الباب الثاني عشر: باب السين المهملة - الفصل السابع: فصل الدال مع السين، المهملتين

فصل الدال مع السين، المهملتين

د ب س
الدبس، بالكسر وبكسرتين: عسل التمر وعصارته. وقال أبو حنيفة، رحمه الله: عصارة الرطب من غير طبخ. وقيل: عما ما يسيل من الرطب. قال شيخنا: والعامة تطلقه على عسل الزبيب، كما هو ظاهر كلام البيضاوي في أثناء المؤمنين.

قلت: في ص ق ر إن الدبس هو الصقر عند أهل المدينة. وخص بعضهم عسل الرطب. وقيل: هو ما تحلب من الزبيب والعنب. وقيل: ما سال من جلال التمر، فراجعه. والدبس، أيضا: عسل النحل، هكذا في سائر النسخ، ووقع هكذا في الأساس، وأسقطه شيخنا، ولم أره لغير المصنف والزمخشري، ولا هو معروف، غير أني وجدت الدينوري ذكر الدباسات، بتخفيف الباء، وفسرها بالخلايا الأهلية، كما نقله عنه صاحب اللسان، فهذا يستأنس به أن يكون إطلاق الدبس على ما تقذفه النحل صحيحا، فتأمل. ويجوز أن يكون عسل النخل، بالخاء المعجمة، كما رأيت هكذا في بعض نسخ الأساس، ويكون عطف تفسير لما قبله، والمراد به عصارة تمر النخل، بضرب من التجوز، وفيه تكرار من غير فائدة، وتكلف ظاهر، ثم رأيت في العباب ذكر عن ابن دريد ما نصه: وربما سمي عسل النحل دبسا، بكسر الدال والباء. وأنشد لأبي زبيد الطائي:

في عارض من جبال بهرائها ال    أولى مرين الحروب عن درس

صفحة : 3928

فنهزة من لقوا حسبـتـهـم     أحلى وأشهى من بارد الدبس فزال الإشكال عن كلام المصنف، فتأمل. والدبس، بالفتح: الأسود من كل شيء، قاله الليث. والدبس، بالكسر: الجمع الكثير من الناس، عن ابن الأعرابي، ويفتح فيعم، فيقال: مال دبس، أي كثير. والدبس، بالضم: جمع الأدبس من الطير والخيل الذي لونه بين السواد والحمرة، وتكون الدبسة في الشاء أيضا. ومنه الدبسي، بالضم: اسم ضرب من الحمام. وقيل: لطائر صغير أدكن يقرقر، ولذا قيل: إنه ذكر اليمام، جاء على لفظ المنسوب وليس بمنسوب. وقيل: هو منسوب إلى طير دبس، ويقال: هو إلى دبس الرطب؛ لأنهم يغيرون في النسب، ويضمون الدال، كالدهري والسهلي. وقرأت في كتاب غريب الحمام، لحسين بن عبد الله الأصبهاني الكاتب، عند ذكر صفات الألوان، ما نصه: والأدبس: الأخضر، وفيه حمرة وسواد، وهي الدبسة وهي بهاء: دبسية. والدبوس، كصبور، وضبطه الصاغاني بالضم: خلاص تمر. وفي اللسان: خلاصة التمر يلقى في مسلاء السمن فيذوب فيه، وهو مطيبة للسمن. والدبوس، كتنور: واحد الدبابيس، للمقامع من حديد وغيره، وقد جاء في قول لقيط بن زرارة:

لو سمعوا وقع الدبابيس وكأنه معرب دبوز، فالصواب أن يكون المفرد دبوس، بالضم، وكذا ضبطه غير واحد. ودبوسية: ة بصغد سمرقند، بينها وبين بخارا، وهي في النسخ كلها بتشديد الموحدة، ومثله في التكملة، وضبطه الحافظ بتخفيفها، وقال: منها القاضي أبو زيد عبد الله ابن عمر بن عيسى الدبوسي، من كبار أئمة الحنفية. قلت: والإمام أبو القاسم علي بن حمزة بن زيد بن حمزة بن زيد بن حمزة بن محمد السليق الحسيني. من كبار أئمة الشافعية، توفي ببغداد سنة 443 ترجمه الذهبي في التاريخ، وذكرته في شجر الأنساب. ودباس، كغراب: فرس جبار ابن قرط الكلبي، من ولد أعوج. وهو القائل فيه:

ألا أبلغ أبا كرب رسولا    مغلغلة وليست بالمزاح
فإني لن يفارقني دبـاس    ومطرد أحد من الرماح

ويقال: للسماء إذا مطرت، وفي التهذيب: أخالت للمطر: دري دبس، كزفر، عن ابن الأعرابي، ولم يفسره بأكثر من هذا. قال ابن سيده: وعندي أنه إنما سميت بذلك لاسودادها بالغيم. والدباساء، بالكسر ويروى بالفتح أيضا، ممدودا في القولين: الإناث من الجراد. الواحدة بهاء، دباساءة. نقله ابن دريد. والدبساء: فرس سابقة كانت لمجاشع بن مسعود بن ثعلبة السلمي الصحابي أمير توج زمن سيدنا عمر، وكان من المهاجرين، قتل يوم الجمل مع عائشة، رضي الله تعالى عنهم. وأدبست الأرض: أظهرت النبات. وقال أبو حنيفة، رحمه الله: أدبست: رئي أول سواد نبتها، فهي مدبسة. ودبسة تدبيسا: واراه، عن ابن الأعرابي، وأنشد لركاض الدبيري:

فلا ذنب لي أن بنت زهرة دبستبعيرك ألوى يشبه الحق باطله

صفحة : 3929

فدبس هو، أي توارى، لازم متعد، هكذا في سائر النسخ. ولا يخفى أنه لا يكون لازما ومتعديا إلا إذا كان: دبسه، بالتخفيف، وهو قد ضبطه بالتشديد، وهكذا عن ابن الأعرابي، فاختلفا، فتأمل. فالصواب في قوله: فدبس بالتشديد، كما صرح به الصاغاني في العباب، ونسبه إلى ابن عباد. ودبس خفه تدبيسا: لدمه، نقله الصاغاني. وادبس الفرس ادبساسا: صار أسود مشربا بحمرة. ومما يستدرك عليه: ادباست الأرض ادبيساسا: اختلط سوادها بحمرتها. وجاء بأمور دبس، أي دواه منكرة، عن أبي عبيد، وقد أنكر ذلك عليه، وأن الصواب ربس بالراء. قلت: وإن هذا الذي أنكر عليه قد ذكره الزمخشري في الأساس، فإنه قال: داهية دبساء. ودواه دبس. وهو مجاز. وكزبير: دبيس الملال، عن الثوري. وإبراهيم بن دبيس الحداد. ذكره المصنف في س ب ت. ودبيس ابن سلام القباني، عن علي بن عاصم. ودبيس: رجل من بني صخر، وهو فارس الحدباء. ودبيس الأسدي: مشهور، انظره في شروح المقامات.

ونهر دبيس: بالعراق، إلى مولى لزياد ابن أبيه، وقيل: رجل قصار كان له تبصر على الثياب. والدبس، بالكسر: لقب أبي العباس أحمد بن محمد الحمال، وحازم بن محمد بن أبي الدبس الجهني، كلاهما عن شيوخ ابن الزيني. والمبارك بن علي الكناني يكنى أبا الدبس، سمع الدبيثي. والدباس، ككتان: لقب جماعة، أشهرهم حماد شيخ سيدي عبد القادر الجيلاني، قدس سره. ويونس بن إبراهيم بن عبد القوي الدبوسي، بتثقيل الباء الموحدة، ويقال له: الدبابيسي، أيضا، وهو آخر من حدث عن ابن المقير، وعنه جماعة من شيوخ الحافظ. ومحمد بن علي بن أبي بكر بن دبوس، وقريبه محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن دبوس، حدثا. والمدابسة: بطن من لام بن الحارث بن ساعدة، في اليمن.

د ب ح س
الدبحس، كشمخر، والحاء مهملة. أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، ونقله الصاغاني عن سيبويه، وقال صاحب اللسان: هو بالخاء المعجمة، مثل به سيبويه، وفسره السيرافي فقال: هو الضخم، فأوهم الصاغاني أن التفسير لسيبويه. وقيل: هو العظيم الخلق، وهو بيان لمعنى الضخم، والصواب أن هذا بالخاء المعجمة، كما يأتي عن ابن خالويه. وقال غير السيرافي الدبحس: هو الأسد، كأنه لضخامته.

د ب خ س
كالدبخس، بالخاء المعجمة، زنة ومعنى، وهو الذي ذكره صاحب اللسان. وذكره ابن خالويه في كتاب ليس. وقال فيه: الدبخس: من غريب أسماء الأسد: وقال في كتاب أسماء الأسد: الدبخس: العظيم الخلق، يقال: رجل دبخس، وأسد دبخس.


د ب ل س
دبلوس: قرية بمصر، من الدنجاوية. وقد أهمله الجوهري أيضا.

د ح س
دحس بينهم دحسا، كمنع: أفسد، وكذلك مأس وأرش. ودحس: أدخل اليد بين جلد الشاة وصفاقها للسلخ، ومنه الحديث: فدحس بيده حتى توارت إلى الإبط ثم مضى وصلى ولم يتوضأ أي دسها بين الجلد واللحم، كما يفعل السلاخ.

صفحة : 3930

ودحس الشيء: ملأه ودسه. ودحس السنبل: امتلأت أكمته من الحب، كأدحس، وذلك إذا غلظ. ودحس برجله: مثل دحص. ودحس عنه الحديث: غيبه. ودحس بالشر: دسه من حيث لا يعلم. ومنه قول العلاء ابن الحضرمي، رضي الله تعالى عنه، أنشده النبي صلى الله عليه وسلم:

وإن دحسوا بالشر فاعف تكرما وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل قال ابن الأثير: يروى بالحاء وبالخاء، يريد: إن فعلوا الشر من حيث لا تعلمه. قال: والدحس: التدسيس للأمور لتستبطنها وتطلبها أخفى ما تقدر عليه. والدحس، كالمنع: الزرع إذا امتلأ حبا، سمي بالمصدر. وداحس والغبراء: فرسان مشهوران. قاله الجوهري. داحس: فرس لقيس بن زهير بن جذيمة العبسي. ومنه: وقع بينهم حرب داحس، وذلك أنه تراهن قيس وحذيفة بن بدر الذبياني ثم الفزاري على خطر: عشرين بعيرا، وجعلا الغاية مائة غلوة، والمضمار أربعين ليلة. والمجرى من ذات الإصاد، موضع في بلاد بني فزارة. فأجرى قيس داحسا والغبراء. وهما فرسان له، وقد أغفل المصنف عنه في غ ب ر واستدرك عليه هنالك. وأجرى حذيفة الخطار والحنفاء، وهما فرسان له. قال السهيلي: ويقال: إن الحنفاء هي التي أجريت مع الغبراء ذلك اليوم، وفيه يقول الشاعر:

إذا كانت الغبراء للمرء عدة      أتته الرزايا من وجوه الفوائد
فقد جرت الحنفاء حتف حذيفة    وكـان يراها عدة للشـدائد

فوضعت بنو فزارة رهط حذيفة كمينا في الطريق، وفي الصحاح: على الطريق، فردوا الغبراء ولطموها، وكانت سابقة، فهاجت الحرب بين عبس وذبيان أربعين سنة. وهو نظير حرب البسوس، فإنها أيضا كانت أربعين سنة، وقد تقدم بيانها في بس. وقال السهيلي ويقال: دامت حرب داحس ثمان عشرة سنة، لم تحمل فيها أنثى، لأنهم كانوا لا يقربون النساء ما داموا محاربين. وهذا الذي ذكره المصنف هنا بعينه هو عبارة الجوهري. وكون داحس والغبراء فرسي قيس، هو الصحيح، وصرح به أيضا أبو عبيد البكري في شرح أمالي القالي، ونقل السهيلي عن الأصبهاني أن حرب داحس كانت بعد يوم جبلة بأربعين سنة، وآخرها بقله، من أرض قيس. وهناك اصطلحت حيس ومنولة، وهي أم بني فزارة.

صفحة : 3931

وقد تقدم للمصنف في غ ب ر أن الغبراء فرس حمل بن بدر، وصوب شيخنا أنها لأخيه حذيفة ابن بدر، وجعل كلام المصنف لا يخلو عن تخليط، وقد قلت: إن الذي أورده المصنف هو نص الجوهري، ولا تخليط فيه أصلا، وما صوبه شيخنا من أن الغبراء لحذيفة فيه نظر، فإن الذي عرف من كلامهم أن الغبراء اسم لثلاثة أفراس، لحمل بن بدر الفزاري، ولقدامة بن نصار الكلبي، ولقيس ابن زهير العبسي، وهذه الأخيرة هي خالة داحس، وأخته لأبيه، كما صرح به ابن الكلبي في الأنساب. والحنفاء والخطار كلاهما لحذيفة، والأولى أخت داحس لأبيه من ولد ذي العقال. ومن ولد الغبراء هذه الصفا: فرس مجاشع بن مسعود السلمي، رضي الله عنه، الذي اشتراه منه سيدنا عمر رضي الله عنه، في خلافته بعشرة آلاف درهم، ثم أعطاه له لما أرسله إلى بلاد فارس. نقله ابن الكلبي. وسمي داحسا لأن أمه جلوى الكبرى كانت لبني تميم، ثم لرجل من بني يربوع، اسمه قرواش بن عوف مرت بذي العقال ابن أعوج. في الأنساب: ابن الهجيسي بن زاد الركب. وكان ذو العقال فرسا عتيقا لحوط بن أبي جابر، مع جاريتين من الحي خرجتا لتسقياه فلما رأى جلوى ودى، فضحك شباب من الحي كانوا هناك، فاستحيتا، فأرسلتاه. ونص السهيلي في الروض: فاستحيا ونكسا رؤوسهما، فأفلت ذو العقال فنزى عليهما، فوافق قبولها، فعرف حوط صاحب ذي العقال ذلك حين رأى عين فرسة وهو رجل من بني ثعلبة بن يربوع، وكان شريرا، فأقبل مغضبا فطلب منهم ماء فحله، فلما عظم الخطب بينهم قالوا له: دونك ماء فرسك، فسطا عليها حوط وجعل يده في ماء وتراب، فأدخل يده في رحمها ثم دحسها حتى ظن أنه قد أخرج الماء، واشتملت الرحم على ما فيها من بقية الماء فنتجها قرواش مهرا، فسمي داحسا، وخرج وكأنه ذو العقال أبوه. وله حديث طويل في حرب غطفان وضرب به المثل فقيل: أشأم من داحس. وذلك لما جرى بسببه من الخطوب. فلا يقال: إن الصواب أشأم من الغبراء كما نقله شيخنا عن بعض أهل النظر، زعموا. وقالوا: هو المطابق للواقع؛ لأن الحرب إنما هاجت بسبب الغبراء، فإن المراد في شؤمه هنا هو ما أشار له المصنف في قصة نتاجه، دون المراهنة التي سبقت من قيس وحذيفة، كما هو ظاهر، فتأمل. قال السهيلي: وأظهر منه أن يكون مثل: لابن وتامر، وأن يكون فاعلا بمعنى مفعول. وإنما قيد المصنف جلوى بالكبرى احترازا من الصغرى، فإنها بنت ذي العقال من الكبرى، فإنها سميت باسم أمها، فهي أخت داحس من أبيه وأمه، وهي أيضا لبني ثعلبة بن يربوع. والدحاس، كرمان وشداد: دويبة صفراء سميت لاستيطانها في الأرض، وهي في الصحاح هكذا، والجمع: الدحاحيس والأولى نقلها الصاغاني. وفي المحكم: الدحاسة: دودة تحت التراب صفراء صافية، لها رأس مشعب دقيقة تشدها الصبيان في الفخاخ لصيد العصافير، لا تؤذي. والداحس والداحوس: قرحة تخرج باليد، وبه أجاب الأزهري حين سئل عنه، أو بثرة تظهر بين الظفر واللحم فينقلع منها الظفر، كما حدده الأطباء. وقال الزمخشري: الداحس: تشعث الإصبع، وسقوط الظفر. وأنشد أبو علي:

صفحة : 3932

تشاخس إبهاماك إن كنت كاذبا     ولا برئا من داحس وكنـاع والإصبع مدحوسة، من ذلك. وفي حديث طلحة: أنه دخل عليه داره وهي دحاس أي ذات دحاس وبيت مدحوس ودحاس، بالكسر: مملوء كثير الأهل، قاله ابن دريد. والدحاس: الامتلاء والزحام. والديحس، كصيقل: الكثير من كل شيء، كالديخس والديكس. ومما يستدرك عليه: دحس ما في الإناء دحسا: حساه. ووعاء مدحوس ومدكوس ومكبوس، بمعنى واحد. نقله الأزهري عن بعض بني سليم. ودحس الثوب في الوعاء يدحسه دحسا: أدخله. وبيت مدحوس من الناس: أي مملوء ودحس الصفوف: زاحمها بالمناكب. وداحس: موضع. قال ذو الرمة:

أقول لعجلى بـين يم وداحـس    أجدى فقد أقوت عليك الأمالس والدحس: الكشط.

د ح م س
الدحمس، كجعفر وزبرج وبرقع: الأسود من كل شيء، كالدحسم. وليلة دحمسة، بالصم: مظلمة. وليل دحمس، بالضم، وضبطه الصاغاني كزبرج: مظلم شديد الظلمة. وقال الأزهري: وأنشدني رجل:

وادرعي جلباب ليل دحمس     أسود داج مثل لون السندس ويقال: رجل دحمس، بالفتح، ودحامس ودحمسان ودحمساني، بضمهن، أي آدم اللون أسود ضخم غليظ سمين، كالدحسم. وقال ابن دريد: الدحامس: الرجل الأسود الضخم، بالحاء والخاء جميعا. والدحمس، كجعفر: زق يجعل فيه الخل، عن ابن عباد. والدحمسان، بالضم: الأحمق السمين، وقد يقلب، فيقال: دحسمان، نقله الجوهري. والدحامس: الشجاع الضخم. والدحامس، بالفتح: الليالي المظلمة، نقله الأزهري. وعن أبي الهيثم: الدحامس: ثلاث ليال بعد الظلم، وهي الحنادس أيضا، وقد مر في موضعه سابقا.

د خ ت ن س
دختنوس، كعضرفوط، أهمله الجوهري هنا، وأورده استطرادا في تركيب أ ل ك، فقال - حين أنشد قول الشاعر:

أبلغ أبا دختنوس مـألـكة    غير الذي قد يقال ملكذب هي بنت لقيط بن زرارة التميمي وحي، هكذا في سائر النسخ، ولعله: وهي معربة، أصلها دخترنوش أي بنت الهنيء، سماها أبوها باسم ابنة كسرى قلبت الشين سينا لما عربت. قال لقيط بن زرارة:

يا ليت شعري اليوم دختنوس    إذا أتاها الخبر المرمـوس
أتحلق القرون أم تـمـيس     لا بل تميس إنها عـروس

ويقال: دخدنوس، بالدال، وتختنوس أيضا، وقد تقدم.

د خ س
الدخيس، كأمير: اللحم الصلب المكتنز الكثير، قال النابغة يصف ناقته:

مقذوفة بدخيس النحض بازلها     له صريف القعو بالمـسـد وهو فعيل بمعنى مفعول كأنه دخس بعضه في بعض، أي أدمج. والدخيس: موصل الوظيف في رسغ الدابة، وهو عظم الحوشب. وقال ابن شميل: الدخيس: عظيم في جوف الحافر كأنه ظهارة له. والحوشب: عظم الرسغ. والدخيس: لحم باطن الكف. قال الأزهري: وهو من الإنسان والسباع. والدخيس من الناس: العدد الجم الكثير المجتمع. يقال: عدد دخيس ودخاس: أي كثير، وكذلك نعم دخاس.

صفحة : 3933

والدخيس الكثير، هكذا بخط الجوهري، وفي بعض نسخ الصحاح: الكنيز، بالنون والزاي، من أنقاء الرمل. والكثير من متاع البيت. والدخيس: الملتف من الكلإ الكثير، كالديخس، كصيقل. قاله أبو حنيفة, وقد يكون الديخس في اليبيس.

والدخس، بالفتح: الإنسان التار المكتنز اللحم، عن الليث. والدخس: الفتي من الدببة، جمع دب. وقال الليث: الدخس اندساس شيء في التراب، كما تدخس الأثفية في الرماد. ولذلك يقال للأثافي: دواخس، وزاد غيره: كالدخس. قال العجاج:

دواخسا في الأرض إلا شعفا والدخس، كصرد: دابة في البحر تنجي الغريق، تمكنه من ظهرها ليستعين على السباحة، وتسمى الدلفين، وهي التخس وقد سبق في محله. والتاء بدل عن الدال. قال الطرماح:

فكن دخسا في البحر أو جز وراءه إلى الهند إن لم تلق قحطان بالهند وقال ابن دريد: الدخس، بالتحريك: داء يأخذ في مشاش الحافر، وهو ورم يكون في أطرة حافر الدابة. وقد دخس،كفرح فهو دخس، وفرس دخس: به عيب. وعدد دخاس، بالكسر، أي كثير، وكذلك: عدد دخيس. ونعم دخائس. ودرع دخاس: متقاربة الحلق. ومما يستدرك عليه: الدخس والدخيس: التار المكتنز. وامرأة مدخسة: سمينة، كأنها دخيس. وكل ذي سمن: دخيس. ودخس اللحم: اكتنازه. والدخس: امتلاء العظم من السمن. والدخس: الكثير اللحم الممتلئ العظم. والجمع: أدخاس. والدخس: الناقة الكثيرة اللحم، ذكره الأزهري في لدس وبيت دخاس. ملآن. ويروى بالحاء وقد تقدم. والدخس في سلخ الشاة: الدحس. والديخس، كصيقل: الذي لا خير فيه. والدخوس، كصبور: الجارية التارة، عن ابن فارس.

د خ م س
الدخامس، كعلابط، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: هو الأسود الضخم في الرجال، كالدحامس، الحاء. وقال الليث: الدخمسة: الخب الذي لا يبين لك معنى ما يريد، كالدخمس، وقد دخمس عليه. وفلان يدخمس عليك أي لا يبين لك محنة ما يريد. وقال ابن الفرج: أمر مدخمس ومدغمس ومدهمس ومرهمس ومنهمس، أي مستور، وقال ابن فارس: الدخمسة: منحوتة من كلمتين؛ من دخس، ومن دمس.

ومما يستدرك عليه: ثناء مدخمس ودخماس: ليست له حقيقة، وهو الذي لا يبين ولا يجد فيه. وأنشد ابن الأعرابي:

يقبلون اليسير منك ويثنو     ن ثناء مدخمسا دخماسا ولم يفسره ابن الأعرابي. والدخامس من الشيء: الرديء منه. قال حاتم الطائي:

شآمية لم تتخذ لدخامس الط     بيخ ولاذم الخليط المجاور والدخامس: قبيلة. ودخميس: قرية بمصر من الغربية

د خ ن س
الدخنس، كجعفر، أهمله الجوهري والصاغاني، في التكملة. وأورده صاحب اللسان، عن الأزهري ومثله في العباب، فقال: هو الشديد من الناس والإبل. أو: هو الكثير اللحم الشديد منها. قال الراجز:

وقربوا كل جلال دخنـس     عبل القرا جنادف عجنس ترى على هامته كالبرنس.

د ر ب س
الدرباس، كقرطاس، أهمله الجوهري. وقال الصاغاني: هو الأسد، كالدرناس والدرواس، وأنشد في العباب لرؤبة:

صفحة : 3934

والترجمان بن هريم هماس    كأنه ليث عرين دربـاس وقال ابن الأعرابي: الدرباس: الكلب العقور. والدرابس، كعلابط: الضخم الشديد من الإبل. عن ابن عباد، ومن الرجال، قال الشاعر:

لو كنت أسميت طليحا ناعسا    لم تلف ذا راوية درابسـا وتدربس: تقدم. عن ابن فارس. قال الشاعر:

إذا القوم قالوا من فتى لمهمة تدربس باقي الريق فخم المناكب والشمس محمد بن محمد بن علي الطمائي البوتنجي، يعرف بابن درباس: حدث. ودرباس: اسم كلب بعينه. قال الراجز: أعددت درواسا لدرباس الحمت عن ابن بري. وسيأتي.

د ر د ب س
الدردبيس: الداهية، قال جري الكاهلي:

ولو جربتني فـي ذاك يومـا   رضيت وقلت أنت الدردبيس والدردبيس: الشيخ الكبير الهم. قاله الليث. وأنشد:

أم عيال قحـمة نـعـوس     قد دردبت والشيخ دردبيس وتكسر فيه الدال. وهكذا كتبه أبو عمرو الإيادي. والدردبيس: العجوز الفانية، قال الشاعر:

جاءتك في شوذرها تميس    عجيز لطعاء دردبـيس أحسن منها منظرا إبليس والدردبيس: خرزة سوداء، كأن سوادها لون الكبد، إذا رفعتها واستشففتها رأيتها تشف مثل لون العنبة الحمراء، للحب، أي تتحبب بها المرأة إلى زوجها، توجد في قبور عاد. قال اللحياني: وهن يقلن في تأخيذهن إياه: أخذته بالدردبيس، تدر العرق اليبيس. قال: تعني بالعرق اليبيس: الذكر. التفسير له. ومما يستدرك عليه: الدردبيس: الفيشلة: قال الشاعر:

جمعن من قبل لهن وفطـسة     والدردبيس مقابلا في المنظم

د ر د ق س
الدرداقس، بالضم: عظم القفا. قال الأصمعي: هو طرف العظم الناتيء فوق القفا. أنشد أبو زيد:

من زال عن قصد السبيل تزايلت     بالسيف هامته عن الـدرقـاس قال محمد بن المكرم: أظن قافية البيت: الدرداقس. وقال أبو عبيدة: هو عظم يصل، هكذا في سائر النسخ. والصواب: يفصل بين الرأس والعنق، كأنه رومي. وقال الأصمعي: أحسبه روميا، أعربته العرب. قال ابن فارس: وما أبعد هذه من الصحة. قلت: والصاد لغة فيه، عن ابن عباد، كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

د ر س
درس الشيء، والرسم يدرس دروسا، بالضم: عفا. ودرسته الريح درسا: محته، إذا تكررت عليه فعفته. لازم متعد. ودرسه القوم: عفوا أثره. ومن المجاز: درست المرأة تدرس درسا، الفتح، ودروسا، بالضم: حاضت. وخص اللحياني به حيض الجارية. وهي دارس، من نسوة درس ودوارس. ومن المجاز: درس الكتاب يدرسه، بالضم، ويدرسه، بالكسر، درسا، بالفتح، ودراسة، بالكسر، ويفتح، ودراسا، ككتاب: قرأه. وفي الأساس: كرر قراءته في اللسان ودارسه، من ذلك كأنه عانده حتى انقاد لحفظه. وقال غيره: درس الكتاب يدرسه درسا: ذلله بكثرة القراءة حتى خف حفظه عليه من ذلك كأدرسه.

عن ابن جنى قال: ومن الشاذ قراءة أبي حيوة: وبما كنتم تدرسون أي من حد ضرب.

صفحة : 3935

ودرسه تدريسا. قال الصاغاني: شدد للمبالغة، ومنه مدرس المدرسة. وقال الزمخشري: درس الكتاب ودرس غيره: كرره عن حفظ.

ومن المجاز: درس الجارية: جامعها. وفي الأساس: درس المرأة: نكحها. ومن المجاز: درس الحنطة يدرسها درسا ودراسا: داسها. قال ابن ميادة:

هلا اشتريت حنطة بالرستـاق     سمراء مما درس ابن مخراق هكذا أنشده. قال الصاغاني: وليس لابن ميادة على القاف رجز. ودرس الطعام: داسه، يمانية، وقد درس، إذا ديس، والدراس: الدرياس، بلغة أهل الشام. ومن المجاز: درس البعير يدرس درسا: جرب جربا شديدا فقطر، قال جرير:

ركبت نوار كم بعـيرا دارسـا    nbsp; في السوق أفضح راكب وبعير قال الأصمعي: إذا كان بالبعير شيء خفيف من الجرب قيل: به شيء من الدرس. والدرس: الجرب، أول ما يظهر منه. قال العجاج:

يصفر لليبس اصفرار الـورس    من عرق النضح عصيم الدرس

من الأذى ومن قراف الوقس. وقيل: هو الشيء الخفيف من الجرب. وقيل: من الجرب يبقى في البعير. ومن المجاز: درس الثوب يدرسه درسا: أخلقه، فدرس هو درسا: خلق، لازم متعد، قال أبو الهيثم: هو مأخوذ من درس الرسم دروسا، ودرسته الريح. ومن المجاز: أبو دراس: فرج المرأة، وفي العباب: أبو أدراس. قال ابن فارس: أخذ من الحيض. والمدروس: المجنون. ويقال: هو من به شبه جنون. وهو مجاز. والدرسة، بالضم: الرياضة، قال زهير بن أبي سلمى:

وفي الحلم إدهان وفي العفو درسة وفي الصدق منجاة من الشر فاصدق والدرس، بالفتح: الطريق الخفي، كأنه درس أثره حتى خفي. والدرس، بالكسر: ذنب البعير، ويفتح، كالدريس، كأمير. وفي التكملة: كالدارس. والدرس: الثوب الخلق كالدريس، والمدروس: ج: أدراس ودرسان، وفي قصيد، كعب:

مطرح البز والدرسان مأكول وقال المتنخل:

قد حال بـين دريسـية مـؤوبة    مسع لها بعضاه الأرض تهزيز

صفحة : 3936

وقتل رجل في مجلس النعمان جليسه، فأمر بقتله، فقال: أيقتل الملك جاره ويضيع ذماره? قال: نعم، إذا قتل جليسه، وخضب دريسه أي بساطه. وإدريس النبي صلى الله عليه وسلم ليس مشتقا من الدراسة، في كتاب الله عز وجل كما توهمه كثيرون ونقلوه؛ لأنه أعجمي، واسمه خنوخ، كصبور. وقيل: بفتح النون. وقيل: بل الأولى مهملة. وقال أبو زكريا: هي عبرانية، وقال غيره: سريانية. أو أخنوح، بحاء مهملة، كما في كتب النسب، ونقله الصاغاني في العباب هكذا، والأكثر الأول. ولد قبل موت آدم عليه السلام بمائة سنة، وهو الجد الرابع والأربعون لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، على ما قاله ابن الجواني في لمقدمة الفاضلية. وقال ابن خطيب الدهشة: وهو اسم أعجمي، لا ينصرف، للعلمية والعجمة. وقيل: إنما سمي به لكثرة درسه، ليكون عربيا. والأول أصح. وقال ابن الجواني: سمي إدريس؛ لدرسه الثلاثين صحيفة التي أنزلت عليه. هذا قول أهل النسب. وكونه أحد أجداده صلى الله عليه وسلم هو الذي نص عليه أئمة النسب، كشيخ الشرف العبيدلي وغيره. وصرح السهيلي في الروض أنه ليس بجد لنوح، ولا هو في عمود النسب. قال: كذلك سمعت شيخنا أبا بكر ابن العربي يقول ويستشهد بحديث الإسراء. قال له حين لقيه: مرحبا بالأخ الصالح. قال: والنفس إلى هذا القول أميل. وأبو إدريس: كنية الذكر. ومن المجاز: في الحديث: حتى أتى المدراس، وهو بالكسر: الموضع الذي يدرس فيه كتاب الله، ومنه مدراس اليهود، قال ابن سيده: ومفعال غريب في المكان. والدرواس، بالكسر: علم كلب قال الشاعر:

أعددت درواسا لدرباس الحمت قال: هذا كلب قد ضري في زقاق السمن ليأكلها، فأعد له كلبا يقال له: درواس. وأنشد السيرافي:

بتنا وبات سقيط الطل يضربنا عند الندول قرانا نبح درواس والدرواس: الكبير الرأس من الكلاب، كذا في التهذيب. والدرواس: الجمل الذلول الغليظ العنق. وقال الفراء: الدراوس: العظام من الإبل. واحدها: درواس. والدرواس: الشجاع الغليظ العنق. والدرواس: الأسد الغليظ، وهو العظيم أيضا. وقيل: هو العظيم الرأس، وقيل: الشديد، عن السرافي، كالدرياس، بالياء التحتية، وهو في الأصل: درواس، قلبت الواو ياء. وفي التهذيب: الدرياس، بالياء: الكلب العقور. وفي بعض النسخ: كالدرباس، بالموحدة. وبكل ذلك روي قول رؤبة السابق في د ر ب س.

ومن المجاز: المدرس، كمحدث: الرجل الكثير الدرس، أي التلاوة بالكتابة والمكرر له، ومنه مدرس المدرسة. ومن المجاز: المدرس، كمعظم: المجرب، كذا في الأساس، وفي التكملة: المدرب. ومن المجاز: المدارس: الذي قارف الذنوب وتلطخ بها، من الدرس، وهو الجرب. قال لبيد يذكر القيامة:

يوم لا يدخل المدارس في الرح     مة إلا بـراءة واعـتــذار

صفحة : 3937

وهو أيضا: المقارئ الذي قرأ الكتب. والمدارسة والدراسة: القراءة، ومنه قوله تعالى: وليقولوا دارست في قراءة ابن كثير وأبي عمرو، وفسره ابن عباس رضي الله عنهما بقوله: قرأت على اليهود، وقرؤوا عليك ، وبه قرأ مجاهد، وفسره هكذا. وقرأ الحسن البصري: دارست، بفتح السين وسكون التاء، وفيه وجهان، أحدهما: دارست اليهود محمدا صلى الله عليه وسلم. والثاني: دارست الآيات سائر الكتب، أي ما فيها، وطاولتها المدة، حتى درس كل واحد منها، أي محي وذهب أكثره. وقرأ الأعمش: دارس أي دارس النبي صلى الله عليه وسلم اليهود. كذا في العباب. وقرئ: درست أي قرأت كتب أهل الكتاب: وقيل: دارست: ذاكرتهم. وقال أبو العباس: درست، أي تعلمت. وقرئ: درست ودرست، أي هذه أخبار قد عفت وانمحت. ودرست أشد مبالغة. وقال أبو العباس: أي هذا الذي تتلوه علينا قد تطاول ومر بنا. واندرس الرسم: انطمس. ومما يستدرك عليه: درع دريس، أي خلق، وهو مجاز. قال الشاعر:

مضى وورثناه دريس مفاضة     وأبيض هنديا طويلا حمائله وسيف دريس، ومغفر دريس كذلك. ودرس الناقة يدرسها درسا: ذللها وراضها. والدراس: الدياس. والمدراس والمدرس، بالكسر: الموضع يدرس فيه. والمدرس أيضا: الكتاب. والمدراس: صاحب دراسة كتب اليهود. ومفعل ومفعال من أبنية المبالغة. ودارست الكتب، وتدارستها، وادارستها، أي درستها. وتدارس القرآن: قرأه وتعهده؛ لئلا ينساه، وهو مجاز. وأصل المدارسة: الرياضة والتعهد للشيء. وجمع المدرسة المدارس. وفراش مدروس: موطأ ممهد. والدرس: الأكل الشديد. وبعير لم يدرس: لم يركب. وتدرست أدراسا، وتسملت أسمالا. ولبس دريسا وبسط دريسا: ثوبا وبساطا خلقا. وطريق مدروس: كثر طارقوه حتى ذللوه. ومدرسة النعم: طريقها. وكل ذلك مجاز. وأبو ميمونة دراس بن إسماعيل، كشداد، المدفون بفاس، له رواية. والإدريسيون: بطن كبير من العلوية بالمغرب، منهم ملوكها وأمراؤها ومحدثوها. وشبرى دارس: من قرى مصر، وهي منية القزازين.

د ر ع س
بعير درعوس، كقرطعب، أهمله الجوهري. وقال ابن الأعرابي أي حسن الخلق، هكذا نقله الصاغاني، في كتابيه. ونقله الأزهري وغيره عنه: بعير درعوس: غليظ شديد، وسيأتي أيضا في الشين.

د ر ف س
الدرفس، كحضجر: العظيم من الإبل، وناقة درفسة، قاله الجوهري. وقال الأموي: الدرفس: البعير الضخم العظيم. والدرفس: الضخم من الرجال، عن ابن فارس، كالدرفاس فيهما. وقال شمر: الدرفس: العلم الكبير. وأنشد لابن قيس الرقيات:

تكنه خرقة الدرفس من الشم    س كليث يفرج الأجـمـا والدرفس: الحرير، عن ابن عباد. ودرفس الرجل درفسة: ركب الدرفس من الإبل، أو حمل العلم الكبير، نقله الصاغاني عن ابن عباد. والدرفاس: الأسد العظيم الرقبة، عن ابن عباد: ومما يستدرك عليه: الدرفس، الناقة السهلة السير. وقيل: هي الكثيرة لحم الجنبين.

د ر م س

صفحة : 3938

الدرومس، كفدوكس، أهمله الجوهري. وقال الصاغاني: هو الحية. ودرمس الرجل: سكت، عن ابن عباد. وقال ابن دريد: درمس الشيء: ستره، كذا في اللسان والتكملة.

د ر ن س
الدرانس، كعلابط، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: نقلا عن الليث هوالضخم الشديد من الرجال والإبل قال:

لو كنت أمسيت طليحا ناعسا      لم تلف ذا راوية درانسـا هكذا أنشده وقد تقدم له ذلك بعينه في الدرابس،بالموحدة، فتأمل والدرناس الأسد نقله الصاغاني عن ابن عباد. وقال أبو سهل الهروى:إذا جعلته اسما له تكون النون فيه أصلية ويجوز أن يكون وصفا له وتكون النون زائدة مأخوذة من الدرس من قولهم طريق مدروس إذا كثر أخذ الناس فيه فكأن الأسد وصف بذلك لتذليله وتليينه، إياها.
د ر ه س
الدرهوس، كفردوس قال الصاغاني: أهمله الجوهري، وهو مكتوب في سائر الأصول بالأسود وملحق بهامش الصحاح وكأنه سقط من نسخة الصاغاني، ومعناه: الشديد، قال رؤبة:

جمع من مبارك درهوس     عبل الشوى خنابس خنوس

ذا هامة وعنق علطوس والدراهس: الشدائد، مثل الدهارس، عن ابن الأعرابي. و الدراهس، بالضم: الكثير اللحم من كل ذي لحم، والشديد، قاله الصاغاني، عن ابن عباد. في اللسان: الدراهس: الشديد من الرجال.

د ر ي س
ومما يستدرك عليه: الدريوس، كفردوس: الغبي من الرجال. هكذا نقله صاحب اللسان. قال: ولا أحسبها عربية محضة.

د س س
الدس: دسك شيئا تحت شيء، وهو: الإخفاء، قاله الليث. ودسست الشيء في التراب: أخفيته. والدس أيضا: دفن الشيء تحت الشيء وإدخاله، ومنه قوله تعالى: أم يدسه في التراب أي يدفنه، أي الموؤودة، ورد الضمير على لفظه. قاله الأزهري، كالدسيسى كخصيصى. والدسيس، كأمير: الصنان الذي لا يقلعه الدواء، عن ابن الأعرابي. والدسيس: من تدسه ليأتيك بالأخبار، وهو شبيه المتحسس. ويقال: اندس فلان إلى فلان يأتيه بالنمائم. والعامة يسمونه الداسوس. والدسيس: المشوي، عن ابن الأعرابي.

صفحة : 3939

والدسس، بضمتين: الأصنة الدفرة الفائحة، عنه أيضا. والدسس: المراؤون بأعمالهم، يدخلون مع القراء وليسوا منهم، عنه أيضا. وقال أبو خيرة: الدساسة: شحمة الأرض، وهي العنمة. قال الأزهري: وتسميها العرب: الحلكة وبنات النقا، تغوص في الرمل كم يغوص الحوت في الماء، وبها تشبه بنان العذارى. والدساس: حية خبيثة أحمر كالدم محدد الطرفين، لا يدرى أيهما رأسه، غليظ الجلدة لا يأخذ فيه الضرب وليس بالضخم، غليظ. قال: وهي النكاز. قال. الأزهري: هكذا قرأته بخط شمر. وقال ابن دريد: وهو ضرب من الحيات، ولم يحله. وقال أبو عمرو: الدساس في الحيات: هو الذي لا يدرى أي طرفيه رأسه، وهو أخبث الحيات، يندس في التراب فلا يظهر للشمس، وهو على لون القلب من الذهب المحلى. الدسة بالضم: لعبة لصبيان الأعراب. ودس الشيء يدسه دسا، ودسسه ودساه - الأخيرة على البدل، كراهية التضعيف - ومنه قوله تعالى: وقد خاب من دساها ، أبدلت بعض سيناتها ياء، كتظنيت في تظننت، من الظن، لأن البخيل يخفي منزله وماله، والسخي يبرز منزله فينزل على الشرف من الأرض، لئلا يستتر على الضيفان ومن أراده، ولكل وجه. قاله الفراء والزجاج. أو معناه: أفلح من جعل نفسه زكية مؤمنة، وخاب من دس نفسه مع الصالحين وليس منهم كذا نقله ثعلب، عن ابن الأعرابي. أو معناه: خابت نفس دساها الله تعالى. قاله الفراء. أو المعنى: دساها: جعلها خسيسة قليلة بالعمل الخبيث. ويقال: خاب من دس نفسه فأخملها بترك الصدقة والطاعة. واندس: اندفن، وقد دسه. ومما يستدرك عليه: العرق دساس، أي دخال. وقيل: دسه دسا، إذا أدخله بقوة وقهر. والدسيس: إخفاء المكر. واندس فلان إلى فلان يأتيه بالنمائم، وهو مجاز، وهي الدسيسة. والدس: نفس الهناء الذي تطلى به أرفاغ الإبل، وبعير مدسوس. وقد دسه دسا: لم يبالغ في هنائه. قال ذو الرمة:

تبين براق الـسـراة كـأنـه     فنيق هجان دس منه المساعر ومن أمثالهم: ليس الهناء الدس. المعنى: أن البعير إذا جرب في مساعره لم يقتصر من هنائه على موضع الجرب، ولكن يعم بالهناء جميع جلده؛ لئلا يتعدى الجرب موضعه فيجرب موضع آخر. يضرب للرجل يقتصر من قضاء حاجة صاحبه على ما يتبلغ به ولا يبالغ فيها.

د س ن س
ومما يستدرك عليه: دسونس، بالضم: قرية بالبحيرة، وقد تعرف بدسونس المقاريض، وقد وردتها.

د ع س
الدعس، كالمنع: حشو الوعاء، وقد دعسه: حشاه. والدعس: شدة الوطء يقال: دعست الإبل الطريق تدعسه دعسا، إذا وطئته وطأ شديدا. والدعس، كالدحس في السلخ، أي سلخ الشاة، ففيه ثلاث لغات، بالحاء والخاء والعين. والدعس: الأثر، وقيل: هو الأثر الحديث البين، قال ابن مقبل:

ومنهل دعس آثار المطي به     تلقي المخارم عرنينا فعرنينا

صفحة : 3940

والدعس: الطعن بالرمح، كالتدعيس. يقال: دعسه بالرمح يدعسه دعسا، ودعسه: طعنه. وطريق دعس: كثير الآثار، وذلك إذا دعسته القوائم ووطئته. والدعس، بالكسر: القطن، عن ابن عباد. وقال بعضهم: لغة في الدعص. والمدعاس: فرس الأقرع بن حابس التميمي، رضي الله تعالى عنه، هكذا في التكملة. وفي اللسان: الأقرع بن سفيان. وفيه يقول الفرزدق:

يعدى علالات العـبـاية إذ دنـا     له فارس المدعاس غير المعمر والمدعاس: الرمح الغليظ الشديد الذي لا ينثني. والمدعاس: الطريق لينته المارة. قال رؤبة بن العجاج:

في رسم آثار ومدعاس دعـق     يردن تحت الأثل سياح الدسق أي ممر هذه الحمير في رسم قد أثرت فيه حوافرها، كالمدعس، كمنبر، وهو الرمح، يدعس به، أي يطعن. وقال أبو عبيد: المداعس من الرماح: الصم. والمدعس أيضا: الطعان بالمدعس أنشد ابن دريد:

لتجدني بـالأمـير بـرا     وبالقناة مدعسا مكـرا

إذا غطيف السلمي فرا وسيذكر في الصاد، وهو الأعرف. قال سيبويه: وكذلك الأنثى بغير هاء، ولا يجمع بالواو والنون؛ لأن الهاء لا تدخل مؤنثة. والمدعس، كمقعد: المطمع. والمدعس: الجماع، وهو من الكنايات: يقال: دعس فلان جاريته دعسا، إذا نكحها. والمدعس، كمدخر: مختبز القوم في البادية ومشتواهم. وحيث توضع الملة ويشوى اللحم، وهو مفتعل من الدعس، وهو الحشو. قاله أبو عبيد. قال أبو ذؤيب الهذلي:

ومدعس فيه الأنيض اختفيتـه     بجرداء ينتاب الثميل حمارها يقول: رب مختبز جعلت فيه اللحم ثم استخرجته قبل أن ينضج، للعجلة والخوف؛ لأنه في سفر. وفي التهذيب: والمدعس: مختبز المليل. ومنه قول الهذلي وفيه:

بجرداء مثل الوكف يكبو غرابها أراد: لا يثبت الغراب عليها لملاستها. أراد الصحراء. قلت: والذي قرأت في ديوان هذيل ما سقته أولا. قال السكري: الأنيض: لحم لم يبلغ النضج. اختفيته: استخرجته. بجرداء من الأرض. والثميل: بقية ماء، هذا الحمار يأتيه، فخبرك أنها أرض ليس فيها إلا الوحش.

وفي الحديث: فإذا دنا العدو كانت المداعسة بالرماح حتى تقصد، أي المطاعنة، ومنه رجل مداعس، أي مطاعن. قال:

إذا هاب أقوام تقحمت غمرة     يهاب حمياه الألد المداعس وفي النوادر: رجل دعوس عطوس قدوس دقوس، أي مقدام في الغمرات والحروب. وحرفه الصاغاني فقال: في العمل. بدل الغمرات. ومما يستدرك عليه: رجل دعيس، كسكيت، أي مدعس. وأرض دعسة ومدعوسة: سهلة، أو قد دعستها القوائم وكثرت فيها الآثار. ويقال: المدعوس من الأرضين: الذي قد كثر فيه الناس، ورعاه المال حتى أفسده، وكثرت فيه أوراثه وأبواله، وهم يكرهونه إلا أن يجمعهم أثر سحابة لا يجدون منها بدا. وأدعسه الحر: قتله. وقال أبو سعيد: لحم مدعس، إذا كبسته بالنار حيث يشتوون. والفقيه أبو بكر بن دعاس، كشداد: أحد الأمراء بزبيد، وإليه نسبت المدرسة بها.
د ع ب س

صفحة : 3941

الدعبوس، بالضم، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وأورده الصاغاني، وعزاه في العباب لابن عباد. قال: هو الأحمق. قلت: وكذلك الدعباس، بالكسر. ويقولون للحمى: يا دعباسة. والدعبسة: البحث والتفتيش، في لغة العامة.

د ع ف س
الدعفس، كزبرج، من الإبل: التي تنتظر حتى تشرب الإبل، ثم تشرب ما بقي من سؤرها، أهمله الصاغاني، في التكملة وصاحب اللسان. وعزاه في العباب لأبي عمرو.

د ع ك س
الدعكسة: لعب للمجوس يسمونه الدستبند، نقله الجوهري. وقد سبق في الدال المهملة. يدورون وقد أخذ بعضهم يد بعض، كالرقص. وقد دعكسوا وتدعكسوا، قال الراجز:

طافوا به معتكسـين نـكـسـا     عكف المجوس يلعبون الدعكسا

د ع م س
أمر مدعمس ومدغمس ومدخمس ومدهمس ومنهمس: مستور، أهمله الجوهري، ونقله أبو تراب، قال: سمعت شبانة يقول ذلك. ومما يستدرك عليه: مدغمس: فاسد مدخول، عن الهجري.

د ف ط س
دفطس الرجل: ضيع ماله، أهمله الجوهري والصاغاني في التكملة، وأورده صاحب اللسان عن ابن الأعرابي. وأنشد:

قد نام عنها جابر ودفطـسـا      يشكو عروق خصيتيه والنسا والمراد بالمال هنا: الإبل والنعم والشاء. ومثله في العباب. وقال الأزهري: هو بالذال المعجمة.

د ف س
أدفس الرجل، أهمله الجوهري. وقال ابن الأعرابي: أي اسود وجهه من غير علة. قال الأزهري: لا أحفظ هذا الحرف لغيره. نقله الصاغاني في العباب.

د ق ط س
دقطس الرجل: ضيع ماله، بالقاف. كذا في سائر النسخ، وهو تصحيف دفطس. والصواب عن ابن الأعرابي بالفاء. كذا حققه الأزهري، ولذا لم يذكره أحد من الأئمة، ثم إيراد هذا الحرف هنا في غير محله، والصواب ذكره بعد: دقس.

د ف ن س
الدفنس، بالكسر: المرأة الحمقاء. وأنشد أبو عمرو بن العلاء للفند الزماني:

وقد أختلس الضـرب     ة لا يدمى لها نصلي
كجيب الدفنس الورها    ء ريعت وهي تستفلى وقيل: الدفنس: الرعناء البلهاء. وقال ابن دريد: هي البلهاء: فلم يزد على ذلك، وأنشد:

عميمة ضاحي الجسم ليست بعثة     ولا دفنس يطبي الكلاب خمارها وقال ابن دريد: الدفنس: الأحمق الدنيء، وفي بعض الأصول: البذي، كالدفناس قال: والفاء زائدة. وقال غيره: الدفنس: المرأة الثقيلة. والمدفنس: الثقيل الذي لا يبرح، عن ابن عباد. وقال ابن الأعرابي: الدفناس: البخيل، وأنشد المفضل لعاصم بن عمرو العبسي:

إذا الدعرم الدفناس صوى لقاحه فإن لنا ذودا ضخام المحالب
لهن فصال لو تكلمن لاشتكت كليبا وقالت ليتنا لابن غـالـب

وقيل: الدفناس هنا هو: الراعي الكسلان الذي ينام ويترك إبله وحدها ترعى، كذا قاله ابن الأعرابي، وأنشد البيت.

د ق د س
ومما يستدرك عليه هنا: دقدوس، بفتح الدال والقاف وضم الواو: قرية بمصر من أعمال الشرقية، وقد وردتها غير مرة، منه: عبد القادر بن محمد بن علي الدقدوسي، عرف بالمنهاجي، ممن سمع على السخاوي. وتوفي سنة 891.

د ق ر س

صفحة : 3942

الدقاريس، هكذا في النسخ. وفي التكملة: الدقاريس. وقد أهمله الجوهري، وصاحب اللسان. وعزاه في العباب لابن عباد: الثعالب.

د ق س
دقس في البلاد أهمله الجوهري. وقال الليث: دقس في الأرض دقسا، ودقوسا، بالضم، أوغل فيها، وفي اللسان: ذهب فتغيب. ودقس الوتد في الأرض: مضى، من ذلك. نقله ابن عباد. ودقس خلف العدو: حمل حملة، نقله الصاغاني. ودقس البئر: ملأها. وجمل مدقس، كمنبر: شديد دفوع، ولم يخصه الصاغاني بالجمل. وإبل مداقيس، من ذلك، وهي التي تدق الحصى. والدقسة، بالضم: حب كالجاورس. وقال ابن دريد: الدقسة: دويبة صغيرة. ويفتح، أو الصواب بالفتح، كذا هو بخط أبي سهل الهروي. ضبطا مجودا. وقال الأزهري: قرأت في نوادر الأعراب: ما أدري أين دقس، ولا أين دقس به، ولا أين طهس وطهس به، أي أين ذهب وذهب به. وقال الليث: الدقس ليس بعربي، ولكن دقيوس، بالفتح، اسم ملك أعجمي اتخذ مسجدا على أصحاب الكهف. زاد الصاغاني: ودقيانوس: اسم ملك هربوا منه، وقصتهم مذكورة. وقال الصاغاني: الدقس: الملك.

وقال الأزهري: الدقوس، كصبور: الذي يستقدم في الحروب والغمرات، كالقدوس.

د ق م س
الدقمس، كقمطر، أهمله الجوهري. وقال أبو عمرو: هو الإبريسم، كالمدقس وهو مقلوب منه، وفي بعض النسخ: كالدمقس. وكله صحيح.

د ك س
الدكس: الحثو، وقد دكس الشيء دكسا، إذا حثاه. قاله الليث. والدكس، بالتحريك: تراكب الشيء بعضه على بعض وفي التكملة: في بعض. والدكاس، كغراب: ما يغشى الإنسان من النعاس ويتراكب عليه، وأنشد ابن الأعرابي:

كأنه من الكرى الدكـاس     بات بكأسي قهوة يحاسي والدوكس، كجوهر: من أسماء الأسد. والدوكس من النعم والشاء: العدد الكثير، كالديكس، كضيغم وقمطر، وبالوجهين وجد الضبط في نسخ التهذيب. يقال: نعم دوكس، وشاء دوكس، إذا كثرت، وأنشد بعضهم:

من اتقى الله فلـمـا ييأس     من عكر دثر وشاء دوكس ولمعة دوكس ودوكسة: ملتفة، عن ابن عباد. والديكساء، بكسر الدال وفتح الياء: قطعة عظيمة من النعم والغنم، قاله الليث، وفي اللسان: من الغنم والنعام.

والداكس، لغة في الكادس: وهو ما يتطير به من العطاس ونحوه، كالقعيد وغيره. والداكس من الظباء: القعيد. والدكيسة: الجماعة من الناس عن ابن عباد. وادكست الأرض: أظهرت نباتها، وقال الصاغاني: وذلك في أول نبتها، عن ابن عباد.

والمتداكس: الكثير من كل شيء. والمتداكس: الشكس من الرجال، كذا في العباب. ومما يستدرك عليه: دكاس الشحم والتمر: ملتفهما. عن ابن عباد.

د ك ر ن س
ومما يستدرك عليه: دكرنيس، بفتح الدال والكاف وكسر النون: قرية بمصر من أعمال الدقهلية.

د ل س
الدلس، بالتحريك: الظلمة، كالدلسة، بالضم. والدلس: اختلاط الظلام. ومنه قولهم: أتانا دلس الظلام، وخرج في الدلس والغلس. والدلس: النبت يورق آخر الصيف. والدلس بقايا النبت والبقل، ج أدلاس، قال:

صفحة : 3943

بدلتنا من قهوس قنعاسـا     ذا صهوات يرتع الأدلاسا ويقال: إن الأدلاس من الربب، وهو ضرب من النبت. وفي المحكم: وأدلاس الأرض: بقايا عشبها. وأدلسنا: وقعنا فيها، أي في الأدلاس. وفي التكملة: أي وقعنا بالنبات الذي يورق في آخر الصيف. وأدلست الأرض، إذا اخضرت بها، أي بالأدلاس. وقال الأزهري: سمعت أعرابيا يقول لامرئ قرف بسوء فيه: مالي فيه ولس ولا دلس، أي مالي فيه خيانة ولا خديعة. والتدليس في البيع: كتمان عيب السلعة عن المشتري. قال الأزهري: ومنه أخذ التدليس في الإسناد، وهو مجاز وهو أن يحدث عن الشيخ الأكبر، ولعله ما رآه، وإنما سمعه ممن هو دونه أو ممن سمعه منه، ونحو ذلك، ونص الأزهري: وقد كان رآه إلا أنه سمع ما أسنده إليه من غيره من دونه. وفي الأساس: المدلس في الحديث: من لا يذكر في حديثه من سمعه منه، ويذكر الأعلى موهما أنه سمعه منه، وهو غير مقبول. وقد فعله جماعة من الثقات حتى قال بعضهم:

دلس للناس أحاديثهم     والله لا يقبل تدليسا

صفحة : 3944

والتدلس: التكتم. والتدلس أخذ الطعام قليلا قليلا. وقد تدلسه. وليس في التكملة تكرار، قليلا. و التدلس: لحس المال الشيء القليل في المرتع، عن ابن عباد وادلاست الأرض: أصاب المال منها شيئا، كادلست: ادلساسا. ويقال: فلان: لا يدالس، ولا يوالس، أي لا يظلم ولا يخون ولا يوارب. وفي اللسان: أي لا يخادع ولا يغدر. وهو لا يدالسك: لا يخادعك ولا يخفي عليك الشيء، فكأنه يأتيك به في الظلام. وقد دالس مدالسة ودلاسا. ومما يستدرك عليه: التدليس: عدم تبيين العيب، ولا يخص به البيع. واندلس الشيء، إذا خفي. ودلسته فتدلس، وتدلسته. والدولسي: الذريعة المدلسة ومنه حديث سعيد بن المسيب: رحم الله عمر، لو لم ينه عن المتعة لاتخذها الناس دولسيا أي ذريعة للزنا. وتدلس: وقع بالأدلاس. ودلست الإبل: اتبعت الأدلاس وأدلس النصي: ظهر واخضر. والدلس: أرض أنبتت بعدما أمحلت. والأندلس، بضم الهمزة والدال اللام: إقليم عظيم بالمغرب. هنا ذكره الصاغاني وصاحب اللسان، واستدركه شيخنا في الألف، والألف زائدة كالنون، فحقه أن يذكر هنا، والمصنف أغفل عنه تقصيرا، مع أنه يستطرد جملة من قراه وحصونه ومعاقله ومواضعه. وفي اللسان: وأندلس: جزيرة معروفة، وزنها أنفعل، وإن كان هذا مما لا نظير له، وذلك أن النون لا محالة زائدة، لأنه ليس في ذوات الخمسة شيء على فعللل فتكون النون فيه أصلا؛ لوقوعها مع العين، وإذا ثبت أن النون زائدة فقد برد في أندلس ثلاثة أحرف أصول، وهي الدال واللام والسين، وفي أول الكلام همزة، ومتى وقع ذلك حكمت النون أصلا والهمزة زائدة؛ لأن ذوات الأربعة لا تلحقها الزوائد من أوائلها إلا في الأسماء الجارية على أفعالها نحو: مدحرج وبابه، فقد وجب إذا أن النون والهمزة زائدتان، وأن الكلمة على وزن أنفعل، وإن كان هذا مثالا لا نظير له. وإنما أطلت فيه الكلام؛ لأنهم اختلفوا في وزنه، واشتبه الحال عليهم، فبينت ما يتعلق به ليستفيد المتأمل. والله أعلم.

د ل ع س
الدلعس، كجعفر، وحضجر، وفردوس، وبرطيل، وقرطاس، وعلابط، ست لغات، وهي الضخمة من النوق في استرخاء، وكذلك البلعس والدلعك. والدلعوس، كفردوس، وحلزون: المرأة الجريئة على أمرها العصية لأهلها، قاله الأزهري، عن الليث. وقال ابن سيده والأزهري: الدلعوس: المرأة والناقة الجريئة بالليل الدائبة الدلجة النشزة. وضبطه الأموي كسفرجل، ولم يذكر النشزة. ويقال: جمل دلعاس ودلاعس، أي ذلول، وكذلك دلعس، بالكسر، ودلعوس، كبرذون.

د ل م س

صفحة : 3945

الدلمس، كعلبط، أهمله الجوهري. وقال ابن عباد: هو الداهية، كالدلمس، بالكسر وهكذا ضبطه ابن فارس قال: وهي منحوتة من كلمتين، من دلس الظلمة. و في التكملة واللسان، عن ابن دريد: الدلمس: الشديد الظلمة، كالدلامس، فيهما، الأخير في الداهية، عن ابن عباد، يقال: ليل دلامس، أي مظلم. ودلمس، كجعفر: اسم، عن ابن دريد. وقال ابن دريد أيضا: ادلمس الليل إذا اشتدت ظلمته، وهو ليل مدلمس. قال شيخنا: وجزم ابن مالك في لامية الأفعال أن ميم ادلمس زائدة، وأصله: دلس، ووافقه شراحها.

د ل ه م س
الدلهمس، كسفرجل: الجريء الماضي على الليل. و هو من أسماء الأسد، قال أبو عبيد: سمي الأسد بذلك لقوته وجراءته. ولم يفصح عن صحيح اشتقاقه قال الشاعر:

وأسد في غيله دلهمس وقيل: هو الأسد الذي لا يهوله شيء ليلا ولا نهارا. والدلهمس: الأمر المغمض الغير المبين، عن ابن عباد. والدلهمس: من الليالي: الشديدة الظلمة، عن ابن عباد. قال الكميت:

إليك في الحندس الدلهمسة الطا    مس مثل الكواكب الثـقـب والدلهمس: الرجل الجلد الضخم الشجاع، لجراءته وقوته. وقال ابن فارس: هو منحوت من كلمتين، من: دلس، ومن: همس، فدلس: أتى في الظلام، وهمس: كأنه غمس نفسه فيه وفي كل ما يريده. يقال: أسد هموس. ومما يستدرك عليه: ظلمة دلهمسة، أي هائلة.

د م س
دمس الظلام يدمس، بالكسر، ويدمس، بالضم، دموسا، كقعود: اشتد. وليل دامس، إذا أظلم. وقيل: اشتد، وقد دمس يدمس ويدمس دمسا ودموسا. إذا اختلط ظلامه. وليل أدموس، بالضم: مظلم، ومنه سمى شيخ مشايخنا الإمام المحدث اللغوي أحمد بن عبد العزيز الهلالي كتابه: إضاءة الأدموس في شرح مصطلحات القاموس. ودمسه في الأرض يدمسه ويدمسه دمسا: دفنه وخبأه. زاد أبو زيد: حيا كان أو ميتا، وقال أبو عمرو: دمسه دمسا، إذا غطاه، كدمسه تدميسا. وقال أبو عمرو: دمس الموضع ودسم وسمد، إذا درس. وقال ابن عباد: دمس بينهم، إذا أصلح، كدسم. ودمس علي الخبر دمسا: كتمه البتة. ودمس المرأة دمسا: جامعها، كدسمها، عن كراع. ودمس الإهاب دمسا: غطاه ليمرط شعره، وهو دموس، كصبور، ج دمس، وكذلك إهاب غمول، والجمع: غمل، والوجهين روي قول الكميت يمدح مسلم بن هشام:

لقد طال ما يا آل مروان ألتمبلا دمس أمر العريب ولا غمل

صفحة : 3946

وفي صفة الدجال: كأنما خرج من ديماس. قال بعضهم: الديماس، بالفتح ويكسر، هو الكن، أراد أنه كان مخدرا لم ير شمسا ولا ريحا. وقيل: هو السرب المظلم. وقد جاء في الحديث مفسرا أنه الحمام، قال شيخنا: وزعم جماعة أنه بلغة الحبشة. وفي الروض الأنف: أنه من الدمس، وهو التغطية، وقالوا: ياؤه بدل عن الميم، وأصله، دماس، كما قالوا في دينار ونحوه. ج دياميس إن فتحت الدال، مثل شيطان وشياطين ودماميس إن كسرتها، مثل قيراط وقراريط، وسمي بذلك لظلمته. واندمس الرجل: دخل فيه، أي الديماس. والديماس: سجن للحجاج ابن يوسف الثقفي، سمي به لظلمته، على التشبيه. والدمس، بالفتح: الشخص، عن ابن عباد. وبالتحريك: ما غطي، كالدميس، كأمير. والداموس: القترة، كالناموس. والدماس ككتاب: كل ما غطاك من شيء وواراك. والدودمس، بالضم: حية، قاله أبو عمرو. وقال الليث: ضرب من الحيات محرنفشة الغلاصيم.

يقال: إنها تنفخ نفخا فتحرق ما أصابت. ج الدودمسات والدواميس. وروى أبو تراب لأبي مالك: المدمس، كمعظم، والمدنس، بمعنى واحد، وقد دمس ودنس. وتدمست المرأة بكذا بمعنى: تلطخت. والمدامسة: المواراة، وقد دامسه. ودوميس، بالضم: ناحية بأران، بين برذعة ودبيل. ومن المجاز: يقال: جاءنا بأمور دمس، بالضم، أي عظام، كأنه جمع دامس، مثل: بازل وبزل. ومما يستدرك عليه: أدمس الليل: مثل دمس. ذكره الزمخشري وصاحب اللسان. ودمس الخمر تدميسا: أغلق عليها دنها. وقال أبو مالك: المدمس، كمعظم: الذي عليه وضر العسل. وبه فسر قول الشاعر:

إذا ذقت فاها قلت علق مدمس     أريد به قيل فغودر في سأب وأنكر قول أبي زيد إنه المغطى. وأدمسه إدماسا: مثل دمسه تدميسا، نقله الصاغاني. ودمست يده، كفرح: تلطخت بقذر. وقال أبو زيد: يقال: أتاني حيث وارى دمس دمسا، وذلك حين يظلم أول الليل شيئا، ومثله: أتاني حين تقول: أخوك أم الذئب. والدماس، بالكسر: كساء يطرح على الزق. والديماس: القبر. ومنه قولهم: وقع في الديماس. نقله الزمخشري. والمدمس، كمعظم ومحدث: السجن. ودمسيس، بالفتح: قرية بمصر، من أعمال قويسنا، منها الشمس محمد بن علي بن محمد بن محمد ابن أحمد الدمسيسي، والد يحيى، وابن أخي الشهاب أحمد الدمسيسي. مات سنة 865.

ودمسوية، بكسر الدال والميم: قريتان بمصر، إحداهما في جزيرة بني نصر، والثانية بالبحيرة. ومحمد بن أحمد بن حبيب الشمسي الغانمي المقدسي، يعرف بابن دامس، سمع على أبي الخير العلائي، وغيره.

د م ح س
الدماحس، كعلابط، أهمله الجوهري. وقال ابن خالويه: هو الأسد. وقال الليث: الدمحس، واندمحسي، بالضم: الأسود من الرجال، كالدحمس. وقال ابن عباد: الدمحسي من الرجال: السمين الشديد مع غلظ وسواد. ومما يستدرك عليه: الدمحس والدماحس: الغليظ، عن الليث. وقال ابن دريد: الدماحس: السيئ الخلق. نقله الصاغاني. وصاحب اللسان.

د م ق س

صفحة : 3947

الدمقس، كهزبر: الإبريسم، أو القز. وقد سبق في قزز أن القز هو الإبريسم، وهنا غاير بينهما وجعله الجوهري نوعا منه. قاله شيخنا، أو الديباج، أو الكتان، قاله أبو عبيدة كالدمقاس والدقمس والمدقس مقلوب. قال امرؤ القيس:

وشحم كهداب الدمقس المفتل وثوب مدمقس: منسوج به. ودمقس: قرية بمصر من الغربية

د م ن س
الدمانس، كعلابط، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وأورده الصاغاني في دمس. وهو د، بمصر.

ودمانس: ة بتفليس، نقله الصاغاني.

د ن ح س
الدنحس، كجعفر، والحاء مهملة. أهمله الجوهري والصاغاني في التكملة، وأورده صاحب اللسان، ولكن ضبطه بالخاء المعجمة، وقال: هو الشديد اللحم الجسيم وعزاه الصاغاني في العباب إلى ابن فارس. والخاء معجمة عنده، وضبطه بعض الأصول اللحم ككتف.

د ن س
الدنس، محركة: الوسخ، يقال: دنس الثوب والعرض، كفرح، دنسا ودناسة، فهو دنس: اتسخ، وكذلك التدنس، واستعماله في العرض مجاز، وكذلك في الخلق. وقوم أدناس ومدانيس. قال جرير:

والتيم ألأم من يمشي وألأمهم    أولاد ذهل السود المدانيس ومن ذلك: دنس ثوبه وعرضه تدنيسا: فعل ما يشينه، وهو مجاز. ورجل دنس المروءة. ودنسه: سوء خلقه، وكذا رجل دنس الجيب والأدران، وهو يتصون من الأدناس والمدانس.

د ن ف س
الدنفاس، بالكسر، أهمله الجوهري. وهو كالدفناس زنة ومعنى، عن ابن الأعرابي، وهو الراعي الكسلان. وقال ابن دريد: الدفانس، كعلابط: السيئ الخلق، وعزاه في العباب إلى ابن الأعرابي. وقال غيره: الدنفس، بالكسر: الحمقاء، كالدفنس.

د ن ق س
الدنقسة: الإفساد بين القوم، رواه الأموي هكذا بالقاف والسين، وقال: المدنقس: المفسد، وكذلك رواه أبو عبيد، ورواه سلمة عن الفراء بالفاء والشين، وكذلك قاله شمر، وقال الأزهري: والصواب عندي القاف والشين، وهكذا رواه أبو بكر. وقال الليث: الدنقسة: تطأطؤ الرأس ذلا. و خفض البصر خضوعا، وأنشد:

إذا رآني من بعيد دنقسا وقال أبو عبيد - في باب العين -: الدنقسة: النظر بكسر العين، وقال شمر: إنما هو بالفاء والشين، كما سيأتي.

د ن ك س
دنكس، بالنون، أهمله الجوهري، وأورده الصاغاني في دكس إلا أنه بالتحتية بدل النون وأورده صاحب اللسان أيضا في دكس إلا أنه ضبطه بالنون كما للمصنف، وقال: دنكس الرجل في بيته، إذا اختفى ولم يبرز لحاجة القوم، وهو عيب عندهم. هكذا ذكروه، ومثله في العباب.

د و س
الدوس: الوطء بالرجل، كالدياس والدياسة، بكسرهما، وقد داسه برجله يدوسه دوسا ودياسا ودياسة: وطئه. ويقال: نزل العدو ببني فلان فجاسهم وحاسهم وداسهم، إذا قتلهم وتخلل ديارهم وعاث فيهم.

ومن المجاز: الدوس: الجماع بمبالغة، وقد داسها دوسا، إذا علاها وبالغ في وطئها، قال:

قامت تنادي عامرا فأشهدا      وكان قدما ناخيا جلنـددا
قداسها ليلته حتى اغتدى

صفحة : 3948

وقال ابن الأعرابي: الدوس: الذل، وقد داسه، إذا أذله. والدوس بن عدنان بن عبد الله، هكذا في سائر الأصول، وصوابه: عدثان، بالضم والثاء المثلثة، أبو قبيلة من الأزد. وقال ابن الجواني النسابة: هو دوس بن عدثان بن زهران بن كعب بن الحارث كعب بن عبد الله ابن الأزد. منهم أبو هريرة الدوسي الصحابي المشهور، رضى الله تعالى عنه، وقد اختلف في اسمه واسم أبيه على أكثر من ثلاثين قولا. وقد تقدم في ه ر ر.

ودوس، أيضا: قبيلة من قيس، وهم بنو قيس بن عدوان بن عمرو بن قيس عيلان. ومن المجاز: الدوس: صقل السيف ونحوه، وقد داسه، إذا صقله. والدوس، بالضم: الصقلة، عن ابن الأعرابي. والمدوس، كمنبر: المصقلة وهي خشبة يشد عليها مسن يدوس بها الصيقل السيف حتى يجلوه. والجمع: مداوس. ومنه قول الشاعر:

وكأنما هو مدوس متقلـب    في الكف إلا أنه هو أضلع وقال آخر:

وأبيض كالغدير ثوى علـيه    قيون بالمداوس نصف شهر والمدوس: ما يداس به الطعام، وفي اللسان: الكدس يجر عليه جرا، كالمدواس، كمحراب. والمداس، كسحاب: الذي يلبس في الرجل، قال شيخنا: وزنه بسحاب غير مناسب، لأن ميم المداس زائدة، وسين السحاب أصلية، فلو قال: كمقام، أو كمقال، لكان أولى، وحكى النووي أنه يقال: مداس، بكسر الميم أيضا، وهو ثقة، فإن صح فكأنه اعتبر فيه أنه آلة للدوس. انتهى. وسيأتي في و د س.

والمداسة: موضع دوس الطعام يقال: داس الطعام دياسا فانداس هو في المداسة. والدواس، ككتان: الأسد الذي يدوس الفرائس. والشجاع الذي يدوس أقرانه، وكل ماهر في صنعته، لدوس كل منهم من ينازله، وهو مجاز. دواسة الرجل، بالهاء: الأنف. والدواسة، بالضم، والدويسة، كسفينة، الجماعة من الناس: نقله الصاغاني. وقال ابن عباد: الديسة بالكسر: الغابة المتلبدة، وفي بعض النسخ: المتلبدة، ج ديس، كعنب، وديس، بكسر فسكون، والأصل: الدوسة، قلبت الواو ياء للكسرة. وفي حديث أم زرع: ودائس ومنق، الدائس: الأندر، قاله هشام، وقيل: هو الذي يدوس الطعام ويدقه ليخرج الحب منه. والمنقى: الغربال. وقولهم: أتتهم الخيل دوائس أي يتبع بعضها بعضا. ومما يستدرك عليه: الدوائس: هي البقر العوامل في الدوس. وطريق مدوس ومدوس، كثير الطروق. وداس الناس الحب وأداسوه: درسوه، عن أبي حنيفة، رحمه الله، وهو الدياس، بلغة الشأم. وقال أبو زيد: يقال: فلان ديس من الديسة: أي شجاع شديد يدوس كل من نازله. وأصله: دوس. على فعل. والدوس: الخديعة والحيلة. ومنه قولهم: قد أخذنا في الدوس. قاله أبو بكر. وقال الأصمعي: هو تسوية الخديعة وترتيبها، مأخوذ من دياس السيف: وهو صقله وجلاؤه. وأبو بكر محمد بن بكر بن عبد الرزاق بن داسة البصري الداسي، راوية سنن أبي داوود. ودوس بن عمرو التغلبي، قاتل علباء بن الحارث الكندي. وأبو دوس عثمان بن عبيد اليحصبي، شيخ لعفير بن معدان.

د ه س

صفحة : 3949

الدهس، بالفتح: النبت لم يغلب عليه لون الخضرة، عن ابن عباد. والدهس: المكان السهل اللين ليس برمل ولا تراب ولا طين، ينبت شجرا، وتغيب فيه القوائم. وقيل: الدهس: الأرض التي يثقل فيها المشي، وقيل: هي التي لا يغلب عليها لون الأرض، ولا لون النبات، وذلك في أول النبات. والجمع: أدهاس. والدهس كالدهاس، كسحاب، مثل اللبث واللباث: المكان السهل اللين، ثم إن الدهاس بالفتح، هو الذي اقتصر عليه أكثر الأئمة، وأنشدوا قول ذي الرمة:

جاءت من البيض زعرا لا لباس لها إلا الدهاس وأم برة وأب إلا ما حكاه النووي في التحرير، أنه يقال فيه بالكسر أيضا، بمعنى المفتوح. وقال جماعة: إن الدهاس، بالكسر: جمع دهس، بالفتح، وهو قياس فيه. نقله شيخنا. قلت: وقد صرح غير واحد أن الدهس، بالفتح، إنما يقال في جمعه: أدهاس، كما سبق. وأدهسوا: سلكوه وساروا فيه، كما يقال: أوعثوا: ساروا في الوعث، عن ابن دريد. ورمل أدهس: بين الدهس، قال العجاج:

أمسى من القابلتين سدسـا     مواصلا قفا ورملا أدهسا ورمال دهس: سهلة لينة. والدهسة بالضم، معطوف على ما قبله، أي بيي الدهس والدهسة. قال ابن سيده: هو لون يعلوه أدنى سواد، يكون في الرمال والمعز. والدهاسة، بالفتح: سهولة الخلق، وهو دهاس، ككتان، سهل الخلق دمثه. وامرأة دهساء ودهاس، كسحاب: عظيمة العجز، الأولى عن ابن عباد، نقله الصاغاني في العباب، ويجوز أن يكون: امرأة دهاس، مجازا على التشبيه. وعنز دهساء، كالصدآء، وهي السوداء المشربة حمرة إلا أنه أقل منها حمرة، قاله أبو زيد. وأنشد الزجاج يصف المعزى:

وجاءت خلعة دهس صفايا     يصور عنوقها أحوى زنيم وسيأتي. والدهوس كصبور: الأسد ويقال: ادهاست الأرض ادهيساسا: صارت دهساء اللون، أي كلون الرمال وألوان المعزى. وقال الصاغاني: ادهاس النبت، إذا صار أدهس اللون، وكذا ادهاست الأرض.

د ه ر س
الدهرس، كجعفر: الداهية، ج، دهارس، أنشد يعقوب:

معي ابنا صريم جازعان كلاهما     وعرزة لولاه لقينا الدهارسـا ويجمع أيضا على الدهاريس.
قال المخبل:

فإن أبل لاقيت الدهاريس منهمافقد أفنيا النعمان قبل وتبعا قال ابن سيده: واحدها دهرس ودهرس، فلا أدري لم ثبتت الياء في الدهاريس? ونقل ابن الأعرابي الدراهيس، أيضا. والدهرس: الخفة والنشاط، قال أبو عمرو: يقال: ناقة ذات دهرس، أي ذات خفة ونشاط، وأنشد:

ذات أزابي وذات دهر

س د ه م س
الدهمسة، أهمله الجوهري. وقال الفراء: هو السرار، كالرهمسة، عن ابن عباد. والدهمسة: المساورة والبطش. وفي التهذيب: قال أبو تراب: سمعت شبانة يقول: هذا: أمر مدهمس ومدغمس، ومنهمس، أي مستور، وقد تقدم.

د ي س

صفحة : 3950

الديس، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني في آخر مادة دوس الديس: الثدي، عراقية لا عربية. قلت: فإذا كانت ليست بعربية فما فائدة استدراكها على الجوهري الذي شرط في كتابه ألا يأتي فيه إلا بما صح عنده، وكأنه قلد الصاغاني فيما أورده. فتأمل. وديسان، بالكسرة: بهراة نقله الصاغاني أيضا. قلت: وذكره الزمخشري أيضا في المشتبه، ونسب إليها رجلا من المتأخرين ممن حدث. ومما يستدرك عليه: ديسوه، بالكسر، قريتان بمصر إحداهما بالغربية، والثانية في حوف رمسيس.