الباب الثاني عشر: باب السين المهملة - الفصل العاشر: فصل السين مع السين المهملتين

فصل السين مع السين المهملتين

س أ س
ومما يستدرك عليه: سئس الطعام، كفرح، مهموزا: سوس، وقد ذكره المصنف في ك ي. س استطرادا، وهنا موضعه.

س ب س
سابس، ككابل، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الصاغاني: ة بواسط، ونهر سابس مضاف إليها، قال ياقوت: وهو فوق واسط، وعليه قرى.

س ن ت ر س
ومما يستدرك عليه: سنتريس، كزنجبيل: قرية بشرفية مصر.

س ج س
سجس الماء، كفرح: فهو سجس، ككتف، وسجس، بفتح فسكون، وسجيس، كأمير: تغير، عن ابن الأعرابي، وكدر، عن ابن السكيت. وقيل: سجس الماء فهو مسجس، كمعظم، وسجيس: أفسد وثور، وفي الصحاح: السجس، بالتحريك: الماء المتغير، وقد سجس، بالكسر، حكاه أبو عبيد. قلت: ووجدت بخط أبي زكريا: قال أبو سهل: الذي قرأته على أبي أسامة في المصنف: السجس، بكسر الجيم: الماء المتغير، وأما محركة فهي مصدر سجس الماء، لا غير. ويقال: لا آتيك سجيس الليالي، أي آخرها، وهو كذلك سجيس الأوجس، كأحمد، والآجس، كآنك، وكذلك سجيس عجيس، كزبير، أي أبدا، وقيل: الدهر كله. قال الشاعر:

فأقسمت لا آتي ابن ضمرة طائعا    سجيس عجيس ما أبان لسانـي وفي حديث المولد: ولا تضروه في يقظة ولا منام، سجيس الليالي والأيام، أي أبدا. وقال الشنفرى:

هنالك لا أرجو حياة تسرنـي     سجيس الليالي مبسلا بالجرائر

صفحة : 3968

وهو من السجيس: للماء الكدر، لأنه آخر ما يبقى، وعجيس تأكيد له، وهو في معنى الآخر أيضا في عجس الليل وهو آخره. والساجسي: غنم لبني تغلب بالجزيرة، قال رؤبة:

كأن ما لم يلقه في الـمـحـدر
أحزام صوف الساجسي الأصفر

والساجسي من الكباش: الأبيض الصوف الفحيل الكريم، قال:

كأن كبشا ساجسيا أربسـا
بيي صبيي لحيه مجرفسا

والتسجيس: التكدير، ومنه ماء مسجس، أي مكدر قد ثور. وسجستان، بالكسر: د، معروف، معرب سيستان، و يقال في النسب: هو سجزي، بالكسر ويفتح، وسجستاني، بالكسر، وعندي أن الصواب فيه الفتح؛ لأنه معرب سكستان، وسك، بالفتح، يطلقونه على الجندي والحرسي ونحوهم تجوزا لا حقيقة، فإن أصل معناه عندهم الكلب. وسألت بعضهم عن جماعة من أعوان السلطنة فقال بالفارسية: سكان أمير، بالإضافة أي هم كلاب الأمير، ولم يرد الكلاب حقيقة وإنما أراد أجناد الأمير، شبههم بالكلاب، لإرساله إياهم في حوائجه الشديدة، كإرسال الصائد كلابه على الصيد، وهو مشهور عندهم، فالصواب أن سجستان معرب عن سكستان، وهذا كأنه رد به على الصاغاني، حيث قال: إنه معرب سيستان، وإنه بالفتح، وهذا الذي نقله الصاغاني هو المشهور الجاري على ألسنتهم، ومنهم من يقول: سويستان. وسجاس، ككتاب: ج، بين همذان وأبهر.

س ج ل ط س
سجلاطس، بكسر السين والجيم وتشديد اللام وضم الطاء المهملة: نمط رومي، والكلمة رومية فعربت، وقد أهمله الجوهري والصاغاني في التكملة وصاحب اللسان، وأورده في العباب عن ابن دريد. ذكروا عن الأصمعي أنه قال: سألت عجوزا عندنا رومية عن نمط فقلت لها: ما تسمون هذا? فقالت: سجلاطس.

س ج ل م س
سجلماسة، بكسر السين والجيم، أهمله الجماعة، وهي قاعدة ولاية بالمغرب ذات أنهار وأشجار غزيرة الخيرات، يقال: إنه يسير الراكب في أسواقها نصف يوم فلا يقطعها، وليس لها حصن، بل قصورها شامخة، وعماراتها متصلة، وهي على نهر يأتي من المشرق، وهي المشهورة بتافلالت الآن، وهي كورة عظيمة مشتملة على بلدان وقرى وأودية، وأهلها يسمنون الكلاب ويأكلونها، وكذا الجراذين، كذا في خريدة العجائب لابن الوردي، قال: وغالب أهلها عمش العيون. ومنها من المتأخرين إمام النحاة في عصره أبو الحسن بن الزبير السجلماسي، كان يحفظ التسهيل وشروحه، أخذ عن إمام العربية أبي زيد عبد الرحمن ابن قاسم بن عبد الله المكناسي وغيره، وممن أخذ عنه الشيخ عبد القادر الفاسي، ومحمد بن أبي بكر الدلائي، ومحمد بن ناصر الدرعي، وغيرهم، توفي بفاس سنة 1035.

س د س

صفحة : 3969

السدس، بالضم وبضمتين: جزء من ستة، والجمع أسداس، كالسديس، كأمير، كما يقال للعشر: عشير. والسدس، بالكسر، من الورد في الأظماء: بعد الخمس، وقيل: هو بعد ستة أيام وخمس ليال، وفي الصحاح: أن تنقطع الإبل خمسة وترد السادس، وقال الصاغاني: هو خطأ، والصواب أن تنقطع أربعة وترد في الخامس، والجمع الأسداس. قلت: وقال أبو سهل: الصحيح في السدس في أظماء الإبل: أن تشرب الإبل يوما، ثم تنقطع من الماء أربعة أيام، ثم ترده في اليوم الخامس، فيدخلون اليوم الأول والذي كانت شربت فيه في حسابهم. وقال غيره: الصحيح في السدس: أن تمكث الإبل في المرعى أربعة أيام ثم ترد اليوم الخامس. والسدس، بالتحريك: السن قبل البازل، كالسديس، يستوي فيه المذكر والمؤنث، لأن الإناث في الأسنان كلها بالهاء إلا السدس والسديس والبازل. وج السدس والسديس سدس، بالضم، كأسد وأسد، وسدس، بضمتين، كرغيف ورغف. قال منصور بن مسجاح يذكر دية أخذت من الإبل متخيرة كما يتخيرها المصدق:

فطاف كما طاف المصدق وسطها يخير منها في البوازل والسـدس والسدييس: ضرب من المكاكيك يكال به التمر. والسديس: الشاة أتت عليها السنة السادسة، وعد من الإبل ما دخل في السنة الثامنة، كما سيأتي. وإزار سديس: طوله ستة أذرع، كالسداسي. وقال أبو أسامة: السدوس، بالضم: النيلنج، وقد جاء في قول امرئ القيس، والطيلسان وقيل: هو الأخضر منها، قال يزيد بن خذاق العبدي:

وداويتها حتى شتت حبشية     كأن عليها سندسا سدوسا وقد يفتح، كما نقله الجوهري عن الأصمعي، وهو قول أبي أسامة أيضا، وجمع بينهما شمر فقال: يقال لكل ثوب أخضر: سدوس وسدوس. وسدوس، بالضم: رجل طائي، وهو سدوس بن أصمع بن أبي بن عبيد بن ربيعة بن نصر بن سعد بن نبهان. وسدوس، بالفتح: رجل آخر شيباني، وه وسدوس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب، وآخر تميمي، وهو سدوس بن دارم بن مالك بن حنظلة. قال أبو جعفر محمد بن حبيب: كل سدوس في العرب مفتوح السين إلا سدوس طيئ، وكذلك قاله ابن الكلبي، ومثله في المحكم. وقال ابن بري: الذي حكاه الجوهري عن الأصمعي هو المشهور من قوله. وقال ابن حمزة: هذا من أخلاط الأصمعي المشهورة، وزعم أن الأمر بالعكس مما قال، وهو أن سدوس، بالفتح: اسم الرجل وبالضم: اسم الطيلسان، وذكر أن سدوس، بالفتح، يقع في موضعين: أحدهما سدوس الذي في تميم وربيعة وغيرهما، والثاني في سعد بن نبهان. قلت: وقد روى شمر عن ابن الأعرابي مثل ذلك، فإنه أنشد بيت امرئ القيس:

إذا ما كنت مفتخرا ففاخر     ببيت مثل بني سـدوس

صفحة : 3970

ورواه بفتح السين، قال: وأراد خالد بن سدوس بن أصمع النبهاني. هكذا في اللسان والعباب. والصواب أن خالدا هو أخو سدوس ابني أصمع، كما حققه ابن الكلبي. ومن بني سدوس هذا وزر بن جابر بن سدوس الذي قتل عنترة العبسي، ثم وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يسلم، وقال: لا يملك رقبتي عربي. والحارث بن سدوس، كصبور، كان له أحد وعشرون ولدا ذكرا، قال الشاعر:

فإن شاء ربي كان أير أبـيكـم     طويلا كأير الحارث بن سدوس وسدوسان، بالفتح، وضبطه بعضهم بضم الدال: د، بالسند كثير الخير مخصب. وسدسهم يسدسهم، كنصر، سدسا: أخذ سدس مالهم. و سدسهم يسدسهم سدسا، كضرب: كان لهم سادسا، وقد تقدم نظير ذلك في ع ش ر، و خ م س وأسدس الرجل: وردت إبله سدسا، وهو الورد المذكور آنفا. وأسدس البعير، إذا ألقى السن التي بعد الرباعية، قال ابن فارس: وذلك إذا وصل في السنة الثامنة.

والست، بالكسر: أصله سدس، قلبوا السين الأخيرة تاء لتقرب من الدال التي قبلها، وهي مع ذلك حرف مهموس، كما أن السين مهموسة، فصار التقدير: سدت، فلما اجتمعت الدال والتاء وتقاربتا في المخرج أبدلت الدال تاء؛ لتوافقها في الهمس، ثم أدغمت التاء في التاء فصارت ست كما ترى، فالتغيير الأول للتقريب من غير إدغام، والثاني للإدغام، وتقدم البحث في ذلك في س ت ت. قال الصاغاني: والتركيب يدل على العدد، وقد شذ عنه: السدوس، والسدوس، وسدوس، وسدوس. ومما يستدرك عليه: ستون من العشرات، مشتق من الستة، حكاه سيبويه. وسدست الشيء تسديسا: جعلته على ستة أركان، أو ستة أضلاع، نقله الصاغاني. وفي اللسان: المسدس من العروض: الذي يبنى على ستة أجزاء. والسديس: السن التي بعد الرباعية. والسديس والسدس من الإبل والغنم: الملقي سديسه، وكذلك الأنثى، ومنه الحديث: الإسلام بدأ جذعا، ثم ثنيا، ثم رباعييا، ثم سديسا، ثم بازلا، قال عمر: فما بعد البزول إلا النقصان. ويقال: لا آتيك سديس عجيس، لغة في سجيس. ويقال: ضرب أخماسا لأسداس، وهو مجاز. والسدس، بالكسر: قرية بجيزة مصر.

س ر ج س
ومما يستدرك عليه: سرجس، بالفتح وكسر الجيم، وسيأتي في مارسرجس له ذكر. وشيبة بن نصاح بن سرجس السرجسي القارئ، مشهور.

س ر خ س
سرخس، بفتح السين والراء، أهمله الجوهري والصاغاني وصاحب اللسان، وهو: د، عظيم بخراسان، بلا نهر، وضبطه شيخنا أيضا كجعفر، وقال: حكاها الإسنوي وشراح البخاري، ونقل ابن مرزوق عن ابن التلمساني أيضا كسر السين وفتح الراء وكدرهم أيضا، وهاتان فيهما نظر، والذي ذكره المصنف هو المشهور الفصيح، ثم رأيت الحافظ ضبطه هكذا، وقال عن ابن الصلاح: إنه هو الأشهر، قال: ويدل عليه قول الشاعر:

إلا سرخس فإنها موفـورة    ما دام آل فلان في أكنافها

صفحة : 3971

قال: ويقال أيضا بإسكان الراء وفتح الخاء، هكذا قيده ابن السمعاني، قال: وسمعت كثيرا ممن يعتمد يذكرون أنها بفتح الراء فارسية، وبإسكانها معربة، قال: وهذا حسن. وممن انتسب إليها من القدماء محمد بن المهلب السرخسي، شيخ أبي عبد الله الدغولي وآخرون.

س ر د س
ومما يستدرك عليه: سردوس، كحلزون: قرية من قرى مصر بالغربية. وخليج سردوس: من الخلجان القديمة بمصر، يقال: حفره هامان لفرعون.

س ر س
السرس، والسريس، ككتف وأمير: العنين من الرجال، قاله أبو عبيد، وأنشد لأبي زبيد الطائي:

أفي حق مؤاساتي أخاكـم     بمالي ثم يظلمني السريس وقد سرس، إذا عن، أو الذي لا يأتي النساء، عن ابن الأعرابي أو هو الذي لا يولد له، عن الأصمعي. ويروى الشريس المعجمة. وسريس بين السرس. والفحل إذا كان لا يلقح، وهو مجاز. والسريس: الضعيف، في لغة طييئ. وقال أبو عمرو: السريس: الكيس الحافظ لما في يده. وفي بعض الأصول: يديه، ج، سراس وسرساء. وقد سرس، كفرح، سرسا في الكل، ويقال في الأخير: ما أسرسه: ولا فعل له، وإنما هو من باب: أحنك الشاتين. وقال ابن الأعرابي: سرس الرجل، بالكسر، إذا عقل وحزم بعد جهل. وفي التكملة: مصحف مسرس، كمعظم: أي مشرز، وذلك إذا لم يضم طرفاه، ومثله في العباب. وسروس، كصبور، وربما قيل فيه: شروس: د، قرب إفريقية، وفي العباب: أهلها إباضية. ومما يستدرك عليه: سرس، بالكسر: قرية بمصر من أعمال المنوفية، وتعرف بسرس القثاء، وقد وردتها. وإبراهيم بن السريسي: أديب، ذكره منصور في الذيل.

س ر س م س
وسرسموس، كعضرفوط: قرية أخرى بها، وقد وردتها أيضا.

س ر ق س
ومما يستدرك عليه أيضا: سريا قوس، بالكسر: قرية بالقرب من مصر.

س س س

سسوية بالضم والثانية مشددة، أهمله الجوهري. والصاغاني، وصاحب اللسان، وهو اسم. وأبو نصر محمد بن أحمد، هكذا في النسخ، وفي التبصير: أحمد بن محمد بن عمر بن ممشاذ بن سسوية الإصطخري ثم الأصبهاني المحدث، روى مسند الشافعي، عن الجيزي. قاله الحافظ.

س ف س
إسفس، بالفاء، كإثمد، أهمله الجوهري والصاغاني وصاحب اللسان، وهو: ة، بمرو، منها خالد بن رقاد إبراهيم الذهلي الإسفسي المحدث. وإسفس أيضا: ة، بجزيرة ابن عمر، ذات بساتين كثيرة. ومنية إسفس: قرية بمصر من أعمال الأشمونين، وتعرف بمنسفيس الآن.

س ف ر س
وأسفريس: محلة بأصبهان، نسب إليها الميداني، ومنها محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب المديني الميداني، ذكره أبو موسى وقال: حدثني عنه أبي وغيره.

س ف ل س
ومما يستدرك عليه: سفليس: اشتهر به الشمس محمد ابن أحمد العزازي، عرف بابن سفليس، حدث. روى عن البقاعي، سامي الشعر. توفي سنة 837.

س ل س
السلس: بالفتح: الخيط الذي ينظم فيه الخرز، زاد الجوهري: الأبيض الذي تلبسه الإماء والجمع سلوس، أو هو القرط من الحلي، عن ابن عباد. قال عبد الله ابن سليم، من بني ثعلبة بن الدول:

صفحة : 3972

ولقد لهوت وكل شيء هالـك    بنقاة جيب الدرع غير عبوس
ويزينها في النحر حلي واضح    وقلائد من حبلة وسـلـوس

والسلس، ككتف: السهل اللين المنقاد، قال حميد بن ثور:

وبعينها رشأ تـراقـبـه     متكفت الأحشاء كالسلس أي لطيف الأحشاء خميصها. والاسم: السلس، محركة والسلاسة، يقال: رجل سلس، وشيء سلس: بين السلس والسلاسة، وفي المحكم: سلس سلسا وسلاسة وسلوسا، فهو سلس وسالس. قال الراجز:

ممكورة غرثى الوشاح السالس     تضحك عن ذي أشر غضارس والسلاس، بالضم: ذهاب العقل. والمسلوس: الذاهب العقل، كما في الصحاح، وهو المجنون، وقال غيره: رجل مسلوس: ذاهب العقل والبدن، وفي التهذيب: رجل مسلوس في عقله، فإذا أصابه ذلك في بدنه فهو مهلوس. وقد سلسن كعني، سلسا وسلسا، المصدران عن ابن الأعرابي. وسلست النخلة، كفرح: ذهب كربها، عن ابن عباد، كأسلست، فهي مسلاس، هكذا في سائر النسخ، وفي العباب. والذي في التكملة واللسان: فهي مسلس، فيها وفي الناقة، والذي يظهر بعد التأمل أن النخلة مسلس، إذا تناثر منها البسر، ومسلاس، إذا كانت من عادتها ذلك، وقد مرت لها نظائر في مواضع متعددة؛ فإن كان المصنف أراد بالمسلاس هذا المعنى فهو جائز. زاد ابن عباد: ويقال لما سقط منهما: السلس. وسلست الخشبة سلسا: نخرت وبليت، عن ابن عباد: والسلسة، كخجلة: عشبة كالنصي إلا أن لها حبا كحب السلت، وإذا جفت كان لها سفا يتطاير إذا حركت كالسهام ترتز في العيون والمناخر، وكثيرا ما تعمي السائمة، ومنابتها السهول. قاله أبو حنيفة. وأسلست الناقة: أخرجت، هكذا في النسخ، وفي بعض الأصول المصححة أخدجت الولد قبل تمام الأيام، وفي التهذيب: قبل تمام أيامه، وهي مسلس، والولد مسلس. والتسليس: الترصيع والتأليف لما ألف من الحلي سوى الخرز، وقد سلسه، إذا رصعه، عن ابن عباد. ويقال: هو سلس البول، بكسر اللام، إذا كان لا يستمسكه، وقد سلس بوله، إذا لم يتهيأ له أن يمسكه. ومما يستدرك عليه: سلس المهر، إذا انقاد. والسلس، ككتف: فرس المهلهل ابن ربيعة التغلبي. قاله أبو الندى. قلت: وفيه يقول مخاطبا الحارث بن عباد فارس نعامة:

اركب نعامة إني راكب السلس والمسلس، كمعظم: المسلسل، قال المعطل الهذلي:

لم ينسي حب القتول مطارد    وأفل يختضم الفقار مسلس أراد أنه فيه مثل السلسلة من الفرند، هكذا نقله الجماعة. قلت: والشعر لأبي قلابة الهذلي والرواية ملسلس وأراد المسلسل فقلب: والسلوس: الخمر، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

قد ملأت مركوها روؤسـا     كأن فيه عجزا جـلـوسـا
شمط الرؤس ألقت السلوسا شبهها وقد أكلت الحمض فابيضت وجوهها ورؤوسها بعجز قد ألقين الخمر. وشراب سلس: لين الانحدار. ومسمار سلس: قلق، وكل شيء أقلق فهو سلس. وفي كلامه سلاسة. وقد سلس لي بحقي، وإنه لسلس القياد ومسلاس القياد. كذا في الأساس.

س ل ع س

صفحة : 3973

سلعوس، بفتح السين واللام: د، نقله الجوهري عن يعقوب، وهو وراء طرسوس، غزاه المأمون، كما في العباب. وأما الشمس محمد بن محمد بن محمد بن محمود السلعوسي الدمشقي، فبإسكان اللام، كما ضبطه السخاوي، وهو من شيوخ ابن حجر.

س ل ط س
ومما يستدرك عليه: سلطيس، بالفتح: قرية من حوف رمسيس.

س ل م س
سلماس، بفتح السين واللام، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وهو: د، بأذربيجان. قلت: وهو أحد ثغور فارس المشهورة، على ثلاثة أيام من تبريز، وقد نسب إليه المحدثون.

ومما يستدرك عليه: سلمسين: بلد نسب إليه أحمد بن عياش الرافقي السلمسيني حدث عن أبي المظفر وغيره.

س م د س
ومما يستدرك عليه: سمديسة، بالفتح: قرية بمصر من أعمال البحيرة، ومنها زين الدين عبد الغفار بن محمد بن موسى بن مسعود السمديسي المالكي، وأولاده: البدر محمد، والشرف موسى، والكمال محمد، حدثوا.

س ن ب س
سنبس، بالكسر، وهو: ابن معاوية بن جرول بن ثعل، قال الجوهري: أبو حي من طيئ. قلت: والعقيب منه في ثلاثة أفخاذ: عمرو، ولبيد، وعدي، أولاد سنبس، ومنهم بنو أبان بن عدي بن سنبسن وهم الذين في بني تميم، ويقولون: أبان بن دارم، ويقال لبني عمرو: بنو عقدة، وهي أمهم، ومن بني لبيد هؤلاء. وسنباسة البحيرة: من أعمال مصر. وجابر بن رألان السنبسي: شاعر، وأحمد بن برق السنبسي: محدث، روى عن المسلم بن علان بدمشق. وعن ابن الأعرابي: سنبس، إذا أسرع، فهو سنبس، بالكسر، سريع، ونقل شيخنا عن شروح اللامية أن السين الأولى من سنبس زائدة، وبذلك جزم ابن القطأع. قلت: وهو قول أبي عمر الزاهد. ويقال: رأت أم سنبس في النوم قائلا يقول لها:

إذا ولدت سنبسا فأنبسي أي أسرعي. وسيأتي طرف من ذلك في ن ب س وسنبوسن كسلعوس: ع بالروم، نقله الصاغاني يقال: هو دون سمندوة.
س م ن ا س
سمناس، بالفتح، قرية بجزيرة بني نصر.

س م ي ا ط س
سمياطس: قرية بجزيرة بني نصر.

س ن و ر س
وسنورس. بضم النون المشددة وكسر الراء: من قرى الجيزة.

س ن ف ا ر و س
وسنفاروس: أخرى: من عمل الأشمونين.

س ن د س ي س
وسندسيس البصل: أخرى من الغربية.

س ن د ب ي س
وسندبيس: أخرى من عمل الشرقية، ومنه زين الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن التاج محمد بن محمد بن يحيى الشافعي، سمع على التنوخي، وابن الشحنة والبلقيني والعراقي والهيتمي، وابن الجزري، توفي سنة 852. وولده المحب محمد بن عبد الرحمن، حدث، ومات سنة 873.

س ن س

صفحة : 3974

محمد بن سنيس، كزبير، أبو الأصبغ، الصوري، محدث، أهمله الجماعة إلا الصاغاني. قلت: وقد روى عن عبد الله بن صيفي الرقي وغيره، وكان يفهم الحديث، ذكره ابن ماكولا، كذا في التبصير. ومما يستدرك عليه: سنوسة: قبيلة من البرابرة في المغرب، وإليهم نسب الولي الصالح أبو عبد الله محمد بن اليوسف ابن عمر بن شعيب السنوسي، لأنه نزل عندهم، وقيل: بل هو، منهم، وأمه شريفة حسنية، كذا حققه سيدي محمد بن إبراهيم الملالي في المواهب القدوسية، ووجد بخطه على شرح الآجرومية له: السنوسي العيسي الشريف القرشي القصار. قلت: العيسي من بيت عيسى، توفي سنة 895.

س ن د س
السندس، بالضم، البزيون، قاله الجوهري في الثلاثي، على أن النون زائدة، وقال الليث: إنه ضرب من البزيون يتخذ من المرعزي. أو ضرب من البرود، وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى عمر رضي الله عنه بجبة سندس قال المفسرون في السندس: إنه رقيق الديباج ورفيعه، وفي تفسير الإستبرق: إنه غليظ الديباج، ولم يختلفوا فيه، معرب بلا خلاف، عند أئمة اللغة، ونص الليث: ولم يختلف أهل اللغة فيهما أنهما معربان، أي السندس والإستبرق. قال شيخنا: ويشكل عليه أنه وقع ذكره في القرآن، والشافعي، رجمه الله تعالى، وجماعة منعوا وقوع المعرب في القرآن، فكيف بنفي الخلاف، والشافعي الذي لا ينعقد إجماع بدونه مصرح بالخلاف، كما في الإتقان، وغيره، ولذلك قال جماعة: لعله من توافق اللغات، كما أشار إليه المانعون، والله أعلم.

س و س
السوس، بالضم: الطبيعة والأصل والخلق والسجية، يقال: الفصاحة من سوسه، قال اللحياني: الكرم من سوسه، أي طبعه، وفلان من سوس صدق وتوس صدق، أي من أصل صدق. والسوس: شجر، م، أي معروف، في عروقه حلاوة شديدة وفي فروعه مرارة، وهو ببلاد العرب كثير، قاله أبو حنيفة، وقال غيره: السوس: حشيشة تشبه القت، وفي المحكم: السوس: شجر ينبت ورقا من غير أفنان.

صفحة : 3975

والسوس: دود يقع في الصوف والثياب والطعام، كالساس، وهما العثة. قال الكسائي: وقد ساس الطعام يساس سوسا، بالفتح، وهذه عن ابن عباد، وسوس يسوس، كسمع، وسيس، كقيل، وأساس يسيس، كل ذلك، إذا وقع فيه السوس، وليس في قول الكسائي سيس، كقيل وإنما زاده يونس في كتاب اللغات. وزاد غيره: سوس واستاس وتسوس، كل ذلك بمعنى. والسوس: كورة بالأهواز يقال: إن فيها قبر دانيال عليه السلام، وسورها وسور تستر أول سور وضع بعد الطوفان، قاله ابن المقفع، وقد ذكر في ت س ت ر قال: ولا يدرى من بنى سورا لها، ويقال: إنه بناها السوس ابن سام بن نوح عليه السلام، عن ابن الكلبي، وفي كون السوس ابن سام لصلبه غلط، فإن الذي صرح به أئمة النسب أن أولاد سام عشرة، وليس فيهم السوس، ومحل تحقيقه في كتب الأنساب. والسوس: د، آخر بالمغرب، وهو السوس الأقصى، وبينهما مسيرة شهرين، ومثله في التكملة. والسوس: د، آخر بالروم، هكذا في سائر الأصول، وفي التكملة والعباب: بما وراء النهر، وهو الصواب. والسوس: ع والسوسة: فرس النعمان بن المنذر، نقله الصاغاني. والسوسة: د، بالمغرب على البحر، حد بين كورة الجزيرة والقيروان. وسيواس، بالكسر: د، بالروم.

وسوسية، بالضم: كورة بالأردن، نقله الصاغاني. وقال ابن شميل: السواس، كغراب: داء في أعناق الخيل يأخذها وييبسها حتى تموت. وسواس، كسحاب: جبل، أو: ع، أنشد ثعلب:

وإن امرأ أمسى ودون حبيبـه     سواس فوادي الرس فالهميان
لمعترف بالنأي بعد اقترابـه       ومعذورة عيناه بالهـمـلان

والسواس: شجر، الواحدة: سواسة، قال الليث: وهو من أفضل ما اتخذ منه زند، لأنه قلما يصلد، وقال أبو حنيفة، رحمه الله: قال أبو زياد: من العضاه السواس، شبيه بالمرخ، له سنفة كسنفة المرخ، ويستظل تحته. ومن المجاز: سست الرعية سياسة، بالكسر: أمرتها ونهيتها. وساس الأمر سياسة: قام به. ويقال: فلان مجرب، قد ساس وسيس عليه، أي أدب، وأدب وفي الصحاح: أي أمر وأمر عليه. والسياسة: القيام على الشيء بما يصلحه. ومحمد بن مسلم بن سس، كالأمر منه أي من ساس يسوس: محدث، نقله الصاغاني.

وساست الشاة تساس سوسا: كثر قملها، كأساست إساسة فهي سيسة، كلاهما عن أبي زيد. والسوس: محركة: مصدر الأسوس، وهو: داء يكون في عجز الدابة بين الورك والفخذ يورثه ضعف الرجل. وقال الليث: أبو ساسان: كنية كسرى أنو شروان ملك الفرس، وهو أعجمي، وقال بعضهم: إنما هو أنوساسان، بالنون. وساسان الأكبر هو ابن بهمن بن أسفنديار الملك، وحفيده ساسان الأصغر ابن بابك بن مهرمش بن ساسان الأكبر أبو الأكاسرة، وأردشير بن بابك بن ساسان الأصغر. وذات السواسي، ككراسي، كما هو مضبوط عندنا، وفي التكملة بفتح السين الأخيرة: جبل لبني جعفر ابن كلاب. والسواسي مثل المرخ. أو ذات السواسي: شعب يصببن في تنوف، قاله الأصمعي. والساس: القادح في السن، وهو غير مهموز ولا ثقيل، قاله أبو زيد. والساس أيضا: الذي قد أكل، قال العجاج:

تجلو بعود الإسحل المقصم      غروب لاساس ولا مثلـم

صفحة : 3976

وأصله: سائس، كهار وهائر، وصاف وصائف، قال العجاج:

صافي النحاس لم يوشع بالكدر     ولم يخالط عوده ساس النخر ساس النخر، أي أكل النخر. وقال أبو زيد: سوس فلان له أمرا فركبه، كما تقول: سول له وزين له. ومن المجاز: يقال: سوس فلان أمر الناس، على ما لم يسم فاعله، إذا صير ملكا أو ملك أمرهم، ويروى قول الحطيئة:

لقد سوست أمر بنيك حتى     تركتهم أدق من الطحين قال الفراء: قولهم: سوست خطأ. قاله الجوهري. ومما يستدرك عليه: الساس: العث. وطعام مسوس، كمعظم: مدود. وكل آكل شيء فهو سوسه، دودا كان أو غيره. والسوس، بالفتح: وقوع السوس في الطعام، وقد استاس وتسوس، وأرض ساسة ومسوسة، وكذلك طعام ساس وسوس وساست الشجرة سياسا، وأساست فهي مسيس.

والسوسة، بالضم: فرس النعمان بن المنذر، وهي التي أخذها لحوفزان بن شريك لما أغار على هجانه. والسوس،? بالفتح: الرياسة، رساسوهم سوسا، وإذا رأسوه قيل: سوسوه، وأساسوه، ورجل ساس، من قوم ساسة وسواس، أنشد ثعلب:

سادة قادة لكل جـمـيع    ساسة للرجال يوم القتال وسوسه القوم: جعلوه يسوسهم. والسياسة: فعل السائس، وهو من يقوم على الدواب ويروضها. وسوس له أمرا، أي روضه وذلله. وسوس المرأة وقوقها: صدع فرجها. وساسي: لقب جماعة بالمغرب، منهم: القطب سيدي عبد الله بن محمد ساسي، ممن أخذ عن أبي محمد الغزواني وغيره. وأبو ساسان: كنية الحضين بن المنذر. وقال ابن شميل: يقال للسؤال: هؤلاء بنو ساسان. والسويس، كزبير: أحدج الثغور المصرية، مدينة على البحر الملح، إليها ترد السفن الحجازية. والساس: قرية تحت واسط، منها أبو المعالي بن أبي الرضا الساسي، سمع على أبي الفتح المندائي. وأبو فرعون الساسي: شاعر قديم، قيده ابن الخشاب بخطه. وقال أبو عبيدة: كل من ينسب ساسيا، يعني من العرب - فهو من ولد زيد مناة بن تميم؛ لأنه كان يقال له: ساسي، كذا في التبصير.

س ه ن س
افعل ذلك سهنساه، بكسر السين والهاء وبضم الهاء الأخيرة وكسرها، أي افعله آخر كل شيء، وهو يخص المستقبل، يقال: فعلت سهنساه. أهمله الجوهري والصاغاني في التكملة وصاحب اللسان، وهو هكذا في العباب، عن الفراء.

س ي س
السيساء، بالكسر: منتظم فقار الظهر، وهو فعلاء، ملحق بسرداح. قال الأخطل:

لقد حملت قيس بن عيلان حربنا على يابس السيساء محدودب الظهر

صفحة : 3977

كذا في الصحاح، وقال الأصمعي: السيساء: قردودة الظهر. وقال أبو عمرو: السيساء من الفرس: حاركه، ومن الحمار: ظهر، وقال ابن الأثير: سيساء الظهر من الدواب: مجتمع وسطه، وهو موضع الركوب، وقال الليث: هو من البغل والحمار: المنسج. وقال اللحياني: هو مذكر لا غير. ج سياسي. والسيساءة: المنقادة من الأرض المستدقة، قاله ابن السكيت. ومن المجاز: حمله على سيساء الحق، أي حده عن ابن عباد. وسيس الطعام، كفرح، ويهمز، وهذه موضعها في أول فصل السين، كما تقدمت الإشارة إليه: سوس، أي وقع فيه السوس. وسيسة، بالكسر، ولا تقل: سيس كما تقوله العامة: د، بين أنطاكية وطرسوس. وسمرة بن سيس: من التابعين. وسنان بن سيس: من تابعيهم. وسلمة بن سيس، أبو عقيل المكي. قد حرف المصنف في إيراد هذه الأسماء هنا، والصواب فيها: سيس، بالنون في آخرها، أما الأول فهكذا رأيته مضبوطا في تاريخ البخاري، بخط ابن الجواني النسابة، وقال فيه: إنه سمع ابن عمر، وعنه حيوة بن شريح، ونقل الحافظ مثل ذلك، وأما سنان وسلمة فقد ذكرهما الحافظ في التبصير، وضبط أيضا والدهما بالنون في آخره، وقال: روى سنان عن الحسن، وعنه يونس بن بكير، وأبو عقيل المكي المذكور شيخ للحميدي. فإيراد هذه الأسماء هنا من أعظم التحريف، فإن محلها النون، فتأمل. ومما يستدرك عليه: ساساه، إذا عيره، عن ابن الأعرابي، وكأنه نسبه إلى بني ساسان، وهم السؤال، على ما ذكره ابن شميل، والعامة تقول للشحاذ الملح: سيساني، وسيساني. وأسوس، بالفتح: حجر يتولد عليه الملح الذي يسمى زهرة أسوس، قال صاحب المنهاج: ويشبه أن يكون ركوبه من نداوة البحر وطله الذي يسقط عليه.