فصل الغين المعجمة مع الشين
غ - ب - ش.
الغبش، محركة: شدة الظلمة، وقيل: هو بقية الليل، أو ظلمة آخره، قيل: مما
يلي الصبح، وقيل: هو حين يصبح، قال: في غبش الصبح أو التجلي. وفي الحديث عن
رافع، مولى أم سلمة، أنه سأل أبا هريرة رضي الله تعالى عنه عن وقت الصلاة،
فقال: صل الفجر بغلس، وقال ابن بكير: في حديثه بغبش. فقال ابن بكير: قال
مالك: غبش وغلس وغبس واحد. قال الأزهري: ومعناها: بقية الظلمة يخالطها بياض
الفجر، فيبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، قال: ورواه جماعة، في الموطإ،
بالسين المهملة. كالغبشة، بالضم، وهي ظلام آخر الليل، وقد غبش، كفرح، وأغبش
الليل: أظلم، وقال أبو عبيد: غبش وأغبش، إذا أظلم، أي من حد ضرب، كذا ضبطه
الصاغاني. ج أغباش، كسبب وأسباب، قال ذو الرمة:
أغباش ليل تمام كان طارقـه
تطخطخ الغيم حتى ماله جوب
صفحة : 4315
وأغباش الليل: بقاياه. والسين لغة فيه: عن يعقوب، وذكر شمر الكلمات التي
جاءت بالشين والسين، وهي تسعة، وزاد الصاغاني ثماني عشرة كلمة أخرى،
فليراجع في العباب في هذه المادة. والغابش: الغاش والخادع، يقال غبشني
يغبشني، من حد ضرب: خدعني. وغبشه عن حاجته خدعه عنها، كما نقله اللحياني.
والغابش: الغامش، هكذا في النسخ، والصواب: الغاشم. قال أبو زيد: ما أنا
بغابش الناس، أي ما أنا بغاشمهم، أو غاشهم. وقال أبو مالك: غبشه وغشمه
بمعنى واحد. وتغبشه: ظلمه، أو ركبه بالظلم؛ لأن الظلم ظلمة، وفي الحديث:
الظلم ظلمات يوم القيامة قال الراجز:
أصبحت ذا بغي وذا تغبش وذا أضاليل وذا تـأرش أو تغبشه، إذا ادعى قبله دعوى باطلة، قاله الأصمعي، والعين لغة فيه. وليل أغبش، وغبش، ككتف: أي مظلم، عن ابن دريد. وغبشان، بالضم: اسم، هو من ذلك. وأبو غبشان، بالفتح، ويضم، وهو المشهور: خزاعي، وهو المحترش بن حليل بن حبشية بن وقال أيضا: الفراشان: الحديدتان اللتان يربط بهما العذاران في اللجام، والعذاران: السيران اللذان يجمعان عند القفا. والفراش، بالكسر: ما يفرش، ويقال: الأرض فراش الأنام، وقال الله عز وجل الذي جعل لكم الأرض فراشا. أي وطاء، لم يجعلها حزنة غليظة لا يمكن الاستقرار عليها، ج: أفرشة، وفرش، بضمتين، وقال سيبويه: وإن شئت خففت، في لغة بني تميم. ومن المجاز: الفراش: زوجة الرجل، ويقال لامرأة الرجل: هي فراشثه وإزاره، ولحافه، وإنما سميت بذلك لأن الرجل يفترشها، قيل: ومنه قوله تعالى: وفرش مرفوعة. أراد بها نساء أهل الجنة ذوات الفرش، وقوله: مرفوعة؛ أي رفعن بالجمال عن نساء أهل الدنيا، وكل فاضل رفيع، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم. الولد للفراش وللعاهر الحجر. معناه: أنه لمالك الفراش، وهو الزوج، والمولى؛ لأنه يفترشها، وهذا من مختصر الكلام، كقوله عز وجل: واسأل القرية. يريد أهل القرية قلت: وذكر الراغب في المفردات وجها آخر، فقال: ويكنى بالفراش عن كل واحد من الزوجين. قلت: وهو قول أبي عمرو، فإنه قال: الفراش: الزوج، والفراش: الزوجة، والفراش: ما ينامان عليه، وعليه خرج قوله صلى الله عليه وسلم الولد للفراش فعلى هذا لا يكون على حذف مضاف فتأمل. والفراش: عش الطائر، أي وكره، قال أبو كبير الهذلي:
حتى انتهيت إلى فراش عزيزة
سوداء روثة أنفها كالمخصف
صفحة : 4316
يعني: وكر عقاب، كأن أنفها طرف مخصف، فاللفظ للعقاب، والمعنى للجارية، أي
هي منيعة كالعقاب، وقال أبو نصر: إنما أراد: لم أزل أعلو حتى بلغت وكر
الطائر في الجبل، ويروى حتى انتميت أي ارتفعت، وقد تقدم البحث فيه في ع ز
ز. وقال أبو عمرو: الفراش: موقع اللسان في قعر الفم، وقيل في أسفل الحنك،
وقيل: فراش اللسان: الجلدة الخشناء التي تكون أصولا للأسنان العليا.
والفريش، كأمير: الفرس بعد نتاجها بسبعة أيام، يقال: فرس فريش، وهو قول
الأصمعي، وهو مجاز، وقال الجوهري: وكذا كل ذات حافر وهو خير أوقات الحمل
عليها، وقال القتيبي: هي التي وضعت حديثا كالنفساء من النساء إذا طهرت،
وقال غيره: وكالعوذ من النوق، قال: ومنه حديث طهفة النهدي لكم العارض
والفريش. ج: فرائش، قال الشماخ:
راحت يقحمها ذو أزمل وسقت له الفرائش والسلب القـياديد وقال الليث: الفريش: الجارية التي قد افترشها الرجل فعيل جاء من افتعل، يقال: جارية فريش، وقال الأزهري: ولم أسمع: جارية فريش، لغيره. ووردان بن مجالد بن علفة بن الفريش، التيمي، كأمير، شارك ابن ملجم في دم أمير المؤمنين علي- رضي الله تعالى عنه- قالوا: كان معه ليلة قتل سيدنا علي، كرم الله وجهه، وكان خارجيا، وعمه المستورد بن علفة بن الفريش، كان خارجيا أيضا، قتله معقل بن قيس صاحب علي، رضي الله تعالى عنه. والفريش كسكيت: د، قرب قرطبة، ومنه خلف بن بسيل الفريشي القرطبي. وفراش، كشداد: ة، قرب الطائف. والمفرش، كمنبر: شئ يكون كالشاذكونة، وهو الوطاء الذي يجعل فوق الصفة. والمفرشة: أصغر منه، تكون على الرحل، يقعد عليها الرجل، ويقولون: اجعل على رحلك مفرشة، أي وطاء. وهو حسن الفرشة، بالكسر، أي الهيئة. ومن المجاز: ضربه ف ما أفرش عنه حتى قتله، أي ما أقلع عنه. ومن المجاز: أفرشه، إذا أساء القول فيه واغتابه، ويقولون: أفرشت في عرضي. ويقال: أفرشه؛ إذا أعطاه فرشا من الإبل صغارا أو كبارا. وأفرش السيف: رققه، وأرهفه، قال يزيد بن عمرو بن الصعق:
نعلوهم بقضب منـتـخـلـه
لم تعد أن أفرش عنها
الصقله
صفحة : 4317
قال الجوهري: أي أنها جدد، أي قريبة العهد بالصقل، ومعنى منتخلة: متخيرة.
وأفرش فلانا بساطا: بسطه له في ضيافته، كفرشه بساطا فرشا، وفرشه بساطا
تفريشا، كل ذلك عن ابن الأعرابي. وأفرش المكان: كثر فراشه، أي زرعه. وتفريش
الدار: تبليطها. قاله الليث، وقال الأزهري: وكذلك إذا بسط فيها الآجر
والصفيح فقد فرشها. والمفرشة، مشددة، أي كمحدثة: الشجة التي تبلغ الفراش،
وقيل: هي التي تصدع العظم ولا تهشم. والمفرش، كمحدث: الزرع إذا فرش، أي
انبسط على وجه الأرض، وقد فرش تفريشا. ومن المجاز: جمل مفرش، كمعظم، أي لا
سنام له، كما نقله الصاغاني، والذي في التهذيب: جمل مفترش الأرض، وفي
الأساس: مفترش الظهر: لا سنام له. وفرش الطائر تفريشا: رفرف على الشيء
بجناحيه وبسطهما ولم يقع. وهو مجاز، وهي الشرشرة، والرفرفة، ومنه الحديث
فجاءت الحمرة فجعلت تفرش أي تقرب من الأرض وتفرش جناحيها وترفرف، كتفرش،
وهذه عن ابن عباد، قال أبو دواد يصف ربيئة:
فأتانا يسعى تفـرش أم ال بيض شدا وقد تعالى النهار ومن المجاز: افترشه، إذا وطئه، افتعال من الفرش والفراش. وافترش ذراعيه: بسطهما على الأرض، وفي الحديث: نهى في الصلاة عن افتراش السبع وهو أن يبسط ذراعيه في السجود ولا يقلهما ويرفعهما عن الأرض إذا سجد كما يفترش الذئب والكلب ذراعيه ويبسطهما. ويقال: افترش الأسد ذراعيه: إذا ربض عليهما ومدهثما، وكذلك الذئب، قال:
ترى السرحان مفترشا يديه كأن بياض لبته الصـديع ومن المجاز: افترش فلانا، إذا غلبه وصرعه، وركبه. ومن المجاز أيضا: افترش عرضه، إذا استباحه بالوقيعة فيه، وحقيقته جعله لنفسه فراشا يطؤه. وافترش الشيء: انبسط، كما في الصحاح، يقال: أكمة مفترشة الظهر، إذا كانت دكاء. ومن المجاز: افترش أثره: قفاه، وتبعه، عن ابن عباد. ومن المجاز: افترش لسانه: تكلم كيف شاء، أي بسطه. ومن المجاز: افترش المال: اغتصبه، ومال مفترش، أي مغتصب مستولى عليه، ومنه حديث عمر بن عبد العزيز، رضي الله تعالى عنه، كتب في عطايا محمد بن مروان لبنيه: أن تحاز لهم إلا أن يكون مالا مفترشا أي مغصوبا قد انبسطت فيه الأيدي، قال الصاغاني: والتركيب يدل على تمهيد الشيء، وبسطه، وقد شذ عن هذا التركيب الفريش: الفرس بعد نتاجها بسبع ليال. ومما يستدرك عليه: فرش الثوب تفريشا، وافترشه فانفرش. وافترش ترابا أو ثوبا تحته، وتقول: كنت أفترش الرمل وأتوسد الحجر. وأفرشت الفرس، إذا استأتت، أي طلبت أن تؤتى. وقد كنى بالفرش عن المرأة، كذا في الصحاح. وفي اللسان: وجمل مفترش الأرض: لا سنام له، وأكمة مفترشة الأرض، كذلك، وهو مجاز، وكله من الفرش. ومن ذلك أيضا: الفريش، كأمير: الثور العربي الذي لا سنام له، قال طريح:
غبس خنابس كلهن مصدر
نهد الزبنة كالفريش شتيم
صفحة : 4318
وفرشه فراشا، وأفرشه: فرشه له، وقال الليث: فرشت فلانا، أي فرشت له.
والمفارش: النساء؛ لأنهن يفترشن، قال أبو كبير الهذلي:
سجراء نفسي غير جمع أشابة حشدا ولا هلك المفارش عزل يريد: ليست نساؤهم اللاتي يأوون إليهن نساء سوء، ولكنهن عفائف، ويقال: أراد بهلك المفارش: الذين لا يموتون على فرشهم، ولا يموتون إلا قتلا، وأيضا يقال للرجل إذا لم يتزوج دهره: إنه لهالك المفرش، أي ذهب عمره ضلالا. وافترش الرجل المرأة: جامعها. والفراش: العيب، عن أبي عمرو. وافءترش القوم الطريق، إذا سلكوه، وهو مجاز. وافترش كريمة بني فلان، إذا تزوجها. وفلان كريم متفرش لأصحابه: إذا كان يفرش نفسه لهم، وهو مجاز. وفرش الزرع تفريشا، مثل فرخ، وهو مجاز. والفراشتان: غرضوفان عند اللهاة. والمفترشة من الشجاج: التي تبلغ الفراش. والفراشة: ما شخص من فروع الكتفين، قاله أبو عبيدة. والفراشان: طرفا الوركين في النقرة. وفراش الظهر: مشك أعالي الضلوع فيه. وفرش الإبل، كبارها، عن ثعلب، وأنشد:
له إبل فـرش وذات أسـنة صهابية حانت عليه حقوقها والفريش، كأمير: صغار الإبل، وبه فسر حديث خزيمة يذكر السنة وتركت الفريش مسحنككا أي شديد السواد من الاحتراق، وقال أبو بكر: هذا غير صحيح، لأن الصغار من الإبل لا يقال لها إلا الفرش. وفرش العضاه: جماعتها. والفرش: الدارة من الطلح. والفريش من النبات: ما انبسط على وجه الأرض، ولم يقم على ساق، وبه فسر بعضهم حديث طهفة لكم العارض والفريش. وقال أبو حنيفة: الفرشة: الطريقة المطمئنة من الأرض شيئا يقود اليوم والليلة، ونحو ذلك، قال: ولا يكون إلا فيما اتسع من الأرض واستوى وأصحر، والجمع: فروش. والفراشة: حجارة عظام أمثال الأرحاء، توضع أولا، ثم يبنى عليها الركيب، وهو حائط النخل. وأفرش عنهم الموت: أي ارتفع، عن ابن الأعرابي. وفرش: أراد وتهيأ، عنه. وأفرش الشجر: أغصن. وافترشتنا السماء بالمطر: أخذتنا، وهو مجاز. وأفرش الرجل: صار له فرش، نقله ابن القطاع. وفرشته فرشا، إذا ابتنى عندك، عنه أيضا. وأحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن فراشة بن مسلم المروزي الفراشي، بالفتح، عن أبي رجاء محمد بن حمدويه، وعنه أبو الحسن بن رزقويه. وأبو بكر عتيق بن علي الفرشاني بالضم، سمع أبا الطاهر إسماعيل ابن خلف المقرئ. وأبو الحسن علي بن إسماعيل، الكندي، الفرشاني، عن أصبغ بن الفرج، مات بأعمال سرمق سنة 263 ضبطه الرشاطئ هكذا. وأبو طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي الفرشي نسب إلى بيع الفرش، قاله ابن الأنماطي. وأبو محمد الحسن بن الحسين بن عتيق الفرشي، عن أحمد بن الحسن المقرئ، وعنه سعد بن علي الزكتياني، ذكره الأمير.
ف - ر - خ - ش.
ومما يستدرك عليه: فرخش، ومنه أفرخش، بفتح فسكون، ثم فتح وسكون: قرية من
أعمال بخارى، نقله ياقوت، رحمه الله تعالى.
ف - ر - ط - ش.
صفحة : 4319
ومما يستدرك عليه: فرطشت الناقة للبول، إذا تفحجت، نقله الليث، قال
الأزهري: هكذا قرأته في كتابه، والصواب: فطرشت، إلا أن يكون مقلوبا، وقد
أهمله الجماعة.
ف -ش - ش.
فش الوطب يفشه فشا: أخرج ما فيه من الريح، فانفش، وذلك إذا حل وكاءه. وربما
قالوا: فش الرجل، إذا تجشأ، كما في الصحاح. وفش الناقة يفشها فشا: حلبها
بسرعة. وفش الضرع فشا: حلب جميع ما فيه. والفش: حمل الينبوت، واحدته فشة،
والجمع فشاش، ولم يذكره أبو حنيفة، رحمه الله تعالى في كتاب النبات. والفش:
النميمة، عن ابن الأعرابي، هكذا قاله بالفاء، كما نقله الصاغاني. وقال
الليث: الفش: تتبع السرقة الدون، وأنشد:
نحن وليناه فلا نفشـه
وابن مفاض قائم يمشه
يأخذ ما يهدى له يقشه كيف
يؤاتيه ولا يؤشه
والفش: الأحمق، عن ابن الأعرابي والفش: الخروب، عنه أيضا، كالفشوش- كصبور- والفشفشة، الأخيرة نقلها الصاغاني. والفش: مناقع الماء وقرارته، عن ابن عباد، وقال ابن شميل: هجل فش: ليس بعيمق جدا ولا متطامن. والفش: الكساء الغليظ النسج، الرقيق الغزل، كالفشوش، كصبور، والفشفاش، بالفتح، كما يقتضيه سياقه، وضبطه الصاغاني بالكسر، قال: وهو الذي تسميه العامة فشاشا، أي بكسر فتشديد، وقال ابن دريد: أصله فشفاش. وقيل: الفشاش: الكساء الغليظ، والفشوش: الكساء السخيف. والفشوش، كصبور: الناقة الواسعة الإحليل المنتشرة الشخب، وهي التي ينفش لبنها من غير حلب، أي يجري، لسعة الإحليل، ومثله الفتوح، والثرور، وقيل: معنى منتشرة الشخب، أي يتشعب إحليلها مثل شعاع قرن الشمس حين يطلع، أي يتفرق شخبها في الإناء فلا يرغى، بينه الفشاش، وكذلك شاة فشوش. والفشوش: السقاء الذي يتحلب. والفشوش: المرأة الحلابة، هكذا بالحاء، وفي بعضها بالجيم، والصواب بالخاء المعجمة، كما في التكملة. والفشوش: التي يسمع خقيق فرجها عند الجماع، أو التي يخرج منها ريح عنده، أي عند الجماع، وهذه عن ابن دريد، وأما المعنى الأول الذي ذكره فإنه تفسير للنجاخة لا للفشوش، وإنما غيره، والصاغاني ذكره استطرادا في معنى رجز رؤبة، فتأمل، وهي الضروط، وقيل: هي الرخوة المتاع، قال رؤبة:
وازجر بني النجاخة الفشوش
عن مسمهر ليس بالفـيوش
صفحة : 4320
والفشوش: الرجل يفتخر بالباطل. قلت: وهذا غلط أيضا من المصنف، رحمه الله
تعالى، فإن هذا تفسير الفيوش الذي في رجز رؤبة، كما فسره الصاغاني هكذا،
فإنه بعد ما أنشد الرجز قال: النجاخة: التي تنجخ ببولها، وقيل: التي يسمع
خفيق فرجها عند الجماع، والفيوش: من يفخر بالباطل. وليس عنده طائل، فظن
المصنف، رحمه الله تعالى، أنه معنى آخر للفشوش، فأورده، وهو غريب، وسيأتي
في ف ي ش ذلك، فتأمل. وفشاش، كقطام: المرأة الفاشة، أي الضروط عند الجماع
ويقال للرجل إذا غضب لم يقدر على التغيير: فشاش فشيه، من استه إلى فيه، أي
افعلي به ما شئت فما به انتصار ولا قدرة على تغييره. وفشفش: ضعف رأيه، عن
الفراء، قال ابن دريد: وأصله فش. وفشفش في قوله إذا أفرط في الكذب، عن ابن
دريد. وفشفش ببوله: أنضحه هكذا في النسخ، والصواب: نضحه كشفشفه، نقله ابن
دريد. وأبو يعقوب يوسف بن فش بن أبي محرز، بالضم: محدث بخارى، حدث عن خلف
الخيام. وابن الفش: زاهد بغدادي قتله هلاكو، في تلك الوقعة. قلت: وصرح
الحافظ وغيره أن المحدث والزاهد كلاهما بالقاف والشين. ولم أر أحدا من
المحدثين ضبطهما بالفاء، فهو تصحيف منكر تنبه له، فليتأمل. ومما يستدرك
عليه: انفشت الرياح: خرجت عن الزق ونحوه. وانفش الرجل عن الأمر: فتر وكسل.
وانفش الجرح: سكن ورمه، عن ابن السكيت. كل ذلك في الصحاح، وأغفله المصنف،
رحمه الله تعالى قصورا. والفش: الطحربة، عن ابن الأعرابي. وفش الوطب فشا:
أخرج زبده. وفي بعض الأمثال: لأفشنك فش الوطب، أي لأزيلن نفخك. وقال كراع:
أي لأحلبنك، وذلك أن ينفخ ثم يحل وكاؤه ويترك مفتوحا، ثم يملأ لبنا. وقال
ثعلب: لأذهبن بكبرك وتيهك، وفي التهذيب: لأخرجن غضبك من رأسك. وهو يقال
للغضبان. والفش: النفخ الضعيف، ومنه الحديث إن الشيطان يفش بين أليتي أحدكم
حتى يخيل إليه أنه قد أحدث. والفش: الفسو، وفشيشه: صوته. وفشيش الأفعى: صوت
جلدها إذا مشت في اليبس. والفشوش: الأمة الأمة الفشاء، كالمطحربة والمقصعة،
عن ابن الأعرابي. ورجل منفش المنخرين، أي منتفخهما، مع قصور المارن
وانطباقه، وهو من صفات الزنج في أنوفهم. والفشوش: المرأة تقعد على الجردان
وفشها يفشها فشا: نكحها، نقله ابن القطاع. وفش القفل فشا: فتحه بغير مفتاح،
كما في اللسان، ونقله ابن القطاع، أيضا. والانفشاش: الفشل. والفش: الأكل،
قال جرير:
فبتم تفشون الخزير كأنكم مطلقة يوما ويوما تراجع وفش القوم فشوشا: أحيوا بعد هزال، هنا ذكره صاحب اللسان، وسيأتي في القاف. وأفشوا: انطلقوا فجفلوا، والقاف لغة فيه. وفشيشة، بالفتح: بئر لبعض العرب، وقد وجدت هذه في بعض هوامش الصحاح من الزيادات، قال ابن الأعرابي: هو لقب لبني تميم وأنشد:
ذهبت فشيشة بالأباعر حولنـا
سرقا فصب على فشيشة أبجر
صفحة : 4321
قلت: والشعر لأبي مهوش الأسدي، وأبجر هو ابن حابس العجلي. ورجل فشفاش:
يتنفج بالكذب وينتحل ما لغيره. وسيف فشفاش: لم يحكم عمله، والسين لغة فيه.
والفشفاش: عشبة نحو البسباس، واحدته فشفاشة، نقله صاحب اللسان، وتقدم في
السين المهملة.
ف - ط - ش.
انفطش، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن دريد: انفطش العود، إذا
انفضح، ولا يكون إلا رطبا، هكذا نقله الصاغاني، وفي بعض النسخ: انفسخ، بدل
انفضح.
ف - ط - ر - ش.
ومما يستدرك عليه: فطرشت الناقة للبول، إذا تفحجت، هكذا نقله الأزهري،
وأورده صاحب اللسان، وأغفله الجوهري والصاغاني. قلت وقد سبق في ف ر ط ش.
ف - ق - ش.
فقش البيضة يفقشها فقشا، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني، عن
ابن دريد: أي فضخها، وكسرها بيده، لغة في فقسها، بالسين. قلت: وتقدم أن
الصاد أعلى اللغات.
ف - ن - ج - ش.
الفنجش، كجندل، أهمله الجوهري، ونقله الأزهري، في الرباعي، عن ابن دريد، أي
الواسع، وأحسب اشتقاقه من فجشت الشيء، إذا وسعته. وأورده الصاغاني في ف ج ش
بناء على أن النون زائدة.
ف - ن - د - ش.
فندشه، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: غلبه، وأنشد لبعض بني نمير:
قد دمصت زهراء بابن فندش يفندش الناس ولم يفـنـدش دمصت: أي رمته بزحرة واحدة. وفي التهذيب: غلام فندش، أي ضابط، وأورده الصاغاني في ف د ش. وفندش بن حيان بن وهب الهمداني من بني الخبذع ابن مالك بن ذي بارق بن مالك بن جشم بن حاشد، وهو الذي قتله ابن الأشعث، ورثاه أعشى همدان- واسمه عبد الرحمن بن الحارث، من بني مالك بن جشم بن حاشد- فقال:
وباكية تبكي على قبر فـنـدش
فقلنا لها أذرى دموعك
واخمشي
أمن ضربة بالعود لم يدم كلمهـا
ضربت بمصقول علاوة فندش
ومما يستدرك عليه: الفندشة: الذهاب في الأرض، عن ابن الأعرابي، وقد تقدم في السين أيضا. وفندش أيضا: من أتباع لؤلؤ، شاد حلب، مات سنة 733.
ف - ن - ش.
فنش في الأمر تفنيشا، أهمله الجوهري، وقال أبو تراب: أي استرخى فيه، وكذلك
بنش فيه، قال: هكذا سمعت السلمي يقول، كذا في التهذيب. وقال أبو تراب،
أيضا: سمعت القيسيين يقولون: فنش الرجل عن الأمر، وفيش، إذا خام عنه. ومما
يستدرك عليه: إفنيش بالكسر: قرية بمصر من نواحي منية عباد، بالغربية، منها
محمد بن عبد الله بن محمد بن موسى، الإفنيشي، العبادي، الشافعي، عن أبي
القاسم النويري وغيره.
ف - ي - ش.
صفحة : 4322
فاش الحمار الأتان، يفيشها فيشا: علاها، عن ابن دريد، قال يونس: فاشها كأنه
من الفيشة، أي الذكر. وفاش الرجل يفيش فيشا: افتخر وتكبر وأرى ما ليس عنده،
كفش يفش، كما يقال: ذام يذيم، وذم يذم، وهو فياش، كشداد، أي نفاج بالباطل
وليس عنده طائل، والفيش: النفج، يرى الرجل أن عنده شيئا وليس على ما يرى.
وفائش: واد باليمن، كان يحميه ذو فائش، سلامة بن يزيد ابن مرة بن عريب بن
مرثد بن بريم بن يحصب اليحصبي، من بني يحصب بن مالك أخي ذي أصبح، وكان يظهر
لقومه في العام مرة مبرقعا، وهو أحد ملوك اليمن، مدحه الأعشى فقال:
تؤم سلامة ذا فـائش هو اليوم جم لميعادها وقال هشام بن محمد الكلبي: الأعشى مدح سلامة الأصغر، وهو سلامة بن يزيد بن سلامة ذي فائش. وفاشان: ة، بمرو، منها: أبو نصر محمد بن محمد بن يوسف المروزي الفاشاني الفقيه المفتي، سمع منه السمعاني، مات سنة 529. ومن ولده الإمام فخر الدين، أبو الفتح إسماعيل بن محمد، الفاشاني، المحدث، خطيب مرو، سمع أباه، مات سنة 599. وأبو طاهر عمر بن عبد العزيز بن أحمد الفاشاني المروزي، تفقه ببغداد على أبي حامد الأسفرايني، وأخذ علم الكلام عن أبي جعفر السمناني، وسمع بالبصرة من أبي عمر الهاشمي، مات سنة 464 وروي عنه محيي السنة. وموسى بن حاتم الفاشاني، عن أبي عبد الرحمن المقرئ، وابنه محمد بن موسى، عن عبدان، واه، وعثمان بن محمد بن محمد الفاشاني، شيخ محيي السنة البغوي، مات سنة 456، وآخرون. وفيشان: ة، باليمامة لبني حنيفة. وفاشون: ع، ببخارى نقله الصاغاني. والفياش ككتان: السيد المفضال المفاخر، عن ابن عباد وأيضا المكاثر بما ليس عنده، ضد. والفيش والفيشة: رأس الذكر قاله الجوهري، وقيل: الذكر المنتفخ، وقال الشاعر: وفيشة ليست كهذي الفيش. يجوز أن يكون أراد الجمع وأن يكون أراد الواحدة فحذف الهاء. والفيشوشة: الضعف والرخاوة، ومنه رجل فاشوش، وسمي الجلال الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى إحدى رسائله بالفاشوش ولا أدري لأي شيء. والمفايشة المفاخرة، كالفياش، بالكسر، وقد فايشه فياشا ومفايشة، ويقال: هو صاحب فياش ومفايشة، وأنشد الجوهري قول جرير:
أيفايشون وقد رأوا حفاثـهـم قد عضه فقضى عليه الأشجع والمفايشة: كثرة الوعيد في القتال، ثم يكذب، عن ابن عباد، وهو من ذلك. والتفيش: ادعاء الشيء باطلا من غير طائل، عن ابن عباد. والتفيش: الانقلاب عن الشيء ضعفا وعجزا، عن ابن عباد، كالانفشاش. ومما يستدرك عليه: الفيشة: أعلى الهامة. والفيشلة كالفيشة، اللام فيها عند بعضهم زائدة كزيادتها في عبدل وزيدل، وقيل: أصلية، وسيأتي للمصنف، رحمه الله تعالى، في اللام. وقال الليث: الفيش: الفيشلة الضعيفة. والفياش، بالكسر: الرخاوة والضعف، قال جرير:
أودى بحلمهم الفياش فحلـمـهـم
حلم الفراش غشين نار
المصطلى
صفحة : 4323
ورجل فيوش، كصبور: جبان ضعيف، قال رؤبة: عن مسمهر ليس بالفيوش. وقيل: رجل
فيوش: يرى أن عنده شيئا وليس على ما يرى. والفيوش: المطرمذ. وفاشان: من قرى
هراة، وفاؤها بين الفاء والباء، ولهذا يقال: باشان أيضا، منها أبو عبيد
الهروي صاحب الغريبين، وغيره. وفيشون: نهر. وفيشة، بالكسر: بليدة بمصر، من
كور الغربية، نقله الصاغاني. قلت: وهي المشهورة بالمنارة، وتعرف أيضا بفيشة
سليم، وقد دخلتها، ولهم فيشتان بالمنوفية الكبرى والصغرى، إحداهما تعرف
بالنصارى، وقضد دخلتها، والثانية بالحمراء ومنها عبد المؤمن بن عثمان ابن
محمد بن عبد المؤمن، الفيشي الشافعي، نزيل طنتدا، سمع الحديث على الحافظ
السخاوي، ثم غلب عليه الزهد بآخر عمره فانقطع للعبادة. وفي الشرقية قرية
تعرف بفيشة بنا، وفي البحيرة فيشة بلخا.