الباب الثاني عشر: باب السين المهملة - الفصل الثاني والعشرون: فصل النون مع السين: الجزء الأول

فصل النون مع السين

الجزء الأول

ن ء م س
مما يستدرك عليه: الناموس، يهمز: قترة الصائد.هنا أورده صاحب اللسان، وأهمله الجماعة، وسيأتي للمصنف في ن م س.

ن ب ر س
النبراس، بالكسر: المصباح، كما في الصحاح، والنون أصلية، وقال ابن جنى: هو نفعال، من البرس، وهو القطن، والنون زائدة، قال شيخنا: ورده ابن عصفور بأنه اشتقاق ضعيف. والنبراس: السنان العريض. والنباريس: شباك لبني كليب وهي الآبار المتقاربة، قاله السكري، وأنشد قول جرير:

هل دعوة من جبال الثلج مسمعة     أهل الإياد وحيا بالـنـبـاريس ومما يستدرك عليه: النبراس: الأسد، نقله الصاغاني في التكملة. وابن نبراس: اسم رجل، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

الله يعلم لولا أنـنـي فـرق    من الأمير لعاتبت ابن نبراس والنبريس، بالفتح: الحاذق المتبصر.
ن ب س

صفحة : 4150

نبس ينبس نبسا ونبسة، الأخير بالضم، أي تكلم وتحركت شفتاه بشيء، وهو أقل الكلام يقال: ما نبس ولا رتم. وقال أبو عمر الزاهد: السين في أول سنبس زائدة، يقال: نبس، إذا أسرع والسين من زوائد الكلام. قلت: وهذا غريب، فإن السين تزاد أولا مع التاء، كما في إستفعل، وأما بغيرها فنادر. قال: ونبس الرجل، إذا تكلم فأسرع. وقيل: نبس إذا تحرك، عن ابن عباد. وأكثر ما يستعمل في النفي، إنما قال بالأكثرية وعدل عن قول غيره ولم يستعمل إلا في النفي، إشارة إلى ما سبق في قول أبي عمر الزاهد حيث ذكره في الإثبات دون الجحد. ويقال: هو أنبس الوجه، أي عابسه كريهه، قال ابن فارس: فيه نظر. وقال ابن الأعرابي: النبس، بضمتين: الناطقون. وأيضا: المسرعون في حوائجهم. ومما يستدرك عليه: نبس الرجل تنبيسا، إذا تكلم، يقال: ما نبس بكلمة، وما نبس، بالتشديد، ذكره الجواهري، وأنشد قول الراجز:

إن كنت غير صائدي فنبس وإنما تركه المصنف إعتمادا على ما نقله الأزهري في ب ن س قال اللحياني: بنس وبنش، إذا قعد، وأنشد:

إن كنت غير صائدي فبنش أي اقعد، قال الأزهري: وذكر الجوهري له في النون تصحيف، وقد تقدم شيء من ذلك في ب ن س، ويأتي أيضا في ب ن ش. وأنبس الرجل: أسرع، ومنه قول القائل لأم سنبس في المنام:

إذا ولدت سنبسا فأنبسي أي أسرعي، كما رواه ابن الأعرابي وأبو عمر. وقال ابن الأعرابي أيضا: أنبس، إذا سكت ذلا. ومنبسة، بالفتح: مدينة كبيرة بأرض الزنج، نقله الصاغاني وياقوت. والأنبسة: طائر حاد البصر حسن الصوت، يتولد من الشقراق والغراب، يشبه صوته صوت الحمل، وقرقرته كالقمري.

ن ب ل س

ومما يستدرك عليه: نابلس، هكذا يكتب متصلا، وأصله: ناب لس: بلد مشهور بأرض فلسطين، بين جبلين، مستطيل لا عرض له، كثير الماء، بينه وبين بيت المقدس عشرة فراسخ، وله كورة واسعة، وبظاهره جبل يعتقد اليهود أن الذبح كان عليه، وعندهم أن الذبيح إسحاق، ولهم في هذا الجبل إعتقاد عظيم، وهو مذكور في التوراة، والسامرة تصلى إليه، وبه عين تحت كهف يزورونه، وقد نسب إليه جماعة من المحدثين، والعجب من المصنف كيف ترك ذكره، مع أنه يورده إستطرادا في مواضع من كتابه.

ن ت س
ومما يستدرك عليه: نتسه ينتسه نتسا: نتفه: أهمله الجماعة، وأورده صاحب اللسان هكذا. قلت: ونقله أيضا ابن القطاع، و قال: بالسين والشين.

ن ج س

صفحة : 4151

النجس، بالفتح، وبه قرأ بعضهم. إنما قيده لجمع اللغات التي يذكرها بعد وهي النجس، بالكسر، قال أبو عبيد: زعم الفراء أنهم إذا بدءوا بالنجس ولم يذكروا الرجس، فتحوا النون والجيم، وإذا بدءوا بالرجس ثم أتبعوا بالنجس، كسروا النون، فهم إذا قالوه مع الرجس أتبعوه إياه، وقالوا: رجس نجس، كسروا لمكان رجس، وثنوا وجمعوا، كما قالوا: جاء بالطم والرم، فإذا أفردوا قالوا: بالطم، ففتحوا. قال ابن سيده: وكذلك يعكسون فيقولون: نجس، رجس، فيقولونها بالكسر، لمكان رجس، الذي بعده، فإذا أفردوه قالوا: نجس، وأما رجس مفردا، فمكسور على كل حال، هذا على مذهب الفراء. قال شيخنا: وإعتمد الحريري في درة الغواص أنه لا يجيء إلا إتباعا لرجس، والحق أنه أكثري، لقراءة ابن حيوة به في إنما المشركون نجس . قلت: وهو أيضا قراءة الحسن بن عمران ونبيح وأبي واقد والجراح وابن قطيب، كما صرح به الصاغاني في التكملة والعباب، والمصنف في البصائر. والنجس بالتحريك. والنجس، ككتف، وبه قرأ الضحاك، قيل: النجس بالتحريك يكون للواحد والإثنين والجمع والمؤنث، بلغة واحدة، رجل نجس، ورجلان نجس، وقوم نجس. قال الله تعالى: إنما المشركون نجس فإذا كسروا ثنوا وجمعوا وأنثوا فقالوا: أنجاس ونجسة. وقال الفراء: نجس، لا يجمع ولا يؤنث. وقال أبو الهيثم في قوله تعالى: إنما المشركون نجس ، أي أنجاس أخباث. والنجس مثل عضد، قال الشهاب الخفاجي، كما وجد بخطه، بعد ما ساق عبارة المصنف هذه، أقول: بين أن نونه تفتح وتكسر مع سكون الجيم، بقرينة قوله بالتحريك أي تحريك الجيم بفتح، لأن التحريك المطلق ينصرف للفتح عند اللغويين والقراء، وإستغنى عن التصريح بالسكون، لدلالة مفهوم التحريك، مع أنه الأصل، فحاصله أن فيه خمس لغات: فتح النون وكسرها مع سكون الجيم، والحركات الثلاث في الجيم مع فتح النون. وتوضيحه ما في العباب، وعبارته: النجس، بفتحتين، والنجس، بفتح فكسر، والنجس، بفتح فضم، والنجس، بفتح فسكون، والنجس بكسر فسكون: ضد الطاهر، وقد نجس ثوبه، كسمع وكرم، نجسا ونجاسة. وقال الراغب في المفردات، وتبعه المصنف في البصائر: النجاسة ضربان: ضرب يدرك الحاسة، وضرب يدرك بالبصيرة، وعلى الثاني وصف الله به المشركين في الآية المتقدمة. قلت: وذكر الزمخشري أنه مجاز. وأنجسه غيره ونجسه تنجيسا فتنجس، والفقهاء يفرقون بين النجس والمتنجس، كما هو مصرح به في محله. وفي الحديث، عن الحسن، في رجل زنى بامرأة تزوجها، فقال: هو أنجسها وهو أحق بها. وداء ناجس ونجيس، ككريم، وكذا داء عقام، إذا كان لا يبرأ منه. وقال الزمخشري: أعيا المنجسين. قال الشاعر:

وداء قد أعيا بالأطباء ناجس وقال ساعدة بن جؤية:

والشيب داء نجيس لا شفاء لـه     للمرء كان صحيحا صائب القحم

صفحة : 4152

وتنجس: فعل فعلا يخرج به عن النجاسة، كما قيل: تأثم وتحرج وتحنث، إذا فعل فعلا يخرج به عن الإثم والحرج والحنث. والتنجيس: اسم شيء كانت العرب تفعله: وهو تعليق شيء من القذر أو عظام الموتى أو خرقة الحائض، كان يعلق على من يخاف عليه من ولوع الجن به، كالصبيان وغيرهم، ويقولون: الجن لا تقربها. وعبارة الصحاح: والننجيس: شيء كانت العرب تفعله، كالعوذة تدفع بها العين، ومنه قول الشاعر:

وعلق أنجاسا على المنجس قلت: وصدره:

ولو كان عندي كاهنان وحارس وقال ابن الأعرابي: من المعاذات: التميمة والجلبة والمنجسة. ويقال: المعوذ منجس، قال ثعلب: قلت له: لم قيل للمعوذ: منجس، وهو مأخوذ من النجاسة? فقال: لأن للعرب أفعالا تخالف معانيها ألفاظها، يقال: فلان يتنجس إذا فعل فعلا يخرج به من النجاسة، وساق العبارة التي سقناها آنفا. قلت: وسبق أيضا إنشاد قول العجاج في ح م س:

ولم يهبن حمسة لأحمسا
ولا أخا عقد ولا منجسا

ومن سجعات الأساس: إذا جاء القدر لم يغن المنجم ولا المنجس، ولا الفيلسوف ولا المهندس. قال وهو الذي يعلق على الذي يخاف عليه الأنجاس، من عظام الموتى ونحوها، ليطرد الجن: لنفرتها من الأقذار. ومما يستدرك عليه: النجس، بالفتح، وككتف: الدنس القذر من الناس. وداء نجس، ككتف: عقيم، وقد يوصف به صاحب الداء، وكذلك في أخواته التي ذكرها المصنف. والنجس، بالفتح: إتخاذ عوذة الصبي، وقد نجس له ونجسه: عوذه. والنجاس، بالكسر: التعويذ، عن ابن الأعرابي، قال: كأنه الإسم من ذلك. قال: والنجس: بضمتين: المعوذون، وفي بعض النسخ: المعقدون، والمعنى واحد: وهم الذين يربطون على الأطفال ما يمنع العين والجن. ومن المجاز: نجسته الذنوب. والناس أجناس، وأكثرهم أنجاس. وتقول: لا ترى أنجس من الكافر، ولا أنحس من الفاجر، كما في الأساس. والمنجس: جليدة توضع على حز الوتر.

ن ح س
النحس، بالفتح: الأمر المظلم، عن ابن عباد. وقال الأزهري: والعرب تسمي الريح الباردة إذا أدبرت نحسا. وقيل: هو الريح ذات الغبار. وقال ابن دريد: النحس: الغبار في أقطار السماء إذا عطف المحل، قال الشاعر:

إذا هاج نحس ذو عثانين وإلتقت     سباريت أغفال بها الآل يمصح والنحس: ضد السعد من النجوم وغيرها، والجمع: أنحس ونحوس. وقد نحس، كفرح وكرم نحسا ونحوسة، الثاني لغة في نحس، بالكسر، ومنه قراءة عبد الرحمن بن أبي بكرة من نار ونحس على أنه فعل ماض: أي نحس يومهم أو حالهم فهو نحس بالفتح، وككتف، ونحيس، كأمير، ويوم نحس، وأيام نحس، وهي أيام نحيسة ونحسة ونحسات، بسكون الحاء وكسرها، وقرأ أبو عمرو فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات قال الأزهري: هي جمع أيام نحسة، ثم نحسات: جمع الجمع. وقرئ نحسات وهي المشؤومات عليهم، في الوجهين، بكسر الحاء، وقرأ به قراء الكوفة والشام ويزيد، والباقون بسكونها. وفي الصحاح: وقرئ قوله تعالى في يوم نحس على الصفة. والإضافة أكثر وأجود، وقد نحس الشيء. بالكسر، فهو نحس أيضا، قال الشاعر:

صفحة : 4153

أبلغ جذاما ولخما أن إخوتهمطيا وبهراء قوم نصرهم نحس والنحسان من الكواكب: زحل والمريخ كما أن السعدان الزهرة والمشتري، قاله ابن عباد. ومن المجاز: عام ناحس ونحيس أي مجدب غير خصيب، نقله ابن دريد وقال: زعموا. والمناحس: المشائم، عن ابن دريد، وهو جمع نحس على غير قياس، كالمشائم، جمع شؤم كذلك. والنحاس، مثلثة الكسر عن الفراء، وبه قرأ مجاهد مع رفع السين. والفتح عن أبي العباس الكواشي المفسر: القطر عربي فصيح وقال ابن فارس: النحاس: النار قال البعيث:

دعوا الناس إني سوف تنهي مخافتيشياطين يرمى بالنحاس رجيمها وقال أبو عبيدة: النحاس: ما سقط من شرار الصفر، أو من شرار الحديد إذا طرق، أي ضرب بالمطرقة. وأما قوله تعالى: يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فقيل: هو الدخان، قاله الفراء، وأنشد قول الجعدي.

يضيء كضوء سراج السلي     ط لم يجعل الله فيه نحاسـا قال الأزهري: وهو قول جميع المفسرين، وقيل: هو الدخان الذي لا لهب فيه، وقال أبو حنيفة رحمه الله: النحاس، الدخان الذي يعلو وتضعف حرارته ويخلص من اللهب. وقال ابن بزرج: يقولون: النحاس: الصفر نفسه، وبالكسر: دخانه. وغيره يقول للدخان: نحاس. والعجب من المصنف كيف أسقط معنى الدخان الذي فسرت به الآية. وحكى الجوهري ذلك، وأنشد قول الجعدي، وحكى الأزهري إتفاق المفسرين عليه، فإن لم يكن سقط من النساخ، فهو قصور عظيم. والنحاس والنحاس: الطبيعة والأصل والخليقة والسجية، يقال: فلان كريم النحاس، أي كريم النجار، قال لبيد:

وكم فينا إذا ما المحل أبـدى     نحاس القوم من سمح هضوم وعن ابن الأعرابي: النحاس: مبلغ أصل الشيء ونحسه، كمنعه، نحسا: جفاه، كما في العباب، عن أبي عمرو. ونحست الإبل فلانا: عنته، أي أتعبته، وأشقته، أي أوقعته في المشقة، عن أبي عمرو أيضا ونقل الجوهري عن أبي زيد قال: يقال: تنحس عنها، أي تخبر عنها وتتبعها بالإستخبار، يكون ذلك سرا وعلانية، ومنه حديث بدر: فجعل يتنحس الأخبار، أي يتتبع. وهو قول ابن السكيت أيضا كإستنحسها وإستنحس عنها، أي تفرسها وتجسس عنها. وتنحس الرجل، إذا جاع، وهو من قولهم: تنحس لشرب الدواء، إذا تجوع له. وقال ابن دريد تنحس النصارى: تركوا أكل اللحم. ونص ابن دريد: لحم الحيوان. قال: وهو عربي صحيح، ولا أدري ما أصله ولكن عبارة الصاغاني صريحة في بيان علة التسمية، فإنه نقل عنه ما نصه: تنحس النصارى، كلام عربي فصيح، لتركهم أكل الحيوان، وتنهس، في هذا، من لحن العامة، فتأمل. والنحس، كصرد: ثلاث ليال بعد الدرع، وهي الظلم أيضا، قاله ابن عباد. ومما يستدرك عليه: النحس: الجهد والضر. والجمع أنحس. ويوم نحس ونحوس ونحيس، من أيام نواحس ونحسات ونحسات، من جعله نعتا ثقله، ومن أضاف اليوم إلى النحس فالتخفيف لا غير. والنحس: شدة البرد، حكاه الفارسي، وأنشد لابن أحمر:

كأن مدامة عرضت لنحس     يحيل شفيفها الماء الزلالا

صفحة : 4154

وفسره الأصمعي فقال: لنحس، أي وضعت في ريح فبردت. وشفيفها: بردها ومعنى يحيل: يصب. يقول: فبردها يصب الماء في الحلق، ولولا بردها لم يشرب الماء. والنحاس: ضرب من الصفر شديد الحمرة، وقال ابن بزرج: الصفر نفسه كما تقدم. ويوم منحوس ورجل منحوس، من مناحيس. والمنحس، كمعظم: الحزين. وتناحس فلان وإنتحس: إنتكس، وأنحس جده. وأنحست النار: كثر نحاسها، أي دخانها. نقله ابن القطاع. وأبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل المصري النحوي النحاس، كشداد، مات سنة 833 وهو صاحب التصانيف الكثيرة.وأبو الحسين الحسن بن علي النحاسي، بياء النسبة، عن الحسين ابن الفضل البجلي وعنه أبو الحسن العلوي. والشمس أبو الوفاء محمد بن محمد ابن أحمد بن محمد بن موسى الغزي، قاضيها، عرف بابن النحاس، قرأ على زكريا والسخاوي، والجوهري.

ن خ س
نخس الدابة، كنصر وجعل، الأخيرة عن اللحياني، نخسا: غرز مؤخرها أو جنبها بعود ونحوه وفي الأساس: بنحو عود. والنخاس، كشداد: بياع الدواب، سمي بذلك لنخسه إياها حتى تنشط وقد يسمى بائع الرقيق نخاسا، قال ابن دريد: وهو عربي صحيح. والأول هو الأصل. والإسم: النخاسة، بالكسر والفتح، وهي حرفته، ويقال: نخسوه، أي طردوه ناخسين به بعيره. وعبارة الأساس: نخسوا بفلان: نخسوا دابته وطردوه. وفي اللسان: نخس بالرجل: هيجه وأزعجه، وكذلك إذا نخسوا دابته وطردوه قال الشاعر:

الناخسين بمروان بذي خشب     والمقحمين بعثمان على الدار أي نخسوا به من خلفه حتى سيروه من البلاد مطرودا. والناخس: ضاغط في إبط البعير، قاله ابن دريد. والناخس أيضا: جرب يكون عند ذنبه، وهو منحوس، وقد نخس نخسا، وإستعار ساعدة ذلك للمرأة، فقال:

إذا جلست في الدار حكت عجانها     بعرقوبها من ناخس متـقـوب والناخس: الوعل الشاب الممتليء شبابا، وقال أبو زيد: هو وعل ثم ناخس، إذا نخس قرناه ذنبه من طولهما، ولا سن فوق الناخس، كالنخوس، كصبور، قال: وإنما يكون ذلك في الذكور، وأنشد:

يا رب شاة فارد نخوس وهو مجاز. ودائرة الناخس: هي التي تكون تحت جاعرتي الفرس إلى الفائلين، كذا نص الصحاح، وفي التهذيب: على جاعرتي الفرس، وتكره، هكذا في النسخ، أي الدائرة، وفي بعض النسخ: ويكره أي يكره ذلك عند العرب، وفي التهذيب: النخاس: دائرتان يكونان في دائرة الفخذين، كدائرة كتف الإنسان، والدابة منخوسة: يتطير منها. والنخيس كأمير: موضع البطان نقله الصاغاني. والنخيس: البكرة يتسع ثقبها الذي يجري فيه المحور من أكل المحور فتثقب خشيبة في وسطها وتلقم ذلك الثقب المتسع، وتلك الخشبة نخاس نخاسة، بكسرهما كذا هو نص الصحاح، مع تغيير يسير، ولم يذكر النخاسة، وإنما ذكرها الليث، وأنشد الجوهري للراجز:

درنا ودارت بكرة نخيس وآخره:

لا ضيقة المجرى ولا مروس

صفحة : 4155

قال: وسألت أعرابيا من بني تميم، بنجد، وهو يستقي وبكرته نخيس، فوضعت إصبعي على النخاس فقلت: ما هذا? وأردت أن أتعرف منه الخاء والحاء، فقال: نخاس. بالمعجمة، فقلت: أليس قال الشاعر:

وبكرة نحاسها نحاس فقال: ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين وقد نخس البكرة، كجعل وضرب، وعلى الأول إقتصر الجوهري ينخسها وينخسها نخسا، فهي منخوسة ونخيس. وقال أبو زيد: إذا إتسعت البكرة وإتسع خرقها عنها، قيل: أخقت إخقاقا فإنخسوها نخسا، وهو أن يسد ما إتسع منها بخشبة أو حجر غيره. والنخيسة: لبن العنز والنعجة يخلط بينهما، عن أبي زيد، حكاه عنه يعقوب، هكذا في الصحاح. وقال غيره: لبن المعز والضأن يخلط بينهما، وهو أيضا لبن الناقة يخلط بلبن الشاة، وفي الحديث إذا صب لبن الضأن على لبن الماعز فهو النخيسة، وكذا الحلو والحامض إذا خلط بينهما فهو النخيسة، قاله أبو عمرو. ونخس لحمه، كعني: قال: قل، نقله الصاغاني. قلت: وفي الصحاح في ب ح س: ويقال: نخس المخ تنخيسا: بمعنى بخس، أي نقص ولم يبق إلا في السلامي والعين، يروى بالباء والنون ومثله بخط أبي سهل. ومن المجاز: يقال هو ابن نخسة بالكسر، أي ابن زنتية وفي التكملة مضبوط بالفتح، قال الشماخ:

أنا الجحاشي شماخ وليس أبي     بنخسة لدعي غير موجـود ومن المجاز: الغدران تناخس، أي يصب بعضها في بعض، قاله أبو سعيد: كأن الواحد ينخس الآخر ويدفعه، ومنه الحديث: أن قادما قدم فسأله عن خصب البلاد، فحدثه أن سحابة وقعت فاخضر لها الأرض، وفيها غدر تناخس، وأصل النخس: الدفع والحركة، ونص الأزهري: كتناخس الغنم إذا أصابها البرد، فاستدفأ بعضها ببعض. ومثله للصاغاني، وزاد الزمخشري: كقولهم: الأمواج تناطح. وفي العباب: والتركيب يدل على ترك شيء، وقد شذت النخيسة عن هذا التركيب. ومما يستدرك عليه: نخس الدابة، من حد ضرب، عن اللحياني. وفرس منخوس: به دائرة الناخس. ونخاسا البيت: عموداه، وهما في الرواق من جانبي الأعمدة، والجمع: نخس. والنخيسة: الزبدة. وأنخس به: أبعده، وهو مجاز. وتكلم فنخسوا به، مجاز أيضا. والنخاس، كشداد: علم جماعة من المحدثين، أوردهم الحافظ في التبصير. ونوخس، بضم فسكون: قرية من رستاق بخارا.

ن د س
الندس: الطعن قاله الأصمعي. وأنشد الجوهري لجرير:

ندسنا أبا مندوسة القين بالقنا      ومار دم من جار بيبة ناقع

صفحة : 4156

وقيل: ندسه ندسا: طعنه طعنا خفيفا، وقد يكون الندس الطعن بالرجل، ومنه حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه دخل المسجد وهو يندس الأرض برجله، أي يضرب بها. والندس: الرجل السريع الإستماع للصوت الخفي قاله الليث. والندس الفهم الفطن الكبير كالندس، كعضد وكتف، الأخيران ذكرهما الجوهري، والثلاثة عن الفراء، قال يعقوب: هو العالم بالأمور والأخبار، وقد ندس، كفرح، يندس ندسا. وقال السيرافي الندس، كعضد: الذي يخالط الناس ويخف عليهم، قال سييويه: والجمع: ندسون، ولا يكسر، لقلة هذا البناء في الأسماء، ولأنه لم يتمكن فيها للتكسير، كفعل، فلما كان كذلك وسهلت فيه الواو والنون تركوا التكسير وجمعوه بالواو النون المندوسة: الخنفساء، وهي الفاسياء أيضا، عن ابن الأعرابي. والندوس، كصبور: الناقة التي ترضى بأدنى مرتع، كما في العباب. وندس به الأرض: ضربه برجله وصرعه، فتندس، أي وقع مصروعا، وقيل: تندس، إذا صرع إنسانا فوضع يده على فمه، كما نقله الصاغاني، عن ابن عباد. وندس الشيء عن الطريق: نحاه. وندس عليه الظن ندسا، إذا ظن به ظنا لم يحقه ولم يبحث والمنداس، كمحراب: المرأة الخفيفة، نقله الجوهري. ونادسه منادسة: طاعنه بالرمح. ونادسه: سايره في الطاعة. أو نادسه: نابزه، وهذا نقله الصاغاني. وتندس الأخبار: تنحسها، أي تجسسها، عن ابن الأعرابي. وقال أبو زيد: تندست الأخبار، وعن الأخبار، إذا تخبرت عنها من حيث لا يعلم بك، مثل تحدست وتنطست، قاله الجوهري. وفي الأساس: تندس عن الأخبار: تبحث عنها ليعلم ما هو خفي على غيره. وتندس ماء البئر: فاض من جوانبها، وفي التكملة: فاض من حواليها. والتنادس: التنابز بالألقاب، نقله الصاغاني، عن ابن عباد. ومما يستدرك عليه: الندس، بالفتح: ا لصوت الخفي. وندسه بكلمة: أصابه، عن ابن الأعرابي، وهو مجاز. ورماح نوادس، قال الكميت:

ونحن صبحنا آل نجران غارة     تميم بن مر والرماح النوادسا ومندس، بالفتح: من قرى الصعيد في غربي النيل.قاله ياقوت.

ن ر ج س
النرجس، بالكسر، من الرياحين، معروف، هكذا ذكره ابن سيده في الرباعي، وذكره في الثلاثي بالفتح أهمله الجوهري هنا، ويقال: بالفتح، وكسر النون إذا أعرب أحسن. قال ابن دريد: أما فعلل فلم يجيء منه إلا نرجس، وقد ذكره النحويون في الأبنية، وليس له نظير في الكلام، فإن جاء بناء على فعلل في شعر قديم فاردده، فإنه مصنوع، وإن بنى مولد هذا البناء وإستعمله في شعر أو كلام فالرد أولى به. وقد مر ذكره في ر ج س. ومما يستدرك عليه: النرجسية من، الأطعمة، معروفة: وهي أن تدبر كتدبير المدققة ثم يجعل عليها البيض عيونا وتزين بالفستق واللوز. نقله الصاغاني، رحمه الله تعالى.

ن ر س

صفحة : 4157

نرس، بالفتح، أهمله الجوهري، وهي: ة، بالعراق، قيل: كان ينزلها الضحاك بيوراسف، وهذا النهر منسوب إليه، منها الثياب النرسية، نقله الأزهري وقال: هو ليس بعربي. وقال ابن دريد. ونرس: موضع ولا أحسبه عربيا، ولا أعرف له في اللغة أصلا، إلا أن العرب سموا نارسة، قال: ولم أسمع فيه شيئا من علمائنا. قلت: وقد سبق له في ن ر س، أن العرب سمت نرزة ونارزة، وتقدم أيضا أنه ليس في الكلام نون فراء بلا فاصل، وتقدم البحث فيه في ه ن ر. وقال ابن فارس: النون والراء لا تأتلفان، وقد يكون بينهما دخيل. والنرسيان، بالكسر: من أجود التمر بالكوفة، وليس بعربي محض، الواحدة بهاء قال الأزهري: وقد جعله ابن قتيبة صفة أو بدلا، فقال: تمرة نرسيانة، بالكسر، وأهل العراق يضربون الزبد بالنرسيان مثلا لما يستطاب، قال الأزهري وابن دريد: وليس بعربي، وقد تقدم في ب ر س، أن الزمخشري ضبطه بالموحدة، ولعله من النساخ سبق قلم، فإنظره. ومما يستدرك عليه: عبد الأعلى بن حماد النرسي، بالفتح، وآخرون، ينسبون إلى جدهم نصر، وكانت الفرس يقولونه: نرس ولا يفصحون به، فغلب عليه، وهم بيت حديث. ونرس، الذي ذكره المصنف: اسم نهر بين الحلة والكوفة وهو نهر حفره نرسى بن بهرام بن بهرام بن بهرام، مأخذه من الفرات، عليه عدة قرى، منه عبد الله بن إدريس النرسي، شيخ لأبي العباس السراج، وأبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، من شيوخ أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي. ونرسيان أيضا: اسم ناحية بالعراق، لها ذكر في الفتوح، قال عامر بن عمرو:

ضربنا حماة النرسيان بكسكر     غداة لقيناهم ببيض بواتـر والنورس: طير الماء الأبيض، وهو الزمج، جمعه النوارس.

ن س س
النس: السوق، يقال: نسست الناقة نسا، أي سقتها. وقال شمر: سمعت ابن الأعرابي يقول: النس: السوق الشديد، وقال غيره: النس: هو السوق الرفيق، وبه فسر الحديث، في صفته صلى الله عليه وسلم: كان ينس أصحابه أي يمشي خلفهم، كما في النهاية. وفي الصحاح: النس: الزجر، وقد نسها نسا. قاله الجوهري، كالنسنسة فيهما، وقال شمر: نسنس ونس، مثل نشنش ونش، وذلك إذا ساق وطرد، وقال الكسائي: نسست الناقة والشاة أنسها نسا، إذا زجرتها فقلت لها: إس إس، وقال غيره: أسست، وقد ذكر في محله. والنس: اليبس، عن الأصمعي، كالنسوس، بالضم، والنسيس، كأمير، يقال: نس اللحم والخبز ينس وينس، من حد نصر وضرب، وهي خبزة ناسة: يابسة وقال الراجز:

وبلد تمسي قطاه نسسا أي يابسة من العطش، وهو مجاز. وقال الليث: النس: لزوم المضاء في كل أمر، أو هو سرعة الذهاب وورود الماء، ونص الليث: لورود الماء خاصة، كالتنساس، بالفتح، قال الحطيئة:

وقد نظرتكـم إينـاء صـادرة      للخمس طال حوزي وتنساسي

صفحة : 4158

والمنسة، بالكسر: العصا التي تنسها بها، مفعلة من النس، بمعنى الزجر، فإن همزت كان من نسأتها، قاله الجوهري، وقال غيره: من النس، بمعنى السوق. والناسة، هكذا بلام التعريف في الصحاح، وفي المحكم: ناسة، والنساسة، وهذه عن ثعلب: من أسماء مكة، حرسها الله تعالى، قيل: سميت لقلة الماء بها إذ ذاك، أي أما الآن فلا، وقال الزمخشري: لجدبها ويبسها وقلة الماء بها، أو لأن من بغى فيها أو أحدث فيها حدثا ساقته ودفعته عنها، أي أخرج عنها، وهو مجاز، وقال ياقوت: كأنها تسوق الناس إلى الجنة، والمحدث بها إلى جهنم. ومن المجاز: نست الجمة، إذا تشعثت، عن ابن دريد. والنسيس، كأمير: الجوع الشديد، عن ابن السكيت وقال الليث: هو غاية جهد الإنسان، وأنشد

باقي النسيس مشرف كاللدن وقال غيره: النسيس: الجهد وأقصى كل شيء. والنسيس: الخليقة والطبيعة، كالنسيسة. والنسيس والنسيسة: بقية النفس، ثم إستعمل في سواه، وأنشد أبو عبيدة لأبي زبيد الطائي يصف أسدا:

إذا علقت مخالبه بقـرن      فقد أودى إذا بلغ النسيس
كأن بنحره وبمنـكـبـيه     عبيرا بات تعبؤه عروس

قال: أراد به بقية الروح الذي به الحياة، سمي نسيسا، لأنه يساق سوقا، وفلان في السياق، وقد ساق يسوق، إذا حضر روحه الموت. والنسيس: عرقان في اللحم يسقيان المخ. والنسيسة السعاية، وقال الكلابي: هو الإيكال بين الناس والجمع: النسائس، وهي النمائم، عن ابن السكيت، كما نقله الجوهري، يقال: آكل بين الناس، إذا سعى بينهم بالنميمة. والنسيسة: البلل يكون برأس العود إذا أوقد، عن ابن السكيت، وقد نس الحطب ينس نسوسا: أخرجت النار زبده على رأسه، ونسيسه: زبده وما نس منه. والنسيسة: الطبيعة والخليقة. ويقال: بلغ منه، أي من الرجل نسيسه ونسيسته، أي كاد يموت وأشرف على ذهاب، ويقال أيضا: سكن نسيسها، أي ماتت. وعن ابن الأعرابي: النسس، بضمتين: الأصول الرديئة، هذا هو الصواب، وقد غلط الصاغاني حيث ذكره في ت س س، في كتابيه العباب والتكملة، وقد نبهنا هناك على تصحيفه، فإنظره. والنسناس، بالفتح، ويكسر: جنس من الخلق، يثب أحدهم على رجل واحدة، كذا في الصحاح. وفي الحديث: أن حيا من عاد عصوا رسولهم فمسخهم الله نسناسا، لكل إنسان منهم يد ورجل من شق واحد ينقزون كما ينقز الطائر ويرعون كما ترعى البهائم ويوجد في جزائر الصين، وقيل: أولئك إنقرضوا، لأن الممسوخ لا يعيش أكثر من ثلاثة أيام، كما حققه العلماء، والموجود على تلك الخلقة خلق على حدة، أو هم ثلاثة أجناس: ناس ونسناس ونسانس، قاله الجاحظ، وأنشد للكميت:

فما الناس إلا تحت خبء فعالهمولو جمعوا نسناسهم والنسانسا

صفحة : 4159

وقيل: النسناس السفلة والأرزال أو النسانس: الإناث منهم، كما قاله أبو سعيد الضرير. أو هم أرفع قدرا من النسناس، كما في العباب أو هم يأجوج ومأجوج، في قول ابن الأعرابي أو هم قوم من بني آدم، أو خلق على صورة الناس، أشبهوهم في شيء، وخالفوهم في أشياء، وليسوا منهم، كما في التهذيب. وقال كراع: النسناس فيما يقال: دابة في عداد الوحش، تصاد وتؤكل، وهي على شكل الإنسان، بعين واحدة ورجل ويد تتكلم مثل الإنسان. وقال المسعودي في النسناس: حيوان كالإنسان، له عين واحدة، يخرج من الماء ويتكلم، وإذا ظفر بالإنسان قتله. وفي المجالسة، عن ابن إسحاق: أنهم خلق باليمن. وقال أبو الدقيش: يقال: إنهم من ولد سام بن سام إخوة عاد وثمود، وليس لهم عقول، يعيشون في الآجام على شاطيء بحر الهند، والعرب يصطادونهم ويكلمونهم، وهم يتكلمون بالعربية ويتناسلون ويقولون الأشعار ويتسمون بأسماء العرب. وفي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: ذهب الناس وبقي النسناس. قيل: فما النسناس? قال: الذين يتشبهون بالناس وليسوا من الناس، وأخرجه أبو نعيم في الحلية، عن ابن عباس. قال السيوطي في ديوان الحيوان: أما الحيوان الذي تسميه العامة نسناسا فهو نوع من القردة، لا يعيش في الماء، ويحرم أكله، وأما الحيوان البحري ففيه وجهان، وإختار الروياني وغيره الحل. وقال الشيخ أبو حامد: لا يحل أكل النسناس، لأنه على خلقة بني آدم. وقال الغنوي: ناقة ذات نسناس، أي ذات سير باق، هكذا نقله عنه أبو تراب، وبه فسر ما أنشده ابن الأعرابي:

وليلة ذات جهام أطباق
سود نواحيها كأثناء الطاق
قطعتها بذات نسناس باق

وقيل: النسناس هنا صبرها وجهدها. وقرب نسناس: سريع، نقله ابن عباد في المحيط. ويقولون في الدعاء: قطع الله تعالى نسناسه، أي سيره وأثره من الأرض. وقال ابن شميل: نسس الصبي تنسيسا: قال له: إس إس، ليبول أو يتغوط، ونص ابن شميل: أو يخرأ، وكأنه عدل عنه إلى التغوط ليكني. ونسس البهيمة: مشاها. فقال لها: إس إس. ونسنس: ضعف، عن ابن دريد، قيل: ومنه إشتقاق النسناس، لضعف خلقهم. ونسنس الطائر: أسرع في طيرانه، كنصنص، والإسم: النسيسة، قاله الليث. ونسنست الريح: هبت هبوبا باردا، وكذا سنسنت. وريح نسناسة وسنسانة: باردة، كذا في النوادر. تنسس منه خيرا تنسمه ومما يستدرك عليه: قال أبو زيد: نس الإبل: أطلقها وحلها. وأنسست الدابة: أعطشتها. ونست دابتك: يبست من الظمأ، وهو مجاز. ويقال للفحل إذا ضرب الناقة على غير ضبعة: قد أنسها. والمنسوس: المطرود والمسوق. والنسيس: المسوق. ونسيس الإنسان ونسناسه: مجهوده وصبره. وقيل: نسناس: من الدخان، وسنسان: يريد دخان نار. والنسناس، بالكسر: الجوع الشديد، عن ابن السكيت، وأما ابن الأعرابي فجعله وصفا، وقال: جوع نسناس قال ويعني به الشديد، وأنشد:

أخرجها النسناس من بيت أهلها وأنشد كراع:

أضر بها النسناس حتى أحلها      بدار عقيل وابنها طاعم جلد

صفحة : 4160

وعن أبي عمرو: جوع ملعلع ومضور ونسناس ومقحز وممشمش: بمعنى واحد. ونس فلان لفلان، إذا تخبر. ونس الرجل: اشتد عطشه. والنسوس: طائر ربي بالجبل، له هامة كبيرة.

ن س ط س
نسطاس، بالكسر، أهمله الجوهري: وهو علم. ونسطاس بالرومية: العالم بالطب، نقله الصاغاني. وعبيد بن نسطاس العامري البكائي الكوفي: محدث. ومما يستدرك عليه: النسطاس: ريش السهم. هكذا فسر به حديث قس، ولا تعرف حقيقته، كذا في اللسان. ومما يستدرك عليه: نسطويس، بالفتح: قريتان بمصر، إحداهما بالقرب من فوة، وتعرف بنسطويس الرمان، ومنها الزين الفناري بن أبي بكر بن محمد بن عبد الله الشافعي الضرير، سمع علي الديمي والسخاوي وزكريا والشادي والمشهدي. ومنها أيضا عبد الوهاب بن علي بن حسن المالكي، نزيل الظاهرية، قرأ على الحافظ ابن حجر، وسمع البخاري علي مشايخ الظاهرية، مات سنة 868 والثانية من قرى الغربية، تعرف بنسطويس البصل.

ن ش س
ومما يستدرك عليه: النشس، أهمله الجوهري، وأورده ابن دريد، وقال: لغة في النشز: وهي الربوة من الأرض. وامرأة ناشس: ناشز، وهي قليلة كذا في المحكم.

ن ط س
النطس، بالفتح، وككتف وعضد: العالم بالأمور والحاذق بها، عن ابن السكيت، وهو بالرومية: نسطاس، وقد نطس، كفرح، نطسا. والنطاسي، بالكسر، وحكى أبو عبيد الفتح أيضا: العالم بالطب، قال البعيث بن بشر، يصف شجة أو جراحة:

إذا قاسها الآسي النطاسي أدبرت     غثيثتها وإزداد وهيا هزومهـا والنطيس، كسكيت: المتطبب الدقيق نظره في الطب. والناطس: الجاسوس، لتنطسه عن الأخبار وبحثه. والنطس، ككتف: المتقزز المتقذر المتأنق في الأمور. والنطس، بضمتين: الأطباء الحذاق المدققون. والنطس أيضا: المتقززون عن الفخش. والنطسة، كهمزة: الرجل الكثير التنطس، وهو التقذر والتأنق في الطهارة وفي الكلام والمطعم والملبس، فلا يتكلم إلا بالفصاحة، ولا يلبس إلا طيبا، ولا يأكل إلا نظيفا، وكذا في جميع الأمور. وفي حديث عمر رضي الله تعالى عنه: أنه خرج من الخلاء فدعا بطعام فقيل له: ألا تتوضأ، فقال: لولا التنطس ما باليت ألا أغسل يدي، قال الأصمعي: وهو المبالغة في الطهور والتأنق فيه. وكل من تأنق في الأمور ودقق النظر فيها فهو نطس ومتنطس، وكذلك كل من أمعن النظر في الأمور واستقصى عليها فهو متنطس. ومما يستدرك عليه: رجل نطيس، كأمير أي حاذق، قال رؤبة:

وقد أكون مرة نطيسـا
طبا بأدواء الصبا نقريسا

النقريس: قريب المعنى من النطيس، وهو الفطن للأمور العالم بها، ويقال: ما أنطسه. وتنطس عن الأخبار: بحث، وكل مبالغ في شيء: متنطس. وتنطست الأخبار: تجسستها. وقال أبو عمرو: امرأة نطسة، على فعلة، إذا كانت تنطس من الفحش، أي تقزز. وقال ابن الأعرابي: المتنطس والمتطرس: المتنوق المختار. والنطس: الحريق، وهذه عن الصاغاني.

ن ع س

صفحة : 4161

النعاس بالضم: الوسن، كما في الصحاح، قال الله تعالى: أمنة نعاسا - وقال الأزهري: حقيقة النعاس: السنة من غير نوم، كما قال عدي بن الرقاع:

وسنان أقصده النعاس فرنقت     في عينه سنة وليس بنـائم أو هو فترة في الحواس تحصل من ثقل النوم، نعس، كمنع ينعس نعاسا، وللمصنف في البصائر: وقد نعست أنعس نعاسا، بالضم، وهكذا هو مضبوط في نسخة الصحاح، فهو ناعس ونعسان، وهي ناعسة ونعاسة ونعسى، وقيل: لا يقال: نعسان، وهي قليلة، قاله ثعلب، وقال الفراء: لا أشتهيها، يعني هذه اللغة نعسان وقال الليث: رجل نعسان وامرأة نعسى، حملوا ذلك على وسنان ووسنى، وربما حملوا الشيء على نظائره، وأحسن ما يكون ذلك في الشعر. وناقة نعوس، كصبور: سموح بالدر، كما في الصحاح. وفي المحكم: أي غزيرة تنعس إذا حلبت. وقال الأزهري: تغمض عينها عند الحلب، قال الراعي يصف ناقة بالسماحة بالدر، وأنها إذا درت نعست:

نعوس إذا درت جروز إذا غدت     بويزل عام أو سديس كبـازل وقال ابن الأعرابي: النعس: لين الرأي والجسم وضعفهما. وقال غيره: النعس: كساد السوق. وتناعس الرجل: تناوم، أي أراه من نفسه كاذبا. وقال أبو عمرو: أنعس: جاء ببنين كسالى. ومما يستدرك عليه: النعسة: الخفقة. وتناعس البرق: فتر. وجده ناعس، وهو مجاز. وفي المثل: مطل كنعاس الكلب: أي متصل دائم، والكلب يوصف بكثرة النعاس، كما في الصحاح، وزاد المصنف في البصائر: ومن شأن الكلب أن يفتح من عينيه بقدر ما يكفيه للحراسة، وذلك ساعة فساعة. وفي الحديث: إن كلماته بلغت ناعوس البحر، قال ابن الأثير: قال أبو موسى: كذا وقع في صحيح مسلم، وفي سائر ا لروايات: قاموس البحر. ولعله تصحيف، فلييتنبه لذلك. والنعوس، كصبور: علم على ناقة بعينها، كما في العباب. وعبد الرحمن بن أبي النعاس، عن عبد الله بن عبد الجبار، عن الحكم ابن خطاف.