الباب الثالث عشر: باب الشين المعجمة - الفصل العشرون: فصل الميم مع الشين

فصل الميم مع الشين

م - أ - ش.
مأشه، أهمله الجوهري، ومأشه عنه بكذا، كمنع، إذا دفعه. وقال الليث: مأش المطر الأرض، إذا سحاها، كماشها ميشا، وأنشد:

وقلت يوم المطر المئيش     أقاتلي جبلة أو معيشي

م - ت - ش.
متشه، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: متشه يمتشه متشا: فرقه بأصابعه. ومن ذلك: متش أخلاف الناقة متشا، إذا احتلبها احتلابا ضعيفا. وعن ابن دريد: المتش، بالفتح: الوبش، وهو بياض يكون على أظفار الأحداث، كما سيأتي. والمتش، سياقه يقتضي أن يكون بالفتح، وضبطه الصاغاني بالتحريك، وهو الصواب: سوء البصر، وقد متش بصره، كمدش، ورجل أمتش: يشق عليه النظر، وامرأة متشاء. ومما يستدرك عليه: متش الشيء يمتشه متشا، وتمشه: جمعه. وأبو الفتح يوسف بن أحمد بن المتش، بضمتين، الدباس، عن أبي غالب بن التياني. قال الحافظ: كان هو وأخوه داوود على رأس الستمائة.

م - ج - ش.
الماجشون، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وهو بضم الجيم: السفينة. وقال أبو سعيد: الماجشون: ثياب مصبغة، وأنشد لأمية بن أبي عائذ:

ويخفي بفيحاء مغـبـرة     تخال القتام بها الماجشونا

صفحة : 4349

والماجشون: لقب يوسف، أو ابن يوسف، وكلاهما صحيح، ويكسر الجيم ويفتح، فهو إذا مثلت.. قلت هو لقب أبي سلمة يوسف بن يعقوب بن عبد الله بن أبي سلمة دينار، مولى آل المنكدر، روى عن محمد بن المنكدر، وسعيد المقبري، وعنه محمد بن الصباح مات سنة 108 معرب: ماه كون، وقيل: معناه: يشبه القمر، وقيل: يشبه القمر بحمرة وجنتيه. وفي حاشية المواهب: الماجشون، بكسر الجيم وضم الشين، ومعناه: الورد، وفي شرح الشفاء معناه الأبيض المشرب بحمرة، معرب ماه كون، معناه: لون القمر، وعلى كسر الجيم وضم الشين اقتصر النووي، رحمه الله تعالى، في شرح مسلم، والحافظ ابن حجر في التقريب، قال الصاغاني: وهو من الأبينة التي أغفلها سيبويه، قال شيخنا، رحمه الله تعالى: إذا كان لقبا مركبا من لفظين وهما: ماه، وكون، فبأي اعتبار قطع وحكم على أنه يذكر في باب الشين، وأنه من مادة مجش، وما عداه حروف زائدة? فالصواب أن يذكر في باب النون على ما قررناه، وحررناه غير مرة. أما فصله وذكره في هذا الباب والحكم عليه أنه معرب من كلمتين فلا معنى لهذا الاعتبار، والله تعالى أعلم، فتأمل. والمنجشانية: ع، على ستة أميال من البصرة، لمن يريد مكة، حرسها الله تعالى، منسوب إلى منجش، مولى قيس بن مسعود ابن قيس بن خالد، وهو من تغييرات النسب، لأن القياس يقتضي أن يكون منجشية، فتأمل. ومما يستدرك عليه: المجاش، كسحاب: علم أو موضع. وأبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان المجاشي بغدادي، سمع الحسن بن علويه القطان، مات سنة 363. وأبو عمرو عثمان بن موسى المجاشي، شيخ لابن رزقويه. وأبو الحسين عبد الواحد بن محمد المجاشي: شيخ لابن الرسي، وابنه أبو الحسن محمد مات سنة 499، نقله الحافظ.

م - ح - ش.
المحش، كالمنع: شدة النكاح، وشدة الأكل، نقلهما الصاغاني. والمحش: قشر الجلد من اللحم، يقال: محشه الحداد يمحشه محشا: سحجه، وقال بعضهم: مر بي حمل فمحشني محشا، وذلك إذا سحج جلده من غير أن يسلخه، وقال أبو عمرو: يقولون: مرت بي غرارة فمحشتني، أي سحجتني، وقال الكلابي: أقول مرت بي غرارة فمشنتني، كما في الصحاح. والمحش: اقتلاع السيل لما مر عليه وهو من ذلك. والماحش: الكثير الأكل حتى يعظم بطنه، قال:

من يكثر الشرب ويأكل ماحشا      يذهب به البطن ذهابا فاحشا

صفحة : 4350

والماحش: المحرق، كالممحش يقال: محشته النار، أي أحرقته، وأمحشه الحر: أحرقه. وهذه نقلها ابن السكيت عن أبي صاعد الكلابي، كما في الصحاح. وقيل: المحش: تناول من لهب يحرق الجلد، ويبدي العظم، فيشيط أعاليه ولا ينضجه. وقال أعرابي: من حر كاد أن يمحش عمامتي، وكانوا يوقدون نارا لدى الحلف ليكون أوكد. وفي الصحاح: محشت جلده بالنار: أي أحرقته، وفيه لغة أخرى: أمحشته بالنار، عن ابن السكيت. والمحاش، كغراب: المحترق، يقال: خبز محاش، وكذلك الشواء. والمحاش، بالفتح: المتاع والأثاث، حكاه أبو عبيد، قال الليث: هو مفعل من الحوش، وهو جمع الشيء وخطأه الأزهري، وسبق للمصنف، رحمه الله تعالى في ح و ش، ونبهنا عليه هناك. والمحاش، بالكسر: القوم يجتمعون من قبائل شتى، فيتحالفون عند النار، قال النابغة:

جمع محاشك يا يزيد فإنني      أعددت يربوعا لكم وتميما قال ابن الأعرابي في معناه: سب قبائل فصيرهم كالشيء الذي أحرقته النار، قال الأزهري: كذا رواه أبو عبيد عن أبي عبيدة: المحاش في قول النابغة، بكسر الميم، وقد غلط الليث فرواه بفتح الميم، وفسره بالقوم اللفيف الأشابة، وقد تقدم ذلك في ح و ش، فراجعه. وامتحش الخبز: احترق. ومما يستدرك عليه: المحش: الخدش. وامتحشته النار: أحرقته. وامتحش فلان غضبا وامتحش: احترق، وهو مجاز، وبهما جاء الحديث يخرج ناس من النار قد امتحشوا وصاروا حمما أي احترقوا وصاروا فحما، ويروى: امتحشوا، على ما لم يسم فاعله. وامتحش القمر: ذهب، حكاه ثعلب. والمحاش، بالكسر: بطنان، من بني عذرة، وقيل: المحاش هم: صرمة، وسهم، ومالك، بنو مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض، وضبة بن سعد، لأنهم تحالفوا بالنار، فسموا بذلك، وبهم فسر قول النابغة. وسنة ممحشة ومحوش محرقة بجدبها، وهذه سنة أمحشت كل شئ، إذا كانت جدبة، وهذه حكاها أبو عمرو كما نقله الجوهري عن ابن السكيت عنه. وقال الأصمعي: إنما سموا محاشا لأنهم محشوا بعيرا على النار واشتووه، واجتمعوا عليه فأكلوه. ويقولون: ما أعطاني إلا محشا، بالكسر، وهو الذي يمحش البدن بكثرة وسخه وإخلاقه. وقال العامري: محش وجهه بالسيف محشة، أي لفحه لفحة قشر بها جلد وجهه.

م - خ - ش.
التمخش، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو كثرة الحركة، لغة يمانية، يقال: تمخش القوم، إذا تحركوا، وأكثروا في الحركة. وأما المخش، بكسر الميم، فراجعه في خ ش ش، وذكره ابن الأثير هنا، وفسر به قول علي، كرم الله تعالى وجهه، والميم زائدة.

م - د - ش.

صفحة : 4351

المدش، محركة: ظلمة العين من جوع أو حر شمس، وقد مدشت عينه مدشا، وهي مدشاء، عن ابن دريد، قال: وأحسبه مقلوبا من دمش. وقال الجوهري: المدش: رخاوة عصب اليد، وقلة لحمها، رجل أمدش اليد، وقد مدش، وامرأة مدشاء اليد. وقال غيره: المدش: دقتها، أي اليد واسترخاؤها مع قلة لحم، وهو أمدش، وناقة مدشاء. وقال الليث: أو المدش في النوق: سرعة أو بها، أي أوب يدها في حسن سير، ونص الأزهري سرعة أوب يديها في حسن سير، وأنشد:

ونازحة الجولين خاشعة الصوى    قطعت بمدشاء الذراعين ساهم رجل أمدش اليد، وقد مدش، وامرأة مدشاء اليد. وقال ابن سيده: والمدشاء من النساء خاصة: التي لا لحم على يديها، عن أبي عبيد. قلت: وفي تهذيب غريب المصنف لأبي زكريا عن ثعلب، وقد رد على من قال: إن المدشاء التي لا لحم على يديها، وقال المدشاء: الحمقاء، والذكر أمدش، والأول خطأ، ورأيت الأزهري لم يتعرض لهذا، بل رواه عن أبي عبيد، كما أورده الجوهري. فتأمل. وناقة مدشاء اليدين: سريعة أو بهما في حسن سير، قال الشاعر: يتبعن مدشاء اليدين قلقلا. أو المدش في الخيل: اصطكاك بواطن الرسغين في شدة الفدع، وهو من عيوب الخيل التي تكون خلقة، والفدع: التواء الرسغ من عرضه الوحشي. وقال الصاغاني: المدش: حمرة وخشونة في الوجه، وهو أمدش، وهي مدشاء، ونقله أبو عمرو. والأمدش: المهزول الخفيف اللحم، وفي لحمه مدشة، عن ابن عباد. والأمدش: الأخرق، وهو القليل العقل، عن ابن عباد. ويقال: رجل مداش اليد ككتان: أي سارقها، عن أبي عمرو. وفي لحمه مدشة، بالفتح: أي خفة، وفي المحكم: أي قلة. ومدش من الطعام مدشا: أكل منه قليلا. ومدش له من العطاء مدشا: أعطى منه قليلا. ويقال: ما مدشت منه، كذا نص الصاغاني، والذي في التهذيب: ما مدشت به مدشا ومدوشا، بفتحهما، وما مدشني شيئا، ولا أمدشني، ولا مدشني تمديشا، ولا مدشته شيئا: أي ما أعطاني ولا أعطيته، قال الأزهري: وهذا من النوادر. وامتدشته من يده: أخذته، عن ابن عباد، أو اختلسته، عن الصاغاني. قلت: وكأنه تصحيف من امترشته، بالراء، كما سيأتي قريبا. ومما يستدرك عليه: المدش، ككتف: الأخرق كالفدش، حكاه ابن الأعرابي، وقد ذكره المصنف في ف د ش استطرادا، وأغفله هنا، وهو قصور. والمدش، محركة: الحمق. وما به مدش، أي مرض. وقال ابن شميل: إنه لأمدش الأصابع، أي المنتشر الأشاجع، الرخو القبضة. والمدش: قلة لحم ثدي المرأة، عن كراع. والمدش: تشقق في الرجل. وقال ابن دريد، رحمه الله تعالى: المدش: النجش.

م - ر - د - ق - ش.
المردقوش. قال ابن السكيت: هو المرزنجوش، وأنشد لابن مقبل:

يعلون بالمردقوش الورد ضاحية     على سعابيب ماء الضالة اللجز

صفحة : 4352

هكذا أورده الجوهري، وقد تقدم البحث فيه، وأن الجوهري صحفه، وأن الرواية اللجن بالنون في ل ج ز، معرب مرده كوش، أي ميت الأذن فتحوا الميم عند التعريب، قال الجوهري: ومن خفض الورد جعله من نعته. ويقال: هو الزعفران، وأظنه معربا. والمردقوش: طيب تجعله المرأة في مشطها، يضرب إلى الحمرة والسواد. وقال أبو الهيثم: المردقوش: معرب، معناه: اللين الأذن، كنى باللين عن الموت؛ لأنه إذا استرخى فكأنه مات، والعامة تقوله البردقوش، بالموحدة.

م - ر - ز - ج - ش.
المرزجوش، بالفتح، قلت: ذكر الفتح مستدرك، وقد أهمله الجوهري والصاغاني وهو نبت، وزنه فعللول، كعضرفوط، قيل: هو المردقوش الذي تقدم. والمرزنجوش: لغة فيه، معرب مرزنكوش، وعربيته السمسق كجعفر، قال الأعشى:

لنا جلسان عندها وبنـفـسـج    وسيسنبر والمرزجوش منمنما وقال فيه، وقد أسقط الواو لحاجة:

عليها الأكاليل قد فصلتـه     بسيسنبر خالط المرزجش قال الأطباء: هو نافع لعسر البول، والمغص، ولسعة العقرب، والأوجاع العارضة من البرد، والماليخوليا، والنفخ، واللقوة، وسيلان اللعاب من الفم، مدر جدا، مجفف رطوبات المعدة والأمعاء.

م - ر - ش.

صفحة : 4353

المرش: الخدش، قال ابن السكيت: أصابه مرش، وهي المروش، والخدوش، والخروش، وفي حديث غزوة حنين فعدلت به ناقته إلى شجرات فمرشن ظهره أي خدشته أغصانها، وأثرت في ظهره، وأصل المرش: الحك بأطراف الأظافر، وفي حديث أبي موسى إذا حك أحدكم فرجه وهو في الصلاة فليمرشه من وراء الثوب قال الحراني: المرش بأطراف الأظافر، وقال ابن سيده: المرش: شق الجلد بأطراف الأصابع وهو أضعف من الخدش، ويقال: قد ألطف مرشا وخرشا، والخرش أشده. ومرشه مرشا: تناوله بأطراف الأصابع، شبيها بالقرص. والمرش: الأرض التي مرش المطر وجهها، يقال: انتهينا إلى مرش من الأمراش. نقله الجوهري، وهو اسم الأرض مع الماء، وبعد الماء إذا أثر فيه. وقال ابن سيده: المرش: أرض يمرش الماء من وجهها في مواضع لا يبلغ أن يحفر حفر السيل، والجمع أمراش. وقال غيرهما: المرش: الأرض التي إذا أمطرت سالت سريعا، أي رأيتها كلها تسيل. وقال أبو حنيفة: الأمراش: مسايل لا تجرح الأرض ولا تخد فيها، تجئ من أرض مستوية تتبع ما توطأ من الأرض في غير خد، وقد يجئ المرش من بعد، ويجئ من قرب. وقال النضر: المرس والمرش: أسفل الجبل وحضيضه، يسيل منه الماء فيدب دبيبا ولا يحفر، وجمعه أمراس وأمراش، قال: وسمعت أبا محجن الضبابي يقول: رأيت مرشا من السيل. وهو الماء الذي يجرح وجه الأرض جرحا يسيرا. والمرش: الإيذاء بالكلام، وقد مرشه، عن ابن الأعرابي، وقال ابن عباد: مرشه بكلام، إذا تناوله بقبيح. والمرشاء: العقور من كل الحيوان، نقله الصاغاني. والمرشاء: الأرض الكثيرة ضروب العشب، نقله الصاغاني أيضا. قلت وكأنه مقلوب الرمشاء. ويقال: لي عنده مراشة ومراطة، بالضم، أي حق صغير. وقال ابن الأعرابي: الأمرش: الشرير، أي الكثير. الشر. والأرمش: الحسن الخلق. والأمشر: النشيط. والأرشم: الشره. والتمريش: المطر القليل الذي لا يخد وجه الأرض، عن ابن عباد. والامتراش: الانتزاع والاختلاس، يقال: امترشت الشيء من يده: أي اختلسته. والامتراش: الاكتساب، والجمع، عن ابن عباد، يقال: هو يمترش لعياله، أي يكتسب ويقترف. وامترش الشيء: جمعه، وهو يمترش الشيء بعد الشيء من ها هنا أي يجمعه. ومرشانة: د، بالأندلس، من كورضة إشبيلية، منها أبو موسى عبد الرحمن بن هشام بن جهور المرشاني، عن محمد بن الحسن الآجري، مات ببلده سنة 384. ومما يستدرك عليه: مرش الماء يمرش: سال. والمرش: حضيض الجبل. ورجل مراش، ككتان، أي كساب. والممرش، كمعظم: نوع من الكتان، وهذه عن الصاغاني. ومرش، محركة: ناحية بالروم. وأمراش: روضة بديار العرب.

م - ش - ش.

صفحة : 4354

المش: الخلط، يقال: مش الشيء، إذا دافه في ماء حتى يذوب، عن ابن دريد، قال أبو حاتم: ومات ابن لأم الهيثم فسئلت فقالت: ما زلت أمش له الأشفية، أي الأدوية، فألده تارة وأوجره أخرى، فأبى قضاء الله عز وجل، أي أخلطها. والمش: مسح اليد بالشيء الخشن لتنظيفها وقطع دسمها، وهو قول الأصمعي، ونصه: ليقلع الدسم، ونص المحكم: ليذهب به غمرها وينظفها، وأنشد الجوهري وابن سيده لامرئ القيس:

نمش بأعراف الجياد أكـفـنـا     إذا نحن قمنا عن شواء مضهب المضهب: الذي لم يكمل نضجه، يريد أنهم أكلوا الشرائح التي شووها على النار قبل نضجها ولم يدعوها إلى أن تنشف، فأكلوها وفيها بقية من ماء. والمش: الخصومة. والمش: مص أطراف العظام ممضوغا، كالتمشش، عن الليث، والامتشاش والمشمشة، وقد مشه وامتشه، وتمششه، ومشمشه: مصه ممضوعا. وقال الليث مششت المشاش، أي مصصته ممضوغا، وتمششت العظم: أكلت مشاشه، أو تمككته، وأنشد الليث:

كم قد تمششت من قص وإنفـحة     جاءت إليك بذاك الأضؤن السود والمش: أخذ مال الرجل شيئا بعد شئ، يقال: فلان يمش مال فلان، ويمش من ماله، إذا أخذ منه الشيء بعد الشيء، وهو مجاز. والمش: حلب بعض لبن الناقة وترك بعضه في الضرع. والمشوش، كصبور: ما تمش به اليد، وهو المنديل الخشن. والمشش محركة: شيء يشخص في وظيف الدابة حتى يكون له حجم، يشتد ويصلب دون اشتداد العظم. ونص الجوهري: حتى يكون له حجم وليس له صلابة العظم الصحيح. وفي المحكم المشش: ورم يأخذ في مقدم عظم الوظيف، أو باطن الساق في إنسيه، قال الأعشى:

أمين الفصوص قصير القرا     صحيح النسور قليل المشش

صفحة : 4355

وقد مششت هي، بالكسر، مششا، بإظهار التضعيف، وهو نادر، قال الجوهري: وهو أحد ما جاء على الأصل ولا نظير لها سوى لححت. وقال الأحمر: ليس في الكلام مثله، وقال غيره: ضبب المكان، إذا كثر ضبابه، وألل السقاء، إذا خبث ريحه. والمشش: بياض يعتري الإبل في عيونها، نقله الصاغاني، وهو أمش وهي مشاء، من ذلك. والمشاشة، بالضم: رأس العظم الممكن المضغ، وهو اللين الذي يمكن مضغه، ج مشاش، نقله الجوهري، وبه فسر الحديث ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه وقال أبو عبيد: المشاش: رؤوس العظام مثل الركبتين والمرفقين والمنكبين. وفي صفته، صلى الله عليه وسلم أنه كان جليل المشاش أي عظيم رؤوس العظام كالمرفقين والكتفين والركبتين، وقيل: المشاشة: ما أشرف من عظم المنكب. والمشاشة: الأرض الصلبة تتخذ فيها ركايا، ويكون من ورائها حاجز، فإذا ملئت الركية شربت المشاشة الماء، فكلما استقى منها دلو جم مكانها دلو أخرى. وقيل: المشاشة: أرض رخوة لا تبلغ أن تكون حجرا، يجتمع فيها ماء السماء، وفوقها رمل يحجز الشمس عن الماء، وتمنع المشاشة الماء أن يتسرب في الأرض، فكلما استقيت منها دلو جمت أخرى. قاله ابن دريد. وقال ابن شميل: المشاشة: جوف الأرض، وإنما الأرض مسك، فمسكة كذانة، ومسكة حجارة غليظة، ومسكة لينة، وإنما الأرض طرائق، فكل طريقة مسكة، والمشاشة: هي الطريقة التي فيها حجارضة خوارة وتراب. والمشاشة: جبل الركية الذي فيه نبطها، وهو حجر يهمي منه الماء، أي يرشح، فهي كمشاشة العظام يتحلب أبدا، يقال: إن مشاش جبلها ليتحلب، أي يرشح ماء. والمشاش، كغراب: الأرض اللينة، قاله الجوهري، وأنشد للراجز: راسي العروق في المشاش البجباج. قلت: ويقال: رمل بجباج، أي ضخم مجتمع، كما قاله الأزهري. ومن المجاز: فلان طيب المشاش، أي كريم النفس، قاله الجوهري، قال: وقول أبي ذؤيب يصف فرسا:

يعدو به نهش المشاش كأنه      صدع سليم رجعه لا يظلع يعني أنه خفيف النفس أو العظام أو كنى به عن القوائم. ومن المجاز أيضا قولهم: فلان لين المشاش، إذا كان طيب النحيزة، أي الطبيعة، عفيفا عن الطمع. وقيل: إنه لكريم المشاش، أي الأصل، عن ابن عباد. وقيل: المشاش: الخفيف النفس، وبه فسر قول أبي ذؤيب كما تقدم، أو الخفيف المئونة على من يعاشره. وقيل: هو الظريف في الحركات. وقيل: خفيف المشاش: الخدام في السفر والحضر، عن ابن عباد. وأمش العظم إمشاشا، أي صار فيه ما يمش، أي أمخ حتى يتمشش. وأمش السلم: خرج ما يخرج من أطرافه ناعما رخصا كالمشاش، وقد جاء في حديث مكة شرفها الله تعالى: وأمش سلمها قال ابن الأثير: والرواية أمشر، بالراء. والتمشيش: استخراج المخ، كالامتشاش، قال رؤبة:

إليك أشكو شدة المعـيش      دهرا تنقى المخ بالتمشيش

صفحة : 4356

ومن المجاز: امتش المتغوط وامتشع، إذا استنجى بحجر أو مدر، أي أزال الأذى عن مقعدته بأحدهما، عن ابن الأعرابي، وفي الحديث لا تمتش بروث ولا بعر. وامتش ما في الضرع وامتشع: أخذ جميعه، أي حلب جميع ما فيه، عن ابن عباد. وامتشت المرأة حليها: أي قطعتها عن لبتها، نقله الصاغاني عن ابن عباد. والممتش، كمنبر، هكذا في سائر الأصول التي بأيدينا، وهو غلط فاحش، فإنه إذا كان كمنبر فحقه أن يذكر في م ت ش، والصواب كما في التكملة والعباب مجودا مضبوطا: الممتش، على صيغة اسم المفعول والفاعل، من امتش، وأصله الممتشش، من امتشش، هو: اللص الخارب، هكذا نقله الصاغاني وضبطه. ويقولون: هل انمش لك منه شيء، أي حصل. والمشمشة: نقع الدواء في الماء حتى يذوب، عن ابن دريد. والمشمشة: الخفة والسرعة، عن ابن دريد. والمشمش، كزبرج، وهو لغة أهل البصرة ويفتح، عن أبي عبيدة، وهي لغة أهل الكوفة: ثمر، م معروف، وهو الزردالو، بالفارسية وبهما روى قول أبي الغطمش يهجو امرأته:

لها ركب مثل ظلف الغزال     أشد اصفرارا من المشمش قالوا: قلما يوجد شيء أشد تبريدا للمعدة منه، وكذا تلطيخا وإضعافا، كما هو مصرح به في كتب الأطباء. وبعضهم يسمى الإجاص مشمشا، وهم أهل الشام، نقله الليث. قلت: وبعض أهل الشام يقوله بالضم أيضا، فهو إذا مثلث. ويقال: أطعمه هشا مشا: طيبا، نقله الصاغاني. ومشاش، بالكسر: اسم، هكذا في سائر النسخ، وفي بعضها مشماش بالكسر، وهكذا قاله ابن دريد، وقال: هو من المشمشة، يعني السرعة والخفة. ومما يستدرك عليه: المش: الحلب باستقصاء، كالامتشاش. ويقال: امشش مخاطك، أي امسحه، ومش أذنه مشا: مسحها، قالت أخت عمرو:

فإن أنتم لم تثأروا بأخيكـم     فمشوا بآذان النعام المصلم والمش: أن تمسح قدحا بثوبك؛ لتلينه كما يمش الوتر، وهو مجاز. والمشمشة: المص. وامتش الثوب: انتزعه، وبه سمي اللص ممتشا. والمشاش، بالضم: بول النوق الحوامل، وبه فسر قول حسان: بضرب كإيزاغ المخاض مشاشه. ورجل هش المشاش: رخو المغمز، وهو ذم، وهو مجاز. ومشمشوه: تعتموه، عن ابن الأعرابي. وإنه لكريم المشاش، إذا كان سيدا، وهو مجاز. وقال الفراء: النشنشة: صوت حركة الدروع، والمشمشة: تفريق القماش. وقال الزمخشري: وهو في مشاشة قومه، أي خيارهم، وهو مجاز. والمشامش: الصياقلة، عن الهجري، ولم يذكر لها واحدا، وأنشد:

نضا عنهم الحول اليماني كما نضاعن الهند أجفان جلتها المشامش قال: وقيل المشامش: خرق تجعل في النورة ثم تجلي بها السيوف. وفلان يمتش من مال فلان، أي يصيب منه، نقله الجوهري. وقال أبو عبيدة: مشمش الرجل المرأة، ونشنشها، أي نكحها، نقله الصاغاني. وقال الفراء: الممش من الإبل: التي إذا حللت عنها صرارها أصبت فيها لبنا من غير در، نقله الصاغاني، رحمه الله تعالى. ورجل مش، كأمش، نقله الصاغاني.

م - ع - ش.

صفحة : 4357

المعش، كالمنع، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو الدلك الرفيق، لغة في السين، قال الأزهري: وكأن المعش أهون من المعس، وقد ذكر في السين. ومن الغريب ما في المصباح في ع ي ش أنه قيل: إن ميم معيشة ومعيش أصلية، والجمهور على الزيادة، نقله شيخنا.

م - غ - ش.
ومما يستدرك عليه: مغش، ومنه أمغيشيا بفتح وكسر: موضع بالعراق، كانت به وقعة بين خالد بن الوليد، رضي الله تعالى عنه، وبين الفرس، وكان به كنيسة، ولما ملكوه هدموها، وكانت أليس من مسالحها وفيه يقول أبو مفزر الأسود بن قطبة:

لقينا يوم ألـيس وأمـغـى     ويوم المقر آساد النـهـار
فلم أر مثلها فضلات حرب     أشد على الجحاجحة الكبار

أراد بقوله: أمغى هذا الموضع بعينه، فحذف، كقول لبيد: عفت المنا بمتالع فأبان. أراد: المنازل، نقله ياقوت. ومغوشة: مدينة بالأندلس، من نواحي تدمير، وقرطاجة، والميم أصلية، سميت باسم القبيلة.

م - ق - د - ش.
مقدشو، بفتح الميم وكسر الدال المهملة، والعامة تفتحها، وضم الشين ويقال: أيضا مقدشا، ويكسر أوله، كما ضبطه الحافظ، أهمله الجوهري والصاغاني وصاحب اللسان، وهو: د، كبير بين الزنج والحبشة من أطراف بلاد الهند، منه: الفقيه أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي بكر المقدشي، معيد البادرائية، ويقال فيه المقدشاوي، قال الذهبي: حدثنا عن ابن الدخميسي، وأبو علي الحسن بن عيسى بن مفلح، العامري المقدشي اليمني، كتب عنه الزكي المنذري. وأبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد، شمس الدين المقدشي، حدث عن ابن عبد الهادي، وعنه الحافظ ابن حجر، وعاش تسعين سنة.

م - ل - ش.
ملش، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو من قولهم: ملش الشيء يملشه ملشا من حد نصر: إذا فتشه بيده، كأنه يطلب فيه شيئا، هكذا نقله الصاغاني، وزاد صاحب اللسان ويملشه أيضا، أي من حد ضرب. ومما يستدرك عليه: ملشون: من قرى بسكرة، من ناحية إفريقية القصوى، منها: أبو عبد الله الملشوي، وابنه إسحاق، سمعا عن مقاتل وغيره.

م - ن - ش.
ومما يستدرك عليه: منيونش، بالفتح وسكون النون الأولى، وكسر الثانية، بينهما ياء مضمومة وواو ساكنة: حصن بالأندلس، من نواحي بربشتر. وميانش، بالفتح والتشديد: من قرى المهدية بإفريقية بينهما نصف فرسخ، وماؤها عذب، ومنها أحمد بن محمد بن سعد، الميانشي، الأديب. وعمر بن عبد المجيد بن الحسن، الميانشي: نزيل مكة، مات بها، قال ياقوت: روى عنه شيوخنا.

م - و - ش.

صفحة : 4358

ماش أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: ماش كرمه موشا: طلب باقي قطوفه. هنا ذكره الصاغاني، وذكره الأزهري وابن سيده في م ي ش. والماش: حب، م، معروف مدور أصغر من الحمص، أسمر اللون يميل إلى الخضرة، يكون بالشام وبالهند، يزرع زرعا، معتدل، وخلطه محمود نافع للمحموم والمزكوم، ملين، وإذا طبخ بالخل نفع الجرب المتقرح، وضماده يقوي الأعضاء الواهية، وذكره الجوهري في م ي ش، وقال : هو معرب أو مولد. والماش: قماش البيت، عن ابن الأعرابي، قال: وهي الأوغاب والأوقاب والثوى، قال الأزهري: ومنه قولهم: الماش خير من لاش، أي ما كان في البيت من قماش لا قيمة له، خير من خلوه، أي من بيت فارغ لا خير فيه، فخفف لاش، لازدواج ماش. وفي المحكم: خاش ماش، بفتحهما وكسرهما: قماش الناس، وقد تقدم في خ و ش، قال ابن سيده: وإنما قضينا بأن ألف ماش ياء، لا واو، لوجود م ي ش وعدم م و ش. ومما يستدرك عليه: ذوات المواش، كسحاب: درع من دروعه صلى الله عليه وسلم، أخرجه أبو موسى في مسند ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما، قال ابن الأثير، ولا أعرف صحة لفظه. وموش بالضم: قرية من أعمال خلاط بإرمينية، ومنها أحمد بن عمر ابن عفان، الموشي العطار، حدث عن أحمد بن عبد الدائم. وموش أيضا: جبل في بلاد طيئ في شعر أبي جبيلة:

صبحنا طيئا في سفح سلمى     بكأس بين موش فالـدلال هكذا يروى، قال ياقوت: هكذا وجدته بضم الميم في القرية والجبل، وليس له في العربية أصل على هذا، فإن فتح كان مصدر ماش الرجل كرمه يموشه موشا، إذا تتبع باقي قطوفه فأخذها. انتهى. وموش أيضا: لقب موسى بن عيسى البغدادي، عن أبي عاصم النبيل. وموش، بالفتح لقب: عبد الرحمن بن عمر بن الغزال، الواعظ، سمع ابن ناصر وطبقته، ومات سنة 615. وموشة، بالضم: من قرى الفيوم. وبالضم: أخرى من قرى الصعيد. والموشية، بالضم وتشديد الياء: قرية كبيرة في غربي النيل بالصعيد، وقيل: هو من الوشي، وسيأتي. وأبو القاسم الحسين بن محمد ابن إسحاق المروزي الماشي، عن أبي القاسم حماد بن أحمد بن حماد السلمي، توفي بمرو سنة 356، رحمه الله تعالى.

م - ه - ش.
مهش، كمنع، أهمله الجوهري، وقال الأزهري: أي أحرق، يقال: محشته النار ومهشته، إذا أحرقته. وقال غيره: مهش، إذا خدش، وكأن الهاء بدل عن الحاء، ويقال: مرت بي غرارة فمحشتني ومهشتني ومشنتني، بمعنى واحد. وقد امتهش الشيء، وامتحش، إذا احترق. وامتهشت المرأة: حلقت وجهها بالموسى، فهي ممتهشة، وبه فسر الحديث أنه لعن من النساء الحالقة والسالقة والحارقة والمنتهشة والممتهشة وقال العتبي: لا أعرف الممتهشة إلا أن تكون الهاء مبدلة من الحاء. وناقة مهشاء، إذا أسرع هزالها نقله الصاغاني عن ابن فارس.

م - ي - ش.
الميش: خلط الصوف بالشعر، قال الراجز، وهو رؤبة:

عاذل قد أولعت بالترقيش      إلي سرا فاطرقي وميشي

صفحة : 4359

قال أبو نصر: أي اخلطي ما شئت من القول، كذا في الصحاح. قلت: وكذلك فسره الأصمعي وابن الأعرابي وغيرهما. والميش: خلط لبن الضأن بلبن الماعز، قاله الجوهري، وقيل: خلط اللبن الحلو بالحامض، ومن الغريب أن الماعز بالفارسية تسمى ميش، بكسر الميم الممال. وعن الكسائي: الميش: كتم بعض الخبر وإخبار بعضه، وقد مشت الخبر، نقله الجوهري. والميش: حلب بعض ما في الضرع وترك بعضه، وفي الصحاح: حلب نصف ما في الضرع، فإذا جاوز النصف فليس بميش، وقد ماشها ميشا. والميش: خلط كل شيء سواء القول والخبز واللبن وغيرها. وماشوا الأرض ميشة: مروا بها، عن أبي عمرو. وماشان: نهر يجري وسط مدينة مرو. وما وشان: ناحية بهمذان، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: ماش القطن يميشه ميشا: زبده بعد الحلج. والميش: خلط الكذب بالصدق، والجد بالهزل. وأبو طالب بن ميشا التمار، بالكسر: محدث روى عن يحيى بن ثابت بن بندار. وماش المطر الأرض ميشا، إذا سحاها، نقله الصاغاني عن الليث، وفي بعض نسخ كتابه مأش بالهمز، وقد ذكر في موضعه. وميشة، بالكسر: من قرى جرجان.