الباب الثالث عشر: باب الشين المعجمة - الفصل السادس: فصل الحاء مع الشين

فصل الحاء مع الشين

ح - ب - ر - ش.

الحبرش، بالكسر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وأورده الصاغاني، ولكنه ضبطه كعملس، وقال: هو الحقود. قلت: ولعله مقلوب حربش، كما سيأتي، فقد ضبطوه بالكسر، وكعملس أيضا، وهو قريب منه في المعنى، فتأمل.

ح - ب - ر - ق - ش.
الحبرقش، كسفرجل، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وهو الجمل الصغير، وقال الصاغاني: وهو الحبرقص، بالصاد، كما سيأتي.

ح - ب - ش.

صفحة : 4231

الحبش، والحبشة، محركتين، والأحبش، بضم الباء: جنس من السودان. قال شيخنا: وفيه أن الأحبش الذي ذكره المصنف إنما هو جمع حبش، بالضم، وظاهره أن الثلاثة بمعنى، وأنها مفردات، وفيه نظر، وقال جماعة: إنها جموع على غير قياس، وأوردها ابن دريد وغيره. قلت: والذي قاله ابن دريد: وقد جمعوا الحبش حبشانا، وقالوا الأحبش، في معنى الحبش، وأنشد: سودا تعادى أحبشا أو زنجا. ج حبشان، مثل أحمل وحملان، وأحابش، كأنه جمع أحبش، وفاته من الجموع الحبش، بالضم، والحبيش، كأمير، قال ابن سيده: وقد قالوا: الحبشة، على بناء سفرة، وليس بصحيح في القياس؛ لأنه لا واحد له على مثال فاعل، فيكون مكسرا على فعلة، وقال الأزهري: الحبشة خطأ في القياس؛ لأنك لا تقول للواحد حابش، مثل فاسق وفسقه، ولكن لما تكلم به سار في اللغات، وهو في اضطرار الشعر جائز. وأبو بكر، محمد بن حبش، القاضي، عن سعيد بن يحيى الأموي، وعن والده حبش. ومقرئ الدينوري أبو علي الحسين بن محمد بن حبش، وله جزء مروي، محدثون. وفاته: حبش بن موسى، عن الهيثم بن عدي. وحبش بن أبي الورد، يعد في الزهاد. وحبش بن سعيد، مولى الصدف. ومحمد بن حبش، المأموني، عن سلام المدائني. ومحمد بن حبش بن مسعود، عن لوين. ومحمد بن حبش بن صالح، أبو بكر الوراق، عن موسى بن الحسن النسائي. وهبة الله بن محمد بن حبش الفراء، عن أبي أيوب أحمد بن بشر الطيالسي. وعبد الله بن حبش، روى عنه أبو زرعة، أحمد بن عمران. وحبش بن السباق النخعي الشاعر، ذكره القطب في تاريخ مصر. وحبش بن محمد بن إبراهيم بن أبي يعلى، ذكره المنذري. وحبش بن عادية بن صعصعة، في الهذليين. والحارث بن حبش السلمي: شاعر جاهلي، وهو أخو هاشم بن عبد مناف لأمه. وحبش بن عوف بن ذهل من بني سامة بن لؤي، وقيل هو بالنون. أوردهم الحافظ هكذا في التبصير، واقتصار المصنف، رحمه الله تعالى، على الثلاثة الذين ذكرهم فيه نظر. والحبشة، محركة: بلاد الحبشان، علم عليها، ومنه فلان من مهاجرة الحبشة. والحبشان، بالضم: ضرب من الجراد، وهو الذي صار كأنه النمل سوادا، الواحدة حبشية، هذا قول أبي حنيفة، وإنما قياسه أن تكون واحدته حبشانة، أو حبش، أو غير ذلك مما يصلح أن يكون فعلان جمعه. والحباشة، كثمامة: الجماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة، كالهباشة، والجمع حباشات وهباشات كالأحبوشة، بالضم، والجمع الأحابيش. وحباشة: ة. وحباشة: سوق تهامة القديمة، ومنه الحديث، روى الزهري أنه لما بلغ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أشده، وليس له كثير مال استأجرته خديجة، رضي الله تعالى عنها، إلى سوق حباشة وحباشة أيضا: سوق أخرى، كانت لبني قينقاع، في الجاهلية. قلت: وعلى لفظ حباشة كان سبب تأليف ياقوت، رحمه الله، كتابه المعجم في أسماء البلدان والبقاع، فقد قرأت في أول كتابه ما نصه: وكان من أول البواعث لجمع هذا الكتاب أنني سئلت بمرو الشاهجان، في سنة خمس عشرة وستمائة- في مجلس شيخنا الإمام السعيد الشهيد فخر

صفحة : 4232

الدين بن المظفر، عبد الرحيم ابن الإمام الحافظ تاج الإسلام، أبي سعد بن عبد الكريم بن أبي بكر السمعاني، تغمدهم الله تعالى برحمته ورضوانه، وقد فعل إن شاء الله تعالى- عن حباشة: اسم موضع جاء في الحديث النبوي، وهو سوق من أسواق العرب في الجاهلية، فقلت: أرى أنه حباشة، بضم الحاء قياسا على أصل هذه اللغة، لأن الحباشة: الجماعة من الناس من قبائل شتى، وحبشت له حباشة، أي جمعت له شيئا. فانبرى لي رجل من المحدثين، وقال: إنما هو حباشة، بالفتح، وصمم على ذلك، وكابر، وجاهم بالعناد، من غير حجة، وناظر، فأردت قطع الاحتجاج بالنقل؛ إذ لا معول في مثل هذا على اشتقاق ولا عقل، فاستقصيت كشفه في كتب غرائب الأحاديث، ودواوين اللغات، مع سعة الكتب كانت بمرو يومئذ، وكثرة وجودها في الوقوف، وسهولة تناولها، فلم أظفر به إلا بعد انقضاء ذلك الشغب والمراء، ويأس مع وجود بحث واقتراء، فكان موافقا- والحمد لله- لما قلته، ومكيلا بالصاع الذي كلته، فألقى حينئذ في روعي افتقار العالم إلى كتاب في هذا الشأن مضبوطا، وبالإتقان وتصحيح الألفاظ بالتقييد محوطا، ليكون في مثل هذه الظلمة هاديا، وإلى ضوء الصواب داعيا، وشرح صدري لنيل هذه المنقبة التي غفل عنها الأولون، ولم يهتد لها الغابرون. إلى آخر ما قال. وحباشة: جد حارثة، هكذا في النسخ، بالحاء والمثلثة، والصواب جارية بن كلثوم التجيبي، شهد فتح مصر، وأخوه قيسبة بن كلثوم بن حباشة، وكان أكبر منه، ذكره ابن يونس. قلت: وله وفادة، وشهد فتح مصر كأخيه، عداده في كندة، وكان شريفا. وكزبير: حبيش بن خالد الأشعري بن خليف بن منقذ بن أصرم بن حبيش بن حرام بن حبشية ابن سلول الخزاعي، صاحب خبر أم معبد الخزاعية، روى عن ابنه هشام. وعبد الله بن حبيش الحنفي، نزيل مكة، روى عنه محمد بن جبير، وعبيد بن عمير. وفاطمة بنت أبي حبيش ابن أسد، الأسدية، التي سألت عن الاستحاضة. وحبشي بن جنادة، بالضم فسكون، والياء مشددة، صحابيون رضي الله تعالى عنهم. وفاته سلمة بن حبيش، له وفادة، ذكره أبو موسى. وحبيش غير منسوب يروى عن علي رضي الله تعالى عنه. وحبيش الحبشي، عن عبادة بن الصامت. وحبيش بن سريج الحبشي الشامي أبو حفصة، روى عن عبادة بن الصامت، وعنه إبراهيم بن أبي عبلة، ذكره المزي في التهذيب. قلت: وهو مع ما قبله تكرار، فإنهما واحد، فتأمل. وحبيش بن دينار، عن زيد ابن أرقم، تابعيون. وقال الذهبي في الديوان: حبيش بن دينار، عن زيد بن أسلم، قال الأزدي: متروك. قلت: وكأنه غير الذي يروى عن زيد بن أرقم. وحبيش بن سليمان المصري: حدث عن يحيى بن عثمان بن صالح، مات سنة 245. وحبيش بن سعيد الخولاني، عن الليث مات سنة 208. وحبيش بن مبشر، من شيوخ ابن صاعد. وحبيش بن عبد الله الطرازي، عن محمد بن حرب النشائي. وحبيش بن موسى: شيخ للخرائطي. وحبيش بن دلجة القيني الذي قتله الحنتف بن السجف التميمي. قلت: وإيراده بين رواة الحديث غير مناسب، فإنه يظهر بأدنى بديهة للناظر فيه أنه ليس

صفحة : 4233

من رواة الحديث، فتأمل. وحبيش بن محمد بن حبيش، الموصلي: شيخ لابن طاهر. وأبو حبيش: معاوية، أو هو معاوية بن أبي حبيش، عن عطية العوفي. وراشد وزر: ابنا حبيش الأسدي، هذا غلط، والصواب أن أخا زر هو الحارث، روى الحارث هذا عن علي، رضي الله تعالى عنه، كما سيأتي، وأما راشد الذي ذكره المصنف فإنه يروي عن عبادة ابن الصامت، وكلاهما تابعيان، فلو ذكرهما في التابعين كان أصاب. وربيعة بن حبيش، ممن ألب على عثمان، رضي الله تعالى عنه، بمصر، وحفيده خالد بن سعيد بن ربيعة، حدث عن يحيى بن أيوب، وابنه عمران حدث عنه ابن لهيعة. والقاسم بن حبيش التجيبي، عن هارون الأيلي، وابنه عبد الرحمن، عن أبي غسان مالك بن يحيى، مات سنة 325. ومحمد بن جامع بن حبيش الموصلي، شيخ للباغندي. ومحمد بن إبراهيم بن حبيش، عن عباس الدوري، ضعف. وإبراهيم بن حبيش، عن إبراهيم الحربي. ومحمد بن علي بن حبيش، شيخ لأبي علي بن شاذان. والحارث بن حبيش، أخو زر بن حبيش، على الصواب، وقد وهم المصنف فجعل راشدا أخاه، كما تقدم، يروى عن علي، رضي الله تعالى عنه. والسائب بن حبيش الكلاعي، عن معدان، وعنه زائدة، وقد صحفه ابن مهدي فقال: ابن حنش. والحسين بن عمر بن حبيش: شيخ للجوري. وأبو البركات عبد الرحمن ابن يحيى بن حبيش الفارقي مات سنة 525. والمبارك بن كامل بن حبيش الدلال، عن علي بن البشري. وخطيب دمشق الموفق بن حبيش الحموي، سمع منه الذهبي، من رواة الحديث. واختلف في معاذة بنت حبيش، فقيل: هكذا، وقيل: هي بنت حنش بالنون المفتوحة بغير ياء، روت عن أم سلمة. وقد فاته ذكر جماعة منهم. زر بن حبيش بن حباشة الأسدي إمام شهير أدرك الجاهلية، وروى عن عمر، رضي الله عنهما. وحبيش بن عمر: طباخ المهدي، روى عن الأوزاعي. وأبو حبيش، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، وعنه عطاء بن السائب. وعباد بن حبيش، عن عدي بن حاتم. والقاسم بن حبيش، وحبيش بن مرقش الضبي. فارس. وحبيش بن أبي المحاضر الغافقي. وحبيش بن سليمان: مولى ابن لهيعة، روى عنه محمد بن الربيع الأندلسي. وحبيش بن دلف الضبي: فارس. قلت: وهذا الذي افتخر به الفرزدق، وهو من بني السيد بن مالك بن ضبة. وجماعة آخرون، ذكرهم ابن نقطة. وحبيش، كأمير، هو أخو أحبش، ابنا الحارث بن أسد بن عمرو بن ربيعة بن الحضرمي الأصغر، ابن عمرو بن شبيب بن عمرو بن سبع بن الحارث بن زيد ابن حضرموت، ذكره ابن حبيب، وذكر ابن الكلبي أحبش هذا، وأخويه ربيعة وخالدا. وأبو بكر محمد بن الحسن ابن يوسف بن الحسنبن يونس بن حبيش، اللخمي التونسي الشاعر المحسن، ولد سنة 615 وكان متقنا في العلوم، متقدما في النظم والنثر والحفظ، وأكثر عنه أبو عبد الله بن رشيد في رحلته، ونظيره أبو الحسين يوسف بن الحسن ابن يوسف اللخمي بن حبيش، سمع أبا الحسن بن قطرال وغيره، وكان في وسط المائة السابعة، ذكره الحافظ. وحبشي، بالضم، وتشديد الياء التحتية: جبل بأسفل مكة، على ستة أميال منها، ومنه حديث عبد الرحمن بن أبي

صفحة : 4234

بكر أنه مات بالحبشي يقال: منه أحابيش قريش؛ وذلك لأنهم أي بني المصطلق، وبني الهون بن خزيمة اجتمعوا عنده، فحالفوا قريشا وتحالفوا بالله إنهم ليد على غيرهم ما سجا ليل، ووضح نهار، وما رسا حبشي مكانه، وفي بعض نسخ الصحاح: وما أرسى، فسموا أحابيش قريش، باسم الجبل؛ وفي حديث الحديبيبة إن قريشا جمعوا لك الأحابيش يقال: هم أحياء من القارة انضموا إلى بني ليث في الحرب التي وقعت بينهم وبين قريش قبل الإسلام، فقال إبليس لقريش: إني جار لكم من بني ليث، فواقعوا دما. سموا بذلك لاسودادهم، قال الشاعر: مات بالحبشي يقال: منه أحابيش قريش؛ وذلك لأنهم أي بني المصطلق، وبني الهون بن خزيمة اجتمعوا عنده، فحالفوا قريشا وتحالفوا بالله إنهم ليد على غيرهم ما سجا ليل، ووضح نهار، وما رسا حبشي مكانه، وفي بعض نسخ الصحاح: وما أرسى، فسموا أحابيش قريش، باسم الجبل؛ وفي حديث الحديبيبة إن قريشا جمعوا لك الأحابيش يقال: هم أحياء من القارة انضموا إلى بني ليث في الحرب التي وقعت بينهم وبين قريش قبل الإسلام، فقال إبليس لقريش: إني جار لكم من بني ليث، فواقعوا دما. سموا بذلك لاسودادهم، قال الشاعر:

ليث وديل وكعب والذي ظـأرت      جمع الأحابيش لما احمرت الحدق

صفحة : 4235

فلما سميت تلك الأحياء بالأحابيش من قبل تجمعها صار التحبيش في الكلام كالتجميع. وقال ابن إسحاق: إن الأحابيش هم بنو الهون وبنو الحارث من كنانة، وبنو المصطلق من خزاعة، تحبشوا: أي تجمعوا، فسموا بذلك. نقله السهيلي في الروض. وحبشي بن جنادة الصحابي رضي الله تعالى عنه، وهذا قد تقدم ذكره في أول المادة، وهذا محل ذكره، وهو تكرار مخل. وعمرو بن الربيع، هكذا في سائر النسخ، والصواب وأبو عمرو بن الربيع بن طارق المصري هكذا قيده الدار قطني، بالضم، أو هو بفتحتين كحبشي بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن وردان مولى عبد الله بن سعد بن سرح، عن سعيد بن أبي مريم. وأما حبشي بن محمد بن شعيب، أبو الغنائم الشيباني الضرير، تلميذ ابن الجواليقي، وعلي بن محمد بن حبشي الأزجي من شيوخ يوسف بن خليل، سمع من أبي سعد البغدادي، وأبو الفضل محمد ابن محمد بن محمد بن عطاف بن حبشي الموصلي، عن مالك البانياسي، وعنه محمد بن هبة الله ابن كامل وابنه سعيد بن محمد، سمع من قاضي المارستان، فبالفتح فسكون الموحدة، أي مع تشديد التحتية. قلت: ويلحق بهم عبد الله بن منصور بن عبد الله بن حبشي الموصلي، عن أبي الحسين بن الطيوري، مات سنة 567، ذكره الحافظ. وحبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر بن ربيعة، وهو لحى: جد لعمران ابن الحصين الصحابي، رضي الله تعالى عنه، وهو من بني غاضرة بن حبشية، بالضم، وضبطه بعضهم بفتح الحاء وسكون الموحدة، نقله الحافظ. والحبشي، بالتحريك، أي مع تشديد التحتية: جبل شرقي سميراء. وجبل آخر ببلاد بني أسد، يقال: هو بعمان، أو هو جبل آخر. ودرب الحبش بالبصرة في خطة هذيل، نسب إلى حبش أسكنهم عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه، البصرة، يلي هذا الدرب مسجد أبي بكر الهذلي، وقصره بتكريت، موضع بالقرب منه، فيه مزارع، شربها من الإسحاقي، وبركته بمصر، خلف القرافة، مشرفة على النيل، وليست ببركة للماء، وإنما شبهت بها، وكانت تعرف ببركة المعافر. وبركة حمير، وعندها بساتين تعرف بالحبش، والبركة منسوبة إليها، وهي الآن وقف على الأشراف، تزرع فتكون نزهة خضرة؛ لزكاء أرضها وريها، وهي من أجل متنزهات مصر كانت، وفيها يقول أمية بن أبي الصلت المغربي يصفها ويتشوقها:

لله يومي ببـركة الـحـبـش       والأفق بين الضياء والغبـش
والنيل تحت الرياض مضطرب       كصارم في يمين مرتـعـش
ونحن فـي روضة مـفـوفة         دبج بالنور عطفهـا ووشـى
قد نسجتها يد الغـمـام لـنـا        فنحن من نسجها على الفرش
فعاطني الراح إن تـاركـهـا        من سورة الهم غير منتعـش
وأثقل الناس كـلـهـم رجـل        دعاه داعي الهوى فلم يطـش

والحبشية من الإبل: الشديدة السواد، كأنها نسبت إلى الحبش، وتضم. والحبشية: البهمى إذا كثرت والتفت، كأنها تضرب إلى السواد، قال امرؤ القيس يصف حمرا:

صفحة : 4236

ويأكلن بهمى غضة حبـشـية      ويشربن برد الماء في السبرات والحبشية، بالضم: ضرب من النمل سود عظام، قال الليث: لما جعل ذلك اسما لها غيروا اللفظ ليكون فرقا بين النسبة والاسم، فالاسم حبشية، والنسبة حبشية. والحباشية، بالضم: العقاب، وكذلك النسارية، عن ابن الأعرابي وحبوش، كتنور، ابن رزق الله محمد المصري: محدث ثقة، وهو من شيوخ الطبراني. وحباش، كغراب: اسم. وحبشان كرمضان: جد لمحمد بن علي بن جعفر بن القاسم ابن حبشان بن يعلي الواسطي الفقيه المحدث الداوودي، يروي عن أبي محمد بن السقاء. ويقال: حبشت له حبشا، بالفتح، وحباشة، بالضم، وكذا حبشت تحبيشا، إذا جمعت له شيئا. وحبشت لعيالي، وهبشت، أي كسبت وجمعت، وهي الحباشة والهباشة. وحباش، ككتان: جد والد محمد بن علي بن طرخان البيكندي البلخي، وقد تقدم ذكره مرتين، وقد صحفه المصنف، والصواب أنه بالجيم والموحدة. وأحبش بن قلع، شاعر من تميم، ذكره ابن الكلبي. وكغراب حباش الصوري، روى الحسن بن رشيق، عن الحسن بن آدم عنه. والحسن بن حباش الكوفي: شيخ لابن نافع: محدثان: وفاته: إبراهيم بن محمد بن خلف ابن خضر بن حباشي البخاري، ذكره ابن ماكولا. ومحمد بن هارون بن حباش الكرابيسي: شيخ لخلف الخيام، مات سنة 323. وحبشون، بالفتح، البصلاني، واسمه أحمد بن نصر، يروي موسى القطان. وحبشون بن يوسف النصيبي، عن خالد بن يزيد العمري، وعنه محمد بن يوسف الهروي. وحبشون بن موسى الخلال، عن الحسن بن عرفة، وعنهما الدار قطني. وعلي بن حبشون الصلحي، عن أحمد بن عبيد بن ناصح: محدثون. ويحيى بن أبي منصور بن الصيرفي الحبيشي، كزبيري: إمام روى عن ابن طبرزد، والرهاوي. ومما يستدرك عليه: الأحبوش، بالضم: جماعة الحبش، قال العجاج:

كأن صيران المها الأخلاط      بالرمل أحبوش من الأنباط

صفحة : 4237

وقيل: هم الجماعة أيا كانوا؛ لأنهم إذا تجمعوا اسودوا. وأحبشت المرأة بولدها، إذا جاءت به حبشي اللون. والتحبش: التجمع. وتحبشه، واحتبشه: جمعه. والحبش والاحتباش: الكسب. وتحبشوا عليه، وتهبشوا: اجتمعوا. وحبشهم تحبيشا: جمعهم. والأحبش: الذي يأكل طعام الرجل ويجلس على مائدته ويزينه. والحبشي: ضرب من العنب، قال أبو حنيفة: لم ينعت لنا. والحبشي: ضرب من الشعير، سنبله حرفان، وهو حرش لا يؤكل؛ لخشونته، ولكنه يصلح للعلف. وحبشية: اسم امرأة كان يزيد بن الطثرية يتحدث إليها. وحبيش، كزبير: طائر معروف جاء مصغرا، مثل الكميت، والكعيت، كذا في الصحاح، والعجب من المصنف كيف أغفله. والحبشي: المنسوب إلى الحبشة، وأما أبو سلام ممطور الحبشي وآل بيته فإلى بطن من حمير. وحبشة بن كعب ، بالضم، في مزينة، ذكره ابن حبيب. وأحبش، من أجداد أبي الفضل محمد ابن محمد بن عقبة الزاهد البخاري، روى عن أبي نعيم وطبقته؛ نقله الحافظ. ومنية حبيش، كزبير، من قرى مصر، بالمنوفية، وقد دخلتها. والحبيش: موضع آخر. وشقيق بن سليك بن حبيش، ابن أخي زر، من بني أسد، ثم من بني غاضرة منهم.

ح - ت - ر - ش.
الحتروش، بالضم، كعصفور: الصغير الجسم. وقيل: الحتروش: القصير، نقله الجوهري، كالحترش، بالكسر فيهما، نقله ابن دريد. وقال ابن الأعرابي: الحتروش: الغلام الخفيف النشيط. وقال غيره: الحتروش: النزق الخفيف مع صلابة، أو هو الصلب الشديد، قاله الخليل، أو هو القليل اللحم مع صغر الجسم، قاله ابن شميل. وقولهم: ما أحسن حتارش الصبي، أي حركاته، نقله الجوهري. وحترشة الجراد: صوت أكله، عن أبي سعيد. ويقال: تحترشوا، أي اجتمعوا، مثل حشدوا وحشكوا، ويقال: سعى بين القوم فتحترشوا عليه، فلم يدركوه، أي سعوا عليه وعدوا وجدوا ليأخذوه، قاله ابن شميل. وبنو حترش، بالكسر: بطن من بني عقيل من بني مضرس منهم، وهم الحتارشة. ومما يستدرك عليه: قال الفراء: رأيته متحترشا لزيارتكم، يريد مختلطا، هكذا نقله الصاغاني. وأبو حتروش: كنية شملة بن هزال المحدث.

ح - ت - ش.
حتش، أهمله الجوهري، وقال الأزهري: حتش القوم وتحترشوا: احتشدوا. وقال الليث في كتابه: حتش ينظر فيه، وقال غيره: حتش النظر إليه، إذا أدامه. وحتش، ككتف: ع، بسمرقند، منه: أحمد بن محمد بن عبد الجليل الحتشي، عن علي بن عثمان الخراط، وعنه أبو سعد السمعاني. وحتش الرجل، كعنى: هيج بالنشاط، نقله الليث. وحتش، بالضم، تحتيشا فاحتتش: حرش تحريشا فاحترش، عن الليث، قال: ولا يقال إلا للسباع، كهتش تهتيشا، وسيأتي.

ح - د - ر - ش.
حدرش، كجعفر، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن دريد: اسم، نقله الصاغاني، رحمه الله.

ح - ر - ب - ش.

صفحة : 4238

الحربش، أهمله الجوهري، وقال الفراء: الحربش والحربشة بكسرهما، قال: وقد تشدد باؤهما، فيقال: حربش وحربشة: الأفعى، وهكذا نقله الأزهري والصاغاني، أو الكبيرة منها. ونص أبي عمرو: الكثيرة السم منها، أو هي الخشناء في صوت مشيها، عن أبي عمرو، وقال أبو خيرة: من الأفاعي الحرفش والحرافش، وقد يقول بعض العرب الحربش، قال: ومن ثم قالوا: هل تلد الحربش إلا حربشا. وهو كقولهم: هل تلد الحية إلا حية. وحربش بن نمير بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان، بالكسر.- قلت: لا يحتاج إلى هذا الضبط؛ فإن الكسر مفهوم من سياق العبارة- في بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر، قاله ابن حبيب. وحربش: رجل آخر في بني العنبر من بني تميم. وعجوز حربش: خشنة المس. وقال ابن دريد: الحربيش، كقنديل: الخشن، يقال: أفعى حربيش، قال رؤبة يخاطب عاذلته:

أصبحت من حرص على التأريش      غضبى كأفعى الرمثة الحربيش وقال غيره: أفعى حربش، وحربيش: كثيرة السم، شديدة صوت الجسد إذا حكت بعضها ببعض متحرشة، وقيل: الحربيش: حية كالأفعى ذات قرنين، وبه فسر قول رؤبة.

ح - ر - ش.
حرش الضب يحرشه، من حد ضرب، حرشا وتحراشا، بفتحهما: صاده، كاحترشه، فهو حارش الضباب، قال ابن هرمة:

إني أريح على المولى بشاجنتـي      حلمي وينزع منه الضب تحراشي

صفحة : 4239

وذلك بأن، ولو قال: وهو أن يحرك يده، لأصاب في الاختصار، على باب جحره، وليس في نص الصحاح ذكر الباب، وهو يستغنى عنه؛ ليظنه حية، فيخرج ذنبه ليضربها، فيأخذه. كما في الصحاح. وقيل: حرش الضب، واحترشه، وتحرشه، وتحرش به، أي قفا جحره، فقعقع بعصاه عليه، وأتلج طرفها في جحره، فإذا سمع الصوت حسبه دابة، تريد أن تدخل عليه، فجاء يزحل على رجليه وعجزه مقاتلا، ويضرب بذنبه، فناهزه الرجل، أي بادره، فأخذ بذنبه فضب عليه، أي شد القبض، فلم يقدر أن يفيصه، أي يفلت منه، ومنه المثل هذا أجل من الحرش، بالفتح، من أكاذبيهم أنه إذا ولد الضب ولدا حذره الحرش. أحسن من ذلك أن يقول- بعد أكاذيبهم، كما هو في نص المحكم-: قال الضب لولده: يا بني احذر الحرش، فبينما هو وولده في تلعة سمع وقع محفار على فم الجحر، فقال: يا أبت الحرش هذا? ونص المحكم: فسمع يوما وقع محفار على فم الجحر، فقال: يا أبت أهذا الحرش? فقال: يا بني هذا أجل من الحرش فذهب مثلا؛ يضرب لمن يخاف شيئا فيقع في أشد منه. وحرش فلانا وخرشه، بالحاء والخاء: خدشه، نقله الجوهري. وحرش جاريته: جامعها مستلقية على قفاها، عن ابن دريد. والحرش الأثر، وخص بعضهم به الأثر في الظهر. وقيل: الحراش: أثر الضرب في البعير يبرأ فلا ينبت له شعر ولا وبر. والحرش: الجماعة من الناس، والصواب فيه: الحرش، ككتف، قال الصاغاني: يقال: حرش من العيال، وكرش، أي جماعة، هكذا ضبطه مجودا، ج حراش، بالكسر، وبه سمي، الرجل حراشا، قال الجوهري، ولا تقل: خراش. وربعي والربيع، ومسعود: بنو حراش، ككتاب الغطفاني: تابعيون، روى مسعود، وهو الأكبر، عن حذيفة، وأخوه ربيع، وهو الأوسط، هو الذي تكلم بعد الموت. وحراش بن مالك: عاصر شعبة بن الحجاج العتكي. والحريش، كأمير: دويبة أكبر من الدودة على قدر الإصبع، بأرجل كثيرة، أو هي التي تسمى دخال الأذن، قاله أبو حاتم، وتعرف عند العامة بأم أربعة وأربعين. وحريش بن هلال القريعي التميمي الشاعر. وحريش بن كعب، في قيس، وهو الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، منهم ربيعة بن شكل بن كعب بن الحريش، الذي عقد الحلف بين بني عامر وبين بني عبس، وذو الغصة عامر بن مالك، ومطرف بن عبد الله بن الشخير، بالفتح، وسعيد بن عمرو، وغيرهم. وحريش بن جذيمة بن زهران بن الحجر بن عمران، في الأزد. وحريش بن عبد الله بن عليم ابن جناب، وأخوه جريش، بالجيم، في كلب. وحريش بن جحجبي ابن كلفة بن عمرو بن عوف في الأنصار، وليس فيهم بالمعجمة غيره، ومن سواه بالمهملة، هذا قول الأمير ابن ماكولا، نقلا عن الزبير بن بكار، ونصه: كل من في الأنصار حريس، بالمهملتين، إلا حريش بن جحجبي فإنه بالحاء والشين المعجمة، هو جد أنس بن مالك الصحابي المشهور، رضي الله تعالى عنه. وأحيحة بن الجلاح بن الحريش، من ولده المنذر بن محمد ابن عقبة بن أحيحة، شهد بدرا، وقتل يوم بئر معونة، وعبد الرحمن بن أبي بن بلال بن أحيحة وغيرهما، ووهم الذهبي في تقييده بالإهمال، فإنه

صفحة : 4240

عكس ما قاله الزبير بن بكار، وعليه المعول في ضبط الأنساب. والحريش: الأكول من الجمال، وكذلك بالجيم. والحريش أيضا: المتدلع الشفتين من خرط الشوك، نقلهما الصاغاني ج حرش، بضمتين. والحريش: دابة لها مخالب كمخالب الأسد، قاله إبراهيم الحربي، وقال الليث: ولها قرن واحد في وسط هامتها، تسميها الناس الكركدن، كما في الصحاح، وقيل: هي دابة بحرية، وروى الأزهري عن أشياخه: الهرميس: الكركدن أعظم من الفيل، له قرن، يكون في البحر، أو على شاطئه، قال: وكأن الحريش والهرميس شئ واحد، فظهر من هذا أن القولين واحد، فقول المصنف: ودابة بحرية، يقتضي أنه غير الكركدن، فتأمل. ويقال: أخرجت له حريشتي، أي ملك يدي، نقله الصاغاني عن ابن عباد. والحرشة، بالضم: شبه الحماطة، وهي الخشونة، كالحرش، ومنه دينار أحرش، أي خشن، لجدته، والجمع حرش، ومنه الحديث أن رجلا أخذ من رجل آخر دنانير حرشا وهي الجياد الخشن، الحديثة العهد بالسكة، التي عليها خشونة النقش. وكذا ضب أحرش، أي خشن الجلد، كأنه محزز. وقيل: كل شئ خشن أحرش، وحرش، الأخيرة عن أبي حنيفة، قال الأزهري: وأراها على النسب؛ لأني لم أسمع له فعلا. والحراش، ككتان: الأسود السالخ لأنه يحرش الضباب، ويريد أن يدخل في جحرها. والحراش ابن مالك، محدث، سمع يحيى بن عبيد، وحكى ابن ما كولا فيه الخلاف: هل هو هكذا كما ضبطه المصنف? أو بالمهملة والتخفيف، أي ككتاب? أو بالمهملة والتشديد، ككتان? قال الحافظ: فصح أن حراش بن مالك واحد لا اثنان. قلت والعجب من المصنف، رحمه الله تعالى، نبه في الحريش على وهم الذهبي، وتبعه في الحراش مقلدا له من غير تنبيه عليه، أي ذكر حراش بن مالك الذي عاصر شعبة أولا، ثم ذكره ثانيا، وقال فيه: إنه سمع يحيى بن عبيد، تقليدا للذهبي، وهما واحد، وإنما الاختلاف في الضبط، فتأمل. والله تعالى أعلم. وحية حرشاء بينة الحرش، محركة: خشنة الجلد، قال الشاعر: ما قاله الزبير بن بكار، وعليه المعول في ضبط الأنساب. والحريش: الأكول من الجمال، وكذلك بالجيم. والحريش أيضا: المتدلع الشفتين من خرط الشوك، نقلهما الصاغاني ج حرش، بضمتين. والحريش: دابة لها مخالب كمخالب الأسد، قاله إبراهيم الحربي، وقال الليث: ولها قرن واحد في وسط هامتها، تسميها الناس الكركدن، كما في الصحاح، وقيل: هي دابة بحرية، وروى الأزهري عن أشياخه: الهرميس: الكركدن أعظم من الفيل، له قرن، يكون في البحر، أو على شاطئه، قال: وكأن الحريش والهرميس شئ واحد، فظهر من هذا أن القولين واحد، فقول المصنف: ودابة بحرية، يقتضي أنه غير الكركدن، فتأمل. ويقال: أخرجت له حريشتي، أي ملك يدي، نقله الصاغاني عن ابن عباد. والحرشة، بالضم: شبه الحماطة، وهي الخشونة، كالحرش، ومنه دينار أحرش، أي خشن، لجدته، والجمع حرش، ومنه الحديث أن رجلا أخذ من رجل آخر دنانير حرشا وهي الجياد الخشن، الحديثة العهد بالسكة، التي عليها خشونة النقش. وكذا ضب أحرش، أي خشن الجلد، كأنه محزز. وقيل: كل شئ خشن أحرش، وحرش، الأخيرة عن أبي حنيفة، قال الأزهري: وأراها على النسب؛ لأني لم أسمع له فعلا. والحراش، ككتان: الأسود السالخ لأنه يحرش الضباب، ويريد أن يدخل في جحرها. والحراش ابن مالك، محدث، سمع يحيى بن عبيد، وحكى ابن ما كولا فيه الخلاف: هل هو هكذا كما ضبطه المصنف? أو بالمهملة والتخفيف، أي ككتاب? أو بالمهملة والتشديد، ككتان? قال الحافظ: فصح أن حراش بن مالك واحد لا اثنان. قلت والعجب من المصنف، رحمه الله تعالى، نبه في الحريش على وهم الذهبي، وتبعه في الحراش مقلدا له من غير تنبيه عليه، أي ذكر حراش بن مالك الذي عاصر شعبة أولا، ثم ذكره ثانيا، وقال فيه: إنه سمع يحيى بن عبيد، تقليدا للذهبي، وهما واحد، وإنما الاختلاف في الضبط، فتأمل. والله تعالى أعلم. وحية حرشاء بينة الحرش، محركة: خشنة الجلد، قال الشاعر:

صفحة : 4241

بحرشاء مطحان كأن فحـيحـهـا      إذا فزعت ماء هريق على الجمر وقال الجوهري بعد إنشاد هذا البيت: والحريش، نوع من الحيات أرقط، وقال الصاغاني: وهو تصحيف، والصواب: حربش كهجرس. قلت: وقد سبقه إلى ذلك أبو زكريا، وقال: المحفوظ حربش، وكأن الصاغاني قلده، مع أن أبا زكريا لم يوهمه، والعجب من المصنف كيف أغفل عن هذا التوهيم للجوهري، مع أنه غاية مناه. وأنا أقول: إن الصواب مع الجوهري؛ فإن هذا النوع من الحيات- الذي يكون أرقط- من شأنه خشونة الجلد دائما، وقد جوزوا وصف الحية بالحرشاء اتفاقا، وتقدم عن ابن دريد قوله: أفعى حربيش: خشن، فجاز وصفها بالحريش كالحربيش، هذا ما يقتضيه الاشتقاق، وأما الحفظ والنقل فناهيك بالجوهري، وشرطه في كتابه أن لا يذكر فيه إلا ما صح وسمع من الثقات، فتأمل. والحرشاء: نبت سهلي كالصفراء والغبراء، وهي أعشاب معروفة تستطيبها الراعية، قاله الأزهري، وقيل: الحرشاء: ضرب من السطاح، أخضر، ينبت متسطحا على وجه الأرض، وفيه خشونة، قال أبو النجم: والخضر السطاح من حرشائه. أو هو خردل البر، قاله أبو نصر، وأنشد الجوهري لأبي النجم:

وانحت من حرشاء فلج خردله     وأقبل النمل قطارا تنقـلـه قال الصاغاني: وقد سقط بين المشطورين مشطوران، والرواية: واختلف النمل. والحرشاء الجرباء من النوق التي لم تطل، قاله أبو عمرو، وقال الأزهري: سميت حرشاء لخشونة جلدها. والحرشون كحلزون، ورأيته في نسخة الصحاح مضبوطا بالضم مجودا: حسكة صغيرة صلبة، تتعلق بصوف الشاء، قال الشاعر: كما تطاير مندوف الحراشين. ويقال: إنه شئ من القطن لا تدمغه المطارق، ولا يكون ذلك إلا لخشونة فيه. والحرش، ككتف، بالحاء والخاء: من لا ينام، قاله الأموي، وقيل: جوعا، ونقله الأزهري وقال: أظن. والحرش والتحريش: الإغراء بين القوم، أو الكلاب، وقيل: الحرش والتحريش: إغراؤك الإنسان والأسد ليقع بقرنه. وحرش بينهم: أفسد وأغرى بعضهم ببعض، وفي الحديث أنه نهى عن التحريش بين البهائم، هو الإغراء وتهييج بعضها على بعض، كما يفعل بين الجمال، والكباش، والديوك، وغيرها. واحترش لعياله: جمع لهم، واكتسب، وأنشد:

لو كنت ذالـب تـعـيش بـه      لفعلت فعل المرء ذي اللـب
لجعلت صالح ما احترشت وما     جمعت من نهب إلى نهـب

صفحة : 4242

وأحرش الهناء البعير: بثره، أي قشره وأدماه، عن ابن عباد. وحرشه، وخرشه، بالحاء والخاء، إذا حكه حتى يقشر الجلد الأعلى، فيدمى، فيطلى حينئذ بالهناء. ومحمد بن موسى الحرشي محركة: محدث شهير، وآخرون بنيسابور. ومما يستدرك عليه: الاحتراش: الخداع. والتحريش: ذكر ما يوجب العتاب. وتحرش الضب، وتحرش به: احترشه. وقال الفارسي: قال أبو زيد: يقال: لهو أخبث من ضب حرشته. وذلك أن الضب ربما استروح فخدع فلم يقدر عليه. وقال الأزهري: قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في مخاطبة العالم بالشيء من يريد تعليمه: أتعلمني بضب أنا حرشته? : ونحو منه قولهم: كمعلمة أمها البضاع. ومن المجاز: احترش ضب العداوة، ومنه قول كثير، أنشده الفارسي:

ومحترش ضب العـداوة مـنـهـم      بحلو الخلى حرش الضباب الخوادع وضع الحرش موضع الاحتراش؛ لأنه إذا احترشه فقد حرشه، ويقال: إنه لحلو الخلي، أي حلو الكلام. والحرش: الخديعة، وحرش كعلم إذا خدع، نقله الصاغاني، وفي حديث المسور ما رأيت رجلا ينفر من الحرش مثله يعني معاوية، يريد بالحرش الخديعة. وحارش الضب الأفعى، إذا أرادت أن تدخل عليه، فقاتلها. وحرش البعير بالعصا: حك في غاربه ليمشي. قال الأزهري: سمعت غير واحد من الأعراب يقول للبعير الذي أجلب دبره في ظهره: هذا بعير أحرش، وبه حرش، قال الشاعر:

فطار بكفي ذو حراش مشمر      أحذ ذلاذيل العسيب قصـير أراد به جملا به آثار الدبر. ونقبة حرشاء: وهي الباثرة، التي لم تطل، وأنشد الجوهري:

وحتى كأني يتقى بي معبـد      به نقبة حرشاء لم تلق طاليا والحارش: بثور تخرج في ألسنة الناس والإبل، صفة غالبة. واحترش القوم: احتشدوا. وحريش، كأمير: قبيلة من بني عامر. وقد سموا حرشاء، بالمد، ومحرشا، كمحدث، ومنه محرش الكعبي، هكذا ضبطه ابن ماكولا، وضبطه غيره بالسين المهملة، وقال الزمخشري: الصواب أنه بالخاء المعجمة، كما سيأتي، وهو صحابي، له حديث في الترمذي. وحريش، كزبير: قبيلة بالمغرب من البربر ومنهم الإمام المعمر المحدث أبو الحسن علي بن أحمد ابن عبد الله الخياط الفاسي الحريشي، حدث عن الإمام عبد القادر بن علي وغيره، وعنه شيوخنا: إسماعيل بن عبد الله، وعمر بن يحيى بن مصطفى، ومحمد بن الطالب بن سودة، ومحمد ابن عبد الله بن أيوب، ومحمد بن محمد بن مسعود الوراني، شرح الشفاء والموطأ والشمائل، ومات، بالمدينة المشرفة، عن سن عالية. والحرشان، بالضم: جبلان بأعيانهما، نقله الصاغاني. قلت: وهو تصحيف، والصواب بالسين المهملة، وقد تقدم. والحريش، كأمير: قرية من أعمال الموصل، نقله الصاغاني أيضا. والمحراش: المحجن.

ح - ر - ف - ش.

صفحة : 4243

الحرنفش، كغضنفر: الجافي الغليظ، عن ابن دريد، أو العظيم، عن ابن عباد. وقيل: هو الشديد القوي المتهيئ للشر. والمحرنفش: المنتفخ، عن ابن عباد. وقيل: و المتغضب، هكذا في سائر النسخ، وقيل: هو المنقبض الغضبان، عن أبي عبيد. والمحرنفش: المتهيئ للشر، وقال الجوهري: قال الأصمعي: احرنفش، إذا تهيأ للغضب والشر، حكاه عنه أبو عبيد، وربما جاء بالخاء، انتهى. وفي المحكم: احرنفش الديك، إذا تهيأ للقتال، وأقام ريش عنقه، وكذلك الرجل إذا تهيأ للقتال والغضب والشر، ويروى بالخاء. وقال هرم بن زيد الكلبي إذا أخصب الناس قلنا: قد أكلأت الأرض، واحرنفشت العنز لأختها، أي ازبأرت ونصبت شعرها، وزيفانها في أحد شقيها لتنطح صاحبتها، وإنما ذلك من الأشر، حين ازدهت، وأعجبتها نفسها. واحرنفشت الرجال: صرع بعضهم بعضا. وعن أبي خيرة: الحرفش، والحرافش، كزبرج، وعلابط: الأفعى، نقله الأزهري، والصاغاني.

ح - ش - ش.
حش النار يحشها حشا: أوقدها، كذا نص الصحاح، وقال غيره: جمع إليها ما تفرق من الحطب، وقال الأزهري: حششت النار بالحطب. فزاد: بالحطب، وقال الزمخشري: حش النار: أشبها وأطعمها الحطب كما تحش الدابة. وقال: هو مجاز. وحش الولد في البطن يحش حشا: جووز به وقت الولادة فيبس في البطن، وقال أبو عبيد: وبعضهم يقول: حش، بضم الحاء، وفي الحديث فلما مات حش ولدها في بطنها قال أبو عبيد: حش ولدها في بطنها، أي يبس. وحشت اليد: شلت ويبست، كما قاله الجوهري، وهو الأكثر، وقيل: دقت وصغرت، وحكى عن يونس: حشت، بضم الحاء، كأحشت، فهي محش، واستحشت مثله، الأخيرة عن يونس. وحش الودي من النخل: يبس، ومنه الحديث أن رجلا أراد الخروج إلى تبوك، فقالت له أمه، أو امرأته: كيف بالودي? فقال: الغزو أنمى للودي، فما ماتت منه ودية ولا حشت، أي يبست. وحش الفرس يحش حشا، إذا أسرع، ومثله ألهب، كأنه يتوقد في عدوه، قال أبو دواد الإيادي:

ملهب حشه كحـش حـريق     وسط غاب وذاك منه حضار وحش الحشيش يحشه حشا: قطعه وجمعه، كاحتشه. ومن المجاز: حش فلانا يحشه حشا: أصلح من حاله، وفي العباب: من ماله. وحش المال بمال غيره، إذا كثره به، وهو مجاز أيضا، قال صخر الغي الهذلي:

في المزني الذي حششت له     مال ضريك تلاده نـكـد

صفحة : 4244

قال السكري: حشتت له: جعلتثه في ماله، وقال الباهلي: حششت له: قويته به. وحش زيدا بعيرا، وحشه ببعير: أعطاه إياه يركبه، الأخير عن ابن حبيب. وحش الصيد: ضمه من جانبيه، وقال الليث: يقال: حش على الصيد، جاء به في باب المضاعف، قال الأزهري: كلام العرب الصحيح: حش على الصيد، بالتخفيف، من حاش يحوش، ومن قال: حششت الصيد، يعني حشته، فإني لم أسمعه لغير الليث، ولست أبعده مع ذلك من الجواز، ومعناه: ضم الصيد من جانبيه، كما يقال: حش هذا البعير بجنبين واسعين، أي ضم، غير أن المعروف في الصيد الحوش. وحش الفرس يحشه حشا: ألقى له حشيشا وعلفه به، قال الأزهري: وسمعت العرب تقول للرجل: حش فرسك، ومنه المثل: أحشك وتروثني، يعني فرسه، ومعنى أحشك: أعلفك الحشيش، قال الجوهري: ولو قيل بالسين لم يبعد، يضرب لمن أساء إلى من أحسن إليه، كذا قاله الأزهري، وقال غيره: يضرب لكل من اصطنع عنده معروفا فكافأه بضده أو لم يشكره ولا نفعه، ثم إن لفظ المثل هكذا هو في الصحاح والتهذيب والأساس والمحكم، ورأيت في هامش الصحاح ما نصه: والذي قرأته بخط عبد السلام البصري في كتاب الأمثال لأبي زيد: أحشك وتروثيني، وقد صحح عليه. والمحش، بالكسر: حديدة تحش بها النار أي تحرك، كالمحشة بالكسر أيضا، ومنه قيل للرجل الشجاع: نعم محش الكتيبة، وهو مجاز. والمحش: ما يجعل فيه الحشيش، كالمحشة، وفتح ميمه، وفي بعض النسخ، ميمهما، أفصح. وقال أبو عبيد: المحش: ما حش به، والمحش: الذي يجعل فيه الحشيش، وقد تكسر ميمه أيضا. والمحش: منجل ساذج يحش به الحشيش، وكسره أفصح، وفي اللسان: والفتح أجود. والمحش: الأرض الكثيرة الحشيش، كالمحشة، يقال: هذا محش صدق: للبلد الذي يكثر فيه الحشيش. والمحش: الحش، كأنه مجتمع العذرة، ويكسر. ومن المجاز: يقال: هو محش حرب، بالكسر، أي موقد لها، أي لنارها ومؤرثها طبن بها، ككتف، وهو العارف بأمورها. ومن المجاز: الحش، مثلثة، الفتح والضم نقلهما الجوهري: المخرج والمتوضأ، سمي به، لأنهم كانوا يقضون حوائجهم، أي يذهبون عند قضاء الحاجة في البساتين، وقيل: إلى النخل المجتمع، يتغوطون فيها، على نحو تسميتهم للفناء عذرة، ج: حشوش، ومنه الحديث: إن هذه الحشوش محتضرة يعني الكنف ومواضع قضاء الحاجة، وحشون، عن ابن عباد. والحش، بالفتح: النخل الناقص، هكذا في النسخ، وفي بعضها النافض، بالفاء والضاد، القصير الذي ليس بمسقى ولا معمور، وقيل: هو جماعة النخل، وقال ابن دريد: الحش، بالفتح والضم: النخل المجتمع، ج حشان، بالكسر، كضيف وضيفان، هكذا مثله به الجوهري، وقوله: بالكسر، مستدرك، وفاته حشان، بالضم أيضا، وحشاشين جمع الجمع، كلاهما عن سيبويه. والحش، بالضم: الولد الهالك في بطن أمه، ونص ابن شميل: في بطن الحاملة، قال: يقال إن في بطنها لحشا، وهو الولد الهالك تنطوي عليه، وتهراق دما عليه، أي يبقى فلا يخرج، قال ابن مقبل:

ولقد غدوت على التجار بجسرة      قلق حشوش جنينها أو حـائل

صفحة : 4245

وحش كوكب، وحش طلحة: موضعان بالمدينة، ظاهر ضبطهما أنهما بالضم، والصواب أنهما بالفتح، كما ضبطه الصاغاني وأبو عبيد البكري، أما حش كوكب فإنه بستان بظاهر المدينة، خارج البقيع، اشتراه سيدنا عثمان، رضي الله تعالى عنه، وزاده في البقيع، وبه دفن. وابن حشة الجهني: بالضم: تابعي، عن أبي هريرة، رضي الله تعالى عنه، وعنه ابن أبي ذؤيب ومحمد ابن عبد الله بن القاسم الحشاش، ككتان: محدث يروى عن عبد الرزاق. وزبينة بن مازن بن مالك، وعبد الله، وحشان، والحرماز واسمه الحارث: بنو مالك بن عمرو بن تميم، وكعب بن عمرو بن تميم، يقال لهذه القبائل: الحشان، بالكسر، والذي ذكره أبو عبيد وغيره عن أئمة النسب أنه يقال لبني ربيعة ودارم وكعب بن مالك بن حنظلة: الحشان، ولبني طهية وبني العدوية: الجمان، فتأمل. والحشان، بالضم: أطم بالمدينة، على طريق قبور الشهداء، نقله ابن الأثير، وقال الصاغاني: وهو من آطام اليهود. وضبطه بالكسر. ومن المجاز: المحشة: الدبر، كالحش، ج محاش، وحشوش، وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن إتيان النساء في محاشهن. وقد روي بالسين أيضا، وفي رواية في حشوشهن، أي أدبارهن، وفي حديث ابن مسعود، رضي الله تعالى عنه: محاش النساء عليكم حرام قال الأزهري: كنى عن الأدبار بالمحاش، كما يكنى بالحشوش عن مواضع الغائط. والمحشاة: أسفل مواضع الطعام المؤدى إلى المذهب. وهي من الدواب: المبعر، هذه العبارة- من قوله: والمحشاة- أوردها الصاغاني، ولكنه بعد أن ذكر: ويروي: محاشي النساء عليكم حرام، ثم قال والمحشاة إلى آخره، وظن المصنف، رحمه الله، أنها في هذه المادة، وإنما هو بيان للرواية، وموضع ذكره في المعتل، كما لا يخفى، فتأمل. والحشيش، كأمير: الكلأ اليابس، ولا يقال، وهو رطب: حشيش، زاده الجوهري، والأزهري. وزاد الأخير: والطاقة منه حشيشة، والعشب يعم الرطب واليابس، وقال ابن سيده: وهذا قول جمهور أهل اللغة، وقال بعضهم: الحشيش: أخضر الكلإ ويابسه، قال: وهذا ليس بصحيح؛ لأن موضوع هذه الكلمة في اللغة اليبس والتقبض، وقال الأزهري: العرب إذا أطلقوا اسم الحشيش عنوا به الخلي خاصة، وهو أجود علف تصلح الخيل عليه، وهو من خير مراعي النعم، وهو عروة في الجدب، وعقدة في الأزمات، وقال ابن شميل: البقل أجمع، رطبا ويابسا، حشيش وعلف وخلى. وحشيش: الزاهد الموصلي الكبير في طبقة فتح الموصلي، وسالم الحداد الموصلي. ومعين الدين هبة الله بن حشيش ناظر الجيوش بالشام، كان بطرابلس، حدث. وحشيش، كزبير: ابن عمران، في تميم، هكذا في النسخ، والصواب: بن نمران بن سيف بن عمير بن رياح بن يربوع. وحشيش بن هلال في بجيلة، وهو الحارث بن رياح. وحشيش بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك، في كنانة. وحشيش بن حرقوص، في تميم، أيضا، وهو ابن حرقوص ابن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، ومنهم قطري بن الفجاءة، واختلف في جد مالك بن الحارث، ومالك بن الحويرث الصحابيين، رضي الله تعالى عنهما، فقيل هكذا، وقيل:

صفحة : 4246

كأمير، حكى ذلك الأمير. والمحش: المكان الكثير الكلإ والخير، ومنه قولهم: إنك بمحش صدق فلا تبرحه، أي بموضع كثير الحشيش، كذا في نسخ الصحاح، وفي بعضها: كثير الخير، وصحح عليه، وفي الأخير مجاز. والحشاش، والحشاشة بضمهما: بقية الروح في القلب، وهو الرمق في المريض والجريح، قال الشاعر:ر، حكى ذلك الأمير. والمحش: المكان الكثير الكلإ والخير، ومنه قولهم: إنك بمحش صدق فلا تبرحه، أي بموضع كثير الحشيش، كذا في نسخ الصحاح، وفي بعضها: كثير الخير، وصحح عليه، وفي الأخير مجاز. والحشاش، والحشاشة بضمهما: بقية الروح في القلب، وهو الرمق في المريض والجريح، قال الشاعر:

وما المرء ما دامت حشاشة نفسه     بمدرك أطراف الخطوب ولا آل وكل بقية: حشاشة، وقال الفرزدق:

إذا سمعت وطء الركاب تنفست     حشاشتها في غير لحم ولا دم وحشاشاك أن تفعل كذا، بالضم، وكذا غناماك وحماداك، أي قصاراك، وقال اللحياني: أي مبلغ جهدك، كأنه مشتق من الحشاشة. ويوم حشاش من أيامهم، قال عمير بن الجعد:


أ أميم هل تدرين أن رب صاحب      فارقت يوم حشاش غير ضعيف
يسر إذا هب الشتاء ومـطـعـم      للحم غير كبـنة عـلـفـوف

والحشاش، بالكسر: الجوالق فيه الحشيش، قال الشاعر:

أعيا فنطناه مناط الجـر      بين حشاشي بازل جور وحشاشا كل شيء: جانباه، نقله الصاغاني. والحشة، بالضم: القبة العظيمة، هكذا في سائر النسخ: القبة بالموحدة، والصواب القنة بالنون، كما ضبطه الصاغاني، عن ابن عباد، ج حشش، بضم ففتح. وأحششته عن حاجته: أعجلته عنها، نقله الصاغاني، كأنه لغة في أعششته، بالعين. وأحششت فلانا: حششت معه الحشيش، أي جمعته وقطعته، فكأنه أعانه في الحش. وأحش الكلأ: أمكن لأن يحش ويجمع، ولا يقال: أجز، وقال ابن شميل: يقال: هذه لمعة قد أحشت، أي أمكنت لأن تحش، وذلك إذا يبست، واللمعة من الحلي هو الموضع الذي يكثر فيه الحلي، ولا يقال له لمعة حتى يصفر أو يبيض. وأحشت المرأة، والناقة، تحش، أي يبس الولد في بطنها، وهي محش، وقد ألقته حشا. واحتش الحشيش: طلبه، وجمعه. وأما حشه فبمعنى قطعه. وتحشحشوا: تفرقوا، وأيضا تحركوا للنهوض، كحشحشوا، يقال: سمعت له حشحشة، بالحاء والخاء، أي حركة، عن ابن دريد. ويقال: الحشحشة: دخول القوم بعضهم في بعض، فيكون ضد التفرق، فتأمل، وفي حديث علي وفاطمة، رضي الله تعالى عنهما، دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلينا قطيفة، فلما رأيناه تحشحشنا، فقال: مكانكما أي تحركنا. والمستحشة من النوق: التي دقت أوظفتها من عظمها وكثرة شحمها، وحمشت سفلتها في رأي العين. وقد استحشها الشحم، وأحشها فاستحش، أي أدق عظمها فاستدق. عن ابن الأعرابي، وأنشد:

سمنت فاستحش أكرعهـا      لا الني ني ولا السنام سنام

صفحة : 4247

وقيل: ليس ذلك؛ لأن العظام تدق بالشحم، ولكن إذا سمنت دقت عند ذلك فيما يرى. واستحش: عطش، يقال: جاءت الخيل مستحشة، أي عطاشا، عن ابن عباد. واستحش الغصن: طال. واستحش ساعدها كفها، إذا عصم حتى صغرت الكف عنده، وهو مأخوذ من قولهم: قام فلان إلى فلان فاستحشه، أي صغر معه. وقال الفراء: سمعت بعض بني أسد يقول: ألحق الحش بالإش، قال: كأنه يقول: ألحق الشيء بالشيء أي إذا جاءك شئ من ناحية فافعل مثله ذكره أبو تراب في باب السين والشين وتعاقبهما، وقد تقدم ذكره هناك، قال الصاغاني: والتركيب يدل على نبات أو غيره يجف ثم يستعار هذا في غيره وقد شذ عن هذا التركيب: الحشاشة: بقية النفس. ومما يستدرك عليه: حش على غنمه، كهش، أي ضرب أغصان الشجرة حتى نثر ورقها، ومنه المحشة للعصا، وقيل: القضيب. وحش على دابته: قطع لها الحشيش. والحشاش، كرمان: الذين يحتشون الحشيش. والحشاش، كغراب، خاصة: ما يوضع فيه الحشيش، وجمعه أحشه. والمحش، بالكسر والفتح: كساء من صوف يوضع فيه الحشيش، نقله ابن الأثير. وأحش الله يده: دعاء للعرب. واستحش الولد في الرحم: يبس. والحشيش، والمحشوش، والأحشوش: الحش، وهو الولد الذي يبس في بطن أمه، وقال ابن الأعرابي: حش ولد الناقة يحش حشوشا، وأحشته أمه. وحش الحرب يحشها حشا: أسعرها وهيجها، وهو مجاز تشبيها باستعار النار، قال زهير:

يحشونها بالمشرفـية والـقـنـا     وفتيان صدق لا ضعاف ولا نكل وحش النابل سهمه يحشه حشا؛ إذا راشه، كما في العباب، وألزق به القذذ من نواحيه، كما في الصحاح، أو ركبها عليه. قال:

أو كمريخ عـلـى شـريانة      حشه الرامي بظهران حشر وهو مجاز، وقال الأزهري: إذا كان البعير والفرس مجفر الجنبين يقال: حش ظهره بجنبين واسعين، فهو محشوش. وحش الدابة يحشها حشا: حملها في السير، قال:

قد حشها الليل بعصلبي      مهاجر ليس بأعرابي قال الأزهري: قد حشها، أي ضمها، وكل ما قوي بشيء أو أعين به فقد حش به، كالحادي للإبل، والسلاح للحرب، والحطب للنار، قال الراعي:

هو الطرف لم تحشش مطي بمثله     ولا أنس مستوبد الـدار خـائف

صفحة : 4248

أي لم ترم مطي بمثله، ولا أعين بمثله قوم عند الاحتياج إلى المعونة. والحشاشة، كرمانة: القنة العظيمة، عن ابن عباد. وحشحشته النار: أحرقته. ويقال: أنبطوا بئرهم في حشاء، أي حجارة رخوة وحصباء، ويقال: خشاء، بالخاء معجمة، نقله الصاغاني. وغب الحشيش: من أغباب بحر اليمن. وحشحشته: خضخضته. واستحشوا: قلوا. ومن المجاز: ما بقي من المروءة إلا حشاشة تتردد في أحشاء محتضر. وجئت وما بقي من الشمس إلا حشاشة نازع، نقله الزمخشري، رحمه الله تعالى. والحشاء: فرس عمرو بن عمرو، كان لها ما للفحل وما للأنثى، وكانت لا تجارى، وكانت ضبوبا. واحتش بلد كذا: لم يعرف خبره. وحش الودي: يبس. والحشاش، كرمان: الذي يقطع به الحشيش. وأبو حشيشة: محمد بن علي بن أبي أمية الطنبوري، كان نديم الخلفاء، وله كتاب في أخبار الطنبوريين، أجاد فيه.

ح - ف - ش.
الحفش، كالضرب: القشر، وبه فسر قول الكميت يصف غيثا:

بكل ملث يحفش الأكم ودقهكأن التجار استبضعته الطيالسا والحفش: الاستخراج، وأنشد ابن دريد:

يا من لعين ثرة المدامـع      يحفشها الوجد بماء هامع

صفحة : 4249

ثم فسره فقال: أي يستخرج كل ما فيها. والحفش: الجد، يقال: حفشت المرأة لزوجها الود، إذا اجتهدت فيه. والحفش: الجمع، وجريان السيل، يقال: حفش السيل حفشا، إذا جمع الماء من كل جانب إلى مستنقع واحد، وحفشت الأودية: سالت كلها. والحفش: جرى الفرس جريا بعد جري، فلم يزدد إلا جودة. والحفش: اجتماع القوم، يقال: هم يحفشون عليك، أي يجتمعون ويتألبون. والحفش: الطرد. والحفش، بالكسر: وعاء المغازل، وقيل: هو السفط يكون فيه البخور. والحفش: البيت الصغير جدا، وهو القريب السمك من الأرض، سمي به لضيقه، ويروى أيضا بالفتح والتحريك، ومنه حديث المعتدة: دخلت حفشا، ولبست شر ثيابها، وبه فسر أبو عبيد الحفش الذي في الحديث، قاله الجوهري. قلت: والحديث المذكور أن النبي صلى الله عليه وسلم، بعث رجلا من أصحابه ساعيا فقدم بمال فقال: أما كذا وكذا فهو من الصدقات، وأما كذا وكذا فإنه مما أهدى إلي. فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: هلا جلس في حفش أمه فينظر هل يهدى له وذكر ابن الأثير أن هذا هو ابن اللتبية. أو هو البيت من شعر من بيوت الأعراب، صغير جدا، قاله الخليل. والحفش: السنام. والحفش: الفرج، وبه فسر بعضهم حديث ابن اللتبية، والمعنى: هلا قعد عند حفش أمه. والحفش: الدرج، وبه فسر البيت الصغير، عن ابن الأثير. والحفش: الشيء البالي الذي لا ينتفع به. وقال الليث: الحفش: ما كان من أسقاط الآنية التي تكون أوعية في البيت للطيب ونحوه كالقوارير وغيرها. والحفش أيضا: الجوالق العظيم البالي، يكون من الشعر، ج، أي جمع الكل أحفاش، وحفاش. أو أحفاش البيت: قماشه، ورذال متاعه، قاله أبو سنان. وقيل: الأحفاش من الأرض: ضبابها وقنافذها ويرابيعها، وليست بالأحناش، قاله أبو زياد. وحفش السنام، كفرح، حفشا، بالتحريك: أخذته الدبرة في مقدمه فأكلته من أسفله إلى أعلاه، وبقي مؤخره مما يلي عجزه صحيحا قائما، وذهب مقدمه مما يلي غاربه. وبعير حفش السنام، وجمل أحفش، وناقة حفشاء، وحفشة، قاله ابن شميل. وحفشت المرأة لزوجها الود: اجتهدت فيه. وعن ابن الأعرابي: حفشت السماء جادت بمطر شديد ساعة ثم أقلعت، وقال أبو زيد: حفشت السماء حفشا، وحشكت حشكا، وأغبت إغباء، فهي مغبية، وهي الغبية، والحفشة، والحشكة من المطر، بمعنى واحد. والإحفاش: الإعجال، عن ابن عباد. قلت: وهو لغة في الإحفاز. والتحفيش، والتحفش: الاجتماع والانضمام، ولزوم الحفش، أي البيت الصغير، أنشد ابن دريد لرؤبة: وكنت لا أوبن بالتحفيش. ويروى: بالخاء، أي ضعف الأمر. وتحفشت المرأة في بيتها: لزمته فلم تبرحه. وعلى زوجها أو ولدها: أقامت. ومما يستدرك عليه: حفش السيل الوادي: ملأه. والحافشة: المسيل، وأنث على إرادة التلعة أو الشعبة، وهي أرض مستوية، لها كهيئة البطن، يستجمع ماؤها فيسيل إلى الوادي. وحفشت الأرض الماء من كل جانب: أسالته. وحفش السيل الأكمة: أسالها. وقيل: الحوافش: هي المسايل التي

صفحة : 4250

تنصب إلى المسيل الأعظم. وحفش الإداوة: سيلانها، نقله الجوهري. وحفش الشيء يحفشه: أخرجه. وحفش لك الود: أخرج لك كل ما عنده. وحفش المطر الأرض: أظهر نباتها. والحفوش، كصبور: التحفي، وقيل: المبالغ في المتحفي والود، وخص بعضهم به النساء إذا بالغن في ود البعولة والتحفي بهم. وقال شجاع الأعرابي: حفزوا علينا الخيل والركاب، وحفشوها، إذا صبوها عليهم. وتحفشت المرأة على زوجها: أكبت عليه. والتحفيش: التحبيش. وحفاش، كغراب: جبل عظيم باليمن، وينسب إليه المخلاف. إلى المسيل الأعظم. وحفش الإداوة: سيلانها، نقله الجوهري. وحفش الشيء يحفشه: أخرجه. وحفش لك الود: أخرج لك كل ما عنده. وحفش المطر الأرض: أظهر نباتها. والحفوش، كصبور: التحفي، وقيل: المبالغ في المتحفي والود، وخص بعضهم به النساء إذا بالغن في ود البعولة والتحفي بهم. وقال شجاع الأعرابي: حفزوا علينا الخيل والركاب، وحفشوها، إذا صبوها عليهم. وتحفشت المرأة على زوجها: أكبت عليه. والتحفيش: التحبيش. وحفاش، كغراب: جبل عظيم باليمن، وينسب إليه المخلاف.

ح - ك - ش.
الحكش، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الجمع والتقبض. ويقال: رجل حكش عكش، ككتف: ملتو على خصمه. ومنه حوكش، كجوهر: اسم رجل من مهرة، تنسب إليه الإبل الحوكشية، قال: والواو زائدة. وحنكش، كجعفر: اسم، والنون زائدة. ومما يستدرك عليه: الحكش: الظلم، ورجل حاكش: ظالم، وقال ابن سيده: أراه على النسب. وقال الأزهري: رجل حكش، مثل حكر، وهو اللجوج، ومثله لابن دريد.

ح - ك - ن - ش.
ومما يستدرك عليه: حكنش، كجعفر: اسم، أهمله الجوهري، والصاغاني، وأورده صاحب اللسان هكذا، وكأن النون زائدة، فينبغي إلحاقها بالتي فوقها.

ح - م - ش.
حمشه: جمعه، كحمشه تحميشا، أنشد ابن دريد رجز رؤبة:

أولاك حمشت لهم تحـمـيشـي     قرضي وما جمعت من خروشي أي كسبي، ويروى تحبيشي، وتحفيشي. وحمشه حمشا: أغضبه، عن الزجاج، كأحمشه، فاستحمش: غضب، والاسم الحمشة، مثل الحشمة، مقلوب منه، وكذلك التحميش، قاله الجوهري، رحمه الله تعالى، وهو مجاز. وحمش القوم: ساقهم بغضب. وحمش الرجل، كفرح، حمشا بالتحريك، وحمشة، بالفتح: غضب، كتحمش. وقال الليث: يقال للرجل إذا اشتد غضبه: قد استحمش غضبا، وقال ابن فارس: استحمش الرجل، إذا اتقد غضبا، وكذلك احتمش. وحمش الشر: اشتد، وأحمشته أنا. وحمش الرجل حمشا، بالفتح، وحمشا، بالتحريك صار دقيق الساقين، فهو أحمش الساقين، وكذا الذراعين، وحمشهما، بالفتح، وحميشهما دقيقهما، وسوق حماش، وحمش، وفي حديث الملاعنة إن جاءت به حمش الساقين فهو لشريك. وقال الشاعر يصف براغيث:

وحمش القوائم حدب الظهور     طرقن بليل فـأرقـنـنـي

وقال غيره:

كأن الذباب الأزرق الحمش وسطها    إذا ما تغنى بالعـشـيات شـارب

صفحة : 4251

وقد حمشت الساق، وكذا القوائم، كضرب، وكرم، الأخير عن اللحياني، حموشة، بالضم، وحماشة، بالفتح، أي دقت، وقد استعير من الساق للبدن كله، ومنه حديث حد الزنا فإذا رجل حمش الخلفة أي دقيقها. وحماش، ككتاب: ابن الأبرش الكلابي، المقعد: شاعر، ذكره الزبير بن بكار، في كتاب النسب ولثة حمشة، كزنخة: قليلة اللحم، وقيل: دقيقة حسنة. ووتر حمش، ككتف، وحمش، بالفتح، ومستحمش: رقيق، الأخير عن إبراهيم الحربي، وأوتار حمشة، وحمشة ومستحمشة والجمع حماش، وحمش، والاستحماش في الوتر أحسن، قال ذو الرمة:

كأنما ضربت قـدام أعـينـهـا      قطن لمستحمش الأوتار محلوج ورواه الفراء: قطنا بمستحصد. والحميش، كأمير: الشحم المذاب. وقد أحمش القدر، وأحمش بها: أحماها بدقاق الحطب حتى غلت شديدا، هذا أصله، ثم كثر حتى استعمل في معنى أشبع وقودها، قال ذو الرمة:

كساهن لون الجون بعد تغبسلوهبين إحماش الوليدة بالقدر وأحمش النار: قواها بالحطب، كحشها، نقله أبو عبيد، وأنشد قول ذي الرمة هذا، وقال غيره: ألهبها. وأحمش القوم: حرضهم على القتال، وأغضبهم، ومنه حديث ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما رأيت عليا يوم صفين وهو يحمش أصحابه، وانظر بقيته في العباب فإنه نفيس جدا. واحتمش الديكان: اقتتلا وهاجا، كاحتمسا، بالسين، قاله يعقوب، وهو مجاز. ومما يستدرك عليه: ذراع حمشة، وحميشة وحمشاء، وكذلك الساق والقوائم. واحتمش القرنان: اقتتلا. واحتمش: التهب غضبا. والحميش، كأمير: التنور، نقله ابن فارس، والسين لغة فيه. وأحمش الشحم وحمشه: أذابه بالنار حتى كاد يحرقه، قال:

كأنه حين وهى سقـاؤه
وانحل من كل سماء ماؤه
حم إذا أحمشـه قـلاؤه

كذا رواه ابن الأعرابي، ويروى: حمشه. ومحمش، كمجلس: لقب جماعة من أهل نيسابور، أشهرهم: الإمام أبو طاهر، محمد بن محمد بن محمش الزيادي الفقيه النيسابوري، روي عن أبي بكر القطان وغيره، توفي سنة 410، وهو راوي حديث الرحمة عن أبي حامد البزاز وغيره. وأبو حميش، كأمير: كنية قاضي عدن، جمال الدين محمد بن أحمد بن عبد الله، شارح الحاوي، مات سنة 661. وتحمش بنو فلان لفلان، إذا غضبوا له أجمع. والأحمش: الأغضب.

ح - ن - ب - ش.
حنبش، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: أي رقص ووثب، وقيل: صفق ونزا ومشى ولعب. وحنبش الجواري: لعبن، وفي النوادر: الحنبشة: لعب الجواري بالبادية. وحنبش فلانا: آنسه بالحديث، عن ابن عباد، يقضال: حنبشنا بحديثك يا فلان، أي آنسنا، وحنبش هو: حدث وضحك، قاله الصاغاني. وحنبش: اسم رجل، قال ابن دريد: وأحسب النون زائدة، قال لبيد:

ونحن أتينا حنبشا بابن عمهأبي الحصن إذ عاف الشراب وأقسما

صفحة : 4252

ومما يستدرك عليه: حنبش الرجل، إذا حدث وضحك، عن ابن عباد. وحنبش، كجندب: لقب محمد بن محمد بن خلف البندنيجي، مات سنة 538، قال ابن شافع: لقب به لأنه كان حنبليا، ثم صار حنفيا، ثم صار شافعيا، ذكره الحافظ في التبصير.

ح - ن - ش.
الحنش، محركة: الذباب، نقله الصاغاني عن ابن عباد. وفي الصحاح قيل: الحنش: الحية، وقيل: الأفعى، وبها سمي الرجل حنشا، وقال غيره: الحنش: حية أبيض غليظ مثل الثعبان أو أعظم، وقيل: هو الأسود منها. وقال الجوهري: الحنش: كل ما يصاد من الطير والهوام. وقال كراع: هو كل شئ من الدواب والطير، وقال الكميت:

فلا ترأم الحيتان أحناش قفرة ولا تحسب النيب الجحاش فصالها فجعل الحنش دواب الأرض من الحيات وغيرها، وهي، حشرات الأرض، كالقنفذ والضب، والورل، واليربوع، والجرذان، والفأر، والحية. أو الحنش: ما أشبه رأسه رأس الحيات من الحرابي وسوام أبرص ونحوها، قاله الليث، وأنشد:

ترى قطعا من الأحناش فيه     جماجمهن كالخشل النزيع ج أحناش. وأبو الحسن معشر بن منصور الربعي، أخذ عن الرياشي، وعطاء ابن عبس، الحنشيان، محركة: شاعران. وعن ابن الأعرابي: المحنوش: ملدوغ الحنش، قال رؤبة:

فقل لذاك المزعج المحنوش     أصبح فما من بشر مأروش أي قل لذاك الذي أزعجه الحسد وبه مثل ما باللديغ. وعنه أيضا: المحنوش: المسوق كرها، جئت به تحنشه، أي تسوقه مكرها. وقال أبو عمرو: المحنوش: المغمور الحسب، وقد حنش، إذا غمز في حسبه. ورجل محنوش: مغرى، وقد حنشه، إذا أغراه، نقله الصاغاني. وحنشه يحنشه، من حد ضرب: طرده ونحاه من مكان إلى آخر، كعنجه، فأبدلت العين حاء، والجيم شينا. وحنشه عن الأمر: عطفه، لغة في عنشه، كأحنشه. وحنش الصيد يحنشه: صاده، كأحنشه. ورجل محنش، كمنبر: معتمل كسوب، نقله الصاغاني. وأحنشه عن الأمر: أعجله، عن ابن عباد. ومما يستدرك عليه: يقال للضباب واليرابيع قد أحنشت في الظلم، أي اطردت وذهبت به، قاله شمر. وحنشه: أغضبه، كعنشه. والحنش: موضع، نقله الصاغاني. وأبو حنش: كنية عصم بن النعمان، وفيه يقول غلفاء بن الحارث:

ألا أبلغ أبا حنـش رسـولا     فما لك لا تجئ إلى الثواب وله قصة، وبقيته ذكر في ج ع س. وأبو حنش: رجل آخر، ذكره ابن أحمر في شعره:

أبو حنش ينعمنا وطلق     وعمار وآونة أثـالا وبنو حنش: بطن. وحنش بن عوف بن ذهل، من بني سامة بن لؤي، وقيل: هو بالموحدة، وقد تقدم. ويجمع الحنش- أيضا- على حنشان. ويقال: حنشته الحية: ضربته.

ح - ن - ف - ش.
الحنفش، أهمله الجوهري، وقال شمر: أبو خيرة: الحنفيش، بكسرهما: الأفعى، والجمع: حنافيش. أو حية عظيمة، ضخمة الرأس، رقشاء، كدراء، إذا حويتها، هكذا في النسخ، وفي بعضها: إذا حربتها انتفخ وريدها، قاله شمر، وعم كراع به الحية، أو الحفاث بعينه، قاله ابن شميل، رحمه الله.

ح - و - ش.

صفحة : 4253

حاش الصيد، يحوشه حوشا وحياشا: جاءه من حواليه؛ ليصرفه إلى الحبالة، كأحاشه، وأحوشه إحاشة وإحواشا، ويقال: حاش عليه الصيد، وأحاشه، إذا نفره نحوه، وساقه إليه، وجمعه عليه. وحاش الإبل: جمعها وساقها، نقله الجوهري. والحوش: شبه الحظيرة، عراقية، نقله الصاغاني، ويطلقه أهل مصر على فناء الدار. والحوش: ة، بإسفراين، نقله الصاغاني. قلت: وقد تقدم له أيضا في ج و ش أنها كصرد: قرية بإسفراين، تقليدا للصاغاني هناك، وإحداهما تصحيف عن الأخرى، فتأمل. والحوش: أن يأكل من جوانب الطعام حتى ينهكله، نقله ابن فارس. والحواشة، بالضم: ما يستحيا منه، كما في الصحاح. وقيل: الحواشة: القرابة والرحم. والحواشة: الحاجة، بالسين والشين. والحواشة: الأمر الذي: يكون فيه الإثم والقطيعة، عن ابن فارس، ويقال: لا تغش الحواشة، وقال الشاعر:

غشيت حواشة وجهلت حقا      وآثرت الغواية غير راضي والحائش: جماعة النخل، لا واحد له، كما قالوا لجماعة البقر: ربرب، قال الأخطل:

وكأن ظعن الحي حائش قرية      دان جناه طـيب الأثـمـار نقله الجوهري، قال: وأصل الحائش: المجتمع من الشجر، نخلا كان أو غيره، يقال حائش الطرفاء، وقال شمر: الحائش: جماعة كل شجر من الطرفاء والنخل وغيرهما. قلت: وإنما سمي الحائش جماعة النخل الملتف المجتمع، كأنه لالتفافه يحوش بعضه إلى بعض. وقال ابن جنى: الحائش: اسم لا صفة ولا هو جار على فعل، فأعلوا عينه، وهي في الأصل واو من الحوش. والحيشة، بالكسر: الحرمة والحشمة، لأنه مما يستحيا منها، وأصلها حوشة، قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها. ويقال: حاش لله، أي تنزيها لله، ولا تقل: حاش لك، قياسا عليه، بل يقال: حاشاك، وحاشى لك، كما في الصحاح. ومن المجاز الحوشي، بالضم: الغامض المشكل من الكلام، وغريبه ووحشيه، ويقال: فلان يتتبع حوشى الكلام، وعقمى الكلام. بمعنى واحد، وكان زهير لا يتتبع حوشى الكلام. ومن المجاز: الحوشى: المظلم الهائل من الليالي، قال العجاج:

حتى إذا ما قصر العشي     عنه وقد قابله حوشـى أي ليل حوشى، أي عظيم هائل. ومن المجاز: الحوشى: الوحشي من الإبل وغيرها يقال: إنه منسوب إلى الحوش، بالضم، وهو بلاد الجن، من وراء رمل يبرين، لا يمر بها أحد من الناس، وقيل: هم من بني الجن، قال رؤبة: إليك سارت من بلاد الحوش. وقيل: الحوشية: إبل الجن. وقيل: هي الإبل المتوحشة. أو الحوشية: منسوبة إلى الحوش وهي فحول جن، تزعم العرب أنها ضربت في نعم بني مهرة بن حيدان، فنتجت النجائب المهرية من تلك الفحول الوحشية فنسبت إليها، فهي لا تكاد يدركها التعب، ومثله قول أبي الهيثم، قال: وذكر أبو عمرو الشيباني: أنه رأى أربع فقر من مهرية عظما واحدا. وقيل: إبل حوشية: محرمات، بعزة نفوسها. ومن المجاز: رجل حوش الفؤاد، أي حديده وذكيه، قال أبو كبير الهذلي:

فأتت به حوش الفؤاد مبطنا     سهدا إذا ما نام ليل الهوجل

صفحة : 4254

كذا في الصحاح. والمحاش: أثاث البيت، وأصله الحوش، وهو جمع الشيء وضمه. وقال الليث: المحاش كأنه مفعل من الحوش، وهم القوم اللفيف الأشابة، وأنشد بيت النابغة:

جمع محاشك يا يزيد فإنني      أعددت يربوعا لكم وتميما أو هو بكسر الميم، من محشته النار، أي أحرقته؛ لا من الحوش، وسيأتي في محش أنهم يتحالفون عند النار، قاله الأزهري، وصوبه، وقال: غلط الليث، في المحاش، من وجهين: أحدهما فتح الميم، وجعله إياه مفعلا من الحوش، والوجه الثاني: ما قال في تفسيره، وإنما المحاش أثاث البيت، ولا يقال للفيف الناس محاش، والرواية، في قول النابغة، بكسر الميم، كذا أنشده أبو عبيدة على الصواب، ورواه عنه أبو عبيد وابن الأعرابي. والتحويش: التجميع، وقد حوش، إذا جمع. قال الأزهري: واحتوش القوم الصيد، إذا أنفره بعضهم على بعض، وإنما ظهرت فيه الواو كما ظهرت في اجتوروا. واحتوشوا على فلان: جعلوه وسطهم، كتحاوشوه بينهم، وكذلك احتوشوا فلانا. وتحوش عن القوم: تنحى وتحوش: استحيا، وهذه في النوادر لأبي عمرو. وتحوشت المرأة من زوجها، إذا تأيمت. نقله الصاغاني. وانحاش عنه: نفر وتقبض، وفزع له، وأكترث، وهو مطاوع الحوش: النفار، قال ابن الأثير: وذكره الهروي في الياء، وإنما هو من الواو، ويقال: زجر الذئب وغيره فما انحاش لزجره، قال ذو الرمة، يصف بيضة نعامة:

وبيضاء لا تنحاش منا وأمها      إذا ما رأتنا زيل منها زويلها وحاوشته عليه: حرضته، نقله الصاغاني عن ابن عباد. وحاوشت البرق: داورته، وذلك أني انحرفت عن موقع مطره حيثما دار، عن ابن عباد، ومنه المحاوشة، لمداورة الناس في الحرب والخصومة. والحاشا: نبات تجرسه النحل، له زهر أبيض إلى الحمرة، مستدير، وقضب دقاق، وورقه صغار رقاق. ومما يستدرك عليه: حشت عليه الصيد، وأحشته عليه، وأحوشته عليه، وأحوشته إياه- عن ثعلب-: أعنته على صيده. والحوش: الجمع والنفار. وقل انحياشه، أي حركته وتصرفه في الأمور. والتحويش: التحويل. وحاش الذئب الغنم: ساقها. والتحوش: التأهب والتشجع. والحائش: شق عند منقطع صدر القدم مما يلي الأخمص. وما يتحاشى لشيء: ما يكترث. وفلان ما يتحاشى من فلان؛ أي ما يكترث منه. ومحمد بن عمر بن محمد بن الحوش الحوشي: محدث، ذكره أبو منصور في الذيل. وحوش الأمير عيسى: موضع ببحيرة مصر. وأبو منصور سعيد بن عمر ابن أحمد بن محاوش بالفتح، سمع المقامات من ابن الحريري عن أبيه، رحمهما الله تعالى، مات سنة 617.

ح - ي - ش.
حاش، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: حاش يحيش حيشا، إذا فزع، وأنشد للمتنخل الهذلي:

ذلك بـزي وسـلـيهـم إذا      ما كفت الحيش عن الأرجل

صفحة : 4255

قلت: وهو قول ابن الأعرابي أيضا، وفي حديث عمر، رضي الله عنه، أنه قال لأخيه زيد، حين ندب لقتال أهل الردة فتثاقل: ما هذا الحيش والقل، والقل: الرعدة، أي ما هذا الفزع والرعدة والنفور. وحاش فلانا: أفزعه، لازم متعد. وحاش الرجل: انكمش من الفزع، عن ابن عباد. وحاش: أسرع إسراع المذعور، عن ابن عباد. وحاش الوادي: امتد، مثل جاش. وتحيشت نفسه: نفرت وفزعت، ومنه الحديث: أن قوما أسلموا على عهده، صلى الله عليه وسلم، فقدموا بلحم إلى المدينة، فتحيشت أنفس أصحابه، وقالوا: لعلهم لم يسموا، فسألوه فقال: سموا أنتم وكلوا، ويروى، تجيشت، بالجيم، أي جاشت ودارت للغثيان، وقد ذكر في موضعه. والحيشان: الكثير الفزع من الرجال، أو المذعور من الريبة، وهي حيشانة، بهاء. وككتان: حياش بن وهب بن سعد بن شطن: جاهلي، من بني سامة بن لؤي بن غالب. وأبو رقاد شويش بن حياش، روى عن عتبة بن غزوان، رضي الله عنه، خطبته تلك المشهورة. وفاته: حبيب بن حياش الغنوي: شاعر، كان بخراسان مع قتيبة بن مسلم، ذكره الحافظ. وحيوش: كتنور، ابن رزق الله: شيخ الطبراني. قلت: وهذا تصحيف، والصواب أنه بالموحدة، وقد تقدم للمصنف، رحمه الله تعالى في ح ب ش. ومما يستدرك عليه: حياش، ككتاب، ابن قيس ابن الأعور بن قشير: شهد اليرموك، وقتل بيده ألف رجل، وقطعت رجله يومئذ فلم يشعر بها حتى رجع إلى منزله، فرجع ينشدها، فلقب ناشد رجله، ذكره ابن الكلبي، ضبطه أبو عثمان بن جنى، هكذا وقال: هو مصدر حاشه ويحوشه، وضبطه الرضي الشاطبي كذلك، إلا أن الشين عنده مهملة، وقد أشرنا إليه في موضعه، ومحل ذكره في الواو، أي في التي قبلها. والحيش: الجماعة، عن ابن عباد.