فصل الكاف مع السين
ك أ س
الكأس: الإناء يشرب فيه، أو ما دام الشراب فيه، فإذا لم يكن فيه فهو قدح،
وقال ابن الأعرابي: لا تسمى الكأس كأسا إلا وفيها الشراب، وقيل: هو اسم
لهما على الإنفراد والإجماع، وقد ورد ذكرها في الحديث. وهي مؤنثة قال الله
تعالى: بكأس من معين بيضاء مهموزة قال ابن السكيت: هي الكأس والرأس والفأس،
مهموزات، وقال غيره: وقد يترك الهمز تخفيفا. وقال أبو حاتم وابن عباد:
الكأس: الشراب بعينه، وهو قول الأصمعي، ولذلك كان الأصمعي ينكر رواية من
روى بيت أمية بن أبي الصلت:
من لم يمت عبطة يمت هرما للموت كأس والمرء ذائقهـا وكان يرويه الموت كأس ويقطع ألف الوصل، لأنها في أول النصف الثاني من البيت، وذلك جائز. وكان أبو علي الفارسي يقول: هذا الذي أنكره الأصمعي غير منكر، وإستشهد على إضافة الكأس إلى الموت ببيت مهلهل، وهو:
ما أرجى بالعيش بعد ندامي
قد أراهم سقوا بكأس حلاق
صفحة : 4098
وحلاق: اسم للمنية، وقد أضاف الكأس إليها، ومثل هذا البيت الذي إستشهد به
أبو علي قول الجعدي يصف صائدا أرسل كلابه على بقرة وحش:
فلم تدع واحدا منهـن ذا رمـق حتى سقته بكأس الموت فانجدلا وفي المحكم: الكأس: الخمر نفسها، اسم لها، ومنه قوله تعالى: يطاف عليهم بكأس من معين وأنشد أبو حنيفة رحمه الله تعالى للأعشى
وكأس كعين الديك باكرت نحوها بفتيان صدق والنواقيس تضرب وأنشد أيضا لعلقمة:
كأس عزيز من الأعناب عتقها لبعض أربابها حانـية حـوم قال: كذا أنشده أبو حنيفة على الصفة، يعني أنها خمر تعز فينفس بها إلا على الملوك والأرباب، والمتعارف: كأس عزيز، بالإضافة، وكذلك أنشده سيبويه، أي كأس مالك عزيز، أو مستحق عزيز. ج أكؤس وكؤوس وكاسات، ا لأخير من غير همز، وكئاس، مهموز، قال الأخطل:
خضل الكئاس إذا تثنىلم تكن خلفا مواعده كبرق الخلب وحكى أبو حنيفة رحمه الله: كياس، بغير همز، فإن صح ذلك فهو على البدل، قلب الهمزة في كأس ألفاص في نية الواو، فقال: كاس، كنار، ثم جمع كاسا على كياس، والأصل: كواس، فقلبت الواو ياء للكسرة التي قبلها. وكأس بنت الكلحبة، واسمه هبيرة بن عبد مناف العرني، من بني عرين بن ثعلبة بن يربوع، وفيها يقول:
وقلت لكأس ألجميها فإنـمـا نزلنا الكثيب من زرود لنفزعا ومما يستدرك عليه: سقاه الكأس الأمر: هو الموت. ويستعار الكأس في جميع ضروب المكاره، كقولهم: سقاه كأسا من الذل، وكأسا من الحب، والفرقة، والموت. وقال ابن بزرج: كاص فلان من الطعام والشراب، إذا أكثر منه، وتقول: وجدت فلانا كؤصا، بضمتين، أي صبورا باقيا على شربه وأكله، قال الأزهري: وأحسب الكأس مأخوذا منه، لأن الصاد والسين يتعاقبان في حروف كثيرة لقرب مخرجيهما.
ك ب س
صفحة : 4099
كبس البئر والنهر يكبسهما كبسا: طمهما وردمهما وطواهما بالتراب، وكذلك
الحفرة. وذلك التراب كبس، بالكسر، وهو من الأرض ما يسد من الهواء مسدا.
وكبس رأسه في ثوبه كبوسا: أخفاه وأدخله فيه. وقيل: تقنع ثم تغطى بطائفته.
روي عن عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: إن قريشا أتت أبا طالب
فقالت له: إن ابن أخيك قد آذانا، فانهه عنا، فقال: يا عقيل إنطلق فإئتني
بمحمد، فإنطلقت إليه فإستخرجته من كبس. قيل: معناه من غار في أصل الجبل،
ويروى بالنون، من الكناس، وهو بيت الظبي. ومن المجاز: كبس داره: هجم عليه
وإحتاط به، وإقتصر ابن القطاع على الهجوم. وزاد الزمخشري: وكبس تكبيسا،
مثله، أي إقتحم عليه. والكبس، بالكسر: الرأس الكبير، عن ابن الأعرابي، وهو
على التشبيه بما بعده. الكبس: بيت صغير من طين، سمي به لأن الرجل بكبس فيه
رأسه، قال شمر: ويجوز أن يجعل البيت كبسا، لما يكبس فيه، أي يدخل، كما يكبس
الرجل ثوبه في رأسه، وبه فسر حديث عقيل السابق، والجمع: أكباس. والكبس:
الأصل، ويقال: هو في كبس غنى وكرس غنى، أي في أصله، حكاه أبو زيد. والأكبس:
الفرج الناتيء، لضخامته. ورجل أكبس: بين الكبس، ضخم الرأس، وفي التهذيب: من
أقبلت هامته وأدبرت جبهته. زاد ابن القطاع: وقد كبس كبسا، كفرح. والكباس،
كغراب: الذكر، عن شمر، وأنشد للطرماح:
ولو كنت حرا لم تبت ليلة النقاوجعثن تهبي بالكباس وبالعرد تهبي، أي يثار منها الغبار، لشدة العمل بها، وقيل: هو الذكر العظيم، وقد يوصف به فيقال: ذكر كباس. والكباس: العظيم الرأس، عن ابن الأعرابي. والكباس: من يكبس رأسه في ثيابه وينام، ويقال: رجل كباس غير خباس، وهو الذي إذا سألته حاجة كبس برأسه في جيب قميصه، قال الشاعر يمدح رجلا:
هو الرزء المبين لا كباس ثقيل الرأس ينعق بالضئين وكباس بن جعفر بن ثعلبة ابن يربوع بن حنظلة. وأبو الحسن علي بن حسن بن قسيم، كزبير، ابن كباس المصري:محدث، عن أبي الفتح بن سيبخت، وعنه ابن ماكولا. والكباسة، بالكسر: العذق الكبير التام بشماريخه وبسره، وهو من التمر بمنزلة العنقود من العنب، والجمع: الكبائس، وإستعار أبو حنيفة الكباس لشجر الفوفل، فقال: تحمل كبائس فيها الفوفل. مثل التمر. والكبيس، كأمير: ضرب من التمر، وهو ثمر النخلة التي يقال لها: أم جرذان، وإنما يقال له: الكبيس إذا جف، فإذا كان رطبا فهو أم جرذان. ويقال: قلادة من كبيس، هو حلي مجوف محشو طيبا، قال علقمة:
محال كأجواز الجراد ولؤلؤ
من القلقي والكبيس الملوب
صفحة : 4100
وفي الصحاح: السنة الكبيسة: التي يسترق منها يوم، وذلك في كل أربع سنين،
كذا نص الجوهري، وفي القول المانوس: الأولى لها لأن اليوم زيادة عليها، فإن
الكبيس في حسابهم في كل أربع سنين، يزيدون في شهر شباط يوما، فيجعلونه تسعة
وعشرين يوما وفي ثلاث سنين يعدونه ثمانية وعشرين يوما، يقيمون بذلك كسور
حساب السنة، ويسمون العام الذي يزيدون فيه: عام الكبيس. وكبيس كزبير: ع،
نقله الصاغاني، قلت: وهو في قول الراعي:
جعلن حبيا باليمين ونكبـت كبيسا لورد من ضئيدة باكر وكبيسة، كجهينة: عين في طرف برية السماوة، قرب هيت، على أربعة أميال منها، وإليه نسب مسلم بن خالد الكبيسي، من شيوخ أبي سعد السمعاني. والكابوس: ما يقع على الإنسان، الأولى: على النائم، بالليل، لا يقدر معه أن يتحرك، ويقال: هو مقدمة للصرع، قال بعض اللغويين: ولا أحسبه عربيا إنما بعض اللغويين: ولا أحسبه عربيا إنما هو النيدلان، هو الباروك والجاثوم. وكابوس: ضرب من الجماع، بل هي كلمة يكنى بها عن البضع، وقد كبسها يكبسها، إذا جامعها مرة، كأنه شبه بالكابوس الذي يقع على النائم مرة واحدة لا يقدر على الحركة معه. ومن المجاز الأرنبة الكابسة، هي المقبلة على الشفة العليا، وكذا الناصية الكابسة: المقبلة على الجبهة، وقد كبست جبهته الناصية. وفي نوادر الأعراب: جاء كابسا مكبسا، أي شادا، وكذلك جاء مكابسا، أي حاملا، يقال: شد، إذا حمل. ورجل عابس، إتباع له. والجبال الكبس، كركع: الصلاب الشداد، قال الفراء: ويروى أيضا: الكبس، بالضم يقال: قفاف كبس، قال العجاج:
وعثا وعورا وقفافا كبسا
صفحة : 4101
والمكبس، كمحدث: المطرق برأسه في ثوبه. أو من يقتحم الناس فيكبسهم، ومنه
حديث مقتل حمزة رضي الله عنا قال وحشي: فكمنت له - أي حمزة - وهو مكبس له
كتيت أي هدير وغطيط. والمكبس: فرس عتيبة بن الحارث بن شهاب، وأيضا فرس عمرو
بن صحار بن الطماح وكابس بن ربيعة بن مالك بن عدي بن الأسود بن جشم بن
ربيعة ابن الحارث بن ساعدة بن لؤي السامي: تابعي، وكان يشبه برسول الله صلى
الله عليه وسلم، وكان معاوية يكرمه لذلك، قيل: إنه لما رآه قام وقبل ما بين
عينيه سأله: ممن أنت، فقال: من بني سامة بن لؤي، فقال: كيف كتب إلى أنك من
بني ناجية، فقال: والله يا أمير المؤمنين، ما ولدتني، وإن الناس لينسبوننا
إليها فأقطعه المرغاب، وتقدم ذكره في الموحدة ومما يستدرك عليه: الكبس: أن
يوضع الجلد في حفيرة حتى يسترخي شعره أو صوفه. قاله أبو حنيفة، رحمه الله.
وقال الصاغاني: الكبس: ضرب من زجر الضأن، ثم سمي الضأن كبسا، كما سمي البغل
عدسا، بزجره. وتكبس من الرجال: أدخل رأسه في جيب قميصه. والكابس من الرجال:
الداخل في ثوبه المغطي به جسده، وهو المقتحم أيضا. والكبسي، بالكسر وباء
النسبة: المحمل، بلغة اليمن، شبهوه بالبيت الصغير قدر ما يدخل الرجل رأسه.
وتكبيس الجسد: تليينه بالأيدي، وهو مجاز. والكباس، بالضم: الرواسي كالأكبس.
ورأس أكبس، إذا كان مستديرا ضخما. وهامة كبساء أو كباس: ضخمة مستديرة،
وكذلك كمرة كبساء وكباس. والكبس، بالكسر: الكنز، عن ابن الأعرابي. وناقة
كبساء وكباس، والإسم: الكبس. والكباس: الممتليء باللحم، وقدم كبساء: كثيرة
اللحم غليظة محدوبة. والتكبيس التكبس: الإقتحام على الشيء،. وقد تكبسوا
عليه، وهو مجاز. ونخلة كبوس: حملها في سعفها. وأدخله الله في الكبس: أي
قهره وأذله، وهو مجاز. وكامل بن علي بن ظفر بن كباس، ككتان، العقيلي،سمع
أبا جعفر بن المسلمة. وكبس على القوم: حمل عليهم، نقله ابن القطاع.
والكبيستان: شبكتان لبني عبس، نقله نصر. ومما يستدرك عليه:
ك ح س
كحس كحسا: رجع على استه، أهمله الجماعة، ونقله ابن القطاع، وكأنه مقلوب
كسح.
ك د س
الكدس، كالضرب: إسراع المثقل في السير، أو هو إسراع المثقل فيه، ومآلهما
واحد. وقد كدست الإبل كدسا، أي أسرعت في ثقل، وركب بعضها بعضا في سيرها،
وقال الفراء: الكدس: إسراع الإبل في سيرها، وقد كدست الخيل، قال الشاعر:
إنا إذا الخيل عدت أكداسا
مثل الكلاب تتقي الهراسا
والكدسة: عطسة البهائم، قال الراجز:
الطير شفع والمطايا تكدس
إني بأن تنصرني لأحسس
صفحة : 4102
وقيل: الكداس للضأن: مثل العطاس للإنسان، وقد تستعمل فينا، ومنه الحديث:
إذا بصق أحدكم في الصلاة فليبصق عن يساره أو تحت رجله، فإن غلبته كدسة أو
سعلة ففي ثوبه. وقد كدس يكدس كدسا وكداسا، إذا عطس. ويقال: أخذه فكدس به
الأرض، أي صرعه وألصقه بها. والكادس: ما يتطير به من الفأل والعطاس
وغيرهما، والجمع: الكدوس، ومنه قيل للظبي وغيره إذا نزل من الجبل: كادس،
وقد كدس كدسا، إذا تطير. وقيل: الكادس: القعيد من الظباء، وهو الذي يجيء من
خلفك، قاله الخليل، قال أبو ذؤيب:
فلو أنني كنت السليم لعـدتـنـي سريعا ولم تحبسك عني الكوادس ويتشاءم به كما يتشاءم بالبارح، وقد كدس كدسا. والكدس، بالضم، وكرمان، الأخير نقله الصاغاني، عن ابن عباد: الحب المحصود المجموع، وهو العرمة من الطعام والتمر والدراهم، ونحو ذلك، وجمعه أكداس. وكدسه كدسا فتكدس. والكداس، كغراب ما كدس من الثلج. والكداسة، بهاء: ما يكدس بعضه فوق بعض. والكندس، عروق نبات داخله أصفر، وخارجه أسود، مقييء مسهل جلاء للبهق، وإذا سحق ونفخ في الأنف عطس، وأنار البصر الكليل، وأزال العشا، قال الصاغاني: وقد ذكره الجوهري في الشين المعجمة، وهو تصحيف لا ريب فيه، بدليل الإشتقاق. والتكدس: السرعة في المشي، عن ابن الأعرابي، وقد تكدس الفرس، إذا مشى كأنه مثقل، وقيل: التكدس:مشية من مشاء القصار الغلاظ، قال مهلهل:
وخيل تكـدس بـالـدارعـين كمشي الوعول على الظاهره والتكدس: أن يحرك منكبيه وينصب ما بين ثدييه، هكذا في النسخ، وفي بعض: وينصب إلى ما بين يديه إذا مشى، وكأنه يركب رأسه، وكذلك الوعول إذا مشت، قاله ابن الأعرابي. ومما يستدرك عليه: قال النضر: أكداس الرمل: واحدها كدس، وهو المتراكب الكثير، لا يزايل بعضه بعضا. وفي حديث قتادة: كان أصحاب الأيكة أصحاب شجر متكادس أي ملتف مجتمع، هو من تكدست الخيل، إذا إزدحمت وركب بعضها بعضا. والكدس، بالفتح: الجمع، ومنه كدس الطعام. وكدس السائق والراكب الإبل، أي حركها، عن ابن القطاع. والمكدوس: المدفوع. وتكدس الإنسان، إذا دفع من ورائه فسقط. والكدس: الطرد والجرح، والشين لغة فيه. ويقال: عنده من دراهم وثياب كدس مكدس، وأكداس مكدسة وهو مجاز. ونخل متكادس: ملتف متراكب، هكذا يروى بالدال.
ك ر ب س
صفحة : 4103
الكرباس: بالكسر: ثوب من القطن الأبيض، وكذا الكرباسة، معرب، فارسيته
كرباس، بالفتح، وإنما غيروه لعزة فعلال عنده في غير المضاعف سوى خزعال
وقسطال، وزاد ثعلب: قهقار. وقد خالفه الناس، قالوا: هو قهقر، وقيل: فعفال،
لتكرر القاف. والجمع الكرابيس، وفي حديث عمر رضي الله عنه: وعليه قميص من
كرابيس وفي حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: فأصبح وقد إعتم بعمامة
كرابيس والنسبة كرابيس كأنه شبه بالأنصاري والأنماري والأنماطي وإلا
فالقياس كرباسي قاله الليث، وقد نسب بهذه النسبة أبو عبد الله الحسين بن
عبد الله بن طاهر بن محمد بن محمد بن الحسين الكرابيسي المعروف بالعجمي،
نزيل حلب، وولده بها مشهورون. ويقال: هو أي الظربان، مكربس الرأس، أي
مجتمعه، نقله الصاغاني عن أبي الهيثم. والكربسة: مشي المقيد، عن ابن عباد
كالكردسة. ومما يستدرك عليه: الكرباس: راووق الخمر، نقله صاحب اللسان.
وتكربس من ظهر فرسه: سقط منه. وكربيس، بالكسر: إحدى قرى الفيوم، منها محمد
بن محمد بن موسى بن خلف بن فضالة العامري الكربيس، ضبطها المقريزي هكذا.
ك ر د س
الكردوسة، بالضم: قطعة عظيمة من الخيل: والجمع الكراديس، وهي كتائب الخيل،
شبهب بروؤس العظام الكثيرة. وكل عظمين إلتقيا في مفصل فهو كردوس، نحو
المنكبين والركبتين والوركين. وقيل: كل عظم كثير اللحم عظمت نحضته: كردوس،
وقال ابن فارس: الكردوس: منحوت من كلم ثلاث، من كرد وكرس وكدس وكلها تدل
على التجمع. والكرد: الطرد، ثم إشتق من ذلك، ومنه قول علي رضي الله تعالى
عنه في صفة النبي صلى الله عليه وسلم: ضخم الكراديس. قال أبو عبيدة وغيره:
أراد أنه صلى الله عليه وسلم ضخم الأعضاء. والكردوسان: بطنان من العرب، قال
ابن الكلبي: هما قيس ومعاوية ابنا مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن
تميم، وهما في بني فقيم بن جرير بن دارم. هكذا نقله عنه الأزهري، والذي
رأيت في أنسابه ما نصه: فولد مالك بن زيد مناة حنظلة بن مالك، وربيعة بن
مالك، وهما الكردوسان، وسياق ابن الجواني في المقدمة مثل سياق الأزهري، غير
أنه قال: ابنا مالك بن زيد مناة بن تميم، فتأمل. ويقال: كردس القائد الخيل:
جعلها كتيبة كتيبة. والكردسة: الوثاق، حكى عن المفضل: يقال: فردسه وكردسه،
إذا أوثقه، وأنشد لامريء القيس:
فبات على خد أحم ومـنـكـب وضجعته مثل الأسير المكردس أراد: مثل ضجعة الأسير. وقال الأزهري: يقال: أخذه فعردسه ثم كردسه، فأما عردسه: فصرعه، وأما كرسه: فأوثقه. والكردسة: مشي في تقارب خطو كالمقيد، عن ابن عباد. والكردسة: السوق العنيف والطرد الشديد. وكردس الرجل، بالضم، مبنيا للمجهول: جمعت يداه ورجلاه فشدت. والمكردس، على صيغة المفعول: الملزز الخلق، قال هميان بن قحافة السعدي:
دحونة مكردس بلندح
صفحة : 4104
الدحونة والبلندح: القصير السمين. وتكردس الوحش في وجاره: إنقبض وإجتمع
بعضه إلى بعض. ومما يستدرك عليه: الكردوس، بالضم: فقرة من فقر الكاهل، وقال
النضر: الكراديس: دأيات الظهر، وقال غيره: هي عظام محال البعير:
والكردوسان: كسرا الفخذين، وبعضهم يجعل الكردوس الكسر الأعلى، لعظمه. وقيل:
الكراديس: روؤس الأنقاء، وهي القصب ذوات المخ. والكردسة: الصرع القبيح،
ورجل مكردس: شدت يداه ورجلاه وصرع. وتكردس، إذا إستوثق. وقال ابن الأعرابي:
التكردس: أن يجمع بين كراديسه من برد أو جوع. وفي حديث أبي سعيد رضي الله
تعالى عنه، في صفة القيامة: ومنهم مكردس في نار جهنم أراد الموثق الملقى
فيها، وهو الذي جمعت يداه ورجلاه وألقي إلى موضع. وكرداسة، بالكسر: قرية
بجيزة مصر. والكراديس: ما يتشاءم به، كالسعال والعطاس ونحوهما، لأنها تكردس
عندهم، أي تصرع بشؤمها، نقلة الزمخشري. وكردس الواسطي: محدث.
ك ر س
الكرس، بالكسر: أبيات من الناس مجتمعة، وقيل: هو الجماعة، أي شيء كان، ج،
أكراس وجج، جمع الجمع: أكارس وأكاريس، قال أبو عمرو: الأكاريس: الأصرام من
الناس، واحدها كرس وأكراس، ثم أكاريس، وقال ابن دريد: أكارس: جموع كثيرة لا
واحد لها من لفظها، وفي الأساس: رأيت أكارس من بني فلان. قلت: الذي في نص
أبي عمرو أن جمع الجمع أكاريس، وأما أكارس فإنما حذفت ياؤه للضرورة، كما في
قول ربيعة بن جحدر:
ألا إن خير الناس رسلا ونجدة بعجلان قد خفت لديه الأكارس فإنه أراد الأكاريس فحذف للضرورة، ومثله كثير. والكرس: ما يبنى لطليان المعزى، مثل بيت الحمام، من الطين المتلبد، والجمع: أكراس. وأكرسها: أدخلها فيه لتدفأ. والكرس لغة في الكلس, وهو الصاروج، وليس بالجيد، والصواب باللام، وهو في اللسان بالراء. وكرس: نخل لبني عدي، نقله الصاغاني. والكرس: البعر والبول من الإبل والغنم المتلبد بعضه على بعض في الدار والدمن. وقال الليث: الكرس: واحد أكراس القلائد والوشح ونحوها، يقال: قلادة ذات كرسين وذات أكراس ثلاثة، إذا ضممت بعضها إلى بعض، وأنشد:
أرقت لطيف زارني في المجاسد
وأكراس در فصلت بالـفـرائد
صفحة : 4105
والكروس، كعملس، وقد تضم الواو: الضخم من كل شيء، وقيل: هو العظيم الرأس من
الناس وقيل: هو العظيم الرأس والكاهل مع صلابة. والكروس: الأسود، هكذا في
سائر النسخ، وهو غلط، وصوابه: الأسد العظيم الرأس، عن هشام، كما في العباب.
والكروس: الجمل العظيم الفراسن الغليظ القوائم الشديدها، عن أبي عمرو، وفي
التهذيب: هو الرجل الشديد الرأس والكاهل في جسم، وقال ابن شميل: الكروس:
الشديد. وكرسى، كسكرى: ع بين جبلي سنجار، من كرست الأرض، إذا تدانت أصول
شجرها. والكرسي، بالضم وتشديد الياء، و ربما قالوا: كرسي، بالكسر، - وهي
لغة في جمع هذا الوزن، نحو سخري ودري. وقال بعضهم: إنه منسوب إلى كرس
الملك، أي أصله، كقولهم: دهري -: السرير، هكذا رواه أبو عمر عن ثعلب،
بالوجهين. وقال ابن عباس رضي الله عنهما، في تفسير قوله عز وجل: وسع كرسيه
السموات والأرض قال: الكرسي: العلم، وهو مجاز، وقيل المراد به الملك، نقله
الزمخشري. وقال قوم: كرسيه: قدرته التي بها يمسك السموات والأرض، قالوا
وهذا كقولك: إجعل لهذا الحائط كرسيا. أي إجعل له ما يعمده ويمسكه. وهذا
قريب من قول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، لأن علمه الذي وسع السموات
والأرض لا يخرج عن هذا. قال الأزهري: والصحيح عن ابن عباس ما رواه عمار
الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، رضي الله عنهما،
أنه قال: الكرسي: موضع القدمين، وأما العرش فإنه لا يقدر قدره. قال: وهذه
رواية إتفق أهل العلم على صحتها، قال: ومن روى عنه في الكرسي أنه العلم،
فقد أبطل. ج كراسي. وكرسي، بالضم: ة بطبرية، يقال: إنه جمع عيسى عليه
الصلاة والسلام الحواريين فيها، وأنفذهم منها إلى النواحي، وفيها موضع كرسي
زعموا أنه صلوات الله عليه جلس عليه. و في الصحاح: الكراسة، بالضم، واحدة
الكراس والكراريس قال الكميت:
حتى كأن عراص الدار أردية
من التجاويز أو كراس أسفار
صفحة : 4106
قال شيخنا: إن أراد بقوله: واحدة الكراس: أنثاه، فظاهر، وإن أراد: أنها
واحدة، والكراس جمع أو اسم جنس جمعي، فليس كذلك. إنتهى ولكن عطف الكراريس
عليه لا يساعد ما حققه شيخنا، فتأمل وهو عبارة الصحاح. والكراسة: الجزء من
الصحيفة، يقال: قرأت كراسة من كتاب سيبويه، وهذا الكتاب عدة كراريس، وتقول:
التاجر مجده في كيسه، والعالم مجده في كراريسه. وقال ابن الأعرابي كرس
الرجل، إذا إزدحم علمه على قلبه، والكراسة من الكتب سميت بذلك لتكرسها.
والكرياس: الكنيف المشرف المعلق في أعلى السطح بقناة من الأرض، وفي بعض
الأصول: إلى الأرض ومنه حديث أبي أيوب رضى الله عنه، أنه قال: ما أدري ما
أصنع بهذه الكراييس، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تستقبل
القبلة بغائط أو بول يعني الكنف، وفسره أبو عبيد بما تقدم، وزاد: فإذا كان
أسفل فليس بكرياس، فعيال من الكرس للبول والبعر المتلبد، قال الأزهري: وسمي
كرياسا لما يعلق به من الأقذار، فيركب بعضها بعضا ويتكرس مثل كرس الدمن.
وبهذا ظهر أن ما نقله شيخنا عن شرح الموطأ أن مراحيض الغرف هي الكرابيس،
واحدها: كرباس، بالموحدة، غلط ظاهر، ونقل عن الشيخ سالم في شرح المختصر: أن
الكرياس، بالتحتية: الكنيف، وإن كان على سطح، وأما بالموحدة فثياب، قال:
قلت: الصواب أنه ورد بهما، والظاهر أنه ليس بعربي وإن كثر ناقلوه، وتركه
المصنف تقصيرا. إنتهى. وهذا غريب، كيف يصوب وروده بالموحدة، وهو تصحيف منه،
وكونه ليس بعربي أيضا غير ظاهر، فقد تقدم عن الأزهري أنه فعيال من الكرس.
وقال الزمخشري: يقال: وقفت على كرس من أكراس الدار، وهو ما تكرس من دمنتها:
أي تلبد، وأكرست الدار، ومنه قولك: لداره كرياس معلق، فهذا يؤيد كون اللفظ
عربيا، فتأمل. وأكرست الدابة: صارت ذات كرس. وهو ما تلبد من البعر والبول
في أذنابها: والقلادة المكرسة والمكرسة كمكرمة ومعظمة: أن ينظم اللؤلؤ
والخرز في خيط، هكذا في سائر النسخ، والصواب: في خيطين، كما هو في نص
التكملة، ثم يضما، هكذا في سائر النسخ، والصواب: ثم يضمان، بفصول بخرز
كبار، نقله الصاغاني. و المكرس، كمعظم: التار القصير الكثير اللحم، عن ابن
عباد. والتكريس: تأسيس البناء، وقد كرسه. وإنكرس عليه: إنكب. و إنكرس في
الشيء، إذا دخل فيه واستتر منكبا، قال ذو الرمة، يصف الثور:
إذا أراد إنكراسا فيه عـن لـه دون الأرومة من أطنابها طنب ومما يستدرك عليه: تكرس الشيء، وتكارس: تراكم وتلازب. وتكرس أس البناء: صلب وإشتد. والكرس، كرس البناء وكرس الحوض حيث تقف النعم فيتلبد، وكذلك كرس الدمنة إذا تلبدت فلزقت في الأرض. ويقال: أكرست الدار. ورسم مكرس، كمكرم، ومكرس: كرس، بعرت فيه الإبل وبولت، فركب بعضه بعضا، قيل: ومنه سميت الكراسة، قال العجاج:
يا صاح هل تعرف رسما مكرسا
قال نعـم أعـرفـه وأبـلـسـا
وإنحلبت عيناه من فرط الأسـى
وأكرس المكان: صار، فيه كرس، قال
أبو محمد الحذلمي:
صفحة : 4107
في عطن أكرس من أصرامها والكرس، الطين المتلبد، والجمع: أكراس. والكرساء:
قطعة من الأرض، فيها شجر تدانت أصولها وإلتفت فروعها، قاله أبو بكر. ونظم
مكرس ومتكرس: بعضه فوق بعض، وكل ما جعل بعضه فوق بعض فقد كرس وتكرس هو.
وكرس الرجل: إزدحم علمه على قلبه، عن ابن الأعرابي. والمكروس: المكردس.
والتكريس: ضم الشيء بعضه إلى بعض. وكرس كل شيء: أصله، يقال: إنه لكريم
الكرس وكريم القنس، وهما الأصل، وهو مجاز، ويقال، إنه لفي كرس غني، أي
أصله، وقال العجاج:
بمعدن الملك القديم الكرس أي الأصل. والكروس الهجيمي: من شعرائهم. وأبو الكروس: محمد بن عمرو بن تمام الكلبي الواسطي، محدث، روى عنه مكحول، وآخرون. ويقال للعلماء: الكراسي، نقله الزمخشري عن قطرب، تقول: خير هذا الحيوان الأناسي، وخير الأناسي الكراسي. والكروس بن زيد الطائي، من بني ثمامة بن مالك بن جدعاء أخي ثعلبة بن جدعاء، وهو الذي جاء بقتل أهل الحرة إلى أهل الكوفة، فقال عبد الله بن الزبير الأسدي:
لعمري لقد جاء الكروس كاظما على خبر للصالحـين وجـيع والشمس محمد بن محمد بن عبد الغني البزار، عرف بابن كرسون، بالفتح، سمع الشفاء على النشادري، والفخر القاياتي.
ك ر ف س
الكرفس، بفتح الكاف والراء وسكون الفاء: بقل معروف، وهو من أحر البقول،
وقيل: هو دخيل، قاله الليث، وفي العباب: معرب، وهو بلغة أهل غزنة: كرنج
سمعتها من أهل غزنة بها، عظيم المنافع مدر محلل للرياح والنفخ، منق للكلى
والكبد والمثانة مفتح سددها، مقو للباه لاسيما بزره مدقوقا بالسكر والسمن،
عجيب إذا شرب ثلاثة أيام على الريق مع إجتناب من يضر، ويضر بالأجنة
والحبالى والمصروعين. والكرفس، بالضم: القطن، مقلوب الكرسف، عن ابن عباد.
والكرفسة: مشية المقيد، عن الليث، كالكردسة. والكرفسة: أن تقيد البعير
فتضيق عليه فلا يقدر على التحرك، عن ابن عباد. وتكرفس الرجل، إذا إنضم ودخل
بعضه في بعض، كذا في اللسان والتكملة والعباب، ومثله تكرسف عن ابن القطاع.
ك ر ك س
الكركسة: ترديد الشيء، وهو أيضا التردد. والمكركس: من ولدته الإماء، أو هو
الذي ولدته أمتان أو ثلاث، أو الذي أم أبيه، وأم أمه، وأم أم أمه، وأم أم
أبيه إماء، كأنه المردد في الهجناء، وهذا قول أبي الهيثم. وقال الليث:
المكركس: المقيد، وأنشد:
فهل يأكلن مالي بنـو نـخـعـية لها نسب في حضرموت مكركس وقد كركسه، إذا قيده، نقله ابن القطاع. ومما يستدرك عليه: الكركسة: مشية المقيد. والكركسة: تدحرج الإنسان من علو إلى سفل، وقد تكركس، نقله ابن القطاع وابن دريد. وقال الصاغاني: التكركس: التلوث فيما فيه الإنسان. وذكر ابن فارس المكركس في كرس، وجعل الكاف مكررة، ويكون وزنه عنده: مفعفلا.
ك ر ن س
صفحة : 4108
الكرناس، بالنون، أهمله الجوهري، وذكر الزمخشري أنه في كتاب العين في
الرباعي، لغة في الكرباس، بالباء، هكذا في سائر النسخ، وصوابه: بالياء، أي
التحتية. وقال ابن عباد: الكرناس: إردبة تنصب على رأس بالوعة، والجمع:
كرانيس. قال الصاغاني: وهو تصحيف كرياس، بالياء. قلت: وهي لغة صحيحة ذكرها
الليث في العين، وليس بتصحيف كما زعمه الصاغاني، فتأمل، والعجب منه أنه
نقله عن الليث في العباب، وأثبته ولم يقل إنه تصحيف.
ك س س
الكس: الدق الشديد، كس الشيء يكسه كسا: دقه دقا شديدا، كالكسكسة وهذه عن
ابن دريد. وكس، بالكسر والفتح: د، قرب سمرقند، ولا تقل بالشين المعجمة،
فإنها تصحيف، والصواب الكسر مع الإهمال، وأما التي هي بالفتح مع الإعجام،
فهي قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان، على الجبل، ستذكر في موضعها إن شاء
الله تعالى. وكس، بالكسر: د، بأرض مكران، معرب كج، وتذكر مع مكران غالبا.
والكس، بالضم: اسم للحر، أي الفرج من المرأة، وليس من كلامهم القديم، إنما
هو مولد، كما حققه ابن الأنباري، وقال المطرزي: هو فارسي، معرب كوز. وفي
شفاء الغليل للخفاجي: قال الصاغاني في خلق الإنسان: لم أسمعه في كلام فصيح
ولا شعر صحيح إلا في قوله:
يا قوم من يعذرني من عرس
تغدو وما أذر قرن الشمس
علي بالعقاب حتى تمـسـي تقول
لا تنكح غير كـسـي
وقال بعضهم: إنه عربي، وإليه ذهب أبو حيان، وأنشد قول الشاعر:
يا عجبا للساحقـات الـدرس والجاعلات الكس فوق الكس قال شيخنا: أي ذكره في تفسيره الكبير المسمى بالبحر، عند قوله تعالى. واللاتي يأتين الفاحشة . قال: المراد بها السحق، وهو حك المرأة فرجها بفرج مثلها، ثم أنشد البيت نقلا عن النحاس أنه سمعه من كلام العرب. قلت: ويقرب مما أنشده أبو حيان قول أبي نواس:
قبح الإله سواحق الـدرس
فلقد فضحن حرائر الإنس
هيجن حربا لا سلاح بهـا إلا
قراع الترس بالتـرس
وقد تولع المولدون بذكره في أشعارهم كثيرا، فمن ذلك قول بعضهم:
غاية ما تشتهيه نـفـسـي
من الأماني لـقـاء كـس
إذا إلتقى شعر شعرتـينـا من
نتف خمس وحلق أمس
حسبت بالشعرتـين مـنـا خوصا علتـه
يد مـجـس
وقال آخر:
يقولون نيك الكس أشهى وأطهـر فقلت لهم أيري عن الكس يصغر وقال أخر: الأير للحجر حربة ندبت لو كان للكس كان كالفاس
ما خلقت هـذه مـدورة
إلا لهذا المكرعم الراس إلى
آخر ما قالوه، مما يستهجن إيراده هنا. وأنا أستغفر الله تعالى من ذلك،
وإنما إستطردت به هنا بيانا لوروده في كلام المولدين، وإن لم يسمع في
الكلام القديم، خلافا لما ذهب إليه شيخنا من تصويب عربيته، ورد كلام ابن
الأنباري ومن وافقه. على أنا إذا نظرنا من حيث اللغة وجدنا له إشتقاقا
صحيحا، من الكس الذي هو الدق الشديد، سمي به لأنه يدق دقا شديدا، فليتأمل.
والكسيس، كأمير: نبيذ التمر، قال العباس بن مرداس:
فإن تسق من أعناب وج فإننالنا العين تجري من كسيس ومن خمر
صفحة : 4109
وقال أبو حنيفة رحمه الله تعالى: الكسيس: شراب يتخذ من الذرة والشعير.
والكسيس: لحم يجفف على الحجارة، فإذا يبس دق فيصير كالسويق. وأخصر منه لو
قال: لحم يجفف على الحجار ثم يدق كالسويق، يتزود في الأسفار، عن ابن دريد،
سمي به، لأنه يكس، أي يدق. والكسيس: الخبز المكسور، كالمكسوس والمكسكس.
والكسس، محركة: قصر الأسنان أو صغرها أو لصوقها بسنوخها. وقيل: هو خروج
الأسنان السفلى مع الحنك الأسفل، وتقاعس الحنك الأعلى. كس يكس كسسا، وهو
أكس وامرأة كساء، قال الشاعر:
إذا ما حال كس القوم روقا حال:
بمعنى تحول. وقيل: الكسس: أن يكون الحنك الأعلى أقصر من الأسفل، فتكون
الثنيتان العلييان وراء السفليين من داخل الفم، قال: وليس من قصر الأسنان.
والكسكاس: الرجل الغليظ القصير، قاله أبو مالك، وأنشد:
حيث ترى الحفيتأ الكسكاسا يلتبس
الموت به إلتباسـا والتكسس: التكلف في الكسس من غير خلقة. والكسكسة لغة
لتميم لا لبكر كما زعمه ابن عباد، وإنما لهم الكشكشة، بإعجام الشين. هو
إلحاقهم بكاف المؤنث سينا عند الوقف دون الوصل، يقال: أكرمتكس، ومررت بكس،
أي أكرمتك ومررت بك، ومنهم من يبدل السين من كاف الخطاب، فيقول: أبوس
وأمس?، أي أبوك وأمك، وبه فسر حديث معاوية رضي الله عنه: تياسروا عن كسكسة
بكر، وقيل: الكسكسة لهوازن، وفيه كلام أودعناه في المقدمة. ومما يستدرك
عليه: الكسيس: من أسماء الخمر، وهي القنديد. والكسيس: السكر، قال أبو
الهندي:
فإن تسق من أعناب وج فأننالنا العين تجري من كسيس ومن خمر وقال الصاغاني: الكسكسة: السكرة من الخمرة. ويلحق بهذا الباب شيء يتخذه المغاربة من الدقيق، ويسمونه: الكسكسو، وبعضهم يسميه: الكسكاس، وقد ذكره الحكيم داوود في التذكرة، وذكر خواصه، وله وجه في العربية، بأن يكون مشتقا من الكس، وهو الدق الشديد، أو من الكسكسة، على قول ابن دريد، فتأمل. والعجب من شيخنا، كيف لم يستدرك هذا مع أنه أعرف الناس به.
ك ع س
الكعس: عظام السلامي. وقيل: هي عظام البراجم في، وفي بعض الأصول: من
الأصابع، وكذا هي من الشاء والبقر وغيرها. وقيل: هي العظام التي تلتقي في
مفاصل اليدين والرجلين، ومنه المثل للعامة: ما يساوي كعسا. نقله الليث. ج
كعاس، بالكسر. وقال الليث: الكعسوم بالضم: الحمار، بالحميرية والميم زائدة،
وقال غيره: هو الكسعوم، بتقديم السين، من الكسع, وقد ذكره الجوهري في ك س
ع، وسيأتي للمصنف أيضا هناك، وفي الميم.
ك ع ب س
ومما يستدرك عليه: الكعبسة: أهمله الجوهري والصاغاني، وقال صاحب اللسان: هي
مشية في سرعة، وقيل: هي العدو البطيء، وقد كعبس.
ك ع م س
ومما يستدرك عليه: الكعموس، كزنبور: الحمار، بالحمرية، مقلوب الكعسوم.
ك ف س
صفحة : 4110
الكفس، محركة، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الحنف في بعض اللغات،
والنعت أكفس، وهي كفساء، وقد كفست رجله، ونقله ابن القطاع أيضا هكذا.
والكفاس، ككتاب: الدثار، وهو ما يتدثر به. والكفاس أيضا: قماط معاوز الصبي.
ويقال: إنكفس الرجل، إذا تلوى.
ك ل س
الكلس، بالكسر: الصاروج أو مثله، يبنى به، وقيل: هو ما طلي به حائط أو باطن
قصر، شبه الجص من غير آجر، ومنه قول عدي بن زيد العبادي، في وصف الحضر -
مدينة بين دجلة والفرات -:
شاده مرمرا وجللـه كـل سا فللطير في ذراه وكور ورواه الأصمعي: وخلله، بالخاء، ويضحك من الذي يرويه بالجيم، ويقول: متى رأوا حصنا مصهرجا شبه الجص. والمعنى: أدخل الصاروج في خلل الحجارة. والكلسة، بالضم: لون كالطلسة، ومنه قولهم: ذئب أكلس، كما يقولون: أطلس، وقد كلس كلسا، ووجدت بخط أبي سهل محمد بن علي الهروي النحوي: الصحيح من الألوان: الطلسة، بالطاء، ولا أحفظه بالكاف، ومثله قول أبي زكريا، فتأمل. والكلاس: القطاع، عن ابن عباد. والإنكليس والإنقليس: الجريث، وقد ذكر مشبعا في القاف. وقال الأصمعي: كلس عليه تكليسا، وكذلك كلل وكرز وصمم، إذا حمل وجد، قال رجل من قضاعة:
يا صاحبي إرتحلا ثم أملسـا
أن تحبسا لدى الحصين محبسا
أرى لدى الأركان بأسا أبأسا
وبارقات يختلسن الأنفـسـا
إذا الفتى حكم يوما كلـسـا
وقال أبو الهيثم: كلس فلان عن قرنه وهلل، إذا جبن وفر عنه، ضد، وصوب الأزهري ما قاله أبو الهيثم ورجحه على ما قاله الأصمعي. وقال الشيباني: التكلس والتكليس: الري، وأنشد:
ذو صولة يصبح قد تكلسا والمتكلس: الشديد العدو، عن ابن عباد. ومما يستدرك عليه: كلس البنيان كلسا، وكلسه تكليسا، إذا طلاه بالكلس. والتكليس: التمليس: فإذا طلي ثخينا فهو المقرمد. والتكليس عند أهل الأسرار: إذابة الأجساد حتى تصير كالكلس. وكلس، بتشديد اللام المكسورة: لغة في الكلس، قال المتلمس:
تشاد بآجر لها وبكلس قال ابن جنى: شدده للضرورة، قال: ومثله كثير، ورواه بعضهم: وتكلس على الإقواء. والكلاسة، بالتشديد: موضع بدمشق. وكلس: قرية من أعمال حلب، وهي كلز، بالزاي، وقد تقدمت، ومنها أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن يوسف الكلسي الحلبي الحنفي، سبط الفخر الرومي، ممن سمع على السخاوي بمكة. والكيلوس: هو الكيموس، وسيأتي قريبا. ويعقوب بن يوسف بن داوود بن إبراهيم بن داوود، المعروف بابن كلس، وزير المعز بن نزار بن المعز الفاطمي، ترجمه المقريزي الصفدي.
ك ل ك س
ومما يستدرك عليه: الكلكسة، قيل: إنه ابن عرس، ذكره السيوطي في ديوان
الحيوان.
ك ل م س
كلمس، أهمله الجوهري، وقال الفراء: كلمس الرجل وكلسم، كلمسة وكلسمة، إذا
ذهب، هكذا نقله الصاغاني وصاحب اللسان، وهو مقلوب كلسم - وسيأتي له في
الميم: ذهب في سرعة.
ك ل ه س
صفحة : 4111
كلهس، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: الكلهسة: الخوف، يقال:
كلهس الرجل الشيء، إذا فرق منه وخافه. وكلهس على العمل: أكب عليه وجد فيه
ودأب. وكلهس: واجه القتال. وكلهس: حمل على العدو وشد عليه، والهاء زائدة،
وهذان عن أبي عمرو. والكلهسة: ركوبك صدرك وخفضك رأسك وتقريبك بين منكبيك،
ولا يكون ذلك إلا في المشي. نقله الصاغاني.
ك م س
الكموس، بالضم، أهمله الجوهري، وقال الأزهري: لم أجد فيه من كلام العرب
وصريحه شيئا. وقال الصاغاني: هو العبوس. والأكمس: من لا يكاد يبصر، نقله
الصاغاني. والكيموس: الخلط، سريانية، قال الأزهري: وأما الكيموسات في قول
الأطباء فإنها الطبائع الأربع، ليست من لغات العرب، ولكنها يونانية. وقال
ابن سيده - في حديث قس في تمجيد الله تعالى: ليس له كيفية ولا كيموسية -:
الكيموسية: عبارة عن الحاجة إلى الطعام والغذاء، والكيموس في عبارة
الأطباء، هو الطعام إذا إنهضم في المعدة قبل أن يتصرف عنها ويصير دما،
ويسمونه أيضا الكيلوس. وكامس: ة. وكامسة: ع، هكذا في سائر النسخ، والصواب:
كلاهما موضعان، قال الشاعر:
فلقد أرانا ياسـمـي بـحـائل نرعى القرى فكامسا فالأصفرا ومما يستدرك عليه: كمسان، بالفتح: قرية من قرى مرو.
ك ن د س
الكندس، بالضم: داواء معطس، تقدم في ك د س، وذكره الجوهري في الشين
المعجمة، وغلطه الصاغاني، وقد تقدم. ومما يستدرك عليه الكندس: العقعق، عن
ثعلب، ذكره صاحب اللسان هنا، لأن النون ثاني الكلمة، لا تزاد إلا بثبت،
وأنشد في حرف الشين المعجمة:
منيت بزمردة كالعصـا ألص وأخبث من كندش الزمردة: التي بين الرجل والمرأة، فارسية، وقد ذكره الجوهري في الشين المعجمة، وسيأتي.
ك ن س
كنس الظبي والبقر يكنس، من حد ضرب: دخل في كناسه، كتكنس وإكتنس، قال لبيد:
شاقتك ظعن الحي يوم تحملوا فتكنسوا قطنا تصر خيامهـا أي دخلوا هوادج جللت بثياب قطن. وهو، أي الكناس: مستتره في الشجر ومكتنه، سمي به لأنه يكنس في الرمل حتى يصل إلى الثرى. ج كنس. بضمتين، وكنس، كركع. والكناس: ع من بلاد غني، كذا في مختصر المعجم. وقال الصاغاني: قال أبو حية النميري:
رمتني وستر الله بيني وبينها عشية آرام الكناس رمـيم ورميم: اسم امرأة، وزاد في اللسان: قال: أراد عشية رمل الكناس، فلم يستقم له الوزن، فوضع الأحجار موضع الرمل، وأن هذا الموضع يقال له: رمل الكناس: موضع في بلاد عبد الله بن كلاب، قال: ويقال له: الكناس، أيضا، حكاه ابن الأعرابي، وأنشد البيت. قلت: وقال جرير:
لمن الديار كأنها لم تـحـلـل
بين الكناس وبين طلح الأعزل
صفحة : 4112
وقال الفراء: الجواري الكنس : السيارة: وهي النجوم الخمسة: بهرام، وزحل،
وعطارد، والزهرة والمشتري هي الخنس، لأنها تكنس في المغيب، أي تستتر
كالظباء في الكنس، أي المغار، ومثله قول أبي عبيدة. أو هي كل النجوم، لأنها
تبدو ليلا وتخفى نهارا، قال الزجاج: الكنس: النجوم تطلع جارية، وكنوسها: أن
تغيب في مغاربها التي تغيب فيها، وقد كنست تكنس كنوسا: إستمرت في مجاريها
ثم إنصرفت راجعة، وقال الليث: هي النجوم التي تستتر في مجاريها فتجري وتكنس
في محاويها، فيتحوى لكل نجم حوي يقف فيه ويستدير ثم ينصرف راجعا، فكنوسه:
مقامه في حويه، وخنوسه: أن يخنس في النهار فلا يرى. وفي الصحاح: الكنس:
الكواكب، لأنها تكنس في المغيب: أي تستتر، وقيل: هي الخنس السيارة. أو
الكنس: الملائكة، ذكره بعض أهل الغريب. أو بقر الوحش، وظباؤه تكنس، أي تدخل
في كنسها إذا إشتد الحر، قاله الزجاج، قال: والكنس: جمع كانس وكانسة.
والكناسة، بالضم: القمامة، قال اللحياني: كناسة البيت: ما كسح منه من
التراب فألقي بعضه على بعض، وقد كنس الموضع يكنسه كنسا: كسح القمامة عنه.
والكناسة: ع بالكوفة، وهي محلة بها. وقد سموا كناسة. والكنيسة، كسفينة:
متعبد اليهود، والجمع الكنائس، وهي معربة، أصلها: كنشت. أو هي متعبد
النصارى، كما هو قول الجوهري، وخطأه الصاغاني، فقال: هو سهو منه، إنما هي
لليهود، والبيعة للنصارى. أو هي متعبد الكفار مطلقا. والكنيسة: مرسى ببحر
اليمن مما يلي زبيد للجائي من مكة حرسها الله تعالى، قال الصاغاني: أرسيت
بها سنة 605. والكنيسة: المرأة الحسناء، عن أبي عمرو، كما في العباب.
والكنيسة السوداء: د، بثغر المصيصة، نقله الصاغاني، وقال ياقوت: لأنها بنيت
بحجارة سود، بناها الروم قديما. والكنيسة: تصغير الكنيسة: سبعة مواضع، منها
ستة بمصر: إثنان بالغربية، وهما كنيسة سردوس، وكوم الكنيسة، وإثنان في
البحيرة، وهما: كنيسة عبد الملك، وكنيسة الغيط، وواحد في حوف رمسيس، وهو
كنيسة مبارك، وواحد في الأسيوطية، وهو كنيسة طاهر. و الموضع السابع قرب
عكاء من فتوحات الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، رحمه الله تعالى.
ويقال: فرسن مكنوسة، أي ملساء الباطن، يشبهها العرب بالمرايا لملاستها،
قاله الأزهري، أو هي جرداء الشعر، وهو قريب من القول الأول. ومكناسة
الزيتون، بالكسر: د عظيم بالمغرب، بينه وبين مراكش أربع عشرة مرحلة نحو
المشرق، ومنه إلى فاس مرحلة واحدة. ومكناسة: حصن بالأندلس، من أعمال ماردة،
نقله أبو الأصبغ الأندلسي وتكنس الرجل: إكتن وإستتر، ودخل الخيمة. وتكنست
المرأة: دخلت الهودج، وهو مجاز، كأنه أخذ من قول لبيد الآتي ذكره قريبا.
ومما يستدرك عليه: المكنسة: ما كنس به، والجمع: مكانس. والكناسة: ما كنس،
وأيضا ملقى القمام. والمكنس: مولج الوحش من الظباء والبقر تستكن فيه من
الحر. والأكنسة: جمع كناس، كالكنسات، كطرقات، قال:
إذا ظبي الكنسات إنغـلا
تحت الإران سلبته الظلا
صفحة : 4113
وتكنست الظباء والبقر وإكتنست: دخلت في الكناس، قال لبيد:
شاقتك ظعن الحي يوم تحملوا فتكنسوا قطنا تصر خيامهـا أي دخلوا هوادج جللت بثياب قطن. والكانس: الظبي يدخل في كناسه، وظباء كنوس، بالضم، أنشد ابن الأعرابي:
وإلا نعاما بها خلـفة وإلا ظباء كنوسا وذيبا وكذلك البقر، أنشد ثعلب:
دار لليلى خلق لبيس
ليس بها من أهلها أنيس
إلا اليعافير وإلا العيس
وبقر ملمع كنوس ومكانس
الريب: مواضع التهم. وكنس أنفه وكنص، إذا حركه مستهزئا. وكنس في وجه فلان، إذا إستهزأ به، ككنص. والكانسية: موضع، أنشد سيبويه:
دار لمروة إذ أهلي وأهلهـم بالكانسية ترعى اللهو والغزلا ويقال: مروا بهم فكنسوهم، أي كسحوهم، وهو مجاز. والكناس: من يكنس الحشوش. ومحمد بن عبد الله بن عبد الأعلى أبو يحيى الكناسي، بالضم، المعروف بابن كناسة، محدث.
ك ن ك س
ومما يستدرك عليه: كنكس، بكسر الكاف الأولى وسكون الثانية وبينهما نون
مفتوحة: قبيلة من البربر، أو مدينة في بلادهم، منها شيخ مشايخنا أفضل
المتأخرين العلامة أبو عبد الله محمد ابن عبد الله القصري الكنكسي، حدث عن
أبي العباس أحمد بن عبد الله التلمساني وغيره، وعنه الشهب الثلاثة: أحمد بن
عبد الفتاح، وأحمد بن الحسن، وأحمد بن عبد المنعم المصريون.
ك و س
كاس البعير يكوس كوسا، إذا مشى على ثلاث قوائم، وهو معرقب، هذا في ذوات
الأربع، وأما في غيرها فالكوس: هو المشي على رجل واحدة، وقيل: هو أن يرفع
البعير إحدى قوائمه وينزو على ما بقي، قالت عمرة أخت العباس ابن مرداس،
وأمها الخنساء، ترثي أخاها وتذكر أنه كان يعرقب الإبل:
فظلت تكوس علـى أكـرع ثلاث وغادرت أخرى خضيبا تعني القائمة التي عرقبها فهي مخضبة بالدم. وكاست الحية تكوس كوسا: تحوت في مكاسها، وفي بعض نسخ التهذيب: في مساكها، وفي أخرى: في مكانها. وكاس فلانا يكوسه، إذا صرعه، وقيل: كبه على رأسه، كأكاسه إكاسة، قال الصاغاني: وهذا أفصح من كاسه قال أبو حزام العكلي:
ومعي صيغة وجشـاء فـيهـا
شرعة حشرها حري أن يكيسا
صفحة : 4114
صيغة، أي سهام. والجشاء: القوس. والحشر: المحشور أي المبري. وكاس فلانة:
طعنها في الجماع، نقله الصاغاني، عن ابن عباد. والكوس في البيع: إتضاع
الثمن، نقله الصاغاني، وهو الوكس فيه، ومنه قولهم: لاتكسني يا فلان في
الثمن، وقيل: الكوس في البيع مثل الوكس، وهو على وزن: لا تقسني. والكوس في
السير: مثل التهويد. والكوس: نيحة الأزيب من الرياح، وفي العباب: سفر الهند
إذا أيمنوا فريحهم الأزيب، وإذا رجعوا وإحتجزوا فالكوس، قال: وقول الليث إن
الكوس كلمة تقال عند خوف الغرق، رجم بالغيب، وحدس من الكلام، وقول ابن دريد
مثل قول الليث، ونصه: والكوس: كأنها أعجمية، والعرب تكلمت بها، وذلك أنه
إذا أصاب الناس خب في البحر، فخافوا الغرق فيه، قيل: خافوا الكوس. وقال ابن
سيده: الكوس: هيج البحر وخبه ومقاربة الغرق، وقيل: هو الغرق، وهو دخيل. و
الكوس بالضم غير مشبع: الطبل، ويقال: هو معرب. قلت: وبه سمي الفرسخ كوسا،
لأنه غاية ما يسمع فيه دق الكوس. و قال الليث: الكوس: خشبة مثلثة تكون مع
النجار يقيس بها تربيع الخشب، وهي فارسية. والكوسي من الخيل: القصير
الدوارج، فلا تراه إلا منكسا إذا جرى, الأنثى كوسية، وقيل: هو القصير
اليدين. وكوسين: ة. ومكوس، كمعظم: اسم حمار، ووهم الجوهري فضبطه بقلمه على
مفعل, وإذا كان لغة، كما نقله بعضهم، فلا يكون وهم، فتأمل. وكاسان: د، كبير
بما وراء النهر، وهو قاسان الذي تقدم ذكره، وسبق هناك أن الكاف لغة العامة،
ومنه الكاساني صاحب البدائع، من أئمة الحنفية. و عن ابن عباد: لمعة كوساء:
متراكمة ملتفة كثيرة النبت، ولماع كوس جمع كوساء، وذلك إذا تدانت أصولها
وإلتفت فروعها، وقال أبو بكر: لمعة كرساء، بالراء، بهذا المعنى، وقد تقدم.
وكذلك رمال كوس، إذا كانت متراكمة، بعضها فوق بعض. وكوساء: ع، قال أبو
ذؤيب:
إذا ذكرت قتلى بكوساء أشعلت كواهية الأخرات رث صنوعها يريد بواهية الأخرات: المزادة، جمع خرت، وهو الثقب. وأكاس البعير إكاسة: حمله على أن يكوس بعرقبته. وكوسه الله تكويسا: كبه على رأسه، وقيل: قلبه وجعل أعلاه أسفله. وتكاوس لحم الغلام: تراكب وتراكم وتزاحم. وتكاوس النخل والشجر والعشب: كثر وكثف، هكذا في النسخ، ومثله في العباب، وفي بعض النسخ: إلتف. قال عطارد بن قران:
ودوني من نجران ركن عمرد
ومعتلج من نخله متكـاوس
صفحة : 4115
وتكاوس النبت: إلتف وسقط بعضه على بعض. وفي حديث أصحاب الأيكة: وكانوا
أصحاب شجر متكاوس أي ملتف متراكب. ويروى: متكادس بالدال، وهو بمعناه.
والمتكاوس في العروض: أن تتوالى أربع حركات بتركب السببين، كضربني وسمكة،
على مثال: فعلتن، وتسمى الفاضلة، بالضاد المعجمة، وبعضهم يسميها: الفاصلة
الكبرى - كما سموا ما توالى في صدره ثلاث حركات الفاصلة الصغرى - مشبه
بالشجر المتكاوس، لكثرة الحركات فيه، كأنها إلتفت. وفي النوادر: إكتاسه عن
حاجته وإرتكسه، أي حبسه. وتكوس الرجل: تنكس. ومما يستدرك عليه: كاس الرجل
يكوس إذا إنقلب، ومنه: كاس العقير كوسا، إذا سقط على رأسه. والكووس، كصبور:
الأسد. وعلي بن محمد بن الحسن بن كاس النخعي الكاسي، من شيوخ الطبراني.
ك ه م س
الكهمس: من أسماء الأسد، قاله الليث. و الكهمس: الرجل القبيح الوجه، عن ابن
خالويه. و الكهمس: الناقة الكوماء، وهي العظيمة السنام، عن ابن عباد. وكهمس
الهلالي: صحابي، نزل البصرة، روى عنه معاوية بن قرة، وله وفادة، وحديث في
الصوم، تفرد به حماد بن زيد المنقري، عن معاوية، عنه، وحماد مقبول مشهور. و
كهمس بن الحسن التميمي: من تابعي التابعين، ويعرف بالعابد، وله ذكر في كتاب
القناعة، لابن أبي الدنيا. وكهمس: أبو حي من ربيعة ابن حنظلة بن مالك، من
بني تميم، فيهم شدة، ويقال لهذا: ربيعة الجوع، وبه تعرف أولاده. و عن ابن
عباد: الكهمسة في المشي، كالحفدان، وهو تقارب ما بين الرجلين وحثيانهما.
وفي التكملة: وحثيهما التراب. ومما يستدرك عليه: الكهمس: الذئب، عن ابن
الأعرابي. وكهمس بن المنهال، عن سعيد ابن أبي عروبة، قال أبو حاتم الرازي:
محله الصدق. وكهمس بن طلق الصريمي، كان من جملة الخوارج مع بلال بن مرداس،
وكانت الخوارج وقعت بأسلم بن زرعة الكلابي، وهم في أربعين رجلا، وهو في
ألفي رجل، فإنهزم إلى البصرة، وفي ذلك أنشد سيبويه لمودود العنبري:
وكنا حسبناهم فوارس كهمس حيوا بعدما ماتوا من الدهر أعصرا قلت: ويقال: هو للوليد بن حنيفة.
ك ي س
الكيس: الخفة والتوقد، وهو خلاف الحمق، وقد كاس كيسا فهو كيس وكيس. والكيس:
الجماع، عن ابن الأعرابي، ومنه الحديث فالكيس الكيس كما يأتي قريبا في كلام
المصنف. و قال ابن دريد: الكيس عند قوم الطيب، وفي بعض النسخ: الطب، وهو
غلط. و الكيس: الجود عن الأموي، وأنشد:
وفي بني أم الزبير كـيس
على الطعام ما غبا غبيس
صفحة : 4116
و الكيس: العقل والفطنة والفقه، ومنه الحديث: هذا من كيس أبي هريرة أي من
فقهه وفطنته، لا من روايته. و الكيس: الغلبة بالكياسة يقال: كاسني فكسته،
أي غلبته، وقد كاسه يكيسه كيسا: غلبه في الكيس. وفي الحديث المروي عن جابر
بن عبد الله الأنصاري رضي الله تعالى عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم
وقال له: أتراني إنما كستك لآخذ جملك، لك الثمن ولك الجمل ويروى: خذ جملك
ومالك أي غلبتك بالكياسة وفي النهاية: بالكيس. ويروى إنما ما كستك من
المكاس. وفيه أيضا: قال النبي صلى الله عليه وسلم لجابر: فأذا قدمت فالكيس
الكيس . وفي رواية أخرى: فإذا قدمتم على أهاليكم وهو أمر بالجماع، أي
جامعوهن طلبا للولد، فجعل طلب الولد عقلا. أو نهي عن المبادرة إليه
بإستعمال الكيس، أي العقل في إستبرائها والفحص عن حالها، لئلا يحمله الشبق
على غشيانها حائضا، وفي مقابلة النهي بالأمر مناسبة حسنة لا تخفى. والكيس،
كجيد: الظريف الخفيف المتوقد الذهن، ج أكياس، قال الحطيئة:
والله ما معشر لاموا امرءا جنبا في آل لأي بن شماس بأكياس قال سيبويه: كسروا كيسا على أفعال، تشبيها بفاعل، ويدلك على أنه فيعل أنهم قد سلموه، فلو كان فعلا لم يسلموه، وقوله، أنشده ثعلب:
فكن أكيس الكيسي إذا كنت فيهم
وإن كنت في الحمقى فكن أنت أحمقا
صفحة : 4117
إنما كسره هنا على كيسي لمكان الحمقى، أجرى الضد مكان ضده. وقال الليث: جمع
الكيس: كيسة. وزيد بن الكيس النمري، نسابة مشهور، هكذا ذكره الحافظ ابن
حجر، وغيره، والذي قرأت في أنساب ابن الكلبي أن ابن الكيس هذا هو عبيد بن
مالك بن شراحيل ابن الكيس، واسم الكيس زيد، وهو من ولد عوف بن سعد بن
الخزرج ابن تيم الله بن النمر بن قاسط، والنمري هو بفتح الميم في النسبة
للتخفيف. والكيس بن أبي الكيس حسان بن عبد الله اللخمي، محدث، هكذا سماه
الصاغاني. قلت: روى عن أبيه، وعنه أصبغ ابن الفرج. وكيسة بنت أبي بكرة نفيع
بن مسروح الثقفية تابعية. وكيسة بنت الحارث بن كريز العبشمية زوجة، الأولى:
زوج مسيلمة الكذاب، كانت تحته ثم أسلمت فتزوجها ابن عمها عبد الله بن عامر
بن كريز. وأبو كيسة البراء بن قيس، روى عنه إياد بن لقيط، أو هو بالمعجمة
وموحدة، كما ضبطه مسلم والدار قطنى. وأما علي بن كيسة المقريء فبالكسر
والسكون، شيخ ليونس بن عبد الأعلى، وضبطه الصوري بالفتح. وكيسة بنت أبي
كثير التابعية، روت عن أمها، عن عائشة، في الطيب، وعلي بن كيسة. كلاهما
بالفتح والسكون، علي ابن كيسة هذا: هو المقريء الذي تقدم ذكره، ضبط بكسر
الكاف وفتحها، الأخير عن الصوري، كما مر قريبا، وصرح بالضبطين الصاغاني
والحافظ في التبصير، والرجل واحد، فإعادته ثانيا وهم محض، فتأمل. والمصدر:
الكياسة، بالكسر، والكيس، بالفتح، وقد كاس الولد يكيس كيسا وكياسة.
والكيسي، بالكسر، والكوسي بالضم: جماعة الكيسة، عن كراع، قال ابن سيده:
وعندي أنهما تأنيثا الأكوس، وقال مرة: لا يوجد على مثالهما إلا ضيقي وضوقي:
جمع ضيقة، وطوبى: جمع طيبة، ولم يقولوا: طيبي، قال: وعندي أن ذلك تأنيث
الأفعل. وقال الليث: ويقال: هذا الأكيس، وهي الكوسى، وهن الكوس، والكوسيات:
النساء خاصة. وعلي بن كيسة، بالكسر: من القراء، هذا هو المقريء الذي ذكره
مرتين، وهذا من المصنف غريب، ووهم على وهم. ومن المجاز: كيسان، بالفتح: اسم
للغدر، عن ابن الأعرابي، وأنشد لضمرة بن ضمرة ابن جابر بن قطن:
إذا كنت في سعـد وأمك مـنـهـم
غريبـا فلا يغـررك
خالـك مـن سعد
إذا ما دعوا كيسان كانت كهولهم
إلى الغدر أسعى من شبابهم المرد و
ذكر ابن دريد أن هذا للنمر بن
تولب، في بني سعد، وهم أخواله. وقال ابن الأعرابي: الغدر يكنى أبا كيسان.
وقال كراع: هي طائية قال: وكل هذا من الكيس. و كيسان: والد أيوب، وكنية
كيسان أبو تميمة السختياني المحدث المشهور، وأبوه تابعي، وقد تقدم ذكره في
س خ ت.وكيسان: لقب المختار بن أبي عبيد الثقفي المنسوب إليه الكيسانية
الطائفة المشهورة من الرافضة. وأم كيسان: لقب للركبة، بلغة الأزد، نقله
المبرد في الكامل. و أم كيسان: اسم للضرب على مؤخر الإنسان بظهر القدم، وهو
من ذلك. والكيس، بالكسر، من الأوعية: وعاء معروف، يكون للدراهم والدنانير
والدر والياقوت، قال الشاعر:
صفحة : 4118
إنما الـذلـفـاء ياقـوتة أخرجت
من كيس دهقان لأنه يجمعها ويضمها، ج أكياس وكيسة، على مثال عنبة. و من
المجاز: الكيس: المشيمة، لما يكون فيه الولد، على التشبيه بالكيس. وأكيس
الرجل وأكاس: ولدت له أولاد كيسي، وقال نصر ابن القطاع: أكاس الإنسان: ولد
ولدا كيسا، وكذلك أكيس. وفي الأساس: أكاست: جاءت بأولاد أكياس، زاد غيره:
فهي مكيسة. وكيسه تكييسا: جعله كيسا مؤدبا. وتكيس الرجل: تظرف وأظهر الكيس.
وكايسه مكايسة: غالبه في الكيس، فكاسه: غلبه. ومما يستدرك عليه: رجل كيس
الفعل، أي حسنه، وامرأة كيسة: حسنة الأدب. والكوسي، بالضم: الكيس، عن
السيرافي، أدخلوا الواو على الياء، كما أدخلوا الياء كثيرا على الواو، قال
الشاعر:
فما أدري أجبنا كان دهري أم الكوسي إذا جد الغريم ورجل: مكيس، كمعظم: كيس، أي معروف بالعقل، ومنه قول سيدنا علي رضي الله عنه في رواية:
أما تراني كيسا مكيسا بنيت بعد نافع مخيسا وامرأة مكياس: تلد الأكياس، وهي ضد المحماق. والكيس: العاقل. وأي المؤمنين أكيس، أي أعقل. وقال ابن بزرج: أكاس الرجل الرجل، إذا أخذ بناصيته، هنا ذكره صاحب اللسان، وهو بالواوي أشبه. والكيس: طلب الولد. والكيسانية: جلود حمر ليست بقرظية. والكيس في الأمور: يجري مجرى الرفق فيها، وقد كاس فيه يكيس، وتكيس وتكايس. ونسوة كياس. وكايسته في البيع لأغبنه، نقله الزمخشري. وبنى دارا كيسة، أي ظريفة، وهو مجاز. وفي المثل: أكيس من قشة. ومن المجاز: أكيس الكيس التقي، وأحمق الحمق الفجور، كما في الأساس. وكيس كيسا، من حد فرح، لغة في كاس، بمعنى غلب، نقله ابن القطاع. والكيس: لقب محمد بن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، لعبادته وإقباله على أمور الآخرة. والنمر بن تولب: كان أبو عمرو بن العلاء رحمه الله تعالى يلقبه الكيس، لجودة شعره. وكيسة بنت عبد الحميد بن عامر بن كريز، لها ذكر. وقال الصاغاني: لعبة للعرب يسمون فيها بأسماء، يقولون: كيس في كسفة.