الباب الثالث عشر: باب الشين المعجمة - الفصل الثاني والعشرون: فصل الواو مع الشين

فصل الواو مع الشين

و - ب - ش.
الوبش، ويحرك: النمنم الأبيض يكون على الظفر، قاله الليث، وفي المحكم: البياض الذي يكون على أظفار الأحداث، وقال ابن الأعرابي: هو الوبش والكدب والنمنم. ووبشت أظفاره ووبشت: صار فيها ذلك الوبش. وقال ابن شميل: الوبش، بالتحريك: الرقط من الجرب يتفشى في جلد البعير، يقال: وبش، كفرح، فهو وبش، وبه وبش، وسياقه يقتضي أن يكون بالفتح، بدليل قوله فيما بعد: وبالتحريك، والذي ضبطه الصاغاني أنه بالتحريك. والوبش بالفتح والتحريك واحد الأوباش من الناس، وهم الأخلاط والسفلة، قال الجوهري مثل الأوشاب، ويقال: هو جمع مقلوب من البوش، وقال ابن سيده: أوباش الناس: الضروب المتفرقون، واحدهم وبش ووبش، وبها أوباش من الشجر والنبات، وهي الضروب المتفرقة، ويقال: ما بهذه الأرض إلا أوباش من شجر أو نبات، إذا كان قليلا متفرقا، وقال الأصمعي: يقال: بها أوباش من الناس، وأوشاب، وهم الضروب المتفرقون. وبنو وابش: قبيلة من العرب، قاله ابن دريد، وقال ابن عباد: هم بنو وابش بن زيد بن عدوان: بطن من قيس عيلان، وعدوان هو الحارث بن قيس عيلان. ووابش بن دهمة، في همدان، وهم بنو وابش بن دهمة بن سالم بن ربيعة بن مالك بن معاوية بن صعب ابن دومان. ووابش: أسرع، والذي في التكملة أوبشت: أسرعت، فحرفه المصنف إن لم يكن من النساخ. ووابشت الأرض: أنبتت، والصواب أوبشت الأرض، أو اختلط نباتها، عن ابن فارس، كأوشبت. ووبش الجمر توبيشا: تحركت له الريح، فظهر بصيصه. والذي في التكملة: وبش الجمر: أي وبص. قلت: وكأن الشين بدل عن الصاد. ووبش القوم في أمر كذا توبيشا: إذا تعلقوا به من كل مكان، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: وبش للحرب توبيشا، إذا جمع جموعا من قبائل شتى. ووبش الكلام: رديئه. ورجل أوبش الثنايا، قال شمر: يعني ظاهرها، قال: وسمعت ابن الحريش يحكي عن ابن شميل عن الخليل أنه قال: الواو عندهم أثقل من الياء والألف إذ قال أوبش. وبنو وابشي: بطن من العرب، قال الراعي:

بنو وابشي قد هوينا جماعكم      وما جمعتنا نية قبلها معـا وأوبش الرجل: زين فناءه لطعامه وشرابه، نقله ابن القطاع. ووابش: واد أو جبل بين وادي القرى والشام، قاله أبو الفتح، رحمه الله تعالى.

و - ت - ش.
الوتش، مكتوب عندنا بالحمرة، وهو موجود في نسخ الصحاح كلها، قال الجوهري: الوتش: القليل من كل شيء، مثل الوتح. والوتش: رذال القوم، يقال: إنه لمن وتشهم، نقله الجوهري. والوتش، بالتحريك: اسم والوتشة، محركة: الحارض من القوم، الضعيف، كأتيشة وهنمة وصويكة، كما نقله الأزهري عن نوادر الأعراب. ومما يستدرك عليه: وتش الكلام: رديئه، قال الأزهري: هكذا وجدته في كتاب ابن الأعرابي بخط أبي موسى الحامض، والمعروف وبش، بالموحدة، وقد ذكر قريبا.

و - ح - ش.

صفحة : 4380

الوحش، من حيوان البر، كل ما لا يستأنس، مؤنث، كالوحيش، كأمير، عن ابن الأعرابي، ونصه: الجانب الوحيش كالوحشي، وأنشد:

لجارتنا الشق الوحيش ولا يرى     لجارتنا مـنـا أخ وصـديق ج: وحوش، لا يكسر على غير ذلك، وقيل وحشان أيضا، وهو بالضم، نقله الصاغاني، قال ابن شميل: والجماعة هي الوحش والوحوش والوحيش، قال أبو النجم:

أمسى يبابا والنعام نعـمـه      قفرا وآجال الوحيش غنمه قال الصاغاني: هو جمع وحش، مثل ضئين في جمع ضأن، الواحد وحشي، كزنج وزنجي، وروم ورومي ويقال: حمار وحش، بالإضافة، وحمار وحشي، على النعت. وقال ابن شميل: يقال للواحد من الوحش: هذا وحش ضخم، وهذه شاة وحش، وقال غيره: كل شئ يستوحش فهو وحيش. وقال بعضهم: إذا أقبل الليل استأنس كل وحشي واستوحش كل إنسي. وأرض موحشة، هكذا في سائر النسخ، والصواب موحوشة: كثيرتها، أي الوحوش، ومثله في الأساس، وفي الصحاح، ونصه: أرض موحوشة: ذات وحوش، عن الفراء. والوحشي: الجانب الأيمن من كل شيء، قال الجوهري: وهذا قول أبي زيد وأبي عمرو، قال عنترة:

وكأنما تنأى بجانب دفـهـا ال     وحشي من هزج العشي مؤوم وإنما تنأى بالجانب الوحشي لأن سوط الراكب في يده اليمنى، قال الراعي:

فمالت على شق وحشيها       وقد ريع جانبها الأيسر

صفحة : 4381

ويقال: ليس من شئ يفزع إلا مال على جانبه الأيمن؛ لأن الدابة لا تؤتى من جانبها الأيمن، وإنما تؤتى في الاحتلاب والركوب من جانبها الأضيسر، فإنما خوفه منه، والخائف إنما يفر من موضع الأمن، هذا نص الجوهري. أو الوحشي: الجانب الأيسر من كل شئ، وهو قول الأصمعي، كما نقله الجوهري، وقال الليث: وحشي كل دابة: شقه الأيمن، وإنسيه: شقه الأيسر، قال الأزهري: جود الليث في هذا التفسير في الوحشي والإنسي، ووافق قول الأئمة المتقنين. وروى عن المفضل وعن الأصمعي وعن أبي عبيدة قالوا كلهم: الوحشي من جميع الحيوان، ليس الإنسان: هو الجانب الذي لا يحلب منه ولا يركب، والإنسي: الجانب الذي يركب منه الراكب، ويحلب منه الحالب، قال أبو العباس: واختلف الناس فيهما من الإنسان، فبعضهم يلحقه في الخيل والدواب والإبل، وبعضهم فرق بينهما، فقال: الوحشي: ما ولي الكتف، والإنسي: ما ولي الإبط، قال: وهذا هو الاختيار؛ ليكون فرقا بين بني آدم وسائر الحيوان. وقيل الوحشي: الذي لا يقدر على أخذ الدابة إذا أفلتت منه وإنما يؤخذ من الإنسي، وهو الجانب الذي تركب منه الدابة. والوحشي من القوس الأعجمية: ظهرها، وإنسيها: ما أقبل عليك منها، وكذلشك وحشي اليد والرجل وإنسيهما، نقله الجوهري وقيل: وحشي القوس: الجانب الذي لا يقع عليه السهم. لم يخص بذلك أعجمية من غيرها، وكذلك الجوهري، وأطلق القوس. وقال بعضهم: إنسي القدم: ما أقبل منها على القدم الأخرى، ووحشيها ما خالف إنسيها. ووحشي بن حرب الحبشي، من سودان مكة، صحابي، وكنيته أبو دسمة، وكان مولى جبير بن مطعم بن عدي القرشي، رضي الله تعالى عنه، وهو قاتل حمزة بن عبد المطلب في الجاهلية، قال شيخنا: لعل المراد جاهلية نفس القاتل، وإلا فهو إنما قتله في الإسلام في غزوة أحد. قلت: وهو كما ظن، ويدل له فيما بعد: ومسيلمة الكذاب في الإسلام، أي حالة كونه مسلما، أي فجبر ذاك بذا. والوحشية: ريح تدخل تحت ثيابك لقوتها، وبه فسر قول أبي كبير الهذلي:

ولقد غدوت وصاحبي وحشية     تحت الرداء بصيرة بالمشرف وقوله: بصيرة بالمشرف يعني الريح، من أشرف لها أصابته، والرداء: السيف، وقد تقدم في ب ص ر. وبلد وحش: قفر لا ساكن به، ومكان وحش: خال، وكذلك أرض وحشة، بالفتح، وفي حديث فاطمة بنت قيس أنها كانت في مكان وحش فخيف على ناحيتها أي خلاء لا ساكن به، وفي حديث المدينة فيجدانه وحشا. ولقيته بوحش إصمت وإصمتة، أي ببلد قفر، وكذا تركته بوحش المتن، أي بحيث لا يقدر عليه، وقال ياقوت في المعجم: إصمت، بالكسر: اسم لبرية بعينها قال الراعي:

أشلى سلوقية باتت وبات بـهـا     بوحش إصمت في أصلابها أود

صفحة : 4382

وقال بعضهم: العلم هو وحش إصمت، الكلمتان معا، قال أبو زيد: لقيته بوحش إصمت، وببلدة إصمت، أي بمكان قفر، وإصمت: منقول من فعل الأمر مجردا عن الضمير، وقطعت همزته، ليجري على غالب الأسماء، هكذا جميع ما يسمى به من فعل الأمر، وكسر الهمزة في إصمت إما لغة لم تبلغنا وإما أن يكون غير في التسمية به عن اصمت، بالضم الذي هو منقول من مضارع هذا الفعل، وإما أن يكون مرتجلا وافق فعل الأمر الذي بمعنى اسكت، وربما كان تسمية هذه الصحراء بهذا الفعل للغلبة، لكثرة ما يقول الرجل لصاحبه إذا سلكها: اصمت. لئلا تسمع فتهلك لشدة الخوف بها. وبات وحشا بالفتح وككتف، أي جائعا لم يأكل شيئا فخلا جوفه، ومنه حديث سلمة بن صخر البياضي، رضي الله تعالى عنه لقد بتنا وحشين ما لنا طعام وقال حميد يصف ذئبا:

وإن بات وحشا ليلة لم يضق بهاذراعا ولم يصبح بها وهو خاشع وقد أوحش، وهم أوحاش، يقال: بتنا أوحاشا: أي جائعين. والوحشة: الهم. والوحشة: الخلوة. والوحشة: الخوف، وقيل: الفرق الحاصل من الخلوة، وكذلك يقال في الهم، أي الحاصل من الخلوة، يقال: أخذته الوحشة. والوحشة: الأرض المستوحشة، وقد توحشت. ووحش بثوبه، كوعد، وكذا بسيفه، وبرمحه: رمى به مخافة أن يدرك؛ ليخفف عن دابته، كوحش به، مشددا، والتخفيف عن ابن الأعرابي، وأنكر التشديد، وهما لغتان صحيحتان، قالت أم عمرو بنت وقدان:

إن أنتم لم تطلبـوا بـأخـيكـم     فذروا السلاح ووحشوا بالأبرق وفي حديث الأوس والخزرج فوحشوا بأسلحتهم، واعتنق بعضهم بعضا. ورجل وحشان كسحبان: مغتم، ومنه الحديث لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تؤنس الوحشان. قال ابن الأثير: هو فعلان من الوحشة ضد الأنس، ج: وحاشي، مثل حيران وحيارى. وأوحش الأرض: وجدها وحشة، عن الأصمعي، وأنشد للعباس بن مرداس:

لأسماء رسم أصبح اليوم دارسـا     وأوحش منها رحرحان فراكسا هكذا أنشده الجوهري، وقال ابن بري، ويروى: وأقفر إلا رحرحان فراكسا. وأوحش المنزل من أهله: صار وحشا، وذهب عنه الناس، كتوحش. وطلل موحش، قال كثير:

لعزة موحشا طلل قديم     عفاها كل أسحم مستديم

صفحة : 4383

وأوحش الرجل: جاع فهو موحش، عن أبي زيد، وقال غيره: من الناس وغيرهم؛ لخلوه عن الطعام. ويقال: قد أوحش منذ ليلتين؛ إذا نفد زاده. وتوحش الرجل: خلا بطنه، من الجوع، فهو متوحش. واستوحش منه: وجد الوحشة ولم يأنس به، فكان كالوحشي. ويقال: توحش يا فلان، أي أخل معدتك، وفي الصحاح: جوفك من الطعام والشراب لشرب الدواء ليكون أسهل لخروج الفضول من عروقه، وليس في الصحاح ذكر الشراب. ومما يستدرك عليه: استوحش الرجل: لحق بالوحش، ومنه حديث النجاشي فنفخ في إحليل عمارة فاستوحش ذكره السهيلي في الروض. وتوحشت الأرض: صارت وحشة. ووحش المكان، بالضم: كثر وحشه، عن ابن القطاع. وقد أوحشت الرجل فاستوحش، ومنه قول أهل مكة: أوحشتنا، وأنشدنا عن واحد من الشيوخ، عن البدر الدماميني:

يا ساكني مكة لازلـتـم      أنسا لنا إني لم أنسـكـم
ما فيكم عيب سوى قولكم     عند اللقاء أوحشنا أنسكم

وقد رد عليه الإمام عبد القادر الطبري، وحذا حذوه ولده الإمام زين العابدين بما هو مودع في تاريخ شيخ مشايخنا مصطفى بن فتح الله الحموي. ومشى في الأرض وحشا، أي وحده ليس معه غيره. وبلاد حشون قفزة خالية، على قياس سنون، وفي موضع النصب حشين مثل سنين، قال الشاعر: فأمست بعد ساكنها حشينا. قال الأزهري: هو جمع حشة، وهو من الأسماء الناقصة،وأصلها وحشة، فنقص منها الواو، كما نقصوها من زنة وصلة وعدة، ثم جمعوها على حشين، كما قالوا في عزين وعضين من الأسماء الناقصة، وفي الحديث لقد بتنا وحشين مالنا طعام وجاء في رواية الترمذي: لقد بتنا ليلتنا هذه وحشي قال ابن الأثير: كأنه أراد جماعة وحشي. وتوحش الرجل: رمى بثوبه، أو بما كان. والوحشي من التين: ما ينبت في الجبال وشواحط الأودية، ويكون من كل لون: أسود وأحمر وأبيض، وهو أصغر من التين، ويزيب، نقله أبو حنيفة. ووحشية: اسم امرأة، قال الوقاف، أو المرار الفقعسي:

إذا تركت وحشية النجد لم يكنلعينيك مما تشكوان طبيب ومحمد بن علي بن محمد بن علي بن صدقة الحراني المعروف بابن وحش، ككتف، سمع عن الفراوي. وعبد الله بن يحيى الوحشي التجيبي الإفليلي أبو محمد، سمع عن أبي بكر حازم بن محمد وغيره، وشرح الشهاب، مات رحمه الله تعالى سنة 502، ذكره ابن بشكوال. وقد سموا وحيشا، كزبير.

و - خ - ش.

صفحة : 4384

الوخش، وفي التكملة وخش: د، بما وراء النهر، من أعمال بلخ من ختلان، وهي كورة واسعة على نهر جيحون، كثيرة الخير، طيبة الهواء، وبها منازل الملوك، نقله ياقوت، يصرف ولا يصرف، قاله الصاغاني.قلت: ومنه الحافظ أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن جعفر القاضي الوخشي رحال مكثر، سمع أبا عمرو الهاشمي وتمام بن محمد الرازي وطبقتهما. وخاله أبو عاصم إبراهيم بن نصر ابن الحسن بن مأمون الوخشي الخطيب بها، حدث عن عبد السلام ابن الحسن البصري، وعنه ابن أخته المذكور. وأبو بكر محمد بن إبراهيم الوخشي، قال الماليني: حدثنا بوخش عن حمدان بن ذي النون. والوخش: الرديء من كل شيء، وقد وخش وخاشة. وقال الليث: الوخش: رذال الناس وسقاطهم وصغارهم، يكون للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث، يقال: رجل وخش، وامرأة وخش، وقوم وخش، وقد يثنى أنشد الجوهري للكميت:

تلقى الندى ومخلدا حليفـين      ليسا من الوكس ولا بوخشين قال ابن سيده: وربما جاء مؤنثه بالهاء، وأنشد ابن الأعرابي:

وقد لففا خشناء ليست بوخشة توارى سماء البيت مشرفة القتر وقد يقال في الجمع: أوخاش ووخاش، يقال: جاءني أوخاش من الناس، أي سقاطهم، وأما وخاش، بالكسر، فإنها جمع وخشة. ووخش الشيء، ككرم، وخاشة ووخوشة، ووخوشا: رذل وصار رديئا، قاله الجوهري. ويقال أوخش له بعطية: أقلها. كوخش بها توخيشا، نقله الصاغاني. وأوخش في عرضه: أثر فيه وتنقصه، عن ابن عباد. وأوخش الشيء: خلطه، عن أبي عبيدة. وأوخش القوم: ردوا السهام في الربابة مرة بعد أخرى كأنهم صاروا إلى الوخاشة والرذالة، قاله الجوهري، وأنشد أبو الجراح، وقال الأزهري: وأنشد أبو عبيد ليزيد ابن الطثرية:

أرى سبعة يسـعـون للوصل كلهم        له عند ريا دينة يستينها
وألقيت سهمي وسطهم حين أوخشوا       فما صار لي في القسم إلا ثمينها

وقوله فما صار إلى آخره، أي كنت ثامن ثمانية ممن يستدينها. وتوخش، هكذا في النسخ وهو غلط، والصواب: وخش توخيشا: ألقى بيده وأطاع، وبه فسر شمر قول النابغة:

أبو أن يقيموا للرماح ووخشتشغار وأعطوا منية كل ذي ذحل ومما يستدرك عليه: وخش، ككرم: يبس وتضاءل. والوخشن، بزيادة النون الثقيلة: الوخش، نقله الجوهري، وأنشد لدهلب بن سالم القريعي:

جارية ليست من الوخشن
كأن مجرى دمعها المستن
قطنة من أجود القـطـن

و - د - ش.
الودش، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو الفساد، هكذا نقله الصاغاني، وصاحب اللسان وقد تقدم في السين أن الودس: العيب، ويقال: إنما يأخذ السلطان من به ودس. وهو قريب من معنى الفساد.

و - ر - ش.

صفحة : 4385

ورش شيئا من الطعام يرشه وروشا: تناوله، نقله الجوهري، وزاد غيره في مصادره ورشا، وقال أبو زيد: تناول قليلا منه. وقيل: ورش، إذا أكل شديدا حريصا، عن ابن عباد، فهو من شدة حرصه وشهوته إلى الطعام لا يكرم نفسه، ومصدره الورش والوروش، والذي نقل عن ابن الأعرابي: الروش، بتقديم الراء: الأكل الكثير، والورش، بتقديم الواو: الأكل القليل. ورش الرجل ورشا: طمع، عن ابن عباد. ورش أيضا: إذا أسف لمداق الأمور، عن ابن عباد. ورش فلان بفلان، هكذا في النسخ، وهو غلط، والصواب فلانا بفلان، إذا أغراه، عن ابن عباد. وورش عليهم ورشا: دخل وهم يأكلون، ولم يدع ليصيب من طعامهم، وإذا دخل عليهم وهم شرب قيل: وغل عليهم، وقيل: الوارش: الداخل على الشرب، كالواغل، وقيل: الوارش في الطعام خاصة. وورش: لقب أبي سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم القرشي، مولاهم، القبطي المصري المقرئ، قال ابن الجزري في النشر: ولد سنة 101 ورحل إلى المدينة فقرأ على نافع أربع ختمات في شهر من سنة 155 ورجع إلى مصر فانتهت إليه الرياسة، وبها توفي سنة 197. والورش: شئ يصنع من اللبن، نقله الصاغاني. والورش، بالتحريك: وجع في الجوف، نقله الصاغاني أيضا. والورش، ككتف: النشيط الخفيف من الإبل، وغيرها، وهي بهاء، والجمع ورشات، وهي الخفاف من النوق، نقله الأزهري عن أبي عمرو، وأنشد:

يتبعن زيافا إذا زفن نـجـا     بات يباري ورشات كالقطا وقد ورش، كوجل، ورشا. والتوريش: التحريش، يقال: ورشت بين القوم، وأرشت، نقله الجوهري. والورشان، محركة: طائر شبه الحمام، وهو ساق حر، وهو من الوحشيات، ولحمه أخف من الحمام، وهي بهاء، ج: ورشان، بالكسر، مثل كروان جمع كروان على غير قياس. ويجمع أيضا على وراشين، وفي المثل بعلة الورشان يأكل رطب المشان، قال الزمخشري: يضرب لمن يظهر شيئا. والمراد منه شيء آخر، وزاد الصاغاني: وأصله أنه استحفظ قوم عبدا لهم رطب نخلهم، وكان يأكله، فإذا عوتب على سوء الأثر منه ورك الذنب على الورشان. فقيل فيه ذلك.

ومما يستدرك عليه: الوارش: الدافع في أي شيء وقع. والوارش: الطفيلي المشتهي للطعام. وقال أبو عمرو: الوارش النشيط والورشة من الدواب: التي تفلت إلى الجري وصاحبها يكفها، نقله الجوهري، وهي النشيطة الخفيفة، التي ذكرها المصنف، رحمه الله تعالى. وقال ابن الأعرابي: الروش: الأكل الكثير، والورش: الأكل القليل، وقد استطرده المصنف في ورش، مع ما وقع له من التحريف الذي نبهنا عليه، وقد نقله الصاغاني وصاحب اللسان هنا على عادته، وكأن المصنف بني على تحريفه، فلم يذكره هنا. والورشان، محركة: حملاق العين الأعلى. والورشان: الكبير، قال ابن سيده: وجدناه في شعر الأعشى بخط ينسب إلى ثعلب. وقال أبو زيد: يقال: لا ترش علي يا فلان: أي لا تعرض لي في كلامي فتقطعه على. نقله الصاغاني. وورشة، بالفتح: حصن من أعمال سرقسطة، في غاية المتانة.

صفحة : 4386

و - ش - و - ش.
الوشوشة : الخفة، وقال الليث وهو وشواش، أي خفيف، قاله الأصمعي، وأنشد:

في الركب وشواش وفي الحي رفل نقله الجوهري. والوشوشة: كلام في اختلاط حتى لا يكاد يفهم، والسين لغة فيه. ووشوشته: ناولته إياه بقلة. ويقال: رجل وشوشي الذراع، ونشنشيه، وهو الرفيق اليد الخفيف العمل، قاله أبو عبيدة وأنشد:

فقام فتى وشوشي الذرا    ع لم يتلبث ولم يهمـم وتوشوشوا: تحركوا، وهمس بعضهم إلى بعض، عن ابن دريد، ومنه حديث سجود السهو، فلما انفتل توشوش القوم، ورواه بعضهم بالسين المهملة. وفي التهذيب الوشواش الخفيف من النعام، عن أبي عمرو. وناقة وشواشة: سريعة خفيفة. ومما يستدرك عليه: رجل وشوش، كجعفر: سريع خفيف، وبعير وشوش ووشواش كذلك. والوشوشة: الكلام المختلط، وقيل الخفي، وقيل: هي الكلمة الخفية. وقال أبو عمرو: في فلان من أبيه وشواشة: أي شبه. وسموا وشواشا. ووش البرد وشا: وشاه، وجره قال ناهض بن ثومة:

ومر الليالي فهو من طول ما عفا     كبرد اليماني وشه الجرنامـش

و - ط - ش.
الوطش كالوعد، والتوطيش: بيان طرف من الحديث.

الوطش والتوطيش: الدفع يقال: وطش القوم عنى وطشا، ووطشهم: دفعهم، قاله ابن دريد. والوطش: الضرب، وهو في معنى الدفع. والوطش: أن لا يبين وجه الكلام، يقال: سألته فما وطش وما وطش، وما درع، أي ما بين لي شيئا، كذا في المحكم. ويقال ما وطش لنا، أي لم يعطنا شيئا، وفي المحكم: سألوه فما وطش إليهم بشيء، أي لم يعطهم شيئا، وفي التهذيب: فما وطش إليهم، أي لم يعطهم. ووطش له توطيشا: هيأ له وجه الكلام والرأي والعمل، عن الفراء و وطش فيه : أثر، نقله الصاغاني عن ابن عباد. وقال ابن الأعرابي: وطش توطيشا أعطى قليلا وأنشد:

هبطنا بلادا ذات حمى وحصـبة     ومـوم وإخوان مبين عقوقـهـــا
سوى أن أقواما من الناس وطشوا    بأشياء لم يذهب ضلالا طريقها

وقال اللحياني: يقال: وطش لي شيئا وغطش لي شيئا، أي افتح لي شيئا، وقال الجوهري: يقال: وطش لي شيئا حتى أذكره أي افتح.

وقال الجوهري: ضربوه فما وطش إليهم توطيشا: أي لم يرد بيده، ولم يدفع عن نفسه، واقتصر في المحكم على هذا، وفي التهذيب: ضربوه فما وطش إليهم، أي لم يعطهم. ومما يستدرك عليه: وطش عنه توطيشا: ذب. وقال الصاغاني عن ابن عباد: والتوطيش في القوة أيضا?

و - غ - ش.
ومما يستدرك عليه. الواغش، بالغين المعجمة، يستعملونه بمعنى القمل والصئبان يقع في شعر الإنسان وبدنه، ولا أدرى صحته. والأوغاش: أخلاط الناس.

و - ف - ش.
ومما يستدرك عليه أيضا: قولهم: بها أوفاش الناس، بالفاء والشين المعجمة، وهم السقاط، واحدهم وفش، نقله صاحب اللسان، قال: وقد يقال أوقاس، بالقاف والسين المهملة. قلت: وقد تقدم ذلك عن كراع.

و - ق - ش.

صفحة : 4387

وقش: د، قرب صنعاء اليمن، هو بالفتح، وضبطه الصاغاني بالتحريك، وكذا ياقوت في المعجم. وقش بن زغبة بن زعوراء ابن جشم، من الأوس، ثم من بني عبد الأشهل، منهم، وابنه رفاعة بن وقش، قتل هو وأخوه ثابت يوم أحد، وأحفاده: سلمة بن ثابت ابن وقش بدري قتل يوم أحد هو وأخوه عمرو، وسلمة وسلكان وسعد وأوس، بنو سلامة بن وقش ابن زغبة، أما سلمة فإنه بدري عقبي ولي اليمامة لعمر،وله رواية في المسند عن محمود بن لبيد عنه، توفي سنة 34 وقيل سنة 35. وأما سلكان فالصحيح أن اسمه سعد يكنى أبا نائلة، وهو أخو كعب بن الأشرف من الرضاع، وقد جعله المصنف أخا لسعد، والصواب أنهما واحد، كما صرح به الحافظ الذهبي وابن فهد، وفي العباب قتل يوم جسر أبي عبيد. وأما أوس بن سلامة فلم أجد له ذكرا في المعاجيم، وفي العباب قتل يوم أحد. وعباد بن بشر بن وقش، قتل يوم اليمامة، نقله ابن الكلبي، كلهم صحابيون، رضي الله تعالى عنهم أجمعين، وهم: رفاعة، والسلمتان، وسلكان، وسعد، وأوس، وعباد. وزاد الصاغاني: وعمرو أخو سلمة وسلكان هو الذي دخل الجنة ولم يعمل، وهو أصيرم بني عبد الأشهل. والوقش، والوقشة، ويحركان الحركة والحس، قال ابن الأعرابي: يقال سمعت وقش فلان، أي حركته، وأنشد:

لأخفافها بالليل وقش كأنه     على الأرض ترشاف الظباء السوانح وذكره الأزهري في حرف الشين والسين، فيكونان لغتين. وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم، قال: دخلت الجنة فسمعت وقشا خلفي، فإذا بلال. قال مبتكر الأعرابي: الوقش والوقص محركة: صغار الحطب، الذي تشيع به النار، نقله أبو تراب عنه.

ويقال: وجد في بطنه وقشا، أي حركة من ريح، أو غيرها، عن ابن دريد، وبه سمى أقيش جد النمر، لأن أباه نظر أمه وقد حبلت به، فقال: ما هذا الذي يتوقش في بطنك. ووقش الرسم، كوعد: درس نقله الصاغاني. والأوقاش: الأوباش: هنا ذكره الصاغاني، وقيل إنه بالفاء، كما استدركنا عليه. وبنو أقيش، تصغير وقش: حي من العرب، قال اللحياني: وأصله وقيش،فأبدلوا من الواو همزة، قال: وكذلك الأصل عندي فيما أنشده سيبويه للنابغة، وقال الجوهري: وأنشد الأخفش للنابغة:

كأنك من جمال بني أقيش     يقعقع خلف رجليه بشن وكل واو مضمومة همزها جائز في صدر الكلمة،وهو في حشوها أقل. وتوقش: تحرك ومما يستدرك عليه: وقش منه وقشا: أصاب منه عطاء. وأوقش له بشيء، ووقش، إذا رضخ. والوقش: العيب. ووقش بالنار: لوح بها. وهجرة وقش، بالتحريك: موضع كالخانقاه،أي زاوية للعباد وأهل العلم. ووقش، كبقم: مدينة بالأندلس.

و - م - ش.

صفحة : 4388

الومشة، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو الخال الأبيض يكون على بدن الإنسان، وصحفه شيخنا، فضبطه الحال، بالحاء المهملة، وفسره بطين البحر، واستغربه، وإنما المغرب ابن أخت خالته،فقد صرح أئمة اللغة بما ذكرنا، وهكذا وجد مضبوطا في النوادر، والباء مبدلة من الميم، وقد تقدم في و ب ش ما يقرب لمعناه، فتأمل.

و - ه - ش.
التوهش، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: هو الحفاء، ومشى المثقل، كلاهما عن ابن عباد. وفي اللسان: الوهش: الكسر والدق. قلت: وقد تقدم في السين أن التوهس هو شدة السير والإسراع فيه، وكذلك مر هناك الوهس هو الكسر، وكأن الشين لغة فيهما، ولم ينبها على ذلك.