سور المدينة واحكمه، فلما مات مسلمة صارت بالس وقراها لورثته، فلم تزل في أيديهم حتى جاءت الدولة العباسية، فانتزعت منهم، فكانت للمأمون وذريته، قال ابن غسان الكوراني:

آمن الله بـالـمـبـارك مـي     حوف مصر إلى دمشق فبالس ومنه أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن محمد بن بكر البالسي المحدث، وأبو المجد معد بن كثير بن علي البالسي الفقيه الأديب، تفقه على أبي بكر الشاشي، وأبو علي الحسن بن عبد الله بن منصور بن حبيب الأنطاكي، يعرف بالبالسي، وأبو الحسن إسماعيل بن أحمد بن أيوب البالسي الخيزراني، وجماعة غيرهم، ومن المتأخرين: النجم محمد بن عقيل بن محمد بن الحسن البالسي، من كبار أئمة الشافعية، وحفيده أبو الحسن محمد بن علي بن محمد، سمع على جده، وأبو الفرج بن عبد الهادي، وهو من شيوخ الحافظ بن حجر، توفي سنة 804 بمصر، والجمال عبد الرحيم بن محمد بن محمود البالسي سبط ابن الملقن، وغيرهما. ومما يستدرك عليه: أبلس الرجل: قطع به، عن ثعلب. وأبلس: سكت فلم يرد جوابا. والبلس بضمتين: غرائر كبار من مسوح يجعل فيها التبن، ويشهر عليها من ينكل به، وينادى عليه، ومن دعائهم: أرانيك الله على البلس. والبلسان: نوع من الطيور يقال لها الزراير، وقد جاء ذكره في حديث أصحاب الفيل، وفسره عباد بن موسى هكذا. وبلس، بالضم وفتح اللام: إحدى قرى بالس التي كانت لمسلمة بن عبد الملك، ثم كانت لورثته فيما بعد. وبلوس، كصبور: قرية بمصر من المنوفية. وبلاس، ككتاب: اسم رجل، كذا في معارف ابن قتيبة، إليه ينسب بلاس آباد، وقد ذكره المصنف رحمه الله استطرادا في س-ب-ط فانظره.

ب-ل-ب-س
بلبيس، أهمله الجوهري، وضبطه الصاغاني كغرنيق، ونسبه بعضهم للعامة، وقد يفتح أوله، وهذا قد صححه بعضهم: د، بمصر بالشرقية على عشرة فراسخ منها، كما في العباب، أو على مرحلتين منها، نزله عبس بن بغيض، ينسب إليه جماعة من أهل العلم والحديث، ومن المتأخرين المحب محمد بن علي بن أحمد بن عثمان الشافعي إمام الجامع الأزهر، كأبيه وجده، لازم مجلس الحافظ ابن حجر ومات سنة 889 ناب ابنه يحيى محله. ومما يستدرك عليه: بلبوس، بالفتح: هو بصل الرند، يشبه ورقه ورق السذاب، ذكره صاحب المنهاج.

ب-ل-ط-س
وبلوطس، كسفرجل: قرية بمصر من الغربية.

ب-ل-ع-س

صفحة : 3866

البلعس، كجعفر: الناقة الضخمة المسترخية المتبجبجة اللحم الثقيلة، وهي أيضا: الدلعس والدلعك. قال ابن عباد: البلعوس، كجردحل وحلزون: المرأة الحمقاء، كأنه على التشبيه بالناقة المسترخية الثقيلة، فإن البلعوس لغة في البلعس، كنظائره، كما سيأتي.

ب-ل-ع-ب-س
والبلعبيس، بضم الموحدة وفتح اللام وسكون العين: الأعاجيب، ذكره صاحب اللسان في ترجمة مستقلة، وفسره بالعجب.

ب-ل-ق-س
بلقيس، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وهو بالكسر والعامة تفتحها، كما في العباب: ملكة سبأ التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز، فقال: إني وجدت امرأة تملكهم قاله الصاغاني تبعا للمفسرين، وقال شيخنا: الكسر بعد التعريب، وأما قبله فبالفتح، وحكاه بعضهم بعده أيضا إبقاء للأصل، ملكت بعد أبيها الهدهاد، وفي الروض: ملكت بعد ذي الأذعار، وكانت أمها جنية، واسمها ركانة بنت السكن الذي كان ملك الجن، خطبها الهدهاد منه، فزوجه بها. ومما يستدرك عليه: بلقس، بفتح وتشديد فسكون: قرية بشرقي مصر، والخبز المبلقس منسوب إلى بلقس، وهي خبزة فيها أربعة أرطال، أول من اتخذها سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام، كذا ورد في الأوليات، وفسره الديلمي بما ذكرنا في مسند الفردوس. وبلقاس، بالضم: قرية بمصر منها الشهاب أحمد بن سليمان بن أحمد بن نصر الله البلقاسي، سمع الحافظ ابن حجر، ولازم الشمس العناياتي والونائي والشرف السبكي، توفي بمصر في شوال سنة 852 ترجمه الحضرمي. ومما يستدرك عليه:

ب-ل-ك-س
بلكوس، بفتحتين ثم ضم: قرية بمصر.

ب-ل-ن-س
بلنسية، أهمله الجمهور، وهي بفتح الباء واللام، وكسر السين، وفتح الياء المثناة التحتية مخففة والعامة تضم الموحدة: د، شرقي الأندلس محفوف بالأنهار والجنان بحيث لا ترى إلا مياها تدفع ولا تتسمع إلا أطيارا تسجع. وبلنياس، كسرطراط: د، حسنة هكذا في النسخ، وصوابه حسن بسواحل حمص.

ب-ل-ه-س
بلهس الرجل، أهمله الجوهري والصاغاني في التكملة، ونقل في العباب عن ابن فارس: أي أسرع في مشيه، وأورده صاحب اللسان هكذا.

ب-ن-س
البنس، محركة: الفرار من الشر، عن ابن الأعرابي، كالإبناس، وهو الفرار من السلطان، عنه أيضا. وبنس عنه تبنيسا تأخر، قال ابن أحمر:

كأنها من نقى العـزاف طـاوية     لما انطوى بطنها واخروط السفر
مارية لؤلـؤان الـلـون أودهـا    طل وبنس عنها فرقد خـصـر

نقله ابن سيده عن ابن جني، قال: وقال الأصمعي: هي أحد الألفاظ التي انفرد بها ابن أحمر، وقال شمر: لم أسمع بنس إلا لابن أحمر. وعن كراع: بنس، اقعد، هكذا حكاه بالأمر، والشين لغة فيه، قال اللحياني: بنس، وبنش، إذا قعد، وأنشد:
إن كنت غير صائد فبنس

صفحة : 3867

ويروى: فبنش، وسيذكر في موضعه. وإبناس، بالكسر: ة، بمصر من الغربية، وهي في الديوان ابنهس، وينسب إليها خلق من المحدثين، منهم البرهان إبراهيم بن موسى الإبناسي الشافعي، ممن سمع عن الميدومي، وعنه الحافظ ابن حجر، والزين عبد الرحيم بن حجاج بن محرز الإبناسي، أخذ عن العناياتي وابن حجر والعلم البلقيني مات سنة 891. ومما يستدرك عليه: بنوس بن أحمد الواسطي، كصبور: محدث تكلم فيه. وبانياس: من أنهار دمشق، ويقال أيضا: باناس، يدخل إلى وسط المدينة فيكون منه بعض مياه قنواتها، وينفصل باقيه فيسقي الزروع من جهة الباب الصغير والشرقي، وفيه يقول العماد الكاتب الأصبهاني مع ذكر غيره من الأنهار:

إلى ناس باناس لي صـبـوة     لها الوجد داع وذكرى مثير
يزيد اشتياقي وينمـو كـمـا     يزيد يزيد وثـورا يثــور
ومن بردى برد قلبي المشوق     فها أنا من حره أستـجـير

ومما يستدرك عليه أيضا: بونس، بالضم وفتح النون: قرية من أعمال شريش، ومنها إبراهيم بن علي الشريشي، وله تصانيف، ذكره الداوودي. قلت: مات سنة 658. ويستدرك عليه أيضا: آبنوس، بمد الألف وكسر الموحدة، قيل: هو الساسم، وقيل: هو غيره، واختلف في وزنه، وهنا محل ذكره. وأبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن الآبنوسي الصيرفي، له جزء مشهور، وقع لنا من رواية ابن طبرزد عن أبي غالب بن البناء، عنه.

ب-ن-ط-س
ويستدرك عليه أيضا: بنطس بالفتح وضم الطاء، ضبطه أبو الريحان البيروني، وقال: وفي وسط المعمورة بأرض الصقالبة والروس بحر يعرف ببنطس عند اليونانيين، قال: ويعرف عندنا ببحر طرابزندة؛ لأنها فرضة عليه، يخرج منه خليج يمر بسور قسطنطينية، ولا يزال يتضايق حتى يقع في بحر الشام.

ب-ن-ق-س
البناقيس، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو ما طلع من مستدير البطيخ، الواحد بنقوس، بالضم. وبناقيس الطرثوث: شيء صغير ينبت معه أول ما يرى. ومما يستدرك عليه: بانقوسا: جبل في ظاهر حلب من جهة الشمال، قال البحتري:

أقام كل ملث الـقـطـر رجـاس      على ديار بعـلـو الـشـام أدراس
فيها لعلوة مصطـاف ومـرتـبـع      من بانقوسا وبابـلـى وبـطـياس
منازل أنكرتنـا بـعـد مـعـرفة       وأوحشت من هوانا بـعـد إينـاس
يا علو لو شئت أبدلت الصدود لـنـا    وصلا ولان لصب قلبك القـاسـي
هل من سبيل إلى الظهران من حلب     ونشـوة بـين ذاك الـورد والآس

ب-ن-م-س
ومما يستدرك عليه: بنمسويه، بكسر الموحدة والنون وضم السين ثم فتح الواو: قرية بمصر، وهي التي اشتهرت الآن ببني سويف، ومنها الإمام شمس الدين محمد بن عبد الكافي بن عبد الله الأنصاري العبادي البنمساوي الشافعي، حدث وأبوه وجده وولده، مات بمصر سنة 852 سمع عليه الحافظ السخاوي وغيره.

ب-و-س

صفحة : 3868

البوس، بالفتح: التقبيل، فارسي معرب، وقد باسه يبوسه، وباس له الأرض بوسا، وبساط مبوس. ومن سجعات الأساس: أيها البائس، ما أنت إلا البائس. البوس: الخلط، نقله الصاغاني عن ابن عباد، والشين المعجمة أعلى. وباس الشيء: خشن، نقله الصاغاني. والحسن بن عبد الأعلى البوسي الصنعاني الأنباري، محدث، هو شيخ الطبراني، وحفيده قاضي صنعاء أبو محمد عبد الأعلى بن محمد بن الحسن، عن جده والديري، وعنه محمد بن مفرج القرطبي، وحفيده القاضي أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الأعلى بن محمد: حدث عن جده عبد الأعلى، روى عنه أبو تمام إسحاق بن الحسن، شيخ لأبي طاهر بن أبي الصقر، قاله الحافظ. ومما يستدرك عليه: جاء بالبوس البائس: أي الكثير، والشين المعجمة أعلى، كما سيأتي. والبوس أيضا: قرية بين عكا ونابلس، ومنها عوض بن محمود البوسي المصري، ذكره المقريزي هكذا وضبطه، وقد أهمله الجماعة.

ب-ه-ر-س
مر يتبهرس، بتقديم الموحدة على الهاء، ويتهبرس، بتقديم الهاء على الموحدة، أي يتبختر في مشيه، عن ابن عباد، كما في العباب، وهو مثل يتبيهس، ويتبرنس، ويتفيجس، ويتبهنس.

ب-ه-س
البهس، كالمنع: الجرأة، قاله ابن دريد، منه البيهس، كحيدر: الأسد، عن ابن دريد، وقال ابن سيده: هو من صفات الأسد، مشتق منه. كذلك الشجاع من الناس. البيهس، من النساء: الحسنة المشي، عن ابن عباد، وهي التي إذا مشت تبخترت، وحقيقته: مشت مشية الأسد. بيهس، بلا لام: رجل يضرب به المثل في إدراك الثأر، قال المتلمس:

فمن طلب الأوتار ما حـز أنـفـه     قصير وخاض الموت بالسيف بيهس وأبو بيهس: هيصم بن جابر الخارجي، أحد بني سعد بن ضبيعة بن قيس، نسب إليه البيهسية: من فرق الخوارج. وتبيهس: تبختر. يقال: جاء يتبيهس، أي فارغا لا شيء معه. أبو الدهماء قرفة بن بهيس، كزبير: تابعي، عن سمرة بن جندب، وغيره. ومما يستدرك عليه: البهس: المقل مادام رطبا، والشين لغة فيه. وبهيسة: اسم امرأة، قال نفر جد الطرماح:

ألا قالت بهيسة ما لنفـر     أراه غيرت منه الدهور ويروى بالشين. ومر فلان يتبيهس ويتفيسج ويتفيجس، إذا كان يتبختر في مشيه. ومحمد بن صالح بن بيهس القيسي الكلابي: أمير عرب الشام، وفارس قيس وزعيمها، والمقاوم للسفياني بن القميطر الذي خرج بالشام. وبيهس الفزاري الملقب بالنعامة، أحد الإخوة السبعة الذين قتلوا وترك هو لحمقه، وهو القائل:

البس لكل حالة لبوسها      إما نعيمها وإما بوسها ومنه: أحمق من بيهس، قاله الزمخشري. ومما يستدرك عليه:

ب-ه-ر-م-س
بهرمس بالضم: قرية بجيزة مصر، منها الشمس محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشافعي، ولد سنة 820، سمع عنه الحافظ السخاوي، مات سنة 858. قلت: وهي أبو هرميس، وسيأتي ذكرها في ه-ر-م-س.

ب-ه-ل-س
التبهلس، أهمله الجوهري وابن منظور، وقال ابن عباد: هو أن يطرأ الإنسان من بلد ليس معه شيء، وهو التبحلس، وقد مر ذكره.

ب-ه-ن-س

صفحة : 3869

البهنس، كجعفر، أهمله الجوهري هنا، ولكن ذكره في ب-ه-س استطرادا لا لزيادة النون، فلا يكون مستدركا عليه، كما لا يخفى، وهو الثقيل الضخم، من الرجال، قاله ابن عباد. البهنس: الأسد يبهنس في مشيه كالمبهنس والمنبهنس، كأنه يبهنس في مشيته ويتبهنس، أي يتبختر، قال أبو زبيد حرملة بن المنذر الطائي يصف أسدا:

إذا تبهنس يمشي خلته وعثـا     وعى السواعد منه بعد تكسير وقال أيضا في هذه القصيدة يصفه:

مبهنسا حيث يمشي ليس يفزعه     مشمرا للدواهي أي تشمـير قال الصاغاني في العباب: وهو منحوت من بهس، إذا جرى، ومن بنس، إذا تأخر، معناه أنه يمشي مقاربا خطوه في تعظم وكبر. البهنس: الجمل الذلول، كالبهانس، بالضم، عن أبي زيد. ومحمد بن بهنس المروزي: محدث، كان مستملي النضر بمرو، روى عن مطهر بن الحكم، وغيره. واختلف في جد ذي الرمة غيلان بن عقبة بن بهنس العدوي الشاعر، فقيل هكذا، وقيل بهيس مصغرا. بهنس، وتبهنس: تبختر، خص بعضهم به الأسد، وعم به بعضهم. وبهنسى، كقهقرى: كورة بصعيد مصر الأدنى غربي النيل، والنسبة إليها بهنسي وبهنساوي، وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم منهم الإمام الصوفي المفسر الشمس محمد بن محمد البهنسي الشافعي، وشيخنا المعمر المحدث عبد الحي بن الحسن بن زين العابدين البهنسي المالكي الشاذلي نزيل بلاق سنة 1175 وسمع عن الخراشي والزرقاني والإطفيحي والغمري والبصري والنخلي وتوفي سنة 1181.

ب-ي-س
بيس: ناحية بسرقسطة من الأندلس. وبيسان: ة، بمرو. بيسان أيضا: ة، بالشام فيها كروم، وإليها ينسب الخمر قال حسان:

من خمر بيسان تخيرتهـا    ترياقة توشك فتر العظام وقال بعضهم: هو موضع بالأردن، فيه نخل لا يثمر إلى خروج الدجال، وفيه قبر أبي عبيدة بن الجراح، وبه كان ينزل رجاء بن حيوة. قلت: وأورد الجوهري بيسان أيضا في ب-س-ن، وأنشد عليه قول حسان، فليتأمل، منها القاضي الفاضل الأشرف محيى الدين أبو علي عبد الرحيم بن علي بن الحسين بن أحمد بن الفرج بن أحمد اللخمي البيساني العسقلاني صاحب دواوين الإنشاء، ووزير السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، ولد سنة 529 سمع من السلفي وابن عساكر، وتوفي سنة 596 ودفن هو والشاطبي في محل واحد بالقرب من تربة الكيزاني، نقلته من كتاب الفتح الواهبي في مناقب الإمام الشاطبي للشهاب العسقلاني شارح البخاري. بيسان أيضا: ع، باليمامة، نقله الصاغاني. قلت: وهو جبل لبني سعد بن زيد مناة. وبيسك: مثل ويسك. وباس الرجل يبيس بيسا: تكبر على الناس وآذاهم، قاله الفراء. بياس، كسحاب: ة، من الشام، قرب جبل اللكام، ويروى فيه التشديد. ومما يستدرك عليه: بيس، بالفتح، لغة في بئس، حكاه الفارسي. وقال الفراء: باس يبيس، إذا تبختر، قال الأزهري: ماس يميس بهذا المعنى أكثر، والباء والميم يتعاقبان. وبياسة، كسحابة: مدينة كبيرة بالأندلس من كورة جيان، منها أبو الحجاج البياسي صاحب المصنفات. وبياس كسحاب: نهر عظيم بالسند، يصب في الملتان.