الباب الثاني عشر: باب السين المهملة - الفصل الرابع: فصل الجيم مع السين

فصل الجيم مع السين

ج-أ-س
مكان جأس: وعر، كشأس، قيل: لا يتكلم به إلا بعد شأس، كأنه إتباع، أورده صاحب اللسان، وأهمله الجوهري والصاغاني.

ج-ب-س
الجبس، بالكسر: الجامد من كل شيء الثقيل الروح الذي لا يجيب إلى خير. والفاسق، والدنيء، والرديء، والجبان الفدم، واللئيم الضعيف، قال الراجز - لما طوى خالد بن الوليد برية السماوة -:

يا عجبا لرافع كـيف اهـتـدى    فوز من قـراقـر إلـى كـدا

خمس إذا ما سارها الجبس بكى ويقال: إنه لجبس من الرجال، إذا كان غبيا، عن الأصمعي. الجبس: ولد الدب، كالجبيس، فيهما، كأمير. الجبس: الذي يبنى به، وهو الجص، عن كراع. ج أجباس وجبوس، بالضم. والجبوس، كصبور: الفسل الرديء من الناس. والأجبس: الضعيف الجبان، كالجبس، قال بشر بن أبي خازم:

على مثلها آتي المهـالـك واحـدا     إذا خام عن طول السرى كل أجبس والمجبوس: من يؤتى في دبره طائعا، قاله ابن دريد، وقال ابن الأعرابي: المجبوس والجبيس: نعت سوء للرجل المأبون. ولم يكن في الجاهلية إلا في نفير. قال أبو عبيدة: منهم: أبو جهل بن هشام، فقد جاء أنه كان إذا تحركت عليه يلقمها الوتد، كما قاله الزمخشري في ربيع الأبرار. والزبرقان بن بدر، وطفيل بن مالك، وقابوس بن المنذر الملك عم النعمان بن المنذر من ملوك الحيرة، وكان يلقب جيب العروس. وتجبس الرجل، إذا تبختر في مشيه، قاله أبو عبيد، قال عمر بن لجإ:

تمشي إلى رواء عاطناتها     تجبس العانس في ريطاتها ومما يستدرك عليه: الجبس: الضعيف والمتبختر، والمجبسة، والجباسة: موضع الجبس. والجباس: الغليظ الفدم. وأخذه مجبسا، أي بالغلظة، عامية.

صفحة : 3876

ج-ب-ر-س
ومما يستدرك عليه: جبرس. قد أهمله الجمهور، وجاء منه: جبارس، بالفتح: قرية من حوف رمسيس، من أعمال مصر. وجابرسا: آخر بلاد الدنيا، ذكره المصنف في الصاد.

ج-ح-س
جحس فيه، كجعل: دخل. جحس جلده: كدحه وخدشه وقشره، مثل جحشه، بالشين، حكاه يعقوب في البدل، وبهما روي الحديث: سقط عن فرس فجحس شقه الأيمن والشين أعرف. جحس فلانا: قتله، لغة في الشين. وقال الأزهري في الشين: الجحش: الجهاد، وتحول الشين سينا. والجحاس في القتال: مثل الجحاش، لغتان بالسين والشين. وجاحسه جحاسا: زاحمه وقاتله وزاوله على الأمر، كجاحشه، حكاه يعقوب في البدل، وأنشد:

إذا كعكع القرن عن قرنه     أبى لك عزك إلا شماسا
وإلا جلادا بـذي رونـق    وإلا نزالا وإلا جحاسـا

ونقله الجوهري عن الأصمعي، وأنشد لأبي حماس الفزاري:

والصقع في يوم الوغى الجحاس يقال: ذاك من جحسه ودحسه: أي مكره ومزاولته.

ج-د-س
جديس، كأمير: قبيلة كانت في الدهر الأول، وانقرضت، قاله الجوهري. وجدس، محركة، من الأعلام، قاله الصاغاني. وجدس: بطن من لخم، وهو جدس بن أريش بن إراش السكوني، أو هو تصحيف، والصواب بالحاء المهملة، وذكره الأمير بالجيم على الصواب، وأما الذي بالحاء فإنهم قوم سواهم، كما سيأتي في موضعه. والجادسة: الأرض التي لم تعمر ولم تعمل ولم تحرث، قاله أبو عبيدة، وج جوادس، وبه فسر ما روي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: من كانت له أرض جادسة قد عرفت له في الجاهلية حتى أسلم فهي لربها. وقال ابن الأعرابي: التي لم تزرع قط. والجادس: الجادسة، بمعنى. قال أبو عمرو: الجادس: الدارس من الآثار وقد جدس ودمس وطلق ودسم. الجادس: ما اشتد من كل شيء ويبس، كالجاسد، ومنه: أرض جادسة. والدم الجادس: اليابس.

ج-ر-ج-س
الجرجس، بالكسر: البق، والبعوض الصغار، وكره بعضهم الجرجس، وقال: إنما هو القرقس، وقال الجوهري: هو لغة فيه، كما سيأتي. الجرجس: الشمع، وقيل: هو الطين الذي يختم به، وقيل: هو الصحيفة. وبكل من ذلك فسر قول امرئ القيس:

ترى أثر القرح في جلـده     كنقش الخواتم في جرجس وجرجيس: نبي، عليه السلام، من أهل فلسطين، وكان قد أدرك بعض الحواريين، وبعث إلى ملك الموصل، وهو بعد المسيح عليه السلام، كذا في المعارف لابن قتيبة، نقله شيخنا رحمه الله.

ج-ر-س

صفحة : 3877

الجرس، بالفتح، المصدر: الصوت المجروس، عن الليث، أو الصوت نفسه، عن ابن السكيت، أو خفيه، عن ابن دريد، ويكسر، عن ابن السكيت، ونقله ابن سيده، وذكر فيه التحريك أيضا عن كراع، أو إذا أفرد فتح فقيل: ما سمعت له جرسا أي صوتا، وإذا قالوا: ما سمعت له حسا ولا جرسا، كسروا فأتبعوا اللفظ، ولم يفرق ابن السكيت. الجرس: اللحس باللسان، يجرس، بالضم، ويجرس، بالكسر، يقال: جرست الماشية الشجر والعشب تجرسه وتجرسه جرسا: لحسته، وجرست البقرة ولدها جرسا: لحسته، وكذلك النحل إذا أكلت الشجر للتعسيل، زاد الزمخشري ولها عند ذلك جرس، وقال الليث: النحل تجرس العسل جرسا وتجرس النور، وهو لحسها إياه ثم تعسله. الجرس: الطائفة من الشيء يقال: مر جرس من الليل، أي وقت وطائفة منه. وحكي عن ثعلب فيه، جرس، بالتحريك، قال ابن سيده: ولست منه على ثقة، وقد يقال بالشين. معجمة، والجمع أجراس وجروس. الجرس: التكلم كالتجرس، وقد جرس وتجرس، إذا تكلم بشيء وتنغم. نقله الليث. الجرس، بالكسر: الأصل. الجرس، بالتحريك: الذي يعلق في عنق البعير، قال ابن دريد: اشتقاقه من الجرس، أي الصوت، وخصه بعضهم بالجلجل، ومنه الحديث: لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس قيل: إنما كرهه لأنه يدل على أصحابه بصوته، وكان عليه السلام يحب أن لا يعلم العدو به حتى يأتيهم فجأة. الجرس: الذي يضرب به أيضا، نقله الليث. وأجرسه: ضربه. وجرس: اسم كلب، نقله الصاغاني. جرس بن لاطم بن عثمان بن مزينة جد شريح بن ضمرة الصحابي، أول من قدم بصدقات مزينة على النبي صلى الله عليه وسلم. جريس، كزبير، الجعفري، كوفي، والد عبد الرحمن وعوف، وهما من أتباع التابعين. روى عبد الرحمن عن التابعين، وعنه الثوري، وعوف روى عنه ابن عيينة. قال أبو عبيدة: الجرس: الأكل، وقد جرس يجرس. والجاروس: الأكول، عن ابن الأعرابي. جروس، كصبور: د، بين هراة وغزنة. جروس: ماء بنجد، لبني عقيل. والجاروس: حب، م معروف يؤكل مثل الدخن، معرب كاورس، وهو ثلاثة أصناف، أجودها الأصفر الرزين، وهو يشبه بالأرز في قوته، وأقوى قبضا من الدخن، يدر البول، ويمسك الطبيعة. وجاورسة: ة، بمرو، بها قبر عبد الله بن بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الأعرج الأسلمي التابعي قاضي مرو، روى عن أبيه، وأبوه هو الذي نزل مرو ودفن بها بمقبرة حصين، وهي مقبرة مرو، كما سيأتي. وجاورسان: ة، هكذا نقله الصاغاني ولم يعين في التكملة، وهي بالري، كما صرح به في العباب. وقه جاورسان هكذا بضم القاف وسكون الهاء: ة بأصبهان وقه: معرب، معناه القرية. والجريسة: ما يسرق من الغنم بالليل، عن ابن عباد. وأجرس الرجل: علا صوته. والطائر إذا سمعت صوت مره، قال جندل بن المثنى الحارثي:

حتى إذا أجـرس كـل طـائر     قامت تعنظي بك سمع الحاضر أجرس الحادي؛ إذا حدا للإبل، عن ابن السكيت، وأنشد الراجز:

أجرس لها يا ابن أبي كباش     فما لها الليلة من إنفـاش أي احد لها لتسمع الحداء فتسير، قال الجوهري: ورواه ابن السكيت بالشين وألف الوصل والرواة على خلافه. من المجاز: أجرس الحلي: صات مثل صوت الجرس، قال العجاج:

تسمع للحلي إذا ما وسوسـا      وارتج في أجيادها وأجرسا
زفزفة الريح الحصاد اليبسا

صفحة : 3878

أجرس السبع: سمع جرس الإنسان من بعيد. من المجاز: التجريس: التحكيم والتجربة، ومنه الحديث: قال عمر لطلحة رضي الله عنهما: قد جرستك الدهور، أي حنكتك وجعلتك خبيرا بالأمور مجربا، ويروى بالشين بمعناه. ورجل مجرس ومجرس كمحدث ومعظم، على الأخير اقتصر الجوهري، وناقة مجرسة: مدربة مجربة في السير والركوب. التجريس بالقوم، التسميع بهم والتنديد، عن ابن عباد، والاسم الجرسة، بالضم. قال أبو سعيد وأبو تراب: الاجتراس: الاكتساب، والشين لغة فيه. والتجرس: التكلم والتنغم، عن أبي تراب، وقد تقدم في كلامه، فهو تكرار. وفي العباب: التركيب يدل على الصوت، وما بعد ذلك فمحمول عليه، وقد شذ عن هذا التركيب: الرجل المجرس، ومضى جرس من الليل. ومما يستدرك عليه: جرس الطير، محركة صوت مناقيرها على شيء تأكله، ومنه الحديث: فيسمعون صوت جرس طير الجنة أي صوت أكلها، وقد جرس وأجرس، إذا صوت، قال الأصمعي: كنت في مجلس شعبة بن الحجاج قال: فيسمعون جرش طير الجنة ، بالشين، فقلت: جرس، فنظر إلي وقال: خذوها عنه فإنه أعلم بهذا منا، وقد تقدمت له الإشارة في الخطبة في التصحيف. والجرس، محركة: الحركة، عن كراع. وأرض خصبة جرسة، وهي التي تصوت إذا حركت وقلبت. وأجرس الحي: سمعت جرسه، وفي التهذيب: أجرس الحي: سمعت صوت جرس شيء. وفلان مجرس لفلان: يأنس بكلامه وينشرح بالكلام عنده. وقال أبو حنيفة رحمه الله: فلان مجرس لفلان، أي مأكل ومنتفع، وقال مرة: فلان مجرس لفلان، أي يأخذ منه ويأكل من عنده. وجرس الحرف نغمته، وسائر الحروف مجروسة ما عدا حروف اللين: الياء والألف والواو. والجوارس: النحل، قال أبو ذؤيب:

يظل على الثمراء منهـا جـوارس     مراضع صهب الريش زغب رقابها وقيل: جوارس النحل: ذكورها. وانجرس الحلي: كأجرس، وأجرس به صاحبه، نقله الزمخشري. وجريس كزبير: شيخ يروي عنه زهير بن معاوية. وجريسان، بالضم: قرية من جزيرة ابن نصر، من أعمال مصر. والجريسات: قرية من أعمال المنوفية من مصر، نسب إليها أشموم.

ج-ر-ف-س
الجرفاس، بالكسر، والجرافس، بالضم: الضخم، عن ابن فارس، وقال غيره: هو الشديد من الرجال، وكذلك الجرنفس، والشين المعجمة لغة فيه، عن سيبويه ومن تبعه من البصريين. الجرفاس والجرافس: الجمل العظيم الرأس، وقيل: الغليظ الجثة. الجرفاس والجرافس: الأسد الهصور، كأنه وصف بذلك لصرعه الرجال والفرائس، يجوز أن يكون مأخوذا من جرفسه جرفسة، إذا صرعه، عن ابن الأعرابي، قيل: جرفه، عن ابن فارس، وأنشد ابن الأعرابي:

كأن كبشا ساجسيا أدبسـا     بين صبيي لحيه مجرفسا قال الصاغاني: جعل خبر كأن في الظرف. قلت: يعني بين، وهو قول أبي العباس، يقول: كأن لحيته بين فكيه كبش ساجسي، يصف لحية عظيمة. جرفس فلان: أكل أكلا شديدا ومنه: رجل جرفسي، ويجوز أن يكون تسمية الأسد مأخوذا من هذا، ولهذا قيل له: الضيغم، كذا في العباب. ومما يستدرك عليه: الجرفسة: شدة الوثاق، وقال الأزهري: كل شيء أوثقته فقد قعطرته وجرفسته، قال الصاغاني: ويجوز أن يكون تسمية الأسد مأخوذا من هذا؛ لأنه إذا أخذ الفريسة فكأنه أوثقها فلا تفلت منه.

ج-ر-ن-ف-س
الجرنفس، كسمندل: الرجل الضخم الشديد.

ج-ر-ه-س
الجرهاس، بالكسر أهمله الجوهري، وقال الليث: هو الجسيم وأنشد:

صفحة : 3879

يكنى وما حول عن جرهاسمن فرسه الأسد أبا فراس الجرهاس أيضا: الأسد الغليظ الشديد، نقله الصاغاني وابن دريد.

ج-س-س
الجس: المس باليد، كالاجتساس، وقد جسه بيده واجتسه، أي مسه ولمسه. وموضعه الذي تقع عليه يداه إذا جسه: المجسة، كالمجس، ويقال: مجسته حارة. من المجاز: الجس: تفحص الأخبار والبحث عنها، كالتجسس، قال اللحياني: تجسست فلانا، ومن فلان: بحثت عنه، كتحسست، ومن الشاذ قراءة من قرأ: فتجسسوا من يوسف وأخيه وقيل: التجسس بالجيم: أن يطلبه لغيره، وبالحاء: أن يطلبه لنفسه، وقيل: بالجيم: البحث عن العورات، وبالحاء: الاستماع، ومعناهما واحد في تطلب معرفة الأخبار ومنه الجاسوس والجسيس، كأمير: لصاحب سر الشر، وهو العين الذي يتجسس الأخبار، ثم يأتي بها، والناموس: صاحب سر الخير. قال الخليل: الجواس: الحواس. ونسبه ابن سيده للأوائل، وهي خمس: اليدان والعينان والفم، والشم، والسمع، والواحدة حاسة، وقال ابن دريد: وقد يكون بالعين أيضا. قلت: واستعماله في غير اليد مجاز. وفي المثل: أحناكها، أو يقال: أفواهها مجاسها، وإنما قيل ذلك لأن الإبل إذا أحسنت الأكل اكتفى الناظر بذلك في معرفة سمنها من أن يجسها ويضبثها. وقال الزمخشري: إذا رأيتها تجيد الأكل أولا فكأنما جسستها، ويقولون: كيف ترى مجستها? فتقول: دالة على السمن. يضرب في شواهد الأشياء الظاهرة المعربة عن بواطنها. وقال أبو زيد: إذا طلبت كلأ جست برؤوسها وأحناكها؛ فإن وجدت مرتعا رمت برؤوسها فرتعت، وإلا مرت،. فالمجاس على هذا: المواضع التي تجس بها هي. من المجاز قولهم: فلان ضيق المجسة والمجس، إذا كان غير رحيب الصدر ولم يكن واسع السرب، ويقال: في مجسك ضيق. من المجاز عن ابن دريد: جسه بعينه، إذا أحد النظر إليه ليستثبت ويستبين، قال الشاعر:

وفتية كالذئاب الطلس قلت لهـم     إني أرى شبحا قد زال أوحـالا
فاعصوصبوا ثم جسوه بأعينهـم     ثم اختفوه وقرن الشمس قد زالا

اختفوه: أظهروه، وهكذا أنشده الجوهري، وحكاه عن ابن دريد، وقال الصاغاني: هو في حكايته عنه صادق، ولكنه تصحيف، والرواية حسوه بالحاء، يقال: حسه وأحسه بمعنى، والبيتان لعبيد بن أيوب العنبري، والرواية:

فاهزوزعوا ثم حسوه بأعينهـم     ثم اختتوه وقرن الشمس قد زالا اهزوزعوا: تحركوا وانتبهوا حتى رأوه، واختتوه: أخذوه. قلت: ومثله بخط أبي زكريا في ديوانه، وقال: حسوه، وأحسوا بمعنى. والجساسة: دابة تكون في الجزائر تجس الأخبار، فتأتي بها الدجال. قاله الليث، زاد في اللسان: زعموا. وهي المذكورة في حديث تميم الداري. من المجاز: الجساس ككتان: الأسد المؤثر في الفريسة ببراثنه، فكأنه قد جسها، ومنه قول مالك بن خالد الخناعي ويروى لأبي ذؤيب أيضا، في صفة الأسد:

صعب البديهة مشبوب أظافره      مواثب أهرت الشدقين جساس وقال أبو سعيد الحسن بن الحسين السكري: جساس يجس الأرض، أي يطؤها. جساس بن قطيب أبو المقدام: راجز. جساس بن مرة الشيباني: قاتل كليب بن وائل وبسببه هاجت حرب بكر وتغلب بن وائل، كما تقدم في بس، وفيه يقول مهلهل: قتيل ما قتيل المرء عمرو وجساس بن مرة ذو ضرير

صفحة : 3880

وقتله هجرس بن كليب، وله كلام تقدم في ز-ر-ر. وعبد الرحمن بن جساس المصري: من أتباع التابعين. وجساس بن محمد: من المحدثين. جساس، ككتاب ابن نشبة بن ربيع التميمي بن عمرو بن عبد الله بن لؤي بن عمرو بن الحارث بن تيم الله بن عبد مناة بن أد: أبو قبيلة، من ولده مزاحم بن زفر بن علاج بن الحارث بن عامر بن جساس، عن شعبة، وعنه أبو الربيع الزهراني، أخوه عثمان بن زفر: حدث عن يوسف بن موسى القطان وغيره، وأنشد ابن الأعرابي:

أحيا جساسا فلما حان مصرعه     خلى جساسا لأقوام سيحمونه وجس، بالكسر: زجر للبعير، قال ابن دريد: لم يتصرف له فعل. قوله تعالى: ولا تجسسوا قال مجاهد: أي خذوا ما ظهر ودعوا ما ستر الله عز وجل، أو لا تفحصوا عن بواطن الأمور، أو لا تبحثوا على العورات، كل ذلك من معاني التجسس، بالجيم، وقد تقدم الفرق بينه وبين التحسس، بالحاء، وهو مجاز. من المجاز: اجتست الإبل الكلأ، إذا رعته بمجاسها، أي أفواهها، وفي الأساس: التمسته بأفواهها. ومما يستدرك عليه: الجس: جس النصي والصليان حيث يخرج من الأرض على غير أرومة. ويقال: جس الأرض جسا: وطئها، ومنه سمي الأسد جساسا. وهاشم بن عبد الواحد الجساس: كوفي روى عن جعفر بن محمد بن شاكر، وإبراهيم بن الوليد الجساس يروي عن أبي بكر الرمادي. وعبد السلام بن حمدون جسوس كتنور: حدث عن إمام الجماعة سيدي عبد القادر الفاسي وغيره، وعن شيخ مشايخنا محمد بن عبد الله السجلماسي، ومحمد بن عبد الرزاق بن عبد القادر بن جساس الأريحي الدمشقي، سمع على الزين العراقي والهيثمي، مات سنة 874.

ج-ش-ن-س
جشنس، بالكسر، والشين الأولى معجمة، على مثال زبرج، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: هو من الأعلام، غير منصرف، للعلمية والعجمة، وهو اسم جد أبي بكر محمد بن أحمد بن جشنس الأصفهاني المحدث بن صاعد. وفاته: محمد بن نصر بن عبد الله بن أبان بن جشنس الأصبهاني يروي عن إسماعيل بن عمرو البجلي، وعنه ابن مردويه، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان بن أد، وجشنس: راوي جزء لوين.

ج-ع-س
الجعس: الرجيع، مولد، نقله الجوهري. أو الجعس: اسم الموضع الذي يقع فيه الجعموس، كما نقله ابن دريد، وقال غيره: الميم فيه زائدة، وأنشد ابن دريد:

أقسم بالله وبالشهـر الأصـم     مالك من شاء ترى ولا نعم

إلا جعاميسك وسط المستحم قلت: وكسر الجيم فيه لغة، ولو قال: موضعه، لأصاب. والجعسوس، بالضم: القصير الدميم اللئيم الخلقة والخلق القبيح، عن الأصمعي، كأنه مشتق من الجعس، صفة على فعلول، فشبه الساقط المهين من الرجال بالخرء ونتنه، والأنثى جعسوس أيضا، حكاه يعقوب، وهم الجعاسيس، ورجل دعبوب، وجعبوب، وجعسوس، إذا كان قصيرا دميما، وفي الحديث: أتخوفنا بجعاسيس يثرب وقال أعرابي لامرأته: إنك لجعسوس صهصلق. فقالت: والله إنك لهلباجة نؤوم، خرق سؤوم، شربك اشتفاف، وأكلك اقتحاف، ونومك التحاف، عليك العفا، وقبح منك القفا. وقال ابن السكيت - في كتاب القلب والإبدال - : جعسوس وجعشوش، بالشين والسين، وذلك إلى قماءة وصغر وقلة، يقال: هو من جعاسيس الناس، قال: ولا يقال هذا بالشين، قال عمرو بن معديكرب: تداعت حوله جشم بن بكر وأسلمه جعاسيس الرباب

صفحة : 3881

هكذا أنشده الجوهري، وقال الصاغاني: وهذا تصحيف قبيح، وإنما هو لغلفاء أخي شرحبيل بن الحارث بن عمرو آكل المرار، واسم غلفاء معديكرب، وقيل: سلمة، وأوله:

ألا أبلغ أبا حنـش رسـولا    فمالك لا تجيء إلى الثواب
تعلم أن خير النـاس حـيا     قتيل بين أحجار الكـلاب

تداعت حوله.... الخ. وتجعس الرجل: تعذر. من المجاز: تجعس، إذا بذا بلسانه. ومما يستدرك عليه: الجعيس، كأمير: الغليظ الضخم. والجعسوس، بالضم: النخل في لغة هذيل، وذكره المصنف رحمه الله في جعس كما سيأتي.

ج-ع-ب-س
الجعبس، بالضم، أهمله الجوهري، وقال ابن السكيت هو كعصفر. قال غيره: الجعبوس مثال: عصفور: المائق، نقله الصاغاني في التكملة والعباب، وصاحب اللسان.

ج-ع-م-س
الجعموس، كعصفور، أهمله الجوهري هنا، ولكن صرح به في جعس فإن ميمه زائدة وإن وزنه فعمول، وهو: الرجيع، قال أبو زيد: الجعموس: ما يطرحه الإنسان من ذي بطنه، وجمعه جعاميس، وأنشد:

مالك من إبل ترى ولا نعـم     إلا جعاميسك وسط المستحم وجعمس الرجل: وضعه بمرة واحدة وقيل: إذا وضعه يابسا، وهو مجعمس وجعامس، بالضم، قال الصاغاني: وزن جعمس فعمل لزيادة الميم، وكذلك جعامس. قلت: فلذا لم يفرده بمادة واحدة، بل ذكره في جعس. والجعاميس: النخل، هذلية، قاله ابن عباد، وقد تقدم أن في لغة هذيل في اسم النخل الجعسوس أيضا، والجمع الجعاسيس. والجعموسة، بالضم: ماء لبني ضبينة، نقله الصاغاني.

ج-ع-ن-س
الجعانس: الجعلان، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وأورده الصاغاني، وهو قلب عجانس، كما سيذكر في موضعه، وهو عن ابن عباد، كما في العباب.

ج-ف-س
جفس من الطعام، كفرح، جفسا، محركة، وجفاسة، كسحابة: اتخم، وهو جفس. والجفس، بالكسر، وككتف: الضعيف الفدم، لغة في الجبس، قاله ابن دريد. الجفس: اللئيم، كالجفيس، كما مر عن ابن عباد. ومما يستدرك عليه: جفست نفسه منه: خبثت. وحكى الفارسي: رجل جيفس وجيفس مثل بيطر وبيطر: ضعيف فدم، ويروى بالحاء، كما سيأتي. وفي النوادر: فلان جفس وجفس، أي ضخم جاف. وجفاساء: رجل من بلعنبر كان قد ابتلي ببطنه.

ج-ل-س

صفحة : 3882

جلس يجلس جلوسا، بالضم، ومجلسا ، كمقعد، ومنه الحديث: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه قال الأصبهاني في المفردات، وتبعه المصنف في البصائر: إن الجلوس إنما هو لمن كان مضطجعا، والقعود لمن كان قائما، باعتبار أن الجالس من كان يقصد الارتفاع، أي مكانا مرتفعا، وإنما هذا يتصور في المضطجع، والقاعد بخلافه، فيناسب القائم. وأجلسته يتعدى بالهمزة. والمجلس موضعه كالمجلسة، بالهاء، حكاهما اللحياني، قال: يقال: ارزن في مجلسك ومجلستك، ونقله الصاغاني عن الفراء وقال: هو كالمكان والمكانة، قال شيخنا وأغرب في الفرق من المجلس بكسر اللام: البيت، وبالفتح: موضع التكرمة المنهي عن الجلوس عليها بغير إذن، قال: ولا يظهر للفتح فيه وجه بل الصواب فيه بالكسر، لأنه اسم لما يجلس عليه. في الصحاح: الجلسة، بالكسر: الحالة التي يكون عليها الجالس، ويقال: هو حسن الجلسة، وقال غيره: الجلسة: الهيئة التي يجلس عليها، بالكسر، على ما يطرد عليه هذا النحو. الجلسة، كتؤدة: الرجل الكثير الجلوس. يقال: هذا جلسك، بالكسر، وجليسك، كأمير، كما تقول خدنك وخدينك، وجليسك، كسكيت، كما في نسختنا، وقد سقط من بعض الأصول، أي مجالسك، وقيل: الجلس: يقع على الواحد والجمع والمؤنث والمذكر، والجليس للمذكر، والأنثى جليسة. وجلاسك: جلساؤك الذين يجالسونك. والجلس، بالفتح: الغليظ من الأرض، هذا هو الأصل في المادة، ومنه سمي الجلوس، وهو أن يضع مقعده في جلس من الأرض، كما صرح به أرباب الاشتقاق، وذكر الفتح مستدرك. الجلس: الشديد من العسل، ويقال: شهد جلس: غليظ. الجلس: الغليظ من الشجر. الجلس: الناقة الوثيقة الجسم الشديدة المشرفة، شبهت بالصخرة، والجمع أجلاس، قال ابن مقبل:

فأجمع أجلاسا شدادا يسوقها      إلي إذا راح الرعاء رعائيا والكثير جلاس. وجمل جلس كذلك، والجمع جلاس وقال اللحياني: كل عظيم من الإبل والرجال جلس، وناقة جلس، وجمل جلس: وثيق جسيم، قيل: أصله جلز، فقلبت الزاي سينا، كأنه جلز جلزا، أي فتل حتى اكتنز واشتد أسره، وقالت طائفة: يسمى جلسا لطوله وارتفاعه. الجلس: بقية العسل تبقى في الإناء، قال الطرماح:

وما جلس أبكار أطاع لسرحها      جنى ثمر بالـواديين وشـوع الجلس: المرأة تجلس في الفناء لا تبرح، قال حميد بن ثور يخاطب امرأة، فقالت له: ما طمع أحد في قط، فذكرت أسباب اليأس منها، فقالت:

أما ليالي كنـت جـارية     فحففت بالرقباء والحبس
حتى إذا ما الخدر أبرزني    نبذ الرجال بزولة جلس
وبجارة شوهاء ترقبنـي      وحم يخر كمنبذ الحلـس

صفحة : 3883

الجلس: ما ارتفع من الغور، وزاد الأزهري: فخصص بلاد نجد، وفي المحكم: والجلس: نجد، سميت بذلك. حكى اللحياني: إن المجلس والجلس ليشهدون بكذا وكذا، يريد أهل المجلس، قال ابن سيده: وهذا ليس بشيء، إنما هو على ما حكاه ثعلب من أن المجلس: الجماعة من الجلوس، وهذا أشبه بالكلام، لقوله: الجلس الذي هو لا محالة اسم لجمع فاعل، في قياس قول سيبويه، أو جمع له، في قياس قول الأخفش. الجلس: الغدير، عن ابن عباد. الجلس: الوقت، هكذا في النسخ بالتاء المثناة، والصواب: الوقب، بالموحدة، كما في المحيط. الجلس: السهم الطويل، عن ابن عباد. قلت وهو خلاف النكس قال الهذلي:

كمتن الذئب لا نكس قصير      فأغرقه ولا جلس عموج الجلس: الخمر العتيق. الجلس: الجبل وقيل: وهو العالي الطويل، قال الهذلي:

أدفى يظل على أقذاف شاهـقة      جلس يزل بها الخطاف والحجل عن ابن الأعرابي: الجلس، بالكسر: الرجل الفدم الغبي. وبلا لام، جلس بن عامر بن ربيعة بن تدول بن الحارث بن بكر بن ثعلبة بن عقبة بن السكون، أبو قبيلة من السكون. والجلسي، بالكسر، وضبطه الصاغاني بالفتح ضبط القلم: ما حول الحدقة، وقيل: ظاهر العين، قال الشماخ:

فأضحت على ماء العذيب وعينها     كوقب الصفا جلسيها قد تغـورا الجلاس، كغراب: ابن عمرو الكندي، يروي زيد بن هلال بن قطبة الكندي عنه ، إن صح. الجلاس بن سويد بن الصامت بن خالد الأوسي: صحابيان. وفاته: الجلاس بن صلت اليربوعي له صحبة، روت عنه بنته أم منقذ في الوضوء. والجلسان، بتشديد اللام المفتوحة مع ضم الجيم: نثار الورد في المجلس، معرب كلشن، وقال الجوهري: كلشان، ومثله قول الليث، وكلاهما صحيح، وقيل: الجلسان: الورد الأبيض، وقيل: هو ضرب من الريحان، وبه فسر قول الأعشى:

لنا جلسان عندها وبنـفـسـج     وسيسنبر والمرزجوش منمنما
وآس وخيري ومرو وسوسـن     يصبحنا في كل دجن تغيمـا

وقال الأخفش: الجلسان: قبة ينثر عليها الورد والريحان، ومثله لابن الجواليقي في المعرب، وفي كتاب السامي في الأسامي للميداني: الجلسان معرب كلشان هكذا ذكره مع الصفة والدكة وما يجري مجراهما، ومن سجعات الأساس: كأنه كسرى مع جلسائه في جلسانه، قال: وهي قبة كانت له ينثر عليه من كوة في أعلاها الورد. فإذا عرفت ذلك ظهر لك القصور في عبارة المصنف. ومجالس، بالضم: فرس كان لبني عقيل ، أو بني فقيم. قاله أبو الندى، هكذا ذكره الصاغاني هنا، وسيأتي أيضا في خ-ل-س مثل ذلك، فليتأمل. والقاضي الجليس، كأمير: لقب عبد العزيز بن الحسين بن عبد الله بن أحمد التميمي السعدي، عرف بابن الحباب، وهو لقب جده عبد الله، وإنما لقب بذلك لأنه كان يجالس الخليفة، وللقاضي الفاضل فيه مدائح كثيرة، وقد حدث هو وجماعة من أهل بيته، فأولهم: أخوه عبد الرحمن بن الحسين أبو القاسم، حدث عن محمد ابن أبي الذكر الصقلي، وابنه إبراهيم بن عبد الرحمن حدث عن السلفي، وعبد القوي بن عبد العزيز سمع من ابن رفاعة، وابن أخيه أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد العزيز، سمع السلفي، وغير هؤلاء. ومما يستدرك عليه: المجلس: الناس، حكاه شيخنا عن أبي علي القالي، وأنشد:

صفحة : 3884

نبئت أن النار بعـدك أوقـدت      واستب بعدك يا كليب المجلس الشعر لمهلهل. قلت: وأحسن من هذا ما قاله ثعلب: إن المجلس جماعة الجلوس، وأنشد:

لهم مجلس صهب السبال أذلة     سواسية أحرارها وعبيدهـا وفي الحديث: وإن مجلس بني عوف ينظرون إليه ، أي أهل المجلس، على حذف المضاف. وفي الأساس: رأيتهم مجلسا، أي جالسين. وجالسه مجالسة وجلاسا. وذكر بعض الرجال فقال: كريم النحاس طيب الجلاس. وتجالسوا فتآنسوا، ولا تجالس من لا تجانس. وجلس الشيء: أقام، قال أبو حنيفة: الورس يزرع سنة فيجلس عشر سنين، أي يقيم في الأرض، ولا يتعطل. وابنا جالس وسمير: طريقان يخالف كل واحد منهما صاحبه، قال الشاعر:

فإن تك أشطان النوى اختلفت بنا     كما اختلف ابنا جالس وسمـير وهو مجاز. وجلست الرخمة: جثمت. عن أبي الهيثم وفلان جليس نفسه: يقال ذلك لمن كان من أهل العزلة، وهو مجاز، ذكره الزمخشري. والجلس: الصخرة العظيمة الشديدة، قيل: وبه شبهت الناقة. وجلس القوم يجلسون جلسا: أتوا الجلس، وفي التهذيب: أتوا نجدا، قال الشاعر، وهو العرجي:

شمال من غار به مفرعا      وعن يمين الجالس المنجد وقال مروان بن الحكم:

قل للفرزدق والسفاهة كاسمهـا     إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس أي ائت نجدا، وأنشد الزمخشري لدريد:


حرام عليها أن ترى في حياتـهـا     كمثل أبي جعد فغوري أو اجلسي ورأيتهم يعدون جالسين، أي منجدين. وجلس السحاب: أتى نجدا، قال ساعدة بن جؤية:

ثم انتهى بصري وأصبح جالسا      منه لنجد طائق مـتـغـرب وعداه باللام لأنه في معنى عامدا له، وفي الحديث أنه أقطع بلال بن الحارث معادن القبلية غوريها وجلسيها. قلت: وهي في ناحية الفرع. وقدح جلس: طويل، خلاف نكس، وقد تقدم. وقد سموا جلاسا، ككتان. وفي الأساس: رآني قائما فاستجلسني. قلت: وهذا على خلاف ما ذكرناه من الفرق في أول المادة. وأبو الجلاس عقبة بن يسار الشامي، روى عن علي بن شماخ، على خلاف، وعنه عبد الوارث أبو سعيد، ذكره المزي في الكنى، وعلاثة بن الجلاس الحنظلي: فارس شاعر. وأجلسته في المكان: مكنته في الجلوس.

ج-ل-د-س
ومما يستدرك عليه: جلداس، بالكسر: اسم رجل، قال:

عجل لنا طعامنا يا جـلـداس     على الطعام يقتل الناس الناس. وقال أبو حنيفة رحمه الله: الجلداسي من التين: أجوده، يغرسونه غرسا، وهو تين أسود، وليس بالحالك، فيه طول، وإذا بلغ انقلع بأذنابه، وبطونه بيض، وهو أصل تين الدنيا، وإذا امتلأ منه الآكل أسكره، وقل من يكثر من أكله على الريق لشدة حلاوته.

ج-م-س
الجاموس: نوع من البقر، م، معروف، معرب كاوميش، وهي فارسية، ج الجواميس، وقد تكلمت به العرب، وهي جاموسة. خالف هنا قاعدته: وهي بهاء. وجموس الودك: جموده، وقد جمس يجمس جمسا، وجمس كنصر وكرم، وقد أغفله المصنف، وكذا الماء، أو أكثر ما يستعمل في الماء جمد، وفي السمن، وغيره كالودك جمس، وكان الأصمعي يعيب قول ذي الرمة:

نغار إذا ما الروع أبدى عن البرى      ونقري عبيط اللحم والماء جامس

صفحة : 3885

ويقول: إنما الجموس للودك، كما رواه عنه أبو حاتم، ومنه قول عمر رضي الله عنه، وقد سئل عن فأرة وقعت في السمن، فقال: إن كان جامسا ألقي ما حوله وأكل. والجامس من النبات: ما ذهبت غضوضته ورطوبته فولى وجسأ، قاله أبو حنيفة. والجمسة، بالضم: القطعة من الإبل، نقله الصاغاني في العباب. قال ابن دريد: الجمسة من التمر: اليابس، صوابه: اليابسة، لأنها صفة للقطعة، ومثله في المحكم. قال الأصمعي: يقال للرطبة والبسرة إذا أرطب كلها وهي صلبة لم تنهضم بعد فهي جمسة، وجمعها جمس، وهكذا قال الزمخشري أيضا. الجمسة، بالفتح: النار، بلغة هذيل، عن ابن عباد. يقال: ليلة جماسية، بالضم، أي باردة يجمس فيها الماء، عن الفراء، نقله الصاغاني. والجماميس: جنس من الكمأة، لم يسمع بواحدها، قاله أبو حنيفة، وأنشد الفراء:

وما أنا والغادي وأكبر همـه      جماميس أرض فوقهن طسوم وقال الأموي: هي الجماميس للكمأة، ويقال: إن واحدها جاموس، كما في اللسان. وصخرة جامسة: يابسة ثابتة في موضعها لازمة لمكانها مقشعرة. ومما يستدرك عليه: كفر الجاموس: موضع شرقي مصر. ودار الجاموس: قرية بمصر. وابن الجاموس اشتهر به الزين عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن الأسدي الدمشقي الشافعي، والد عمر، سمع على الجمال بن الشرايحي أمالي ابن شمعون، توفي سنة 873.

ج-ن-س
الجنس، بالكسر: أعم من النوع، ومنه المجانسة والتجنيس، وهو كل ضرب من الشيء، ومن الناس ومن الطير، ومن حدود النحو والعروض، ومن الأشياء جملة، قال ابن سيده: وهذا على موضوع عبارات أهل اللغة، وله تحديد، فالإبل: جنس من البهائم العجم، فإذا واليت سنا من أسنان الإبل على حدة فقد صنفتها تصنيفا، كأنك جعلت بنات المخاض منها صنفا وبنات اللبون صنفا، والحقاق صنفا، وكذلك الجذع والثني والربع. والحيوان أجناس، فالناس جنس، والإبل جنس، والبقر جنس، والشاء جنس. ج، أجناس وجنوس، الأخيرة عن ابن دريد، قال الأنصاري يصف نخلا:

تخيرتها صالحات الجنـو      س لا أستميل ولا أستقيل

صفحة : 3886

ومن سجعات الأساس: الناس أجناس، وأكثرهم أنجاس. الجنس، بالتحريك: جمود الماء وغيره، عن ابن الأعرابي، نقله الأزهري عنه، وليس عنده وغيره. وقال أيضا: الجنس، بضمتين: المياه الجامدة. وكأنه لغة في الجمس بالميم، وقد تقدم. والجنيس، كأمير: العريق في جنسه، نقله ابن عباد. الجنيس، كسكيت: سمكة بين البياض والصفرة، نقاه الصاغاني أيضا. والمجانس: المشاكل، يقال: هذا يجانس هذا، أي يشاكله، وفلان يجانس البهائم ولا يجانس الناس، إذا لم يكن له تمييز وعقل. وجنست الرطبة، إذا نضج كلها فكأنها صارت جنسا واحدا، أو أنها مثل جمست، بالميم، إذا رطبت وهي صلبة، كما تقدم. والتجنيس تفعيل من الجنس، وكذلك المجانسة مفاعلة منه، وقول الجوهري عن ابن دريد: إن الأصمعي كان يقول: الجنس المجانسة من لغات العامة، غلط، لأن الأصمعي واضع كتاب الأجناس، وهو أول من جاء بهذا اللقب. قلت: هذا التغليط هو نص ابن فارس في المجمل الذي نقل عن الأصمعي أنه كان يدفع قول العامة: هذا مجانس لهذا، إذا كان من شكله، ويقول: ليس بعربي صحيح، يعني لفظة الجنس، ويقول: إنه مولد، وقول المتكلمين: الأنواع مجنوسة للأجناس، كلام مولد، لأن مثل هذا ليس من كلام العرب، وقول المتكلمين: تجانس الشيئان: ليس بعربي أيضا، إنما هو توسع، هذا الذي نقله صاحب اللسان وغيره، فقول المصنف: كان يقول: إلى آخره، محل نظر، إذ ليس هذا من قوله، ولا هو ممن ينكر عربية لفظ المجانسة والتجنيس لغير معنى المشاكلة، وإذا فرض ثبوت ما ذكره المصنف فلا يلزم من نفي الأصمعي لذلك نفيه بالكلية، فقد نقله غيره، ولا يخفى أن الجوهري ناقل ذلك عن ابن دريد، وقد تابعه على ذلك ابن جني عن الأصمعي، فهو عند أهل الصناعة كالمتواتر عنه، فكيف ينسب الغلط إلى الناقل وهو بهذه المثابة? وأي جامع بين نفي المجانسة والجناس وبين إثبات الأجناس وأنه ألف فيها? وكيف يكون أنه أول من جاء بهذا اللقب، وقد ثبت ذلك من غيره من أئمة اللغة المتقدمين? وعل كل حال فكلام المصنف مع قصوره في النقل لا يخلو عن النظر من وجوه شتى، فتأمل ترشد. ومما يستدرك عليه: قولهم: جئ به من جنسك، أي من حيث كان، والأعرف من حسك والجناس الذي يذكره البيانيون مولد. وعلي بن سعادة بن الجنيس، كزبير، الفارقي العطاري مات سنة 602. ولأهل البديع كلام في الجناس وتعريفه لا يسع المحل إيراده، وقسموه، وجعلوا له أنواعا، فمنها الجناس المطلق، والمماثل، والتام، والمقلوب، والمطرف، والمذيل، واللفظي، واللاحق، والمعنوي، والملفق، والمحرف، ولو أردنا ذكر شواهد كل منها لخرجنا عن المقصود، وقد تضمن بيان ذلك كله المولى الفاضل بديع زمانه علي بن تاج الدين القلعي الحنفي المكي في كتابه: شرح البديعية، له، رحمه الله تعالى، فراجعه إن شئت. ومجانس، بالضم، قرية من أعمال قوص.

ج-ن-ع-س
ومما يستدرك عليه: ناقة جنعس، قد أسنت وفيها شدة، نقله صاحب اللسان عن كراع.

ج-ن-ف-س
جنفس الرجل، إذا اتخم، عن ابن الأعرابي، هذا محل ذكره، وذكره صاحب اللسان في جفس والنون في ثاني الكلمة لا تزاد إلا بثبت.

ج-و-س

صفحة : 3887

الجوس: طلب الشيء بالاستقصاء، عن الزجاج، وهو مصدر جاس يجوس. الجوس أيضا: التردد خلال الدور والبيوت في الغارة، قال الله تعالى: فجاسوا خلال الديار أي ترددوا بينها للغارة، وقال الفراء: قتلوكم بين بيوتكم، قال: وجاسوا وحاسوا بمعنى واحد: يذهبون ويجيئون. قيل: الجوس: الطوف فيها. ومعنى الآية: فطافوا في خلال الديار ينظرون هل بقي أحد لم يقتلوه، قاله الزجاج، وفي الصحاح جاسوا خلال الديار، أي تخللوها فطلبوا ما فيها، كما يجوس الرجل الأخبار: أي يطلبها. كالجوسان، محركة، والاجتياس، وهو الطوفان بالليل، وكل ما وطئ فقد جيس، وقيل: الجوس: مثل الدوس. وقال أبو عبيد: كل موضع خالطته ووطئته فقد جسته وحسته. والجواس، ككتان: الذي يجوس كل شيء، يدوسه، أو يتخلل القوم فيعيث فيهم، منه الأسد، وقد جاسهم الأسد جوسا وجؤوسا، إذا فعل ذلك، قال رؤبة:

أشجع خواض غياص جواس      في نمرات لبدهن أحـلاس

عادته خبط وعض هماس ويسمى الرجل أيضا كذلك. وجواس بن القعطل بن سويد بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب الكلبي، وكان اسم القعطل ثابتا. جواس بن قطبة أحد بني الأحب بن حن، وحن هي بنت عذرة، وهم رهط بثينة صاحبة جميل. جواس بن حيان بن عمرو بن تميم، ويعرف بابن أم نهار، وأم نهار أم أبيه. جواس بن نعيم بن الحارث أحد بني الهجيم. جواس بن نعيم: أحد بني حرثان بن ثعلبة بن ذؤيب بن السيد الضبي: شعراء، كما في العباب، واقتصر في التكملة على الثاني والثالث والرابع. وضمضم بن جوس، بالفتح، من التابعين. قولهم: جوعا له وجوسا، إتباع، والصحيح أن الجوس هو الجوع، في لغة هذيل، يقال: جوسا له وبوسا، كما يقال: جوعا له ونوعا، وحكى ابن الأعرابي جوسا له، كقوله: بوسا له، ففي كلام المصنف نظر، وكأنه قلد الصاغاني فيما قاله. وجوسية، بالضم: ة، بالشام قرب حمص، بينها وبين حمص للقاصد إلى دمشق ستة فراسخ بين جبل لبنان وجبل سنير، منها ابن عثمان الجوسي المحدث، حدث عنه محمد بن جابر. ومما يستدرك عليه: جاساه: عاداه، عن ابن الأعرابي. وجوس: اسم أرض، قال الراعي:

فلما حبا من دونها رمل عالج      وجوس بدت أثباجه ودجوج وجوسة الناظر: شدة نظره وتتابعه فيه.

ج-ه-س
جهيس، كزبير، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال في العباب: هو جهيس بن أوس، ويقال: أوس النخعي ويقال: الخزاعي: صحابي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه، فقال: يا نبي الله، إنا حي من مذحج عباب سلفها، ولباب شرفها. قال: هكذا ذكره الخطابي في غريب الحديث، من تأليفه، والزمخشري في الفائق الذي هو بخطه. أو هو جهيش بن يزيد بن مالك بن عبد الله بن الحارث بن بشر بن ياسر بن جشم بن مالك بن بكر كما ذكره ابن الكلبي في جمهرة النسب، واسمه الأرقم، هكذا ضبطه بالشين المعجمة، قال الصاغاني هكذا رأيته فيه بخط ابن عبدة النسابة، وقال فيه: وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ج-ي-س

صفحة : 3888

جيسان، أهمله الجوهري، وقال الليث: هو اسم. قال الدينوري: الجيسوان: جنس من أفخر النخل له بسر جيد، واحدته جيسوانة، وهو معرب كيسوان، ومعناه الذوائب وأصله فارسي، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: جيسان: اسم موضع في شعر عبد القيس، ورواه ابن دريد بالشين، وسيأتي إن شاء الله.