الباب الثاني عشر: باب السين المهملة - الفصل التاسع: فصل الراء مع السين

فصل الراء مع السين

ر أ س
الرأس: م، أي معروف، وأجمعوا على أنه مذكر. والرأس: أعلى كل شيء. ومن المجاز: الرأس: سيد القوم كالريس، ككيس. والرئيس، كأمير. قال الكميت يمدح محمد ابن سليمان الهاشمي:

تلقى الأمان على حياض محمد     ثولاء مخرفة وذئب أطلـس

لا ذي تخاف ولا لهذا جـرأة     تهدى الرعية ما استقام الريس والثولاء: النعجة. والمخرفة. التي لها خروف يتبعها، ضرب ذلك مثلا لعدله وإنصافه، حتى إنه ليشرب الذئب والشاة من ماء واحد، ج، أرؤس، في القلة، وآراس، على القلب، ورؤوس، في الكثرة، ولم يقلبوا هذه، ورؤس، وهذه على الحذف. قال امرؤ القيس:

فيوما إلى أهلي ويوما إليكمويوما أحط الخيل من رؤس أجبال وأما الرئيس، فيجمع على الرؤساء. والعامة تقول: الريساء. والرأس: القوم إذا كثروا وعزوا، نقله الأصمعي. قال عمرو بن كلثوم:

برأس من بني جشم بن بكر     ندق به السهولة والحزونا

صفحة : 3951

وهو مجاز. قال الجوهري: وأنا أرى أنه أراد الرئيس؛ لأنه قال: ندق به ولم يقل: بهم.

ويقال: رأس مرأس، كمقعد. كذا هو مضبوط، وصوابه بالكسر، أي مصك للرؤوس. وقال العجاج:

وعنقا عردا ورأسا مرأسا
مضبر اللحيين نسرا منهسا
عضبا إذا دماغه ترهسا

وفي الجمع: رؤوس مرائيس. ورؤوس رؤس، كركع. وبيت رأس: ع، بالشام من قرى حلب ينسب إليه الخمر قال حسان: كأن سبيئة من بيت رأس يكون مزاجها عسل وماء ونقل شيخنا أنها قرية بين غزة والرملة، ويقال: إن بها مولد الإمام الشافعي، رضي الله تعالى عنه، قاله الفناري في حواشي المطول. قلت: وقال الصاغاني: هي كورة بالأردن، وهي المرادة من قول حسان. ورأس عين: مدينة بالجزيرة، ويقال فيها: رأس العين، ولها يوم، وأنشد أبو عبيدة لسحيم بن وثيل الرياحي:

وهم قتلوا عميد بـنـي فـراس     برأس العين في الحجج الخوالي وفي الصحاح: قدم فلان من رأس عين، وهو موضع، والعامة تقول: من رأس العين: قال ابن بري: جاء فلان من رأس عين، إذا كانت عينا من العيون نكرة، فأما رأس عين هذه التي في الجزيرة، فلا يقال فيها رأس العين. ورأس الأكحل: قرية باليمن من نواحي ذمار. ورأس الإنسان: جبل بمكة بين أجياد الصغير، وأبي قبيس. ورأس ضأن: جبل لدوس. ورأس الحمار: د، قرب حضرموت. ورأس الكلب: ة بقومس. وقيل: ثنية بها. ويقال: إنها قارات الكلب. ورأس الكلب: ثنية باليمامة. ورأس كيفى، بكسر الكاف: ع. بالجزيرة من ديار مضر، وهو المشهور بحصن كيفى، أو غيره، فلينظر. وقولهم: رمي فلان منه في الرأس، أي أعرض عنه ولم يرفع به رأسا واستثقله. تقول: رميت منك في الرأس، على ما لم يسم فاعله، أي ساء رأيك في حتى لا تقدر أن تنظر إلي. وذو الرأس: لقب جرير بن عطية بن الخطفي، واسمه حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة، قيل له ذلك لجمة كانت له، وكان يقال له في حداثته: ذو اللمم. وذو الرأسين لقب خشين بن لأي بن عصيم. وذو الرأسين أيضا: أمية بن جشم بن كنانة بن عمرو بن قين بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان. ومن المجاز: رأس المال: أصله. ويقال: أقرضني عشرة برؤوسها، أي قرضا لا ربح فيه إلا رأس المال.

ومن المجاز: الأعضاء الرئيسة، وهي أربعة عند الأطباء: القلب والدماغ والكبد، فهذه الثلاثة رئيسة من حيث الشخص، على معنى أن وجوده بدونها أو بدون واحد منها لا يمكن. والرابع الأنثيان، وكونه رئيسا من حيث النوع، على معنى أنه إذا فات فات النوع. ومن قال: إن الأعضاء الرئيسة هي الأنف واللسان والذكر، فقد سها.

قال الصاغاني: وشاة رئيس، كأمير: أصيب رأسها. من غنم رآسى، بوزن رعاسى، مثل: حباجى ورماثى. والرئيس، وفي التبصير، والتكملة: رئيس بن سعيد بن كثير بن عفير المصري، محدث شاعر، وهو أخو عبيد الله. والرئيس، كسكيت: الكثير الترؤس، أي التأمر. والمرآس، كمحراب: الفرس الذي يعض رؤوس الخيل إذا صارت معه في المجاراة، قال رؤبة:

صفحة : 3952

لو لم يبـرزه جـواد مـرآس     لسقطت بالماضغين الأضراس أو المرآس الذي يرأس أي يكون رئيسا لها في تقدمه وسبقه. ورأسه يرأسه رأسا، كمنع: أصاب رأسه فهو مرؤس ورئيس. والرآس، كشداد: بائع الرؤوس. والرواسي، بالواو وياء النسبة، لحن، وفي اللسان: من لغة العامة. منه أبو الفتيان عمر بن الحسن بن عبد الكريم الدهستاني الحافظ الرآسي نسب إلى بيع الرؤوس. وقع لي حديثه عاليا في الأربعين البلدانية للحافظ أبي طاهر السلفي وخرجته أيضا في بذل المجهود بتخريج حديث: شيبتني هود مات سنة 530. والمرأس، كمعظم ومصباح وصبور، من الإبل: الذي لم يبق له طرق، بالكسر، إلا في رأسه، عن الفراء، حكاه عنه أبو عبيد. وفي نصه: المرائس، كمقاتل. وقد صحفه المصنف. وليس عنده المرآس، كمصباح. والمرئس، كمحدث: الأسد.

والروائس: أعالي الأودية، الواحدة: رأئس. وبه فسر قول ذي الرمة على الأصح:

خناطيل يستقرين كل قرارة ومرت نفت عنها الغثاء الروائس وهي أيضا المتقدمة من السحاب، كالمرائس. يقال: سحابة رائسة. وبه فسر بعض قول ذي الرمة السابق. والرائس: جبل في بحر الشام. وبه فسر قول أمية بن أبي عائذ الهذلي:

وفي معرك الآل خلت الصوى     عروكا على رائس يقسمونـا ورائس: بئر لبني فزارة. والرائس: الوالي. والمرؤوس: الرعية. وقال الفراء: المرؤوس: الذي شهوته في رأسه لا غير، نقله الصاغاني. والمرؤوس: الأرأس، أي العظيم الرأس. ورئاس السيف، بالكسر: مقبضه أو قبيعته، قال الصاغاني: وهذه أصح. قال ابن مقبل:

ثم اضطغنت سلاحي عند مغرضها     ومرفق كرئاس السيف إذ شسفا هكذا أنشده ابن بري، وقال شمر: لم أسمع: رئاسا إلا هنا. قال ابن سيده: ووجدناه في المصنف: كرياس السيف غير مهموز. قال: فلا أدري هل هو تخفيف أم الكلمة من الياء. ومن المجاز: الرأس من الأمر: أوله، وتقول لمن يحدثك: أعد علي كلامك من رأس، ومن الرأس، وهي أقل اللغتين، وأنكرها بعضهم، وقال: لا تقل: من الرأس. قال: والعامة تقوله. قاله شيخنا، وبه فسر حديث: لم يبعث نبي إلا على رأس أربعين عاما. ونعجة رأساء: سوداء الرأس والوجه وسائرها أبيض. قاله الجوهري. وقال غيره: شاة رأساء: مسودة الرأس. وقال أبو عبيد: إذا اسود رأس الشاة فهي رأساء، فإن أبيض رأسها من بين جسدها فهي رخماء ومخمرة. وبنو رؤاس، بالضم: حي من عامر بن صعصعة. وهو رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. منهم أبو دواد يزيد بن معاوية بن عمرو بن قيس بن عبيد بن رؤأس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. قاله الأزهري.

قلت: ورؤاس اسمه الحارث وعقبه من ثلاثة: بجاد وبجيد وعبيد، أولاد رؤاس لصلبه.

ومن ولد رؤاس: وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن الفرس الفقيه.

صفحة : 3953

ومنهم حميد بن عبد الرحمن ابن حميد، الرؤاسيون. محدثون. قال الأزهري: وكان أبو عمر الزاهد يقول في أبي جعفر الرؤاسي أحد القراء والمحدثين: إنه الرواسي، بفتح الراء وبالواو من غير همز، منسوب إلى رواس: قبيلة من سليم، وكان ينكر أن يقال: الرؤاسي، بالهمز، كما يقوله المحدثون وغيرهم. قلت: ويعني بأبي جعفر هذا محمد بن أبي سارة الرواسي. ذكر ثعلب أنه أول من وضع نحو الكوفيين. وله تصانيف، وقد تقدم ذكره في المقدمة. والرؤاسي أيضا: العظيم الرأس، وممن نسب إلى ذلك مسعر ابن كدام الفقيه وغيره، ومنهم من يقوله بتشديد الواو، من غير همز، وهو غلظ. ويقال: رأسته ترئيسا، إذا جعلته رئيسا على القوم. وارتأس هو: صار رئيسا، كترأس، مثل تأمر. وفي نوادر الأعراب: ارتأس زيدا، إذا شغله. وأصله أخذ بالرقبة وخفضها إلى الأرض، ومثله: اكتأسه وارتكسه واعتكسه، كل ذلك بمعنى واحد.

والمرائس، كمقاتل: المتخلف عن القوم في القتال، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: رئس الرجل، كعني، شكا رأسه، فهو مرؤوس. والرئيس: الذي قد شج رأسه، ومنه قول لبيد:

كأن سحيله شكوى رئيس    يحاذر من سرابا واغتيال والمرؤوس: من أصابه البرسام. قاله الأزهري. وأصاب رأسه: قبله، وهو كناية. وارتأس الشيء: ركب رأسه. وفحل أرأس، وهو الضخم الرأس، كالرؤاس والرؤاسي، وقيل: شاة أرأس، ولا تقل: رؤاسي، عن ابن السكيت. والرائس: رأس الوادي. وكل مشرف: رائس. ورأس السيل الغثاء: جمعه وسيأتي للمصنف في ر و س.

صفحة : 3954

وهم رأس عظيم، أي جيش على حياله لا يحتاجون إلى إحلاب. ورأس القوم يرأسهم رآسة: فضلهم. ورأس عليهم. قاله الأزهري. وروسوه على أنفسهم، قال: وهكذا رأيته في كتاب الليث، والقياس: رأسوه. وقال ابن الأعرابي: رأس الرجل رآسة، إذا زاحم عليها وأرادها. قال: وكان يقال: الرآسة تنزل من السماء فيعصب بها رأس من لا يطلبها. وفي الحديث: رأس الكفر من قبل المشرق، وهو مجاز، يكون إشارة إلى الدجال أو غيره من رؤساء الضلال الخارجين بالمشرق. ورئيس الكلاب ورائسها: كبيرها الذي لا تتقدمه في القنص، وهو مجاز. وكلبة رؤوس، كصبور: تساور رأس الصيد. ويقال: أعطني رأسا من الثوم، وسنا منه، وهو مجاز. ويقال: كم في رأسك من سن? وهو مجاز. والضب ربما رأس الأفعى وربما ذنبها، وذلك أن الأفعى تأتي جحر الضب فتحرشه، فيخرج أحيانا برأسه مستقبلها، فيقال: خرج مرئسا، وربما احترشه الرجل فيجعل عودا في فم جحره فيحسبه أفعى فيخرج مرئسا أو مذنبا. وقال ابن سيده: خرج الضب مرائسا: استبق برأسه من جحره. وربما ذنب. ويقال: ولدت ولدها على رأس واحد، عن ابن الأعرابي، أي بعضهم في إثر بعض، وكذلك: ولدت ثلاثة أولاد رأسا على رأس، أي واحدا في إثر آخر. ويقال: أنت على رأس أمرك ورئاسه أي على شرف منه. قال الجوهري، قولهم: أنت على رئاس أمرك: أي أوله. والعامة تقول: على رأس أمرك. وعندي رأس من الغنم، وعدة من أرؤس، وهو مجاز، وكذا: رأس الدين الخشية. وأهل مكة يسمون يوم القر يوم الرؤوس؛ لأكلهم فيه رؤوس الأضاحي. ورأس الشيء: طرفه، وقيل: آخره، نقله شيخنا.

والرأس: من أسماء مكة المشرفة، وتسمى رأس القرى. وقال ابن قتيبة في المشكل: رؤوس الشياطين: جبل بالحجاز متشعب شنع الخلقة. واستدرك الصاغاني هنا: رأسك، من مدن مكران. وحقه أن يذكر في الكاف. والرئيس: أبو علي بن سيناء، مشهور. وجعفر بن محمد بن الفضل الرأسي من رأس العين، عن أبي نعيم، وعنه أبو يعلى الموصلي. والصدر محمد بن محمد بن علي بن محمد الرؤاسي الأسدي الإسفرايني الشافعي، ولد بشقان من بلاد خراسان، لقيه البقاعي بمكة.

ر ب س
ربسه بيده ربسا: ضربه بها. ويقال: الربس: الضرب باليدين جميعا، قاله ابن دريد. وربس القربة: ملأها. وداهية ربساء: شديدة. وربسى، كسكري: فرس كان لبني العنبر، قال المرار العنبري:

ورثت عن رب الكميت منصبا
ورثت ربسي وورثت دوأبـا
رباط صدق لم يكن مؤتشـبـا

صفحة : 3955

والربيس، كأمير: الشجاع من الرجال. والربيس: العنقود، والكيس، كذا في النسخ، ومثله في العباب، وصوابه: والكبش المكتنزان، يقال: ارتبس العنقود؛ إذا اكتنز، وذلك إذا تضام حبه وتداخل في بعض، وكبش ربيس وربيز، أي مكتنز أعجر. والربيس: المضروب باليدين. والربيس: المصاب بمال أو غيره، عن ابن دريد. و الربيس: الداهية من الرجال، كالربس، بالفتح، كما يقتضيه سياقه، وضبطه الصاغاني بالكسر، في التكملة، وبالوجهين في العباب. يقال: رجل ربيس، أي جلد منكر داه، قال:

ومثلي لز بالحمس الربيس والربيس: الكثير من المال وغيره، عن ابن الأعرابي، كالربس، بالكسر، يقال: جاء بمال ربيس وربس، أي كثير. وأم الربيس، كزبير: الأفعى، عن ابن عباد، ويكنى بها عن الداهية. وأبو الربيس: عباد بن طهمة، هكذا بالميم في التكملة، وتبعه المصنف، وذكر الحافظ أنه طهفة الثعلبي شاعر من بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان. هكذا قاله الصاغاني، وفي اللسان: وأبو الربيس التغلبي، من شعراء تغلب. وهو تصحيف، والصواب مع الصاغاني. وهو عباد بن طهفة بن عياض، من بني رزام بن مازن بن ثعلبة بن سعد، كما ذكره ابن الكلبي وغيره. وكجعفر: الربأس بن عامر الطائي. صحابي والصواب: أنه ربتس، المثناة الفوقية، كما حققه الحافظ، وغيره، وسيأتي للمصنف قريبا. وأما ما ذكره هنا فهو تصحيف. وكسكيت: ربيس السامرة: كبيرهم خذلهم الله تعالى. والربسة من النساء كخجلة: المرأة القبيحة الوسخة، عن ابن عباد، نقله الصاغاني. والريباس، بالكسر: نبت له عساليج غضة إلى لخضرة، عراض الورق، طعمها حامض، مع قبض، ينبت في الجبال ذوات الثلوج، والبلاد الباردة من غير زرع، بارد يابس في الثانية، وله، منافع جمة، ينفع الحصبة والجدري ويقطع العطش والإسهال الصفراوي، ويزيل الغثيان والتهوع، وفيه تقوية للقلب، وذكر أنها تنفع من الطاعون، كذا في سرور النفس، لابن قاضي بعلبك، وربه يقوي المعدة والهضم وينفع من القيء الشديد والحمى، ويسكن البلغم، كذا في المنهاج. وعصارته تحد النظر وفي بعض النسخ: البصر كحلا مفردا ومجموعا مع الإثمد. والارتباس: الاختلاط والإكثار من، هكذا في النسخ، وصوابه: الاكتناز في اللحم وغيره، كما في الأصول المصححة. وقال الأرموي: اربس: الرجل اربساسا، إذا ذهب في الأرض، وقال ابن الأعرابي: إذا عدا فيها. واربس أمرهم اربساسا، أي ضعف حتى تفرقوا، لغة في اربث. والاربساس أيضا، هكذا في سائر النسخ، والصواب: الإرباس، من باب الإفعال: المراغمة، قاله ابن الأثير، وبه فسر الحديث: أن رجلا جاء إلى قريش ، إلى آخره، وفيه: فجعل المشركون يربسون به العباس أي يسمعونه ما يسخطه ويغيظه، أو يعيبونه بما يسوءه، أو غير ذلك، وقد تقدم ذكره في أ ب س. والاربساس: التصرف، نقله الصاغاني في العباب. والاربساس: الاستئخار، يقال: اربس أمرهم، إذا استأخر. قال الصاغاني: التركيب يدل على الضرب باليدين، وقد شذ عن هذا التركيب: الاربساس، والريباس.

صفحة : 3956

ومما يستدرك عليه: مال ربس، أي كثير، عن ابن ابن الأعرابي. وأمر ربس: منكر. وجاء بأمور ربس، يعني الدواهي، كدبس بالراء والدال. وتربس: طلب طلبا حثيثا. وتربست فلانا: طلبته، وأنشد:

تربست في تطلاب أرض ابن مالكفأعجزني والمرء غير أصيل وقال ابن السكيت: يقال: جاء فلان يتربس، أي يمشي مشيا خفيا. وأربس: قرية من أعمال تونس، منها أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن عمر بن عثمان الأربسي المالكي قاضي الركب، سمع الحديث بتونس والحرمين ومصر.

ر ب ت س
ربتس، كجعفر، ابن عامر بن حصن بن خرشة بن حية الطائي صحابي وفد، وكتب له النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أهمله الجوهري، وذكره الصاغاني وغيره من الأئمة، وهو الصواب، وأما ذكر المصنف إياه في ربس فوهم وتصحيف.

ر ج س
رجست السماء ترجس رجسا، إذا رعدت شديدا وتمخضت، كارتجست. وفي الأساس: قصفت بالرعد. ورجس البعير: هدر وقيل: الرجس: الصوت الشديد في الهدير.

ورجس فلان رجسا: قدر الماء أي ماء البئر، بالمرجاس، كأرجس إرجاسا. وسحاب راجس ورجاس، ككتان، ومرتجس: شديد الصوت، وكذلك الرعد، تقول: عفت الديار الغمائم الرواجس، والرياح الروامس. وبعير رجوس، كصبور، ومرجس، كمنبر، ورجاس، ككتان: شديد الهدير. وناقة رجساء الحنين: متتابعته، حكاه ابن الأعرابي وأنشد:

يتبعن رجساء الحنين بيهسا
ترى بأعلى فخذيهأ عبسا
مثل خلوق الفارسي أعرسا

والرجاس كشداد: البحر، سمي به لصوت موجه، أو لارتجاسه واضطرابه، كما سمي رجافا، لارتجافه. ويقال: هم في مرجوسة من أمرهم، وفي مرجوساء، أي في اختلاط والتباس ودوران. والمرجاس، بالكسر: حجر يشد في طرف حبل ثم يدلى في البئر فتمخض الحمأة حتى تثور ثم يستقى ذلك الماء فتنقى البئر، كذا في الصحاح، ومنه قول الشاعر:

إذا رأوا كـريهة يرمـون بــي     رميك بالمرجاس في قعر الطوي أو هو حجر يرمى فيها ليعلم بصوته عمقها وقدر قعرها، أو ليعلم أفيها ماء أم لا، نقله ابن الأعرابي. قال ابن سيده: والمعروف المرداس. والراجس: من يرمي به، كالمرجس:

صفحة : 3957

والرجس، بالكسر: القذر، أو الشيء القذر، ويحرك، وتفتح الراء وتكسر الجيم، يقال: رجس نجس ورجس نجس، قال ابن دريد: وأحسبهم قالوا: رجس نجس، وقال الفراء: إذا بدءوا بالرجس ثم أتبعوه النجس كسروا النون، وإذا بدءوا بالنجس، ولم يذكروا معه الرجس فتحوا الجيم والنون. وقال ابن الكلبي في قوله تعالى: فإنه رجس أو فسقا وكذا في قوله تعالى: رجس من عمل الشيطان قال: الرجس: المأثم. وقال الزجاج: الرجس: كل ما استقذر من العمل، بالغ الله تعالى في ذم هذه الأشياء فسماها رجسا. والرجس: العذاب. والعمل المؤدي إلى العذاب، وفي التهذيب: وأما الرجز: فالعذاب، والعمل الذي يؤدي إلى العذاب، والرجس: العذاب، كالرجز، قلبت الزاي سينا، كما قيل: الأسد والأزد. وجعله الزمخشري مجازا، وقال: لأنه جزاء ما استعير له اسم الرجس. وقال أبو جعفر في قوله تعالى: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أي الشك.

وقال الفراء في قوله تعالى: ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون إنه العقاب والغضب، وهو مضارع لقوله الرجز قال: ولعلهما لغتان. ورجس كفرح وكرم، رجسا ورجاسة ككرامة: عمل عملا قبيحا. والرجس، بالفتح: شدة الصوت، فكأن الرجس العمل الذي يقبح ذكره، ويرتفع في القبح. وفي التكملة: رجسه عن الأمر، يرجسه، بالضم، ويرجسه، بالكسر. رجسا عاقه وعزاه في العباب إلى ابن عباد. والنرجس، بفتح النون وكسرها، الأخير نقله الصاغاني عن أبي عمرو: من الرياحين م، أي معروف، وهو معرب: نركس. نافع شمه للزكام والصداع الباردين، ومن غريب خواصه أن أصله منقوعا في الحليب ليلتين يطلى به ذكر العنين العاجز عن الجماع فيقيمه ويفعل فعلا عجيبا، وله شروط ليس هذا محل ذكرها. في اللسان: والنون زائدة، لأنه ليس في كلامهم فعلل، وفي الكلام: نفعل، قاله أبو علي، ويقال: النرجس، فإن سميت رجلا بنرجس، لم تصرفه، لأنه نفعل، كنجلس، وليس برباعي، لأنه ليس في الكلام فعلل، وفيه فعلل مثل جعفر، فإن سميته بنرجس، صرفته؛ لأنه على وزن فعلل، فهو رباعي كهجرس. وارتجس البناء: رجف واضطرب وتحرك حركة يسمع لها صوت، ومنه: ارتجاس إيوان كسرى ليلة ولادته، صلى الله عليه وسلم. وارتجست السماء: رعدت وتمخضت للمطر، ولا يخفى أنه لو قال في أول المادة: أو تمخضت، كارتجست، لأصاب وسلم من تفريق معنى واحد في محلين. ومما يستدرك عليه: رجس الشيء يرجس رجاسة، من حد كرم، أي قذر وإنه لرجس مرجوس، ورجل مرجوس. وقد يعبر به عن الحرام واللعنة والكفر. وقال مجاهد: الرجس: ما لا خير فيه، وبه فسر قوله تعالى: كذلك يجعل الله الرجس . وعن ابن الأعرابي: مر بنا جماعة رجسون ونجسون، أي كفار. والرجس: الحركة الخفيفة. ومنه الحديث: إذا كان أحدكم في الصلاة فوجد رجسا أو رجزا فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا . ورجس الشيطان: وسوسته. والرجس، والرجسة، والرجسان والارتجاس: صوت الشيء المختلط العظيم، كالجيش والسيل والرعد. وهذا راجس حسن، أي راعد حسن، نقله الجوهري، عن ابن الأعرابي.

ر ح م س

صفحة : 3958

الرحامس، بالضم، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال أبو عمرو: هو الجريء الشجاع كالرماحس والحمارس. نقله الصاغاني، وسيأتي في رمحس.

ر خ س
أرخس السعر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال ابن عباد: هو لغة في أرخصه، بالصاد. وعتبة بن سعيد بن رخس، بالفتح: محدث شامي، نقله الحافظ والصاغاني. ومما يستدرك عليه: أرخس، بضمتين، ويقال: رخس: قرية بسمرقند بينهما أربعة فراسخ. منها العباس بن عبد الله الرخسي.
ر د س
ردس القوم يردسهم ردسا: رماهم بحجر، وكذلك ندسهم قال الشاعر:

إذا أخوك لواك الحق معترضا     فاردس أخاك بعبء مثل عتاب وردس الحائط والأرض والمدر ردسا: دكه بشيء صلب عريض، يقال له: المردس، والمرداس، كمنبر ومحراب. قاله الخليل، وخص بعضهم بهما الحجر الذي يرمى به في البئر ليعلم أفيها ماء أم لا. وقال الراجز:

قذفك بالمرداس في قعر الطوى وبه يسمى الرجل. وقد أشار المصنف بهذا في رجس. وقيل: ردس يردس ردسا: بأي شيء كان. وردس الحجر بالحجر يردسه بالضم، ويردسه، بالكسر، ردسا: كسره به، عن ابن دريد. وقال أبو عمرو: المرداس: الرأس، لأنه يردس به، أي يرد به ويدفع، وأنشد للطرماح:

تشق مغمضات الليل عنهـا     إذا طرقت بمرداس رعون يقال: ردس برأسه، إذا دفع به. والرعون: المتحرك. وردس بالشيء: ذهب به، ويقال: ما أدري أين ردس، أي أين ذهب. ومن بني الحارث بن بهثة بن سليم: عباس بن مرداس بن أبي عامر بن جارية السلمي وإخوته: هبيرة، وجزء، ومعاوية، وعمرو، بنو مرداس، وأمهم جميعا غير العباس وحده: خنساء بنت عمرو الشاعرة. وكان مرداس صديقا لحرب ابن أمية، فقتلهما الجن معا. وقيل: إن ثلاثة ذهبوا على وجوههم فهاموا، فلم يسمع لهم بأثر: مرداس، وطالب بن أبي طالب، وسنان بن حارثة المري. والعباس صحابي شاعر شجاع سخي، وكنيته أبو الهيثم، وقيل: أبو الفضل، أسلم قبيل الفتح. وفي اللسان: وأما قول العباس بن مرداس السلمي:

وما كان حصن ولا حابـس     يفوقان مرداس في المجمع فكان الأخفش يجعله من ضرورة الشعر، وأنكره المبرد، ولم يجوز في ضرورة الشعر ترك صرف ما ينصرف. وقال: الرواية الصحيحة: يفوقان شيخي في مجمع ورجل رديس، كسكيت، وردوس، مثل صبور: دفوع، وقال ابن الأعرابي: ردوس، أي نطوح مرجم. والمرادسة: المراياة، هكذا في سائر النسخ بالتحتية، وهكذا في العباب، ويمكن أن يكون: المراماة، بالميم. يقال: رادست القوم مرادسة، إذا راميتهم بالحجر.

وتردس من مكانه،: أي تردى، عن ابن عباد نقله، الصاغاني. وجزيرة رودس، بضم الراء وكسر الدال: ببحر الروم حيال الإسكندرية وهي التي يذكرها بعد، وإهمال الدال هو المشهور. ومما يستدرك عليه: قول ردس، كأنه يرمي به خصمه، عن ابن الأعرابي، وأنشد للعجير السلولي:

بقول وراء الباب ردس كأنه ردى الصخر فالمقلوبة الصيد تسمع

صفحة : 3959

والردس: الضرب، قاله شمر. وردسه ردسا، كدرسه درسا: ذلله. ومرداس بن عمرو الفدكي، ويقال فيه: بن نهيك. ومرداس ابن عروة، ومرداس بن عقفان بن سعيم، ومرداس بن قيس الدوسي، ومرداس بن مالك الأسلمي ومرداس بن مالك الغنوي. ومرداس بن عقفان العنبري. ومرداس بن مرداس ومرداس نب مويلك: صحابيون.

ر ذ س
روذس، بضم الراء وكسر الذال المعجمة، أهمله الجوهري، وأورده صاحب اللسان بعد روس وهي جزيرة للروم تجاه الإسكندرية، على ليلتين منها، غزاها معاوية رضي الله تعالى عنه في خلافته. وكأن المصنف رحمه الله تعالى قلد الصاغاني في ذكرها هيا، ولها ذكر في الحديث. وضبطه بعضهم بالفتح وإعجام الشين. وإذا كانت الكلمة رومية فالصواب أن تذكر بعد تركيب روس، كما فعله صاحب اللسان. والمصنف ذكرها في موضعين، وهو إطالة من غير فائدة، مع قصور في ضبطه.

ر س س
الرس: ابتداء الشيء، ومنه رس الحمى، ورسيسها، عن أبي عبيد، وهو بدؤها، وأول مسها، وذلك إذا تمطى المحموم من أجلها وفتر جسمه وتخثر، قال الأصمعي: أول ما يجد الإنسان مس الحمى قبل أن تأخده وتظهر، فذلك الرس، والرسيس أيضا.

وقال الفراء: أخذته الحمى برس، إذا ثبتت في عظامه. والرس: البئر المطوية بالحجارة، وقيل: هي القديمة، سواء طويت أم لا، ومنه في الأساس: وقع في الرس، أي بئر لم تطو، والجمع: رساس. قال النابغة الجعدي:

تنابلة يحفرون الرساسا

صفحة : 3960

والرس: بئر لثمود، وفي الصحاح: كانت لبقية من ثمود، ومنه قوله تعالى: وأصحاب الرس وقال الزجاج: يروى أن الرس: ديار لطائفة من ثمود، قال: ويروى أن الرس قرية باليمامة يقال لها: فلج. ويروى انهم كذبوا نبيهم ورسوه في بئر، أي دسوه فيها حتى مات. والرس: الإصلاح بين الناس، والافساد أيضا، وقد رسست بينهم، وهو ضد، قال ابن فارس: وأي ذلك كان فإنه إثبات عداوة أو مودة. والرس: واد بأذربيجان، يقال: كان عليه ألف مدينة. والرس: الحفر، وقد رسست، أي حفرت بئرا. والرس: الدس، وقد دسه في رس، أي دسه في بئر. ومنه سمي دفن الميت في القبر: رسا، وقد رس الميت، أي قبره. والرس في القوافي: حركة الحرف الذي بعد ألف التأسيس، نحو حركة عين فاعل في القافية، كيفما تحركت حركتها جازت، وكان رسا للألف، قاله الليث، أو الرس: حذف الحرف الذي قبله، أو هو فتحة الحرف الذي قبل حرف التأسيس، وقد ذكرها الخليل والأخفش، وكان الجرمي يقول: لا حاجة إلى ذكر الرس؛ لأن ما قبل الألف لا يكون إلا مفتوحا، وهذا قول حسن، إذ كانوا إنما أوقعوا التشبيه على ما تلزم إعادته، فإذا فقد أخل، وهذه حركة لا يجوز عندهم أن تكون غير الفتحة، فلا حاجة إلى ذكرها فيما يلزم. والرس: تعرف أمور القوم وخبرهم، يقال: رس فلان خبر القوم، إذا لقيهم وتعرق أمورهم، ومن ذلك قول الحجاج للنعمان بن زرعة: أمن أهل الرس والنس والرهمسة والبرجمة، أو من أهل النجوى والشكوى، أو من أهل المحاشد والمخاطب والمراتب?. وأهل الرس: هم الذين يبتدئون الكذب ويوقعونه في أفواه الناس. وقال الزمخشري: هو من: رس بين القوم، أي أفسد؛ لأنه إثبات للعداوة. وقال غيره: هو من: رس الحديث في نفسه، إذا حدثها به، وأثبته فيها. والرس لغة في الرز، بالزاي، وقد ذكر في موضعه. أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن ترجمان الدين أبي محمد القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنى الرسي، من العلويين، بل هو نقيب الطالبيين بمصر، وترجمه الذهبي في التاريخ، قال فيه: عن ابن يونس، وهو يروي عن آبائه. توفي بمصر في شعبان سنة 315. قلت: وكان والده رئيسا ممدحا، وجده أبو محمد أول من عرف بالرسي؛ لأنه كان ينزل جبل الرس، وكان عفيفا زاهدا ورعا، وله تصانيف. وهو جماع بني حمزة وبني الهادي وبني القاسم. وأعقب محمد هذا سادة نجباء، تقدموا بمصر، منهم: القاسم، وعيسى، وجعفر، وعلي، وإسماعيل، ويحيى، وأحمد. الأخير، يكنى أبا القاسم، ترجمه الذهبي في التاريخ، وتولى النقابة بمصر، وله شعر جيد في الغزل والزهد، وله البيتان المشهوران.

خليلي إني للثريا لحاسد

صفحة : 3961

إلى آخره، ومن ولده أبو إسماعيل إبراهيم بن أحمد، نقيب الأشراف بمصر في أيام العزيز، توفي بها سنة 365، وولداه الحسين وعلي، توليا النقابة بعد أبيهما، وقد أوردت نسبهم وأنساب بني عمهم مبسوطا في المشجرات. والرسيس، كأمير: الشيء الثابت الذي لزم مكانه، وقال أبو عمرو: الرسيس: العاقل الفطن، كلاهما عن أبي عمرو. وقال أبو زيد: أتانا من خبر، ورسيس من خبر، وهو الخبر الذي لم يصح. والرسيس: ابتداء الحب، وقيل: بقيته وآخره. وقال أبو مالك: رسيس الهوى أصله. وأنشد لذي الرمة:

إذا غير النأي المحبين لم أجد  رسيس الهوى من حب مية يبرح وكذلك رسيس الحمى حين تبدأ، كالرس، ولا يخفى أن هذا قد تقدم في أول المادة، فإعادته هنا ثانيا تكرار. وقال ابن الأعرابي: الرسة، بالفتح: السارية المحكمة. والرسة، بالضم: القلنسوة وأنشد:

أفلح من كانت له ثرعامه      ورسة يدخل فيها هامه كالأرسوسة، بالضم أيضا، وهذه عن ابن عباد. والرسي، كالحمى: الهضبة، لارتساسها.و الرماحس بن والرسارس، بالضم فيهما، في جمهور نسب كنانة. والرسارس: هو ابن السكران بن وافد بن وهيب بن هاجر بن عرينة بن وائلة بن الفاكه بن عمرو ابن الحارث بن مالك بن كنانة. وذكر ابن الكلبي عبد الرحمن بن الرماحس هذا، وساق نسبه هكذا. ورسرس البعير، لغة في رصرص، وذلك إذا ثبت ركبته وتمكن للنهوض، ويقال: رسس ورصص.

والتراس: التسار، وهم يتراسون الخبر، ويترهمسونه، أي يتسارونه. ورس له الخبر في الناس، إذا جرى وفشا فيهم.

والمراسة المفاتحة، ومنه حديث ابن الأكوع: إن المشركين راسونا الصلح وابتدءونا في ذلك أي فاتحونأ. ويروى: واسونا بالواو أي اتفقوا معنا عليه والواو فيه بدل من همزة الأسوة.

ومما يستدرك عليه: رس الهوى في قلبه، والسقم في جسمه رسا ورسيسا، وأرس: دخل وثبت.

ورس الحب ورسيسه: بقيته وأثره.

ورس الحديث في نفسه يرسه رسا: حدثها به.

وبلغني رس من خبر، أي طرف منه، أو شيء منه أو أوله. ورس له الخبر: ذكره له، قال أبو طالب:

هما أشركا في المجد من لا أبالهمن الناس إلا أن يرس له ذكر أي إلا أن يذكر ذكرا خفيا وريح رسيس: ليية الهبوب رخاء: قاله أبو عمرو، وأنشد:

كأن خزامى عالج طرقت     بـهـا شمال رسيس المس بل هي أطيب وقال المازني: الرس: العلامة. وأرسست الشيء: جعلت له علامة. ورس الشيء: نسيه لتقادم عهده. قال:
يا خير من زان سروج الميس
قد رست الحاجات عند قـيس
إذ لا يزال مولـعـا بـلـيس

والرس: المعدن، والجمع الرساس. والرس، والرسيس، كزبير: واديان بنجد، أو موضعان، وقيل: هما ماءان في بلاد العرب معروفان. قلت: الرس: لبني أعيا بن طريف، والرسيس لبني كاهل. وقال زهير:

لمن طلل كالوحي عف منازله عفا الرس منها فالرسيس فعاقله وفي الصحاح: والرس: اسم واد في قول زهير:
بكرن بكورا واستحرن بسحرة فهن لوادي الرس كاليد للفم

صفحة : 3962

ورس الحديث في نفسه، إذا عاود ذكره وردده. وقال أبو عبيدة: إنك لترس أمرا ما يلتئم، أي تثبت أمرا ما يلتئم.

ر ط س
الرطس، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: هو الضرب بباطن الكف، قال الأزهري: لا أحفظ الرطس لغيره. وقد رطسه يرطسه ويرطسه رطسا: ضربه بباطن كفه: وقال ابن عباد: ارطست عليه الحجارة، إذا تطابق بعضها فوق بعض، نقله الصاغاني في كتابيه.

ر ع س
الرعس، كالمنع: الارتعاش والانتفاض، كالارتعاش. رعس فهو راعس ومرتعس. وقال الفراء: من إعياء أو غيره. والرعسان، بالتحريك: تحريك الرأس ورجفانه كبرا، عن أبي عمرو، وقال نبهان:

أرادوا جلائي يوم فيد وقربوا      لحى ورؤوسا للشهادة ترعس والرعوس، كصبور من يرجف رأسه نعاسا، كالراعس، وقد رعس الرجل، إذا هز رأسه في نومه. قال رؤبة:

علوت حين يخضع الرعوسا      أغيد يسقي سوقه النعوسـا أراد بالأغيد النوم، لأنه يلين الأعناق حتى تميل. وناقة رعوس: يرجف رأسها كبرا. وقيل: تحرك رأسها إذا عدت نشاطا، والشين لغة فيه. والرعوس أيضا: الناقة السريعة رجع اليدين والقوائم، وهذه عن ابن عباد. والرعوس من الرماح: اللدن المهزة العراص الشديد الاضطراب، كالرعاس. والرعيس، كأمير: البعير الذي تشد يده إلى رجله. في التكملة: إلى رأسه. في اللسان: الذي يشد من رجله إلى رأسه بحبل حتى لا يرفع رأسه، قال الأفوه الأودي:

يمشي خلال الإبل مستسلمـا      في قده مشي البعير الرعيس أو هو المضطرب في سيره، وهو الذي يهز رأسه في سيره. يقال: بعير راعس ورعيس. وبه فسر بيت الأفوه السابق. والمرعس، كمنبر: الرجل الخسيس القشاش. وفي بعض النسخ زيادة: الخفيف قبل الخسيس ولم تثبت في الأصول المصححة. قالوا: والقشاش الذي يلتقط الطعام الذي لا خير فيه من المزابل، قاله ابن الأعرابي. وأرعسه مثل أرعشه، قال العجاج يصف سيفا:

يذري بإرعاس يمين المؤتلي
خضمة الدارع هذ المختلي
سوق الحصاد بغروب المنجل.

ويروى بالشين. يقول: يقطع معظم الدارع، وهو الذي عليه الدرع، على أن يمين الضارب به يرجف، وعلى أنه غير مجتهد في ضربه، وإنما نعت السيف بسرعة القطع. والمؤتلي: الذي لا يبلغ جهده. والمختلي: الذي يحتش بمخلاه، وهو محشه. والإرعاس: الارتجاف. فارتعس: ارتعد واضطرب. وناقة راعسة: نشيطة تهز رأسها في سيرها، عن ابن عباد. وبعير راعس ورعيس كذلك. ومما يستدرك عليه: رمح رعاس، كشداد: شديد الاضطراب. وترعس: رجف واضطرب. ورمح مرعوس كذلك. والراعس في نومه، كالرعوس. والمرعوس من الإبل كالرعيس.

ر غ س
الرغس، بالفتح: النعمة، ج أرغاس، قال رؤبة:

كالغيث يحيا في ثراه البؤاس    تراه منضورا عليه الأرغاس

صفحة : 3963

وقيل: هو السعة في النعمة. والرغس، أيضا: الخير، والبركة والنماء والكثرة. وقد رغسه الله رغسا. والمرغوس: المبارك الميمون. يقال: وجه مرغوس، أي طلق ميمون، وهو مرغوس الناصية، أي مباركها، قال رؤبة يمدح أبان بن الوليد البجلي:

دعوت رب العزة القدوسـا
دعاء من لا يقرع الناقوسـا
حتى أراني وجهك المرغوسا

وأنشد ثعلب:
ليس بمحمود ولا مرغوس والمرغوس: الرجل المبارك الكثير الخير المرزوق. والمرغوسة، بهاء: المرجوسة، يقال: هم في مرغوسة من أمرهم، أي اختلاط. والمرغوسة: المرأة الولود، عن الليث، وكذلك الشاة.

وأرغسه الله تعالى مالا وولدا: أكثر له منهما. قاله الأموي وبارك له فيه وفي الولد، كرغسه. وتقول: كانوا قليلا فرغسهم الله، أي كثرهم وأنماهم. وكذلك هو في الحسب وغيره. ويقال: رغسه الله يرغسه رغسا، كمنعه، إذا كان ماله ناميا كثيرا. والمرغس، كمحسن: الذي ينعم نفسه. نقله الصاغاني عن ابن عباد. قلت: والشين لغة. والمرغس أيضا: العيش الواسع، وتفتح الغين. يقال: هم في مرغس من عيشهم. واسترغسه: استلانه واستضعفه. ومما يستدرك عليه: رجل مرغوس: مرزوق. والرغس: النكاح. عن كراع. ورغس الشيء: غرسه، مقلوب. والأرغاس: الأغراس التي تخرج على الولد، مقلوب أيضا، كلاهما عن يعقوب. والمرغوسة: الشاة الكثيرة الولد. قال:

لهفي على شاة أبي السباق
عتيقة من غنـم عـتـاق
مرغوسة مأمورة معنـاق

معناق: تلد العنوق، وهي الإناث من أولاد المعز

ر ف س
رفس يرفس، بالضم، ويرفس، بالكسر، رفسا، بالفتح، ورفاسا، ككتاب، وضبطه بعضهم كغراب أيضا، وهو بالوجهين معا في الجمهرة: ركض برجله في الصدر. وإنه رفوس، قاله ابن دريد. ورفس البعير يرفسه رفسا: شده بالرفاس، بالكسر، وهو الإباض، نقله الصاغاني عن ابن فارس، وزاد ابن عباد: الذي يشد به رجلا البعير باركا إلى وركيه. وقال الليث: الرفسة: الصدمة بالرجل في الصدر. ومما يستدرك عليه: دابة رفوس، إذا كان من شأنها ذلك، والاسم: الرفاس والرفيس والرفوس. ورفس اللحم وغيره من الطعام رفسا: دقه. وقيل: كل دق رفس. وأصله في الطعام. والمرفس: الذي يدق به اللحم.

ر ق س
مرقس، كمقعد، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الصاغاني: هو لقب شاعر طائي. ويقال بضم القاف أيضا. وقد أهمله المصنف تقصيرا. واسمه عبد الرحمن، هكذا نقله الصاغاني في كتابيه: أحد بني معن بن عتود، أخي بحتر، ثم أحد بني حيي بن معن. وهو غلط قلد فيه الصاغاني. وصوابه: عبد الرحمن بن مرقس، وضبطه الآمدي كما ضبطه المصنف، وقال غيره: بضم القاف، كذا حققه الحافظ في التبصير، وسيأتي للمصنف في الميم مع السين. وفي العباب: إن كان مفعلا فهذا موضع ذكره، وإن كان فعللا فتركيبه

م ر ق س ر ك س

صفحة : 3964

الركس: رد الشيء مقلوبا، وقيل: قلب الشيء على رأسه، أورد أوله على آخره، قاله الليث، ومنه: أركس الثوب في الصبغ، أي أعده فيه، وقد ركسه يركسه ركسا، فهو مركوس وركيس. والركس: شد الركاس، ككتاب، وهو حبل يشد في خطم الجمل إلى رسغ يده فيضيق عليه فيبقى رأسه معلقا، ليذل، عن الفراء. قلت: والركاس: مثل الرفاس والإباض والعكاس والحجاز والشغار والخطام. والزمام والكمام والخشاش والعران والهجار والرفاق. وكل منها مذكور في محله. والركس، بالكسر: الرجس، وقال أبو عبيد: هو شبيه المعنى بالرجيع، وبه فسر الحديث حين رد الروث فقال: إنه ركس. والركس من الناس: الكثير، وقيل: الجماعة من الناس. والراكس: اسم واد، والصواب فيه: راكس، بلا لام. قال النابغة:

وعيد أبي قابوس في غير كنهه     أتاني ودوني راكس فالضواجع وقال ضبعان بن عباد النميري:

بدور براق الخيل أو بطن راكس     سقاها بجود بعد عقر لجيمهـا والراكس: الهادي، وهو الثور الذي يكون في وسط البيدر حين يداس والثيران حواليه تدور وهو يرتكس مكانه، فإن كانت بقرة فهي راكسة، ولا يخفى لو قال: والبقر حوله ويرتكس هو. وهي بهاء، لأصاب في حسن الاختصار. والركوسية، بالفتح: قوم لهم دين بين النصارى والصابئين، وروي عن ابن الأعرابي أنه قال: هذا من نعت النصارى، ولا يعرب. والركاسة، بالفتح وتكسر: ما أدخل في الأرض، كالآخية، وضبطه الصاغاني بالفتح والتشديد. وفي التنزيل العزيز: والله أركسهم بما كسبوا قال ابن الأعرابي: نكسهم. وقال الفراء: ردهم في كفرهم.

قال: وركسهم لغة، ويقال: ركست الشيء وأركسته، لغتان، إذا رددته. وعن ابن الأعرابي: أركست الجارية، إذا طلع ثديها، كذا نص الصاغاني، وفي اللسان: ارتكست الجارية، وزاد: فإذا اجتمع وضخم فقد نهد، وقد سبق ذكره في موضعه. وارتكس: انتكس وارتد، وهو مطاوع ركسه وأركسه. وإذا وقع الإنسان في أمر ما نجا منه قيل: ارتكسفيه وفي الصحاح ارتكس فلان في أمر كان نجا منه. وارتكس: ازدحم، ومنه الحديث: الفتن ترتكس بين جراثيم العرب، أي تزدحم وتتردد. ومما يستدرك عليه: الركيس، كأمير: الرجيع وكل مستقذر. والمركوس والركيس: المردود. والمركوس: المدبر عن حاله، كالمنكوس. قاله ابن الأعرابي. والركيس: الضعيف المرتكس. والركس، بالكسر: الجسر. وشعر متراكس: متراكب. وبناء ركس: رم بعد الهدم، كما في الأساس.

ر م ح س

صفحة : 3965

الرماحس، كعلابط، أهمله الجوهري، وأورده الصاغاني عن ابن الأعرابي، وصاحب اللسان عن أبي عمرو، في نعت الشجاع الجريء المقدام، كالرحامس، والحمارس، والفداحس. قال الأزهري: وهي كلها صحيحة. والرماحس: الأسد، لإقدامه وجراءته. والرماحس بن عبد العزى ابن الرماحس بن الرسارس الكناني كان على شرطة مروان بن محمد بن الحكم الملقب بالحمار. ومما يستدرك عليه: عبد الله بن رماحس القتيبي الرمادي. روى عن المعمر أبي عمرو وزياد بن طارق، وعنه الطبراني. وقع لنا حديثه عاليا في العشاريات. والرماحس بن الرسارس، تقدم للمصنف في رس قريبا. ورمحوس، بالفتح: قرية بمصر، من أعمال الأشمونين.

ر م. س
الرمس: كتمان الخبر، يقال: رمس عليه الخبر رمسا، إذا لواه وكتمه، وقال الأصمعي: إذا كتم الرجل الخبر عن القوم قال: دمست عليهم الأمر، ورمسته، ورمست الحديث: أخفيته وكتمته. والرمس: الدفن. وقد رمسه يرمسه ويرمسه رمسا، فهو مرموس ورميس: دفنه وسوى عليه الأرض. و في المحكم: الرمس: القبر نفسه. وقيل: إذا كان القبر مدرما مع الأرض فهو رمس، أي مستويا مع وجه الأرض، وإذا رفع القبر في السماء عن وجه الأرض لا يقال له: رمس، ومنه حديث ابن مغفل: ارمسوا قبري رمسا أي سووه بالأرض ولا تجعلوه مسنما مرتفعا. وأصل الرمس: الستر والتغطية، كالمرمس، كمقعد، وهو موضع الرمس، عن ابن الأعرابي. وأنشد:

بخفض مرمسي أو في يفـاع     تصوت هامتى في رأس قبري والراموس، عنه أيضا، وج أرماس ورموس، قال الحطيئة:

جارا لقوم أطالوا هون منزله    وغادروه مقيما بين أرماس وأنشد ابن الأعرابي لعقيل بن علفة:

وأعيش بالبلل القليل وقد أرى     أن الرموس مصارع الفتيان والرمس، أيضا، ترابه، أي تراب القبر، وهو ما يحثى منه عليه. قال الشاعر:

وبينما المرء في الأحياء مغتبط     إذا هو الرمس تعفوه الأعاصير أراد: إذا هو تراب قد دفن فيه والرياح تطيره. وعن ابن عباد: الرمس الرمي، يقال: رمسه بحجر، إذا رماه به. والروامس: الرياح الدوافن للآثار، كالرامسات، وهي التي تنقل التراب من بلد إلى آخر، وبينهما الأيام، وربما غشت وجه الأرض كله بتراب أرض أخرى، قال أبو حنيفة. وقال ابن شميل: الروامس: الطير الذي يطير بالليل، قال: أو كل دابة تخرج بالليل فهي رامس ترمس الآثار، كما يرمس الميت. والترمس، كالتنضب، والتاء زائدة: واد لبني أسيد، بالتصغير، أو ماء لهم، وفي بعض الكتب: لبني أسد، مكبرا. والارتماس في الماء: الاغتماس، قال شمر: ارتمس في الماء، إذا انغمس فيه حتى يغيب رأسه وجميع جسده فيه، ومنه الحديث: كره للصائم أن يرتمس كذا نقله الصاغاني، وقيل: الفرق بين الارتماس والاغتماس: أنه بالراء عدم إطالة اللبث في الماء، وبالغين: إطالته، ومنه الحديث: الصائم يرتمس ولا يغتمس. ومما يستدرك عليه: الرمس: الصوت الخفي. والرمس: طمث الأثر. وكل ما هيل عليه التراب، فهو: مرموس، ورميس. وقد رمس. والخبر المرموس المكتم.

صفحة : 3966

ووقعوا في مرموسة من أمرهم، أي في اختلاط. ورامس: موضع في ديار محارب، قد جاء ذكره في الحديث. ورمس حبك في قلبي: اشتد واستحكم. قاله الزمخشري. ورمسيس، بالفتح: قرية بمصر، نسبت إليها كورة الحوف.

ر م ن س
رومانس، بالضم وكسر النون، أهمله الجوهري والصاغاني في التكملة وصاحب اللسان، وأورده في العباب: هو اسم أم المنذر الكلبي الشاعر، من كلب بن وبرة، وأم النعمان بن المنذر، فهما أخوان لأم.

ر و س
راس يروس روسا: مشى متبخترا، والياء أعلى، عن ابن دريد. وراس السيل الغثاء: جمعه واحتمله، عن ابن دريد أيضا. وراس فلان روسا: أكل كثيرا وجود، عن ابن الأعرابي، والشين لغة فيه. وإنه لروس سوء، أي رجل سوء، عن ابن عباد. وروس، بالضم: بلد وقيل: طائفة من الناس بلادهم متاخمة للصقالبة والترك، ولهم لسان يتكلمون به. ورويس كزبير: لقب أبي عبد الله محمد بن المتوكل اللؤلئي البصري القارئ راوي يعقوب بن إسحاق الحضرمي. ومما يستدرك عليه: استراس، إذا استطعم. قال أبو حزام:

إذ تأرى عدو فنا مستريسا تأرى: انتظر. وعدوفنا: طعامنا. والرواس: كثرة الأكل: قيل: وبه سميت القبيلة. وروس بن عادية، وهي أمه بنت قزعة تقول فيه:

أشبه روس نفرا كـرامـا
كانوا الذرا والأنف والسناما
كانوا لمن خالطهـم إدامـا

والروس: العيب، عن كراع. وأبو حاتم عبد الرحمن بن علي بن يحيى بن رواس، كشداد، محدث. والرواسي، بالتشديد: نسب كبير الرأس، منهم مسعر بن كدام، وأبوه، وقد تقدم. وبنو الرائس: بطن من العرب.

ر ه س
الرهس، كالمنع، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: هو الوطء الشديد، وقد رهسه يرهسه رهسا، مثل دهسه، أخبر به أبو مالك عن العرب. والرهوس، كجرول: الأكول، عن ابن فارس. وارتهس الوادي ارتهاسا: امتلأ ماء. و ارتهس القوم: ازدحموا، بالسين وبالشين. قاله شجاع، كارتكسوا. وارتهست رجلا الدابة، وارتهشت، إذا اصطكتا وضرب بعضها بعضا. وارتهس الجراد: ركب بعضه بعضا حتى لا يكاد يرى التراب معه. يقال، للرائد: كيف البلاد التي ارتدت? قال: تركت الجراد يرتهس، ليس لأحد فيها نجعة. والشين لغة فيه. وترهس، إذا تمخض وتحرك، قال العجاج:

عضبا إذا دماغه ترهسا
وحك أنيابا وخضرا فؤسا

وترهس: اضطرب، عن ابن عباد، كارتهس. ومنه حديث عبادة بن الصامت: وجراثيم العرب ترتهس، أي تضطرب في الفتنة، ويروى بالشين: تصطك قبائلهم في الفتن. وفي حديث العرنيين: عظمت بطوننا وارتهست أعضادنا، أي اضطربت، ويروى بالشين.

ر ه م س

صفحة : 3967

الرهمسة، أهمله الجوهري والصاغاني في التكملة، وفي اللسان والعباب: هو السرار، كالدهمسة والرهسمة، ومن قول الحجاج وقد أتي برجل: أمن أهل الرس والرهمسة أنت? كأنه أراد المسارة في إثارة الفتنة، وشق العصا بين المسلمين، كالدهمسة. وهو يرهمس ويرهسم، إذا سار وساور. وقيل: هو التعريض بالشر، عن ابن عباد، وبه فسر قول الحجاج أيضا. وقال شبانة: أمر مرهمس ومدهمس ومنهمس، أي مستور لا يفصح به كله، ومنه: رهمس الخبر، إذا أتى منه بطرف ولم يفصح بجميعه، كرهسم.

ر ي س
راس يريس ريسا، عن ابن دريد، وريسانا، عن غيره: مشى متبخترا، يكون للإنسان والأسد، ومنه قول زبيد الطائي:

فباتوا يدلجون وبات يسري     بصير بالدجى هاد هموس
إلى أن عرسوا وأغب عنهم    قريبا ما يحس له حسـيس
فلما أن رآهم قد تـدانـوا     أتاهم بين أرحلهـم يريس

وصف ركبا يسيرون والأسد يتبعهم. وراس الشيء ريسا: ضبطه وغلبه، عن ابن عباد. راس القوم: اعتلى عليهم، والهمز فيهم أعلى. وريسون، بالفتح: ة، بالأردن. ومما يستدرك عليه: الرياس، كشداد: الأسد. وارتاس ارتياسا: تبختر. والريس، كقيم: الرئيس، وفي اليمن يطلقونه على من يحلق الرأس خاصة. وسألت مرة شيخنا المحدث اللغوي عبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي لم سمي الريس ريسا? فقال من غير تأمل: لأنه يأخذ بالرأس. وبحير بن ريسان: من التابعين. وريسان بن عنزة الطائي: شاعر ابن شاعر.