الباب الثالث عشر: باب الشين المعجمة - الفصل الأول: فصل الهمزة مع الشين

فصل الهمزة مع الشين

أ ب ش

صفحة : 4203

الأبش، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو مثل الهبش، بمعنى الجمع، يقال: أبشته وهبشته، إذا جمعته، كالتأبيش، شدد للكثرة، قاله الصاغاني. والأباشة، كثمامة: الجماعة من الناس، كالهباشة والأشاشة، يقال: ما عنده إلا أباشة، أي أخلاط، نقله الزمخشري عن ابن عباد. وأبشت كلاما تأبيشا: أخذته أخلاطا، كهبشت. والآبش: الذي يزين فناء الرجل وباب داره بطعامه وشرابه، نقله الصاغاني. قلت: وهو الأحبش، كما سيأتي. ومما يستدرك عليه: رجل أباش، كشداد: مكتسب. وقد أبش لأهله يأبش أبشا: كسب. ويقال: تأبش القوم، وتهبشوا، إذا تجيشوا وتجمعوا، كذا في اللسان والتكملة. وأبشاي- بالفتح-: من قرى الصعيد الأدنى. وأبشيش: من قرى مصر من ناحية السمنودية.

أ - ت - ش.
أتش، محركة، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وهو، جد محمد وعلي ابني الحسن بن أتش الصغاني، هكذا في النسخ، ومثله في العباب، وصوابه الصنعاني بالنون والعين المهملة، الأنباري، هكذا في النسخ، ومثله في العباب وصوابه الأبناوي، من المحدثين، فمحمد من أقران عبد الرزاق، ووقع في رواية القابسي، في محمد بن أنس، الذي علق له البخاري عن الأعمش، أنه بالتاء المثناة والشين المعجمة، وليس بشيء، والصواب أنه بالنون والسين المهملة، حققه الحافظ. وفي نوادر الأعراب: يقال للحارض من القوم الضعيف: أتيشة، كجهينة، هكذا نقله الصاغاني، رحمه الله، وسيأتي له أيضا في و ت ش أنه يقال له وتشة أيضا.

أ - ر - ش.
الأرش: الدية، أي دية الجراحات، سمي أرشا؛ لأنه من أسباب النزاع، وقيل: إن أصله الهرش، نقله ابن فارس، ومنه قول ابن الأعرابي: يقول انتظرني حتى تعقل، فليس لك عندنا أرش إلا الأسنة، أي لا نقتل إنسانا فنديه أبدا. وقال أبو منصور: أصل الأرش الخدش، ثم يقال لما يؤخذ دية لها: أرش، وأهل الحجاز يسمونه النذر، وقد أرشته أرشا: خدشته، قال رؤبة:

فقل لذاك المزعج المحنوش      أصبح فما من بشر مأروش

صفحة : 4204

المحنوش: الملدوغ، أي فقل لذاك الذي أزعجه الحسد، وبه مثل ما باللديغ. وقوله: أصبح، أي ارفق بنفسك فإن عرضي صحيح لا عيب فيه، ولا خدش، والمأروش: المخدوش. والأرش: طلب الأرش، وقد أرش الرجل، كعنى: طلب بأرش الجراحة. قاله الصاغاني. وعن أبي نهشل: الأرش: الرشوة، رواه عنه شمر، ولم يعرفه في أرش الجراحات. وقد تكرر ذكر الأرش المشروع في الحكومات، وهو ما نقص العيب من الثوب، سمي لأنه سبب للأرش والخصومة والنزاع، يقال: بينهما أرش، أي اختلاف وخصومة. وقال القتيبي: الأرش: ما يدفع بين السلامة والعيب في السلعة، لأن المبتاع للثوب على أنه صحيح إذا وقف فيه على خرق أو عيب وقع بينه وبين البائع أرش، أي خصومة واختلاف، وهو من الأرش بمعنى الإغراء، تقول: أرشت بين الرجلين، إذا أغريت أحدهما بالآخر وأوقعت بينهما الشر، فسمى ما نقص العيب من الثوب أرشا؛ إذ كان سببا للأرش. والأرش: الإعطاء، وقد أرشه أرشا: أعطاه أرش الجراحة. وقال ابن عباد: الأرش: الخلق، بمنزلة الطمش، يقال: ما أدري أي الأرش هو، أي الخلق. ومنه المأروش: المخلوق. وآرش، كصاحب: جبل، نقله الصاغاني في العباب. وتأريش النار: تأريثها، وكذلك تأريش الحرب، نقله الجوهري. وقال ابن شميل: يقال: ائترش منه خماشتك يا فلان، أي خذ أرشها، وقد ائترش للخماشة، كاستسلم للقصاص. ومما يستدرك عليه: التأريش: التحريش والإفساد. وأرشوه أرشا: باعوا ألبان إبلهم بماء قليبه، نقله الصاغاني. وإراشه، بالكسر: أبو قبيلة من بلى، وهو إراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن قران بن عمرو بن بلى. وأريش، كزبير: بطن، وقال ابن حبيب: في لخم جدس بن أريش بن إراش، بالكسر، وإراش هو ابن لحيان بن الغوث، وقيل إراش: هو ابن عمرو بن الغوث، وهو والد أنمار، أبو بجيلة من خثعم. وإراشة: بطن من خثعم. وإراشة: أيضا: من العماليق مذكور في نسب فرعون صاحب مصر، ذكره السهيلي. قلت: وأبو الحرام بن العمرط بن غنم بن أريش، كأمير، هكذا ضبطه الحافظ: قال: وأبو محمد الإراشي، بالكسر: راجز حكى عنه أبو علي القالي في أماليه، بالضم في أزد، وفي قضاعة. ومما يستدرك عليه: أريش، كأمير، بلد، عن الخارزنجي.

أ - ش - ش.
الأش: الخبز اليابس، الهش عن ابن الأعرابي. وعن ابن دريد: الأش القيام والتحرك للشر. والأشاش، والأشاشة: الهشاش والهشاشة، وهو النشاط والارتياح، وقيل: هو الإقبال على الشيء بنشاط، ومنه قولهم: كيف يؤاتيه ولا يؤشه. وفي الحديث أن علقمة بن قيس كان إذا رأى من أصحابه بعض الأشاش وعظهم، أي إقبالا بنشاط. وقد أش على غنمه، يأش، كيهش، قال ابن دريد: أحسبهم قالوا: أش على غنمه يؤش أشا مثل هش هشا قال: ولا أقف على حقيقته. وقال ابن عباد: قولهم: ألحق الحش بالإش، أي الشيء بالشيء، لغة في السين المهملة، وقد ذكر في موضعه. ومما يستدرك عليه: الأش: الطلاقة مثل الهش. وقال شمر، عن بعض الكلابيين: أشت الشحمة ونشت، قال: أشت، إذا أخذت تحلب، ونشت إذا قطرت. وإش، بالكسر وتشديد الشين: من قرى أرض أرزن.

أ - ق - ش

صفحة : 4205

أقيش، كزبير، أهمله الجوهري هنا، وأورده في وق ش ، وقال ثعلب: بنو أقيش: قوم من العرب. وقال الصاغاني: بنو زهير بن أقيش: أبو حي من عكل، كتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا، وفي منتهى الطلب في أنساب العرب: هم بنو أقيش بن عبيد بن وائل بن كعب بن الحارث بن عوف، كما نقله شيخنا. قلت: والصواب أنهم بنو أقيش ابن عبد بن كعب بن عوف بن الحارث، ومنهم النمر بن تولب بن أقيش، كما ذكره ابن الكلبي. والحارث بن أقيش، أو وقيش العكلي: صحابي، حليف الأنصار، روى عنه عبد الله بن قيس. وجمال بني أقيش غير عتاق، تنفر من كل شئ، منسوبة إلى حي من الجن، يقال لهم: بنو أقيش، وأنشد سيبويه:

كأنك من جمال بني أقيش    يقعقع بين رجليه بشـن قلت: وهو قول النابغة الذبياني يخاطب عيينة بن حصن الفزاري، في قطع حلف بني أسد، وزعم أن القطعة الذي منها هذا البيت مصنوعة. وقال السهيلي في الروض: وقد وقع ذكر بني أقيش في السيرة في حديث البيعة، وهم حلفاء الأنصار، من الجن، وسيأتي في و ق ش. وأقيش بن ذهل: من شعرائهم، ذكره اللحياني.

أ - ل - ش.
ومما يستدرك عليه: آلش، بالمد وكسر اللام: مدينة بالأندلس، بينها وبين بطليوس يوم واحد. نقله ياقوت.

أ - ن - ش.
ومما يستدرك عليه: أنوش، كصبور، ابن شيث بن آدم عليه السلام، وهو أبو قينان، وقد ذكره المصنف في ق ي ن، ومعناه الصادق، ويقال يانش، كصاحب وآدم، ويقال إنوش، بكسر الهمزة، بمعنى إنسان.

أ - و - ش.
أوش، بضمة غير مشبعة، أهمله الجوهري، وهو: اسم د، بفرغانة بتركستان، منها المحدثون: مسعود ابن منصور الفقيه، حدث عن أبي جعفر محمد بن علي السمعاني، ومات سنة 519، ذكره ابن السمعاني. ومحمد بن أحمد بن علي بن خالد الحنفي الفقيه ببلدة كج، حدث عن عمرو بن محمد الزرنجري، وعنه ابن الدبيثي، ومات سنة 613 وسراج الدين علي بن عثمان الشهيدي. والقدوة شرف الدين علي بن محمد بن علي الواعظ، نزيل خجند: الأوشيون، ذكرهم أبو علي الفرضي. ومما يستدرك عليه: وادي آش، بالمد: واد بالأندلس، من كورة ألبيرة، وبينها وبين غرناطة أربعون فرسخا. وقصر آش: موضع آخر بها. وإلى وادي آش ينسب العلامة أبو عبد الله محمد بن جابر الأندلسي الوادي آشي، من المحدثين.

أ - ي - ش.
ومما يستدرك عليه: إيش، بالكسر، وذكر السهيلي في الروض في حديث أبي جعفر العقيلي من الصحابة، رضي الله تعالى عنهم، من حديث خطر بن مالك الكاهن، فقلنا له: يا خطر، وممن هو? فقال: والحياة والعيش، إنه من قريش، يكون في جيش وأي جيش، من آل قحطان وآل أيش قال: آل أيش: يحتمل أن تكون قبيلة من المؤمنين ينسبون إلى أيش، وأحسبه أراد بآل أيش بني أقيش، وهم حلفاء الأنصار من الجن، فحذف من الاسم حرفا، وقد تفعل العرب هذا. انتهى. وفي الأنساب أدد بن إيشا، بالكسر.