الباب الثاني عشر: باب السين المهملة - الفصل الثاني والعشرون: فصل النون مع السين: الجزء الثاني

فصل النون مع السين

الجزء الثاني

ن ف س
النفس: الروح، وسيأتي الكلام عليها قريبا. وقال أبو إسحاق: النفس في كلام العرب يجري على ضربين: أحدهما قولك: خرجت نفسه، أي روحه، والضرب الثاني: معنى النفس فيه جملة الشيء وحقيقته، كما سيأتي في كلام المصنف، وعلى الأول قال أبو خراش:

نجا سالم والنفس منه بشـدقـه    ولم ينج إلا جفن سيف ومئزرا

صفحة : 4162

أي بجفن سيف ومئزر، كذا في الصحاح، قال الصاغاني: ولم أجده في شعر أبي خراش. قلت: قال ابن بري: إعتبرته في أشعار هذيل فوجدته لحذيفة بن أنس وليس لأبي خراش، والمعنى: لم ينج سالم إلا بجفن سيفه ومئزره، وانتصاب الجفن على الإستثناء المنقطع، أي لم ينج سالم إلا جفن سيف، وجفن السيف منقطع منه. ومن المجاز: النفس: الدم يقال: سالت نفسه، كما في الصحاح، وفي الأساس: دفق نفسه، أي دمه. وفي الحديث: ما لا نفس له، وقع في أصول الصحاح: ما له نفس سائلة فإنه لا ينجس الماء إذا مات فيه. قلت: وهذا الذي في الصحاح مخالف لما في كتب الحديث، وفي رواية أخرى: ما ليس له نفس سائلة، وروي عن النخعي أنه قال: كل شيء له نفس سائلة فمات في الإناء فإنه ينجسه، وفي النهاية عنه: كل شيء ليست له نفس سائلة فإنه لا ينجس الماء إذا سقط فيه، أي دم سائل، ولذا قال بعض من كتب على الصحاح: هذا الحديث لم يثبت، قال ابن بري: وإنما شاهده قول السموأل:

تسيل على حد الظباة نفوسنـا     وليست على غير الظباة تسيل قال وإنما سمي الدم نفسا، لأن النفس تخرج بخروجه. والنفس: الجسد، وهو مجاز، قال أوس بن حجر، يحرض عمرو بن هند على بني حنيفة، وهم قتلة أبيه المنذر بن ماء السماء، يوم عين أباغ، ويزعم أن عمرو بن شمر الحنفي قتله:

نبئت أن بني سحيم أدخلوا      أبياتهم تامور نفس المنذر

صفحة : 4163

فلبئس ما كسب ابن عمرو رهطه شمر وكان بمسمع وبمنظر والتامور: الدم، أي حملوا دمه إلى أبياتهم. والنفس: العين التي تصيب المعين، وهو مجاز. ويقال: نفسته بنفس، أي أصبته بعين، وأصابت فلانا نفس، أي عين، وفي الحديث، عن أنس رفعه: أنه نهى عن الرقية إلا في النملة والحمة والنفس، أي العين، والجمع، أنفس، ومنه الحديث: أنه مسح بطن رافع فألقى شحمة خضراء، فقال: إنه كان فيها سبعة أنفس، يريد عيونهم. ورجل نافس: عائن، وهو منفوس: معيون. والنفس: العند، وشاهده قوله تعالى، حكاية عن عيسى عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك أي تعلم ما عندي، ولا أعلم ما عندك، ولكن يتعين أن تكون الظرفية حينئذ ظرفية مكانة لا مكان، أو حقيقتي وحقيقتك، قال ابن سيده: أي لا أعلم ما حقيقتك ولا ما عندك علمه، فالتأويل: تعلم ما أعلم، ولا أعلم ما تعلم، والأجود في ذلك قول ابن الأنباري: إن النفس هنا الغيب، أي تعلم غيبي، لأن النفس لما كانت غائبة أوقعت على الغيب، ويشهد بصحته قوله في آخر الآية إنك أنت علام الغيوب كأنه قال: تعلم غيبي يا علام الغيوب. وقال أبو إسحاق: وقد يطلق ويراد به جملة الشيء وحقيقته، يقال: قتل فلان نفسه، وأهلك نفسه: أي أوقع الهلاك بذاته كلها وحقيقته. قلت: ومنه أيضا ما حكاه سيبويه، من قولهم: نزلت بنفس الجبل، ونفس الجبل مقابلي. والنفس: عين الشيء وكنهه وجوهره، يؤكد به، يقال: جاءني الملك بنفسه، ورأيت فلانا نفسه. وقوله تعالى: الله يتوفى الأنفس حين موتها روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال: لكل إنسان نفسان: إحداهما نفس العقل الذي يكون به التمييز، والأخرى نفس الروح الذي به الحياة. وقال ابن الأنباري: من اللغويين من سوى بين النفس والروح، وقال: هما شيء واحد، إلا أن النفس مؤنثة والروح مذكرة، وقال غيره: الروح الذي به الحياة، والنفس: التي بها العقل، فإذا نام النائم قبض الله نفسه، ولم يقبض روحه، ولا تقبض الروح إلا عند الموت، قال: وسميت النفس نفسا لتولد النفس منها وإتصاله بها، كما سموا الروح روحا، لأن الروح موجود به. وقال الزجاج: لكل إنسان نفسان: إحداهما نفس التمييز، وهي التي تفارقه إذا نام، فلا يعقل بها.

صفحة : 4164

يتوفاها الله تعالى، والأخرى: نفس الحياة، وإذا زالت زال معها النفس، والنائم يتنفس، قال: وهذا الفرق بين توفي نفس النائم في النوم، وتوفي نفس الحي. قال: ونفس الحياة هي الروح وحركة الإنسان ونموه يكون به. وقال السهيلي في الروض: كثرت الأقاويل في النفس والروح، هل هما واحد? أو النفس غير الروح? وتعلق قوم بظواهر من الأحاديث، تدل على أن الروح هي النفس، كقول بلال أخذ بنفسك، مع قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله قبض أرواحنا وقوله تعالى::الله يتوفى الأنفس والمقبوض هو الروح، ولم يفرقوا بين القبض والتوفي، وألفاظ الحديث محتملة التأويل، ومجازات العرب وإتساعاتها كثرة: والحق أن بينهما فرقا، ولو كانا اسمين بمعنى واحد، كالليث والأسد، لصح وقوع كل واحد منهما مكان صاحبه، كقوله تعالى: ونفخت فيه من روحي ، ولم يقل: من نفسي. وقوله: تعلم ما في نفسي ولم يقل: ما في روحي. ولا يحسن هذا القول أيضا من غير عيسى عليه السلام. ويقولون في أنفسهم ولا يحسن في الكلام: يقولون في أرواحهم. وقال: أن تقول نفس ولم يقل: أن تقول روح، ولا يقوله أيضا عربي، فأين الفرق إذا كان النفس والروح بمعنى واحد? وإنما الفرق بينهما بالإعتبارات، ويدل لذلك ما رواه ابن عبد البر في التمهد، الحديث: إن الله تعالى خلق آدم وجعل فيه نفسا وروحا، فمن الروح عفافه وفهمه وحلمه وسخاؤه ووفاؤه، ومن النفس شهوته وطيشه وسفهه وغضبه فلا يقال في النفس هي الروح على الإطلاق حتى يقيد، ولا يقال في الروح هي النفس إلا كما يقال في المني هو الإنسان، أو كما يقال للماء المغذي للكرمة هو الخمر، أو الخل، على معنى أنه سيضاف إليه أوصاف يسمى بها خلا أو خمرا، فتقيد الألفاظ هو معنى الكلام، وتنزيل كل لفظ في موضعه هو معنى البلاغة، إلى آخر ما ذكره. وهو نفيس جدا، وقد نقلته بالإختصار في هذا الموضع، لأن التطويل كلت منه الهمم، لاسيما في زماننا هذا. والنفس: قدر دبغة، وعليه اقتصر الجوهري، وزاد غيره: أو دبغتين. والدبغة، بكسر الدال وفتحها مما يدبغ به الأديم من قرظ وغيره، يقال: هب لي نفسا من دباغ، قال الشاعر:

أتجعل النفس التي تدير
في جلد شاة ثم لا تسير

قال الجوهري: قال الأصمعي: بعثت امرأة من العرب بنتا لها إلى جارتها، فقالت لها: تقول لك أمي: أعطيني نفسا أو نفسين أمعس به منيئتي فإني أفدة. أي مستعجلة، لا أتفرغ لإتخاذ الدباغ من السرعة. انتهى. أرادت: قدر دبغة أو دبغتين من القرظ الذي يدبغ به. المنيئة: المدبغة، وهي الجلود التي تجعل في الدباغ. وقيل: النفس من الدباغ: ملء الكف، والجمع: أنفس، أنشد ثعلب:

وذي أنفس شتى ثـلاث رمـت بـه     على الماء إحدى اليعملات العرامس

صفحة : 4165

يعني الوطب من اللبن الذي طبخ بهذا القدر من الدباغ. وقال ابن الأعرابي: النفس: العظمة والكبر، والنفس: العزة. والنفس: الأنفة. والنفس: العيب، هكذا في النسخ بالعين المهملة، وصوابه بالغين المعجمة، وبه فسر ابن الأنباري قوله تعالى: تعلم ما في نفسي الآية، وسبق الكلام عليه. والنفس: الإرادة. والنفس: العقوبة، قيل: ومنه قوله تعالى: ويحذركم الله نفسه أي عقوبته، وقال غيره: أي يحذركم إياه. وقد تحصل من كلام المصنف، رحمه الله تعالى، خمسة عشر معنى للنفس، وهي: الروح 1، والدم 2، والجسد 3، والعين 4، والعند 5، والحقيقة 6، وعين الشيء 7، وقدر دبغة 8، والعظمة 9، والعزة 10، والهمة 11، والأنفة 12، والغيب 13، والإرادة 14، والعقوبة 15، ذكر منها الجوهري: الأول، والثاني، والثالث، والرابع، والسابع، والثامن، وما زدناه على المصنف، رحمه الله، فسيأتي ذكره فيما استدرك عليه. وجمع الكل: أنفس ونفوس. والنفس، بالتحريك: واحد الأنفاس، وهو خروج الريح من الأنف والفم، ويراد به السعة، يقال: أنت في نفس من أمرك، أي سعة، قاله الجوهري، وهو مجاز، وقال اللحياني: إن في الماء نفسا لي ولك، وأي متسعا وفضلا. ويقال: بين الفريقين نفس، أي متسع. والنفس أيضا: الفسحة في الأمر، يقال: إعمل وأنت في نفس، أي فسحة وسعة، قبل الهرم والأمراض والحوادث والآفات. وفي الصحاح: النفس: الجرعة، يقال: اكرع في الإناء نفسا أو نفسين، أي جرعة أو جرعتين ولا تزد عليه. والجمع: أنفاس، كسبب وأسباب، قال جرير:

تعلل وهي ساغبة بنيهـا     بأنفاس من الشبم القراح

صفحة : 4166

إنتهى. قال محمد بن المكرم: وفي هذا القول نظر. وذلك لأن النفس الواحد يجرع فيه الإنسان عدة جرع، يزيد وينقص على مقدار طول نفس الشارب وقصره، حتى إنا نرى الإنسان يشرب الإناء الكبير في نفس واحد على عدة جرع. ويقال: فلان شرب الإناء كله على نفس واحد. والله تعالى أعلم. وعن ابن الأعرابي: النفس الري، وسيأتي أيضا قريبا. والنفس: الطويل من الكلام، وقد تنفس. ومنه حديث عمار: لقد أبلغت وأوجزت، فلو كنت تنفست، أي أطلت. وأصله: أن المتكلم إذا تنفس إستأنف القول وسهلت عليه الإطالة. وقال أبو زيد: كتبت كتابا نفسا، أي طويلا. وفي قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: ولا تسبوا الريح، الواو زائدة، وليست في لفظ الحديث، فإنها من نفس الرحمن. وكذا قوله صلى الله عليه وسلم: أجد نفس ربكم ، وفي رواية: نفس الرحمن، وفي أخرى: إني لأجد من قبل اليمن، قال الأزهري: النفس في هذين الحديثين: اسم وضع موضع المصدر الحقيقي من نفس، ينفس تنفيسا ونفسا، أي فرج عنه الهم تفريجا، كأنه قال: تنفيس ربكم من قبل اليمن. وإن الريح من تنفيس الرحمن بها عن المكروبين، فالتفريج: مصدر حقيقيي، والفرج، اسم يوضع موضع المصدر، والمعنى: أنها، أي الريح تفرج الكرب، وتنشيء السحاب، وتنشر الغيث، وتذهب الجدب، قال القتيبي: هجمت على واد خصيب وأهله مصفرة ألوانهم، فسألتهم عن ذلك، فقال شيخ منهم: ليس لنا ريح. وقوله في الحديث: من قبل اليمن، المراد والله أعلم: ما تيسر له صلى الله عليه وسلم من أهل المدينة المشرفة وهم يمانون يعني الأنصار، وهم من الأزد، والأزد من اليمن، من النصرة والإيواء له، والتأييد له برجالهم وهو مستعار من نفس الهواء الذي يردده المتنفس إلى الجوف، فيبرد من حرارته ويعدلها، أو من نفس الريح الذي يتنسمه فيستروح إليه وينفس عنه أو من نفس الروضة، وهو طيب روائحها فينفرج به عنه. ويقال: شراب ذو نفس: فيه سعة وري، قاله ابن الأعرابي، وقد تقدم للمصنف ذكر معنى السعة والري، فلو ذكر هذا القول هناك كان أصاب، ولعله أعاده ليطابق مع الكلام الذي يذكره بعد، وهو قوله: ومن المجاز: يقال شراب غير ذي نفس، أي كريه الطعم آجن متغير، إذا ذاقه ذائق لم يتنفس فيه، وإنما هي الشربة الأولى قدر ما يمسك رمقه، ثم لا يعود له، قال الراعي ويروي لأبي وجزة السعدي:

وشربة من شراب غير ذي نفـس     في كوكب من نجوم القيظ وهـاج
سقيتها صاديا تهوي مـسـامـعـه    قد ظن أن ليس من أصحابه ناجي

أي في وقت كوكب، ويروي: في صرة. والنافس: الخامس من سهام الميسر، قال اللحياني: وفيه خمسة فروض، وله غنم خمسة أنصباء إن فاز، وعليه غرم خمسة أنصباء إن لم يفز، ويقال: هو الرابع، وهذا القول مذكور في الصحاح، والعجب من المصنف في تركه. وشيء نفيس ومنفوس ومنفس كمخرج، إذا كان يتنافس فيه ويرغب إليه لخطره، قال جرير:

لو لم ترد قتلنا جادت بمطرفمما يخالط حب القلب منفوس المطرف: المستطرف. وقال النمر بن تولب، رضي الله تعالى عنه:

صفحة : 4167

لا تجزعي إن منفسا أهلكتـه      فإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي

صفحة : 4168

وقد نفس، ككرم، نفاسة، بالفتح، ونفاسا، بالكسر، ونفسا، بالتحريك، ونفوسا، بالضم. والنفيس: المال الكثير الذي له قدر وخطر، كالمنفس، قاله اللحياني، وفي الصحاح: يقال: لفلان منفي ونفيس، أي مال كثير. وفي بعض النسخ: منفس نفيس، بغير واو. ونفس به، كفرح، عن فلان: ضن عليه وبه، ومنه قوله تعالى ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والمصدر: النفاسة والنفاسية، الأخيرة نادرة. ونفس عليه بخير قليل: حسد، ومنه الحديث: لقد نلت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فما نفسناه عليك. ونفس عليه الشيء نفاسة: ضن به، ولم يره يستأهله، أي أهلا له، ولم تطب نفسه أن يصل إليه. ومن المجاز: النفاس، بالكسر: ولادة المرأة وفي الصحاح ولاد المرأة، مأخوذ من النفس، بمعنى الدم، فإذا وضعت فيهي نفساء، كالثؤباء، ونفساء، بالفتح، مثال حسناء، ويحرك، وقال ثعلب: النفساء: الوالدة والحامل والحائض، و ج نفاس ونفس، كجياد ورخال نادرا، أي بالضم، ومثل كتب، بضمتين، ومثل كتب بضم فسكون. ويجمع أيضا على نفساء ونفساوات، وامرأتان نفساوان، أبدلوا من همزة التأنيث واوا، قال الجوهري: وليس في الكلام فعلاء يجمع على فعال، بالكسر، غير نفساء وعشراء، انتهى. وليس لهم فعلاء يجمع على فعال، أي بالضم غيرها، أي غير النفساء، ولذا حكم عليه بالندرة. وقد نفست المرأة كسمع وعني نفسا ونفاسة ونفاسا، أي ولدت، وقال أبو حاتم: ويقال: نفست، على لم يسم فاعله. وحكى ثعلب: نفست ولدا، على فعل المفعول، والوالد منفوس، ومنه الحديث: ما من نفس منفوسة، أي مولودة، وفي حديث ابن المسيب: لا يرث المنفوس حتى يستهل صارخا، أي حتى يسمع له صوت، ومنه قولهم: ورث فلان هذا قبل أن ينفس فلان، أي قبل أن يولد. ونفست المرأة إذا حاضت، روي بالوجهين، ولكن الكسر فيه أكثر، وأما قول الأزهري: فأما الحيض فلا يقال فيه إلا نفست، بالفتح: فالمراد به فتح النون لا فتح العين في لماضي. ونفيس بن محمد، من موالي الأنصار، وقصره على ميلين من المدينة المشرفة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وقد قدمنا ذكره في القصور. ويقال: لك في هذا الأمر نفسة بالضم، أي مهلة ومتسع. ونفوسة، بالفتح: جبال بالمغرب بعد إفريقية، عالية نحو ثلاثة أميال في اقل من ذلك، أهلها إباضية، وطول هذا الجبل مسيرة ستة أيام من الشرق إلى الغرب، وبينه وبين طرابلس ثلاثة أيام، وإلى القيروان ستة أيام، وفي هذا الجبل نخل وزيتون وفواكه، وإفتتح عمرو ابن العاص، رضي الله تعالى عنه، نفوسة، وكانوا نصارى. نقله ياقوت. وأنفسه الشيء: أعجبه بنفسه، ورغبه فيها، وقال ابن القطاع: صار نفيسا عنده، ومنه حديث إسماعيل عليه السلام: أنه تعلم العربية وأنفسهم. وأنفسه في الأمر: رغبه فيه. ويقال منه: مال منفس ومنفس، كمحسن ومكرم، الأخير عن الفراء: أي نفيس، وقيل: كثير، وقيل: خطير، وعمه اللحياني فقال: كل شيء له خطر فهو نفيس ومنفس. ومن المجاز: تنفس الصبح أي تبلج وامتد حتى يصير نهارا بينا، وقال الفراء في قوله تعالى والصبح إذا تنفس قال:

صفحة : 4169

إذا ارتفع النهار حتى يصير نهارا بينا. وقال مجاهد: إذا تنفس إذا اطلع وقال الأخفش إذا أضاء، وقال غيره: إذا انشق الفجر وانفلق حتى يتبين منه. ومن المجاز: تنفست القوس: تصدعت، ونفسها هو: صدعها، عن كراع، وإنما يتنفس منها العيدان التي لم تغلق، وهو خير القسي، وأما الفلقة فلا تتنفس ويقال للنهار إذا زاد: تنفس وكذلك الموج إذا نضح الماء وهو مجاز. وتنفس في الإناء: شرب من غير أن يبينه عن فيه، وهو مكروه. وتنفس أيضا: شرب من الإناء بثلاثة أنفاس، فأبانه عن فيه في كل نفس، فهو ضد، وفي الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الإناء ثلاثا، وفي حديث آخر: أنه نهى عن التنفس في الإناء، قال الأزهري: قال بعضهم: الحديثان صحيحان، والتنفس له معنيان، فذكرهما مثل ما ذكر المصنف. ونافس فيه منافسة ونفاسا، إذا رغب فيه على وجه المباراة في الكرم، كتنافس، والمنافسة والتنافس: الرغبة في الشيء الإنفراد به، وهو من الشيء النفيس الجيد في نوعه، وقوله عز وجل وفي ذلك فليتنافس المتنافسون أي فليتراغب المتراغبون ومما يستدرك عليه: قال ابن خالويه: النفس: الأخ، قال ابن بري: وشاهده قوله تعالى: فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم قلت: ويقرب من ذلك ما فسر به ابن عرفة قوله تعالى: ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا أي بأهل الإيمان وأهل شريعتهم. والنفس: الإنسان جميعه، روحه وجسده، كقولهم: عندي ثلاثة أنفس، وكقوله تعالى: أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله قال السهيلي في الروض: وإنما اتسع في النفس وعبر بها عن الجملة، لغلبة أوصاف الجسد على الروح حتى صار يسمى نفسا، وطرأ عليه هذا الإسم بسبب الجسد، كما يطرأ على الماء في الشجر أسماء على حسب إختلاف أنواع الشجر، من حلو وحامض ومر وحريف، وغير ذلك. إنتهى. وقال اللحياني: العرب تقول: رأيت نفسا واحدة، فتؤنث، وكذلك رأيت نفسين، فإذا قالوا: رأيت ثلاثة أنفس وأربعة أنفس، ذكروا، وكذلك جميع العدد، قال: وقد يكون التذكير في الواحد والإثنين، والتأنيث في الجمع، قال: وحكي جميع ذلك عن الكسائي، وقال سيبويه: وقالوا ثلاثة أنفس،يذكرونه، لأن النفس عندهم يريدون به الإنسان ألا ترى أنهم يقولون:نفس واحد، فلا يدخلون الهاء، قال:وزعم يونس عن رؤبة أنه قال: ثلاث أنفس، على تأنيث النفس، كما تقول: ثلاث أعين، للعين من الناس، وكما قالوا ثلاث أشخص في النساء، وقال الحطيئة:إذا ارتفع النهار حتى يصير نهارا بينا. وقال مجاهد: إذا تنفس إذا اطلع وقال الأخفش إذا أضاء، وقال غيره: إذا انشق الفجر وانفلق حتى يتبين منه. ومن المجاز: تنفست القوس: تصدعت، ونفسها هو: صدعها، عن كراع، وإنما يتنفس منها العيدان التي لم تغلق، وهو خير القسي، وأما الفلقة فلا تتنفس ويقال للنهار إذا زاد: تنفس وكذلك الموج إذا نضح الماء وهو مجاز. وتنفس في الإناء: شرب من غير أن يبينه عن فيه، وهو مكروه. وتنفس أيضا: شرب من الإناء بثلاثة أنفاس، فأبانه عن فيه في كل نفس، فهو ضد، وفي الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الإناء ثلاثا، وفي حديث آخر: أنه نهى عن التنفس في الإناء، قال الأزهري: قال بعضهم: الحديثان صحيحان، والتنفس له معنيان، فذكرهما مثل ما ذكر المصنف. ونافس فيه منافسة ونفاسا، إذا رغب فيه على وجه المباراة في الكرم، كتنافس، والمنافسة والتنافس: الرغبة في الشيء الإنفراد به، وهو من الشيء النفيس الجيد في نوعه، وقوله عز وجل وفي ذلك فليتنافس المتنافسون أي فليتراغب المتراغبون ومما يستدرك عليه: قال ابن خالويه: النفس: الأخ، قال ابن بري: وشاهده قوله تعالى: فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم قلت: ويقرب من ذلك ما فسر به ابن عرفة قوله تعالى: ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا أي بأهل الإيمان وأهل شريعتهم. والنفس: الإنسان جميعه، روحه وجسده، كقولهم: عندي ثلاثة أنفس، وكقوله تعالى: أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله قال السهيلي في الروض: وإنما اتسع في النفس وعبر بها عن الجملة، لغلبة أوصاف الجسد على الروح حتى صار يسمى نفسا، وطرأ عليه هذا الإسم بسبب الجسد، كما يطرأ على الماء في الشجر أسماء على حسب إختلاف أنواع الشجر، من حلو وحامض ومر وحريف، وغير ذلك. إنتهى. وقال اللحياني: العرب تقول: رأيت نفسا واحدة، فتؤنث، وكذلك رأيت نفسين، فإذا قالوا: رأيت ثلاثة أنفس وأربعة أنفس، ذكروا، وكذلك جميع العدد، قال: وقد يكون التذكير في الواحد والإثنين، والتأنيث في الجمع، قال: وحكي جميع ذلك عن الكسائي، وقال سيبويه: وقالوا ثلاثة أنفس،يذكرونه، لأن النفس عندهم يريدون به الإنسان ألا ترى أنهم يقولون:نفس واحد، فلا يدخلون الهاء، قال:وزعم يونس عن رؤبة أنه قال: ثلاث أنفس، على تأنيث النفس، كما تقول: ثلاث أعين، للعين من الناس، وكما قالوا ثلاث أشخص في النساء، وقال الحطيئة:

صفحة : 4170

ثلاثة أنـفـس وثـلاث ذود     لقد جار الزمان على عيالي وقوله تعالى: الذي خلقكم من نفس واحدة يعني آدم، وزوجها يعني حواء، عليهما السلام. ويقال: ما رأيت ثم نفسا، أي أحدا. ونفس الساعة، بالتحريك: آخر الزمان، عن كراع. والمتنفس: ذو النفس، ورجل ذو نفس، أي خلق. وثوب ذو نفس، أي جلد وقوة. والنفوس، كصبور، والنفساني: العيون الحسود المتعين لأموال الناس ليصيبها، وهو مجاز، وما أنفسه، أي ما أشد عينه، هذه عن اللحياني، وما هذا النفس? أي الحسد، وهو مجاز. والنفس: الفرج من الكرب، ونفس عنه: فرج عنه، ووسع عليه، ورفه له، وكل تروح بين شربتين: نفس. والتنفس: إستمداد النفس، وقد تنفس الرجل، وتنفس الصعداء. وكل ذي رئة متنفس، ودواب الماء لا رئات لها. ودارك أنفس من داري أي أوسع، وهذا الثوب أنفس من هذا، أي أعرض وأطول وأمثل. وهذا المكان أنفس من هذا، أي أبعد وأوسع. وتنفس في الكلام: أطال وتنفست دجلة: زاد ماؤها. وزدني نفسا في أجلي أي طول الأجل. عن اللحياني، وعنه أيضا: تنفس النهار: إنتصف، وتنفس أيضا: بعد. وتنفس العمر، منه، إما تراخى وتباعد، وإما إتسع. وجادت عينه عبرة أنفاسا، أي ساعة بعد ساعة. وشيء نافس: رفع وصار مرغوبا فيه وكذلك رجل نافس ونفيس، والجمع: نفاس. وأنفس الشيء: صار نفيسا. وهذا أنفس مالي، أي أحبه وأكرمه عندي، وقد أنفس المال إنفاسا. ونفسني فيه: رغبني، عن ابن الأعرابي وأنشد:

بأحسن منه يوم أصبح غاديا     ونفسني فيه الحمام المعجل قلت: هو لأحيحة بن الجلاح، يرثي ابنا له، أو أخا له، وقد مر ذكره في هبرز. ومال نفيس: مضنون به. وبلغك الله أنفس الأعمار. وفي عمره تنفس ومتنفس. وغائط متنفس: بعيد، وهو مجاز. ويجمع النفساء أيضا على نفاس ونفس، كرمان وسكر، الأخيرة عن اللحياني. وتنفس الرجل: خرج من تحته ريح، وهو على الكناية. وقال ابن شميل: نفس قوسه، إذا حط وترها، وتنفس القدح، كالقوس، وهو مجاز. وأنف متنفس: أفطس، وهو مجاز. وفلان يؤامر نفسيه: إذا اتجه له رأيان، وهو مجاز، قاله الزمخشري. قلت: وبيانه أن العرب قد تجعل النفس التي يكون بها التمييز نفسين، وذلك أن النفس قد تأمره بالشيء أو تنهاه عنه، وذلك عند الإقدام على أمر مكروه، فجعلوا التي تأمره نفسا، والتي تنهاه كأنها نفس أخرى، وعلى ذلك قول الشاعر:

يؤامر نفسيه وفي العيش فسحة     أيسترجع الذؤبان أم لا يطورها وأبو زرعة محمد بن نفيس المصيصي، كزبير، كتب عنه أبو بكر الأبهري بحلب. وأم القاسم نفيسة الحسنية، صاحبة المشهد بمصر، معروفة، وإليها نسبت الخطة. وبنو النفيس، كأمير: بطن من العلويين بالمشهد. ومحمد بن عبد الرزاق بن نفيس الدمشقي، سمع على الزين العراقي ومما يستدرك عليه: نفياس، بالضم: قرية بشرقية مصر ونفيوس: أخرى من السمنودية.

ن ق ر س

صفحة : 4171

النقرس، بالكسر: ورم ووجع في مفاصل الكعبين وأصابع الرجلين، اقتصر الأزهري على المفاصل، كما اقتصر غيره على الرجل، وجمع بينهما المصنف. وتفصيله في كتب الطب، قال المتلمس يخاطب طرفة:

يخشى عليك من الحباء النقرس يقول: إنه يخشى عليه من الحباء الذي كتب له به النقرس. وهو الهلاك والداهية العظيمة. والنقرس: الدليل الحاذق الخريت، يقال: دليل نقرس، وفي التهذيب: النقرس: الداهية من الأدلاء. والنقرس: الطبيب الماهر النظار المدقق الفطن، يقال: طبيب نقرس، أي حاذق، كالنقريس، فيهما، أنشد ثعلب:

وقد أكون مرة نطيسا
طبا بأدواء الصبا نقريسا
يحسب يوم الجمعة الخميسا

معناه أنه لا يلتفت إلى الأيام، وقد ذهب عقله. والنقرس: شيء يتخذ على صنعة الورد تغرزه المرأة في رأسها، والجمع: نقارس، قاله الليث، وأنشد:

فحليت من خز وقز وقـرمـز      ومن صنعة الدنيا عليك النقارس وفي الحديث: عليه نقارس الزبرجد والحلي. قال ابن الأثير: النقارس: من زينة النساء، عن أبي موسى المديني.

ن ق س
الناقوس: الذي يضربه النصارى لأوقات صلاتهم، وهي خشبة كبيرة طويلة وأخرى قصيرة، واسمها الوبيل، قال جرير:

لما تذكرت بالـديرين أرقـنـي      صوت الدجاج وقرع والنواقيس وقد نقس بالوبيل الناقوس نقسا، أي ضرب، ومنه حديث بدء الأذان: حتى نقسوا أو كادوا ينقسون، حتى رأى عبد الله بن زيد الأذان. والنقس: العيب والسخرية، وكذلك اللقس والنقز والقذل، قاله الفراء: وهو أن يعيب القوم ويسخر منهم، ويلقبهم الألقاب. وقال ابن القطاع: نقس الإنسان: طعن عليه. وقال الأصمعي: النقس: الجرب، كالوقس. والنقس، بالكسر: المداد الذي يكتب به، ج أنقاس وأنقس قال المرار:

عفت المنازل غير مثل الأنقس     بعد الزمان عرفته بالقرطس أي في القرطاس. وتقول منه: نقس دواته تنقيسا، أي جعله فيها. ونقسه تنقيسا: لقبه، وكذلك نقزه، والإسم النقاسة، بالكسر. والناقس: الحامض، قاله الليث، يقال: شراب ناقس، إذا حمض. ونقس ينقس نقوسا: حمض، قال الجعدي:

جون كجوز الحمار جرده ال     خراس لا ناقس ولا هـزم ورواه قوم: لا نافس بالفاء، حكى ذلك أبو حنيفة، وقال: لا أعرفه إنما المعروف: ناقس، بالقاف. والأنقس: ابن الأمة، لما به من الجرب. ومما يستدرك عليه: رجل نقس، ككتف: يعيب الناس ويلقبهم، وقد ناقسهم. وانتقسوا: قرعوا الناقوس. والنقس، بضمتين: جمع ناقوس، على توهم حذف الألف، وبه فسر قول الأسود بن يعفر:

وقد سبأت لفتـيان ذوي كـرم     قبل الصباح ولما تقرع النقس ونقس الناقوس: صوت. ونقس بين القوم: أفسد. ونقس المرأة: باضعها، نقله ابن القطاع.

ن ق ن س
ومما يستدرك عليه: نقنس، بكسر النونين وتشديد القاف المكسورة: قرية بالبلقاء، وقرية بالشام، كانت لسفيان ابن حرب أيام تجارته، ثم كانت لولده بعده.

ن ق ي س

صفحة : 4172

ونقيوس: قرية بين الفسطاط والإسكندرية، كانت بها وقعة لعمرو بن العاص والروم لما نقضوا.

ن ك س
نكسه ينكسه نكسا: قلبه على رأسه، فإنتكس، وقال شمر: النكس: يرجع إلى قلب الشيء ورده وجعل أعلاه أسفله، ومقدمه مؤخره. وقال الفراء في قوله عز وجل ثم نكسوا على رؤوسهم يقول: رجعوا عما عرفوا من الحجة لإبراهيم عليه السلام. ونكس رأسه: أماله، كنكسه تنكيسا، والتشديد للمبالغة، وبه قرأ عاصم وحمزة ومن نعمره ننكسه وقرأ غيرهما بفتح النون وضم الكاف، أي من أطلنا عمره نكسنا خلقه فصار بعد القوة الضعف، وبعد الشباب الهرم. وفلان يقرأ القرآن منكوسا، أي يبتدئ من آخره، أي من المعوذتين ثم يرتفع إلى البقرة، ويختم بالفاتحة، والسنة خلاف ذلك. أو يبدأ من آخر السورة فيقرأها إلى أولها مقلوبا، وفي نسخة منكوسة، وهذا الوجه الأخير نقله أبو عبيد، قال: وتأول به بعض الحديث أنه قيل لابن مسعود، رضي الله عنه: إن فلانا يقرأ القرآن منكوسا، قال: ذلك منكوس القلب، قال أبو عبيد: وهذا شيء ما أحسب أحدا يطيقه، ولا كان هذا في زمن عبد الله، قال: ولا أعرفه، قال: ولكن وجهه عندي أن يبدأ من آخر القرآن من المعوذتين ثم يرتفع إلى البقرة كنحو ما يتعلم الصبيان في الكتاب، وكلاهما مكروه، لا الأول في تعليم الصبية، والعجمي المفصل وإنما جاءت الرخصة لهم لصعوبة السور الطوال عليهم، فأما من قرأ القرآن وحفظه ثم تعمد أن يقرأه من آخره إلى أوله، فهذا هو ا لنكس المنهي عنه، وإذا كرهنا هذا فنحن للنكس من آخر السورة إلى أولها أشد كراهة إن كان ذلك يكون. والمنكوس في أشكال الرمل ثلاثة أزواج متوالية يتلوها فرد هكذا وبعضهم يسميه الإنكيس مثال إزميل. والولاد المنكوس: أن تخرج رجلاه، أي المولود قبل رأسه، وهو اليتن، كما سيأتي. والنكس والنكاس، بضمهما، الأخير عن شمر، وكذلك النكس، بالفتح: عود المريض في مرضه بعد النقه وقال شمر: بعد إفراقه، وهو مجاز، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي:

خيال لزينب قد هاج لـي     نكاسا من الحب بعد إندمال وقد نكس في مرضه، كعني، نكسا: عاودته العلة، فهو منكوس. ويقال: تعسا له ونكسا، بضم النون، وقد يفتح هنا إزدواجا، أو لأنه لغة. والناكس: المتطأطيء رأسه من ذل ج: نواكس، هكذا جمع في الشعر للضرورة، وهو شاذ، كما ذكرناه في فوارس، قال الفرزدق:

وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهـم     خضع الرقاب نواكس الأبصار

صفحة : 4173

قال سيبويه: إذا كان الفعل لغير الآدميين جمع على فواعل، لأنه لا يجوز فيه ما يجوز فيه في الآدميين، من الواو والنون في ا لإسم والفعل، يقال: جمال بوازل وعواضه، وقد إضطر الفرزدق فقال: نواكس الأبصار. قال الأزهري: وقد روى الفراء والكسائي هذا البيت هكذا، وأقرأ: نواكس على لفظ الابصار، وقال الأخفش: يجوز: نواكس الأبصار، بالجر، لا بالياء، كما قالوا: جحر ضب خرب، وروى أحمد بن يحيى: نواكسي الأبصار بإدخال الياء، وقد مر البحث في ذلك في ف ر س. ومن المجاز: نكس الطعام وغيره داء المريض، إذا أعاده إلى مرضه، ويقال: أكل كذا فنكس. وعن ابن الأعرابي: النكس، بضمتين: المدرهمون من الشيوخ بعد الهرم. والنكس، بالكسر: السهم ينكسر فوقه فيجعل أعلاه أسفله، قال الأزهري: أنشدني المنذري للحطيئة:

قد ناضلونا فسلوا من كنانتهم     مجدا تليدا وعزا غير أنكاس والنكس: القوس جعل رجلها رأس الغصن، كالمنكوسة، وهو عيب. والنكس: الرجل الضعيف والجمع: أنكاس. وقيل: النكس: النصل ينكسر سنخه فتجعل ظبته سنخا فلا يرجع كما كان، ولا يكون فيه خير. والجمع: أنكاس. والنكس: اليتن من الأولاد، وهو المنكوس الذي سبق قريبا، نقله ابن دريد عن بعضهم، قال: وليس بثبت. ومن المجاز: النكس من الرجال: المقصر عن غاية النجدة والكرم. ج: أنكاس، وأنشد إبراهيم الحربي:

رأس قوام الدين وابن رأس
وخضل الكفين غير نكس

وقال كعب بن زهير، يمدح الصحابة، رضي الله تعالى عنهم:

زالوا فما زال أنكاس ولا كشف     عند اللقاء ولا ميل مـعـازيل والمنكس كمحدث: الفرس لا يسمو برأسه، وقال ابن فارس: هو الذي لا يسمو برأسه ولا بهاديه إذا جرى، ضعفا، فكأنه نكس ورد، أو الذي لم يلحق الخيل في شأوهم، عن الليث، أي لضعفه وعجزه، وهو النكس أيضا. وإنتكس: وقع على رأسه، وهو مطاوع نكسه نكسا، وفي حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: تعس عبد الدينار وإنتكس، أي إنقلب على رأسه، وهو دعاء عليه بالخيبة، لأن من إنتكس في أمره فقد خاب وخسر، وأنشد ابن الأعرابي في الإنتكاس:

ولم ينتكس يوما فيظلم وجههليمرض عجزا أو يضارع مأثما أي، لم ينكس رأسه لأمر يأنف منه. ومما يستدرك عليه: قال شمر: نكس الرجل، إذا ضعف وعجز. وقال أبو حنيفة، رحمه الله تعالى: النكس: القصير. وأنشد ثعلب.

إني إذا وجه الشريب نكسا قال ابن سيده: ولم يفسره، وأراه عنى: بسر وعبس. ومن المجاز: نكست الخضاب، إذا أعدت عليه مرة بعد مرة، قال:

كالوشم رجع في اليد المنكوس وقال ابن شميل: نكست فلانا في ذلك الأمر، أي رددته فيه بعد ما خرج منه. وإنه لنكس من الأنكاس: للرذل، وهو مجاز. ونكس الرجل، كعنى، عن نظرائه: قصر. ونكس السهم في الكنانه: قلب. ومما يستدرك عليه: أنكس: نوع من السمك عظيم جدا.

ن م س

صفحة : 4174

الناموس: صاحب السر، أي سر الملك، وعمه ابن سيده، وقال أبو عبيد: هو الرجل المطلع على باطن أمرك، المخصوص بما تستره من غيره. أو هو صاحب سر الخير، كما أن الجاسوس صاحب سر الشر. وأهل الكتاب يسمون جبريل صلى الله عليه وسلم: الناموس الأكبر، هو المراد في حديث المبعث، في قول ورقة، لأن الله تعالى خصه بالوحي والغيب الذي لا يطلع عليهما غيره. والناموس: الحاذق الفطن. والناموس: من يلطف مدخله، في الأمور بلطف إحتيال، قاله، الأصمعي. والناموس: قترة الصائد الذي يكمن فيها للصيد، قال أوس بن حجر:

فلاقى عليها من صباح مدمرا      لناموسه من الصفيح سقائف قال ابن سيده: وقد يهمز، قال: ولا أدري ما وجه ذلك. وقد نامس الصائد، إذا دخلها، وهو منامس. والناموس: الشرك، لأنه يوارى تحت الأرض، قال الراجز يصف ركاب الإبل:


يخرجن من ملتبس ملبس
تنميس ناموس القطا المنمس

أي يخرجن من بلد مشتبه الأعلام، يشتبه على من يسلكه، كما يشتبه على القطا أمر الشرك الذي ينصب له. والناموس: النمام، كالنماس، كشداد، وقد نمس، إذا نم. والناموس: ما تنمس به وعبارة الصحاح: ما ينمس به الرجل من الإحتيال. والناموس: عريسة الأسد، شبه بمكمن الصائد، وقد جاء في حديث سعد: أسد في ناموسه، كالناموسة. والنمس، بالكسر: دويبة عريضة كأنها قطعة قديد، تكون بمصر ونواحيها، وهي من أخبث السباع، قال ابن قتيبة: تقتل الثعبان، يتخذها الناظر إذا إشتد خوفه من الثعابين، لأنها تتعرض لها، تتضاءل وتستدق حتى كأنها قطعة حبل، فإذا انطوى عليها زفرت وأخذت بنفسها، فإنتفخ جوفها فيتقطع الثعبان. والجمع: أنماس، ويقال: في الناس أنماس وقال ابن قتيبة: النمس: ابن عرس وقال المفضل بن سلمة: هو الظربان، والذي يظهر من مجموع هذه الأقوال أن النمس أنواع، وهكذا ذكره الإمام الرافعي أيضا في الحج، فبهذا يجمع بين الأقوال المتباينة. والنمس بالتحريك: فساد السمن والغالية، وكل طيب أو دهن إذا تغير وفسد فسادا لزجا، وقد نمس، كفرح، فهو نمس، قال بعض الأغفال:

وبزييت نمس مرير والأنمس: الأكدر، يقال للقطا: نمس، بالضم، للونها، وقد روى أبو سعيد قول حميد بن ثور:

كنعائم الصحراء في داوية     يمحصنها كنواهق النمس بضم النون، وفسرها بالقطا، نقله الصاغاني. والتنميس: التلبيس، وقد نمس عليه الأمر، إذا لبسه، قيل: ومنه إشتقاق النمس، للدابة. ونامسه منامسة ونماسا: ساره، يقال: ما أشوقني إلى مناسمتك ومنامستك، وأنشد الجوهري للكميت:

فأبلغ يزيدا إن عرضت ومنذرا     وعميهما والمستسر المنامسـا هكذا وقع وعميهما على التثنية، والصواب: وعمهما، على التوحيد. ويزيد: هو ابن ظالم بن عبد الله. ومنذر: هو ابن أسد بن عبد الله، وعمهما: هو إسماعيل بن عبد الله. والمستسر: هو خالد بن عبد الله. قاله الجوهري. وقيل: النامس: هو الداخل في الناموس. وقال ابن الأعرابي: أنمس بينهم إنماسا: أرش وآكل، وأنشد:

صفحة : 4175

وما كنت ذا نيرب فيهم      ولا منمسا بينهم أنمـل
أؤرش بينـهـم دائبـا      أدب وذو النملة المدغل
ولكنني رائب صدعهـم      رفوء لما بينهم مسمل

وإنمس الرجل، كإفتعل، أي إستتر، قال الجوهري: وهو إنفعل، وإنما وزنه المصنف بإفتعل ليرينا تشديد النون، لا أنه من باب الإفتعال، فتأمل. وقال غيره: إنمس الرجل في الشيء، إذا دخل فيه، وإنمس إنماسا: إنغل في سترة، وقال ابن القطاع: يقال: إندمج الرجل وأدمج وأدرمج أنمس وإنكرس وإنزبق وإنزقب، إذا دخل في الشيء وإستتر. ومما يستدرك عليه: نمس الشعر تنميسا: أصابه دهن فتوسخ. ونمس الأقط فهو منمس: أنتن، قال الطرماح:

منمس ثيران الكريص الضوائن والكريص: الأقط. وثيران: جمع ثور، وهي القطعة منه. والنمس، محركة: ريح اللبن والدسم، كالنسم. والناموس: المكر والخداع. يقال: فلان صاحب ناموس ونواميس ومنه نواميس الحكماء. والنامس والناموس: دويبة غبراء كهيئة الذرة تلكع الناس، قال الجاحظ: تتولد في الماء الراكد. والناموس: بيت الراهب. والناموس: وعاء العلم. والناموس: السر، مثل به سيبويه وفسره السيرافي. ونمسته: ساررته. ونمست السر أنمسه نمسا: كتمته. والناموس: الكذاب. ونمس بينهم نمسا: أرش، عن ابن الأعرابي. والنامس: لقب جماعة. والنموسي، بالضم: لقب علي بن الحسين بن الحسن، أحد الأولياء المشهورين ببولاق، لأنه كان إذا مشى تبعته الأنماس، وأتباعه يعرفون بذلك، نفعنا الله به.

ن و س
النوس، بالفتح، والنوسان، بالتحريك: التذبذب، وقد ناس الشيء ينوس نوسا ونوسانا: تحرك وتذبذب متدليا. وذو نواس، بالضم: زرعة بن حسان، وهو ذو معاهر تبع الحميري من إذواء اليمن وملوكها، سمي بذلك لذؤابة كانت تنوس، ونص الصحاح: لذؤابتين كانتا تنوسان على ظهره، وفي غيره: على عاتقيه. وأبو نواس الحسن بن هانئ الشاعر، م،معروف. والنواسي، بالضم: عنب أبيض عظيم العناقيد مدحرج الحب كثير الماء حلو جيد الزبيب ينبت بالسراة، وقد ينبت بغيرها. قاله أبو حنيفة رحمه الله، وقال الأزهري: ولا أدري إلى أي شيء نسب، إلا أن يكون من النسب إلى نفسه، كدوار ودواري، وإن لم يسمع النواس هنا. والنوس، ككتان: المضطرب المسترخي من الرجال. والنواس بن سمعان بن خالد العامري الكلابي الشامي الصحابي رضي الله تعالى عنه، روى عنه غير واحد. وفي الصحاح: الناس قد يكون من الإنس ومن الجن، جمع إنس، أصله أناس، وهو جمع عزيز أدخل عليه أل، قال شيخنا: وكون أصله أناس ينافيه جعله من نوس، فتأمل. قال الجوهري: ولم يجعلوا الألف، واللام عوضا عن الهمزة المحذوفة، لأنه لو كان كذلك لأجتمع مع المعوض منه في قول الشاعر:

إن المـنـايا يطـلـع    ن على الأناس الآمنينا وآخره:
فيدعنهم شتى وقـد       كانوا جميعا وافرينا

صفحة : 4176

والناس: اسم قيس عيلان يروى بالوصل والقطع، كما في حاشية الصحاح، ووجد بخط أبي زكريا: هو إلناس بن مضر بن نزار، وأخوه إلياس بن مضر، بالياء، هكذا بكسر الهمزة وسكون اللام وفتح النون، وهو خطأ، والصواب: الناس، كما للمصنف وغيره، وتقدم البحث فيه في ق ي س، وفي أ ن س. والناس: ما يتعلق ويتدلى من السقف من الدخان وغيره، وفي التهذيب والأساس: هو النواس، كغراب، ونقله في العباب عن ابن عباد. وناس الإبل ينوسها نوسا: ساقها، كنسها نسا. وأناسه: حركه ودلاه، ومنه حديث أم زرع: وأناس من حلى أذني، أرادت أنه حلى أذنيها قرطة وشنوفا تنوس بأذنيها. ونوس بالمكان تنويسا: أقام، نقله الصاغاني. والمنوس من التمر، كمحدث: ما إسود طرفه، نقله الصاغاني. ومم يستدرك عليه: تنوس الغصن وتنوع، إذا هبت به الريح فهزته فكثر نوسانه. والخيوط نائسة على كعبيه، أي متدلية متحركة. والنوسات، محركة: الذوائب، لأنها تتحرك كثيرا. وناس لعابه: سال واضطرب. ونواس العنكبوت: نسجه، لاضطرابه. والناووس: مقابر النصارى، إن كان عربيا فهو فاعول منه، والجمع نواويس. وناووس الظبية: موضع قرب همذان. والناووسة: من قرى هيت، لها ذكر في الفتوح مع ألوس، نقله ياقوت. وخضير بن نواس، ككتان عن أبي سحيلة ذكره ابن نقطة، وقال: يتأمل. وابن أبي الناس: شاعر مجيد، عسقلاني، ذكره الأمير ولم يسمه. ونويس، كزيير: من قرى مصر، بالغربية. ونوسة، بالتحريك: قريتان بمصر من المرتاحية، إحداهما: نوسة البحر، والثانية: نوسة الغيط، وقد يجمعان بما معهما من الكفور، فيقال: النوسات، وقد دخلت الأولى، وهي بالقرب من المنصورة، والنسبة إليها: النوساني. وناس: قرية كبيرة من نواحي خراسان.

ن ه س
نهس اللحم، كمنع وسمع الأخيرة عن الفراء في نوادره: أخذه بمقدم أسنانه ونتفه، وقيل: قبض عليه ونتره. وإقتصر الجوهري على الأخذ بمقدم الأسنان، والشين المعجمة: الأخذ بجميعها، كما سيأتي. وفي الحديث: أخذ عظما فنهس ما عليه من اللحم، أي أخذه بفيه، قاله ابن الأثير، وقال غيره: نهس اللحم نهسا ونهسا: إنتزعه بالثنايا للأكل. والمنهوس: القليل اللحم من الرجال الخفيف. وفي صفته صلى الله عليه وسلم: كان منهوس الكعبين، ويروى: منهوس القدمين: أي معرقهما، أي لحمهما قليل، ويروى بالشين المعجمة أيضا. والمنهس، كمقعد: المكان ينهس منه الشيء، أي يؤخذ بالفم ويؤكل، والجمع: مناهس، يقال: أرض كثيرة المناهس. نقله ابن عباد. والنهاس، ككتان: الأسد، كالنهوس، كصبور. والمنهس، كمنبر. قال ابن خالويه: الأسد الذي إذا قدر على الشيء نهسه، أي عضه، وقال رؤبة:

ألا تخاف الأسد النهوسا

صفحة : 4177

والنهاس بن فهم، هكذا بالفاء في سائر النسخ، وصوابه بالقاف كما ضبطه الصاغاني والحافظ: محدث بصري، روى عن قتادة، وعنه يزيد بن زريع. قلت: وحفيده أبو رجاء قهم بن هلال بن النهاس، روى عنه عبد الملك بن شعيب، مات في حدود العشرين والمائتين، وسيأتي في ق ه م. والنهس، كصرد، قال أبو حاتم: طائر، وفي الصحاح: والنهس، بالفتح: ضرب من الطير، وفي التهذيب: ضرب من الصرد يصطاد العصافير، ويأوي إلى المقابر، ويديم تحريك رأسه وذنبه، ج نهسان، بالكسر. وفي حديث زيد بن ثابت: رأى شرحبيل وقد صاد نهسا بالأسواف فأخذه زيد منه فأرسله. قال أبو عبيد: النهس: طائر، والأسواف: موضع بالمدينة، وإنما فعل ذلك زيد لأنه كره صيد المدينة، لأنها حرم سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم. ونهيس، كزبير: جد نعيم بن راشد المحدث، هكذا ضبطه الحافظ. ومما يستدرك عليه: نهس اللحم: تعرقه بمقدم أسنانه، ذكره الجوهري واللحياني. ونهسته الحية: نهشته، ذكره الجوهري والصاغاني والزمخشري وأنشد الجوهري قول الراجز:

وذات قرنين طحون الضرس
تنهس لو تمكنت من نهس
تدير عينا كشهاب القبس

وناقة نهوس: عضوض، ومنه قول الأعرابي في وصف الناقة: إنها لعسوس ضروس نهوس. ورجل نهيس، كأمير، كمنهوس. ووظيف نهس: خفيف اللحم، قال الأفوه الأودي يصف فرسا:

يغشى الجلاميد بأمثالـهـا      مركبات في وظيف نهيس والنهاس: الذئب. وأرض كثيرة المناهس والمعالق، أي المآكل والمراتع تعلق بالجثة نقله الزمخشري. وناهس بن خلف: بطن من خثعم. والنهاس: لقب عبدل العجلي كان شريفا في قومه، ذكره المصنف في ع ب د ل. ومما يستدرك عليه:

ن ه ر س
نهارس، كمساجد: جمع نهرس، بالكسر: علم أضيفت إليها شبرا: قرية بمصر، والله أعلم.

ن ه م س
أمر منهمس، أهمله الجوهري والجماعة، وقال شبابة: أي مستور، كذا رواه عنه أبو تراب، وهو من نهمس الأمر، إذا ستره، فالنون أصلية، كذا نقله الصاغاني. وقال شيخنا: الظاهر أن نونه زائدة، كالميم، من الهمس، فهو كمنطلق، فموضعه الهاء. قلت: وهو حدس في كلام العرب من غير دليل، ثم قال: وقول بعض: إلا أن يكون بوزان اسم المفعول، كمدحرج، والفرق بينهما ظاهر، لأن نونه حينئذ تكون أصلية، فتأمل.

ن ي س

صفحة : 4178

نيسان، بالفتح: سابع الأشهر الرومية، ومن خواص ماء مطره أنه إذا عجن منه العجين إختمر من غير علاج، كما صرح به أهل الإختيارات. والمهلا بن سعيد بن علي النيسائي الخزرجي، إلى نيساء، بالفتح: موضع باليمن. وحفيده عبد الله بن عبد الله بن المهلا، ولد في بلد الوعليه، من الشرف الأعلى سنة 950، روى عن الفقيه المحدث عبد الرحمن بن الحسين بن أبي بكر بن إبراهيم بن داوؤد النزيلي الشامي في الغربي من جبل تيس، وحدث في الأهجر من بلاد كوكبان، توفي في الشجعة سنة 1063. وولده العلامة عبد الحفيظ، سمع الأساس على مؤلفه الإمام القاسم، بحصن شهارة، وأجازه به وبمروياته، وأخذ الكتب الستة عن الإمام المحدث محمد بن الصديق الخاصي الحنفي سنة1049، وسمع البخاري على الإمام المحدث علي بن أحمد الحشبري، وأحمد بن عبد الرحمن بن مطير الحكمي، وعبد الوهاب بن الصديق الخاصي الزبيدي، والعلامة الحافظ محمد بن عمر حشبر، وأجازه عامة شيوخه، توفي بالأشعاف، من أعمال الشجعة سنة 1077، وأخوه البدر محمد، من المعتنين في العلم، وبالجملة فهم بيت سؤدد في اليمن، أكثر الله تعالى منهم، آمين.