الباب الثاني عشر: باب السين المهملة - الفصل الثالث والعشرون: فصل الواو مع السين

فصل الواو مع السين

و - ج - س.
الوجس، كالوعد: الفزع يقع في القلب، أو في السمع من صوت، أو غيره، قاله الليث، كالوجسان، محركة. وقال أبو عبيد: الوجس: الصوت الخفي، ومنه الحديث: دخلت الجنة فسمعت في جانبها. وجسا، فقيل: هذا بلال. ومنه أيضا ما جاء في الحديث أنه نهى عن الوجس، هو: أن يكون مع جاريته أو امرأته والأخرى تسمع حسه. الأولى حسهما وقد سئل عنه الحسن فقال: كانوا يكرهون الوجس. والأوجس، كأحمد: الدهر، وقد تضم الجيم، عن يعقوب، نقله الجوهري، والفتح أفصح، ومنه قولهم الآتي: لا أفعله سجيس الأوجس، وقد روي بالوجهين. والأوجس: القليل من الطعام والشراب، يقولون: ما ذقت عنده أوجس، أي: طعاما، عن الأموي، وما في سقائه أوجس، أي قطرة، هكذا ذكروه، ولم يذكروا الشراب، قالوا: ولا يستعمل إلا في النفي. والواجس: الهاجس، وهو الخاطر، كما سيأتي. وميجاس، كمحراب: علم، نقله الصاغاني. وقوله تعالى: فأوجس منهم خيفة وكذا قوله تعالى: فأوجس في نفسه خيفة. أي أحس وأضمر، وقال أبو إسحاق: معناه فأضمر منهم خوفا، وقال في موضع آخر: معنى أوجس: وقع في نفسه الخوف. وتوجس الرجل: تسمع إلى الوجس، هو الصوت الخفي، قال ذو الرمة، يصف صائدا:

إذا توجس ركزا من سنابـكـهـا     أو كان صاحب أرض أو به الموم

صفحة : 4179

وقيل: إذا أحس به فسمعه، وهو خائف، ومنه قوله: فغدا صبيحة صوتها متوجسا. وتوجس الطعام والشراب، إذا تذوقه قليلا قليلا. وقولهم: لا أفعله سجيس الأوجس، يروى بفتح الجيم وضمها، أي أبدا، عن ابن السكيت، وحكى الفارسي: سجيس عجيس الأوجس، أي لا أفعله طول الدهر. قال الصاغاني: والتركيب يدل على إحساس بشيء وتسمع له. ومما شذ عن هذا التركيب: لا أفعله سجيس الأوجس، وما ذقت عندك أوجس. ومما يستدرك عليه: الوجس: إضمار الخوف. وأوجست الأذن، وتوجست: سمعت حسا. والوجاس في قول أبي ذؤيب:

حتى أتيح له يوما بمـحـدلة     ذو مرة بدوار الصيد وجاس قال ابن سيده: إنه عندي علي النسب؛ إذ لا نعرف له فعلا، وقال السكري: وجاس، أي يتوجس. وقال ابن القطاع: وجس الشيء وجسا، أي خفى. وقال الصاغاني: ما في سقائه أوجس، أي قطرة ماء. وميجاس، كمحراب: موضع بالأهواز، وكان به وقعة للخوارج، وأميرهم أبو بلال مرداس، قال عمران بن حطان:

والله ما تركوا من متبع لهـدى     ولا رضوا بالهويني يوم ميجاس

و - د - س.
ودس علي الشيء، كوعد، ودسا: خفي، نقله الجوهري، كودس توديسا، عن ابن فارس. ودس به: خبأه، ويقال: أين ودست به، أي أين خبأته. وما أدري أين ودس، أي أين ذهب. ودست الأرض ودسا: ظهر نبتها وكثر حتى تغطت به. وقيل: ودست، إذا لم يكثر نباتها، إنما ذلك في أول إنباتها، عن ابن دريد، كما في النهاية والصحاح، كودست توديسا، قاله والأصمعي. قال: وهي أرض مودسة: أول ما يظهر نباتها، والنبت وادس، وهو الذي غطى وجه الأرض، والأرض مودوسة. وقال ابن دريد: ودس إليه? بكلام: طرحه ولم يستكمله. والوديس، كأمير: النبات الجاف، هكذا بالجيم في سائر النسخ، ويصح بالحاء المهملة، ومعناه المغطى للأرض، ويدل لذلك حديث خزيمة، وذكر السنة، فقال: وأيبست الوديس. والتودس: رعى الوداس من النبات، ككتاب: وهو ما غطى وجه الأرض، عن الليث. وقالوا: التوديس: رعى الوداس من النبات. وظهر من مجموع كلامهم أن الودس، والوديس، والوداس، والوداس بمعنى واحد، وهو: ما أخرجت الأرض من النبات ولما تتشعب شعبه بعد، إلا أنه في ذلك كثير ملتف يغطي وجه الأرض. ومما يستدرك عليه: تودست الأرض، وأودست بمعنى: أنبتت ما غطى وجهها، قاله أبو عبيد. وأرض ودسة: متودسة، ليس على الفعل، ولكن على النسب. ودخان مودس. وودست الأرض ودسا، كفرح، لغة في ودست، نقله ابن القطاع. وأودست الماشية: رعت، وقال ابن زياد: أودست الأرض: وضعت الماشية رءوسها ترعى النبت. والوديس: الرقيق من العسل. والودس: العيب، يقال: إنما يأخذ السلطان من به ودس، أي عيب. وإني ودست به توديسا: لغة في ودس، عن ابن فارس، وكذا: ما أدري أين ودس، أي أين ذهب، بالتشديد أيضا.

ت - ن - ي - س.

صفحة : 4180

ورتنيس، كخندريس: د، بنواحي أفريقية، في نواحي الجنوب من بلاد البربر، على شعبة من النيل، بينها وبين كوكو من السودان عشر مراحل، ومنها أمة من صنهاجة، بعضهم مسلمون، وبعضهم كفار، وأكثرهم همج، نقله ياقوت، وذكره الصاغاني في التي تأتي بعدها، وقال: إنه حصن ببلاد الروم، وقيل: هو من حران. قلت: وقيل: من سميساط، كانت به وقعة لسيف الدولة بن حمدان، قال أبو فراس:

وأوطأ حصني ورتنيس خيوله     وقبلهما لم يقرع النجم حافر فهذا مستدرك على المصنف، رحمه الله تعالى. آمين.

و - ر - س.
الورس: نبات، كالسمسم، يصبغ به، فإذا جف عند إدراكه تفتقت خرائطه فينفض فينتفض منه، قاله أبو حنيفة، رحمه الله، ليس إلا باليمن، تتخذ منه الغمرة للوجه، كذا في الصحاح، وقال أبو حنيفة: الورس ليس ببري، يزرع سنة فيبقى، ونص أبي حنيفة، رحمه الله، فيجلس عشرين سنة، أي يقيم في الأرض ولا يتعطل، نافع للكلف طلاء، وللبهق شربا، ولبس الثوب المورس مقو على الباه، عن تجربة. وقيل: الورس شيء أصفر مثل اللطخ، يخرج على الرمث بين آخر الصيف وأول الشتاء، إذا أصاب الثوب لوثه، وقد يكون للعرعر والرمث وغيرهما من الأشجار، لا سيما بالحبشة، لكنه دون الأول في القوة والخاصية والتفريح. وأما العرعر فيوجد بين لحائه والصميم إذا جف، فإذا فرك انفرك، ولا خير فيه، ولكن يغش به الورس. وأما الرمث فإذا كان آخر الصيف وانتهى منتهاه اصفر صفرة شديدة حتى يصفر ما لابسه، ويغش به أيضا، قاله أبو حنيفة، رحمه الله. وورسه توريسا: صبغه به. وملحفة وريسة، هكذا في النسخ، ومثله في الصحاح، وفي بعض النسخ: ورسية، أي مورسة: صبغت بالورس، ومنه الحديث وعليه ملحفة ورسية. وورس: اسم عنز، وفي التكملة عنيز كانت غزيرة، م معروفة، وأنشد شمر: يا ورس ذات الجد والحفيل. وإسحاق ابن إبراهيم بن أبي الورس، الغزي: محدث، روى عن محمد بن أبي السري، وعنه الطبراني. والورسي: ضرب من الحمام، إلى حمرة وصفرة، أو ما كان أحمر إلى صفرة. وقال الليث: الورسي: من أجود أقداح النضار، ومنه حديث الحسين، رضي الله تعالى عنه، أنه استسقى فأخرج إليه قدح ورسي مفضض، وهو المعمول من خشب النضار الأصفر، فشبه به لصفرته. وقال ابن دريد: ورست الصخرة في الماء، كوجل: ركبها الطحلب حتى تخضار وتملاس، وأنشد لامرئ القيس:

ويخطو على صم صلاب كأنها    حجارة غيل وارسات بطحلب وأورس الرمث، وهو وارس، ومورس قليل جدا، وقد جاء في شعر ابن هرمة:

وكأنما خضبت بحمض مورس      آباطها من ذي قـرون أيايل

صفحة : 4181

كذا زعمه بعض الرواة الثقات، وهذا غير معروف، وإن كان القياس، ووهم الجوهري، ونصه: فهو وارس، ولا تقل مورس، وهو من النوادر، وفي بعض نسخه: ولا يقال مورس، فكأن الوهم إنكاره مورسا، والقياس يقتضيه، وأنه لا يقال مثل هذا في شيء، وهو مخالف للقياس: اصفر ورقه بعد الإدراك فصار عليه مثل الملاء الصفر. وكذا أورس المكان، فهو وارس وقال شمر: يقال: أحنط الرمث، فهو حانط ومحنط: ابيض، قال الدينوري: كأن المراد بوارس أنه ذو ورس، كتامر في ذي التمر. وقاله الأصمعي: أبقل الموضع، فهو باقل، وأورس الشجر فهو وارس، إذا أورق؛ ولم يعرف غيرهما، وروى ذلك عن الثقة. وقال أبو عبيدة: بلد عاشب لا يقولون إلا أعشب، فيقولون في النعت على فاعل، وفي الفعل على أفعل، هكذا تكلمت به العرب، كما في العباب. ومما يستدرك عليه. ورس النبت وروسا: اخضر، حكاه أبو حنيفة، رحمه الله تعالى، عن أبي عمرو، وأنشد: في وارس من النجيل قد ذفر. ذفر؛ أي كثر، قال ابن سيده: لم أسمعه إلا ها هنا، قال: ولا فسره غير أبي حنيفة، رحمه الله. وورس الشجر: أورق، لغة في أورس، نقله ابن القطاع. وثوب ورس، ككتف، ووارس، ومورس، ووريس: مصبوغ بالورس. وأصفر وارس، أي شديد الصفرة، بالغوا فيه، كما قالوا: أصفر فاقع. وجمل وارس الحمرة، أي شديدها، وهذه عن الصاغاني. ورمث وريس: ذو ورس، قال عبد الله بن سليم:

في مرتعات روحت صفرية     بنواضح يفطرن غير وريس

و - س - س.
الوس: العوض، نقله الصاغاني، وكأن الواو منقلبة عن الهمزة، وقد تقدم عن ابن الأعرابي أن الأسيس، كأمير، هو العوض، وكذلك الحديث رب أسنى لما أمضيت، أي عوضني، من الأوس وهو التعويض، فراجعه. والوسواس: اسم الشيطان، كذا في الصحاح، وبه فسر قوله تعالى: من شر الوسواس الخناس. وقيل: أراد ذا الوسواس، وهو الشيطان الذي يوسوس في صدور الناس. وقيل في التفسير: إن له رأسا كرأس الحية يجثم على القلب، فإذا ذكر العبد الله خنس، وإذا ترك ذكر الله رجع إلى القلب يوسوس. والوسواس: همس الصائد والكلاب، وهو الصوت الخفي، قال ذو الرمة:

فبـات يشـئزه ثـأد ويسـهـره    تذؤب الريح والوسواس والهضب يعني بالوسواس همس الصائد وكلامه الخفي، ومن ذلك سمي صوت الحلى والقصب وسواسا، وهو مجاز، قال الأعشى:

تسمع للحلي وسواسا إذا انصرفت     كما استعان بريح عشرق زجـل

صفحة : 4182

وفي الحديث: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة، هي حديث النفس والأفكار، وحديث الشيطان بما لا نفع فيه ولا خير، كالوسواس، قال الفراء: هو بالكسر مصدر، والاسم بالفتح، مثل الزلزال والزلزال. وقد وسوس الشيطان والنفس له وإليه، وفيه: حدثاه، وقوله تعالى فوسوس لهما الشيطان. يريد إليهما، قال الجوهري: ولكن العرب توصل بهذه الحروف كلها للفعل. ووسوس، كجعفر: واد بالقبلية، نقله الزمخشري. ومما يستدرك عليه. قال أبو تراب: سمعت خليفة يقول: الوسوسة: الكلام الخفي في اختلاط، ويروى بالشين، كما سيأتي. ووسوس به بالضم: اختلط كلامه ودهش. والموسوس: الذي تعتريه الوساوس، قال ابن الأعرابي: ولا يقال موسوس. ووسوس، إذا تكلم بكلام لم يبينه، قال رؤبة يصف الصياد:

وسوس يدعو مخلصا رب الفلق. ووسوسه: كلمه كلاما خفيا. ووسواس، بالفتح، موضع، أو جبل، نقله الصاغاني، رحمه الله تعالى.

و - ط - س.
الوطس، كالوعد،: الضرب الشديد بالخف، قال الأصمعي، وكذلك الوطث، والوهس، وقال أبو الغوث: هو بالخف وغيره. والوطس: الدق والكسر، يقال: وطست الركاب اليرمع، إذا كسرته، وقال عنترة:

خطارة غب السرى موارة     تطس الإكام بوقع خف ميثم ويروى: بذات خف، أي تكسر ما تطؤه، وأصل الوطس في وطأة الخيل، ثم استعمل في الإبل كما هنا. والوطيس: التنور، قاله الجوهري، وأنكره أبو سعيد الضرير، وقيل: هو تنور من حديد، وقيل: هو شيء يتخذ مثل التنور يختبز فيه. وقال الأصمعي: الوطيس: حجارة مدورة، فإذا حميت لم يمكن أحدا الوطء عليها. وقال زيد بن كثوة: الوطيس يحتفر في الأرض ويصغر رأسه ويخرق فيه خرق للدخان ثم يوقد فيه حتى يحمى، ثم يوضع فيه اللحم ويسد، ثم يؤتى من الغد واللحم عات لم يحترق، وروى عن الأخفش نحوه. ومن المجاز قول النبي صلى الله عليه وسلم في حنين الآن حمى الوطيس، وهي كلمة لم تسمع إلا منه، وهو من فصيح الكلام، ويروى أنه قاله حين رفعت له يوم مؤتة، فرأى معترك القوم. ونسبه أبو سعيد إلى علي كرم الله تعالى وجهه: أي اشتدت الحرب وجدت، وحمى الضراب، عبر به عن اشتباك الحرب، وقيامها على ساق، وقال الأصمعي: يضرب مثلا للأمر إذا اشتد. والوطيسة، بهاء: شدة الأمر، نقله الصاغاني. وأوطاس: واد بديار هوازن، قال بشر بن أبي خازم: قطعناهم فباليمامة فرقة وأخرى بأوطاس يهر كليبها والوطاس، ككتان: الراعي، يطس عليها ويعدو. ويقال: تواطسو على، أي تواطحوا، نقله الصاغاني عن ابن عباد. ومن المجاز: تواطس الموج، إذا تلاطم، نقله الزمخشري والصاغاني. ومما يستدرك عليه. الوطيس: المعركة؛ لأن الخيل تطسها بحوافرها. ووطست الأرض: هزمت فيها، ويقال: طس الشيء، أي أحم الحجارة، وضعها عليه. وقال ابن الأعرابي: الوطيس: البلاء الذي يطس الناس ويدقهم ويقتلهم، قال ابن سيده: وليس ذلك بقوي، وجمع الوطيس: أوطسة ووطس. ومحمد بن علي بن يوسف بن زبان الوطاسي، بالتشديد: وزير صاحب فاس بالمغرب.

و - ع - س.

صفحة : 4183

الوعس- كالوعد-: شجر تعمل منه البرابط والأعواد، التي يضرب بها، قال ابن مقبل:

رهاوية مـنـزع دفـهـا     ترجع في عود وعس مرن والوعس : الأثر، نقله الصاغاني، وفي بعض النسخ: الأشر، بالشين، وهو غلط. والوعس: شدة الوطء على الأرض، عن ابن عباد، والموعوس كالمدعوس. وقال ابن دريد: الوعس: الرمل السهل اللين يصعب فيه المشي، وقيل: هو الرمل تغيب فيه الأرجل. وفي العين: تسوخ فيه القوائم، كالوعسة، والأوعس، والوعساء. وأوعس الرجل: ركبه، أي الوعس من الرمل. وقيل: الوعساء: رابية من رمل لينة تنبت أحرار البقول. وقيل: وعساء الرمل، وأوعسه: ما اندك منه وسهل. والوعساء: موضع م معروف بين الثعلبية والخزيمية، على جادة الحاج، وهي شقائق رمل متصلة، وقال ذو الرمة:

هيا ظبية الوعساء بين حلاحل      وبين النقا آ أنت أم أم سالـم ومكان أوعس: سهل لين وأمكنة أوعس ووعس، بالضم وأواعس، الأخيرة جمع الجمع. وقيل: الأوعس: أعظم من الوعساء قال: ألبسن دعصا بين ظهري أوعسا. وقيل: الأواعس: ما تنكب عن الغلظ، وهو اللين عن الرمل. والميعاس، كمحراب: ما سهل من الرمل، وتنكب عن الغلظ. وقيل: الميعاس: الأرض التي لم توطأ، قاله أبو عمرو. وقيل: هو الرمل اللين تغيب فيه الأرجل، كالوعس، قاله الليث. وقال ابن بزرج: الميعاس: الطريق، وأنشد:

واعسن ميعاسا وجمهورات     من الكثيب متعـرضـات كأنه ضد، فإن من شأن الطريق أن يكون موطوءا. وذات المواعيس: ع قال جرير:

حي الهدملة من ذات المواعيس      فالحنو أصبح قفرا غير مأنوس والمواعسة: ضرب من سير الإبل في مد أعناق وسعة خطا في سرعة. وقيل: المواعسة: مواطأة الوعس، وهو شدة وطئها على الأرض. والمواعسة: المباراة في السير، وهو المواضخة، أو لا تكون المواعسة إلا ليلا. ومما يستدرك عليه: الموعس كالوعس، وأنشد ابن الأعرابي:

لا ترتعي الموعس من عدا بها      ولا تبالي الجدب من جنابهـا ووعسة الحومان: موضع، أنشد ابن الأعرابي: ألقت طلا بوعسة الحومان. ووعسه الدهر: حنكه وأحكمه. والإيعاس، في سير الإبل، كالمواعسة، قال:

كم اجتبن من ليل إليك وأعستبنا البيد أعناق المهارى الشعاشع البيد منصوب على الظرف، أو على السعة. وأوعسن بالأعناق، إذا مددنها في سعة الخطو. وأوعسنا: أدلجنا. والأوعاس: الأراضي ذات الرمل.

و - ق - س.
وقسه، كوعده، وقسا، أي قرفه، وإن بالبعير لوقسا، إذا قارفه شيء من الجرب، وهو بعير موقوس، وأنشد الأصمعي للعجاج:

وحاصن من حاصنات ملـس    من الأذى ومن قراف الوقس هذه عبارة الصحاح. وقال الليث: الوقس: الفاحشة والذكر لها، وعبارة العين: وذكرها. والوقس: الجرب، ومن أمثالهم:

الوقس يعدي فتعد الوقسـا      من يدن للوقس يلاق العسا

صفحة : 4184

يضرب لتجنب من تكره صحبته. وقال ابن دريد: الوقس: انتشار الجرب في البدن وقيل: هو أوله قبل استحكامه. ويقال: أتانا أوقاس من بني فلان، أي جماعة وفرقة، نقله الصاغاني عن ابن عباد، أو سقاط وعبيد، عن كراع، أو قليلون متفرقون، وهم الأخلاط، لا واحد لها، وقال كراع: واحدها الوقس والتوقيس: الإجراب، وقد وقسه، ومنه قولهم: إبل موقسة، أي جرب، قال الأزهري: سمعت أعرابية من بني نمير كانت استرعيت إبلا جربا، فلما أراحتها سألت صاحب النعم، فقالت: أين آوى هذه الموقسة?. وواقيس: ع، بنجد، عن ابن دريد. ومما يستدرك عليه: الأوقاس من الناس: المتهمون المشبهون بالجربى، تقول العرب: لا مساس لا مساس، ولا خير في الأوقاس. وصار القوم أوقاسا: أي أخلاطا، وقال الصاغاني: أي شلالا. وقال ابن القطاع: وقست الإنسان بالمكروه، إذا قذفته به.

و - ك - س.
الوكس- كالوعد-: النقصان، ومنه حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه لها مهر مثلها لا وكس ولا شطط، أي لا نقصان ولا زيادة. والوكس أيضا: التنقيص، يقال: وكست فلانا، أي نقصته، وقال ابن القطاع: أي غبنته، لازم متعد. وقال ابن دريد: الوكس: دخول القمر في نجم يكره وأنشد:

هيجها قبل ليالي الوكس. وقال الزمخشري: في نجم منحوس، وقال غيره: هو دخوله فيه غدوة. وقال أبو عمرو: الوكس: منزل القمر الذي يكسف فيه. والوكس أيضا: أن يقع في أم الرأس دم أو عظم، عن ابن عباد. والوكس: اتضاع الثمن في المبيع، يقال: وكس الرجل في تجارته، وأوكس، مجهولين، نحو وضع وأوضع، أي خسر، كوكس، كوعد، وكسا، وإيكاسا، قال:

بثمن من ذاك غـير وكـس      دون الغلاء وفويق الرخص أي غير ذي وكس. وأوكس البيعتين: أنقصهما. وأوكس ماله: ذهب، عن ابن عباد، لازم، ويقال: أوكس، مجهولا، إذا ذهب ماله. والتوكيس: التوبيخ، عن أبي عمرو. والتوكيس: النقص، قال رؤبة:

وشانئ أرأمته التوكيسـا     صلمته أو أجدع الفنطيسا أرأمته: ألزمته. ورجل أوكس: خسيس، نقله ابن عباد. وقال الزمخشري: رجل أوكس: قليل الحظ. ويقال: برأت الشجة على وكس، أي فيها بقية من المدة، ويقال للطبيب: انظر إن كان فيها وكس فأخرجه، كذا في الأساس.

و - ل - س.

صفحة : 4185

الولوس، كصبور: الناقة تلس في سيرها، أي تعنق، ولسا، بالفتح، وولسانا، بالتحريك. وقيل الولسان: سير فوق العنق. وقيل: الولوس: السريعة من الإبل. والولس: الخيانة، والخديعة، ومنه قولهم: مالي في هذا الأمر ولس ولا دلس. والولاس، ككتان: الذئب، من الولس بمعنى السرعة، أو بمعنى الخديعة،- أو لأنه يلس في الدماء، أي يلغ فيها. وولس الحديث، وأولس به، ووالس به، إذا عرض به ولم يصرح، نقله الصاغاني. والموالسة: الخداع، قاله ابن شميل: يقال: فلان لا يدالس ولا يوالس. والموالسة: شبه المداهنة في الأمر. ويقال: توالسوا عليه، وترافدوا أي تناصروا عليه، في خب وخديعة. ومما يستدرك عليه: الموالسة: سير فوق العنق، يقال: الإبل يوالس بعضها بعضا في السير. كذا في التهذيب. والولس: السرعة. والولس: الولغ. ووالس: قرية من أعمال أصبهان، منها أبو العباس محمد بن القاسم بن محمد الثعالبي الوالسي.

و - م - س.
الومس،- كالوعد-: احتكاك الشيء بالشيء حتى ينجرد، قاله ابن دريد، وأنشد:

يكاد المراح الغرب يمسى غروضها وقد جرد الأكتاف ومس الحوارك يمسي، أي يسيل، قال الصاغاني: وهو لذي الرمة، وقد أنشد عجز البيت، والرواية مور الموارك، وهكذا قاله الأزهري، وزاد: ولم أسمع الومس لغيره. وفي الصحاح: المومسة: الفاجرة، أي الزانية التي تلين لمريدها، كالمومس، سميت بها كما تسمى خريعا، من التخرع، وهو اللين والضعف، والجمع المومسات، ومنه حديث جريج حتى ينظر في وجوه المومسات أي الفواجر مجاهرة، ويجمع أيضا على ميامس، والمواميس، بإشباع الكسرة لتصير ياء، كمطفل ومطافل ومطافيل، وفي حديث أبي وائل أكثر أتباع الدجال أولاد الميامس وفي رواية أولاد الموامس قال ابن الأثير: وقد اختلف في أصل هذه اللفظة، فبعضهم يجعله من الهمزة، وبعضهم يجعله من الواو، وكل منهما تكلف له اشتقاقا فيه بعد، وذكرها هو في حرف الميم؛ لظاهر لفظها، ولاختلافهم في لفظها. قلت: وذكره ابن سيده في م ي س، وقال وإنما اخترت وضعه في ميس- بالياء- وخالفت ترتيب اللغويين في ذلك؛ لأنها صفة فاعل، قال: ولم أجد لها فعلا البتة يجوز أن يكون هذا الاسم عليه، إلا أن يكون من قولهم: أماست جلدها، كما قالوا فيها: خريع، من التخرع، وهو التثني، قال: فكان يجب على هذا مميس ومميسة، لكنهم قلبوا العين إلى الفاء، فكان أيمست، ثم صيغ اسم الفاعل على هذا، وقد يكون مفعلا من أومس العنب، إذا لان. انتهى. وأومست المرأة: أمكنت نفسها، من الومس، وهو الاحتكاك، هكذا نقله الزمخشري في الأساس. والمومس، كمعظم: الذي لم يرض من الإبل، نقله الصاغاني عن ابن عباد. ومما يستدرك عليه: أومس العنب، إذا لان للنضج، قيل: ومنه المومس، كما تقدم عن ابن سيده. قال ابن جنى: المومسات: الإماء اللاتي للخدمة.

و - ه - س.

صفحة : 4186

الوهس- كالوعد-: السير، وقيل: شدة السير. والوهس: الإسراع فيه. ويوصف به فيقال: سير وهس، كالتوهس، والتواهس، والمواهسة. والوهس: الشر، هكذا في النسخ بالشين المعجمة، وصوابه: السر، بكسر السين المهملة، كما في الصحاح. والوهس: التطاول على العشيرة. والوهس: الاختيال، هو بالخاء المعجمة على الصواب، ويوجد في سائر النسخ بإهمال الحاء، وبهذين الأخيرين فسر قول حميد بن ثور:

إن امرأين من العشيرة أولعا      بتنقص الأعراض والوهس والوهس: النميمة. والوهس: الدق، وهسه وهو موهوس ووهيس. والوهس: الكسر عامة، وقيل: هو كسرك الشيء وبينه وبين الأرض وقاية؛ لئلا تباشر به الأرض. والوهس: الوطء، وهسه وهسا: وطئه وطأ شديدا. والوهاس، ككتان: الأسد، قال رؤبة:

كأنه ليث عرين دربـاس     بالعثرين ضيغمى وهاس ووهاس: علم، منهم بنو وهاس: بطن من العلويين بالحجاز واليمن. وقال ابن السكيت: الوهيسة: أن يطبخ الجراد ويجفف ويدق ويقمح أو يبكل، أي يخلط بدسم، هذا نص الجوهري. ومر يتوهس الأرض في مشيته، أي يغمزها غمزا شديدا، وكذلك يتوهز، قاله شمر. وتوهست الإبل: جعلت تمشي أحسن مشية، وهو من ذلك. وفي الصحاح: التوهس: مشي المثقل في الأرض، عن أبي عبيد، كالتوهز. ومما يستدرك عليه: الوهس: شدة الغمز. ورجل وهس: موطوء ذليل. وتواهس القوم: ساروا سيرا وهسا. والوهس: شدة الأكل وشدة البضاع، وقد وهس وهسا ووهيسا: اشتد أكله وبضعه. والوهسة من الطرق: المملوكة الموطوءة. والمواهسة: المسارة.

و - ي - س.
ويس: كلمة تستعمل في موضع رأفة واستملاح للصبي، تقول له: ويسه، ما أملحه. وقيل: الويس والويح، بمنزلة الويل، وويس له، أي ويل، وقيل: ويس تصغير وتحقير، استغنوا عن استعمال الفعل من الويس؛ لأن القياس نفاه، ومنع منه، نقله ابن جنى. وقال أبو حاتم في كتابه: أما ويسك فإنه لا يقال إلا للصبيان، وأما ويلك فكلام فيه غلظ وشتم، وأما ويح فكلام لين حسن. وذكر البحث فيه في و ي ح، فراجعه. وقال ابن السكيت، في الألفاظ إن صح له يقال: ويس له: فقر له. والويس: الفقر، يقال: أسه أوسا: أي سد فقره. والويس: ما يريده الإنسان، وأنشد ابن الأعرابي:

عصت سجاح شبثا وقيسا     ولقيت من النكاح ويسا قال الأزهري: معناه أنها لقيت منه ما شاءت، ضد. أقول: لا يظهر وجه الضدية، وكأن في العبارة سقطا، وذلك لأن الأزهري روى، قد لقى فلان ويسا، أي لقى ما يريد. وقال مرة: لقي فلان ويسا: أي ما لا يريد، وفسر به ما أنشده ابن الأعرابي أيضا، فعلى هذا تصح الضدية، فتأمل. وقال أبو تراب: سمعت أبا السميدع يقول- في ويس وويح وويل-: إنها بمعنى واحد.