الباب الثاني عشر: باب السين المهملة - الفصل الحادي والعشرون: فصل الميم مع السين

فصل الميم مع السين

م أ س
مأس عليه، كمنع، مأسا: غضب. ومأس بينهم يمأس مأسا: أفسد، كأرش بينهم وأرث، قاله أبو زيد. ومأس الجلد: عركه، عن ابن عباد. ومأست الناقة مأسا: إشتد حفلها، عن أبي عمرو. ومأس الجرح: إتسع، كمئس كفرح، نقله الصاغاني وابن عباد. والممأس، كمنبر: السريع الطياش، عن ابن عباد. والممأس، أيضا: النمام. ويقال: هو الذي يسعى بين الناس بالفساد، عن ابن الأعرابي، كالمائس والمؤوس، كناصر وصبور، قال الكميت:

أسوت دماء حاول القوم سفكهـا      ولا يعدم الآسون في الغي مائسا وفاته: رجل ممآس، كمحراب، بهذا المعنى. والمآس، كشداد، عن كراع، والمأؤوس، كمنصور، قال رؤبة:

ما إن أبالي مأسك المأووسا هكذا وجد في نسخة مقروءة من أراجيز رؤبة، عن ابن دريد، كما في العباب.


م ت س
المتس، أهمله الجوهري، وقال الليث: هو لغة في المطس، وهو الرمي بالجعس. ومتسه يمتسه متسا، إذا أراغه لينتزعه، نبتا كان أو غيره، عن ابن دريد، قال: وليس بثبت.

م ج س
مجوس، كصبور: رجل صغير الأذنين، كان في سابق العصور، أول من وضع دينا للمجوس ودعا إليه، قاله الأزهري، وليس هو زرادشت الفارسي، كما قاله بعض، لأنه كان بعد إبراهيم عليه السلام، والمجوسية: دين قديم، وإنما زرادشت جدده وأظهره وزاد فيه، قاله شيخنا، قال: هو معرب أصله منج كوش فعرب مجوس، كما ترى، ونزل القرآن به، وكوش، بالضم: الأذن، ومنج، بمعنى القصير. رجل مجوسي، ج مجوس، كيهودي ويهود، قال أبو علي النحوي: المجوس واليهود إنما عرف على حد يهودي ويهود، ومجوسي ومجوس، ولولا ذلك لم يجز دخول الألف واللام عليهما، لأنهما معرفتان مؤنثان، فجريا في كلامهم مجرى القبيلتين، ولم يجعلا كالحيين في باب الصرف وأنشد:

أصاح أريك برقا هب وهنا      كنار مجوس تستعر إستعارا ومجسه تمجيسا: صيره مجوسيا فتمجس هو، ومنه الحديث: كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه يمجسانه أي يعلمانه دين المجوسية. واسم تلك النحلة: المجوسية، وأما قوله صلى الله عليه وسلم: القدرية مجوس هذه الأمة قيل: إنما جعلهم مجوسا لمضاهاة مذهبهم مذهب المجوس، في قولهم بالأصلين، وهما النور والظلمة، يزعمون أن الخير من فعل النور، وأن الشر من فعل الظلمة، وكذا القدرية، يضيفون الخير إلى الله تعالى، والشر إلى الإنسان والشيطان، والله خالقهما معا لا يكون شيء منهما إلا بمشيئته تعالى، فهما مضافان إليه سبحانه وتعالى خلقا وإيجادا، وإلى الفاعلين لهما عملا وإكتسابا.

م ح س

صفحة : 4133

محس الجلد، كمنع، أهمله الجوهري، وقال الأزهري: أي دلكه ودبغه، قال: وأصله المعس، أبدلت العين حاء. وقال ابن الأعرابي: الأمحس: الدباغ الحازق، هكذا نقله صاحبا اللسان والتكملة.

م خ س
التمخس كثرة الحركة، أهمله الجماعة كلهم. قلت: وهو تحريف والصواب فيه بالشين، كما قاله ابن دريد، وهي لغة يمانية، يأتي ذكرها إن شاء الله تعالى في الشين، فتأمل.

م د س
المدس، أهمله الجوهري، وفي اللسان والتكملة وتهذيب ابن القطاع: هو دلك الأديم ونحوه، يقال: مدس الأديم يمدسه مدسا، إذا دلكه، قال شيخنا: وعزاه في العباب لابن عباد. وزعم صاحب الناموس أن المداس مأخوذ منه، فتأمل. قلت: والذي يقتضيه التأمل الصادق أنه من مادة دوس والأصل فيه: مدوس، كمنبر، ثم لما قلبت الواو ألفا فتحت الميم للخفة وكثرة الدوران على اللسان، وقد تقدم أن الكسر لغة فيه.

م د ق س
المدقس، كسبطر، أهمله الجوهري والصاغاني في التكملة. وهو الإبريسم، مقلوب الدمقس، وقد ذكره صاحب اللسان هنا، وغيره إستطرادا في الدمقس، وفي العباب هكذا، وعزاه لأبي عبيدة.

م ر س
المرسة، محركة: الحبل، لتمرس قواه بعضها على بعض، ج مرس، بغير هاء وجج، أي جمع الجمع أمراس، قال:

يودع بالأمراس كـل عـمـلـس     من المطعمات اللحم غير الشواحن ومرست البكرة، كفرح تمرس مرسا فهي مروس، كصبور، إذا كان من عادتها أن يمرس، أي ينشب حبلها بينها وبين القعو، قال:

درنا ودارت بكرة نـخـيس
لا ضيقة المجرى ولا مروس

ومرس الحبل، كنصر، يمرس مرسا: وقع في أحد جانبيها بينها وبين الخطاف، هكذا قيده أبو زياد الأعرابي. ومرس الصبي إصبعه يمرس مرسا، لغة في مرثها، بالثاء المثلثة، أو لثغة. ومرس يده بالمنديل: مسحها. ومرس التمر في الماء يمرسه نقعه ودلكه في الماء ومرثه باليد. قاله ابن السكيت. وفحل مراس، كشداد: ذو مراس، بالكسر: أي شدة العلاج وقال الصاغاني: أي ذو مراس شديد. ومن المجاز: بيننا وبين الماء ليلة مراسة لا وتيرة فيها، أي بعيدة دائبة السير، جزناها، قاله ابن الأعرابي. المريس، كأمير: الثريد، لأن الخبز يمرس فيه حتى ينماث والمريس: التمر الممروس في الماء أو اللبن، هكذا هو في النسخ، فإن صح فلا بد من ذكر في الماء كما في الأساس والعباب. والمرمريس: الداهية والدردبيس وهو فعفعيل، بتكرير الفاء والعين، ويقال: داهية مرمريس، أي شديدة، وقال محمد بن السري: هو من المراسة. والمرمريس: الداهي من الرجال، وتحقيره: مريريس، قال سيبويه: كأنهم حقروا مراسا، قال ابن سيده: وقالوا: مرمريت، فلا أدري ألغة أم لثغة. وقال ابن جنى: ليس من البعيد أن تكون التاء بدلا من السين، كما أبدلت منها في ست ونظائره. والمرمريس: الأملس، ذكره أبو عبيدة في باب فعلليل، ومنه قولهم في صغة فرس: والكفل المرمريس، قال الأزهري أخذ المرمريس من المرمر: وهو الرخام الأملس، وكسعه بالسين تأكيدا. والمرمريس: الطويل من الأعناق. والمرمريس: الصلب، قال رؤبة:

صفحة : 4134

كد العدا أخلق مرمريسا وقال ابن عباد: المرمريس: هي أرض لا تنبت شيئا لصلابتها. ومريسة، كسكينة: ة بالصعيد ينسب إليها الخمر، ومنها بشر بن غياث المريسي، من المتكلمين، هكذا ضبطه الصاغاني، وضبطه غيره فقال: مريس، كأمير: من بلدان الصعيد، وقال أبو حنيفة رحمه الله تعالى: مريس، أدنى بلاد النوبة التي تلي أرض أسوان، هكذا حكاه مصروفا، وخالفه الصاغاني، فقال: المريسة: جزيرة ببلاد النوبة يجلب منها الرقيق. والصواب ما قاله أبو حنيفة، وهي التي منها بشر بن غياث، على الصحيح، فتأمل. والمرميس، بالكسر: الكركدن، عن ابن عباد. والمارستان، بفتح الراء: دار المرضى، وهو معرب، نقله الجوهري عن يعقوب. قلت: وأصله بيمارستان، بكسر الموحدة وسكون الياء بعدها وكسر الراء، ومعناه: دار المرضى، كما قاله يعقوب، قال: بيمار، عندهم هو المريض، وأستان بالضم: المأوى كما حققه موبذ السري، ثم خفف فحذفت الهمزة، ولما حصل التركيب أسقطوا الباء والياء عند التعريب، وقد نسب إليه جماعة من المحدثين. وأمرس الحبل إمراسا: أعاده إلى مجراه، يقال: أمرس حبلك، أي أعده إلى مجراه، قال الراجز:

بئس مقام الشيخ أمرس أمرس
بين حوامي خشبات يبس
إما على قعو وإما اقعنسس

أراد مقاما يقال فيه: أمرس، وقد تقدم في ق ع س. أو أمرسه: أزاله عن مجراه، وذلك إن أنشبه بين البكرة والقعو فيكون بمعنيين متضادين، وقد أغفل عنه المصنف، والعجب منه وقد ذكره الجوهري وصرح بالضدية، حيث قال: وإذا أنشبت الحبل بين البكرة والقعو قلت: أمرسته، وهو من الأضداد، عن يعقوب، قال الكميت:

ستأتيكم بمترعة ذعافـا     حبالكم التي لا تمرسونا

صفحة : 4135

أي التي لا تنشبونها إلى البكرة والقعو. ومارسه ممارسة ومراسا: عالجه وزاوله، فهو ممارس، عن ابن دريد. وبنو ممارس: بطن من العرب، قاله ابن دريد. وتمرس بالشيء وإمترس: احتك به. يقال: تمرس البعير بالشجرة إذا إحتك بها من جرب أو أكال. وقيل: التمرس: شدة الإلتواء والعلوق، عن ابن الأعرابي. والمتمرس بن عبد الرحمن الصحاري، والمتمرس بن ثالخ بن نهيك العكلي: شاعران، كذا في ا لعباب. وتمارسوا في الحرب: تضاربوا، نقله، الزمخشري والصاغاني، عن ابن دريد، وهو يرجع إلى معنى الممارسة، وهو شدة العلاج. والمراسة: الشدة، ويقال: رجل مرس: بين المرس والمراسة. ومرسية، بالضم مخففة: د، إسلامي بالمغرب، شرقي الأندلس، وقيل: من أعمال تدمير، بناه الأمير عبد الرحمن بن الحكم الأموي، كثير المنازه والبساتين، قال شيخنا: إستعمل المنازه هنا وأنكره في ن ز ه، ثم الضم الذي ذكره المصنف، رحمه الله، هو الذي ذكره الأمير وغيره، وقال ابن السمعاني: كنت أسمع المغاربة يفتحونها. ومن هذا البلد أبو غالب تمام بن غالب بن التياني اللغوي، صنف في علم اللغة كتابا نفيسا مفيدا، ولما تغلب أبو إسحاق على مرسية أرسل إليه ألف دينار على أن يكتب اسمه عليه، فأبى وقال: لو بذلت لي الدنيا ما وضعت، إنما كتبته لكل طالب علم. ومما يستدرك عليه: المرس، محركة، والمراس، بالكسر: الممارسة، وقد مرس مرسا، كفرح. ويقال: إنه لمرس حذر. أي شديد مجرب الحروب. ويقال: هم على مرس واحد، ككتف، وذلك إذا إستوت أخلاقهم. وجمع المرس: أمراس، وهم الأشداء الذين جربوا الأمور ومارسوها، ومنها الحديث: أما بنو فلان فحسك أمراس. والمرس، بالفتح: الدلك والإدافة. وتمرس الرجل بدينه، إذا لعب به وتعبث به، كما في الحديث وهو مجاز وقيل: هو ممارسة الفتن ومثاورتها والخروج على الإمام. ويقال: ما بفلان متمرس، إذا نعت بالجلد والشدة، حتى لا يقاومه من مارسه: لأنه قد مارس النوائب والخصومات، وهو مجاز، ويقال ذلك أيضا للشحيح الذي لا ينال منه محتاج، وهو مجاز أيضا، وذلك لتمرس به. وهو يقضب الأمراس من مرحه، أي الحبال، وهو مجاز، والبعير يتمرس بالشجرة: يأكلها وقتا بعد وقت، وهو مجاز. وفلان يتمرس بي، أي يتعرض لي بالشر، وهو مجاز. وبنو مريس، كزبير: بطن من العرب، عن ابن دريد. وقال أبو زيد: يقال للرجل اللئيم الذي لا ينظر إلى صاحبه ولا يعطي خيرا: إنه لينظر إلى وجه أمرس أملس، أي لا خير فيه، ولا يتمرس به لأنه صلب لا يستغل منه شيء. وتمرس به: ضربه، قال:

تمرس بي من جهله وأنا الرقم وإمترست الألسن في الخصومات: تلاجت وأخذ بعضها بعضا، وهو مجاز، قال أبو ذؤيب يصف صائدا، وأن حمر الوحش قربت منه بمنزلة من يحتك بالشيء:

فنكرنه فنفرن وإمترست به     هوجاء هادية وهاد جرشع

صفحة : 4136

قال السكري: الهوجاء: الأتان، وإمترست به: جعلت تكادمه وتعالجه. ويقال: إمترس بها: نشب سهمه فيها. والمرسة، محركة: حبل الكلب، والجمع كالجمع، هكذا ذكره طرفة في شعره. وتمرس به: تمسح. والممارسة: الملاعبة، وهو مجاز، ومنه حديث علي رضى الله عنه: زعم أني كنت أعافس وأمارس، أي ألاعب النساء. والمرس، بالفتح: السير الدائم. وقالوا: أمرس أملس، فبالغوا فيه، كما قالوا: شحيح بحيح، رواه ابن الأعرابي. وتمرس بالطيب: تلطخ به، وهو مجاز. والمريسية: الريح الجنوب التي تأتي من قبل الجنوب. والمراس: داء يأخذ الإبل، وهو أهون أدوائها، ولا يكون في غيرها، عن الهجري. ودرب المريسي: ببغداد، منسوب إلى بشر بن غياث، نقلة الصاغاني وأبو الرضا زيد بن جعفر بن إبراهيم الخيمي المريسي، مصغرا مشددا، حكى عنه السلفي. ومرس، محركة: موضع، هكذا ضبطه الصاغاني وقال ابن السمعاني: مرس، بفتح الميم: قرية من أعمال المدينة، ونسب إليها أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل العلوي، روى عن أبيه عن جده، هكذا نقل عنه الحافظ. قلت: وهو تحريف قبيح، فأن أبا عبد الله المذكور إنما يقال له: الرسي، بالراء والسين والمشددة، لأن جده القاسم كان ينزل جبل الرس بالمدينة، فيقال لأولاده: الرسيون، وقد تقدم ذلك، والعجب من الحافظ، كيف سكت على هذا: ومرسين، بالفتح وكسر السين: شجرة الآس، وهو ريحان القبور، مصرية، أو محلها النون. والمرس: أسفل الجبل وحضيضه يسيل فيه الماء فيدب دبيبا ولا يحفر، وجمعه أمراس، والشين لغة فيه. قاله ابن شميل. ومريس، كزبير: قرية.

م ر ج س
ومما يستدرك عليه: المرجاس، بالكسر: حجر يرمى به في البئر ليطيب ماؤها، وتفتح عيونها، أهمله الجماعة، ونقله صاحب اللسان عن أبي الفرج، وأنشد:

إذا رأوا كـريهة يرمـون بـي
رميك بالمرجاس في قعر الطوي

وهو بلغة الأزد: البرجاس، بالباء. والشعر لسعد بن المنتخر البارقي، رواه المؤرخ هكذا بالباء، وقد تقدم في موضعه.

م ر ق س

صفحة : 4137

مرقس، كجعفر، أهمله الجماعة، وقد تقدم للمصنف رحمه الله في ر ق س، وزنه كمقعد، وقال الصاغاني هناك: إنه لقب عبد الرحمن الطائي الشاعر أحد بني معن بن عتود. وزنه فعلل لا مفعل وهو يرد كلامه في الأول، لانه وزنه هناك بمقعد، كما تقدم - لعوز مادة ر ق س، وإيراد المصنف هناك يدل على عدم عوزه، وهو غريب، ومع غرابته ومصادمة بعضه بعضا فقد غلط فيه، قاله وقلد فيه الصاغاني في غلطه، كما قلد هو أبا القاسم الحسن بت بشر الآمدي، فإن الصواب فيه:عبد الرحمن بن مرقس كما صرح به الآمدي صاحب الموازنة، وحققه الحافظ ابن حجر، رحمه الله تعالى، في التبصير، وإختلفوا في وزنه أيضا، فضبطه الحافظ: مرقس، كمحسن، وضبطه الآمدي كجعفر، فتأمل حق التأمل والمرقسي: منسوب إلى حي من طييء يقال لهم: بنو امرئ القيس، كذا أورده ابن عباد في المحيط، في الرباعي. ومما يستدرك عليه: مرقس، بالفتح: قرية بالبحيرة من أعمال مصر، وقد دخلتها، وقيل: هي بالصاد، وسميت باسم رجل من الرهبان، جاء ذكره في الخطط للمقريزي.

م س س
مسسته، بالكسر، أمسه مسا ومسيسا، كأمير، ومسيسي كخليفي، من حد علم، هذه اللغة الفصيحة، ومسستته، كنصرته، مسا، لغة، حكاه أبو عبيدة، وربما قيل: مسته، بحذف سين الأولى وإلقاء الحركة على الفاء كما قالوا: خفت، نقله سيبويه، وهو شاذ: أي لمسته بيدي. قال الراغب في ا لمفردات: المس كاللمس، ولكن المس يقال لطلب الشيء وإن لم يوجد، واللمس يقال فيما يكون معه إدراك بحاسة اللمس. قال الجوهري: ومنهم من لا يحول كسرة السين إلى الميم، بل يترك الميم على حالها مفتوحة، وهو مثل قوله تعالى: فظلتم تفكهون يكسر الظاء ويفتح، وأصله ظللتم، وهو من شواهد التخفيف، وأنشد الأخفش لابن مغراء.

مسنا السماء فنلناها وطاء لهمحتى رأوا أحدا يهوي وثهلانا روي بالوجهين. ومن المجاز: المس: الجنون، كالألس واللمم، قال الله عز وجل: كالذي يتخبطه الشيطان من المس وقد مس به بالضم أي مبنيا للمفعول فهو ممسوس: به مس من الجنون، كأن الجن مسته، وقال أبو عمرو: المأسوس والممسوس والمألوس: كله المجنون. ومن المجاز: قوله تعالى: ذوقوا مس سقر أي أول ما ينالكم منها، قال الأخفش: جعل المس مذاقا، كما يقال: كيف وجدت طعم الضرب? وكقولك: وجد فلان مس الحمى، أي أول ما ناله منها. وفي اللسان: أي رسها وبدأها قبل أن تأخذه وتظهر. وبينهما رحم ماسة، أي قرابة قريبة، وكذلك مساسة، وهو مجاز. وقد مست بك رحم فلان، أي قربت. وحاجة ماسة، أي مهمة. وقد مست إليه الحاجة، ويقولون: مسيس الحاجة. والمسوس، كصبور، من الماء: الذي بين العذب والملح قاله الجوهري، وهو مجاز، وقيل: المسوس: الماء نالته هكذا في النسخ، والصواب: تناولته الأيدي، فهو على هذا في معنى مفعول، كأنه مس حين تنوول باليد، وقيل: هو المريء الذي إذا مس الغلة ذهب بها، قال ذو الإصبع العدواني:

لو كنت ماء كـنـت لا     عذب المذاق ولا مسوسا

صفحة : 4138


ملحا بعيد القعر قـد     فلت حجارته الفؤوسا قال شمر: سئل أعرابي عن ركية، فقال: ماؤها الشفاء المسوس. الذي يمس الغلة فيشفيها، فهو على ذلك فعول بمعنى فاعل. وقال ابن الأعرابي: كل ما شفى الغليل فهو مسوس. وقيل: المسوس: الماء العذب الصافي، عن الأصمعي. وقيل: هو الزعاق يحرق كل شيء بملوحته، ضد، ولا يظهر وجه الضدية إلا بما ذكرنا، وكلام المصنف منظور فيه. والمسوس: الفادزهر، وهو الترياق، قال كثير:

فقد أصبح الراضون إذ أنتم بها     مسوس البلاد يشتكون وبالها ومسوس: ة، بمرو، نقله الصاغاني، والمسماس، بالفتح: الخفيف، يقال: قتام مسماس، قال رؤبة:

وبلد يجري عليه العسعـاس
من السراب والقتام المسماس

نقله الصاغاني. وأبو الحسن بشرى بن مسيس، كأمير الفاتني، محدث مشهور. ومسة، بالضم: علم للنساء، ومنهن: مسة الأزدية، تابعية قلت: روى عنها أبو سهل البرساني، شيخ لابن عبد الأعلى. وفي الصحاح: أما قول العرب لا مساس، كقطام، فإنما بني على الكسر، لأنه معدول عن المصدر، وهو المس، أي لا تمس، وبه قريء في الشواذ، وهو قراءة أبي حيوة وأبي عمرو. وقد يقال: مساس، في الأمر، كدراك ونزال، وقوله تعالى. فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس بالكسر، أي وفتح السين منصوبا على التنزيه: أي لا أمس ولا أمس، حرم مخالطة السامري عقوبة له، فلا مساس، معناه لا تمسني، أو لا مماسة، وقد قرئ بهما، فلو قال: وقوله لا مساس كقطام وكتاب، أي لا تمسني أو لا مماسة، لأصاب في الإختصار، فتأمل. وكذلك، أي كما أن المساس يكون من الجانبين كذا التماس، ومنه قوله تعالى: من قبل أن يتماسا وهو كناية عن المباضعة، وعبارة التهذيب: والمماسة: كناية عن المباضعة، وكذلك التماس، وهذا أحسن من قول المصنف، فتأمل. والمسماس، بالكسر، والمسمسة: إختلاط الأمر وإلتباسه وإشتباهه، قال رؤبة:

إن كنت من أمرك في مسماس
فاسط على أمك سطو الماسي

صفحة : 4139

هكذا أنشده الجوهري والليث والأزهري لرؤبة، قال الصاغاني: وليس له، كأنه لم يجده في ديوانه. قيل: خفف سين الماسي، كما يخففونها في قولهم: مست الشيء، أي مسسته. وغلطه الأزهري، وقال: إنما الماسي: الذي يدخل يده في حياء الأنثى لإستخراج الجنين إذا نشب، يقال: مسيتها مسيا. روى ذلك أبو عبيد عن الأصمعي، وليس المسي من المس في شيء. ومما يستدرك عليه: أمسسته الشيء فمسه. ومنه الحديث: ولم يجد مسا من النصب، هو أول ما يحس به من التعب، ويطلق في كل ما ينال الإنسان من أذى، كقوله تعالى: لن تمسنا النار ومستهم البأساء و مسني الضر و مسني الشيطان كل ذلك نظائر لقوله تعالى: ذوقوا مس سقر . والمس: كني به عن النكاح، فقيل: مسها، وماسها، وقوله تعالى: من قبل أن تمسوهن و ما لم تمسوهن وقرئ: ما لم تماسوهن . والمعنى واحد، وكذلك المسيس والمساس. وقال أحمد بن يحيى: إختار بعضهم: ما لم تمسوهن وقال: لأنا وجدنا هذا الحرف في موضع من الكتاب بغير ألف، فكل شيء من هذا الباب فهو فعل الرجل في باب الغشيان. وفي الحديث: فمسه بعذاب، أي عاقبه. وفي حديث أبي قتادة والميضأة: فأتيته بها فقال: مسوا منها، أي خذوا منها الماء وتوضؤوا. وأصل المس باليد، ثم إستعير للأخذ والضرب، لأنهما باليد. وللجماع، لأنه لمس، وللجنون، كأن الجن مسته. وماس الشيء بالشيء مماسة ومساسا: لقيه بذاته. وتماس الجرمان: مس أحدهما الآخر، وحكى ابن جنى: فأمسه إياه. فعداه إلى مفعولين، كما ترى، وخص بعض أهل اللغة: فرس ممس بتحجيل، أراد: ممس تحجيلا، وإعتقد زيادة الباء، كزيادتها في قوله تنبت بالدهن و يذهب بالأبصار . من تذكرة أبي علي الهجري. وقال ابن القطاع: أمس الفرس: صار في يديه ورجليه بياض، لا يبلغه التحجيل. وقد مسته مواس الخير والشر: عرضت له. ومسمس الرجل، إذا تخبط. وريقة مسوس، عن ابن الأعرابي: تذهب بالعطش، وأنشد:

يا حبذا ريقتك المسوس
إذ أنت خود بادن شموس

وقال أبو حنيفة رحمه الله تعالى: كلأ مسوس: نام في الراعية ناجع فيها. وأمسه شكوى، أي شكا إليه، وهو مجاز. والمسة: لعبة للعرب، وهي الضبطة. والمس، بالكسر: النحاس. قال ابن ديد: لا أدري أعربي هو أم لا. قلت: هي فارسية، والسين. مخففة. ويقال: هو حسن المس في ماله، ورأيت له مسا في ماله، أي أثرا حسنا، كما يقال: أصبعا، وهو مجاز.

م ط س
مطس، أهمله الجوهري، وقال الليث: مطس المعذر العذرة يمطسها مطسا: رماها بمرة. وقال ابن دريد مطس وجهه: لطمه، وبيده: ضربه.

م ع س

صفحة : 4140

معسه، أي الأديم، معسا، كمنعه، إذا دلكه في الدباغ دلكا شديدا حتى لينه، وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على أسماء بنت عميس وهي تمعس إهابا لها، أي تدبغه. وأصل المعس: المعك والدلك للجلد بعد إدخاله في الدباغ. ومن الكناية: معس جاريته: جامعها، وهو من ذلك. ومعسه معسا: أهانه ودعكه. ومعسه في الحرب معسا: حمل عليه، وطعنه بالرمح، وهذه عن ا بن دريد. ويقال: ما في الناقة معس، بالفتح، أي لبن. ويقال: رجل معاس في الحرب، كشداد أي مقدام يحمل ويطعن. والإمتعاس في قول الراجز:

وصاحب يمتعس إمتعاسا
كأن في جال استه أحلاسا

تمكين الاست من الأرض وتحريكها عليها، كما يمعس الأديم، هكذا نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: المعس: الحمل في الحرب. والمتمعس: المقدام فيها. ومنيئة معوس: حركت في الدباغ، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

يخرج بين الناب والضروس
حمراء كالمنيئة المـعـوس

يعني بالحمراء الشقشقة، شبهها بالمنيئة المحركة في الدباغ. والمعس: الحركة. وإمتعس: تحرك. وإمتعس العرفج: إمتلأت أجوافه من حجنه حتى لا تسود.
م غ س
مغسه، كمنعه، أهمله الجوهري، وقال ابن القطاع: مغسه بالرمح مغسا: طعنه به، لغة في المهلة. ومغسه الطبيب: جسه، قال رؤبة:
والدين يحيي هاجسا مهجوسا
مغس الطبيب الطعنة المغوسا

أي الدين يحيي الهم المهم، أي يهيجه. وقد مغس الرجل، كعني وفرح، مغسا ومغسا - فيهما اللف والنشر المرتب، قال اللحياني: في بطنه مغس ومغس، أي إلتواء، وأنكر ابن السكيت التحريك - لغة في الصاد، وقال الليث: المغس: تقطيع يأخذ في البطن: ومما يستدرك عليه: مغس المرأة مغسا: نكحها. نقله ابن القطاع. وبطن مغوس. وأمغس رأسه بنصفين من بياض وسواد: إختلط.

م ق ح س
تمقحست نفسي وتمقست: غثت ولقست، وهذا الحرف أهمله الجوهري والصاغاني في التكملة. وصاحب اللسان. وفي العباب عن أبي عمر الزاهد: أي غثت، وأنشد:

نفسي تمقحس من سماني الأقبر قلت: وقد تقدم للمصنف أيضا في حمقس قال: التحمقس: التخبث، ومثله في العباب.

م ق س

صفحة : 4141

مقس: ع على نيل مصر بين يدي القاهرة، ومنه البدر محمد بن علي بن عبد الغني السعودي القاهري، سمع على السخاوي وغيره. وقال أبو سعيد الضرير: مقسه في الماء مقسا، وقمسه قمسا: غطه فيه غطا، وهو على القلب ومقس القربة: ملأها، فإنمقست. ومقس الشيء: كسره أو خرقه. ومقس الماء: جرى في الأرض. ومقاس، ككتان: جبل بالخابور. ومقاس لقب مسهر بن النعمان بن عمرو بن ربيعة بن تيم بن الحارث بن مالك بن عبيد بن خزيمة بن لؤي بن غالب العائذي الشاعر نسبة إلى عائذة بنت الخمس بن قحافة، وهي أمهم، وقيل له: مقاس لأن رجلا قال: هو يمقس الشعر كيف شاء، أي يقوله، يقال مقس من الأكل ما شاء. وكنيته أبو جلدة. ومقست نفسه، كفرح، مقسا: غثت، وقيل: تقززت وكرهت، ونحو ذلك، وقال أبو عمرو: ومقست نفسي من أمر كذا، تمقس، فهي ماقسة، إذا أنفت، وقال مرة: خبثت، وهي بمعنى لقست، كتمقست، قال أبو زيد: صاد أعرابي هامة فأكلها، فقال: ما هذا? فقيل: سماني، فغثت نفسه فقال:

نفسي تمقس من سماني الأقبر ويروى: تمقحس، كما تقدم. والتمقيس في الماء: الإكثار من صبه، عن ابن عباد. والمماقسة: المغاطة في الماء، وكذلك التماقس. وفي الحديث: خرج عبد الرحمن بن زيد وعاصم ابن عمر يتماقسان في البحر، أي يتغاوصان. ومن المجاز: هو يماقس حوتا، أي يقامس، وقد تقدم. ومما يستدرك عليه: المقس: الجوب والخرق. ومقس في الأرض مقسا: ذهب فيها. وامرأة مقاسة: طوافة.

م ك س
مكس في البيع يمكس مكسا، إذا جبى مالا، هذا أصل معنى المكس. والمكس: النقص، عن شمر، وبه فسر قول جابر بن حنى التغلبي:

أفي كل أسواق الـعـراق إتـاوة     وفي كل ما باع امرؤ مكس درهم وقيل: المكس: إنتقاص الثمن في البياعة. والمكس: الظلم، وهو ما يأخذه العشار، وهو ماكس ومكاس. وفي الحديث: لا يدخل صاحب مكس الجنة، وهو العشار. والمكس: دراهم كانت من بائعي السلع في الأسواق في الجاهلية، عن ابن دريد. أو هو درهم كان يأخذه المصدق بعد فراغه من الصدقة، قاله ابن الأعرابي. ويقال: تماكسا في البيع، إذا تشاحا، عن ابن دريد وماكسه الرجل مماكسة: شاحه. هكذا في النسخ، وفي بعض: شاكسه، وفي حديث عمر: لا بأس بالمماكسة في البيع، وهو إنتقاص الثمن وإنحطاطه، والمنابذة بين المتبايعين، وبه فسر حديث جابر: أترى أنما ماكستك لآخذ جملك. ومن دون ذلك مكاس وعكاس، وهو أن تأخذ بناصيته ويأخذ بناصيتك، أخذ من المكس، وهو إستنقاص الثمن في البياعة، لأن المماكس يستنقصه، وقد مر في ع ك س، طرف من ذلك. ومما يستدرك عليه: مكس الرجل كعني: نقص في بيع ونحوه. والمكوس: هي الضرائب التي كانت تأخذها العشارون. وماكسين وماكسون: موضع، وهي قرية على شاطىء الفرات، وفي النصب والخفض: ماكسين. وشبرى المكاس: قرية شرقي القاهرة، وقد ذكرت في ش ب ر، وهي شبرى الخيمة، لأن خيمة المكس كانت تضرب فيها.

م ل س
الملس: السوق الشديد، قال الراجز:
عهدي بأظعان الكتوم تملس

صفحة : 4142

ويقال: ملست بالإبل أملس بها ملسا، إذا سقتها سوقا في خفية، قال الراجز:

ملسا بذود الحلسي ملسا والملس: إختلاط الظلام، وقيل: هو بعد الملث، كالإملاس، يقال: أتيته ملس الظلام، وملث الظلام وذلك حين يختلط الليل بالأرض، ويختلط الظلام، يستعمل ظرفا وغير ظرف، وروي عن ابن الأعرابي: إختلط الملس بالملث، والملث أول سواد المغرب، فإذا إشتد حتى يأتي وقت العشاء الآخرة فهو الملس بالملث، ولا يتميز هذا من هذا، لأنه قد دخل الملث في الملس. والملس سل خصيي الكبش بعروقهما، قال الليث: خصى مملوس، ويقال أيضا: صبي مملوس. والملوس، كصبور، من الإبل: المعناق السابق التي تراها أول الإبل في المرعى والمورد وكل مسير. قاله أبو زيد. ومن المجاز: ناقة ملسى، كجمزي، أي نهاية في السرعة، كذا قاله الزمخشري، وقال غيره: أي سريعة تمر مرا سريعا، وكذلك ناقة ملوس، كصبور، قال ابن أحمر:

ملسى يمانية وشـيخ هـمة     متقطع دون اليماني المصعد أي تملس وتمضي، لا يعلق بها شيء من سرعتها. ومن المجاز: يقال: أبيعك الملسى لا عهدة، أي تتملس وتتفلت ولا ترجع إلي، وقال الأزهري: ويقال في البيع: ملسى لا عهدة، أي قد إنملس من الأمر، لا له ولا عليه. وقيل: الملسى: أن يبيع الرجل الشيء ولا يضمن عهدته، قال الراجز:

لما رأيت العام عاما أعبسا
وصار بيع مالنا بالملسى

وقال الزمخشري: الملسى: هي البيعة التي لا يتعلق بها تبعة ولا عهدة. والملاسة والملوسة، الأول بالفتح، والثاني بالضم: ضد الخشونة، وكذلك الملس، محركة، وقد ملس ككرم ونصر، ملاسة وملوسا وملسا، فهو أملس ومليس، قال عبيد بن الأبرص:

صدق من الهندي ألبس جنة     لحقت بكعب كالنواة مليس والأملس: الصحيح الظهر بغير جرب. ومنه المثل: هان على الأملس ما لاقى الدبر، والدبر: الذي قد دبر ظهره. يضرب في سوء إهتمام الرجل بشأن صاحبه، وهو مجاز. ويقال: خمس أملس، أي متعب شديد، قال المرار:

يسير فيها القوم خمسا أملسا ومن المجاز: الملساء الخمر السلسة الجرع في الحلق، كما قيل للماء: زلال وسلسال، قال أبو النجم:

بالقهوة الملساء من جريالها والملساء: لبن حامض يشج به المحض، كالمليساء، عن ابن دريد. ومليس، كزبير: اسم. وقال ابن الأنباري: المليساء: نصف النهار، قال: وقال رجل من العرب لرجل: أكره أن تزورني في المليساء، قال: لم? قال: لأنه يفوت الغداء ولم يهيأ العشاء. والمليساء: بين المغرب والعتمة، نقله الصاغاني. وقال أبو عمرو: المليساء: شهر صفر، وقال الأصمعي: المليساء: شهر بين الصفرية والشتاء، وهو وقت تنقطع فيه الميرة. وقال ابن سيده: والمليساء: الشهر الذي ننقطع فيه الميرة، قال:

أفينا تسوم الساهرية بـعـدمـا      بدا لك من شهر المليساء كوكب

صفحة : 4143

يقول: أتعرض علينا الطيب في هذا الوقت ولا ميرة. والمليساء: شيء من قماش الطعام يرمى به. والمليساء: حصن بالطائف، وإليه نسب العز عبد العزيز بن أحمد ابن عيسى بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن عامر بن جابر المذحجي المليسائي، ولد به سنة 815، وأم بعد أبيه بجامعه، وتزود إلى الحرمين، لقيه البقاعي هناك سنة 849، فكتب عنه شعرا، ولكنه ضبطه بالتشديد. والإمليس، بالكسر، الإمليسة بهاء، وهذه عن ابن عباد: الفلاة ليس بها نبات، ج، أماليس، وأمالس شاذ، حذفت ياؤه لضرورة الشعر في قول ذي الرمة:

أقول لعجلي بـين يم وداحـس     أجدي فقد أقوت عليك الأمالس وقال شمر: الأماليس: الأرض التي ليس بها شجر ولا يبيس ولا كلأ ولا نبات، ولا يكون فيها وحش، والواحد: إمليس، وكأنه إفعيل من الملاسة، أي أن الأرض ملساء لا شيء بها، وقال أبو زبيد فسماها مليسا:

فإياكم وهذا العرق واسموا       لموماة مآخذها مـلـيس وقيل: الأماليس: جمع أملاس، وأملاس: جمع ملس، محركة، وهو المكان المستوي لا نبات به، قال الحطيئة

وإن لم يكن إلا الأماليس أصبحت     لها حلق ضراتهـا شـكـرات

صفحة : 4144

والكثير: ملوس، وأرض ملس وملسى وملساء وإمليس: لا تنبت، وسنة ملساء والجمع أمالس وأماليس، على غير قياس جدبة. والرمان الإمليس: الحلو الطيب الذي لا عجم له، وكذا الإمليسي، كأنه منسوب إليه أي إلى الإمليس، بمعنى الفلاة، بحسب المعنى التشبيهي، من حيث إن الرمان بلا نواة، كالفلاة بلا نبات، حققه شيخنا. قلت: وأصل العبارة في التهذيب: ورمان إمليس وإمليسي: حلو طيب لا عجم فيه، كأنه منسوب إليه. فالضمير راجع إلى إمليس، بهذا المعنى، وصف به الرمان، وهو إفعيل من الملاسة، بمعنى النعومة، لا بمعنى الفلاة، كما نقله شيخنا، ولكن المصنف لما قصر في النقل أوقع الشراح في حيرة، مع أنه فاته أيضا ما نقله الصاغاني عن الليث: رمان مليس وإمليس: أطيبه وأحلاه، وهو الذي لا عجم له، فتأمل. والملاسة، كجبانة: الخشبة التي تسوى بها الأرض، يقال: ملست الأرض تمليسا، إذا أجريت عليها المملقة بعد إثارتها. ويقال: أملست شاتك يا فلان، أي سقط صوفها، عن ابن عباد. وأملس من الأمر، على إفتعل وتملس وإملاس، كاحمار، وإنملس، كل ذلك بمعنى: أفلت، وملسه غيره تمليسا. وقال ابن دريد والزمخشري: إمتلس بصره، مبنيا للمفعول، أي إختطف، وكذا إختلس. وفي العباب: التركيب يدل على تجرد في شيء، وألا يعلق به شيء. وأما ملس الظلام فمن باب الإبدال، وأصله الثاء. ومما يستدرك عليه: قوس ملساء: لا شق فيها، لأنها إذا لم يكن فيها شق فهي ملساء. ورجل ملسي: لا يثبت على العهد، كما لا يثبت الأملس، وفي المثل الملسي لا عهدة له، يضرب للذي لا يوثق بوفائه وأمانته، قيل: الذي أراد به: ذو الملسي، وهو مثل السلال والخارب يسرق المتاع فيبيعه بدون ثمنه ويتملس من فوره فيستخفي، فإن جاء المستحق ووجد ماله في يد الذي إشتراه أخذه وبطل الثمن الذي فاز به اللص، ولا يتهيأ له أن يرجع به عليه، وقال الأحمر: من أمثالهم في كراهة المعايب الملسي لا عهدة له، أي أنه خرج من الأمر سالما وإنقضى عنه، لا له ولا عليه. والأصل فيه ما تقدم. ويقال: ضربه على ملساء متنه ومليسائه، أي حيث استوى وتزلق. وثوب أملس، وثياب ملس، وصخرة ملساء. والمملسة، بالكسر: هي الملاسة. والملس: السير السهل والشديد، فهو من الأضداد. وقال ابن الأعرابي: الملس: ضرب من السير الرفيق. والملس: اللين من كل شيء. والملاسة: لين الملموس. وملس الرجل يملس ملسا: ذهب ذهابا سريعا قال:

تملس فيه الريح كل مملس

صفحة : 4145

والملس: الخفة والإسراع، وفي الحديث: سر ثلاثا ملسا، أي ثلاث ليال ذات ملس، أو سر ثلاثا سيرا ملسا، أو أنه ضرب من السير فنصب على المصدر. وتملس من الأمر: تخلص، وهو مجاز. وأملس: إنخنس سريعا. والملس: حجر يجعل على باب الرداحة، وهو بيت يبنى للأسد تجعل لحمه في مؤخره، فإذا دخلها فأخذها وقع هذا الحجر فسد الباب. وسنة ملساء: بلا نبت، وهو مجاز. وجلده أملس، إذا لم يتعلق به ذم. وهو مجاز. وتملس من الشراب: صحا، عن أبي حنيفة رحمه الله. وملساية: من قرى البهنسا. ومولس، كمدهن: حصن من أعمال طليطلة. وقال ابن عباد: ملسني الرجل بلسانه يملسني. وبات فلان في ليلة ابن أملس، عن ابن عباد أيضا.

م ل ب س
ومما يستدرك عليه: الملنبس، أهمله الجماعة، وقال كراع: هي البئر الكثيرة الماء، كالقلنبس، والقلمس، عكلية، أورده صاحب اللسان هكذا.

م ل ق س
ومما يستدرك عليه: ملقس، بالفتح وتشديد ثانيه مع فتحه: قرية علي غرب النيل من ناحية الصعيد، قاله ياقوت.
م م س
الماموسة، أهمله الجوهري والصاغاني في التكملة، وقال في العباب، عن ابن عباد: هي المرأة الحمقاء الخرقاء، ضد الصناع، هكذا ذكره في تركيب م س س، والماموسة: من أسماء النار، رومية، نقله الأزهري في تركيب م م س، ولم يسمع إلا في شعر ابن أحمر، وكان فصيحا، قال يصف مهاة:

تطايح الطل عن أردانها صعـدا     كما تطايح عن ماموسة الشرر جعلها معرفة غير منصرفة، قال الصاغاني: والذي في شعره: عن أعطافها. وفي الماموسة. فإن كانت غير مهموزة فموضع ذكرها هنا، وإن كانت مهموزة، فتركيبه أ م س. وقال ابن الأعرابي: المانوسة: النار، وهكذا رواه بعضهم. وقيل: الماموسة موضعها،: عن ابن عباد، كالماموس، فيهما. ومما يستدرك عليه: ممسا بالفتح مقصورا: قرية بالمغرب، نقله ياقوت. والميماس، بالكسر: اسم نهر الرستن، وهو العاصي بعينه. والماموسة: الفلاة، كما في العباب.

م ن س
المنس، محركة، أهمله الجوهري وقال ابن الأعرابي: هو النشاط. والمنسة، بالفتح: المسة من كل شيء، وفي بعض النسخ: المسنة وهو خطأ. ومما يستدرك عليه: محمد بن عيسى بن مناس، كسحاب، القيرواني، روى عن رجل، عن القاسم بن الليث الرسعني

م و س
الموس، بالفتح: حلق الشعر، وقال الصاغاني: حلق الرأس، قال: وقيل: في صحته نظر، وقال ابن فارس: لا أدري ما صحته. وقال الليث: الموس لغة في المسي، أي تنقية رحم الناقة، وهو أن يدخل الراعي يده في رحم الناقة أو الرمكة، يمسط ماء الفحل من رحمها استلاما للفحل، وكراهية أن تحمل له، قال الأزهري: لم أسمع الموس بمعنى المسي لغير الليث. وقال الليث أيضا: الموس: تأسيس الموسى، وهي آلة الحديد التي يحلق بها، ونص عبارة الليث: الذي يحلق به، وفيه إختلاف، منهم من يذكر، ومنهم من يؤنث، فقال الأموي: هو مذكر لا غير، تقول: هذا موسى، كما ترى، وقال ابن السكيت: هي مؤنثة، تقول: هذه موسى جيدة، قال: وأنشد الفراء في تأنيث الموسى:

فإن تكن الموسى جرت فوق بطنها     فما وضعت إلا ومصان قـاعـد

صفحة : 4146

قال الأزهري: ولا يجوز تنوين موسى على قياس قول الليث. وبعضهم ينون موسى، وهذا على رأي غير الليث أو هو فعلى من الموس، فالميم أصلية، هذا قول الليث، فلا ينون، أي على قياس قوله، وهي أيضا عند الكسائي فعلى. أو هو مفعل من أوسيت رأسه، إذا حلقته بالموسى، فالياء أصلية، وهو قول الأموي واليزيدي، وإليه مال أبو عمرو بن العلاء، وعلى هذا يجوز تنوينه، وفي سياق عبارة المصنف محل نظر، فإنه لو قال بعد قوله يحلق بها: فعلى من الموس، فالميم أصلية فلا ينون، أو مفعل من أوسيت، فالياء أصلية وينون، كان أصاب، فتأمل. وقال ابن السكيت: تصغير موسى الحديد: مويسية، فيمن قال: هذه موسى: ومويس فيمن قال: هذه موسى، وهي تذكر وتؤنث، وهي من الفعل مفعل، والياء أصلية، وقال ابن السراج: موسى: مفعل، لأنه أكثر من فعلى، ولأنه ينصرف نكرة، وفعلى لا تنصرف نكرة ولا معرفة، ونقل في الصحاح عن أبي عمرو بن العلاء نحوه. وقال فيه: لأن مفعلا أكثر من فعلى، لأنه يبنى من كل أفعلت. كذا وجدته بخط عبد القادر النعيمي الدمشقي، في حواشي المقدمة الفاضلية. قلت: وقول أبي عمرو الذي أشار إليه: هو أنه قال: سأل مبرمان أبا العباس عن موسى وصرفه، فقال: إن جعلته فعلى لم تصرفه، وإن جعلته مفعلا من أوسيته، صرفته. وموسى بن عمران بن قاهث، من ولد لاوي بن يعقوب، كليم الله ورسوله، عليه وعلى نبينا محمد أزكى الصلاة وأتم السلام، ولد بمصر زمن فرعون ملك العمالقة، وبينه وبين آدم عليه السلام ثلاثة آلاف وسبعمائة وثمان عشرة سنة وبين وفاته وبين الهجرة ألفان وثلاثمائة وسبع وأربعون سنة، قال ابن الجواليقي: هو أعجمي معرب. قال الليث: وإشتقاق اسمه من الماء والشجر، ونص الليث: والساج، بدل الشجر، وهو بالعبرانية: موشا فمو: هو الماء وهو بالفارسية أيضا هكذا، فكأنه من توافق اللغات، وسا، هكذا في سائر النسخ، وقال ابن الجواليقي. هو بالشين المعجمة: هو الشجر، سمي به لحال التابوت والماء، ونص الليث: في الماء، أي لأن التابوت الذي كان فيه وجد في الماء والشجر. وقيل: معنى موسى: الجذب، لأنه جذب من الماء، أو هو في التوراة: مشيتيهو بفتح الميم وكسر الشين المعجمة وسكون الياء التحتية وكسر التاء الفوقية وسكون تحتية أخرى، ثم هاء مضمومة، وواو ساكنة، أي وجد في الماء، وقال ابن الجواليقي: أي وجد عند الماء والشجر. قال أبو العلاء: لم أعلم أن في العرب من سمي موسى زمان الجاهلية، وإنما حدث هذا في الإسلام لما نزل القرآن، وسمى المسلمون أبناءهم بأسماء الأنبياء، عليهم السلام، على سبيل التبرك، فإذا سموا بموسى، فإنما يعنون به الإسم الأعجمي، لا موسى الحديد، وهو عندهم كعيسى. إنتهى. قال النعيمي: ومقتضاه منع الصرف كائنا من كان من سمي به. وقوله في حديث الخضر: ليس بموسى بني إسرائيل إنما هو موسى آخر، قال في المشارق: التنوين في موسى آخر، لأنه نكرة، وقال أبو علي في موسى آخر يحتمل أن يكون مفعل أو فعلى، والألف قد يجوز أن تكون لغير التأنيث، وكذلك ألف عيسى، ينبغي أن تكون للإلحاق. إنتهى. قلت: فعلى هذا يصرف موسى آخر، على قول

صفحة : 4147

الكسائي أيضا فينون، فتأمل. ورجل ماس كمال: لا ينفع فيه العتاب، أو خفيف طياش لا يلتفت إلى موعظة أحد، ولا يقبل قوله. كذلك حكى أبو عبيد، ومنهم من همزه، وقول أبي عبيدة وما أمساه. قال الأزهري: وهذا لا يوافق ماسا، لأن حرف العلة فيه عين، وفي قولهم: ما أمساه، لام، والصحيح أنه ماس، كماش، وعلى هذا يصح: ما أمساه. والماس: حجر متقوم، أي ذو قيمة، وهو يعد مع الجواهر كالزمرد والياقوت، أعظم ما يكون كالجوزة أو بيضة الحمام نادرا لا يوجد إلا ما كان من الكوكب الدري المعلق بين يديه صلى الله عليه وسلم، الذي أهداه بعض الملوك، فإنهم قد حكوا أنه قدر بيضة اليمام، والله تعالى أعلم. وفي حديث مطرف: جاء الهدهد بالماس فألقاه على الزجاجة ففلها، يروى بالهمزة، ومن خواصه أنه يكسر جميع الأجساد الحجرية، وإمساكه في الفم يكسر الأسنان، ولا تعمل فيه النار ولا الحديد، وإنما يكسره الرصاص ويسحقه، فيؤخذ على المثاقب ويثقب به الدر وغيره وتفصيله في كتاب الجواهر والمعادن للتيفاشي وتذكرة داوود الحكيم، وغيرهما. ولا تقل: ألماس، أي بقطع الهمزة فإنه من لحن العامة، كما صرح به الصاغاني وغيره، وقال ابن الأثير: وأظن الهمزة واللام فيه أصليتين، مثلهما في إلياس، قال: وليست بعربية، فإن كان كذلك فبابه الهمزة، لقولهم فيه: الألماس، قال: وإن كانتا للتعريف فهذا موضعه. والعباس بن أحمد بن أبي مواس، ككتان: كاتب متقن بغدادي صاحب الخط المليح الصحيح. ومويس، كأويس، كأنه تصغير موس، هو ابن عمران، متكلم، وقال ابن السكيت: تصغير موسى: مويسي، وفي النكرة: هذا مويسي ومويس آخر، فلم تصرف الأول، لأنه أعجمي معرفة، وصرفت الثاني لأنه نكرة. ومما يستدرك عليه: أبو حبيب المويسي: نسبة إلى مويس، كزبير، حكى عنه الرياشي في ترجمة الأمين في تاريخ أبي جعفر الطبري. قاله الحافظ. قلت: ومويس: قرية بشرقي مصر، فلا أدري أن أبا حبيب المذكور منسوب إليها أو إلى الجد. وأبو القاسم مواس بن سهل المعافري المصري، من أصحاب ورش. وعياش بن مويس الشامي، قيل هكذا كزبير، وقيل: ابن مونس، كمحسن. وقيل: كمحدث، ثلاثة أقوال، حكاها الأمير. ومنية موسى: قرية بمصر، من أعمال المنوفية، وقد وردتها، ومنها شيخ مشايخنا الإمام العلامة أبو العباس أحمد بن محمد بن عطية بن أبي الخير الشافعي الموساوي الشهير بالخليفي، وآل بيته، حدث عن منصور بن عبد الرزاق الطوخي، والشهاب أحمد بن حسن، وأحمد بن عبد الفتاح، والنجم محمد بن سالم القاهريين. ومنية موسى: قرية أخرى من البحيرة. ومحلة موسى: من الغربية. وموسى: حفر بني ربيعة الجوع: كثير الزرع والنخيل. ووادي موسى: قيل: هو بيت المقدس، بينه وبين أرض الحجاز، كثير الزيتون، نسب إلى موسى عليه السلام.ي أيضا فينون، فتأمل. ورجل ماس كمال: لا ينفع فيه العتاب، أو خفيف طياش لا يلتفت إلى موعظة أحد، ولا يقبل قوله. كذلك حكى أبو عبيد، ومنهم من همزه، وقول أبي عبيدة وما أمساه. قال الأزهري: وهذا لا يوافق ماسا، لأن حرف العلة فيه عين، وفي قولهم: ما أمساه، لام، والصحيح أنه ماس، كماش، وعلى هذا يصح: ما أمساه. والماس: حجر متقوم، أي ذو قيمة، وهو يعد مع الجواهر كالزمرد والياقوت، أعظم ما يكون كالجوزة أو بيضة الحمام نادرا لا يوجد إلا ما كان من الكوكب الدري المعلق بين يديه صلى الله عليه وسلم، الذي أهداه بعض الملوك، فإنهم قد حكوا أنه قدر بيضة اليمام، والله تعالى أعلم. وفي حديث مطرف: جاء الهدهد بالماس فألقاه على الزجاجة ففلها، يروى بالهمزة، ومن خواصه أنه يكسر جميع الأجساد الحجرية، وإمساكه في الفم يكسر الأسنان، ولا تعمل فيه النار ولا الحديد، وإنما يكسره الرصاص ويسحقه، فيؤخذ على المثاقب ويثقب به الدر وغيره وتفصيله في كتاب الجواهر والمعادن للتيفاشي وتذكرة داوود الحكيم، وغيرهما. ولا تقل: ألماس، أي بقطع الهمزة فإنه من لحن العامة، كما صرح به الصاغاني وغيره، وقال ابن الأثير: وأظن الهمزة واللام فيه أصليتين، مثلهما في إلياس، قال: وليست بعربية، فإن كان كذلك فبابه الهمزة، لقولهم فيه: الألماس، قال: وإن كانتا للتعريف فهذا موضعه. والعباس بن أحمد بن أبي مواس، ككتان: كاتب متقن بغدادي صاحب الخط المليح الصحيح. ومويس، كأويس، كأنه تصغير موس، هو ابن عمران، متكلم، وقال ابن السكيت: تصغير موسى: مويسي، وفي النكرة: هذا مويسي ومويس آخر، فلم تصرف الأول، لأنه أعجمي معرفة، وصرفت الثاني لأنه نكرة. ومما يستدرك عليه: أبو حبيب المويسي: نسبة إلى مويس، كزبير، حكى عنه الرياشي في ترجمة الأمين في تاريخ أبي جعفر الطبري. قاله الحافظ. قلت: ومويس: قرية بشرقي مصر، فلا أدري أن أبا حبيب المذكور منسوب إليها أو إلى الجد. وأبو القاسم مواس بن سهل المعافري المصري، من أصحاب ورش. وعياش بن مويس الشامي، قيل هكذا كزبير، وقيل: ابن مونس، كمحسن. وقيل: كمحدث، ثلاثة أقوال، حكاها الأمير. ومنية موسى: قرية بمصر، من أعمال المنوفية، وقد وردتها، ومنها شيخ مشايخنا الإمام العلامة أبو العباس أحمد بن محمد بن عطية بن أبي الخير الشافعي الموساوي الشهير بالخليفي، وآل بيته، حدث عن منصور بن عبد الرزاق الطوخي، والشهاب أحمد بن حسن، وأحمد بن عبد الفتاح، والنجم محمد بن سالم القاهريين. ومنية موسى: قرية أخرى من البحيرة. ومحلة موسى: من الغربية. وموسى: حفر بني ربيعة الجوع: كثير الزرع والنخيل. ووادي موسى: قيل: هو بيت المقدس، بينه وبين أرض الحجاز، كثير الزيتون، نسب إلى موسى عليه السلام.

صفحة : 4148

م ي س
الميس، بالفتح، والميسان، محركة، والتميس: التبختر، يقال: ماس يميس ميسا وميسانا: تبختر وإختال، فهو مائس وميوس، كصبور، ومياس، كشداد، قال الليث: الميس: ضرب من الميسان، في تبختر وتهاد، كما تميس العروس، والجمل، وربما ماس بهودجه في مشيه. ورجل مياس، وجارية مياسة، إذا كانا يتبختران في مشيتهما. وفي حديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه: تدخل قيسا وتخرج ميسا، أي تتبختر في مشيتها وتتثنى. وماس أيضا يميس ميسا، إذا مجن، عن ابن الأعرابي. قلت: وكأنه مقلوب مسأ مسأ، إذا مجن، كما نقله ابن القطاع. وماس الله المرض فيه يميسه: كثرة. نقله الصاغاني. قلت: وهو من النوادر، وكذل بسه وبثه. والمياس: الأسد، وعلى هذا إقتصر الصاغاني، وزاد المصنف: المتبختر، وهو المختال لقلة إكتراثه بمن يلقاه، وهو نعت له. وقيل: المياس الذئب، عن ابن دريد، لأنه يميس في مشيته. ومياس: فرس شقيق بن جزء القتبي، أحد بني قتيبة. كذا في التكملة ابن جزء وفي اللسان: ابن جزي، وفيه يقول عمرو ابن أحمر الباهلي:

منى لك أن تلقى ابن هند منية     وفارس مياس إذا ما تلبـبـا والميسون، بالفتح: الغلام الحسن القد والوجه، فعلون من ماس يميس، وقيل: فيعول، من مسن، فمحل ذكره النون. وميسون: اسم الزباء الملكة، هكذا نقله الصاغاني، وقد تقدم ذكرها في ز ب ب. قال الحارث ابن حلزة:

إذ أحل العلاة قبة ميسـو     ن فأدنى ديارها العوصاء والميسون، في اللغة: المياسة من النساء، وهي المختالة، وهو في المثل الذي لم يحكه سيبويه، كزيتون، قال الأزهري: وهذا البناء على هذا الإشتقاق غير معلوم، وحكاه كراع في باب فيعول، واشتقه من الميسن، قال: ولا أدري كيف ذلك. وميسون بنت بحدل بن أنيف، من بني حارثة بن جناب بن هبل، من بني كلب: أم يزيد ابن معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عن أبيه، وعليه من الله تعالى ما يستحق، قال الصاغاني: وهي من التابعيات. قلت: وابن أخيها حسان بن مالك بن بحدل، هو الذي شد الخلافة لمروان. وبنته ميسون لها ذكر. والميسان: المتبختر في مشيته، عن ابن عباد، رجل مياس وميسان، وامرأة مياسة وميسانة. وقال ابن دريد: الميسان: نجم من الجوزاء وقال ابن الأعرابي: هو كوكب بين المعرة والمجرة. وقال الأزهري: أما الميسان، اسم الكوكب، فهو فعلان من ماس يميس، إذا تبختر. أو الميسان: كل نجم زاهر، ج، مياسين، وهذا قول أبي عمرو. وميسان: كورة، م، معروفة من كور دجلة بسواد العراق، بين البصرة وواسط، وقول العبد.

وما قرية من قرى ميسنا     ن معجبة نظرا وإتصافا وإنما أراد ميسان، فإضطر فزاد النون. والنسبة إليها: ميساني، على القياس، وميسناني بزيادة النون نادرة، قال العجاج:

خود تخال ريطها المدقمسا     وميسنانيا لها مـمـيسـا

صفحة : 4149

وميسان: اسم ليلة البدر، عن ابن عباد، وهي ليلة أربع عشرة. وميسان: أحد كوكبي الهقعة، بين المعرة والمجرة وهو الذي تقدم ذكره، وهو أحد نجوم الجوزاء، فذكره ثانيا تكرار وقال أبو حنيفة رحمه الله: الميس: شجر عظام، يشبه في نباته وورقه بالغرب، وإذا كان شابا فهو أبيض الجوف، فإذا تقادم إسود فصار كالآبنوس، ويغلظ حتى تتخذ منه الموائد الواسعة وتتخذ منه الرحال، قال العجاج، ووصف المطايا:

ينتقن بالقوم من التزعل
ميس عمان ورحال الإسحل

والميس: نوع من الزبيب. والميس أيضا: ضرب من الكروم ينهض على ساق بعض النهوض، لم يتفرع كله، عن أبي حنيفة، قال: ومعدنه أرض سروج من أرض الجزيرة، نقل عن بعض أهل المعرفة أنه قد رآه بالطائف، وإليه ينسب الزبيب الذي يسمى الميس. والتمييس: التذييل، ومنه قول العجاج السابق:

وميساني لها مميسا أي مذيلا، له ذيل، يعني ثيابا تنسج بميسان. ومما يستدرك عليه: غصن مياس: مائل. وميسون: موضع، وقال ياقوت: بلد. والميس: الخشبة الطويلة التي بين الثورين. عن أبي حنيفة. والميس: الرحل، وأصله في الشجر، فلما كثر إتخاذ الرحل منه، قالت العرب: الميس: الرحل. وأماس الله المرض فيهم: كثره، مثل ماسه، كذا في النوادر. وأبو طاهر محمد بن حسن بن محمد بن ميس الخزاز، عن القاضي الخلعي. والميسون: فرس ظهير بن رافع، شهد عليه يوم السرح. والميسناني: ضرب من البرود، قاله ابن سيده.