فصل الخاء المعجمة مع السين
خ ب س
خبس الشيء بكفه يخبسه خبسا: أخذه وغنمه، كخبسه واختبسه. وخبس فلانا حقه أو
ماله: ظلمه وغشمه، كاختبسه إياه. والخبوس، كصبور: الظلوم الغشوم، قاله هشام
وبه سمي الأسد خبوسا. والخباسة والخباساء، بضمها: الغنيمة. قال عمرو ابن
جوين، أو امرؤ القيس: فلم أر مثلها خباسة واحد ونهنهت نفسي بعدما كدت
أفعله. هكذا في اللسان.
وقال الأصمعي: الخباسة: ما تخبست
من شيء، أي أخذته وغنمته.
صفحة : 3909
والخبس، بالكسر: أحد أظماء الإبل، هكذا في سائر النسخ، وفي التكملة: آخر
أظماء الإبل، وهو الخمس، بالميم، ولعل ما في التكملة تصحيف، فقد سبق أن آخر
أظماء الإبل العشر، فالصواب ما هنا، فتأمل. وخباس، كغراب: فرس فقيم بن جرير
بن دارم. قال دكين بن رجاء الفقيمي: بين الخباسيات والأوافق وبين آل ساطع
وناعق وخباسة، بهاء: قائد من قواد العبيديين الفاطميين، وهو الذي سار في
جيش عظيم ليأخذ مصر فهزمه ابن طولون. قلت: وقد ضبطه الحافظ بفتح الحاء
المهملة والشين المعجمة، ففي كلام المصنف نظر نظر لا يخفى. واختبسه: أخذه
مغالبة. واختبس ماله: ذهب به. والمختبس: الأسد، كالخابس والخبوس، كصبور،
والخباس، ككتان، والخنبس والخنابس، كجعفر وعلابط، وقد ذكرهما المصنف في خ ن
ب س، والصواب أن النون زائدة. وإنما سمي الأسد بذلك؛ لأنه يختبس الفريسة.
وخبسه: أخذه. وأسد خوابس: وأنشد أبو مهدي لأبي زبيد الطائي، واسمه حرملة بن
المنذر:
فما أنا بالضعيف فتزدرونـي
ولا حقي اللفاء ولا الخسيس
ولكني ضبـارمة جـمـوح على الأقران
مجترئ خبوس
وما تخبست من شيء، أي ما اغتنمت، نقله الجوهري، وهو مأخوذ من عبارة الأصمعي في الخباسة، فإنه قال: ما تخبست من شيء، أي ما أخذته وغنمته. ومما يستدرك عليه: رجل خباس: غنام. والخباسة: الظلامة.
خ ن د ر س
الخندريس: الخمر القديمة مشتق من الخدرسة، ولم تفسر ونقل شيخنا عن أبي حيان
أن أصله فنعليس فأصوله إذا خدر فالصواب ذكره في الراء؛ لأن الخمر مخدر،
وعليه المطرزي. وقيل: من الخرس، وتعقبوه؛ لأن الدال لا تزاد، والصحيح أنه
فعلليل، كما قاله سيبويه، وعليه فموضع ذكره قبل خنس. انتهى. قلت: وأورده
صاحب اللسان بعد خنس وتبعه غير واحد. أو رومية معربة. وقال ابن دريد: أحسبه
معربا، سميت بذلك لقدمها.
قلت: ويجوز أن تكون فارسية معربة وأصلها خنده ريش، ومعناه: ضاحك الذقن، فمن استعمله يضحك على ذقنه، فتأمل. وحنطة خندريس: قديمة. نقله ابن دريد. وكذلك تمر خندريس، أي قديم.
خ ن د ل س
الخندلس، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: هي الناقة الكثيرة اللحم
المسترخيته، كالحندلس، بالحاء المهملة، وقد تقدم. وأورده صاحب اللسان بعد:
خنس.
خ ر س
الخرس، بالفتح: الدن، ويكسر، الأخيرة عن كراع، والصاد في هذه الأخيرة لغة.
ج خروس، قال الأزهري: وقرأت في شعر العجاج المقروء على شمر: معلقين في
الكلاليب السفر وخرسه المحمر فيه ما اعتصر. وبائعه وصانعه: خراس، ككتان،
قال الجعدي:
جون كجون الخمار جرده الخ راس لا ناقـس ولا هـزم الناقس: الحامض. والخرس، بالضم: طعام الولادة، كالخراس، ككتاب، الأخيرة عن اللحياني، هذا الأصل، ثم صارت الدعوة للولادة خرسا وخراسا. قال الشاعر:
كل طعام تشتهي ربيعـه
الخرس والإعذار والنقيعه
صفحة : 3910
ومنه حديث حسان: كان إذا دعي إلى طعام قال: إلى عرس أم خرس أم إعذار? فإن
كان إلى واحد من ذلك أجاب، وإلا لم يجب. الخرسة بهاء: طعام تطعمه النفساء
نفسها، أو ما يصنع لها من فريقة ونحوها. وخرسها يخرسها، عن اللحياني.
وكون الخرس طعام الولادة، والخرسة: طعام النفساء هو الذي صرح به ابن جنى،
وهو يخالف ما ذكره ابن الأثير في تفسير حديث في صفة التمر: هي صمتة الصبي
وخرسة مريم. قال: الخرسة: ما تطعمه المرأة عند ولادها. وخرست النفساء:
أطعمتها الخرسة، وأراد قول الله تعالى: وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك
رطبا جنيا. وكأنه لم ير الفرق بينهما، فتأمل. وفي قول المصنف: النفساء
نفسها، جناس اشتقاق، وسيأتي أن الصاد لغة فيه. والخروس، كصبور: البكر في
أول حملها. قال الشاعر يصف قوما بقلة الخير:
شركم حاضـر وخـيركـم در خروس من الأرانب بكر ويقال في هذا البيت: الخروس: هي التي يعمل لها الخرسة، زاد بعضهم: عند الولادة.
والخروس، أيضا: القليلة الدر. نقله الصاغاني. وخرس الرجل، كفرح: شرب بالخرس، أي الدن. نقله الصاغاني. وخرس خرسا: صار أخرس بين الخرس، محركة، وهو ذهاب الكلام عيا أو خلقة، من قوم خرس وخرسان، بضمهما، أي منعقد اللسان عن الكلام عيا أو خلقة. وأخرسه الله تعالى: جعله كذلك. والأخيرس، مصغرا: سيف الحارث بن هشام ابن المغيرة المخزومي، رضي الله عنه، نقله الصاغاني، وأنشد في العباب له:
فما جبنت خيلي بفحل ولا ونتولا لمت يوم الروع وقع الأخيرس من المجاز: كتيبة خرساء، هي التي لا يسمع لها صوت، لوقارهم في الحرب، أو هي التي صمتت من كثرة الدروع، أي ليس لها قعاقع، وهذا عن أبي عبيد.
ومن المجاز: نزلنا ببني أخنس، فسقونا لبنا أخرس، يقال: لبن أخرس: خاثر لا صوت له في الإناء، لغلظه. وفي الأساس: خاثر لا يتخضخض في إنائه.
وقال الأزهري: وسمعت العرب تقول للبن الخاثر: هذه لبنة خرساء، لا يسمع لها صوت إذا أريقت. وفي المحكم: وشربة خرساء، وهي الشربة الغليظة من اللبن. ومن المجاز: علم أخرس: لم يسمع فيه، وفي الأساس: منه صوت صدى، وفي التهذيب: لا يسمع في الجبل له صدى، يعني أعلام الطريق التي يهتدى بها، قاله الليث. قال الأزهري: وسمعت العرب تنشد:
وأيرم أخرس فوق عنز قال: وأنشدنيه
أعرابي آخر: وإرم أعيس. وقد تقدم ذكره في ح ر س. ومن المجاز: رماه بخرساء،
الخرساء: الداهية، وأصلها الأفعى، قاله الزمخشري. ومن المجاز: الخرساء:
السحابة ليس فيها رعد ولا برق. ولا يسمع لها صوت، وأكثر ما يكون ذلك في
الشتاء؛ لأن شدة البرد تخرس الرعد وتطفئ البرق. قاله أبو حنيفة. ورجل خرس،
ككتف: لا ينام: بالليل، أو هو خرش، بالشين المعجمة، كما سيأتي، والوجهان
ذكرهما الأموي: والخرسى، كحبلى: التي لا ترغو من الإبل، نقله الصاغاني، عن
ابن عباد، وهو مجاز.
صفحة : 3911
وخراسان، بالضم، وإنما أطلقه لشهرته: بلاد مشهورة بالعجم، والنسبة إليها
خراساني، قال سيبويه: وهو أجود، وخراسني، بحذف الألف الثانية مع كسر السين،
وخرسني بحذف الألفين، وخرسي بحذف الألفين والنون، وخراسي، ذكر الجوهري منها
الأول والرابع والخامس. وخرس على المرأة تخريسا: أطعم في ولادتها، كخرسها
يخرسها، عن اللحياني، وكذا خرستها تخريسا، وخرس عنها، كلاهما: عملها لها.
قال:
ولله عينا من رأى مثل مقيس إذا النفساء أصبحت لم تخرس وقد خرست هي، أي يجعل لها الخرس. وتخرست هي: اتخذته لنفسها ومنه المثل تخرسي يا نفس لا مخرسة لك أي اصنعي لنفسك الخرسة. قالته امرأة ولدت ولم يكن لها من يهتم لها. يضرب في اعتناء المرء بنفسه. أورده الزمخشري والصاغاني في كتابيه هكذا، وصاحب اللسان، ولم يذكر: يا نفس. ومما يستدرك عليه: جمل أخرس: لا ثقب لشقشقته يخرج منه هديره، فهو يردده فيها، وهو يستحب إرساله في الشول؛ لأنه أكثر ما يكون مئناثا. وناقة خرساء: لا يسمع لها رغاء. وعين خرساء: لا يسمع لجريانها صوت. وقال الفراء: يقال: ولاني عرضا أخرس أمرس، يريد، أعرض عني ولا يكلمني. والعظام الخرس: الصم. حكاه ثعلب. والخرساء من الصخور: الصماء. أنشد الأخفش قول النابغة:
أواضع البيت في خرساء مظلمة تقيد العير لا يسري بها الساري ويروى: تقيد العين. والخراس، ككتاب: طعام الولادة، عن اللحياني. وقال خالد بن صفوان، في صفة التمر: تحفة الكبير، وصمته الصغير، وتخرسة مريم. كأنه سماه بالمصدر، وقد يكون اسما، كالتودية والتنهية. ويقال للأفاعي: خرس، قال عنترة:
عليهم كل محكمة دلاص  nbsp; كأن قتيرها أعيان خرس والخراس، ككتان: الخمار. ويجمع الخرسان على الخرسين، بتخفيف ياء النسبتة، كقولك: الأشعرين. والخرس، بالكسر: الأرض التي لم تصلح للزراعة، وقد خرست وأخرست واستخرست. ويحيى الخرسي، بالفتح، ولي خراج مصر أيام المهدي، وحسين بن نصر الخرسي، عن سلام ابن سليمان المدائني، وأبو صالح الخرسي: روى عن الليث بن سعد. وخرس، بالضم: موضع قرب مصر.
خ ر ب س
أرض خربسيس، كزنجبيل أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي صلبة شديدة، وعربسيس
مثله. والخربسيس: الشيء اليسير، يقال: ما يملك خربسيسا، أي شيئا، وخربصيصا
مثله. وقيل: هي بالصاد في النفي خاصة، كما سيأتي.
خ ر م س
الأخرنماس، أهمله الجوهري، وأورده صاحب اللسان، والصاغاني في العباب،
وأهمله في التكملة. قالوا: هو السكوت، كالأخرماس، مدغمة النون في الميم، عن
الفراء، والصاد لغة فيه. واخرمس واخرمص: سكت. واخرنمس الرجل واخرمس: ذل
وخضع. وقيل: سكت، وقد وردت بالصاد، عن كراع وثعلب. والخرمس، بالكسر: الليل
المظلم، عن ابن عباد، وسيأتي، ولكن رأيت الجوهري ذكر الأخرنماس في مادة خ ر
س فيحنئذ كتب هذه المادة بالسواد أولى، ولهذا أهمله الصاغاني في التكملة،
فتأمل.
خ س س
صفحة : 3912
الخس: بقل، أي معروف، من أحرار البقول، عريض الورق حر لين، يزيد في الدم،
والبري منه في قوة الخشخاش الأسود، وأجوده البستاني الطري الأصفر العريض،
وهو بارد رطب. وأغذاه المطبوخ، وهو نافع من اختلاف المياه، ودوام أكله يضعف
البصر، ويضر بالباه. وخس الحمار: السنجار، وهو أبو حلسا، وهو فيلوس، وهو
ورق الخس الرقيق، كثير العدد إلى السواد، وأوراقه لاصقة بالأصل، لون أصله
إلى الحمرة، ويصبغ اليد والأرض، والمكبوس منه بالخل ينفع الطحال، أكلا
وضمادا.
وبالضم، الخس بن حابس: رجل من إياد معروف، وهو أبو هند بنت الخس الإيادية، التي جاءت عنها الأمثال، وكانت معروفة بالفصاحة، نقله ابن دريد. وفي نوادر ابن الأعرابي: يقال فيه: خس، وخص، بالسين والصاد، وهو خص بن حابس بن قريط الإيادي. وقال أبو محمد الأسود: لا يجوز فيه إلا الخس، بالسين. أو هي، أي ابنة الخس: من العماليق، نقله ابن الأعرابي. والإيادية: هي جمعة بنت حابس الإيادي، وكلتاهما من الفصاح والصواب أن ابنة الخس المشهورة بالفصاحة واحدة، وهي من بني إياد، واختلف في اسمها، فقيل هند، وقيل: جمعة، ومن قال: إنها بنت حابس فقد نسبها إلى جدها، كما حققه غير واحد. ونقل شيخنا عن ابن السيد في الفرق، أنه يقال لامرأة من العرب حكيمة: بنت الخص، وابنة الخس، فهذا يدلك على أنها امرأة واحدة، والاختلاف في اسمها، فتأمل. قلت: ونقل الأرموي في كتابه عن اللحياني: قال الخس لبنته: إني أريد ألا أرسل في إبلي إلا فحلا واحدا. قالت: لا يجزئها إلا رباع قرفاص، أو بازل خجأة. والخسان، كرمان: النجوم التي لا تغرب، كالجدي، والقطب، وبنات نعش، والفرقدين، وشبهه هكذا تسميها العرب، نقله ابن دريد. وخس نصيبه يخسه، بالضم: جعله خسيسا دنيئا حقيرا. ويقال: خسست بعدي، بالكسر، خسة، بالكسر، وخساسة، بالفتح، إذا كان في نفسه خسيسا، أي دنيئا حقيرا. وخسست وخسست تخسس خساسة، وخسوسا وخسة: صرت خسيسا. وخسيسة الناقة: أسنانها دون الإثناء، يقال: جاوزت الناقة خسيستها، وذلك في السنة السادسة إذا ألقت ثنيتها، وهي التي تجوز في الضحايا والهدي.
ومن المجاز: يقال: رفعت من خسيسته، إذا فعلت به فعلا يكون فيه رفعته. نقله الجوهري. وقال الأزهري: يقال: رفع الله خسيسة فلان، إذا رفع الله حاله بعد انحطاطها. والخساسة بالضم: علالة الفرس. والقليل من المال، أيضا، نقلهما الصاغاني. و يقال: هذا الأمور خساس بينهم، ككتاب: أي دول، نقله ابن فارس، أي يتداولونها.
وأخسست يا رجل، إذا فعلت فعلا
خسيسا، عن ابن السكيت، أو جئت بخسيس في الأفعال. وأخسست فلانا: وجدته
خسيسا. واستخسه: عده كذلك، أي خسيسا. نقله الجوهري. والمستخس، ويفتح الخاء:
الشيء الدون. المستخس والمستخس: القبيح الوجه الدميمه، وهي بهاء، مشتق من
الخسة. وتخاسوه: تداولوه أو تبادروه. نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: خس
الشيء يخس ويخس خسة وخساسة، فهو خسيس: رذل.
صفحة : 3913
وشيء خسيس، وخساس، ومخسوس: تافه. رجل مخسوس: مرذول. وقوم خساس: أرذال. وخس
الحظ، وأخسه: قلله ولم يوفره، قال أبو منصور: العرب تقول: أخس الله حظه،
وأخته، بالألف، إذا لم يكن ذا جد ولا حظ في الدنيا ولا شيء من الخير.
وامرأة خساء: دميمة. والخساسة: الحالة التي يكون عليها الخسيس.
والخسيس: الكافر. ويقال: هو خسيس ختيت. والأخساء: الرذلاء لا يعبأ بهم.
خ ف س
الخفس: الاستهزاء، والأكل القليل، كلاهما عن أبي عمرو. والخفس: الهدم،
يقال: خفس البناء، إذا، هدمه. والخفس: النطق بالقليل من الكلام، كالإخفاس،
هكذا في سائر النسخ، والصواب: بالقبيح من الكلام. يقال للرجل: خفست يا هذا،
وأخفست، كما في الصحاح والتكملة، وفي العباب: قال الليث: يقال للرجل: خفست
يا هذا، وهو من سوء القول، إذا قلت لصاحبك أقبح ما تقدر عليه. والخفس:
الغلبة في الصراع. وقد خفسه، إذا غلبه. قاله الصاغاني عن ابن عباد. والخفس:
الإقلال، أو الإكثار من الماء في الشراب، كالإخفاس والتخفيس، قال الفراء
الشراب إذا أكثرت ماءه قلت: خفسته، وأخفسته، وخفسته، وخفسته، وقال أيضا:
يقال: أخفس، أي أقل الماء وأكثر من النبيذ. قال ثعلب: هذا من كلام المجان
والصواب: أعرق له، يريد: أقلل له، من الماء في الكأس حتى يسكر. وقال أبو
حنيفة: أخفس له، إذا أقل الماء وأكثر الشراب. اللبن أو السويق. وكان أبو
الهيثم ينكر قول الفراء في الشراب الخفيس: إنه الذي أكثر نبيذه وأقل ماؤه.
وكلام المصنف رحمه الله، لا يخلو عن نظر عند صدق التأمل. وتخفس: انجدل
واضطجع، كلاهما عن ابن عباد. وانخفس الماء: تغير، كما في العباب. وعن أبي
عمرو: الخفيس، كأمير: الشراب الكثير المزاج. وقد أخفس له منه، إذا أكثر
مزجه. وشراب مخفس: سريع الإسكار، واشتقاقه من القبح؛ لأنه يخرج به من سكره
إلى القبيح من القول والفعل.
خ ل س
الخلس، بالفتح: الكلأ اليابس نبت، هكذا في سائر النسخ، وفي التكملة: ينبت
في أصله الرطب فيختلط به، كالخليس، كأمير، وهو مجاز. قال ابن هرمة:
كأن ضعاف المشي من وحش بينة
تتبع أوراق العضاه مع الخلـس
والخلس: السلب والأخذ في نهزة ومخاتلة. خلسه يخلسه خلسا، وخلسه إياه، فهو
خالس وخلاس، كالخليسى، كخصيصى، والاختلاس، يقال: أخذه خليسى، أي اختلاسا.
صفحة : 3914
أو هو، أي الاختلاس، أوحى من الخلس وأخص. قاله الليث. وفي الصحاح: خلست
الشيء، واختلسته، وتخلسته، إذا استلبته. والاسم منه: الخلسة، بالضم. وهي
النهزة، وكذا من أخلس النبات، إذا اختلط رطبه بيابسه. وقال الجوهري: أخلس
النبت، إذا كان بعضه أخضر، وبعضه أبيض، وذلك في الهيج، وخص بعضهم به
الطريفة والصليانة والهلتي والسحم. والخليس، كأمير: الأشمط. وأخلست لحيته،
إذا شمطت. وقال أبو زيد: أخلس رأسه فهو مخلس وخليس، إذا ابيض بعضه، فإذا
غلب بياضه سواده فهو أغثم. وفي الصحاح: أخلس رأسه، إذا خالط سواده البياض.
ومن المجاز: الخليس: النبات الهائج، بعضه أصفر، وبعضه أخضر، كالمخلس.
والخليس: الأحمر الذي خالط بياضه سواد. ويقال: هن نساء خلس، أي سمر. ومنه
الحديث: سرحتى تأتي فتيات قعسا، ورجالا طلسا، ونساء خلسا. وفي الواحدة،
إما: خلساء، تقديرا، كحمراء وحمر. وإما: خليس، فعيل، وهو يشمل المذكر
والمؤنث. وإما خلاسية، بالكسر، على تقدير حذف الزائدين وهما الياء والهاء،
كأنك جمعت خلاسا، ككتاب وكتب. والقياس: خلس، نحو كناز وكنز، فخفف. كذا في
العباب. ومن المجاز: الخلاسي، بالكسر: الولد بين أبوين: أبيض وأسود، أبيض
وسوداء، أو أسود وبيضاء. قال الأزهري: تقول العرب للغلام إذا كانت أمه
سوداء وأبوه عربيا آدم، فجاءت بولد بين لونيهما: غلام خلاسي، والأنثى
خلاسية. وقال الليث: الخلاسي: الديك بين دجاجتين: هندية وفارسية، وهو مجاز.
وخلاس بن عمرو الهجري، عن علي، رضي الله عنه. وخلاس بن يحيى التميمي، عن ثابت تابعيان، والصواب في الأخير: من أتباع التابعين. وسماك بن سعد بن ثعلبة بن خلاس، كشداد، البدري: صحابي، لم يعقب، وكذا أخوه بشير بن سعد، بدري أيضا. وابن أخيه النعمان بن بشير: صحابي أيضا. وأبو خلاس أحد الأشراف: شاعر رئيس جاهلي. ومن ذريته زبان بن علي بن عبد الواسع، كان مع عبد الله بن علي بن عباس، في حرب بني أمية، وابنه خالد بن زبان، كان مع جماعة المنصور العباسي. وفاته ذكر عبد الله بن عمير بن حارثة بن ثعلبة بن خلاس، بدري أيضا. وعباس بن خليس، كزبير: محدث من تابعي التابعين يروي عن رجل، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه. ومخالس، بالضم، حصان من خيل العرب معروف. قيل: لبني هلال، أو لبني عقيل، قاله أبو محمد الأسود. أو لبني فقيم، قاله أبو الندة. قال مزاحم:
يقودان جردا من بنات مخالس وأعوج يقفى بالأجلة والرسل وقد سبق له في ج ل س مثل ذلك، فأحدهما تصحيف عن الآخر، أو الصواب بالخاء. والتخالس: التسالب، نقله الجوهري. وفي التهذيب: تخالس القرنان وتخالسا نفسيهما: رام كل منهما اختلاس صاحبه. قال أبو ذؤيب:
فتخالسا نفسيهما بنـوافـذ
كنوافذ العبط التي لا ترقع ومما
يستدرك عليه: الخلسة، بالضم: الفرصة، يقال: هذه خلسة فانتهزها. والخلس، في
القتال والصراع. وهو رجل مخالس، أي شجاع حذر، كخلاس وخليس. وخالسه ومخالسة
وخلاسا. أنشد ثعلب:
صفحة : 3915
نظرت إلى مي خلاسا عشـية على عجل والكاشحون حضور وطعنة خليس، إذا اختلسها
الطاعن بحذقه. وركب مخلوس: لا يرى من قلة لحمه. وأخلس الشعر فهو مخلس
وخليس: استوى سواده وبياضه، أو كان سواده أكثر من بياضه، وهي الخلسة. قال
سويد الحارثي:
فتى قبل لم تعنس السن وجههسوى خلسة في الرأس كالبرق في الدجى وأخلس الحلي: خرجت فيه خضرة طرية. عن ابن الأعرابي. وأخلست الأرض: أطلعت شيئا من النبات، والخليس: الخليط. والخليسة: ما تستخلص من السبع فتموت قبل أن تذكى، وقد نهي عنها. والخليسة: النهبة، كالخلسة، بالضم، وهو ما يؤخذ سلبا ومكابرة. والمختلس: السالب على غرة. والخالس: الموت: لأنه يختلس على غفلة. والمصادر المختلسة: ما كانت على حذو الفعل، كانصرف انصرافا، ورجع رجوعا. والمعتمدة: ما جعلت اسما للمصدر، كالمذهب والمرجع قاله الخليل. وإذا ضرب الفحل الناقة ولم يكن أعد لها قيل لذلك الولد: الخلس، نقله الصاغاني
خ ل ب س
الخلابس، كعلابط: الحديث الرقيق، نقله الجوهري. وقيل: الكذب، قال الكميت
يصف آثار الديار:
بما قد أرى فيها أوانس كالدمى وأشهد منهن الحديث الخلابسا والخلابس، بالفتح: الباطل، رواه الأموي، كالخلابيس، يقال: وقعوا في الخلابيس. والخلابيس أيضا: المتفرقون من كل وجه. لا يعرف لها واحد، على الصحيح، وهو قول الأصمعي، أو واحدها خلبيس، عن ابن دريد. وقال الليث: الخلابيس: الكذب. والخلابيس: أن تروى الإبل ثم تذهب ذهابا شديدا يعيي، أي يعجز الراعي. وفي بعض الأصول المصححة: يعني يقال: أكفيك الإبل وخلابيسها. وقال ابن دريد: الخلابيس: الشيء الذي لا نظام له، وأنشد للمتلمس:
إن العلاف ومن باللوذ من حضن
لما رأوا أنـه دين خـلابـيس
شدوا الجمال بأكوار على عجـل والظلم
ينكره القوم المـكـاييس
وقيل: الخلابيس: الذي لا يجري على استواء. عن ابن دريد. يقال: أمر خلابيس: على غير استقامة. وكذلك خلق خلابيس. والواحد خلبيس وخلباس، أولا واحد له. والخلابيس: اللئام. نقله الصاغاني. والخلابيس: الأنذال، واحدها خلبوس. وقال الليث: الخلنبوس، كعضرفوط: حجر القداح، وضبطه الصاغاني بفتح الخاء واللام وسكون النون، وذكره الصاغاني في خنبس كما سيأتي. وفي الصحاح: وربما قالوا: خلبسه وخلبس قلبه، أي فتنه، وذهب به، كما يقال: خلبه، وليس ببعد أن يكون هو الأصل؛ لأن السين من حروف الزيادات. قلت: وجزم به ابن القطاع وابن مالك في اللامية، قال شيخنا: لم يذكر شراحها خلافا في ذلك، وكذا ذكر الشيخ أبو حيان في خلابس: أنه بمعنى الخلاب، وأن السين فيه زائدة فتأمل. وقال ابن فارس: هو منحوت من كلمتين: خلب، وخلس. نقله الصاغاني في العباب.
خ ل م س
الخلاميس، أهمله الجوهري، والصاغاني في التكملة، وصاحب اللسان، وفي العباب
عن أبي عمرو وهو أن ترعى أربع ليال ثم تورد غدوة أو عشية، لا تتفق على ورد
واحد، وحينئذ تقول: رعيت خلموسا، بالضم، وهو الخمس الذي هو أحد الأظماء،
كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
صفحة : 3916
خ م. س
الخمسة من العدد: م، معروف، وهو بالهاء في المذكر، وبغيرها في المؤنث،
يقال: خمسة رجال، وخمس نسوة. قال ابن السكيت: يقال: صمنا خمسا من الشهر،
فيغلبون الليالي على الأيام إذا لم يذكروا الأيام، وإنما يقع الصيام؛ لأن
ليلة كل يوم قبله، فإذا أظهروا الأيام، قالوا: صمنا خمسة أيام، وكذلك:
أقمنا عنده عشرا، بين يوم وليلة، غلبوا التأنيث.
والخامي: الخامس، إبدال. يقال: جاء فلان خامسا وخاميا. وأنشد ابن السكيت للحادرة:
كم للمنازل من شهر وأعـوام
بالمنحنى بين أنهـار وآجـام
مضى ثلاث سنين منذ حل بها وعام حلت
وهذا التابع الخامي
وثوب مخموس، ورمح مخموس، وخميس: طوله خمس أذرع، وكذا ثوب خماسي. قال: عبيد يذكر ناقته:
هاتيك تحملني وأبيض صارما ومذربا في مارن مخمـوس يعني رمحا طول مارنه خمس أذرع. وفي حديث معاذ: ائتوني بخميس أو لبيس آخذه منكم في الصدقة الخميس: هو الثوب الذي طوله خمس أذرع، كأنه يعني الصغير من الثياب، مثل: جريح ومجروح، وقتيل ومقتول. وحبل مخموس، أي من خمس قوى. وقد خمسه يخمسه خمسا: فتله على خمس قوى. وخمستهم أخمسهم، بالضم: أخذت خمس أموالهم. والخمس: أخذ واحد من خمسة. ومنه قول عدي بن حاتم ربعت في الجاهلية، وخمست في الإسلام . قدت الجيش في الحالين؛ لأن الأمير في الجاهلية كان يأخذ الربع من الغنيمة، وجاء الإسلام فجعله الخمس، وجعل له مصارف، فيكون حينئذ من قولهم: ربعت القوم وخمستهم، مخففا، إذا أخذت ربع أموالهم وخمسها، وكذلك إلى العشرة. وخمستهم أخمسهم، بالكسر: كنت خامسهم. أو خمستهم أخمسهم: كملتهم خمسة بنفسي. وقد تقدم بحث ذلك في ع. ش ر.
ويوم الخميس، من أيام الأسبوع، م، معروف، وإنما أرادوا الخامس، ولكنهم خصوه بهذا البناء، كما خصوا النجم بالدبران. قال اللحياني: كان أبو زيد يقول: مضى الخميس بما فيه، فيفرد ويذكر. وكان أبو الجراح يقول: مضى الخميس بما فيهن، فيجمع ويؤنث، ويخرجه مخرج العدد. ج أخمساء وأخمسة وأخامس. حكيت الأخيرة عن الفراء.
والخميس: الجيش الجرار، وقيل:
الخشن. وفي المحكم: سمي بذلك، لأنه خمس فرق: المقدمة. والقلب والميمنة،
والميسرة، والساقة. وهذا القول الذي عليه أكثر الأئمة، وقيل: سمي بذلك لأنه
يخمس فيه الغنائم. نقله ابن سيده، ونظر فيه شيخنا قائلا بأن التخميس
للغنائم أمر شرعي والخميس موضوع قديم.
صفحة : 3917
والخميس: سم تسموا به كما تسموا بجمعة. ويقال: ما أدري أي خميس الناس هو،
أي، أي جماعتهم. نقله الصاغاني عن ابن عباد. وخميس بن علي الحوزي الحافظ
أبو كرم الواسطي النحوي شيخ أبي طاهر السلفي، إلى الحوزة محلة شرقي واسط.
وقد تقدم وموفق الدين أبو البركات محمد بن محمد بن الحسين بن القاسم بن
خميس الموصلي، محدثان، الأخير عن أبي نصر ابن عبد الباقي بن طوق، وغيره،
وهو من مشايخ الخطيب عبد الله ابن أحمد الطوسي، صاحب روضة الأخبار. والخمس،
بالكسر: من أظماء الإبل وهي، كذا في النسخ، والصواب: وهو، وسقط ذلك من
الصحاح: أن ترعى ثلاثة أيام وترد اليوم الرابع، ولو حذف كلمة اليوم الرابع،
ولو حذف كلمة وهي لأصاب. وهي إبل خامسة وخوامس، وقد خمست. وقال الليث:
الخمس: شرب الإبل يوم الرابع من يوم صدرت؛ لأنهم يحسبون يوم الصدر فيه، وقد
غلطه الأزهري، وقال لا يحسب يوم الصدر في ورد النعم. قلت: وقال أبو سهل
الخولي: الصحيح في الخمس من أظماء الإبل: أن ترد الإبل الماء يوما فتشربه،
ثم ترعى ثلاثة أيام، ثم ترد الماء اليوم الخامس، فيحسبون اليوم الأول
والآخر اليومين اللذين شربت فيهما، ومثله قول أبي زكريا. والخمس: اسم رجل
وملك باليمن، وهو أول من عمل له البرد المعروف بالخمس، نسبت إليه. وسميت
به، ويقال لها أيضا: خميس، قال الأعشى يصف الأرض:
يوما تراها كشبه أردية ال خمس ويوما أديمها نغلا وكان أبو عمرو يقول: إنما قيل للثوب: خميس؛ لأن أول من عمله ملك باليمن يقال له: الخمس، بالكسر، أمر بعمل هذه الثياب فنسبت إليه، وبه فسر حديث معاذ السابق. قال ابن الأثير: وجاء في البخاري خميص، بالصاد، قال: فإن صحت الرواية فيكون استعارها للثوب. وقد أهمله المصنف عند ذكر الخميس، وهو مستدرك عليه.
وقال الأزهري: فلاة خمس، إذا انتاط ماؤها حتى يكون ورد النعم اليوم الرابع، سوى اليوم الذي شربت وصدرت فيه. هكذا ساقه في ذكره على الليث، كما تقدم قريبا. يقال: هما في بردة أخماس، أي تقاربا واجتمعا واصطلحا. وأنشد ابن السكيت:
صيرني جود يديه ومن
أهواه في بردة أخماس فسره ثعلب، فقال: قرب ما بيننا حتى كأني
وهو في خمس أذرع. وقال الأزهري، وتبعه الصاغاني: كأنه اشترى له جارية، أو
ساق مهر امرأته عنه.
صفحة : 3918
وقال ابن السكيت يقال في مثل: ليتنا في بردة أخماس أي ليتنا تقاربنا. ويراد
بأخماس، أي طولها خمسة أشبار. أو يقال ذلك إذا فعلا فعلا واحدا لاشتباههما.
قاله ابن الأعرابي. ومن أمثالهم: يضرب أخماسا لأسداس، أي يسعى في المكر
والخديعة. وأصله من أظماء الإبل، ثم ضرب مثلا للذي يرواغ صاحبه ويريه أنه
يطيعه. كذا في اللسان. وقيل: يضرب لمن يظهر شيئا ويريد غيره، وهو مأخوذ من
قول أبي عبيدة، ونصه: قالوا: ضرب أخماس لأسداس. يقال للذي يقدم الأمر يريد
به غيره فيأتيه من أوله، فيعمل رويدا رويدا. وقوله: لأن إلى آخره، مأخوذ من
قول أبي عبيدة، ونصه: قالوا: ضرب أخماس لأسداس يقال للذي يقدم الأمر يريد
به غيره فيأتيه من أوله، فيعمل رويدا رويدا. وقوله: لأن إلى آخره، مأخوذ من
قول راوية الكميت، ونصه: أن الرجل إذا أراد سفرا بعيدا عود إبله أن تشرب
خمسا سدسا، حتى إذا دفعت في السير صبرت. إلى هنا نص عبارة راوية الكميت.
وضرب بمعنى: بين، أي يظهر أخماسا لأجل أسداس، أي رقى إبله من الخمس إلى
السدس. وهو معنى قول الجوهري: وأصله من أظماء الإبل.
وقال ابن الأعرابي: العرب تقول لمن خاتل: ضرب أخماسا لأسداس. وأصل ذلك أن شيخا كان في إبله ومعه أولاده رجالا يرعونها، قد طالت غربتهم عن أهلهم، فقال لهم ذات يوم: ارعوا إبلكم ربعا، فرعوا ربعا نحو طريق أهلهم، فقالوا له: لو رعيناها خمسا: فزادوا يوما قبل أهلهم؛ فقالوا: لو رعيناها سدسا: ففطن الشيخ لما يريدون فقال: ما أنتم إلا ضرب أخماس لأسداس، ما همتكم رعيها، إنما همتكم أهلكم، وأنشأ يقول:
وذلك ضرب أخماس أراه لأسداس عسى ألا تكونا وأخذ الكميت هذا البيت لأنه مثل فقال:
وذلك ضرب أخماس أريدت لأسداس عسى ألا تكـونـا وأنشد ابن الأعرابي لرجل من طييء:
في موعد قاله لي ثم أخلفه غدا غدا أخماس لأسداس وقال خريم بن فاتك الأسدي:
لكن رموكم بشيخ من ذوي يمـن
لم يدر ما ضرب أخماس لأسداس ونقل ابن السكيت عن أبي عمرو، عند
إنشاد قول الكميت: هذا كقولك: شش بنج، يعني يظهر خمسة ويريد ستة. ونقل
شيخنا عن الميداني وغيره، قالوا ضرب أخماسه في أسداسه أي صرف حواسه الخمس
في جهاته الست، كناية عن استجماع الفكر للنظر فيما يراد، وصرف النظر في
الوجوه. والخمس بالضم، وبه قرأ الخليل: فأن لله خمسه وبضمتين، وكذلك
الخميس، وعلى ما نقله ابن الأنباري من اللغويين، يطرد ذلك في جميع هذه
الكسور، فيما عدا الثليث. كذا قرأته في معجم الحافظ الدمياطي، فهو مستدرك
على المصنف: جزء من خمسة والجمع: أخماس. وجاءوا خماس ومخمس، أي خمسة خمسة،
كما قالوا: ثناء ومثنى، ورباع ومربع. وخماساء، كبراكاء: ع، وهو في اللسان
في ح م. س، وذكره الصاغاني ها هنا. وأخمسوا: صاروا خمسة. وأخمس الرجل: وردت
إبله خمسا. ويقال لصاحب تلك الإبل: مخمس. وأنشد أبو عمرو بن العلاء لامرئ
القيس:
صفحة : 3919
يثير ويبدي تربها ويهـيلـه إثارة
نباث الهواجر مخمس وخمسه تخميسا: جعله ذا خمسة أركان. ومنه المخمس من
الشعر: ما كان على خمسة أجزاء، وليس ذلك في وضع العروض. وقال أبو إسحاق:
إذا اختلطت القوافي فهو المخمس. وقال ابن شميل: غلام خماسي ورباعي: طال
خمسة أشبار، وأربعة أشبار، وإنما يقال: خماسي ورباعي فيمن يزداد طولا،
ويقال في الثوب: سباعي. وقال الليث: الخماسي، والخماسية من الوصائف: ما كان
طوله خمسة أشبار. قال: ولا يقال: سداسي ولا سباعي إذا بلغ ستة أشبار وسبعة.
وقال غيره: ولا في غير الخمسة؛ لأنه إذا بلغ ستة أشبار فهو رجل. وفي
اللسان: إذا بلغ سبعة أشبار صار رجلا.
ومما يستدرك عليه: الخمسون من العدد معروف. وقول الشاعر، فيما أنشده الكسائي وحكاه عنه الفراء:
فيم قتلتم رجلا تعمـدا مذ سنة وخمسون عددا بكسر الميم من خمسون لأنه احتاج إلى حركة الميم لإقامة الوزن، ولم يفتحها لئلا يوهم أن الفتح أصلها. وفي التهذيب: كسر الميم من خمسون، والكلام خمسون، كما قالوا: خمس عشرة، بكسر الشين. وقال الفراء: رواه غيره بفتح الميم، بناه على خمسة وخمسات. وجمع الخمس من أظماء الإبل: أخماس: قال سيبويه: لم يجاوز به هذا البناء. ويقال: خمس بصباص، وقعقاع، وحثحاث، إذا لم يكن في سيرها إلى الماء وتيرة ولا فتور لبعده. قال العجاج: خمس كحبل الشعر المنحت ما في انطلاق ركبه من أمت أي خمس أجرد كالحبل المنجرد من أمت: من اعوجاج. والتخميس في سقي الأرض: السقية التي بعد التربيع. وحكى ثعلب، عن ابن الأعرابي: لا تك خميسيا أي ممن يصوم الخميس وحده. وأخماس البصرة خمسة، فالخمس الأول: العالية: والثاني: بكر بن وائل، والثالث: تميم، والرابع: عبد القيس، والخامس: الأزد. والخمس، بالكسر: قبيلة، أنشد ثعلب: عاذت تميم بأحفى الخمس إذ لقيت إحدى القناطر لا يمشى لها الخمر والقناطر: الدواهي. وابن الخمس: رجل. وقول شبيب بن عوانة:
عقيلة دلاه للحد ضـريحـه وأثوابه يبرقن والخمس مائح عقيلة والخمس: رجلان. وفي حديث الحجاج أنه سأل الشعبي عن المخمسة، قال: هي مسألة من الفرائض اختلف فيها خمسة من الصحابة، علي، وعثمان، وابن مسعود، وزيد، وابن عباس، رضي الله تعالى عنهم. وهي أم وأخت وجد. ومنية الخميس، كأمير: قرية صغيرة من أعمال المنصورة، وقد دخلتها، ومنها شيخ مشايخنا شهاب الدين أحمد بن أحمد بن محمد الخميسي الشافعي، أجازه الشهاب أحمد بن محمد بن عطية بن أبي الخير الخليفي سنة 1132. ووادي الخميس: موضع بالمغرب.
خ ن ب س
الخنابس، كعلابط، أهمله الجوهري هنا، وذكره في خ ب س وأورد الصاغاني بعضا
منه في خ ب س، فالصواب كتب هذه المادة بالسواد. وفي اللسان: هو الكريه
المنظر. والخنابس: الأسد؛ لأنه يختبس الفريسة، واختباسه: أخذه. ويقال: أسد
خنابس، أي جريء شديد. والأنثى: خنابسة. ويقال: خنابس: غليظ. وقال الصاغاني:
النون زائدة. وذكره في خبس. ج خنابس، بالفتح. والخنابس: القديم الشديد
الثابت. قال القطامي:
صفحة : 3920
وقالوا عليك ابن الزبير فلذ بهأبى الله أن أخزى وعز خنابس والخنابس من
الليالي: الشديد الظلمة. والخنابس: الرجل الضخم الذي تعلوه كردمة، قاله زيد
ابن كثوة، كالخنبس، كجعفر، ج خنابسون، وأنشد الإيادي:
ليث يخافك خـوفـه جهم ضبارمة خنابس وخنبس بن عمرو بن ثعلبة، بالكسر، أي كزبرج، جاهلي، وهو جد لهدبة بن خشرم، وجد لزيادة بن زيد، الشاعرين. فأما خشرم فهو ابن كرز بن إبي حية بن الأسحم بن عامر بن ثعلبة ابن قرة بن خنبس. وأما زيد فهو ابن مالك بن ثعلبة بن قرة بن خنبس المذكور. ودعجة بن خنبس بالفتح ابن ضيغم بن جحشنة بن الربيع بن زياد بن سلامة بن خنبس شاعر فارس، قتل في آخر خلافة عثمان، رضي الله تعالى عنه، ذكره ابن الكلبي. قال الصاغاني في التكملة: وهو فارس العرادة. وهو غلط. والصواب أن فارس العرادة جده، كما نقله الحافظ عن ابن الكلبي ونقله على الصواب في العباب في ع. ر د وأن فارس العرادة هو هبيرة ابن عبد مناف اليربوعي. وخنبس الرجل: قسم الغنيمة، ذكره الصاغاني في خنبس، والنون زائدة، ويدلك عليه ما تقدم من قوله: الخباساء من الغنيمة: ما يخبس فتأمل: وخنبسة الأسد: ترارته أو مشيته. ويقال: جراءته. ومما يستدرك عليه: الخنبوس، بتشديد النون المفتوحة: الحجر القداح. ذكره الصاغاني باللام، وقلده المصنف، وسيأتي أيضا في خ ن ب ل س. والخنابسة: اللبؤة التي استبان حملها. كذا في العباب.
خ ن س
خنس عنه يخنس، بالكسر ويخنس، بالضم، خنسا، بالفتح، وخنوسا، كقعود، وخناسا،
كغراب: تأخر وانقبض، كانخنس واختنس، وبكليهما روي حديث أبي هريرة رضي الله
عنه. وخنس زيدا: أخره. لازم متعد، نقله الصاغاني عن الفراء والأموي. وفي
التهذيب: خنس، في كلام العرب، يكون لازما ويكون متعديا. يقال: خنست فلانا
فخنس، أي أخرته فتأخر، كأخنسه، وهو الأكثر، والذي رواه أبو عبيد عن الفراء
والأموي خلاف ما نقله الصاغاني عنهما. ونصهما: خنس الرجل يخنس، وأخنسته،
بالألف. قال الأزهري: وأنشد أبو بكر الإيادي لشاعر قدم على النبي صلى الله
عليه وسلم، فأنشده من أبيات. قال الصاغاني: هو العلاء بن الحضرمي:
وإن دحسوا بالشر فاعف تكرماوإن
خنسوا عنك الحديث فلا تسل قال: وهذا حجة لمن جعل خنس واقعا. ومما يدل على
صحة هذه اللغة أيضا قولهم: خنس الإبهام، أي قبضها. وقد روي عن النبي، صلى
الله عليه وسلم، أنه قال: الشهر هكذا وهكذا وخنس إصبعه في الثالثة أي
قبضها، يعلمهم أن الشهر يكون تسعا وعشرين.
صفحة : 3921
وخنس بفلان: غاب به قاله ابن شميل في تفسير حديث رواه: يخرج عنق من النار
فتخنس بالجبارين في النار أي تغيبهم وتدخلهم فيها. كتخنس به. والخناس،
كشداد: الشيطان، قال الفراء: هو إبليس يوسوس في صدور الناس. وقال الزجاج في
قوله تعالى: فلا أقسم بالخنس، الجوار الكنس، أكثر أهل التفسير أن الخنس هي:
الكواكب كلها، أو السيارة منها دون الثابتة: أو النجوم الخمسة تخنس في
مجراها وترجع وتكنس كما تكنس الظباء، وهي زحل والمشتري والمريخ والزهرة
وعطارد، لأنها تخنس أحيانا في مجراها حتى تخفى تحت ضوء الشمس، وتكنس، أي
تستتر كما تكنس الظباء في المغار، وهي الكناس، وخنوسها أنها تغيب كما تغييب
الظباء في كناسها، وقيل: خنوسها: استخفاؤها النهار، بينا نراها في آخر
البرج كرت راجعة إلى أوله. وقيل: سميت خنسا لتأخرها؛ لأنها الكواكب
المتحيرة التي ترجع وتستقيم. وقيل: سميت لأنها تخنس وتغيب كما يخنس
الشيطان. قيل: إن له رأسا كرأس الحية يجثم على القلب، إذا ذكر العبد الله
عز وجل تنحى وخنس، وإذا تنحى عن الذكر رجع إلى القلب يوسوس. نعوذ بالله
منه.
والخنس، محركة: قريب من الفطس، وهو تأخر الأنف عن الوجه مع ارتفاع قليل في الأرنبة. وقيل: لصوق القصبة بالوجنة وضخم الأرنبة. وقيل: انقباض قصبة الأنف وعرض الأرنبة: وقيل: هو تأخر الأنف إلى الرأس وارتفاعه عن الشفة، وليس بطويل ولا مشرف. وهو أخنس، وهي خنساء والجمع خنس. وقيل: الأخنس: الذي قصرت قصبته وارتدت أرنبته إلى قصبته. وفي الحديث: تقاتلون قوما خنس الآنف والمراد بهم الترك؛ لأنه الغالب على آنافهم. والأخنس: القراد، نقله الصاغاني. والأخنس: الأسد، كالخنوس، كسنور، قال الفراء: الخنوس، بالسين، من صفات الأسد في وجهه وأنفه، وبالصاد: ولد الخنزير.
والأخنس بن غياث بن عصمة: أحد بني صعب بن وهب بن جلى بن أخمس بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار. والأخنس بن العباس بن خنيس بن عبد العزي بن عائذ ابن عميس بن بلال بن تيم الله ابن ثعلبة. والأخنس بن نعجة ابن عدي بن كعب بن عليم ابن جناب الكلبي، شعراء.
والأخنس بن شهاب بن شريق بن ثمامة
بن أرقم بن عدي بن معاوية بن عمرو بن غنم بن تغلب. الصواب فيه أنه شاعر ليس
له صحبة، والذي له صحبة هو الأخنس بن شريق الثففي، حليف بني زهرة، وهو لقب
له؛ لأنه خنس ببني زهرة يوم بدر، وكان مطاعا فيهم، فلم يشهدها منهم أحد،
كما في العباب. و الأخنس بن جناب السلمي: صحابيان. وأبو عامر بن أبي الأخنس
الفهمي: شاعر. وفاته أخنس بن خليفة؛ تابعي، عن ابن مسعود. وخنساء بنت خذام
بن خالد الأنصارية لها ذكر في حديث أبي هريرة، رضي الله عنه وفي الموطإ:
زوجها أبوها وهي ثيب. وخنساء بنت عمرو بن الشريد السلمية الشاعرة، اسمها
تماضر، وفدت، وأسلمت، صحابيتان. وخنساء بنت عمرو، أخت صخر، شاعرة وهي بنت
عمرو بن الشريد السلمية التي ذكرها. وهي التي يقال لها: خناس، كغراب، أيضا،
جاء ذلك في شعر دريد بن الصمة:
صفحة : 3922
أخناس قد هام الفؤاد بكم
وأصابه تبل من الحب يعني به خنساء بنت عمرو بن الشريد، فغيره ليستقيم له
وزن الشعر، ولها مراث وأشعار في أخيها صخر، مشهورة، وأجمعوا على أنه لم تكن
امرأة أشعر منها. وروي أنها شهدت القادسية ومعها أربعة بنين لها، فلم تزل
تحضهم على القتال وتذكر لهم الجنة، بكلام فصيح، فأبلوا يومئذ بلاء حسنا
واستشهدوا، فكان عمر، رضي الله عنه، يعطيها أرزاقهم. ففي كلام المصنف نظر
وقصور من وجهين. وفاته ذكر خنساء بنت رئاب ابن النعمان، من المبايعات.
والخنساء: البقرة الوحشية، صفة لها. وأصل الخنس في الظباء والبقر، وهي كلها
خنس، وأنف البقر أخنس، لا يكون إلا هكذا. قيل: وبه سميت المرأة. قال لبيد:
أفتلك أم وحشية مـسـبـوعة
خذلت وهادية الصوار قوامها
خنساء ضيعت الفرير فلـم يرم عرض
الشقائق طوفها وبغامها
والخنساء: فرس عميرة بن طارق اليربوعي وهو أخو حزيمة بن طارق الذي أسره أسيد ابن حناءة أخو بني سليط ابن يربوع. وهذا الفرس من أولاد أعوج الذي تقدم ذكره، وهو القائل فيها:
كررت له الخنساء آثرته بها أوائله مما علمت ويعـلـم وخناس، كغراب: ع باليمن، بل أحد مخاليفها. وخناس بن سنان بن عبيد الخزرجي السلمي، جد المنذر بن سرح، وابناه يزيد بدري، ومعقل عقبي بدري، وعبد الله بن النعمان بن بلذمة بن خناس بن سنان المذكور. وبلذمة، بالذال المعجمة، ويقال بالمهملة، ويقال بضمتين، كما سيأتي ذكره في موضعه. بدري أحدي، وكذلك أبو قتادة الحارث بن ربعي بن بلذمة النعمان بن خناس، واختلف في اسمه. بدري في قول بعضهم، وهو مستدرك على المصنف.
وأم خناس: امرأة مسعود. هكذا ضبطه ابن ماكولا. لهم صحبة وهمام بن خناس المروزي، تابعي، عن ابن عمر. وفاته: خناس بن سحيم، عن زياد بن حدير، وخناس الذي حدث عنه كليب بن وائل. خنيس، كزبير، ابن خالد أبو صخر الخزاعي الكعبي، قتل فيما قيل يوم الفتح. خنيس بن أبي السائب بن عبادة الأنصاري الأوسي، فارس بطل بدري.
خنيس ابن حذافة بن قيس السهمي،
أخو عبد الله، له هجرتان. وأبو خنيس الغفاري ويقال: خنيس، والأول أثبت، له
حديث، صحابيون. وقال ابن الأعرابي: الخنس، بضمتين، وضبطه الصاغاني بالضم:
الظباء أنفسها. وموضعها أيضا: خنس. كذا هو نص التكملة، وفي اللسان؛ مأواها.
والخنس: البقر، وقد تقدم أن أصل الخنس في الظباء، والبقر، كلها خنس، واحدها
خنساء. وانخنس الرجل: تأخر، مطاوع خنسه، وقد تقدم في أول المادة، فهو تكرار
مع عدم ذكره: اختنس، وهو مثله، كما صرح به غير واحد.
صفحة : 3923
ومن المجاز: انخنس الرجل، إذا تخلف عن القوم، وكذلك خنس، كما نقله الأصمعي
عن أعرابي من بني عقيل. وتخنس بهم، أي تغيب بهم، وهذا أيضا قد تقدم في أول
المادة، فهو تكرار. ومما يستدرك عليه: الخنوس: الانقباض. وخنس من بين
أصحابه: استخفى، والخناس كالخنوس. وخنست النخل: تأخرت عن قبول التلقيح فلم
يؤثر فيها ولم تحمل في تلك السنة. والخانس: المتأخر، والجمع: الخنس، وقد
توصف به الإبل. ضمز خنس، ما جشمت جشمت أي صوابر على العطش وما حملتها
حملته. وضبطه الزمخشري بالحاء المهملة والموحدة بغير تشديد، وقد تقدم في
موضعه. وخنس به: واراه. وخنس؛ إذا توارى وغاب. وأخنسته أنا: خلفته. قاله
الأصمعي. وأخنسوا الطريق: جاوزوه، عن أبي عمرو، أو خلفوه وراءهم، وهو مجاز،
كما للزمخشري. وقال الفراء: أخنست عنه بعض حقه، فهو مخنس، أي أخرته. وقال
أبو عبيدة: فرس خنوس، كصبور: هو الذي يعدل وهو مستقيم في حضره ذات اليمين
وذات الشمال، وكذلك الأنثى بغير هاء. نقله الصاغاني، والجمع خنس، والمصدر:
الخنس، بسكون النون. وقال ابن سيده: فرس خنوس: يستقيم في حضره ثم يخنس،
كأنه يرجع القهقرى. والخنس: نوع من التمر بالمدينة، صغار الحب لاطئة
الأقماع، على التشبيه بالأنف، واستعاره بعضهم للنبل، فقال يصف درعا:
لها عكن ترد النبل خنسا وتهزأ بالمعابل والقطاع وخنس من ماله: أخذ. وقال الأصمعي: ولد الخنزير يقال له: الخنوس، بالسين. رواه أبو يعلى عنه. والخنس في القدم: انبساط الأخمص وكثرة اللحم. قدم خنساء. والخناس، كغراب: داء يصيب الزرع فيتجعثن منه الحرث فلا يطول: وخنساء وخناس وخناسى، كله: اسم امرأة. وبنو أخنس: حي. والثلاث الخنس: من ليالي الشهر، قيل لها ذلك لأن القمر يخنس فيها، أي يتأخر. ورحبة خنيس، كزبير: محلة بالكوفة. والخنيس كسكيت: المراوغ المحتال. والخنس: الرجوع، وهو مجاز.
خ ن ب ل س
ومما يستدرك عليه: الخنبلوس، كعضرفوط: حجر القداح، هنا ذكره صاحب اللسان
نقلا عن الأزهري، في الخماسي.
خ ن د ل س
ومما يستدرك عليه أيضا: ناقة خندلس، كجحمرش: كثيرة اللحم، هنا ذكره صاحب
اللسان، وقد تقدم للمصنف في خدلس. ثم رأيت المصنف ذكرها عن ابن دريد في خنس
أيضا. وقد تقدم.
خ ن ع س
الخنعس، كجعفر، أهمله الجوهري، ونقله الصاغاني في التكملة، وصاحب اللسان،
ولم يعزياه وعزاه في العباب للخارزنجي. قال: هو الضبع، وأنشد الثاني قول
الشاعر:
ولولا أميري عاصم لتثورتمع الصبح عن قور ابن عيساء خنعس وقال الأول: هو الختعس، بالتاء. ومما يستدرك عليه: خنعس، كجعفر: جبل قرب قر في ديار غني بن أعصر.
خ ن ف س
صفحة : 3924
خنفس الرجل عن القوم خنفسة، إذا كرههم وعدل عنهم، عن أبي زيد، وكذا خنفس عن
الأمر، إذا عدل عنه، والنون زائدة، ولذا ذكر الصاغاني غالب هذه المادة في خ
ف س. والخنافس، بالضم: الأسد، نقله الصاغاني، كأنه من الخفس، وهو الغلبة في
الصراع. والخنافس، بالفتح: ع. قرب الأنبار. كان يقام بها سوق للعرب، وقيل:
هو اسم ماء. ودير الخنافس عل طود شاهق غربي دجلة، وفيه طلسم، وهو أنه تسود
في كل سنة ثلاثة أيام حيطانه وسقوفه، وأرضه بالخنافس الصغار، وبعد، انقضاء
تلك الأيام الثلاثة لا توجد ثم واحدة البتة، هكذا نقله الصاغاني. ويوم
الخنفس، بالفتح: من أيام العرب، نقله الصاغاني أيضا، قلت: وهو ناحية
باليمامة قريبة من خزالا، ومريفق، بين جراد وذي طلوح، وبينها وبين حجر سبعة
أيام أو ثمانية. والخنفسة، كقرطقة وعلبطة، من الإبل: الراضية بأدنى مرتع،
وهو مأخوذ من الخفس، وهو الأكل القليل، كما مر عن أبي عمرو. والخنفساء،
بفتح الفاء ممدود، والخنفس، كجندب، وضم الفاء لغة فيهما، و الخنفس، مثال
خندف، بلغة أهل البصرة، قال الشاعر:
والخنفس الأسود من نجره مودة العقرب، في السر والخنفسة، مثال قنبعة، والخنفسة، مثال قرطقة، وبهما يروى قول ابن دارة:
وفي البر من ذئب وسمع وعقرب وثرملة تسعى وخنفسة تسـري هي هذه الدويبة السوداء المنتنة الريح، وهي أصغر من الجعل، تكون في أصول الحيطان. ويقال: هو ألج من الخنفساء. لرجوعها إليك كلما رميت بها. وقال أبو عمرو: هو الخنفس، للذكر من الخنافس، وهو العنظب والحنظب وقال الأصمعي رحمه الله: لا يقال: خنفساة، بالهاء. وخنفس: لقب رجل. حكاه ثعلب.
خ و س
خاس به خوسا: غدر به وخان، أهمله الجوهري هنا، وأورده في خ ي س تبعا للعين.
وأورده هنا صاحب اللسان والصاغاني، ولكن لم يتعرضا لهذا المعنى. وفي
اللسان: خاس عهده وبعهده: نقضه وخانه. وخاس فلان ما كان عليه، أي غدر به.
وقال الليث: خاس فلان بوعده،
يخيس، إذا أخلف. وخاس بعهده، إذا غدر ونكث.
صفحة : 3925
وقال الجوهري: خاس به يخيس ويخوس، أي غدر به. وسيأتي للمصنف في خ ي س أيضا.
وكتب المادة بالحمرة ليوهم أنه استدرك به على الجوهري، وليس كذلك، فقد رأيت
أن الجوهري ذكر فيه الوجهين: بالواو وبالياء. وخاست الجيفة: أروحت وتغيرت:
نقله ابن فارس، وصوابه أن يذكر في خ ي س. لأن مصدره الخيس، لا الخوس، كما
سيأتي. ومنه: خاس الشيء كالطعام والبيع: كسد حتى فسد، عن ابن قتيبة. وهذا
أيضا موضع ذكره في خ ي س. وخاس بالعهد أخلف، قاله الليث في خ ي س ومخوس،
كمنبر، ومشرح مثله أيضا، وجمد، بالفتح، وأبضعة: بنو معدي كرب الكندي ابن
وليعة بن شرحبيل بن معاوية، ابن حجر القرد. وهم الملوك الأربعة الذين لعنهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولعن أختهم العمردة، وكانوا قد وفدوا مع
الأشعث بن قيس الكندي فأسلموا ورجعوا إلى اليمن ثم ارتدوا فقتلوا يوم
النجير، كزبير: حصن منيع بحضرموت، كانوا التجؤوا إليه مع الأشعث بن قيس
أيام أبي بكر، رضي الله عنه، فنزل الأشعث بالأمان، وقتل من بقي في الحصار.
وقصته مطولة ذكرها البلبيسي في الأنساب. فقالت نائحتهم: يا عين بكي لي
الملوك الأربعه . تعني المذكورين من بني معدي كرب. والتخويس في الورد: أن
ترسل الإبل إلى الماء بعيرا بعيرا، ولا تدعها تزدحم، عن الليث، والصاد لغة
فيه، وسيذكر في محله. والمتخوس من الإبل: الذي ظهر لحمه وشحمه سمنا. ومما
يستدرك عليه: التخويس: النقص، عن أبي عمرو. وعن ابن الأعرابي: الخوس: طعن
الرماح ولاء. يقال: خاسه يخوسه خوسا. والأخوس: موضع بالمدينة فيه زرع. ذكره
نصر، وأنشد لمعن بن أوس:
وقال رجال فاستمعت لقيلهـم أبينوا لمن مال بأخوس ضائع
خ ي س
الخيس، بالكسر: الشجر الكثير الملتف. وقال أبو حنيفة رحمه الله: المجتمع من
كل الشجر. أو ما كان حلفاء وقصبا. وهو قول ابن دريد. وقال أبو حنيفة مرة:
هو الملتف من القصب والأشاء والنخل. هذا تعبير أبي حنيفة رحمه الله. وقيل:
هو منبت الطرفاء وأنواع الشجر. وقال أبو عبيد: الخيس: الأجمة. والخيس أيضا:
موضع الأسد، كالخيسة، في الكل، ج أخياس وخيس، الأخير كعنب. قال الصيداوي:
سألت الرياشي عن الخيسة، فقال: الأجمة، وأنشد:
لحاهم كأنها أخياس
صفحة : 3926
والخيس: اللبن. عرض ذلك على الرياشي - في معنى دعاء العرب الآتي قريبا -
فأقر به عنهم، قال: إلا أن الأصمعي لم يعرفه. والخيس: الدر. يقال: أقل الله
خيسه، أي دره. رواه عمرو، عن أبيه هكذا، ونقله الأزهري. والخيس: ع.
باليمامة به أجمة. والخيس، بالفتح: الغم، ومنه يقال للصبي: ما أظرفه، قل
خيسه، أي غمه. وقال ثعلب: معنى قل خيسه: قلت حركته. قال: ليست بالعالية.
وأجحف الصاغاني في نقله، فقال: وزعم ناس أن العرب تقول في الدعاء للإنسان:
قل خيسه، بالفتح، ما أظرفه. أي قل غمه، وليست بالعالية. وإنما التي ليست
بالعالية: الخيس بمعنى الحركة، فتأمل. والخيس: الخطأ، يقال: قل خيسه، أي قل
خطؤه، رواه أبو سعيد، وضبطه الصاغاني بالكسر. والخيس: الضلال. ومنه قولهم:
خاس خيسك، أي ضل ضلالك، عن ابن عباد. وخيس: ع. بالحوف الغربي بمصر، ويكسر،
قاله الصاغاني، وزاد: إليها تنسب البقر الخيسية. قلت: البلد الذي ينسب إليه
البقر الجياد هو من بلدان صعيد مصر، وليس من كور الحوف الغربي، وهو من فتوح
خارجة ابن حذاقة، فتأمل. ولعل منه محمد بن أيوب بن الخيسي، بالفتح، الذهبي
المحدث روى عن ابن عبد الدائم، وعنه الحافظ الذهبي. والخيس: الكذب. ومنه
يقال: أقلل من خيسك، أي كذبك. وضبطه الصاغاني بالكسر. وقد خاس بالعهد يخيس
خيسا وخيسانا، الأخيرة بالتحريك، وكذلك يخوس خوسا، كما صرح به الجوهري، إذا
غدر به ونكث، وفي الحديث: لا أخيس بالعهد أي لا أنقضه. وزاد الليث: وخاس
بوعده: أخلف. وكل ذلك مجاز. وخاس فلان: لزم موضعه، يقولون: دع فلانا يخيس،
معناه، دعه يلزم موضعه الذي يلازمه. قاله أبو بكر. وخاست الجيفة تخيس خيسا:
أروحت ونتنت وتغيرت. و يقال: هو في عيص أخيس، أو عدد أخيس، أي كثير العدد،
قال جندل بن المثنى الطهوي.
وإن عيصي عيص عز أخيس ألف
تحميه صفاة عرمـس. ويقال: إن فعل فلان كذا فإنه يخاس أنفه، أي يرغم ويذل.
وخيسه تخييسا: ذلله. وكذلك: خاسه: يقال: خاس الرجل والدابة، وخيسهما. وخاس
هو: ذل، لازم متعد. وهذا قد أهمله المصنف قصورا. وفي الحديث: أن رجلا سار
معه على جمل قد نوقه وخيسه، أي راضه وذلله بالركوب. وفي حديث معاوية: أنه
كتب إلى الحسين بن علي رضي الله عنهم: إني لم أكسك ولم أخسك أي لم أذلك ولم
أهنك. وقيل: لم أخلفك وعدا. والمخيس، كمعظم ومحدث: السجن لأنه يخيس فيه
المحبوس، وهو موضع التذليل. نقله ابن سيده. قال الفرزدق:
فلم يبق إلا داخـر فـي مـخـيس ومنجحر في غير أرضك في حجر وقيل: سمي السجن مخيسا؛ لأن الناس يلزمون نزوله. وقال. بعض: كمعظم: موضع التخييس وكمحدث: فاعله. ومنه سمي سجن كان بالعراق للحجاج، وقيل: بالكوفة، بناه أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، وكان أولا جعله من قصب وسماه نافعا، وكان غير مستوثق البناء، فنقبه اللصوص وهربوا منه، فهدمه وبنى المخيس لهم من مدر فقال:
أما تراني كيسا مكيسا
بنيت بعد نافع مخيسـا
بابا حصينا وأمينا كيسا
صفحة : 3927
وفي بعض الأصول: بابا كبيرا. قال شيخنا تبعا للبدر: وهذا ينافي ما سيأتي له
في و دق، أنه لم يثبت عنه أنه قال شعرا، إلى آخره، فتأمل. قلت: ويمكن أن
يجاب أن هذا رجز، ولا يعد من الشعر عند جماعة. وقد تقدم البحث في ذلك في ر
ج ز فراجعه. وقد سموا مخيسا كمحدث، منهم سنان بن المخيس، كمحدث، قاتل سهم
بن بردة، نقله الصاغاني في العباب. وأبو المخيس السكوني، يروي عن أنس. وقد
تكلم فيه. ومخيس ابن ظبيان الأوابي المصري، تابعيان. ومخيس بن تميم، من
أتباع التابعين، روى عن حفص بن عمر. قال الذهبي: وشيخه مجهول. أو هو بزنة
مجلز، كمجلس ومنبر. وقد تقدم فيه الوجهان في الزاي.
والإبل المخيسة، بالفتح، أي كمعظمة: التي لم تسرح إلى المرعى ولكنها حبست للنحر أو القسم، كذا في الأساس واللسان، كأنها ألزمت مكانها لتسمن.
ومما يستدرك عليه: خاس الطعام خيسا: تغير. وخاس البيع خيسا: كسد. ويقال: للشيء يبقى في موضع فيتغير ويفسد، كالجوز والتمر: خائس، كالخائز، والزاي في الجوز واللحم أحسن. والمتخيس من الإبل: الذي ظهر لحمه وشحمه من السمن. ذكره الليث في خ و س هكذا، فالمتخوس والمتخيس لغتان صحيحتان. وخيس الرجل: بلغ شدة الذل والإهانة والغم والأذى. وخاس الرجل خيسا: أعطاه بسلعته ثمنا ما، ثم أعطاه أنقص منه، وكذلك إذا وعده بشيء ثم أعطاه انقص مما وعده به. والخيس، بالفتح: الخير، ومنه قولهم: ماله قل خيسه: نقله الصاغاني وصاحب العباب. وخيس أخيس: مستحكم: قال:
ألجأه لفح الصـبـا وأدمـسـا والطل في خيس أراطى أخيسا والخيس، بالكسر: ما تجمع في أصول النخلة من الأرض، وما فوق ذلك الركائب. ومخيس، كمحدث: اسم صنم لبني القين. ويقال: أقلل من خيسك، أي كذبك. كذا في العباب.