الباب الثالث عشر: باب الشين المعجمة - الفصل الخامس: فصل الجيم مع الشين

فصل الجيم مع الشين

ج - أ - ش
الجأش: رواع القلب إذا اضطرب عند الفزع، كما في الصحاح، وهو قول الليث، قال: يقال: إنه لواهي الجأش، فإذا ثبت قيل: إنه لرابط الجأش. والجأش: نفس الإنسان، عن ابن دريد، قيل: ومنه، رابط الجأش، أي يربط نفسه عن الفرار؛ لشجاعته، وفي العين: لشناعته. وقيل: الجأش: قلب الإنسان، وقيل: رباطه، وقيل شدته عند الشيء يسمعه لا يدري ما هو، وقد لا يهمز. قال ابن السكيت: ربطت لذلك الأمر جأشا: لا غير.ج جؤوش. وجأش: ع، قال السليك بن السلكة:

أمعتقلي ريب المنون ولـم أرع      عصافير واد بين جأش ومأرب وجأش إليه، كمنع: أقبل، كذا في نوادر الأعراب. وجأشت نفسه: ارتفعت من حزن، أو فزع، قاله الأصمعي، وهو لغة في جاشت تجيش، كما سيأتي. والجؤشوش، بالضم: الصدر، كما في الصحاح، وزاد الزمخشري: كالجأش، أو حيزومه، عن ابن عباد. والجؤشوش أيضا: الرجل الغليظ، أيضا عن ابن عباد. والجؤشوش من الليل والناس: قطعة منهما، يقال: مضى من الليل جؤشوش، أي صدر، أو قطعة منه، قاله اللحياني، وقيل: جؤشوش الليل: ما بين أوله إلى ثلثه، وقيل: هو ساعة منه، وعلى الأول يكون من المجاز.

ج - ب - ش.
جبش، أهمله الجوهري، وقال ابن المفضل: جبش الشعر يجبشه: حلقة، ومنه الجبيش، كأمير: الركب المحلوق، كالجميش بالميم. ومحمد بن علي بن طرخان ابن عبد الله بن جباش، ككتان البيكندي، ثم البلخي: محدث، بل حافظ كما وصفه في ج ي ش، روى عنه ابنه الحافظ عبد الله بن محمد. ومما يستدرك عليه: جبشان، بالضم: قبيلة، هكذا ضبطه الحافظ.

ج - ح - ر - ش.

صفحة : 4218

فرس جحرش، كجعفر، أهمله الجوهري والصاغاني، وهو مقلوب جحشر، قال ابن دريد: أي غليظ مجتمع الخلق، الحادر العظيم الجسم، العظيم المفاصل، وكذلك الجحاشر، وقد ذكر في ترجمة جحشر.

ج - ح - ش.
الجحش، كالمنع: سحج الجلد وقشره من شيء يصيبه، يقال: أصابه شيء فجحش وجهه، وبه جحش، كما في الصحاح، وقيل: لا يكون الجحش في الوجه، ولا في البدن، كما سيأتي، أو كالخدش، عن الكسائي، أو دونه، عن الليث، أو فوقه، قاله الكسائي أيضا، وقد جحشه جحشا، إذا خدشه، وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم سقط من فرس فجحش شقه أي انخدش جلده، وقال الكسائي في جحش: هو أن يصيبه شيء فينسحج منه جلده، وهو كالخدش، أو أكبر من ذلك. والجحش: ولد الحمار الوحشي والأهلي، وقيل: إنما ذلك قبل أن يفطم، ج: جحاش وجحشان، بكسرهما، وهي بهاء، وقال الأصمعي: الجحش من أولاد الحمير، حين تضعه أمه إلى أن يفطم من الرضاع، فإذا استكمل الحول فهو تولب. وزاد في الجموع: جحشة. وربما سمي مهر الفرس جحشا: تشبيها بولد الحمار. والجحش: الجفاء والغلظ. والجحش: الجهاد، عن ابن الأعرابي، قال: وقد تحول الشين سينا وأنشد:

يوما ترانا في عراك الجحس       تنبو بأجلاد الأمور الربـس وقد تقدم. والجحش: الظبى، في لغة هذيل، عن ابن عباد. وجحش: صحابي جهني، مجهول، بل معدوم، روى ابنه عبد الله عنه، وحديث الصحيح مجيئه عن ابن عبد الله بن أنيس عن أبيه، كما في معجم ابن فهد. وزينب أم المؤمنين وأخواها عبد الله وعبد، وأختاها: حمنة وأم حبيبة، بنو جحش بن رئاب، الأسديون من بني غنم بن دودان بن أسد، أما عبد الله فكنيته أبو محمد، وأمه وأم أخته زينب أميمة عمة النبي صلى الله عليه وسلم، من السابقين، هاجر الهجرتين، وشهد بدرا، وأخوه عبد يكنى أبا أحمد، حليف بني أمية، رضي الله تعالى عنهم. وأما أخوهم عبيد الله بن جحش فقد كان أسلم ثم تنصر بأرض الحبشة، وفي كتاب المؤتلف والمختلف للدار قطنى: وكان اسم جحش بن رئاب برة، بالضم، فقالت زينب لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله لو غيرت اسمه؛ فإن البرة صغيرة، فقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: لو كان أبوك مسلما لسميته باسم من أسماء أهل البيت، ولكن قد سميته جحشا، والجحش أكبر من البرة. كذا في الروض للسهيلي. والجحش: ة، بالخابور، كذا في العباب، والذي ضبطه في التكملة وجوده أنها الجحشية. والجحشة صوف يجعل كحلقة، يجعله الراعي في ذراعه، ويغزله، عن ابن دريد وعبارة الصحاح: صوفة يلفها الراعي على يده يغزلها، وقال غيره حلقة من صوف أو وبر. والجحوش، كجرول: الصبي قبل أن يشتد، كما في الصحاح، وأنشد للمعترض السلمي:

قتلنا مخلدا وابني حـراق     وآخر جحوشا فوق الفطيم

صفحة : 4219

وقال غيره: الجحوش: الغلام السمين، وقيل: هو فوق الجفر، والجفر: فوق الفطيم وقال ابن فارس: وإنما زيد في بنائه لئلا يسمى بالجحش، وإلا فالمعنى واحد. والجحيش، كأمير: الشق والناحية، عن شمر، ويقال: نزل فلان الجحيش. ورجل جحيش المحل، إذا نزل ناحية عن الناس، ولم يختلط بهم، عن ابن دريد، وقال الأعشى يصف رجلا غيورا على امرأته:

إذا نزل الحي حل الجحـيش     حريد المحل غويا غـيورا
لها مالك كان يخشى القراف     إذا خالط الظن منه الضميرا

قال ابن بري: من رواه: الجحيش، بالرفع، رفعه بحل، ومن رواه منصوبا نصبه على الظرف، كأنه قال: ناحية منفردة، وقال أبو حنيفة: الجحيش: الفريد الذي لا يزاحمه في داره مزاحم، يقال: نزل فلان جحيشا، إذا نزل حريدا فريدا. والمجحوش: من أصيب جحيشه، أي شفه، ولا يكون الجحش في الوجه، ولا في البدن، أنشد شمر:

لجارتنا الجنب الجحيش ولا يرى      لجارتنـا مـنـا أخ وصـديق وجحاش، ككتاب: ابن ثعلبة، أبو حي من غطفان، وهو ابن ثعلبة بن ذبيان بن بغيض بن ريث ابن غطفان، قال الجوهري: وهم قوم الشماخ بن ضرار، قال الشاعر:

وجاءت ججاش قضها بقضيضها     وجمع عوال مـا أدق وألأمـا ويقال: هو جحيش وحده، كزبير، أي مستبد برأيه، مستأثر بكيسه لا يشاور الناس ولا يخالطهم، وكذلك عيير وحده. وهو مجاز، يشبهونه في ذلك بالجحش والعير، وهو ذم. وجاحشه جحاشا: دافعه، قال الليث: الجحاش: مدافعة الإنسان الشيء عن نفسه، وعن غيره، وقال غيره: هو الجحاش والجحاس، وقد جاحشه وجاحسه: دافعه وقاتله، ومنه حديث شهادة الأعضاء يوم القيامة بعدا لكن وسحقا، فعنكن كنت أجاحش أي أحامي وأدافع واجحنشش بطن الصبي: عظم، عن ابن عباد، والأولى أن يقول: وأجحنشش الصبي: عظم بطنه، وقيل: قارب الاحتلام، كما في التكملة، وقيل: إذا احتلم، وقيل: إذا شك فيه. ومما يستدرك عليه: الجحش: ولد الظبية، هذلية، وهو مجاز، قال أبو ذؤيب:

بأسفل ذات الدير أفرد جحشها      فقد ولهت يومين فهي خلوج قلت: ويروى: خشفها. وبيت جاحش: منفرد عن الحي. والجحاش والمجاحشة: المزاولة في الأمر والمزاحمة. والجحاش: القتال. وقد سموا مجاحشا وجحيشا ومن المجاز: جاحش عن خيط رقبته، أي عن نفسه. ومن أمثالهم: الجحش لما بذك الأعيار. أي سبقك الأعيار فعليك بالجحش. يضرب لمن يطلب الأمر الكثير فيفوته، فيقال له: اطلب دون ذلك.

ج - ح - م - ر - ش.

صفحة : 4220

الجحمرش، بفتح، فسكون ففتح فكسر: العجوز الكبيرة، قاله الجوهري: وزاد غيره: الغليظة. والجحمرش: المرأة السمجة، الثفيلة. والجحمرش: الأرنب الضخمة، وهي أيضا الأرنب المرضع والجحمرش من الأفاعي: الخشناء الغليظة، ولا نظير لها إلا امرأة صهصلق، وهي الشديدة الصوت، كل ذلك عن الليث، ج جحامر، والتصغير جحيمر، تحذف منه آخر الحرف، وكذلك إذا أردت جمع اسم على خمسة أحرف كلها من الأصل، وليس فيها زائد، فأما إذا كان فيها زائد فالزائد أولى بالحذف، قاله الجوهري. وفي حديث عمر، رضي الله تعالى عنه أيما امرأة جحيمر أي عجوز كبيرة.

ومما يستدرك عليه: الجحمرش من الإبل: الكبيرة السن. والجحمرش: العنق، نقله الصاغاني.

ج - ح - م - ش.
الجحمش، كجعفر، وعصفور، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هي العجوز الكبيرة. وقال غيره: الجحمش: الصلب الشديد.

ج - ح - ن - ش.
الجحنش، كجعفر، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الغليظ، وقال غيره: هو الصلب الشديد. وجحنش بطن الصبي، واجحنشش: عظم، وهذا قد تقدم ذكره في ج ح ش، ولو قال كاجحنشش، لأصاب، فتأمل.

ج - د - ش.
جدش يجدش، من حد ضرب، إذا أراد الشيء ليأخذه. والجدش، محركة: الأرض الغليظة، ج أجداش، كسبب وأسباب، وهذا الحرف أهمله الجوهري، والصاغاني، وصاحب اللسان، وحكاه ابن القطاع علي بن جعفر بن علي السعدي، في تهذيب الأبنية والأفعال.

ج - ر - د - ش.
جردش، كجعفر، أهمله الجوهري، والصاغاني في التكملة، وصاحب اللسان. وجردش ابن حرام ويقال: ابن حزام، بالزاي، ككتاب: أبو بطن من العرب، ونقله في العباب عن ابن الكلبي، قال: وهم من بني عذرة بن سعد بن زيد، وهو أخو ربيعة، وهند، وجلهمة، وزقزقة وجلح، وأمهم جهينة، وهي ابنة حبيش بن عامر بن موزوعة.

ج - ر - ش.

صفحة : 4221

جرشه يجرشه، بالكسر، ويجرشه، بالضم، جرشا: حكه كما تجرش الأفعى أنيابها إذا احتكت أطواؤها، تسمع لذلك صوتا وجرشا. وجرش الشيء: قشره، فهو مجروش. وجرش الجلد: دلكه ليملاس، قال رؤبة: لا يتقي بالدرق المجروش. أي المدلوك ليملاس ويلين. وجرش الشيء: لم ينعم دقه، فهو جريش، لم يطيب، كما في الصحاح. وجرش رأسه، وجرشه: حكه بالمشط حتى أثار هبريته. وما سقط من الرأس يسمى جراشة، كالمشاطة والنحاتة. وجرش جرشا، إذا عدا عدوا بطيئا. وجرش الأفعى: صوت خروجها من الجلد إذا حكت بعضها ببعض، وكذا صوت أنيابها إذا جرشت، أي حكت. ويقال: أتيته بعد جرش من الليل، بالفتح وبالضم وبالكسر، ولو قال: مثلثة وبالتحريك، وكصرد لأصاب في الاقتصار، التحريك عن ثعلب، قال ابن سيده: ولست منه على ثقة: أي ما بين أوله إلي ثلثه، وقيل: هو ساعة منه، والجمع أجراش وجروش، والسين المهملة في جرش لغة، حكاها يعقوب في البدل، وقال أبو زيد والفراء: مضى جرش من الليل: أي هوى من الليل، نقله الجوهري. ويقال: أتاه بجرش منه، بالفتح، أي بآخر منه. وجرش، بالفتح: ع. وجرش، بالتحريك: د، بالأردن، من فتوح شرحبيل بن حسنة، رضي الله تعالى عنه، ومنه حمى جرش. وجرش، كزفر: مخلاف باليمن، نسب إلى جرش، وهو لقب منبه بن أسلم بن زيد بن الغوث بن حمير، منه الأديم والإبل، يقال: أديم جرشى، وناقة جرشية، قال لبيد: بكرت به جرشية مقطورة. قال ابن بري: أراد منسوبة إلى جرش، وهو موضع باليمن ومقطورة: أي مطلية بالقطران، قال: وجرش إن جعلته اسم بقعةلم تصرفه؛ للتأنيث والتعريف، وإن جعلته اسم موضع فيحتمل أن يكون معدولا فيمتنع أيضا من الصرف؛ للعدل والتعريف، ويحتمل أن لا يكون معدولا فينصرف؛ لامتناع وجود العلتين، قال: وعلى كل حال ترك الصرف أسلم من الصرف. وجماعة محدثون نسبوا إلى الجرش، وهو الجد الذي نسب إليه المخلاف، باليمن، فمنهم: ربيعة ابن عمرو بن عوف الجرشي، يقال: له صحبة، وابنه الغاز بن ربيعة، وحفيده هشام بن الغاز، مشهور، وقد تقدم ذكرهم في الزاي، ونافع بن الجرشي، ويزيد بن الأسود عن أبي عمرو، وأيوب بن حسان الجرشي عن الوضين بن عطاء، وسليمان بن أحمد الجرشي، وأبو سفيان الجرشي، وقتادة بن الفضل الجرشي، نزيل حران. وغيرهم ممن هم مذكورون في محلهم. وجرشي وحرشي، محركتان بالجيم والحاء والشين فيهما. ابنا عبد الله بن عليم بن جناب، في قضاعة، وأمهما سعدى، وبها يعرفان. والجرشي، كالزمكي: النفس، نقله الجوهري، قال الشاعر:

بكى جزعا من أن يموت وأجهشت      إليه الجرشي وارمعن خنينـهـا

صفحة : 4222

والجريش، كأمير: الرجل الصارم النافذ، كما تقول: جشن عن الليث. والجريش من الملح: ما لم يطيب، وهو المتفتت، كأنه قد حك بعضه بعضا. وجريش: اسم عنز. وعبد قيس بن خفاف بن عبد جريش بن مرة من عمرو بن حنظلة التميمي؛ شاعر وابنه جبيلة ابن عبد قيس، له ذكر. وجريش، كزبير: صنم كان في الجاهلية، هكذا في سائر النسخ، وهو غلط، والصواب أنه كأمير، كما ضبطه الصاغاني والحافظ، وزاد الأخير: وإليه نسب عبد جريش المذكور، والد عبد قيس، فتأمل. وتميم بن جراشة، الثقفي، بالضم: صحابي، له وفادة مع ثقيف، قاله ابن ماكولا. وأسد بن عبد الملك بن محمد بن مروان بن محمد بن عبد الرحمن بن جراشة، أبو محمد الخطيب الرقى: محدث. والجراش، كرمان: الجناة، جمع جارش، وهو الجاني، عن ابن عباد، وكأنه لغة في السين المهملة. وقال أبو الهذيل: اجرأش: ثاب جسمه بعد هزال، وقال أبو الدقيش: هو الذي هزل وظهرت عظامه، كاجروش، وهذه عن ابن عباد. واجرأشت الإبل: امتلأت بطونها وسمنت، فهي مجرأشة، بالفتح، أي بفتح الهمزة، وهو شاذ، كأحصن فهو محصن، وألفج، فهو ملفج، وأسهب فهو مسهب، قاله ابن خالويه في كتاب ليس قال: وجدت هذه اللفظة- يعني فهي مجرأشة_بعد سبعين سنة، قال الصاغاني: وأنا وجدت هذه اللفظة بعد سبعين سنة، والحمد لله على طول الأعمار، وتردد الآثار، ومصاحبة الأخيار، ومجانبة الأشرار، والإكثار من الازدياد، والحج والاعتمار، جعلني الله تعالى من أوليائه الأبرار، المستغفرين بالأسحار، الذاكرين الله بالعشي والإبكار، فإذا عرفت ذلك فقول شيخنا: مراده بالفتح صيغة اسم المفعول. وليس بصواب في إطلاقه، لما فيه من الإيهام، ولو قال: كمكرمة، لكان أظهر، انتهى. فيه تأمل، وكأنه ظن أنه من أجرشت الإبل، كأكرم، وليس كذلك. والمجرئش، على صيغة الفاعل: الغليظ الجنب الجافي، قاله الأصمعي، وقيل: مجتمعه. قاله ابن الأعرابي، وقيل: منتفخ الوسط من ظاهر وباطن، قاله الليث، وأنشد ابن الأعرابي:

إنك يا جهضم ماهي القـلـب     جاف عريض مجرئش الجنب وقال ابن السكيت: فرس مجفر الجنبين، ومجرئش الجنبين، وحوشب، كل ذلك انتفاخ الجنبين. واجترش لعياله: كسب، والسين لغة فيه، قاله أبو سعيد. واجترش الشيء: اختلسه، نقله ابن عباد. والمجروش هكذا بتشديد الواو المفتوحة: أوسط الجنب، عن ابن عباد. والجرائش، كعلابط: الضخم. قال الصاغاني: والتركيب يدل على ما يدق ولا يضم، وقد شذ عنه معنى جرش من الليل، والجرشي: النفس. ومما يستدرك عليه: جراشة الشيء: ما سقط منه جريشا إذا أخذ ما دق منه. والجريش: دقيق فيه غلظ، يصلح للخبيص المرمل. والجرش: صوت يحصل من أكل الشيء الخشن، وقيل: هو بالسين المهملة. والتجريش: الجوع والهزال، عن كراع. والجرش: الإصابة، يقال: ما جرش منه شيئا، وما اجترش، أي ما أصاب. وجرشية: بئر معروفة، قال بشر بن أبي خازم:

تحدر ماء البئر عن جـرشـية      على جربة تعلو الدبار غروبها

صفحة : 4223

وقيل: هي هنا دلو منسوبة إلى جرش، وقال الجوهري: يقول: دموعي تتحدر كتحدر ماء البئر عن دلو تستقي بها ناقة جرشية؛ لأن أهل جرش يستقون على الإبل. وناقة جرشية، أي حمراء. والجرسي: ضرب من العنب، أبيض إلى الخضرة، رقيق صغير الحبة، وهو أسرع العنب إدراكا، وزعم أبو حنيفة أن عناقيده طوال، وحبه متفرق، قال: وزعموا أن العنقود منه يكون ذراعا، ينسب إلى جرش. والجرش: الأكل، قال الأزهري: والصواب بالسين. والجرشية: ضرب من الشعير أو البر. ومجرئش الأرض: أعاليها. وأجرأش: ارتفع. وقال ابن عباد: اجرؤش فلان: كان مهزولا ثم سمن. وجريشة الجبل: مثل حريسته، نقله الصاغاني عن ابن عباد، قال: وهو تصحيف. وجرش بن عبدة، كزفر: محدث، روى عنه الهيثم بن سهل. وفي حمير جرش بن أسلم، واسمه منبه الذي نسب إليه المخلاف. ومحمد بن أحمد بن أقوش الدمشقي، عرف بابن جوارش، بالفتح، سمع من المحب الصامت، مات سنة 860. والجاروشة: رحى اليد.

ج - ر - ف - ش.
الجرنفش، كسمندل: العظيم من الرجال، نقله الأزهري في الخماسي، عن أبي عمرو، وفي بعض النسخ العظيم البطن، أو هو العظيم الجنبين، كما نقله الأزهري، كالجرافش، بالضم. فيهما. قال ابن بري: هذان الحرفان ذكرهما سيبويه ومن تبعه من البصريين بالسين المهملة، وقال أبو سعيد السيرافي: هما لغتان. وإنه لجرنفش اللحية، أي ضخمها، عن ابن عباد، ويروى بالسين.

ج - ش - ش.
جشه يجشه جشا: دقه وكسره، وقيل: طحنه طحنا غليظا جريشا، كأجشه، وهذه عن أبي زيد. وأجشه بالعصا: ضربه بها، وكذلك جثه جثا، قاله ابن شميل. وجش المكان: كنسه، ونظفه. وجش البئر: نقاها من الوحل. وجش الباكي دمعه: امتراه واستخرجه، عن ابن عباد. وجش البئر: كنسها ونقاها، قاله الجوهري، وأنشد لأبي ذؤيب:

يقولون لما جشت البئر أوردوا     وليس بها أدنى ذفاف لـوارد

صفحة : 4224

قال: يعني به القبر، ولا يخفى أن ذكر البئر ثانيا تكرار، ولو قال بعد قوله: والبئر نقاها كجشجشها لأصاب، قال ابن دريد: الجشجشة: استخراجك ما في البئر من تراب وغيره، مثل الجش. وهاشم بن عبد الواحد الجشاش الكوفي، يروي عنه جعفر بن محمد بن شاكر. وإبراهيم بن الوليد الجشاش، يروي عن أبي بكر الرمادي: محدثان. والجشيشة: ما جش من بر ونحوه، كالجشيش، وقيل: الجشيش: الحب، حين يدق قبل أن يطبخ، فإذا طبخ فهو جشيشة. قال ابن سيده: وهذا فرق ليس بقوي، وفي الحديث أو لم على بعض أزواجه بجشيشة. والمجش والمجشة: الرحى التي يطحن بها الجشيش. والجشيش: السويق، وقال الفارسي: الجشيشة: واحد الجشيش، كالسويقة واحدة السويق، وقال غيره: ولا يقال للسويق جشيشة، ولكن يقال جذيذة. وقال شمر، رحمه الله: الجشيش: حنطة تطحن طحنا جليلا، فتجعل في قدر، ويلقى فيها لحم أو تمر فيطبخ، فهذا الجشيش، ويقال لها: دشيشة، بالدال. وكأمير: اسم، ولا يخفى أنه لا يحتاج إلى ضبطه كأمير؛ لعدم مخالفته مع السابق. وكزبير جشيش بن الديلمي: صحابي ممن أعان على قتل الأسود العنسي، وكان باليمن، قاله ابن ماكولا. وجشيش بن مالك، في تميم، وهو ابن مالك بن حنظلة بن مالك ابن زيد مناة، وأمه حطى بنت ربيعة ابن مالك بن زيد مناة، إليها ينسبون. وجشيش بن مر، في مذحج، ومر هو ابن صداء. وجشيش بن عوف بن حيوة ابن ليث بن بكر، في كنانة، هكذا نقلهم الحافظ في التبصير. والجش: الموضع الخشن الحجارة، عن ابن الأعرابي، وقال غيره: الجش: ما ارتفع من الأرض، ولم يبلغ أن يكون جبلا. والجش من الدابة والقفر: وسطهما، كالجشان، بالضم. وقال ابن فارس: الجش بالضم: الجبل، والجمع جشاش، بالكسر، وقد خالف قاعدته هنا؛ حيث لم يشر للجمع بالجيم، وسبحان من لا يسهو. ويقال: مضى جش من الليل، أي ساعة منه، وقيل: هو ما بين أوله إلى ثلثة. والجش: النجفة شبه شفة- وفي بعض النسخ: شبه نسفة- فيه غلظ وارتفاع. وجش: د، بين صور وطبرية، على سمت البحر. وجش: جبل صغير بالحجاز لجشم بن بكر. وجش إرم: جبل عند أجأ أملس الأعلى، سهل يرعاه الإبل والحمير، كثير الكلإ، بذروته، أي أعلاه، مساكن عاد وإرم، وعجائب من صور منحوته في الصخور. وجش أعيار: ع، قال بدر المازني:

ما اضطرك الحرز من ليلى إلى برد      تختاره معقلا عـن جـش أعـيار أو هو ماء ملح، بأكناف شربة، بعدنة، لبني فزارة. والجشة، بالفتح: جماعة الناس يقبلون معا في نهضة أو ثورة، قاله الليث، ويضم، يقال: دخلت جشة من الناس. وقال أبو مالك: الجشة: نهضه القوم، يقال: شهدت جشتهم، أي نهضتهم. أم يحيى جشة بنت عبد الجبار بن وائل: محدثة، روت عنها ميمونة بنت حجر. والجشة، بالضم: شدة الصوت، كالجشش، محركة. والجشة، والجشش: صوت غليظ،، يخرج من الخياشيم، فيه بحة وغلظ. والأجش: الغليظ الصوت من الإنسان، ومنه الحديث، أنه سمع تكبير رجل أجش الصوت. ومن الخيل، يقال: فرس أجش الصوت: في صهيله جشش، قال لبيد:

صفحة : 4225

بأجش الصوت يعـبـوب إذا      صرق الحي من الغزو صهل قال ابن دريد: وهو مما يحمد في الخيل، قال النجاشي:

ونجى ابن حرب سابح ذو علالة     أجش هزيم والرمـاح دوانـي ومن الرعد وغيره. قال الأصمعي: من السحاب: الأجش: الشديد الصوت، صوت الرعد، ويقال: رعد أجش: شديد الصوت، قال صخر الغي:

أجش ربحلا له هـيدب     يكشف للخال ريطا كثيفا والأجش: أحد الأصوات التي تصاغ منها، وفي بعض الأصول الصحيحة عليها الألحان، وكان الخليل يقول: الأصوات التي تصاغ بها الألحان ثلاثة: منها الأجش، وهو صوت من الرأس يخرج من الخياشيم، فيه غلظة وبحة، فيتبع بخدر موضوع على ذلك الصوت بعينه، ثم يتبع بوشي مثل الأول، فهي صياغته، فهذا الصوت الأجش. والجشاء: الغليظة الإرنان من القسي. قال أبو حنيفة: هي التي في صوتها جشة عند الرمي، قال أبو ذؤيب:

ونميمة من قانص متلـبـب     في كفه جشء أجش وأقطع قال: أجش، فذكر وإن كان صفة للجشء، وهو مؤنث، لأنه أراد العود، وقال السكري: النميمة: صوت الوتر، والجشء: قضيب خفيف؛ والأجش: الغليظ الصوت. والجشاء: السهلة ذات الحصباء من الأراضي الصالحة للنخل، قال:

من ماء محنية جاشت بجمتهـا      جشاء خالطت البطحاء والجبلا ولو قال: السهلة ذات حصباء تستصلح للنخل، لكان أصاب في الاختصار. وقال الأصمعي: أجشت الأرض وأبشت، إذا التف نبتها وحشيشها، وليس في نص الأصمعي هذه اللفظة، وقيل: أنبتت أول نباتها. ومما يستدرك عليه: جش القوم: نفروا واجتمعوا، قال العجاج: بجشة جشوا بها ممن نفر. وجشيش، كزبير: لقب الوازع ابن عبد الله بن مر الشاعر، نقله الحافظ. وحصين بن تميم الجشيشي، كان على شرطة ابن زياد. وأجش: أطم من آطام المدينة.

ج - ع - ش.
الجعشوش، بالضم: الطويل، نقله الجوهري عن الأصمعي، قال: والسين لغة فيه. وقيل: هو القصير الذريء القميء، منسوب إلى قمأة وصغر وقلة، عن يعقوب، قال: والسين لغة فيه ضد، وقيل: هو الدميم الحقير، وقال شمر: هو الدقيق النحيف، وكذلك بالسين، وقال ابن الأعرابي: هو النحيف الضامر، وأنشد:

يا رب قرم سرس عنطنط     ليس بجعشوش ولا بأذوط والجمع الجعاشيش، قال ابن حلزة: بنو لجيم وجعاشيش مضر. كل ذلك يقال بالسين؛ لأن السين أعم تصرفا، وذلك لدخولها في الواحد والجمع جميعا، فضيق الشين مع سعة السين يؤذن بأن الشين بدل من السين. ومما يستدرك عليه: الجعشوش: اللئيم. والجعش: أصل النبات، وقيل: أصل الصليان خاصة، ومنه حديث طهفة ويبس الجعش.

ج - ف - ش.

صفحة : 4226

جفشه يجفشه، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: الجفش: الجمع، يمانية. وقيل: جفشه جفشا: عصره يسيرا. أو الجفش: سرعة الحلب، نقله الصاغاني، هو الحلب بأطراف الأصابع، عن ابن عباد، وإنما يقال: هو الجمش. والجفشيش، إطلاقه يوهم أن يكون بالفتح، وقد ضبطه الصاغاني بالضم، وهو بالحاء والخاء والجيم، ذكره ابن عبد البر بالحاء المهملة، قال الصاغاني وهو بالجيم أصح. قلت: وهكذا أورده ابن شاهين، وقال ابن فهد: وكل حرف بالحركات الثلاث، ففي ضبط الصاغاني وإطلاق المصنف نظر ظاهر: لقب أبي الخير معدان بن الأسود بن معد يكرب الكندي الصحابي، مذكور في المعاجم. قلت: وهو من بني الشيطان بن الحارث الولادة، وهو القائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ألست منا، مرتين، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن من النضر بن كنانة لا نقفو أمنا، ولا ننتفي من أبينا.

ج - م - ش.
جمش رأسه يجمشه ويجمشه جمشا: حلقه، وجمشت النورة الشعر جمشا: حلقته. ومنه الجميش: كأمير: الركب، محركة، أي الفرج المحلوق بالنورة، وقد جمشه جمشا، قال:

قد علمت ذات جميش أبـرده     أحمى من التنور أحمى موقده وقال أبو النجم:

إذا ما أقبلت أحوى جميشا       أتيت على حيالك فانثنينا

صفحة : 4227

والجميش: المكان لا نبت فيه، كأنه جمش نبته، أي حلق. وخبت الجميش: صحراء بناحية مكة، شرفها الله تعالى، والخبت: المفازة، وإنما قيل له: جميش؛ لأنه لا نبات فيه، كأنه حليق، وقد جاء ذكره في الحديث. والجموش، كصبور، من النورة: الحالقة، كالجميش، كأمير، يقال: نورة جموش، وجميش، وفعلها الجمش، قال حلقا كحلق النورة الجميش. وقال رؤبة: أو كاحتلاق النورة الجموش. والجموش من الآبار: ما يخرج ماؤها من نواحيها. نقله الصاغاني عن ابن عباد. والجموش من السنين: المحرقة للنبات، وفي الصحاح سنة جموش، إذا احتلقت النبات. والجمش: الصوت الخفي، عن أبي عبيدة. والجمش: ضرب من الحلب بأطراف الأصابع. وعن الليث الجمش: المغازلة والملاعبة، وهو ضرب منها بقرص ولعب، كالتجميش، عن ثعلب، وقد جمشته وهو يجمشها؛ أي يقرصها ويلاعبها، وقال أبو العباس: قيل للمغازلة: تجميش، من الجمش، وهو الكلام الخفي، وهو أن يقول لهواه: هي هي. وقال ابن الأعرابي: رجل جماش، كشداد، أي متعرض للنساء، كأنه يطلب الركب الجميش، أي المحلوق. والجمشاء العظيمة الركب، أي الفرج. وعن أبي عمرو: الجماش، ككتاب، وضبطه الصاغاني، بالضم: ما يجعل بين الطي والجال في القليب إذا طوى بالحجارة، وفي التكملة: إذا طويت، وقد جمشها يجمشها، قاله الأزهري، وقال غيره: هو النخاس والأعقاب. وجماش، ككتان: اسم، قيل كان يطلب الركب الجميش، كذا في العباب. وقال أبو عبيدة: لا يسمع فلان أذنا جمشا، بالفتح، أي أدنى صوت، أي لا يقبل نصحا ولا رشدا، أو معناه متصام عنك وعما لا يلزمه، هكذا في التهذيب، ويقال للمتغابي المتعامي عنك وعما يلزمه، قال: وقال الكلابي: لا تسمع أذن جمشا، أي هم في شئ يصمهم، مشتغلون عن الاستماع إليك، وهو من الجمش، وهو الصوت الخفي، قال الصاغاني: والتركيب يدل على شئ من الحلق، وقد شذ عنه الجمش: الحلب بأطراف الأصابع، والجمش: الصوت. ومما يستدرك عليه: رجل جماش: غزيل، وامرأة جماشة كذلك.

ج - ن - ش.
الجنش، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو نزح البئر. وقال أبو الفرج السلمي: الجنش: إقبال القوم إلى القوم، يقال: جنش القوم للقوم، وجهشوا لهم، أي أقبلوا إليهم، وأنشد لأخي العباس بن مرداس السلمي:

أقول لعباس وقد جنشت لنا     حبي وأفلتنا فويت الأظافر

صفحة : 4228

وفي النوادر: الجنش: الغلظ. وقيل: الجنش: التوقان، عن ابن عباد. وقال الصاغاني: الجنش: الفزع، وضبطه، بالتحريك، عن ابن عباد. والجنش: القريب من الأمكنة، وضبطه الصاغاني، ككتف، كالجانش، يقال: مكان جنش، وجانش. والجنش: قبل الصبح، وضبطه الصاغاني بالتحريك والجنش: آخر السحر، وضبطه الصاغاني أيضا بالتحريك. وبئر جنشة، إطلاقه يوهم أنه بالفتح، وضبطه الصاغاني بكسر النون: فيها حصباء، ولو قال: ذات حصى، لأصاب في التعبير. وجنش المكان يجنش، من حد ضرب: أجدب، وضبطه الصاغاني من حد فرح. وجنشت نفسه للموت: جاشت، وارتفعت من الخوف. ومما يستدرك عليه: يوما مؤامرات يوما للجنش. بالتحريك، قال الأزهري: وهو عيد لهم.

ج - و - ش.
الجوش: الصدر، كالجؤشوش، والجوشن، كذا في الصحاح. والجوش: القطعة العظيمة من الليل، يقال: مضى جوش من الليل، قاله ابن دريد، أو القطعة من آخره، وفي التهذيب: جوش الليل: من لدن ربعه إلى ثلثه. والجوش: وسط الإنسان، وسط الليل، كجوزه، عن أبي عمرو. والجوش: سير الليل كله، وقد جاش يجوش جوشا، قاله ابن الأعرابي. وجوش: جبل ببلاد بلقين ابن جسر، وأنشد الجوهري. لأبي الطمحان القيني:

ترض حصى معزاء جوش وأكمه     بأخفافها رض النوى بالمراضـح وقد يمنع من الصرف، وهكذا هو مضبوط في الصحاح بالوجهين وجوش: ع آخر، نقله الصاغاني. والجوش، بالضم: صدر الإنسان والليل، ويفتح، يقال؛ مضى جوش من الليل: أي صدر منه، مثل جرش، وأنشد الجوهري لربيعة بن مقروم الضبي:

وفتيان صدق قد صبحت سلافة إذا الديك في جوش من الليل طربا وجوش: قبيلة، أو هو: ع. وجوش: ة، بطوس. وجوش كزفر: ة، بأسفراين، نقله الصاغاني. وتجوش الليل: مضى منه جوش، أي قطعة. وتجوش في الأرض، إذا جش فيها، وفي التكملة: خش فيها، بالخاء المعجمة والمتجوش: المهزول لا شديدا، وكذلك المتخوش، بالخاء. ومما يستدرك عليه: جاش، بغير همز: بلد، نقله الصاغاني: والجوشي: العظيم الجنبين.

ج - ه - ش.
جهش إليه، كسمع ومنع، قال ابن دريد: والكسر أكثر، جهشا، بالفتح، وجهوشا، بالضم، وجهشانا، بالتحريك: فزع إليه، وهو مع ذلك يريد البكاء، كالصبي يفزع إلى أمه وأبيه وقد تهيأ للبكاء. قاله الأصمعي، وفي حديث الحديبية: أصابنا عطش فجهشنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأجهش إجهاشا، وهذه عن أبي عبيد، قال: ومن ذلك قول لبيد:

باتت تشكي إلي النفس مجهشة     وقد حملتك سبعا بعد سبعينـا وجهش من الشيء جهشانا، بالتحريك: خاف أو هرب، الأخير نقله الصاغاني، ونص أبي عمرو: جهش من الشيء، إذا فرق منه وخاف، يجهش جهشانا. والجهشة، بالفتح: العبرة تتساقط عند الجهش، ويقال: ما كانت بهشة إلا وبعدها جهشة. والجهشة: الجماعة من الناس، كذا في النوادر، كالجاهشة، كذا في المحيط، قال: يقال: رأيت من الناس جاهشة، أي فرقة وكثرة. والجهوش، كصبور: السريع الذي يجهش من أرض إلى أرض، أي يتقلع ويسرع، قال رؤبة:

صفحة : 4229

جاءوا فرار الهرب الجهوش     شلا كشل الطرد المكدوش وأجهش فلانا: أعجله، عن ابن عباد وقال الأموي: أجهش بالبكاء: تهيأ له، ومنه حديث المولد فسابني فأجهشت بالبكاء، أي حنقني فتهيأت للبكاء. ومما يستدرك عليه: جهشت إليه نفسه جهوشا، وأجهشت: نهضت وفاظت وجهش للشوق والحزن جميعا: تهيأ، عن ابن دريد. وجهش إلى القوم: أتاهم والجهش: الصوت، عن كراع، والذي رواه أبو عبيد: الجمش، بالميم. وجهيش بن يزيد النخعي، كزبير: صحابي، وقد تقدم البحث فيه في السين المهملة.

ج - ي - ش.
جاش البحر بالأمواج، فلم يستطع ركوبه، وهو مجاز، وجاش القدر وغيرهما يجيش جيشا، وجيوشا، وجيشانا، محركة: غلى وفي التهذيب: والجيشان: جيشان القدر، وكل شئ يغلي فهو يجيش، حتى الهم والغصة في الصدر، قال ابن بري: وذكر غير الجوهري أن الصحيح جاشت القدر، إذا بدأت أن تغلي ولم تغل بعد. وجاشت العين: فاضت بالدموع. وجاش الوادي يجيش جيشا: زخر وامتد جدا. ومن المجاز: جاشت النفس: غثت، أو دارت للغثيان، كتجيشت، وفي الحديث جاءوا بلحم فتجيشت أنفس أصحابه أي غثت، وهو من الارتفاع، كأن ما في بطونهم ارتفع إلى حلوقهم، فحصل الغثي، ويروى بالحاء أيضا: أي فزعت ونفرت، وقال الجوهري: فإن أردت أنها ارتفعت من حزن أو فزع قلت: جشأت. والجائشة: النفس، ومنهم من ذكره في الهمز. والجيش، واحد الجيوش: الجند. وقيل: جماعة الناس في الحرب أو السائرون لحرب أو غيرها، كما في التهذيب. وأبو الجيش: ماجد بن علي ومحمد بن جيش: محدثان، الأخير سمع أبا جعفر الطحاوي. وعبد الصمد بن أحمد بن أبي الجيش: مقرئ العراق، سمع أبوه أحمد من ابن كليب. وجيش بن محمد: مقرئ نافعي، منسوب إلى قراءة نافع، قال الحافظ: وقد أقرأ بمصر. وذات الجيش، أو أولات الجيش: واد قرب المدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وفيه انقطع عقد عائشة، رضي الله عنها، في حديث طويل، أخرجه الشيخان، وقال أبو صخر الهذلي:

لليلى بذات البين دار عرفتـهـا     وأخرى بذات الجيش آياتها سفر

صفحة : 4230

والجيش: بالكسر: نبات طويل، له قضبان خضر طوال، وله سنفة كثيرة طوال مملوءة حبا صغارا، والسنفة هي الخرائط الطوال، قال أبو حنيفة الدينوري: أرانيه بعض الأعراب، فإذا هو النبت الذي يقال فارسيته شلميز، بكسر فتشديد لام مكسورة، قال: وهو من الأعشاب. وجيشان: خطة بالفسطاط عرفت بالجيشانيين من حمير، وهي الآن خراب. وجيشان: مخلاف باليمن، نسب إلى بني جيشان، من آل ذي رعين، وقال ابن الكلبي: هو رجل من حمير، ليس بممتنع، كما أن خولان اسم لرجل، ثم غلب على مرحلة من اليمن. وجيشان: لقب عبدان، بالباء، ابن حجر بن ذي رعين، وإليه ينسب الجيشانيون باليمن وبزبيد، منهم بقية إلى الآن. وأبو تميم عبد الله بن مالك الجيشاني: تابعي كبير من أهل اليمن، هاجر من اليمن زمن عمر، وسمع منه، ومن علي، وتلا علي معاذ، رضي الله تعالى عنهم، وعنه بكر بن سوادة، وكعب بن علقمة، وعبد الله بن هبيرة، وكان من العابدين، مات سنة 77، قاله الذهبي في الكاشف. وفاته: أبو سالم سفيان بن هانئ الجيشاني: تابعي، روى عن أبي ذر، وعقبة بن عمرو، وعنه ابنه سالم، مات بالإسكندرية، وابنه مات بدمنهور، وقد ألفت في تحقيق حاله رسالة صغيرة. والجياش، ككتان: الفرس الذي إذا حركته بعقبك جاش، أي ارتفع وهاج، قال امرؤ القيس يصف فرسا:

على الذبل جياش كأن اهتزامه    إذا جاش فيه حميه غلي مرجل وجياش: جد لمحمد بن علي ابن طرخان بن عبد الله، أبي محمد الحافظ البيكندي البلخي، وهذا تصحيف من المصنف، والصواب أنه بالجيم والموحدة، كما سبق. والعجب أنه وصفه أولا بالمحدث، وهنا بالحافظ، وسيأتي له أيضا مثل ذلك في ح ب ش. فليتنبه لذلك. ومما يستدرك عليه: جاشت الحرب بينهم إذا بدأت أن تغلي، وهو مجاز. وجاش الميزاب: تدفق وجرى بالماء. وجيشات الأباطشيل: جمع جيشة، وهي المرة من جاش، إذا ارتفع. وجاش الهم في صدره، وجاش صدره، إذا غلى غيظا. وجاشت نفس الجبان، وجأشت: إذا همت بالفرار، وقيل: ارتاعتء. وجيش فلان: جمع الجيوش. واستجاشه: طلب منه جيشا. وقد أنشد ابن الأعرابي: قامت تبدي لك في جيشانها. أي قوتها وشبابها، سكن للضرورة، قاله ابن سيده. وجيشان أيضا: ملاحة باليمن، ذكره الصاغاني بعد ذكر المخلاف.