الباب الثاني عشر: باب السين المهملة - الفصل الثامن عشر: فصل القاف مع السين المهملة: الجزء الأول

فصل القاف مع السين المهملة

الجزء الأول

ق ب ر س
القبرس، بالضم، أهمله الجوهري، وقال الليث: هو أجود النحاس هكذا في التكملة وفي بعض نسخ التهذيب، وفي أخرى منها: والقبرسي من النحاس: أجوده، وأراه منسوبا إلى قبرس هذه، يعني من ثغور الشام. وقبرس: موضع، قال ابن دريد ولا أحسبه عربيا، وقال غيره: جزيرة عظيمة للروم، وفي التهذيب: هو من ثغور الشام، وفي التكملة: ثغر من الثغور بساحل بحر الروم، ينسب إليه الزاج، بها توفيت أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام الأنصارية، خالة أنس، وزوجة عبادة رضي الله تعالى عنهم. قلت: ولها مقام عظيم بظاهر الجزيرة، اجتزت بها في البحر عند توجهي إلى بيت المقدس، وأخبرت أن على مقامها أوقافا هائلة وخدما، وينقلون لها كرامات، وقصة شهادتها مذكورة في كتب السير، رضي الله عنها.

ق ب س
القبس، محركة: النار، وقيل: الشعلة من النار، وفي التهذيب: شعلة من نار تقتبس، أي توخذ من معظم النار، ومن ذلك قوله تعالى: بشهاب قبس أي جذوة من نار تأخذها في طرف عود. وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه: حتى أورى قبسا لقابس، أي أظهر نورا من الحق لطالبه، كالمقباس. وقبس يقبس منه نارا، من حد ضرب، واقتبسها: أخذها. واقتبس العلم ومن العلم: استفاده، كذلك اقتبس منه نارا. وقال الكسائي: اقتبست منه علما ونارا، سواء، قال: وقبست أيضا، فيهما. وفي الحديث: من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر ، وفي حديث العرباض: أتيناك زائرين ومقتبسين، أي طالبين العلم. وقابس، كناصر: د، بالمغرب بين طرابلس الغرب وسفاقس، منه أبو الحسن علي بن محمد المعافري القابسي، صاحب الملخص، وغيره. والقابوس: الرجل الجميل الوجه الحسن اللون، عن ابن الأعرابي. وأبو قابوس: كنية النعمان بن المنذر بن امرئ القيس بن عمر وبن عدي اللخمي ملك العرب، وجعله النابغة أبا قبيس، للضرورة، فصغره تصغير الترخيم، فقال يخاطب يزيد بن الصعق:

صفحة : 4064

فإن يقدر عليك أبو قبـيس     تحط بك المعيشة في هوان وإنما صغره وهو يريد تعظيمه، كقول حباب بن المنذر: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب، وقابوس: ممنوع للعجمة والمعرفة، قال النابغة:

نبئت أن أبا قابوس أوعـدنـي     ولا قرار على زأر من الأسد وهو اسم أعجمي معرب كاووس، وبه لقب الملك الكيانية. وأبو قبيس، مصغرا: جبل بمكة، وهذه عبارة الصحاح، وفي التهذيب: جبل مشرف على مسجد مكة، سمي برجل من مذحج، حداد، لأنه أول من بنى فيه، وفي الروض للسهيلي: عرف أبو قبيس بقبس بن شالخ، رجل من جرهم، كان قد وشى بين عمرو بن مضاض وبين ابنة عمه مية، فنذرت ألا تكلمه، وكان شديد الكلف بها فحلف ليقتلن قبيسا، فهرب منه في الجبل المعروف به، وانقطع خبره، فإما مات، وإما تردى منه، فسمي الجبل أبا قبيس، قال: وله خبر طويل ذكره ابن هشام في غير هذا الكتاب. وكان أبو قبيس الجبل هذا يسمى الأمين، لأن الركن، أي الحجر الأسود، كان مستودعا فيه، كما ذكره أهل السير والتواريخ. وأبو قبيس: حصن من أعمال حلب، نقله الصاغاني، وقال ياقوت: مقابل شيزر، معروف. ويزيد بن قبيس، كزبير: محدث شامي، وفاته: أبو الحسن علي بن قبيس، شيخ لابن عساكر، أكثر عنه ف تاريخه. وقيبس بن أبي هشام كزيرك جد أبي محمد عبد الله ابن قيس السهمي المحدث ذكره عبد الغني بن سعيد، قال وكان يكتب معنا الحديث. والقبس، بالكسر: الأصل، قاله ابن فارس، وليس بتصحيف قنس، بالنون، قاله الصاغاني. قلت: وسيأتي في ق ن س أن أبا عبيد صحفه بالباء، وهو في قول العجاج. والقبيس، كأمير وكتف: الفحل السريع الإلقاح، لا ترجع عنه أنثى، وقيل: هو الذي يلقح لأول قرعة، وقيل: هو الذي ينجب من ضربة واحدة، وقد قبس، كفرح وكرم قبسا، محركة، وقباسة، ككرامة، وهذه عن ابن عباد، وفيه اللف والنشر المرتب. ومن أمثالهم لقوة صادفت قبيسا أو لقوة وأب قبيس، قال الشاعر:

حملت ثلاثة فوضعت تما     فأم لقوة وأب قـبـيس

صفحة : 4065

يضرب للمتفقين يجتمعان، وقال الزمخشري: يضرب في سرعة اتقاق الأخوين، وقال: هو مجاز. واللقوة، بالفتح: السريعة التلقي لماء الفحل، يقال: امرأة لقوة، إذا كانت سريعة الحمل، كما سيذكر في موضعه. وأقبسه: أعلمه، ومنه حديث عقبة بن عامر، رضي الله عنه: فإذا راح أقبسناه ما سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أي أعلمناه إياه، ويقال: أتانا فلان يقتبس العلم فأقبسناه، أي علمناه، وهو مجاز. وأقبسه: أعطاه قبسا من نار، يقال: اقتبسنا فلانا فأبى أن يقبسنا أي يعطينا نارا، وقد اقتبسني، إذا قال: أعطني نارا. وأقبس فلانا: طلبها له، فإذا جئته بها قيل: قبسته، وكذلك الخير، وقال الكسائي: أقبسته نارا أو علما، سواء، قال: وقد يجوز طرح الألف منهما. وقال ابن الأعرابي: قبسني نارا ومالا، وأقبسني علما، وقد يقال بغير الألف. وقد أغفل عن ذلك المصنف. وقنبس، كعنبر: اسم، والنون زائدة، وسيأتي للمصنف ذكره ثانيا. والأقبس: من تبدو حشفته قبل أن يختن، عن أبي عمرو. واقتبس: أخذ من معظم النار، وهذا قد تقدم في كلامه في أول المادة، هو قوله: اقتبسها: أخذها، فإعادته ثانيا تكرار، كما لا يخفى. ومما يستدرك عليه: القابس: طالب النار، جمعه أقباس، لا يكسر على غير ذلك. والقوابس: الذين يقبسون الناس الخير، يعني يعلمون. والمقبس والمقباس: ما قبست به النار. وفحل قبس، بالفتح، كقبيس، نقله الصاغاني. وأقبس الفحل النوق: ألقحها سريعا، نقله ابن القطاع. وامرأة مقباس: تحمل سريعا، نقله الأزهري سماعا عن امرأة من العرب. وسمو قابسا. وابنا قبيس في هذيل، قال أبو ذؤيب:

وبابني قبيس ولم يكـلـمـا     إلى أن يضيء عمود السحر وقبس، بالتحريك: هو ابن خمر ابن عمرو، أخو قيس بالياء وعزيز، ذكره ابن الكلبي، نقله الصاغاني. قلت: أي في الجمهرة، وضبطه هكذا بالموحدة، وعمرو المذكور هو ابن وهب الكندي. والمقتبس: الجذوة من النار. وتقول: ما زورتك إلا كقبسة العجلان. وتقول: ما أنا إلا قبسة من نارك. وقبسته علما وخيرا، وأقبسته، وقيل: أقبسته فقط، قاله الزمخشري. ويقال: هذه حمى قبس، فسره الصاغاني فقال: حمى عرض، وخالفه الزمخشري فقال: أي لا حمي عرض، أي اقتبسها من غيره ولم تعر له من نفسه، وهو مجاز. وقبس النار: أوقدها، نقلها ابن القطاع. وقبسة، بفتح القاف وكسر الموحدة وتشديد السين المفتوحة: من أعمال بلنسية، منها أحمد بن عبد العزيز بن الفضل البلنسي القبسي، قال الحافظ: ذكره ابن عبد الملك في التكملة، وضبطه، وأرخ موته سنة 573. ومقباس، كمحراب: في نسب بديل بن سلمة الخزاعي الصحابي، وهو بديل بن سلمة بن خلف بن عمرو بن مقباس. وقابوس: من قرى نهر الملك.

ق د ح س
القداحس، كعلابط: الشجاع الجريء. وقيل: السيئ الخلق، وهذه ابن دريد. وقيل: الأسد، وهذه عن الصاغاني. وقال أبو عمرو: الحمارس والرماحس والقداحس: كل ذلك من نعت الجريء الشجاع، قال: وهي كلها صحيحة.
ق د س

صفحة : 4066

القدس بالضم وبضمتين: الطهر، اسم ومصدر، ومنه قيل للجنة: حظيرة القدس. وقدس، بالضم: جبل عظيم بنجد قال أبو ذؤيب:

فإنك حقا أي نظرة عاشـق     نظرت وقدس دونها ووقير ويروى وقف دونها، قاله السكري، وبه فسر حديث بلال بن الحارث: أنه أقطعه حيث يصلح للزرع من قدس، ولم يعطه حق مسلم. قلت: هكذا ذكروه، والذي في حديث بلال هذا: أنه أقطعه معادن القبلية غوريها وجلسيها وحيث يصلح للزرع من قريس، بالراء، كما سيأتي. والقدس: البيت المقدس، لأنه يتطهر فيه من الذنوب، أو للبركة التي فيه، قال الشاعر:

لا نوم حتى تهبطي أرض العدس
وتشربي من خير ماء بقدس

أراد الأرض المقدسة. والقدس: سيدنا جبريل عليه السلام، كروح القدس، وفي الحديث: إن روح القدس نفث في روعي، يعني جبريل عليه السلام، لأنه خلق من طهارة، وفي صفة عيسى عليه السلام: وأيدناه بروح القدس معناه: روح الطهارة، وهو جبريل عليه السلام. وقدس الأسود، وقدس الأبيض جبلان بالحجاز عند العرج البيضاء، في ديار مزينة، وقرب الأبيض ثنية ركوبة، ويقابل الأسود جبل آرة، ويعرفان أيضا بقدس آرة، وقال ابن دريد: قدس أوارة، بتقديم الهمزة على الواو. والقداس، كغراب: شيء يعمل كالجمان من الفضة، قال الشاعر يصف الدموع:

تحدر دمع العين منها فخلته      كنظم قداس سلكه متقطع شبه تحدر دمعه بنظم القداس إذا إنقطع سلكه. والقداس: الحجر ينصب على مصب الماء في الحوض وغيره، وقيل: ينصب في وسط الحوض، إذا غمره الماء رويت الإبل، وقد يفتح مشددا، أي ككتان، عن ابن دريد، ولو قال: كغراب وكتان، سلم من هذا التطويل، أنشد أبو عمرو:

لاري حتى يتوارى قـداس     ذاك الحجير بالإزاء الخناس أو حجر يطرح في حوض الإبل يقدر عليه الماء يقتسمونه بينهم وهذا قول ابن دريد. وقيل: هي حصاة توضع في الماء قدر الري للإبل، وهي نحو المقلة للإنسان. وقيل: هي حصاة يقسم بها الماء في ا لمفاوز، اسم كالحبان، والقداس: المنيع الضخم من الشرف، عن ابن عباد، يقال: شرف قداس، أي منيع ضخم. والقدس كصرد وكتب: قدح نحو الغمر. يتطهر بها. والقديس، كأمير: ا لدر، يمانية قديمة، زعموا، قاله ابن دريد. والقدس، كجبل: السطل، حجازية، لأنه يتطهر فيه وبه. وقدس: د، قرب حمص، من فتوح شرحبيل بن حسنة، وإليه تضاف جزيرة قدس، هكذا في النسخ، والصواب: بحيرة قدس كما في العباب. والقادس: السفينة العظيمة، قاله أبو عمرو، وقيل: هو صنف من أصناف المراكب، وقيل: لوح من ألواحها، وأنشد أبو عمرو لأمية بن أبي عائذ الهذلي، هكذا نقله الصاغاني، ولم أجده في شعره:

وتهفو بهاد لـهـا مـيلـع     كما اطرد القادس الأردمونا

صفحة : 4067

الميلع: الذي يتحرك هكذا وهكذا. والأردم: الملاح الحاذق، وفي ا للسان: كما أقحم القادس، وفي المحكم: كما حرك القادس، والجمع: القوادس. وقادس: جزيرة بالأندلس غربيها قرب البر، على نصف يوم منها، منها كامل بن أحمد بن يوسف القادسي، مات بإشبيلية سنة 465 وقادس: قصبة بهراة خراسان، أعجمي. والقادسية: ة قرب الكوفة، على مرحلة منه، بينها وبين عذيب، يقال: مر بها إبراهيم عليه السلام فوجد بها عجوزا فغسلت رأسه، فقال: قدست من أرض، فسميت بالقادسية، وقيل: دعا لها وأن تكون محلة الحاج، وقيل: إنما سميت بذلك، لأنه نزل بها قوم من أهل قادس خراسان، نقله السهيلي في الروض. والقدوس، بالضم والتشديد: من أسماء الله تعالى الحسنى، ويفتح، عن سيبويه، وبه قرأ زيد بن علي: الملك القدوس وقال يعقوب: سمعت أعرابيا يقول عند الكسائي يكنى أبا الدنيا يقرأ القدوس بالفتح وحكى اللحياني الإجماع على ضم قدوس وسبوح، وجوز الفتح فيهما، أي الطاهر المنزه عن العيوب والنقائص أو المبارك، هكذا جاء في التفسير، عن ابن الكلبي. وقال ثعلب: كل اسم على فعول فهو مفتوح الأول غير قدوس وسبوح وذروح، هؤلاء الثلاثة هكذا إستثناها ثعلب. وزاد المصنف: فروج، وليس في نصه: فبالضم ويفتحن، وقد أنكر الأزهري ما حكاه اللحياني من الإجماع. ويقال: هو قدوس بالسيف، كصبور، أي قدوم به، نقله الصاغاني. وسموا قيداسا، والعامة تقلب الدال طاء، ومقداسا، بالكسر، ومن الأول: أبو طاهر محمد بن أحمد بن قيداس البوني، عن أبي علي بن شاذان. والتقديس: التطهير وتنزيه الله عز وجل، وقوله تعالى: ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال الزجاج: أي نطهر أنفسنا لك، وكذلك نفعل بمن أطاعك، نقدسه: أي نطهره: ومنه الأرض المقدسة، أي المطهرة وهي أرض الشام، وقال الفراء: الأرض المقدسة: الطاهرة، وهي دمشق وفلسطين وبعض الأردن. ومنه أيضا: بيت المقدس، كمجلس، فإما أن تكون على حذف الزائد، وإما أن تكون اسما ليس على ا لفعل، كما ذهب إليه سيبويه في المنكب، وقد يثقل فيقال: بيت المقدس، كمعظم، أي المطهر، والنسبة إليه: مقدسي ومقدسي. والمقدس، كمحدث: الحبر، وقيل: ا لراهب، قال امرؤ القيس يصف الكلاب والثور:

فأدركنه يأخذن بالساق والنساك ما شبرق الولدان ثوب المقدس

صفحة : 4068

هكذا بخط أبي سهل، والموجود في نسخ الصحاح كلها: ثوب المقدسي بالياء، أي الكلاب أدركت الثور فأخذت بساقه ونساه، وشبرقت جلده كما شبرقت ولدان النصارى ثوب الراهب المقدس، وهو الذي جاء من بيت المقدس، فقطعوا ثيابة تبركا بها. وتقدس: تطهر وتنزه. وقديسة، كجهينة: بنت الربيع، وهي أم عبد الرحمن بن إبراهيم بن الزبير بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف ابن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، ولو إقتصر على قوله: أم عبد الرحمن بن إبراهيم العوفي القرشي، كان أخصر. والحسين بن قداس، كغراب: محدث، روى عنه عبد الله بن أبي سعد الوراق، وابنه محمد، روى عنه الباغندي. ومما يستدرك عليه: القدس: تنزيه الله تعالى. وهو المتقدس، نقله الازهري. والقدس، بالضم: الموضع المرتفع الذي يصلح للزراعة، وبه فسر بعض حديث بلال بن الحارث لمتقدم. والتقديس: التبريك، والقدس: البركة، وحكى ابن الأعرابي: لا قدسه الله: أي لا بارك عليه. قال: والمقدس: المبارك، وقال قتادة: أرض مقدسة: مباركة، وإليه ذهب ابن الأعرابي. والقادس: القداس. والقادوس: إناء من خزف أصغر من الجرة يخرج به الماء من السواقي، والجمع قواديس. والقادس: البيت الحرام، وقال يعقوب: من أسماء مكة: قادس، ولمقدسة لأنها تقدس من الذنوب، أي تطهر. ومنية قادوس: من قرى الجيزة بمصر. والقديس، كزبير: اسم للقادسية، أولضرورة الشعر، كما جاء في شعر بشر بن ربيعة الخثعمي:

تذكر هداك الله وقع سيوفنا       بباب قديس والمكر ضرير كما جعلها الكميت قادسا حيث يقول:

كأني على حب البويب وأهله   أرى بالقريين العذيب وقادسا والقادسية أيضا: قرية قرب سرمن رأى

ق د م س
القدموس كالعصفور: القديم عن أبي عبيد: يقال: حسب قدموس: أي قديم، وكذلك: عز قدموس:

ولنا دار ورثناهـا مـن ال     أقدم القدموس من عم وخال والقدموس: الملك الضخم، قاله الليث. والقدموس: العظيم من الإبل، نقله الصاغاني، عن ابن عباد، ج قداميس، وهو على التشبيه بالصخرة العظيمة. والقدموسة من الصخور والنساء: الضخمة العظيمة، كالقدموس، وهي في النساء على التشبيه. والجمع القداميس، وأنشد الليث في الصخور لجرير:

وابنا نزار أحلاني بـمـنـزلة      في رأس أرعن عادي القداميس ومما يستدرك عليه: جيش قدموس: عظيم. والقدموس: السيد، كالقدامس، الأخير عن ابن دريد. وعز قدامس: قديم. والقدموس: المتقدم. وقدموس العسكر: متقدمه، قال الشاعر:
بذي قداميس لهام لودسر والقدامس والقدموس: الشديد.
ق ر ب س

صفحة : 4069

القربوس، كحلزون، للسرج، ولا يسكن إلا في ضرورة الشعر، هذه عبارة الصحاح، إلا أنه قال: ولا يخفف إلا في الشعر، مثل طرسوس، لأن فعلول ليس من أبنيتهم، وظن شيخنا أن هذا جاء به المصنف من عنده، فلذا حمله أن قال: هو غلط ظاهر، بل تسكين الراء مع ضم القاف لغة مشهورة فيه، كما أشرت إليه في شرح الدرة وغيره، وكلام الشهاب فيه قصور، فإنه يدل على أن سكونه لغة مع فتح أوله، ولا قائل به. إنتهى. وهذا الذي غلط فيه المصنف ونسب القصور فيه للشهاب فقد أبان الجوهري عن حقيقته فيما نصه، على ما تقدم، حكاها أبو زيد، فهي لغة صحيحة عند أبي زيد وعند الجوهري في ضرورة ا لشعر خاصة، ومثله بطرسوس، فإنه كحلزون، وقد تخفف في الضرورة، فما ذهب إليه شيخنا غلط، ولا قصور في كلام الشهاب، فتأمل، وقال ابن دريد، في كتاب السرج واللجام ونقلته منه من غير واسطة: إن القربوس: حنو السرج، وهما قربوسان، وهما متقدم السرج ومؤخره، ويقال لهما: حنواه، وهما من السرج بمنزلة الشرخين من الرحل، وج قرابيس، قال ابن دريد: وفي القربوس العضدان، وهما رجلاه اللتان تقعان على الدفتين، وهما باطنتا العضدين، ففي كل قربوس عضدان وذئبتان ثم الدفتان، وهما اللتان يقع عليهما باد الفرس، وفي الدفتين العراقان، وهما حرفا الدفتين من مقدم السرج ومؤخره، إلى آخر ما ذكره، ليس هذا محله، وفي العباب: وبعض أهل الشام يثقله، وهو خطأ ويجمعه على قربابيس، وهو أشد خطأ.

ق ر د س
قردوس، كعصفور، أهمله الجوهري، وقال الليث: هو اسم أبي حي في العرب، وهم اليمن، وقال غيره: هو قردوس بن الحارث ابن مالك بن فهم بن غنم بن قردوس، هكذا في سائر النسخ، وهو غلط وصوابه: غنم بن دوس ابن عدثان بن زهران بن كعب ابن الحارث بن كعب بن عبد الله بن نصر بن الأزد: أبو حي من الأزد أو من قيس، كما في العباب، والأول الصواب، وقردوس هذا أخو جرموز، وهم الجراميز والقراديس وأخوهما منقذ جد العقاة ولقيط جد قاضي البصرة كعب ابن سور المتقدم ذكره، منهم هشام بن حسان القردوسي المحدث، من أخيار أتباع التابعين، وهو صاحب ابن سيرين، أو مولى لهم. وسعد بن نجد القردوسي قاتل قتيبة بن مسلم الباهلي. وفاته: محمد بن الحسين القردوسي، الذي روى عن جرير بن حازم. وحكي عن المفضل قال: قردسه وكردسه، إذا أوثقه، نقله الصاغاني. وقردس جرو الكلب: دعاه، نقله الصاغاني. والقردسة: الصلابة: والشدة، عن ابن عباد، ومنه سمي قردوس. ودرب القراديس بالبصرة، لنزول هذا الحي بها، قال الصاغاني: ويقال لتلك الخطة: القردوس.

ق ر س
القرس: البرد الشديد، كالقارس والقريس، يقال: قرس البرد، إذا إشتد ويقال: ليلة ذات قرس، وقال أوس بن حجر:

مطاعين في الهيجا مطاعيم للقرى إذا إصفر آفاق السماء من القرس

صفحة : 4070

والقرس: البارد كالقارس والقريس، يقال: يوم قارس. والقرس: أكثف الصقيع وأبرده، هكذا في سائر النسخ، وهو عن الليث، والذي في المحكم: والقرس والقرس: أبرد الصقيع وأكثره. والقرس، بالتحريك: الجامد، قاله ابن السكيت، ولم يعرفه أبو الغيث، وقال ابن الأعرابي: القرس: الجامد من كل شيء، ويقال: أصبح الماء اليوم قريسا وقارسا، أي جامدا. والقرس، بالكسر: صغار البعوض، كالقرقس، كزبرج، وقال ابن السكيت: هو القرقس الذي تقوله العامة: الجرجس. وقرس الماء يقرس قرسا: جمد، فهو قريس. وقرس البرد يقرس قرسا: إشتد، كقرس، كفرح، قرسا، محركة، قال أبو زبيد الطائي:

وقد تصليت حـر حـربـهـم     كما تصلى المقرور من قرس والقارس والقريس: القديم، نقله ابن عباد. وككتاب: قراس بن سالم الغنوي الشاعر، ذكره الحافظ والصاغاني. والقراسية، بالضم وتخفيف الياء: الضخم الهام الشديد من الإبل وغيرها، الذكر والأنثى بضم القاف في ذلك سواء، والياء زائدة كما زيدت في رباعية وثمانية، قاله أبو زيد. وقورس، بالضم وكسر الراء: كورة بنواحي حلب، قال الصاغاني: وهي الآن خراب. وقرس الرجل قرسا: برد. وأقرسه البرد، قيل: المراد بالبرد هنا: النوم، كما قيده بعضهم. وقرسه تقريسا: برده، ومنه الحديث: قرسوا الماء في الشنان وصبوه عليهم فيما بين الأذانين، قال أبو عبيد: يعني بردوه في الأسقية. قال أبو ذؤيب يصف عسلا:

فجاء بمزج لم ير الناس مثلـه     هو الضحك إلا أنه عمل النحل
يمانية أحيا لـهـا مـظ مـائد     وآل قراس صوب أسقية كحل

صفحة : 4071

ويروى أرمية كحل، كذا رواه أبو سعيد، وهما بمعنى واحد، قال الأزهري: رواه أبو حاتم: قراس، كسحاب، ورواه أبو حنيفة: كغراب، وقال أبو سعيد الضرير: آل قراس: أجبل باردة، أو هي هضاب شديدة البرد بناحية أزد السراة، وهو قول الأصمعي، قال: كأنهن سمين آل قراس لبردها، كذا في اللسان، وفي شرح ديوان هذيل: قال الأصمعي: آل قراس: جبل بارد، وآله: ما حوله من الأرض. والقارس: البارد. وسمك قريس، كأمير: طبخ عمل فيه صباغ، وترك فيه حتى جمد، سمي به لأنه يجمد فيصير ليس بالجامس ولا الذائب، والصاد لغة فيه، والسين لغة قيس. وفي العباب: والتركيب يدل على البرد، وقد شذ عنه القراسية. ومما يستدرك عليه: قرست الماء في الشن قرسا، إذا بردته، لغة في أقرسه وقرسه، حكاها أبو عبيد. وليلة قارسة، وقال الفارسي: قرس المقرور قرسا، إذا لم يستطع أن يعمل بيده من شدة البرد، وفي اللسان: من شدة الخصر، وفي الأساس: أقرس البرد أصابعه: يبسها من الخصر، فلا يستطيع العمل. ويقال: قرس قريسا، إذا إتخذه. وأقرس العود، إذا جمس ماؤه فيه. وفي المحكم: إذا حبس فيه ماؤه. والقراس، كغراب: القراسية. والقرس: شجر. وقريسات: اسم، حكاه سيبويه في الكتاب. وملك قراسية، أي عظيم، وهو مجاز. وككتان: مدرك بن عبد الملك بن قراس الدهماني: شاعر، ذكره أبو علي الهجري في نوادره. وقرسان، كعثمان: جزائر معروفة، جاء ذكره في بعض الأخبار، نقله أبو عبيد البكري. وقورس: قرية بالمنوفية، وقد وردتها. ويقال أيضا بالصاد. وقرس وقريس: جبلان قرب المدينة. وقراس، ككتاب: جبل تهامي.

ق ر ط س
القرطاس، مثلثة القاف الضم قراءة أبي معدان الكوفي، قال شيخنا: أطلق في التثليث فإقتضى أنها كلها فصيحة واردة، وليس كذلك، وقد قال في المصباح: كسر القاف أشهر، وقال الجاربردي شرح الشافية: الضعيف ما في ثبوته كلام، كقرطاس، بالضم، فدل على ضعفه، بخلاف عبارة المصباح فإنها توهم أنه مشهور، وأما الفتح فلم يذكره أكثر أهل اللغة، وقضية قولهم فعلال في غير التضعيف قليل لم يرد منه إلا خزعال، ينفيه، ولكن أورده ابن سيده على ضعفه، وقلده المصنف، وفيه نظر ظاهر. إنتهى. قلت: وهذا الذي أنكره على المصنف وابن سيده، ونظر فيه، فقد حكاه اللحياني هذا بالفتح. وكذا حكى القرطس، كجعفر، كذا نقله الجوهري عن ابن دريد في نوادره، وقال أبو سهل: هكذا وجدته في الكتاب المذكور، وهو الصحيح. وحكى الفارابي وأبو علياء مثل درهم، هكذا قيداه، وهو الكاغد يتخذ من بردي يكون بمصر، وأنشد أبو زيد لمخش العقيلي، يصف رسوم الديار وآثارها كأنها خط زبور كتب في قرطاس:

كأن بحيث إستودع الدار أهلها     مخط زبور من دواة وقرطس

صفحة : 4072

والقرطاس، بالكسر: الجمل الآدم، نقله الصاغاني. وعن ابن الأعرابي: القرطاس: الجارية البيضاء المديدة القامة. وقوله تعالى ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس . وهو الصحيفة من أي شيء كانت، يكتب فيها، والجمع: قراطيس، ومنه قوله تعالى: تجعلونه قراطيس أي صحفا. وكل أديم ينصب للنضال فهو قرطاس. والقرطاس: الناقة الفتية الشابة، عن ابن الأعرابي، قال: وهي أيضا الديباج والدعبل والعيطموس. والقرطاس: برد مصري، أي نوع من برود مصر. ودابة قرطاسية، إذا كانت بيضاء لا يخالط بياضها شية. فإذا ضرب بياضها إلى الصفرة فهي نرجسية. ويقال: رمى فقرطس، إذا أصاب القرطاس، أي الغرض المنصوب، والرمية التي تصيب: مقرطسة. وتقرطس: هلك، نقله الصاغاني. وقرطس، كجعفر: ة بمصر، وعبارة الصاغاني: من قرى مصر القديمة. قلت: والتي هي من قرى مصر قرطسة، بهاء، وهي من قرى البحيرة.

ق ر ط ب س
ومما أهمله المصنف تقصيرا، كالصاغاني في العباب، وهو موجود في كتب اللغة: القرطبوس، وهي بفتح القاف: اسم للداهية، كما في الشافية وشروحها، بالكسر: الناقة العظيمة الشديدة، حكاه الشيخ أبو حيان عن المبرد، ومثل بهما سيبويه جميعا، وفسرهما السيرافي، كما قدمنا.

ق ر ع س
القرعوس، كفردوس وزنبور، أهمله الجوهري والصاغاني في العباب، وقال أبو عمرو: هو الجمل الذي له سنامان، ويروى بالشين أيضا، وكأن المصنف لما رأى الأزهري قال في كتابه: القرعوس والقرعوش، ظن أنه كرره لإختلاف الضبط في القاف، ولذا قال: وزنبور وليس كما ظن، بل إنما كرره لبيان أنه روي بالسين والشين، وأما القاف فمكسورة فيهما، كما صرح به الصاغاني أيضا في التكملة فقال: والقرعوس، مثال فرعون، بالسين والشين، فأزال الإشكال وأما بضم القاف فلم يضبطه أحد من الأئمة، وهذا قد أدركته بعد تأمل شديد، فأنظره. ومما يستدرك عليه: كبش قرعس، كجعفر إذا كان عظيما، عن أبي عمرو، كما نقله الصاغاني والأزهري.

ق ر ق س
القرقوس، كحلزون: القاع الصلب، عن الليث، وقال الفراء: هو القاع الأملس الواسع المستوي لا نبت فيه، وقال ابن شميل: هو القاع الأملس الغليظ الأجرد الذي ليس عليه شيء وربما نبع فيه ماء ولكنه محترق خبيث كأنه قطعة نار، ويكون مرتفعا ومطمئنا، وهي أرض مسحورة خبيثة، ومن سحرها أيبس الله نبتها ومنعه، وقال بعضهم: واد قرق وقرقوس، أي أملس. والقرقس، بالكسر: الذي يقال له: الجرجس، شبه البق، ويقال: هو البعوض، وأنشد:

فليت الأفاعي يعضضننـا     مكان البراغيث والقرقس

صفحة : 4073

وقال ابن دريد: القرقس: طين يختم به، فارسي معرب، يقال له: الجرجشت. وقال ابن عباد مثل ذلك. وقرقيساء، بالكسر والمد، ولا نظير له إلا بربيطاء: اسم نبات كما نبهوا عليه ويقصر: د، على الفرات. قرب رحبة مالك، قيل: سمي بقرقيساء بن طهمورث الملك. وقرقسان: د. آخر. وقرقس بالكلب: دعاه فقال له: قرقوس، وقرقسه كذلك، وكذا قرقس الجرو، إذا دعاه به، وقرقس وقرقوس: اسم ذلك الدعاء. وقال أبو زيد: أشليت بالكلب وقرقست بالكلب، إذا دعوت به. ويقال أيضا للجدي إذا أشلي: قرقوس، نقله الصاغاني عن الفراء. ومما يستدرك عليه: قراقس، بالفتح: قرية بمصر من أعمال البحيرة، وقد دخلتها. وتقرقس الرجل، إذا طرح نفسه وتماوت، نقله الصاغاني.

ق ر م س
قرمس، كجعفر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وهو: اسم د، بالأندلس، من أعمال ماردة، نقله الصاغاني. وقرميسين، بالكسر: د، قرب الدينور، على ثلاث مراحل منها، وهو معرب كرمانشاهان، نقله الصاغاني هكذا.

ق ر ن س
القرناس، بالضم، والكسر، الأخير لابن الأعرابي، وإقتصر الجوهري على الضم، وقال: هو شبه الأنف يتقدم من، وفي الصحاح: في الجبل، وأنشد ابن الأعرابي لمالك بن خالد الهذلي، وفي الصحاح: مالك بن خويلد الخناعي، يصف الوعل:

تالله يبقى علـى الأيام ذو حـيد    بمشمخر به الـظـيان والآس
في رأس شاهقة أنبوبها خصـر   دون السماء له في الجو قرناس

والقرناس، بالضم والكسر معا، كما ضبطه الصاغاني: من النوق: المشرفة الأقطار كأنه حرف جبل، كالقرنس، كزبرج، نقله الصاغاني عن ابن الأعرابي. والقرناس: عرناس المغزل، قال الأزهري: هو صنارته، ويقال لأنف الجبل: عرناس أيضا. والقرانيس: عثانين السيل وأوائله مع الغثاء. وربما أصاب السيل حجرا فترشش الماء فسمي القرانس. وسيف، هكذا في سائر النسخ، وصوابه كما في التكملة: سقف مقرنس: عمل على هيئة السلم. وقرنس البازي، إذا كرز، أي سقط ريشه، وقال الليث: قرنس البازي، فعل له لازم، وفي اللسان: فعله لازم، إذا كرز وخيطت عيناه أول ما يصاد، هكذا رواه بالسين، كقرنس، بالضم، أي مبنيا للمجهول، عن الجوهري، والصاد لغة فيه، هكذا نقله الصاغاني، ونقل الأزهري عبارة الليث هذه ولم يذكر فيه: قرنس، بالضم، وإنما فيه بعد قوله أول ما يصاد: رواه بالسين على فعلل، وغيره يقول: قرنص البازي. هذا هو نص الليث. وقرنس الديك، إذا فر من ديك آخر وقنزع، والصاد لغة فيه، وأباه ابن الأعرابي، ونسبه ابن دريد للعامة. ومما يستدرك عليه: القرنوس: الخرزة في أعلى الخف، والصاد لغة فيه.

ق س س
القس: مثلثة: تتبع الشيء وطلبه، والصاد لغة فيه كالتقسس. والقس: النميمة، ونشر الحديث، وذكر الناس بالغيبة، قال اللحياني: يقال للنمام: قساس وقتات وهماز وغماز ودراج. ويقال: فلان قس إبل، بالفتح، أي عالم بها، قال أبو حنيفة رحمه الله تعالى: هو الذي يلي الإبل لا يفارقها. وقال أبو عبيد وأبو عمرو: هو صاحب الإبل الذي لا يفارقها، وأنشد لأبي محمد الفقعسي:

يتبعـهـا تـرعـية قـس ورع
ترى برجليه شقوقا فـي كـلـع
لم ترتمي الوحش إلى أيدي الذرع

صفحة : 4074

والقس: رئيس النصارى في الدين والعلم، وقيل: هو الكبير العالم، قال الراجز:

لو عرضت لأيبلي قس
أشعث في هيكله مندس
حن إليها كحنين الطس

كالقسيس، كسكيت، ومصدره القسوسة، بالضم، والقسيسة بالكسر، هكذا في سائر النسخ والصواب: القسيسية، وهو هكذا في نص الليث. ج القس قسوس، بالضم. وجمع القسيس قسيسون، ونقله الفراء في كتاب الجمع والتفريق، قال: يجمع القسيس أيضا على قساوسة، على غير قياس، كمهالبة في جمع المهلب. كثرت السينات فأبدلوا من إحداهن واوا فقالوا: قساوسة، كما هو. هكذا في بعض النسخ، ومثله في التكملة، قال الفراء: وربما شدد الجمع ولم يشدد واحده، وقد جمعت العرب الأتون أتاتين، وأنشد لأمية بن أبي الصلت:

لو كان منفلت كانت قساقسة     يحييهم الله في أيديهم الزبر هكذا رواه الأزهري، ورواه الصاغاني: قساوسة. والقس: الصقيع، قيل: وإليه نسبت الثياب القسية، لبياضه. والقس: لقب عبد الرحمن بن عبد الله. ويقال: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمار المكي العابد التابعي الذي كان هوى سلامة المغنية ثم أناب، ولقب به لعبادته. والقس: إحسان رعي الإبل، كالتقسيس، ويقال هو قس بها، للعالم بها، كما تقدم. والقس: السوق، عن أبي عبيدة، كالقسقسة، يقال: قس الإبل يقسها قسا، وقسقسها: ساقها، وقيل: هما لشدة السوق. والقس: ع، بين العريش والفرماء، من أرض مصر بينها وبين الفرماء ستة برد في البر تقريبا، وقال بعضهم: دون ثلاثين ميلا، وهو على ساحل بحر الملح، فيما بين السوادة والواردة، وقد خرب من زمان، وآثاره باقية إلى اليوم، وهناك تل عظيم من رمل خارج في البحر الشامي، وبالقرب من التل سباخ ينبت فيه الملح تحمله العربان إلى غزة والرملة، وبقرب هذا السباخ آبار تزرع عندها العربان مقاثئ تلك البوادي. كذا في تاريخ دمياط. ومنه الثياب القسية، وهي ثياب من كتان مخلوط من حرير كانت تجلب من هناك، وقد ورد النهي عن لبسها، وقد يكسر القاف، وهكذا ينطق به المحدثون، وأهل مصر يقولونه بالفتح، وقال أبو عبيد: هو ا لقسي، منسوب إلى بلاد يقال لها: القس، قال: وقد رأيتها، ولم يعرفها الأصمعي. أو هي القزية، منسوب إلى القز، وهو ضرب من الإبريسم فأبدلت الزي سينا، عن شمر، قال ربيعة بن مقروم:

جعلن عتيق أنمـاط خـدورا       وأظهرن الكرادي والعهونـا
على الأحداج وإستشعرن ريطا     عراقيا وقسـيا مـصـونـا

صفحة : 4075

وقيل: هو منسوب إلى القس، وهو الصقيع، لنصوع بياضه، وقد تقدم. والقس: ساحل بأرض الهند، وهو معرب كش، أو قص، كما يأتي في الصاد. ودير القس: بدمشق. ودرهم قسي، وتخفف سينه، أي رديء، نقله الصاغاني. والقسة: القرية الصغيرة، وفي بعض النسخ: القربة، بكسر القاف وبالموحدة. وقسهم: آذاهم بكلام قبيح، كأنه تتبع أذاهم وتبغاه. وقس ما على العظم يقسه قسا: أكل لحمه وإمتخخه، عن ابن دريد، كقسقسه، وهذه لغة يمانية. والقسوس، كصبور: ناقة ترعى وحدها، مثل العسوس، وقد قست تقس قسا: رعت وحدها، والجمع: القس. والقسوس أيضا: التي ضجرت وساء خلقها عند الحلب كالعسوس والضروس، وهذا عن ابن ا لسكيت. أو القسوس: التي ولى لبنها فلا تدر حتى تنتبذ. وقس بن ساعدة بن عمرو بن عدي بن مالك بن أيدعان بن النمر ابن وائلة بن الطمثان الإيادي، بالضم: بليغ مشهور، وهو حكيم العرب، وهو أسقف نجران، كما في اللسان، وإياد: هو ابن نزار بن معد. ومنه الحديث: يرحم الله قسا، إني لأرجو يوم القيامة أن يبعث أمة وحده. ونص الحديث: لما قدم وفد إياد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيكم يعرف قسا? قالوا: كلنا نعرفه، قال: فما فعل? قالوا: مات، قال: يرحم الله قسا، إني لأرجو أن يأتي يوم القيامة أمة وحده. وقس الناطف: ع، قرب الكوفة، على شاطئ الفرات، كانت عنده وقعة بين الفرس وبين المسلمين، وذلك في خلافة سيدنا عمر، رضي الله تعالى عنه، قتل فيه أبو عبيد بن مسعود الثقفي. وقسيس، كزبير: ع، قال امرؤ القيس:

أجاد قسيسا فالصهاء فمسطـحـا     وجوا وروى نخل قيس بن شمرا وقسيس: جد عبد الله بن ياقوت بن عبد الله، المحدث ويعرف بالقسيس، سمع ابن الأخضر وكسحاب قساس بن أبي شمر بن معدي كرب، شاعر. وكغراب: قساس: اسم جبل فيه معدن الحديد بإرمينية، منه السيوف القساسية. وفي المحكم: القساسي: ضرب من السيوف، وقال الأصمعي: لا أدري إلى أي شيء نسب، وقال الشاعر:

إن القساسي الذي يعصى به

يختصم الدارع في أثوابه قلت: وقال أبو عبيدة مثل قول ا لأصمعي، كما نقله السهيلي: في الروض. وقساس: جبل بديار بني نمير، وقيل: بني أسد، فيه معدن حديد، الأخير نقله السهيلي في الروض، قال: ويقال فيه أيضا: ذو قساس، كما يقال: ذو زيد، وأنشد قول الراجز يصف فأسا.

إخضر من معدن ذي قساس
كأنه في الحيد ذي الأضراس
ترمي به في البلد الدهاس

والقسقاس، بالفتح: ا لسريع، ويقال: صوابه: قسقيس، يقال: خمس قسقاس، أي سريع لا فتور فيه، وقرب قسقاس: سريع شديد ليس فيه فتور ولا وتيرة، قاله الأصمعي: وقيل: صعب بعيد. وفي كلام المصنف، رحمه الله، قصور. والقسقاس: الدليل الهادي والمتفقد الذي لا يغفل، إنما هو تلفتا وتنظرا. والقسقاس: شدة البرد والجوع، قال أبو جهيمة الذهلي:

أتانا به القسقاس ليلا ودونه    جراثيم رمل بينهن قفاف
فأطعمته حتى غدا وكأنـه     أسير يداني منكبيه كتاف

صفحة : 4076

وصف طارقا أتاه به البرد والجوع بعد أن قطع قبل وصوله إليه جراثيم رمل، فأطعمه وأشبعه، حتى إنه إذا مشى تظن أنه في منكبيه كتاف، وهو حبل تشد فيه يد الرجل إلى خلفه. والقسقاس: الجيد من الرشاء. والقسقاس: الكهام من السيوف، هنا ذكره الأزهري وغيره من الأئمة، كالصاغاني، وقد تقدم للمصنف في ف س ف س، أيضا، ولم يذكره هناك أحد إلا الصاغاني، وكأنه تصحف عليه. والقسقاس: المظلم من الليالي. وليلة قسقاسة: شديدة الظلمة. قال رؤبة:

كم جبن من بيد وليل قسقاس أو القسقاس من الليالي: ما إشتد السير فيه إلى الماء، وليست من الظلمة في شيء. قاله الأزهري. والقسقاس: نبت أخضر خبيث الرائحة، ينبت في مسيل الماء، له زهرة بيضاء، قال أبو حنيفة رحمه الله: ذكروا أنها بقلة كالكرفس، قال رؤبة:

وكنت من دائك ذا أقلاس
فإستقئن بثمر القسقاس

قال الصاغاني: وليس لرؤبة على هذا الروي شيء. والقسقاس: الأسد، كالقسقس والقساقس، الأخير بالضم، نقله الصاغاني. والقسقسة: بمعنى الإسراع والحركة في الشيء. وقال أبو زيد: القسقاسة والنسناسة: العصا، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس، حين خطبها أبو جهم ومعاوية: أما أبو جهم فأخاف عليك قسقاسته، أي العصا. أو قسقاسة العصا، وقسقسته: تحريكه إياها، فعلى هذا، العصا مفعول به، وعلى الأول بدل. وقيل: أراد بذلك كثرة الأسفار، يقال: رفع عصاه على عاتقه، إذا سافر. وألقى عصاه من عاتقه، إذا أقام، أي لا حظ لك في صحبته، لأنه كثير السفر قليل المقام. قاله ابن الأثير. وقال ابن الأعرابي: القسس، بضمتين: العقلاء. والقسس: الساقة الحذاق. وقال غيره: تقسقس الصوت بالليل: تسمعه. وقسقس في السير: أسرع فيه. وقسقس بالكلب: صاح به فقال له: قوس قوس. وقسقس الشيء: حركه، ومنه قسقس العصا، إذا حركها، عن ابن دريد. وقسقس الليل أجمع: أدأب السير فيه ولم ينم. ومما يستدرك عليه: إقتس الأسد: طلب ما يأكل. والقسقسة: السؤال عن أمر الناس. ورجل قسقاس: يسأل عن أمور الناس. والقسقاس: الخفيف من كل شيء. وقسقس ما على المائدة: أكله. وإقتست الناقة: رعت وحدها، كقست. وقسها الراعي: أفردها من القطيع، وقال ابن الأعرابي: سئل المهاصر بن المحل عن ليلة الأقساس من قوله:

عددت ذنوبي كلها فوجدتـهـا     سوى ليلة الأقساس حمل بعير فقيل: وما ليلة الأقساس? قال: ليلة زنيت فيها وشربت الخمر وسرقت. وقال لنا أبو المحيا الأعرابي يحكيه عن أعرابي حجازي فصيح: إن القساس غثاء السيل، وأنشدنا عنه:

وأنت نفي من صـنـاديد عـامـر     كما قد نفى السيل القساس المطرحا وسموا قساسا. والقسقس: المتفقد الذي لا يغفل، كالقسقاس. والقرب القسي: البعيد والشديد، قاله أبو عمرو، وقال الأزهري: أحسبه القسين. وقال أبو عمرو أيضا: قرب قسقيس، وأنشد:

إذا حداهن النجاء القسقيس

صفحة : 4077

ورجل قسقاس: يسوق الإبل، وقد قس السير قسا: أسرع فيه. والقسقسة: دلج الليل الدائب، يقال: سير قسقيس: أي دائب. والقسة: القربة، بلغة السواد، نقله الليث رحمه الله تعالى.

ق س ط س
القسطاس، بالضم والكسر: الميزان، قال الله تعالى: وزنوا بالقسطاس المستقيم قرأ الكوفيون غير أبي بكر بالكسر، والباقون بالضم. وقيل: هو أقوم الموازين وأعدلها، وقال الزجاج: القسطاس القرسطون، وبعضهم يفسره بالشاهين، وقيل: هو القبان، أو قيل: هو ميزان العدل أي ميزان كان من موازين الدراهم وغيرها، كالقصطاس، بالصاد، أو هو رومي معرب، قاله ابن دريد ومثله في البخاري، وبه يسقط قول من قال إنه مأخوذ من القسط، كما نبه عليه شيخنا في تركيب ق س ط. وقال الليث في قول عدي:

في حديد القسطاس يرقبني الحا     رث والمرء كل شيء يلاقي أرها حديد القبان.
ق س ط ن س
القسطناس، بالضم. وفتح الطاء والنون، أهمله الجوهري، وقال الليث: هو صلاية الطيب وقال مرة أخرى: صلاية العطار، وأنشد لمهلهل:

ردي علي كميت اللون صافية كالقسطناس علاها الورس والجسد وقال سيبويه: قسطناس: شجر، والأصل: قسطنس، فمد بألف كما مد عضرفوط بواو، والأصل عضرفط، وفي التهذيب، في الرباعي، عن الخليل: قسطناس: اسم حجر، وهو من الخماسي، المزاد، فأصله: قسطنس، وقال ابن الأعرابي مثله.

ق س ن ط س
ومما يستدرك عليه: قسنطاس، مثل الأول، غير أن النون مقدمة على الطاء، وهو صلاية الطيب، رومية، أهمله الجماعة، وأورده صاحب اللسان، وهو لغة في قسطناس، عن الليث، وأنكره ثعلب، وقال: إنما هو قسطناس.

ق ص ط س
القصطاس والقصطاس، بالضم والكسر، أهمله الجوهري، وهما لغتان في القسطاس والقسطاس بالسين، كما تقدمت الإشارة إليه.

ق ط ر ب س
القطربوس، بفتح القاف وقد تكسر، أهمله الجوهري، كما أهمل هو القرطبوس، فهذه بتلك. وقال الليث: هي الشديدة الضرب، وفي التهذيب: اللسع من العقارب، وأنشد أبو زيد:

فقربوا لي قطربوسا ضاربا
عقربة تناهز العقاربا كذا

في خماسي التهذيب، وقال المازني: القطربوس: الناقة السريعة في السير، أو الشديدة من النوق، عن ابن عباد، وكأنه أخذ من مقلوبه: القرطبوس، فقد مر عن السيرافي وأبي حيان أنها الشديدة.

ق ط س
ومما يستدرك عليه: القطوس، كتنور: القط، بلغة الأندلس، وقال أبو الحسن اليونيني: أنشدنا رضي الدين الشاطبي الأندلسي لبعض اللغويين:

عجائب الدهر شتى لا يحاط بها     منها سماع ومنها في القراطيس
وإن أعجب ما جاء الزمان بـه    فأر بحمص لإخصاء القطاطيس

وحمص هذه: حمص الأندلس. والإخصاء بمعنى الخصاء، كذا قرأته في تاريخ الذهبي. قلت: وقد يصحفه العوام بالشين المعجمة.

ق ط ر س
القنطريس، كزنجبيل، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو الفأرة. قال الصاغاني: وفيه نظر. وقال الليث: هي الناقة الشديدة الضخمة، وأورد الصاغاني هذا الحرف بعد القاف مع اللام.

ق ط ر س

صفحة : 4078

ومما يستدرك عليه: قطرس: لقب جد نفيس الدين أبي العباس أحمد بن عبد الغني بن أحمد بن عبد الرحمن بن خلف بن المسلم القطرسي اللخمي، نزيل مصر، والمتوفي بقوص سنة 603، وهو فقيه أديب متكلم، وله ديوان شعر، وكان ينبز بهذه النسبة.
ق ع س
القعس، محركة: خروج الصدر ودخول الظهر، وهو ضد الحدب، وهو أقعس وقعس، كقولهم: أنكد ونكد، وأجرب وجرب. وهذا الضرب يعتقب عليه هذان المثالان كثيرا، والمرأة قعساء، والجمع: قعس. والأقعس من الخيل: المطمئن الصلب من الصهوة المرتفع القطاة، يقال: فرس أقعس. ومن الإبل: المائل الرأس والعنق الظهر، هكذا في سائر النسخ، صوابه: نحو الظهر. ومن المجاز: الأقعس من الليالي: الطويلة، كأنها لا تبرح. والأقعس جبل بديار ربيعة بن عقيل، يكنى، أي يدعى ويلقب ويقال: ذا الهضبات. والأقعس: الرجل المنيع العزيز. والثابت من العز، وقد قعس قعسا، وعزة قعساء: ثابتة، قال:

والعزة القعساء للأعز والأقعس نخل وأرض باليمامة لبني الأحنف. والأقعسان: هما الأقعس وهبيرة ابنا ضمضم، كما نقله الجوهري. وقال الأزهري: الأقعسان: هما الأقعس ومقاعس ابنا ضمرة بن ضمرة، من بني مجاشع، قاله أبو عبيدة. والقعساء: تأنيث الأقعس. وهي ضد الحدباء. ومن النمل: الرافعة صدرها وذنبها، والجمع: قعس قعساوات، على غلبة الصفة. والقعساء: فرس معاذ النهدي، نقله الصاغاني. والقعوس، كجرول: الشيخ الكبير الهرم. وقعاس، ككتاب: جبل من ذي الرقيبة مطل على خيبر. والقعاس، كغراب: داء في الغنم يحدث من كثرة الأكل تموت منه. والذي في التهذيب والتكملة: إلتواء يأخذ في العنق من ريح كأنها تهصره إلى ما وراءه وليس فيه تخصيص الغنم، فتأمل. والقعسان، كسلمان: ع، ذكره الصاغاني، وضبطه في العباب كعثمان. والقوعس، كجوهر الغليظ العنق الشديد الظهر من كل شيء. والقعس، بالفتح: التراب المنتن، عن ابن دريد، وذكره أيضا أبو مالك وأبو زيد، كما نقله الجوهري. والقعسوس، كعصفور: لقب للمرأة الدميمة، وفي التكملة هو قعسوس، من غير لام. وقعيسيس، تصغير مقعسس، على القياس: اسم. والإقعاس: الغنى والإكثار، وقد أقعس الرجل، إذا إستغنى. نقله ابن القطاع. وتقاعس الرجل عن الأمر: تأخر ولم يقدم فيه، كقعس، وتقاعس الفرس: لم ينقد لقائده، ومنه قول الكميت:

كما يتقاعس الفرس الجرور وإقعنسس: تأخر ورجع إلى خلف، قال الراجز:

بئس مقام الشيخ أمرس أمرس
بين حوامي خشـبـات يبـس
إما على قعو وإما إقعنسـس

صفحة : 4079

وإنما لم يدغم هذا لأنه ملحق بأحرنجم، يقول: إن إستقى ببكرة، وقع حبلها في غير موضعه، فيقال له: أمرس، وإن إستقى بغير بكرة ومتح أوجعه ظهره فيقال له: إقعنسس وإجذب الدلو. قال أبو علي: نون إفعنلل بابها إذا وقعت في ذوات الأربعة أن تكون بين أصلين، نحو: إخرنطم، وإحرنجم. وإقعنسس ملحق بذلك، فيجب أن يحتذى به طريق ما ألحق بمثاله، فلتكن السين الأولى أصلا، كما أن الطاء المقابلة لها من إخرنطم أصل، وإذا كانت السين الأولى من إقعنسس أصلا كانت الثانية الزائدة بلا إرتياب ولا شبهة. والمقعنسس: الشديد، وقيل: المتأخر. قال ا لمبرد: وكان سيبويه يقول في تصغيره: مقيعس أو مقيعيس، قال: وليس القياس ما قال، لأن السين ملحقة والميم غير ملحقة، والقياس قعيسس وقعيسيس حتى تكون مثل حريجم حريجيم. في تحقير محرنجم، فقول المصنف: أو قعيس، في سائر النسخ هو إختيار المبرد، على قول بحذف الميم والسين الأخيرة، كما هو بخط أبي سهل في هامش الصحاح. أوقعيسس: كما يقتضيه كلام الجوهري في إختيار المبرد، أي بحذف السين دون الميم، وبهما جاء في نسخ الصحاح. وج المقعنسس: مقاعس، بالفتح، بعد حذف الزيادات والنون والسين الأخيرة، وإنما لم تحذف الميم وإن كانت زائدة، لأنها دخلت لمعنى اسم الفاعل، وأنت في التعويض بالخيار، والتعويض: أن تدخل ياء ساكنة بين الحرفين اللذين بعد الألف، تقول: مقاعس، وإن شئت مقاعيس، وإنما يكون التعويض لازما إذا كانت الزيادة رابعة، نحو قنديل وقناديل، فقس عليه. ومقاعس، بالضم: أبو حي من تميم، وهو لقب، واسمه الحارث ابن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وإنما لقب به لأنه تأخر عن حلف كان بين قومة، وقيل: إنما سمي مقاعسا يوم الكلاب، لأنهم لما إلتقوا هم وبنو الحارث بن كعب، تنادى أولئك: يا للحارث، وتنادى هؤلاء: يا للحارث، فإشتبه الشعاران، فقالوا: يالمقاعس. وتقوعس الشيخ: كبر، والشين لغة فيه. وتقوعس البيت: تهدم وسقطت أركانه. ومما يستدرك عليه: المتقاعس: هو الأقعس. والأقيعس: تصغير الأقعس. والقعس في القوس: نتو باطنها في وسطها ودخول ظاهرها، وهي قوس، قعساء، قال أبو النجم ووصف صائدا:

وفي اليد اليمنى على ميسورها
نبعية قد شد من تـوتـيرهـا
كبداء قعساء على تأطـيرهـا

وتقاعس العز، أي ثبت وإمتنع، فإقعنسس: ثبت ولم يطأطيء رأسه، قال العجاج:

تقاعس العز بنا فإقعنسسا

فبخس الناس وأعيا البخسا أي بخسهم العز، أي ظلمهم حقوقهم. وتقعست الدابة: ثبتت فلم تبرح مكانها. وتقعوس الرجل عن الأمر: تأخر ولم يقدم فيه، هكذا ثبت في بعض أصول الصحاح، بدل، تقاعس وصحح عليه. والسنون القعس: الثابتة، ومعنى ثباتها: طولها: قال الشاعر:

صديق لرسم الأشجعيين بعدما كستني السنون القعس شيب المفارق وقعس قعسا: تأخر، وكذلك تقعنس. وجمل مقعنسس: يمتنع أن يقاد، وكل ممتنع مقعنسس. وعز مقعنسس: عز أن يضام وكل مدخل رأسه في عنقه كالممتنع من الشيء: مقعنسس.

صفحة : 4080

ويقولون: ابن خمس عشاء خلفات قعس: أي مكث الهلال لخمس خلون من الشهر إلى أن يغيب مكث هذه الحوامل في عشائها.

وقعس الشيء قعسا: عطفه، كقعسه.

القعوس، كجرول: الخفيف.

وفي أمثالهم: هو أهون من قعيس على عمته. قال بعضهم: إنه رجل من أهل الكوفة دخل دار عمته فأصابهم مطر وقر، وكان بيتها ضيقا، فأدخلت كلبها البيت، وأبرزت قعيسا إلى المطر، فمات من البرد.

وقال الشرقي القطامي: إنه قعيس بن مقعس بن عمرو، من بني تميم، مت أبوه، فحملته عمته إلى صاحب بر، فرهنته على صاع من بر فغلق رهنه، لأنها لم تفتكه، فاستعبده الحناط، فخرج عبدا.

وقال أبو حضير التميمي: قعيس كان غلاما يتيما من بني تميم، وإن عمته استعارت عنزا من امرأة، فرهنتها قعيسا، ثم ذبحت العنز وهربت، فضرب المثل به في الهوان.

وبعير أقعس: في رجليه قصر، وفي حاركه انصباب.

وككتاب: عمرو بن قعاس بن عبد يغو المرادي، شاعر.

وتقاعس الليل: مثل برك، وهو مجاز.

ق- ع- م- س
ومما يستدرك عليه: القعموس، بالضم: الجعموس.

وقعمس الرجل: أبدى بمرة، ووضع بمرة. أهمله الجماعة، وأورده صاحب اللسان هكذا، والصاد لغة فيه.

ق- ع- ن- س
ومما يستدر عليه: القعنسة، أهمله الجوهري والصاغاني، وقال أبو عمرو: هو أن يرفع الرجل رأسه وصدره، قال الجعدي:

إذا جاء ذو خرجين منهم مقعنسامن الشام فاعلم أنه غير قافل وقال اللحياني: القعانيس: الشدائد من الأمور، كذا في اللسان.

ق- ف- س
قفس الرجل قفسا وقفوسا: مات، وكذلك فقس، وهما لغتان، وكذلك طفس وفطس.

وقفس الطبى قفسا: ربط يديه ورجليه، نقله ابن القطاع، والصاد لغة فيه.

وقفس فلانا: أخذ بشعره وجذبه به سفلا، عن اللحياني.

وقفس الشيء قفسا: أخذه أخذ انتزاع وغصب، بالغين والصاد، وفي بعض النسخ بتحريك الضاد، وكلاهما صحيحان.
وقفس، كفرح: عظمت روثة أنفه.

وقال الليث: الأقفس من الرجال: المقرف ابن الأمة.

والأقفس: كل ما طال وانحنى، عن ابن عباد، كأنه مقلوب الأسقف، عن ابن الأعرابي.

والقفساء: المعدة، وأنشد:

ألقيت في قفسائه ما شغله قال ثعلب: معناه أطعمه حتى شبع.

وقيل: القفساء هنا: البطن والقفساء: الأمة اللئيمة الرديئة، يقال: أمة قفساء، ولا تنعت بها الحرة، كقفاس، كقطام، قاله النضر.

والقفس، بالضم: طائفة بكرمان، في جبالها،وكالأكراد، وأنشد:

 

كم قطعنا من عدو شرس
زط وأكراد وقفس قفـس

ويروى بالصاد أيضا.

وتقفس: وثب، وهما يتقافسان بشعورهما، أي يتواثبان، أي يأخذ كل واحد منهما بشعر صاحبه.

ومما ذكر الجوهري في هذا الحرف قفس قفاسا: أخذه داء في المفاصل كالتشنج، وذكره ابن القطاع أيضا في هذا الحرف، وقال الصاغاني: وقد انقلب على الجوهري هذا الحرف، والصواب بتقديم الفاء، ثم قال: على أن هذا التركيب غير موجود في أكثر نسخ الصحاح.

وعبد أقفس: لئيم، عن النضر.

ق - ف- ه - س
ومما يستدرك عليه: أقفهس: قرية بمصر من أعمال البهنساوية، وقد اجتزت بها ومنها الإمام المحدث صلاح الدين خليل الأقفهسي، والعامة تقول: أقواص.