الباب الثاني عشر: باب السين المهملة - الفصل الخامس عشر: فصل العين مع السين: الجزء الأول

فصل العين مع السين

الجزء الأول

ع ب د س
عبدوس، كحرقوص، بالضم، لعوز البناء على فعلولف، وصعفوق نادر، والخرنوب مسترذل، ويفتح وأنكره الصاغاني، وصوب الضم، وقد أهمله الجوهري، وهو من الأعلام، وكذلك عبدس، كمنبر، منهم عبدوس بن خلاد، وأبو الفتح عبدوس بن محمد ابن عبدوس الهمذاني، شيخ أبي علي الموسياباذي، وغيرهما. وعبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عبدوس المحدث. ويقال: إن وزنه فعلوس، والسن زائدة، وقد تقدم ذلك أيضا للمصنف في ع ب د وهو قول من فتح العين، قال الصاغاني: ولا يلتفت إلى هذا القول.

ع ب س
عوبس، كجوهر:اسم ناقة غزيرة، قال المزرد:

عوبس، كجوهر: اسم ناقة غزيرة، قال المزرد:

فلما رأينا ذاك لم يغن نقرة       صببنـا لـه ذا وطـب عـوبـس أجـمعا وعبس وجهه يعبس عبسا وعبوسا، من حد ضرب: كلح، كعبس تعبيسا. وقيل: عبس وجهه عبسا وعبس: قطب ما بين عينيه. ورجل عابس. وعبس تعبيسا فهو معبس وعباس، إذا كرة وجهه. شدد للمبالغة، ومنه قراءة زيد بن علي عبس وتولى فإن كشر عن أسنانه فهو كالح وقيل: العباس: الكريه الملقى والجهم المحيا. والعابس: سيف عبد الرحمن بن سليم الكلبي، نقله الصاغاني عن ابن الكلبي، وفي شعر الفرزدق: عبد الرحيم، وقال يمدحه:

إذا ما ترد عابسا فاض سيفه     دماء ويعطي ماله إن تبسما

صفحة : 4006

والعابس: الأسد الذي تهرب منه الأسود، وقال ابن الأعرابي: كالعبوس والعباس، قال ابن الأعرابي: وبه سمي الرجل عباسا. قلت: عباس والعباس: اسم علم، فمن قال: عباس، فهو يجزيه مجرى زيد، ومن قال: العباس، فإنما أراد أن يجعل الرجل هو الشيء بعينه، قال ابن جنى: العباس وما أشبهه من الأوصاف الغالبة إنما تعرفت بالوضع دون اللام، وإنما اقرت اللام فيها بعد النقل، وكونها أعلاما مراعاة لمذهب الوصف فيها قبل النقل. وعابس: مولى حوضيطب بن عبد العزى، قيل: إنه من السابقين وممن عذب في الله تعالى. وعابس بن ربيعة الغطيفي: من المعمريين، قيل: إنه مخضرم، كما صرح به أبو الوفاء الحلي في التذكرة، وقيل: صحابي. روى عنه ابنه عبد الرحمن. وعابس بن عبس الغفاري، نزل الكوفة، روى عنه أبو عمرو زاذان أو هو عبس بن عابس، والأول أكثر، صحابيون، رضي الله عنهم. والعباسية: ة بنهر الملك، وفي خالص بغداد اخرى، نقله الصاغاني. والعباسية: ج، بمصر في شرقها، على خمسة عشر فرسخا من القاهرة، سمية بعباسة بنت أحمد بن طولون، والمعروف الآن: العباسة، من غير ياء كما ضبطه السخاوي وغيره من المؤرخين. ومنها الأمير محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الوهاب العباسي، ولد بها سنة 838، وتحول هو وأخوه العماد عبد الرزاق مع أخيهما التاج عبد الوهاب إلى مصر، فأخذ عن العلم البلقيني، وسمع البخاري في الظاهرية القديمة، مات سنة 887. والعباسية: ة قرب الطائف. وقوله تعالى: يوما عبوسا قمطريرا ، أي كريها تعبس منه الوجوه، ويقال: يوم عابس وعبوس: شديد، ومنه حديث قيس:

يبتغي دفع بأس يوم عبوس هو صفة لأصحاب اليوم، أي يوم يعبس فيه، فأجراه صفة على اليوم، كقولهم: ليل نائم، أي ينام فيه. والعبس، محركة: ما تعلق بأذناب الإبل من أبوالها وأبعارها، قال أبو عبيد: يعني أن يجف عليها وعلى أفخاذها، وذلك إنما يكون من الشحم، قال أبو النجم:

كأن في أذنابهـن الـشـول      من عبس الصيف قرو الأيل

صفحة : 4007

وأنشده بعضهم: الأجل، على إبدال الجيم من الياء المشددة. وقد أعبست الإبل وعبست عبسا: علاها ذلك، الأخير عن أبي عبيد ومنه الحديث: أنه نظر إلى نعم بني المصطلق. وقد عبست في أبوالها وأبعارها من السمن فتقنع بثوبه وقرأ: ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم قال: وإنما عداه بفي لأنه في معنى: انغمست. وذكر اللغتين جميعا ابن القطع في الأبنية، فاقتصار المصنف رحمه الله تعالى على إحداهما قصور. وعبس الوسخ في يده وعلى يده عبسا، كفرح: يبس. وعلقمة بن عبس، محركة: أحد الستة الذين ولوا عثمان، رضي الله تعالى عنه. هكذا في سائر النسخ، ومثله في التكملة والعباب، وهو غلط نشأ عن تحريف تبع فيه الصاغاني، وصوابه وروا عثمان، ويشهد له ما في التبصير: أحد الستة الذين دفنوا عثمان. قال: وذكره ابن قتيبة في غريبه. وعمرو بن عبسة بن عامر السلمي: صحابي مشهور سابق، نزل دمشق. والعبس بالفتح: نبات، ذكره ابن دريد، وقال أبو حاتم: فارسيته: شابابك، وقال مرة: أو سيسنبر، و يقال هو البرنوف، بالمصرية، كما سيأتي في محله وعبس: جبل، وقيل: ماء بنجد بديار بني أسد. وعبس: محلة بالكوفة نزلها بنو عبس، ومنها العبسيون المحدثون. ومن الضوابط أن من كان من أهل الكوفة فهو بالموحدة، منسوب إلى هذه المحلة، ومن كان من أهل الشام فهو بالنون، ومن كان من أهل البصرة فهو بالشين المعجمة، نقله الحافظ. وعبس: اسم أصله الصفة، وهو عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان: أبو قبيلة مشهورة. وعقبه المشهور من قطيعة، وورقة، وهو إحدى الحجرات، وقد مر لها ذكر في م ر ر. وعبيس، كزبير، تصغير عبس وعبس، وقد يكون تصغير عباس وعابس، على الترخيم، وقدت سمي به، منهم عبيس بن بيهس، وعبيس بن ميمون - ضعفوه -: محدثان، بل الأخير من أتباع التابعين. و عبيس بن هشام الناشري، شيخ للشيعة، ألف في مذهبهم. وعبوس، كتنور: ع، نقله الصاغاني. قال كثير يصف الظعن:

طالعات الغميس من عبوس      سالكات الخوي من أملال وقال ابن دريد: العبوس، كجرول: الجمع الكثير، هكذا ضبطه الصاغاني. وتعبس الرجل، إذا تجهم وتقطب. ومما يستدرك عليه: العبس، محركة: الوذح. وعبس الثوب، كفرح: يبس عليه الوسخ. والرجل اتسخ. والعبس أيضا: بول العبد في الفراش إذا تعوده وبان أثره على بدنه وفراشه، على التشبيه، ومنه حديث شريح: أنه كان يرد من العبس.

والعوابس: الذئاب العاقدة أذنابها، قاله ابن السكيت، وأنشد بيت الهذلي:

ولقد شهدت الماء لم يشرب بـه     زمن الربيع إلى شهور الصيف
إلا عوابس كالمـراط مـعـيدة     بالليل مورد أيم متـغـضـف

وقد أعبس الذئب، وقال أبو تراب: هو جبس عبس لبس، إتباع. والعبسان: اسم أرض، قال الراعي:

أشاقتك بالعبسين دار تنكرت     معارفها إلا البلاد البلاقعا

صفحة : 4008

وأبو الفرج عبد القاهر بن نصر بن أسد بن عبسون، قاضي سنجار، روى عن أبيه، عن أنس، بخبر باطل، وعنه أسعد بن يحيى. ومحمد بن أحمد بن عبسون البغدادي، عن الهيثم بن خلف الدوري. والعباسية: قرية بخالص بغداد، غير التي في نهر الملك. ومحلة كانت ببغداد قرب باب البصرة، وقد خربت الآن، تنسب إلى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. والعبسية: ماءة بالعريمة بين جبلى طيء، الثلاثة نقلها لصاغاني. ومنية العبسي قرية بغربية مصر، منها العز بن عبد العزيز بن محمد بن محمد بن محمد القاهري، ناظر ديوان الأحباس، مات سنة 898. وعبس بن عامر بن عدي السلمي: صحابي عقبي بدري. وعبس بن سمارة بن غالب بن عبد الله بن عك بن عدثان: قبيلة عظيمة باليمن تحتوي على شعوب وأفخاذ، يذكر بعضها في مواضعها.

ع ب ف س
ومما يستدرك عليه: العبنفس، كسفرجل، بالفاء: من جدتاه عجميتان، كالعبنقس، بالقاف، كذا في اللسان.

ع ب ق س
عبقس، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: العبقس والعبقوس كجعفر وعصفور: دويبة، وكذلك العبقص والعبقوص، بالصاد. قال: والعبنقس، كسفرجل: السيئ الخلق. وأيضا: الناعم الطويل من الرجال، قال رؤبة: شوق العذارى العارم العبنقسا. والعبنقس: الذي جدتاه من قبل أبويه أعجميتان، كالعقنبس، وقد قيل: إنه بالفاء، كما تقدم. وقال ابن السكيت: هوا لذي جدتاه من قبل أمه وأبيه أعجميتان، وامرأته أعجمية، والفلنقس: الذي هو عربي لعربيتين، وجدتاه من قبل أبويه أمتان، وامرأته عربية. والعبقسي: نسبة إلى عبد القيس القبيلة المشهورة، كالعبدري: إلى عبد الدار، ويقال أيا: العبدي، وقد تقدم في ع ب د. والعبنقساء: الرجل النشيط، فيما يقال، كما في العباب: والعبقيس: بقايا عقب الأشياء، كالعقابيل، نقله الصاغاني عن ابن عباد، وسيأتي في عقبس وقال غيره: يجوز أن تكون السين بدلا من اللام. ومما يستدرك عليه: عبقس: من أسماء الداهية، نقله صاحب اللسان.

ع ت س
عتاس، كشداد، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو جد والد إسماعيل بن الحسن بن علي المحدث. قلت: هو الصيرفي، روى عن الحسين بن يحيى بن عياش القطان.

ع ت ر س
العترس، كجعفر وعذور: الحادر الخلق العظيم الجسيم العبل المفاصل منا، كالعردس، والضخم المحازم من الدواب، نقله الصاغاني. والعبرس، كجعفر: الأسد، كالعنتريس. والعترس: الديك، كالعترسان، بالضم، كلاهما عن أبي عمرو. والعتريس، بالكسر: الجبار الغضبان، وقال الليث: هو الغول الذكر، وقيل: العتريس: الداهية، قال ابن فارس: التاء فيه زائدة، وإنما هو من عرس الشيء، إذا لزمه، كالعنتريس، والنون زائدة. والعترسة: الأخذ بالشدة وبالجفاء والعنف والغلظة. وقيل: هو الأخذ غصبا، يقال: أخذ ماله عترسة وعترسه ماله، متعد إلى مفعولين، أي غصبه إياه وقهره.

وعترسه: ألزقه بالأرض، وقيل: جذبه إليها وضغطه ضغطا شديدا. والعنتريس: الناقة الغليظة الصلبة الوثيقة الشديدة الكثيرة اللحم الجواد الجريئة، وقد يوصف به الفرس، قال أبو دواد يصف فرسا:

صفحة : 4009

كل طرف موثق عنتريس     مستطيل الأقراب والبلعوم قال سيبويه: هو من العترسة التي هي الشدة، لم يحك ذلك غيره. قال الجوهري: النون زائدة، لأنه مشتق من العترسة. ومما يستدرك عليه: العترس والعترس والعتريس: الضابط الشديد. وعتريس: اسم للشيطان. والعنتريس: الشجاع.

ع ج س
العجس، مثلثة العين: مقبض القوس الذي يقبضه الرامي منها، وقيل: هو موضع السهم منها، وكذلك عجزها، كالمعجس، كمجلس، وقال أبو حنيفة، رحمه الله: عجس القوس: أجل موضع فيها وأغلظه، وقول الراجز: وفتية نبهتهم بالعجس. قيل: طائفة من وسط الليل، كأنه مأخوذ من عجس القوس، يقال: مضى عجس من عجس القوس، يقال: مضى عجس من الليل. أو عجس الشيء: سواد الليل أو غيره أو آخره، عن الليث. وعجسه عن حاجته يعجسه عجسا: حبسه عنها، وكذلك تعجسه. وعجسه أيضا: قبضه، كذا في العباب. والعجوس، كصبور: السحاب الثقيل الذي لا يبرح. والعجوس: المطر المنهمر فلا يقلع، قال رؤبة:

أوطف يهدي مسبلا عجوسا وعجست به الناقة تعجس عجسا: نكبت به عن الطريق من نشاطها، وكذلك تعجست، قال ذو الرمة:

إذا قال حادينا أيا عجسـت بـنـا       صهابية الأعراف عوج السوالف ويروى: عجست بنا، بالتشديد، كما ضبطه الأموي، فهي لغات ثلاث، ذكر الصاغاني منها واحدة وقلده المصنف، وأغفل عن الاثنتين. والأعجس: الشديد العجس، أي الوسط. نقله الصاغاني. والعجاساء، ممدودا: القطعة العظيمة من الإبل قال الراعي يصف إبلا:

إذا سرحت من منزل نام خلفها    بميثاء مبطان الضحى غير أروعا
وإن بركت منها عجساء جلة     بمحنية أشلى العفاس وبروعا

العفاس وبروع: اسم ناقتين. يقول: إذا استأخر من هذه الإبل عجاساء دعا هاتين الناقتين فتبعهما الإبل. قال ابن بري: وهو في شعره: خذلت أي تخلفت. والعجاساء: الإبل العظام المسان. ويقصر، قال:

وطاف بالحوض عجاسا حوس . وأنكر أبو الهيثم القصر، قال ابن بري: ولا تقل: جمل عجاساء. والعجاساء أيضا: القطعة من الليل. والعجاساء: الظلمة المتراكمة، ج عجاساء، بالمد أيضا فالمفرد والجمع سواء، هكذا مقتضى صنيعه، والذي في كتاب الأرموي أن الجمع بالمد والمفرد بالقصر، فليتأمل.

وقال أبو عبيدة: العجاساء: الموانع من الأمور، يقال: عجستني عجاساء الأمور عنك. وعجاساء: رملة عظيمة بعينها، نقله الصاغاني. والعجس، كندس: العجز، ج: أعجاس، كأعجاز، قاله أبو حنيفة، وأنشد لرؤبة:

وعنق تم وجوز مهراس     ومنكبا عز لنا وأعجاس والعجسة، بالضم: الساعة من الليل، وهي الهتكة والطبيق، عن ابن الأعرابي.


صفحة : 4010

والعجوس، مقتضى سياقه الفتح، ونقله في التكملة، والصواب بالضم، وهو إبطاء مشي العجاساء من الإبل، عن ثعلب، وهي الناقة السمينة تتأخر عن النوق لثقل قتالها، وقتالها: شحمها ولحمها. العجوس، كعلوص: العجول وزنا ومعنى، عن ابن عباد. وفحل عديس، كخسيس، وعجيساء وعجاساء: عاجز عن الضراب، وهو الذي لا يلقح. والعجسي، كخليفى: اسم مشية بطيئة، وقال أبو بكر بن السراج: عجيساء مثل قريثاء. وفي الأمثال: لا آتيك سجيس عجيس، كلاهما كأمير، كما ضبطه الصاغاني، والصواب أن عجيسا مصغر، أي طول الدهر، لأنه يتعجس، أي يبطيء فلا ينفد أبدا، وقد تقدم في س ج س. وتعجس أمره: تتبعه وتعقبه، ومنه حديث الأحنف: فيتعجسكم في قريش، أي يتتبعكم. ويقال: تعجست الأرض غيوث، إذا أصابها غيث بعد غيث فتثاقل عليها. وتعجس الرجل: خرج بعجسة من الليل، أي بسحرة، وكأنه أخذه من قول زهير.

بكرن بكورا واستعن بعجسة على ما رواه ابن الأعرابي، ليطابقه بالرواية المشهورة وهي: واستحرن بسحرة. وتعجس بهم: حبسهم، عن شمر، ولا يخفى أن هذا لو ذكره عند عجسه عن حاجته، كان أصاب، فإن المعنى واحد، فلا يناسب تفريقهما. وتعجس بهم، إذا أبطأ بهم وتأخر، يقال: تعجست بي الراحلة. وتعجس فلانا: عيره على أمر أمره به. وتعجسه عرق سوء وتعقله وتثقله، إذا قصر به عن المكارم، عن شمر، ومنه الحديث: يتعجسكم عند أهل مكة، أي يضعف رأيكم عندهم. والمتعجس المتسحر، وقد ذكر في موضعه. ومما يستدرك عليه: العجس: شدة القبض على الشيء. وعجس السهم، بالكسر: ما دون ريشه. وعجيساء الليل: ظلمته المتراكمة. وعجست الدابة تعجس عجسانا: ظلعت. والعجساء: الناقة العظيمة الثقيلة الحوساء، أي الكثيرة الأكل. والعجيساء: مشية فيها ثقل. وعجس وتعجس: أبطأ. ولا آتيك عجيس الدهر، أي آخره. والعجاسى، بالقصر: التقاعس. وعجساء: موضع. والعيجوس: سمك صغار يملح. وتعجسه، إذا ضعف رأيه. وقال ابن الأعرابي: العجسة، بالضم: سواد الليل، وبه فسر قول زهير حسبما رواه، قال: وهذا يدل على أن من رواه: واستحرن بسحرة لم يرد تقديم البكور على الاستحار. وتعجس: تأخر. وبنو العجيس، كأمير: قبيلة من البربر بالمغرب، ومنهم عالم الدنيا أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن مرزوق العجيسي التلمساني، يعرف بحفيد ابن مرزوق، وبابن مرزوق، ولد سنة 766، وأخذ عن ابن عرفة، والبلقيني، وابن الملقن، والعراقي، ومات بتلمسان سنة 842.

ع ج س
العجنس، كعملس، أهمله الجوهري، وقال السيرافي هو الجمل الضخم الشديد مع ثقل وبطء، قيل: هو الصلب الشديد، وقد أورد الجوهري هذا الحرف في ع ج س بناء على أن النون زائدة، وأنشد للعجاج:

يتبعن ذا هدهد عجنسا    إذا الغرابان به تمرسا

صفحة : 4011

قال ابن بري: ليس البيت للعجاج، وهو لجري الكاهلي، وقال الصاغاني: وللعجاج أرجوزة أولها: يا صاح هل تعر رسما مكرسا، ليس ما ذكره الجوهري منها، وإنما هو لعلقة التيمي، وأنشده أبو زياد الكلابي في نوادره لسراج ابن قرة الكلابي. قلت: وأنشد الأزهري للعجاج:

عصبا عفرني جحدبا عجنسا ، فظهر بمجموع ما ذكرنا أن الجوهري لم يتركه، وإنما ذكره في موضعه، لزيادة نونه عنده، فكتابة المصنف إياه بالحمرة محل نظر، وقد يختار في كتابه مثل هذا كثيرا فيظن من لا اطلاع له على الأصول المصححة أنه مما استدرك به عليه وليس كما ظن، فتأمل. وقد أغفل عن ذكر الجمع، وقد صرح الأزهري أن جمعه عجانس، بحذف الثقيلة، لأنها زائدة. والعجانس: الجعلان، مقلوبة الجعانس، عن ابن عباد، وقد سبق ذكره. ومما يستدرك عليه: العجنس: الضخم من الغنم، أورده الأزهري. والعجنس: الأسد، أورده الصاغاني. وأحمد بن محمد بن العجنس العجنسي النسفي، محدث، روى عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان.

ع د ب س
العدبس، كعملس، وكجعفر أيضا، كما في المحكم: الشديد الموثق الخلق العظيم من الإبل وغيرها، ج عدابس، قال الكميت يصف صائدا:

حتى غدا وغدا له ذو بردة      شثن البنان عدبس الأوصال والعدبس، كجعفر وعملس: الشرس الخلق من الإبل، عن ابن دريد. وقيل: هو الضخم العظيم، وبه سمي الرجل عدبسا. العدبس: رجل كناني من أعراب كنانة. وأبو العدبس الأكبر: منيع ابن سليمان الأسدي، ويقال: الأشعري، تابعي، يروي عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وعنه عاصم الأحول. وأما أبو العدبس الأصغر، قال أبو حاتم: اسمه تبيع ابن سليمان، وقال في موضع آخر: لا يسمى. روى عن أبي مرزوق، وعنه أبو العنبس. وسيأتي في ت ب ع. وفاته جعفر بن محمد الكندي ابن بنت عدبس، شيخ تمام. ومما يستدرك عليه: عدبس: طويل، وقصير، عن ابن عباد، ضد. والعدبسة: الكتلة من التمر، نقله ابن الأعرابي. وعبد الله بن أحمد العدبسي الدمشقي، ويعرف بابن عدبس، روى عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، وعنه الدارقطني. مات بعد العشرين والثلاثمائة. ذكره السمعاني.

ع د س
عدس يعدس عدسا، من حد ضرب: خدم، عن أبي عمرو، ونقله ابن القطع أيضا. وعدس في الأرض يعدس عدسا، بالفتح، وعدسانا، محركة، وعداسا، ككتاب، وهذان عن ابن عباد، وعدوسا، كعقود: ذهب، يقال: عدست به المنية، قال الكميت:

أكلفها هول الظلام ولـم أزل     أخا الليل معدوسا إلي وعادسا

صفحة : 4012

أي يسار إلي بالليل. وعدس المال عدسا: رعاه، عن ابن عباد. والعدس، بالفتح: الحدس، وزنا ومعنى، وهو الذهاب في الأرض كما تقدم. والعدس والحدس: شدة الوطء على الأرض. والعدس والحدس: الكدح. ومن أسماء العرب عدس وحدس، كزفر، قال الجوهري: وعدس مثل قثم: اسم رجل، وهو زرارة بن عدس، أو صوابه عدس، بضمتين، اسم رجل، كما قاله ابن بري، وقال: رواه ابن الديناري عن شيوخه. أو عدس ابن زيد بن عبد الله بن دارم من تميم، بضمتين خاصة، ومن سواه كزفر،قال ابن بري: وكذلك ينبغي في زرارة بن عدس، فإنه من ولد زيد أيضا. قلت: وهذه الضابطة التي نقلها ابن بري قد صرح بها ابن حبيب في كتاب مختلف القبائل أيضا هكذا. وعدس المذكور من تميم من ذريته صحابة وأشراف. قال الحافظ لكن في الصحابة وكيع بن عدس، بضمتين، نعم قال أحمد بن حنبل: إن الصواب أنه بالحاء المهملة. وكلام المصنف، رحمه الله، هنا غير محرر، فإنه خلط كلام الجوهري مع كلام ابن بري وإيراده، ولو اقتصر على ذكر الضابطة المشهورة لأصاب، فتأمل. والعدوس، كصبور: الجريئة القوية، على السير، عن ابن عباد. ورجل عدوس السرى: قوي عليه، والذي نصوا عليه: رجل عدوس الليل، أي قوي على السرى. هكذا نص عبارتهم، وكذلك الأنثى بغير هاء، يكون في الناس والإبل، وقال جرير:

لقد ولدت غسان ثالثة الشوىعدوس السرى لا يقبل الكرم جيدها يعني ضبعا. وثالثة الشوى: يعني أنها عرجاء، فكأنها على ثلاث قوائم، كأنه قال: مثلوثة الشوى. والعدس، محركة: حب، م، معروف، ويقال له: العلس والبلس، والعدسة، بهاء: واحدته، وإنما خالف هنا قاعدته ليفرع عليه ما يأتي بعده من المعنى، وقد تفعل ذلك أحيانا من باب التفنن. قال الليث: العدسة: بثرة صغيرة شبيهة بالعدسة تخرج بالبدن مفرقة كالطاعون فتقتل غالبا، وقلما يسلم منها، وقد عدس، كعني، فهو معدوس: خرج به ذلك. وفي حديث أبي رافع: أن أبا لهب رماه الله بالعدسة، وهي من جنس الطاعون، كما صرح به غير واحد، وكانت قريش تتقي العدسة وتخاف عدواها، وعدس وحدس: زجر للبغال خاصة، عن أبن دريد، والعامة تقول: عد، قال بيهس بن صريم الجرمي:

ألا ليت شعري هل أقولن لبغلتي       عدس بعدما طال السفار وكلت وقد يعرب في ضرورة الشعر. وعدس: اسم للبغل أيضا، يسمونه بتسمية الزجر وسببه، لا أنه اسم له، لأن أصل عدس في الزجر، فلما كثر في كلامهم وفهم أنه زجر سمي به، كما قيل للحمار: سأسأ وهو زجر له فسمي به، وله نظائر غيره، قال يزيد بن مفرغ يخاطب بغلته:

عدس ما لعباد عـلـيك إمـارة     نجوت وهذا تحملين طـلـيق
فإن تطرقي باب الأمير فإننـي      لكل كريم ماجـد لـطـروق
سأشكر ما أوليت من حسن نعمة     ومثلي بشكر المنعمين خلـيق

صفحة : 4013

وعباد هذا: هو عباد بن زياد بن أبي سفيان، وكان قد ولاه معاوية سجستان، وأصحب معه يزيد المذكور، فحبسه خوفا من هجائه، فافتكه معاوية، والقصة طويلة فانظرها في حواشي ابن بري. وقال الخليل: عدس: اسم رجل كان عنيفا بالبغال أيام سليمان، صلوات الله وسلامه عليه، كانت إذا قيل لها: عدس انزعجت، وهذا غير معروف في اللغة. أو هو بالحاء، رواه الأزهري عن ابن أرقم، و قد تقدم في موضعه. وعدست به: قلت له: عدس الدابة: زجرها لتنهض، عدوسا. وعبد الله وعبد الرحمن ابنا عديس بن عمرو بن عبيد البلوي، كزبير: صحابيان، نزل عبد الله مصر، ويقال: إنه بايع تحت الشجرة، وكان أمير الجيش القادمين من مصر لحصار عثمان، رضي الله عنه، روى عنه جماعة في دمشق. عداس، كشداد: اسم، ومنهم عداس: مولى شيبة بن ربيعة، من أهل نينوى، الموصلي، له ذكر في الصحابة، وإليه نسب البستان في الطائف، وقد دخلته. وذكره السهيللي في الروض، وقال: هو غلام عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، وفيه أن عداسا حين سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر يونس بن متى عليه السلام قال: والله لقد خرجت منها، يعني نينوى وما فيها عشرة يعرفون ما متى، فمن أين عرفت متى وأنت أمي، وفي أمة أمية? فقال صلى الله عليه وسلم: هو أخي، كان نبيا وأنا نبي. وعدسة، بالتحريك: من أسماء النساء. وبنو عدسة: في طيء، وفي كلب أيضا بنو عدسة. ومما يستدرك عليه: عدس الرجل عدسا، إذا قوي على الشر، نقله ابن القطاع. وعديسة ابنة أهبان بن صيفي، لها ذكر في الترمذي. ومحمد بن عديس الكوفي، عن يونس بن أرقم، وأبو عدس أبي ابن عرين الكلبي، شاعر، مختلف في داله. وأبو الحسين محمد بن عبد الله بن عبدك الجرجاني العدسي، عن القاسم بن أبي حكيم. وأبو بكر محمد بن يوسف العدسي، جرجاني أيضا، تفقه وحدث عن أبي القاسم البقالي. وعدس بن عاصم بن قطن، ذكر ابن قانع أن له وفادة. وعدس بن هوذة البكائي، ذكره الدارقطني في الصحابة. وأبو الحجاج يسف بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عديس، كزبير، حدث عن أبي الوليد الوقشي. وأبو حفص عمر بن محمد بن عديس: إمام لغوي.

ع د ر س

صفحة : 4014

ومما يستدرك عليه: عدرس، بتقديم الدال على الراء، يقال: عدرسه عدرسة، إذا صرعه، كعردسه، ومنه العيدروس، بفتح العين، ويقال: إن الدال مقلوبة عن التاء. والعدرسة مثل العترسة: الأخذ بالجفاء والشدة، وبه سمي الأسد عيدروسا. لأخذه القلب علامة اليمن محمد بن عمر بن المبارك الحضرمي الشهير ببحرق، وبه لقب قطب اليمن محيى الدين أبو محمد عبد الله بن القطب أبي بكر بن عماد الدين أبي الغوث عبد الرحمن ابن الفقيه مولى الدويلة محمد بن شيخ الشيوخ علي بن القطب ابن عبد الله علوي بن الغوث أبي عبد الله محمد، مقدم التربة بتريم، الحسيني الجعفري، ولد رضي الله عنه في ذي الحجة سنة 811 وتوفي سنة 865. وهو جد السادة آل العيدروس باليمن. أعقب من أربعة، أبي بكر والحسين والعلوي وشيخ، ومن ولد الأخير شيخنا أعجوبة العصر والأوان، عندليب الفصاحة والإتقان، ربيب مهد السعادة، نسيب الأصل والسيادة، السلالة النبوية رداؤه، والأصالة العلوية انتهاؤه، من اجتمع فيه من المحاسن الكثير، وارتفع ذكره بين الكبير والصغير، سيدنا ومولانا، من بلطائف علومه غذانا وأروانا، السيد الأنوه الأجل قطب الملة والدين، الوجيه عبد الرحمن بن الشريف العلامة مصطفى بن الإمام المحدث المعمر القطب شيخ بن القطب السيد مصطفى بن قطب الأقطاب علي زين العابدين بن ق ب الأقطاب السيد عبد الله بن قطب الأقطاب السيد شيخ، - هو صاحب أحمد أباد - ابن القطب سيدي عبد الله بن وحيد عصره سيدي شيخ الباني بن القطب الأعظم السيد عبد الله العيدروس، أطال الله تعالى في بقائه، في نعمة سابغة عليه، وإحسان من ربنا إليه، فجده الأعلى السيد شيخ توفي سنة 918. أخذ عن أبيه وعمه القطب علي بن أبي بكر، وبه تخرج، وولده السيد عبد الله ولد سنة 881، وتوفي سنة 994، لبس عن والده وعمه القطب أبي بكر بن عبد الله، وأخذ الحديث عن الشهاب أحمد بن عبد الغفار المكي ومحمد الحطاب وإسحاق بن جمعان، والمحب بن ظهيرة، والقاضي تاج الدين المالكي، والكل لبسوا منه تبركا بمكة. وولده السيد شيخ ولد سنة 919 وتوفي بأحمد أباد سنة 999، أخذ عن الجمال محمد ابن محمد الحطاب، وأولاده: شهاب الدين أحمد، توفي ببروج سنة 1024، ومحي الدن أبو بكر عبد القادر صاحب الزهر الباسم وغيره، وعفيف الدين أبو محمد عبد الله توفي سنة 1019. وحفيده القطب السيد شيخ بن مصطفى، ممن أجازه الشيخ المعمر حسن بن علي العجمي وغيره، وهو الجد الأدنى لشيخنا المشار إليه، نظر الله بعين العناية إليه. ومناقبهم كثيرة، وأوصافهم شهيرة، ولو أعرت طرف القلم إلى استقصائها لطال، وحسبي أن أعد من خدمهم في المجال، كما قال القائل وأحسن في المقال:

ما إن مدحت محمدا بمقالتي     لكن مدحت مقالتي بمحمد

ع د م س

صفحة : 4015

العدامس، كعلابط، أهمله الجوهري، وقال أبو حنيفة، رحمه الله: هو ما كثر من يبيس الكلإ بالمكان وتراكب. ويقال: كلأ عدامس، أي متراكب، ولا يحتاج إلى ذكر الواو، فإن المعنى يتم بدونها، والاقتصار مطلوب المصنف، رحمه الله تعالى، وهكذا نقله الصاغاني بالواو، ليري المغايرة بين القولين، فكأنه قال: وقد يوصف به فيقال: كلأ عدامس، فتأمل.

ع ر ب س
العربس، بالكسر، والعربسيس، بفتح العين، نقله الليث، وقد تكسر اعتبارا بالعربس، أو هو وهم، نقله الأزهري، وقال: لأنه ليس في كلامهم على مثال فعلليل، بالفتح فكثير، نحو مرمريس، ودردبيس، وخمجرير، وما أشبهها: المتن المستوي من الأرض، قاله الليث، وقال ابن فارس: وهذا مما زيدت فيه الباء، وإنما هو من المعرس أي أنه المستوي السهل للتعريس فيه، وأنشد للطرماح:

تراكل عربسيس المتن مرتا     كظهر السيح مطرد المتون ومما يستدرك عليه: العربسيس: الداهية، عن ثعلب، نقله ابن سيده. وأرض عربسيس: صلبة شديدة، عن ابن دريد. وأنشد ثعلب:

أوفي فلا قفر من الأنيس مجدبة حدباء عربسيس وعربسوس: بلد قرب المصيصة، نقله الصاغاني.

ع ر د س
العرندس، كسفرجل، من الإبل: الشديد العظيم، يقال: بعير عرندس، قال ابن فارس: والنون والسين زائدتان، وأصله عرد، وهو الشديد. وناقة عرندس، عن أبي عمرو، وعرندس، قال العجاج:

والرأس من خزيمة العرندسا والعرندس: السيل الكثير، على التشبيه بالجمل العظيم، عن ابن فارس. والعرندس: الأسد الشديد، عنه أيضا. والعراديس: مجتمع كل عظمين من الإنسان وغيره. نقله الصاغاني عن ابن عباد. وقال الأزهري: يقال: أخذه فعردسه ثم كردسه، فأما عردسه فمعناه صرعه وأما كردسه فأوثقه. ومما يستدرك عليه: ناقة عرندسة: أي قوية طويلة القامة، قال الكميت:

أطوي بهن سهوب الأرض مندلثا      على عرندسة للخرق مسـبـار وعز عرندس: ثابت. وحي عرندس، إذا وصفوا بالعز والمنعة.

ع ر س
العروس: نعت يستوي فيه الرجل والمرأة، وفي الصحاح: ما داما في إعراسهما، وقال ابن الأثير: وهو اسم لهما عند دخول أحدهما بالآخر، وفي الحديث: فأصبح عروسا وفي المثل: كاد العروس يكون أميرا. ومن العروس للمرأة قول أبي زبيد الطائي:

كأن بنحره وبمن?كبـيه      عبيرا بات تعبؤه عروس

صفحة : 4016

وهم عرس، بضمتين، وأعراس، وهن عرائس. والعروس: حصن باليمن من حصون النجاد. وقولهم في المثل: لا عطر بعد عروس، أول من قال ذلك امرأة اسمها أسماء بنت عبد الله العذرية، واسم زوجها، وكان من بني عمها، عروس، ومات عنها فتزوجها رجل من قومها أعسر أبخر بخيل دميم، يقال له: نوفل، فلما أراد أن يظعن بها قالت: لو أذنت لي رثيت ابن عمي وبكيت عند رمسه. فقال: افعلي، فقالت: أبكيك يا عرس الأعراس، هكذا بضم الراء في النسخ، وصوابه بالواو يا ثعلبا في أهله وأسدا عند الناس، هكذا بالنون في النسخ، وصوابه بالموحدة، مع أشياء ليس يعلمها الناس. فقال: وما تلك الأشياء: فقال: كان عن الهمة غير نعاس، ويعمل السيف صبيحات أنباس، هكذا في النسخ، بالنون والموحدة على النون، وفي التكملة: صبيحات الباس، ولعله الصواب، أو صبيحات امباس، بالميم بدل النون، على لغة حمير، كما ينطق بها أهل اليمن، ثم قال: يا عروس الأغر الأزهر، الطيب الخيم الكريم المحضر، مع أشياء لا تذكر. فقال: وما تلك الأشياء? قال: كان عيوفا للخنا والمنكر، طيب النكهة غير أبخر، أيسر غير أعسر. فعرف الزوج أنها تعرض به، فلما رحل بها قال: ضمي إليك عطرك، وقد نظر إلى قشوة عطرها مطرحة، فقالت: لا عطر بعد عروس، فذهبت مثلا، نقله الصاغاني هكذا. أو المثل: لا مخبأ لعطر بعد عروس قال المفضل: تزود رجل يقال له: عروس امرأة فهديت إليه فوجدها تفلة: ونص المفضل: فلما هديت له وجدها نغلة، فقال لها: أين عطرك? فقالت: خبأته، فقال لها: لا مخبأ لعطر بعد عروس، وقيل: إنها قالته بعد موته، فذهبت مثلا. قال الصاغاني: يضرب لمن لا يؤخر، هكذا في النسخ بالواو، وصوابه: لا يدخر عنه نفيس. والعروسين: حصن باليمن، كذا يقال بالياء. ووادي العروس: ع، قرب المدينة المشرفة، على طريق الحاج إلى العراق. والعرس، بالكسر: امرأة الرجل في كل وقت، قال الشاعر:

وحوقل قـربـه مـن عـرسـه      سوقي وقد غاب الشظاظ في استه وعرسها أيضا: رجلها، لأنهما اشتركا في الاسم، لمواصلة كل منهما صاحبه وإلفه إياه. قال العجاج:

أزهر لم يولد بنجم نحـس      أنجب عرس جبلا وعرس أي أنجب بعل وامرأة، وأراد أنجب عرس وعرس جبلا، وهذا يدل على أن ما عطف بالواو بمنزلة ما جاء في لفظ واحد، فكأنه قال: أنجب عرسين جبلا، لولا إرادة ذلك لم يجز هذا، لأن جبلا وصف لهما جميعا، ومحال تقديم الصفة على الموصوف. وجمع العرس التي هي المرأة، والذي هو الرجل: أعراس، والذكر والأنثى عرسان، قال علقمة يصف ظليما:

حتى تلافى وقرن الشمس مرتفعأدحي عرسين فيه البيض مركوم قال ابن بري: تلافى: تدارك، والأدحي: موضع بيض النعامة. وأراد بالعرسين الذكر والأنثى، لأن كل واحد منهما عرس لصاحبه. ولبؤة الأسد: عرسه، ج أعراس، وقد استعاره الهذلي للأسد، فقال:

ليث هزير مدل حول غابته     بالرقمتين له أجر وأعراس

صفحة : 4017

أجر: جمع جرو. والبيت لمالك ابن خالد الخناعي. وابن عرس بالكسر: دويبة معروفة دون السنور، أشتر أصلم أسك، لها ناب. وقال الجوهري: تسمى بالفارسية: راسو، ج: بنات عرس، هكذا يجمع الذكر والأنثى المعرفة والنكرة، تقول: هذا ابن عرس مقبلا، وهذا ابن عرس آخر مقبل. ويجوز في المعرفة الرفع، ويجوز في النكرة النصب، قاله المفضل والكسائي. وقال الجوهري بعد ذكر الجمع، وكذلك ابن آوى وابن مخاض وابن لبون وابن ماء تقول: بنات آوى، وبنات مخاض وبنات لبون، وبنات ماء. وحكى الأخفش: بنات عرس وبنو عرس، وبنات نعش وبنو نعش. والعرسي، بالكسر: صبغ من الأصباغ، سمي به لكونه كأنه يشبه لون ابن عرس، الدابة. وعرس البعير يعرسه ويعرسه عرسا، من حد ضرب وكتب: شد عنقه إلى ذراعه وهو بارك، وذلك الحبل: عراس، ككتاب، يقال: العرس: إيثاق عنق البعير مع يديه جميعا، فإن كان إلى إحدى يديه فهو العكس، واسم الحبل العكاس، وسيأتي في موضعه. وعرس عني: عدل وتأخر. وقال ابن الأعرابي: العرس، بالفتح: عمود في وسط الفسطاط. والعرس أيضا: الإقامة في الفرح. والحبل. وأيضا: الفيل الصغير، ويضم في هذه، ج أعراس، وبائعها عراس ومعرس، كشداد ومحدث، ويروى أيضا معرس، كمنبر، قال: وقال أعرابي: بكم البلهاء وأعراسها: أي أولادها. والعرس: حائد. يجعل بين حائطي البيت الشتوي لا يبلغ به أقصاه، ثم يوضع الجائز من طرف ذلك الحائط الداخل إلى أقصى البيت، ويسقف البيت كله، فما كان بين الحائطين فهو سهوة، وما كان تحت الجائز فهو المخدع، والصاد فيه لغة، وسيذكر في موضعه. زاد الجوهري: ليكون البيت أدفأ، وإنما يكون ونص الجوهري: وإنما يفعل ذلك بالبلاد الباردة، ويسمى بالفارسية: بيجه، وذلك البيت معرس، كمعظم، أي عمل له عرس، وقد عرس تعريسا. قال الجوهري: وذكر أبو عبيدة في تفسيره شيئا غير هذا لم يرتضه أبو الغوث. والعرس، محركة: الدهش، يقال: عرس، كفرح، بالسين والشين، عرسا فهو عرس ككتف. وفي حديث حسان بن ثابت: أنه كان إذا دعي إلى طعام قال: أفي خرس أو عرس أو إعذار العرس، بالضم وبضمتين: مهنة الإملاك والبناء، وقيل: طعامه خاصة، وقال أبو عبيد، في قوله عرس: يعني طعام الوليمة، هو الذي يعمل منه العرس، يسمى عرا باسم سببه، قال الأزهري: العرس: اسم من أعرس الرجل بأهله، إذا بنى عليها ودخل بها، ثم تسمى الوليمة عرسا، وهو أنثى تؤنثها العرب، وقد تذكر، قال الراجز:

إنا وجدنا عرس الحنـاط
لئيمة مذمومة الـحـواط
ندعى مع النساج والخياط

صفحة : 4018

ج أعراس وعرسات، بضمتين. والعرس أيضا: النكاح، لأنه المقصود بالذات من الإعراس. والعرس ككتف: الأسد للزومه افتراس الرجال، أو للزومه عرينه. والعرساء، كالشهداء في جمع شهيد: ع، نقله الصاغاني، وضبطه، وإنما هو: العريساء، كما ذكره ابن دريد، وذكره الصاغاني أيضا. وعرس الرجل، كفرح، عرسا: بطر، فهو عرس، يروى بالسين والشين جميعا. وعرس به عرسا: لزمه، وعرس الصبي بأمه عرسا: لزمها وألفها، كأعرسه. وعرس علي ما عنده: امتنع، عن ابن الأعرابي. والمعرس، كمنبر: السائق الحاذق السياق، إذا نشطوا سار بهم، وإذا كسلوا عرس بهم، أي نزل بهم. والعريس، كسكيت، وبهاء: الشجر الملتف، مأوى الأسد في خيسه، قال رؤبة:

أغياله والأجم العريسا وصف به، كأنه قال: والأجم الملتف، أو أبدله لأنه اسم. وفي المثل:

كمبتغي الصيد في عريسة الأسد. وقال طرفة:

كليوث وسط عريس الأجم وذات العرائس:ع، قال غسان ابن ذهيل السليطي:

لهان عليها ما يقول ابـن ديسـق      إذا ما رغت بين اللوى والعرائس وأعرس الرجل: اتخذ عرسا، أي وليمة. وأعرس بأهله: بنى عليها، وفي التهذيب: بنى بها، وكذا عرس بها، وأنكره ابن الأثير، ونسبه الجوهري للعامة. وأعرس القوم في السفر: نزلوا في آخر الليل للاستراحة، ثم أناخوا وناموا نومة خفيفة، ثم ساروا مع انفجار الصبح سائرين، كعرسوا تعريسا، وهذا أكثر، واعرسو لغة قليلة، قال لبيد:

قلما عرس حتى هجـتـه     بالتباشير من الصبح الأول وأنشدت أعرابية من بني نمير:

قد طلعت حمراء فنطليس     ليس لركب بعدها تعريس وقيل: التعريس: أن يسير النهار كله وينزل أول الليل، وقيل: هو النزول في المعهد، أي حين كان من ليل أو نهار، وقال زهير:

وعرسوا ساعة في كثب أسنمة       ومنهم بالقسوميات معـتـرك والموضع: معرس، كمكرم، ومعرس، كمعظم، ومنه سمي معرس ذي الحليفة، عرس فيه صلى الله عليه وسلم، وصلى فيه الصبح ثم رحل. وقال الليث: اعترسوا عنه، إذا تفرقوا، وقال الأزهري: هذا حرف منكر، لا أدري ما هو. وتعرس لامرأته: تحبب إليها وألفها، قاله الزمخشري، ونقله ابن عباد أيضا. وليلة التعريس، هي الليلة التي نام فيها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، والقصة مشهورة في كتب السير والحديث. ومما يستدرك عليه: عرس الرجل عرسا، كفرح: أعيا، وقيل: أعيا عن الجماع، نقله ابن القطاع. وعرس عنه: جبن وتأخر، قال أبو ذؤيب:

حتى إذا أدرك الرامي وقد عرستعنه الكلاب فأعطاها الذي يعد

صفحة : 4019

والشين لغة فيه، عن ابن الأعرابي، كما سيأتي. وعرس الشيء عرسا: اشتد. وعرس الشر بينهم: شب ودام والعرس، ككتف: الذي لا يبرح موضع القتال شجاعة. والعروس، بالضم: لغة في العروس، بالفتح، عن ابن الأعرابي. وتصغيره: عريس، ومنه حديث ابن عمر: أن امرأة قالت له: إن ابنتي عريس قد تمعط شعرها. وإنما لم تلحقه تاء التأنيث وإن كان مؤنثا، لقيام الحرف الرابع مقامه، وتصغير العرس بالضم، بغير هاء، وهو نادر، لأن حقه الهاء، إذ هو مؤنث على ثلاثة أحرف. وأعرس بها، إذا غشيها، والعامة تقول عرس بها، قال الراجز يصف حمارا:

يعرس أبكارا بها وعنسـا      أكرم عرس باءة إذ أعرسا وفي حديث عمر رضي الله عنه: أنه نهى عن متعة الحج، وقال: قد علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ولكن كرهت أن يظلوا معرسين بهن تحت الأراك، أي ملمين بالنساء، وهذا يدل أن إلمام الرجل بأهله يسمى إعراسا أيام بنائه عليها، وبعد ذلك، لأن تمتع الحاج بامرأته يكون من بعد بنائه عليها. وفي حديث آخر: أعرستم الليلة? قال: نعم قال ابن الأثير: أعرس فهو معرس، إذا دخل بامرأته عند بنائها وأراد به هنا الوطء، فسماه إعراسا، لأنه من توابع الإعراس، قال: ولا يقال فيه: عرس. والمعرس، كمنبر: الذي يغشى امرأته، وقيل: هو الكثير التزوج، وقيل: هو الكثير النكاح. وعرس البعير عرسا: أوثقه بالعراس، وهو الحبل، قاله ابن القطاع. والعريس، كسكيت: منبت أصل الإنسان في قومه، قال جرير:

مستحصد أجمي فيهم وعريسي والعراس، كشداد: بائع الأعراس، وهي الحبال. وأعرس الفحل الناقة: أبركها للضراب، وفي التكملة: أكرهها للبروك. والإعراس: وضع الرحى على الأخرى، قال ذو الرمة:

كأن على إعراسـه وبـنـائه       وئيد جياد قرح ضبرت ضبرا أراد: على موضع إعراسه. والعروس: ضرب من النخل، حكاه أبو حنيفة، رحمه الله. وهذه عرائس الإبل، لكرامها، حكاه الزمخشري.

والعريساء: موضع، عن ابن دريد. والمعرسانيات: أرض، قال الأخطل:

وبالمعرسانيات حل وأرزمـت      بروض القطا منه مطافيل حفل قال الأزهري: ورأيت بالدهناء جبالا من نقيان رمالها يقال لها: العرائس، ولم أسمع لها بواحد. وعرس، بالضم: موضع ببلد هذيل. وسوق بني العروس: قرية من أعمال مصر. والعروس بلدة باليمن من أعمال الحجة. ومحمد بن أحمد بن العريسة، بالضم وتشديد التحتية المكسورة، سمع أبا الوقت، وهو لقب جده. وعرس بن عميرة الكندي، بالضم، وكذا عرس بن عامر بن ربيعة العامري. وعرس بن قيس بن سعيد الكندي: صحابيون. وعرس بن فهد الموصلي، وأبو الغنائم عبد الله بن أحمد بن عرس ومحمد بن هبة الله بن عرس: محدثون. وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عرس المصري، بالكسر: من شيوخ الطبراني، والقاضي محمود بن أحمد الزنجاني، يلقب بان عرس، روى عن الناصر لدين الله بالإجازة، ضبطه ابن نقطة بالكسر.

ع ر ط س

صفحة : 4020

عرطس الرجل: تنحى عن القوم، مثل عرطز، قاله الجوهري. وزاد الأزهري: وابن القطاع: عرطس، إذا ذل عن مناواتهم ومنازعتهم وأنشد الأزهري:

وقد أتاني أن عبدا طمرسا      يوعدني ولو رآني عرطسا

ع ر ف س
العرفاس، بالكسر، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هي الناقة الصبور على السير، ونقل شيخنا عن أبي حيان أن السين فيه زائدة للإلحاق بسرداح، قال: والعرف، بالكسر: الصبر. والعرفاس: الأسد، عن ابن عباد، أو الصواب في هذا: العفراس، مقدمة الفاء، وسيأتي في موضعه قريبا. والعرفسيس، كزنجبيل: الضخم الشديد من الإبل والنساء، يقال: ناقة عرفسيس، وامرأة عرفسيس.

ع ر ك س
عركس الشي: جمع بعضه على بعض. واعرنكس، أي ارتكم وتراكب واجتمع بعضه على بعض، نقله الخليل، قال العجاج:

واعرنكست أهواله واعرنكسا. واعرنكس الشعر: اشتد سواده ويقال: شعر عرنكس ومعرنكس: كثير متراكب كثيف أسود، وكذلك معلنكس ومعلنكك. وليلة معرنكسة: مظلمة. وقال ابن فارس: هو منحوت من عكس وعرك، وذلك أنه شيء يتراد بعض على بعض ويتراجع ويعارك بعضه بعضا، كأنه يلتف به.

ع ر م س
العرمس، بالكسر: الصخرة. والعرمس: الناقة الصلبة الشديدة، وهو منه، شبهت بالصخرة، قال ابن سيده، وقوله، أنشده ثعلب:

رب عجوز عرمس زبون لا أدري، أهو من صفات الشديدة، أم هو مستعار فيها. وقيل: العرمس من الإبل: الأديبة الطيعة القياد، والأول أقرب إلى الاشتقاق، أعني أنها الصلبة الشديدة. والعرمس، كعملس: الماضي الظريف منا، عن أبي عمرو، يقال: هو مقلوب عمرس، كما سيأتي. وعرمس الرجل، إذا صلب بدنه بعد استرخاء، وهذا نقله الصاغاني.

ع ر ن س
العرناس، كقرطاس، أهمله الجوهري، وقال الليث: هو طائر كالحمامة لا تشعر به حتى يطير من تحت قدمك فيفزعك، كالعرنوس، بالضم، وأنشد:

لست كمن يفزعه العرناس والعرناس: أنف الجبل، عن ابن الأعرابي، مثل القرناس. والعرناس: موضع سبائخ قطن المرأة، وهذا نقله الصاغاني، وقال ابن عباد: عرانيس السرر: معروفة، لا أدري ما واحدها.
ع س س


صفحة : 4021

عس يعس عسا وعسسا واعتس اعتساسا: طاف بالليل لحراسة الناس، وهو أي العس: نفض الليل من، وفي الأصول المصححة: عن أهل الريبة، والكشف عن آرائهم. وهو عاس، عن الواحد والجميع، وقيل: بل الجوهري عسس، محركة، عسيس، كأمير. وفاته: عساس وكفرة، وقيل: العسس، محركة: اسم للجمع، كرائح وروح وخادم وخدم، وليس بتكسير، لأن فعلا ليس مما يكسر عليه فاعل، وقول المصنف: كحاج وحجيج يدل على أن العاس: اسم للجمع أيضا، ومنه الحديث: هؤلاء الداج وليسوا بالحاج ونظيره من غير المدغم: كالباقر والجامل. وفي المثل: كلب - عس أوعاس، ويروى اعتس خير من كلب ربض أو رابض يضرب للحث على الكسب، يعني أن من تصرف خير ممن عجز، ويروى: كلب عس خير من أسد اندس قال الصاغاني: يضرب في تفضيل الضعيف على القوي إذا تقاعس، وأورده بعض الصوفية في بعض رسائلهم: كلب جوال خير من أسد رابض. وعس علي خبره يعس عسا: أبطأ. وعس القوم عسا: أطعمهم شيئا قليلا، نقله الصاغاني. قلت: هو قول أب] زيد، قال: ومنه أخذ العسوس من الإبل. وعست الناقة تعس عسا، إذا رعت وحدها، وهي عسوس، وكذلك القسوس. والعسوس الذئب، وزاد الجوهري: الطالب للصيد، وأنشد قول الراجز:

واللعلع المهتبل العسوس كالعساس والعسعس والعسعاس، كل ذلك للذئب الطلوب للصيد بالليل، وقد عسعس الذئب، إذا طاف بالليل، وقيل: يقع على كل السباع إذا طلبته ليلا. والعسوس أيضا: الناقة القليلة الدر وإن كانت مفيقا، أي قد اجتمع فواقها في ضرعها، وهو ما بين الحلبتين، وقد عست تعس، مأخوذ من عسست القوم. أعسهم، إذا أطعمتهم شيئا قليلا، كما تقدم قريبا، نقلا عن أبي زيد. أو هي التي لا تدر حتى تباعد من، وفي بعض الأصول المصححة: عن الناس، وقيل: هي التي إذا أثيرت للحلب، مشت ساعة ثم طوفت ثم درت، وقيل: هي السيئة الخلق التي تضجر وتتنحى عن الإبل عند الحلب أو في المبرك، ووصف أعرابي ناقة، فقال: إنها لعسوس ضروس شموس نهوس. وقيل: هي التي تعتس العظام وترتمها، عن ابن عباد. وفي اللسان والتكملة: هي التي تعتس، أي تراز، ويمسح، وفي اللسان: يلمس ضرعها، أبها لبن أم لا? وقد اعتسها المدر، وسيأتي هذا للمصنف في ذكر معنى اعتس قريبا. والعسوس: امرأة لا تبالي أن تدنو من الرجال، وقال الراغب في المفردات: هي المتعاطية للريبة بالليل. والعسوس: الرجل القليل الخير، وقد عس علي بخيره، قاله أبو عمرو. والعسوس: الطالب للصيد بالليل، من السباع مطلقا، ومنهم من عمه، فقال: هو الطالب مطلقا، ومنهم من خصه بالصيد في أي وقت:كان، ومنهم من خصه بالذئاب. والعساس، ككباب: الأقداح، وقيل: العظام منها، يعب فيها اثنان وثلاثة وعدة، الواحد: عس، بالضم، وقيل: هو أكبر من الغمر، وهو إلى الطول، والرفد أكبر منه، ويجمع أيضا على عسسة: زاد ابن الأثير: وأعساس، أيا، فهما مستدركان على المصنف. وبنو عساس: بطن منهم، نقله ابن دريد. ويقال: درت الناقة عساسا، أي كرها، وهو مصدر: عست الناقة تعس عساسا، إذا ضجرت عند الحلب. والعس، بالضم: الذكر، أنشد أبو الوازع:

صفحة : 4022

لاقت غلاما قد تشظى عسه      ما كان إلا مسه فـدسـه وقال ابن الأعرابي: العسس، بضمتين: التجار والحرصاء، هكذا في سائر النسخ، والصواب إسقاط واو العطف. وقال أيضا: العسس: الآنية الكبار. وعسعس، بالفتح غير مصروف: موضع، هكذا في سائر النسخ، فكأنه ذهل عن ضابطته في الاكتفاء بالعين عن الموضع، فجل من لا يسهو، بالبادية قيل: وإياه عنى امرؤ القيس:

ألما على الربع القديم بعسعسا كأني أنادي أو أكلم أخرسا وعسعس: جبل طويل لبني عامر وراء ضرية في بلاد بني جعفر بن كلاب، وبأسفله ماء الناصفة. وعسعس بن سلامة: فتى م، أي معروف، بالبصرة في صدر الإسلام، وفيه يقول الراجز:

فينا لبيد وأبـو مـحـياه      وعسعس نعم الفتى تبياه أي تعتمده. وداره عسعس: غربي الحمى لبني جعفر، وقد تقدم. والعسعاس، بالفتح: السراب، قال رؤبة:

وبلد يجري عليه العسـعـاس      من السراب والقتام والمسماس وقال ابن عرفة: عسعس الليل: أقبل ظلامه أو أدبر، وفي التنزيل العزيز: والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس قيل: هو إقباله بظلامه، وقيل: هو إدباره، وقال الفراء: أجمع المفسرون على أن معنى عسعس: أدبر، وكان أبو حاتم وقطرب يذهبان إلى أن هذا الحرف من الأضداد، وكان أبو عبيدة يقول: عسعس الليل أقبل، وعسعس: أدبر. وأنشد:

مدرعات الليل لما عسعسا أي أقبل، وقال الزبرقان:

وردت بأفراس عتاق وفـتـية       فوارط في أعجاز ليل معسعس أي مدبر مول. وقال أبو إسحاق بن السري: عسعس الليل، إذا أقبل، وعسعس، إذا أدبر، والمعنيان يرجعان إلى شيء واحد، وهو ابتداء الظلم في أوله وإدباره في آخره. وقال ابن الأعرابي: العسعسة: ظلمة الليل كله، ويقال: إدباربه وإقباله. وعسعس الذئب: طاف بالليل وكذا كل سبع. وعسعس السحاب: دنا من الأرض ليلا، لا يقال ذلك إلا بالليل، إذا كان في ظلمة وبرق، وأنشد أبو البلاد النحوي:

عسعس حتى لو يشاء إدنا      كان له من ضوئه مقبس هكذا أنشده الازهري، وقال: إدنا: أصله إذ دنا، فأدغم، وأنشده ابن سيده من غير إدغام، وقال يعني سحابا فيه برق، وقد دنا من الأرض. وعسعس الأمر: لبسه وعماه، وأصله من عسعسة الشيء: حركه، نقله الصاغاني. ويقال: جئ بالمال من عسك وبسك، لغة في حسك، وحسك وبسك إتباع، لا ينفصلان أي من حيث كان ولم يكن، وقد ذكر في موضعه. واعتس: اكتسب وطلب، كاعتسم، عن أبي عمرو. واعتس دخل في الإبل ومسح ضرعها لتدر، وأنشد أبو عبيد لابن أحمر الباهلي:

راحت الشول ول يحبهـا     فحل ولم يعتس فيها مدر والتعسعس: الشم، قاله أبو عمرو، وأنشد:

كمنخر الذئب إذا تعسعسا والتعسعس: طلب الصيد بالليل، وقد تعسعس الذئب. والمعس: المطلب، نقله ابن سيده، وأنشد للأخطل:

معقرة لا ينكر السيف وسطها     إذا لم يكن فيها معس لحالب

صفحة : 4023

والعساعس: القنافد، يقال ذلك لها لكثرة ترددها بالليل. ومما يستدرك عليه: اعتس الشي: طلبه بالليل، أو قصد. ويقال: اعتسسنا الإبل فما وجدنا عساسا ولا قساسا، أي أثرا. والعاس: الطالب. والعسيس، كأمير: الذئب الكثير الحركة، وقيل هو الذي لا يتقار. والعساس الخفيف من كل شيء، كالعسعس، وكلب عسوس: طلوب لما يأكل، وإنه لعسوس بضين العسس: أي بطيء. وفيه عسس، بضمتين: أي بطء وقلة خير. والعسوس: الناقة التي تضرب الحالب برجلها وتصب اللبن. واعتس الناقة: طلب لبنها. واعتس بلد كذا: وطئه فعرف خبره، كاقتسه واحتشه واشتمه واهتمه واختشه. وعساعس، كعلابط: جبل، أنشد ابن الأعرابي:

قد صبحتت من ليلها عساعسا     عساعسا ذاك العليم الطامس

يترك يربوع الفلاة فاطسا وفلان يعتس الآثار، أي يقصها، ويعتس الفجور، أي يتبعه. ومنية عساس، ككتان: قرية بمصر من أعمال الغربية، وقد اجتزت بها مرتين، ومنها الشيخ تقي الدين عبد الرحمن بن يحيى بن موسى بن محمد العساسي، ولد سنة 811، ولقيه السخاوي ببلده، وسمع عليه بجامعها المسلسل، ومات بها سنة 895، وولده الشمس محمد بن عبد الرحمن، ولد سنة 845 بسمنود، وأخذ عن خاله الجلال السمنودي، ثم قدم القاهرة ولازم عبد الحق السنباطي، والديمي، وغيرهما.

ع س ط س
العسطوس، كحلزون، أو تشدد سينه عن كراع: شجرة كالخيزران، وقيل: هو الخيزران، كما قاله ابن الأعرابي، وقيل: هي شجرة تكون بالجزيرة، لينة الأغصان، وأنشد كراع لذي الرمة:

على أمر منقد العفاء كـأنـه      عصا عسطوس لينها واعتدالها قال ابن بري: والمشهور في شعره: عصا قس قوس. قلت: وهكذا أنشده الأصمعي أيضا. والقس: القسيس، والقوس: صومعته. والعسطوس: رأس النصارى بالرومية، وروي تشديد السين فيه أيضا.

ع ض ر س
العضرس، كجعفر: حمار الوحش، عن ابن عباد. والعضرس: البرد، بفتح فسكون، عنه أيضا. و: البرد، بالتحريك، وهو حب الغمام، وأنشد ابن بري.

فباتت عـلـيه لـيلة رجـبـية      تحيي بقطر كالجمان وعضرس. وفي المثل: أبرد من عضرس. وفي المحكم: العضرس: الماء البارد العذب كالعضارس، قال الشاعر:

تضحك عن ذي أشر عضارس أراد عن ثغر عذب، ويروى بالمعجمة أيضا. والعضرس: الثلج، وقيل: هو الجليد. والعضرس: الورق الذي يصبح عليه الندى، نقله الصاغاني، أو هي الخضرة اللازقة بالحجارة الناقعة في الماء، نقله الصاغاني أيضا. وقال أبو حنيفة وأبو زياد: العضرس: عشب أشهب غلى الخضرة، يحتمل الندى احتمالا شديدا، ونوره قانئ الحمرة، ولون العضرس إلى السواد، قال ابن مقبل، يصف العير:

على إثر شحاج لطيف مـصـيره       يمج لعاع العضرس الجون ساعله

صفحة : 4024

ويكسر في هذه، وقيل: نبات فيه رخاوة تسود منه جحافل الدواب إذا أكلته، وقال أبو عمرو: العضرس من الذكور، وهو أشد البقل كله رطوبة. كالعضارس، بالضم في الكل، إلا في معنى البارد العذب فإنه روي بالغين المعجمة أيضا، كما أشرنا لذلك، وقد أهمله المصنف، وسيأتي إن شاء الله تعالى، وجمعه بالفتح، كالجوالق والجوالق. أو العضرس، كزبرج: شجر الخطمي، هكذا زعمه بعض الرواة، وليس بمعروف، قاله أبو حنيفة رحمه الله، وقيل: شجرة لها زهرة حمراء. وزاد الصاغاني هنا: والعضارس: الريق الخصر. وفي العباب تحقيق لهذا المقام نفيس، فراجعه.