الباب الرابع عشر: باب الصاد - الفصل الثاني: فصل الباء مع الصاد

فصل الباء مع الصاد

ب - خ - ص.
البخص، محركة: لحم القدم، ولحم فرسن البعير، وقال المبرد: البخص: اللحم الذي يركب القدم، وهو قول الأصمعي، وقال غيره: هو لحم باطن القدم، وقيل: البخص: ما ولى الأرض من تحت أصابع الرجلين وتحت مناسم البعير والنعام، وقيل هو لحم أسفل خف البعير، والأظل ما تحت المناسم، والبخص أيضا: لحم أصول الأصابع مما يلي الراحة، نقله الجوهري، وقيل: هو لحم يخالطه بياض من فساد يحل فيه، ويدل عليه قول أبي شراعة من بني قيس بن ثعلبة:

يا قدمي ما أرى لي مخلصا      مما أراه أو أعود أبخصـا

صفحة : 4401

والبخص أيضا: لحم ناتئ فوق العينين أو تحتهما، كهيئة النفخة، تقول منه: بخص كفرح، فهو أبخص، إذا نتأ ذلك منه، نقله الجوهري، وفي المحكم: البخصة: شحمة العين من أعلى وأسفل، وفي التهذيب: البخص في العين: لحم عند الجفن الأسفل، كاللخص عند الجفن الأعلى. ورجل مبخوص القدمين، أي قليل لحمهما، كأنه قد نيل منه، فعرى مكانه، وقد جاء ذلك في صفته صلى الله عليه وسلم أنه كان مبخوص العقبين، أي قليل لحمهما، قال الهروي: وإن روى بالنون والحاء والضاد، فهو من نحضت العظم، إذا أخذت عنه لحمه. وبخص عينه، كمنع: قلعها بشحمها، قال يعقوب: ولا تقل بخس، كما نقله الجوهري، وروى أبو تراب عن الأصمعي: بخص عينه، وبخزها، وبخسها، كله بمعنى فقأها، وقيل: بخصها بخصا: عارها. قال اللحياني: هذا كلام العرب والسين لغة. والبخص، ككتف، من الضروع: الكثير اللحم والعروق، وما لا يخرج لبنه إلا بشدة، عن ابن عباد. والتبخص: التحديق بالنظر، وشخوص البصر، وانقلاب الأجفان، ومنه حديث القرظي في قوله عز وجل قل هو الله أحد الله الصمد لو سكت عنها لتبخص لها رجال فقالوا: ما صمد يعني لولا أن البيان اقترن في السورة بهذا الاسم لتحيروا فيه حتى تنقلب أبصارهم. وبخصت الناقة، كعنى، فهي مبخوصة: أصابها داء في بخصها فظلعت منه، يقال: ناقة مبخوصة: تشتكي بخصها. ومما يستدرك عليه: البخص، محركة: سقوط باطن الحجاج على العين. والبخص: لحم الذراع، نقله الصاغاني.

ب - خ - ل - ص.
تبخلص، أهمله الجوهري، وفي اللسان والتكلمة: يقال: تبخلص لحمه، إذا غلظ وكثر، عن ابن عباد، وكذلك تبخلص، وتبخصل وبخلص وبلخص: غليظ كثير اللحم، وفي الجمهرة: تبخصل لحمه، وتبخلص، وليس فيها تبخلص.

ب - ر - ب - ص.
بربص، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الليث: بربص الأرض، إذا أرسل فيها الماء فمخرها لتجود، أو بقرها وسقاها سقيا رويا، وهو بعينه معنى مخرها لتجود.

ب - ر - ب - ع - ي - ص.
بربعيص، كزنجبيل، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن دريد: هو: ع بحمص. وقال امرؤ القيس:

وما جبنت خيلي ولكن تذكرت      مرابطها من برعيص وميسرا هكذا أنشده الصاغاني والذي في المعجم:

يذكرها أوطاتها تل مـاسـح      منازلها من بربعيص وميسرا قال ابن السكيت في شرح هذا البيت: تل ماسح: موضع. قال ياقوت: قلت: هو من أعمال حلب، وميسر: مكان. قال: وقال أبو عمرو: كانت ببربعيص وميسر وقعة قديمة، وقد سألت عنها من لقيت من العلماء فما أخبرني عنها أحد بشيء. قلت: وقد تقدم ذكر ميسر في الراء.

ب - ر - ص.

صفحة : 4402

البرص، محركة: داء معروف، أعاذنا الله منه ومن كل داء، وهو بياض يظهر في ظاهر البدن، ولو قال: يظهر في الجسد لفساد مزاج كان أخصر. وقد برص الرجل كفرح، فهو أبرص وهي برصاء. وأبرصه الله تعالى. والبرص: الذي قد ابيض من الدابة من أثر العض، على التشبيه، قال حميد بن ثور، رضي الله عنه:

يرمي بكلكله أعجـاز جـافـلة      قد تخذ النهس في أكفالها برصا وسام أبرص، بتشديد الميم، قال الأصمعي: ولا أدري لم سمي بذلك، هو مضاف غير مركب ولا مصروف: الوزغة، وقال الجوهري: هو من كبار الوزغ، وهو م، معروف، معرفة، إلا أنه تعريف جنس. قال الأطباء: دمه وبوله عجيب إذا جعل في إحليل الصبي المأسور فإنه يحله من ساعته، كأنما نشط من عقال، ورأسه مدقوقا إذا وضع على العضو أخرج ما غاص فيه من شوك ونحوه. وقال الجوهري: هما اسمان جعلا واحدا، وإشن شئت أعربت الأول وأضفته إلى الثاني، وإن شئت بنيت الأول على الفتح وأعربت الثاني بإعراب ما لا ينصرف، وتقول في التثنية: هذان ساما أبرص، وفي الجمع: هؤلاء سوام أبرص، أو إن شئت قلت: السوام، بلا ذكر أبرص، أو إن شئت قلت: هؤلاء البرصة، بكسر ففتح، والأبارص، بلا ذكر سام، وقال ابن سيده: وقد قالوا الأبارص، على إرادة النسب وإن لم تثبت الهاء، كما قالوا المهالب، وأنشد:

والله لو كنت لهذا خالصا      لكنت عبدا آكل الأبارصا قلت: هكذا أنشده الجوهري، وأنشد ابن جني آكل الأبارصا، أراد آكلا الأبارص، فحذف التنوين لالتقاء الساكنين. والأبرص: القمر، نقله الصاغاني والزمخشري، تقول: بت لا يؤنسني إلا الأبرص. وبنو الأبرص: بطن من العرب وهم بنو يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة، من تميم، وأنشد ابن دريد:

كان بنو الأبرص أقرانها      فأدركوا الأحدث والأقدما وعبيد بن الأبرص بن جشم ابن عامر بن فهر بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان ابن أسد الأسدي: شاعر مشهور. والبرصاء: لقب أم شبيب ابن يزيد بن جمرة بن عوف ابن أبي حارثضة. الشاعر، واسمها أمامة بنت قيس، أو قرصافة، عن السكري، والأول قول ابن الكلبي قال: وهي ابنة الحارث بن عوف، وقال: قال ابن الزبير: إنما سميت البرصاء فيما أخبرني محمد بن الضحاك بن عثمان عن أبيه أن أباها الحارث بن عوف جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخطب إليه صلى الله عليه وسلم ابنته، فقال: إن بها وضحا، فرجع وقد أصابها، ولم يكن بها وضح، وقال بعض الناس: إنما سميت البرصاء لشدة بياضها، ففي ذلك يقول ابنها شبيب:

أنا ابن برصاء بـهـا أجـيب     هل في هجان اللون ما تعيب قلت: وفيه يقول الشاعر:

من مبلغ فـتـيان مـرة أنـه    هجانا ابن برصاء العجان شبيب

صفحة : 4403

ومن المجاز: أرض برصاء: رعى نباتها من مواضع فعريت عنه. وحية برصاء: فيها، أي في جلدها لمع بياض. والبريص، كأمير: نبت يشبه السعد، ينبت في مجاري الماء عن أبي عمرو. والبريص: ع بدمشق، الصواب نهر بدمشق، كما في المحكم والتهذيب، والفرق لابن السيد والمعجم، ونبه على ذلك شيخنا، والمصنف قلد الصاغاني وقال ابن دريد: ليس بالعربي الصحيح، وأحسبه رومي الأصل، وقد تكلمت به العرب، قال حسان بن ثابت، رضي الله عنه يمدح بني جفنة:

يسقون من ورد البريص عليهم      بردى يصفق بالرحيق السلسل قلت: وقال بعض: إن البريص اسم للغوطة بأجمعها، واستدل بقول وعلة الجرمي:

فما لحم الغراب لنـا بـزاد      ولا سرطان أنهار البريص قال شيخنا: ورأيت كثيرا من شراح الشواهد وغيرهم يروونه: البريض، بالضاد المعجمة، ويتشدقون به في مجالسهم ومخاطباتهم، جهلا وتقليدا للتصحيف، أو عدم وقوف على الحقيقة وأخذ عن ماهر عريف، والله أعلم، فليحذر من مثل شناعة هذا التحريف.

قلت: هو كما قال، وهو بالضاد المعجمة: موضع في شعر امرئ القيس، وليس هو هذا النهر الذي بدمشق، أو هو بالياء التحتية كما سيأتي. والبريص: مثل البصيص، وهو البريق، قال الشاعر:

وتبسم عن نواسع شاخصات      لهن بخده أبـدا بـريص والبراص، ككتاب: منازل الجن، جمع برصة بالضم. والبراص: بقاع في الرمل لا تنبت شيئا، جمع برصة، بالضم. قال ابن شميل: البرصة: البلوقة، وجمعها براص، وهي أمكنة من الرمل بيض لا تنبت شيئا. والبرص، بالفتح، ذكر الفتح مستدرك: دويبة تكون في البئر، نقله الصاغاني عن ابن عباد. وأبرص الرجل: جاء بولد أبرص. ومن المجاز عن ابن عباد: التبريص: حلقك الرأس، وقد برصه، نقله الزمخشري والصاغاني. والتبريص أيضا: أن يصيب الأرض المطر قبل أن تحرث، نقله الصاغاني عن ابن عباد. و من المجاز: تبرص البعير الأرض، إذا لم يدع فيها رعيا إلا رعاه، نقله الزمخشري والصاغاني. ومما يستدرك عليه: البرص، بالضم: جمع الأبرص، وقد يطلق البرص على الوزغة. ويصغر أبرص، فيقال: بريص، ويجمع برصانا. وأبو بريص: كنية الوزغة. وأبو بريص أيضا: طائر يسمى البلصة، عن ابن خالويه، ذكره المصنف استطرادا في ب ل ص، أو هثو أبو بربص، كقنفذ. والبريصة: دابة صغيرة دون الوزغة، إذا عضت شيئا لم يبرا. والبرصة، بالضم: فتق في الغيم يرى منه أديم السماء. والبريصان: فرس نجيب. وبرصيصا العابد: من بني إسرائيل، وقصته مشهورة. والبرصاء: أم خالد الصحابي، وهذا نقله شيخنا. وقال أبو إسحاق النجيرمي في أماليه: العرب تقول: لا أبرح بريصي هذا، أي مقامي هذا، قال ومنه سمى باب البريص بدمشق؛ لأنه مقام قوم يردون، هكذا نقله ياقوت. قلت: فهو إذا عربي صحيح، خلافا لما نقله الصاغاني عن ابن دريد أنه رومي الأصل، كما تقدم، فتأمل. والأبراص: موضع بين هرشي والغمر.

ر - ع - ص.

صفحة : 4404

التبرعص، أهمله الجوهري. وصاحب اللسان والصاغاني في التكملة، وأورده في العباب عن ابن عباد: قال: وهو مقلوب التبعرص، وهو أن يضطرب، ونص المحيط: أن يتحرك الإنسان تحتك، وسيأتي عن ابن دريد أنه فسر التبعرض بمطلق الاضطراب.

ب - ص - ص.
بص الشيء يبص بصيصا وبصا: برق ولمع، وتلألأ. وبص لي بيسير: أعطاني، وهو مجاز. وبص الماء: رشح كأبص. وفي التكملة: كبض. والبصاصة: العين، في بعض اللغاتش، صفة غالبة، قيل: لأنها تبص، أي تبرق، ومنه قول العامة: هو يبص لي. والبصيص، كأمير: الرعدة والالتواء من الجهءد، ومنه قولهم: أفلت وله بصيص. وحصيصهم، وبصيصهم كذا، أي عددهم كذا، وسيأتي في الحاء. وقرب بصباص: جاد، أي شديد لا اضطراب فيه ولا فتور، وفي الصحاح: خمس بصباص، أي جاد ليس فيه فتور. وبعير بصباص، هكذا في سائر النسخ، وفي التكملة شعير بصباص، وهو غلط، أي دقيق ضامر. والبصباص: اللبن، لأنه يتبصبص في مجاريه إذا جرى إلى الضرع. والبصباص من الماء القليل، قال أبو النجم:

ليس يسيل الجدول البصباص. والبصباص من الكلإ: ما يبقى على عود كأنه أذناب اليرابيع. والبصباص: الخبز، وبه فسر قول الأغلب العجلي:

بالأبيضين الشحم والبصباص قال الصاغاني: ولو فسر باللبن لم يبعد. ويقال: كميت بصابص، بالضم، للذي تعلوه شقرة.

ومن المجاز: بصبصت الأرض، إذا ظهر منها أول ما يظهر من نبتها، كبصصت، وأبصت، وأوبصت، قاله الأصمعي. ويقال: بصص الشجر، إذا تفتح للإيراق، وبصصت البراعيم، إذا تفتحت أكمة الرياض. وفي التهذيب: قرب بصباص، إذا كان السير متعبا، وقد بصبصت الإبل قربها، إذا سارت فأسرعت، قال الشاعر:

وبصبصن بين أدانى الغضى      وبين غدانة شأوا بطـينـا أي سرن سيرا سريعا. وبصبص الكلب: حرك ذنبه، وإنما يقعل ذلك من طمع أو خوف، ومنه حديث دانيال، عليه السلام، حين ألقى في الجب وألقى عليه السباع، فجعلن يلحسنه ويبصبصن إليه. وقال ابن سيده: بصبص الكلب بذنبه: ضرب به، وقيل: حركه، وقول الشاعر:
ويدل ضيفي في الظلام على القرى     إشراق ناري وارتـياح كـلابـي
حتى إذا أبصرنـه وعـلـمـنـه      حيينه بـبـصـابـص الأذنـاب

صفحة : 4405

قال: هو جمع بصبصة، كأن كل كلب منها له بصبصة وبصبص الجرو: فتح عينيه، وقال ابن دريد: إذا نظر قبل أن تنفتح عينه، كبصص، هكذا رواه أبو عبيد عن أبى زيد، وحكى ابن بري عن أبى علي القالي قال: الذي يرويه البصريون عن أبي زيد: يصص، بالياء التحتية؛ لأنها قد تبدل جيما كثيرا، لقربها في المخرج، كإيل وإجل، ولا يمتنع أن يكون بصص من البصيص، وهو البريق؛ لأنه إذا فتح عينيه فعل ذلك، وهكذا في الروض الأنف. وتبصص الشيء: تبلق، هكذا في سائر النسخ، والصواب تبصبص، إذا تملق، وهو مجاز. ومما يستدرك عليه: بصبص بسيفه، إذا لوح به. والبصيص: لمعان حب الرمانة. والبصبصة: التملق وتحريك الظباء أذنابها، وكذا الإبل إذا حدى بها، قال الأصمعي: من أمثالهم في فرار الجبان وخضوعه قولهم: بصبصن إذ حدين بالأذناب. وهذا كقولهم: دردب لما عضه الثقاف. ويوم بصباص: شديد الحر. وبصان، كرمان: اسم لربيع الآخر في الجاهلية، هكذا ضبطه صاحب الجمهرة، وأورده المصنف في بصن، وهذا محله؛ لأنه من البصيص. وبئر البصة، بالضم: إحدى الآبار السبعة بالمدينة، يقال: غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه، وصب غسالة رأسه ومراقة شعره فيها.

ب - ع - ر - ص.
التبعرص، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن دريد: هو التبرعص، وهو الاضطراب. قال: أو هو اضطراب العضو المقطوع، وقد تبعرص، إذا قطع فوقع يضطرب، نقله الصاغاني. وقد مر عن ابن عباد في التبرعص: هو أن يتحرك الإنسان تحتك.

ب - ع - ص.
البعص، كالمنع: نحافة البدن ودقته، عن ابن الأعرابي. وقال ابن دريد: البعص: الاضطراب، يقال: ضربه حتى تبعص، وتبعرص، وتبعصص، بمعنى واحد. والبعصوص، كعصفور وحلزون: الضئيل الجسم، واقتصر ابن دريد على الأول، والبعصوص: عظم الورك، وهو عظيم صغير بين أليتي الإنسان، عن ابن عباد. والبعصوصة، بهاء: دويبة صغيرة، كالوزغة، بيضاء لها بريق من بياضها، قاله أبو عبيد، ونقله الجوهري، وقال ابن دريد: هي البعصوص، كقربوس، كما نقله الصاغاني. وتبعصص الشيء: اضطرب، نقله الجوهري، كتبعص. وتبعصصت الحية: قتلت فتلوت، نقله الجوهري عن ابن السكيت، وأنشد للعجاج يصف ناقته: كأن تحتي حية تبعصص. وقال أبو محمد الأسود الغندجاني: قد رد على ابن السيرافي قوله: يصف ناقته، إنما هو في نعت جمل وأوله:

وتحت أقتادي ذلول بصبص     يكاد بي لولا الزمام يلمص وتبعه الصاغاني في هذه التخطئة، وزاد: وليس الرجز للعجاج. ومما يستدرك عليه: يا بعصوصة كفى: سب للجواري. ويقال للصبي الصغير، والصبية الصغيرة: بعصوصة، لصغر، خلقه وضعف جسمه. وقال ابن الأعرابي: يقال للجوهرية الضاوية: البعصوصة، والعنفص والبطيطة والحطيطة. والبعبصة: الدغدغة، مولدة.

ب - ل - خ - ص.

صفحة : 4406

البلخص، كجعفر، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الغليظ، كالبخلص. وتبلخص، إذا كثر وغلظ، كتبخلص، وقد تقدم، وتبخصل، كما سيأتي.

ب - ل - ص.
البلاص، ككتان: بصعيد مصر الأعلى قبالة قوص، بها دير مشهور يضاف إليها، وإليها نسبت هذه الجرار الكبيرة. والبلصوص، كحلزون: طائر صغير ج: بلنصي شاذ على غير قياس، قال الجوهري: قال سيبويه: النون زائدة؛ لأنك تقول للواحد: البلصوص. أو البلنصي للواحد: ج بلصوص، كحلزون. أو هي الأنثى، والبلصوص الذكر، أو بالعكس.وقيل: البلنصي: اسم للجمع، قال الخليل: قلت لأعرابي: ما اسم هذا الطائر? قال: البلصوص، قال: قلت: ما جمعه? قال: البلنصي، قال: فقال الخليل أو قال قائل: كالبلصوص يتبع البلنصي. وقال الصاغاني: وهذا المشطور من إنشاد الخليل. والبلص، بكسر فتشديد والبلوص، كسنور، والبلصة، محركة: أبو بربص كقنفذ، هكذا في النسخ وصوابه أبو بريص كزبير، عن ابن خالويه. والبلنصاة، بكسر ففتح: بقلة، نقله الأزهري في التهذيب في الرباعي، وقال الصاغاني: هي البلنصاء، بالفتح للبقلة، عن الليث، والبلنصي: جمعه. وقال ابن عباد: البلنصي: طائر أخضر البيض يبيض في العضاه، ج بلاصي، بتشديد الياء. قال: وابن بلصي محركة: طائر طويل الذنب قصير الجناح. قال: والبلصي، كزمكي: طائر آخر كالصرد، الواحد بلص، بكسر فتشديد، أو هو بلصو، محركة، وتشديد الواو، والأنثى بلصوة، والجمع بلصى على فعلى، ولم يذكر أبو حاتم شيئا مما في هذا التركيب في كتاب الطير، وقال الصاغاني عن ابن خالويه: البلص والبلوص والبلصو: البلصوص. وبلصته من مالي تبليصا: خلصته، ولم أدع عنده شيئا، عن ابن عباد. وبلصت الغنم تبليصا: قلت ألبانها، كتبلصت، نقله الصاغاني عن ابن فارس، وقال: فيه نظر. وتبلص: تبرص، عن ابن فارس. وتبلص الشيء: طلبه، وفي التكملة: أخذه في خفاء. عن ابن فارس، قال: وفيه نظر. وتبلص له: أراغه وأراده، عن ابن عباد. وتبلصت الغنم الأرض: رعت ما فيها أجمع، وهو بعينه معنى التبرص، فهو تكرار. وابلنصي الرجل: ذهب، يقال: كان معي طائر فابلنصي مني، عن ابن عباد. وابلنصي من ثيابه: خرج عن ابن عباد. وبالصه مبالصة: واثبه، فهو مبالص، عن ابن عباد.

ب - ل - أ - ص.
وقال أبو زيد: بلأص الرجل مني بلأصة، بالهمز: هرب وفر، نقله الجوهري.

ب - ل - غ - ص.
البلغص، بالضم أو بالفتح، والغين معجمة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وضبطه الصاغاني بالضم وإهمال العين، وقال: هو جوف الركب نفسه، أي الفرج، عن ابن عباد.

ب - ل - ه - ص.
بلهص، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي عدا من الفزع وقال ابن الأعرابي: أي أسرع وأنشد: ولو رأى فا كرش لبلهصا. قلت: وقد يجوز أن يكون هاؤه بدلا من همزة بلأص. وقال محمد بن المكرم: ورأيت هذا الشعر في نسخة من نسخ التهذيب: ولو رأى فا كرش لبهلصا وقوله: فا كرش، أي مكانا ضيقا يستخفى فيه. وتبلهص، أي خرج من ثيابه، كتبهلص.

ب - ن - ق - ص.

صفحة : 4407

ومما يستدرك عليه: بنقص، كجعفر: اسم، وقد أهمله الجوهري والصاغاني، وأورده صاحب اللسان.

ب - و - ص.
البوص: الفوت والسبق، والتقدم، يقال: باصني فلان، أي فاتني وسبقني، فاستباص، وأنشد ابن الأعرابي:

فلا تعجل علي ولا تبصني     فإنك إن تبصني أستبيص وأنشد الجوهري لامرئ القيس:

أمن ذكر ليلى إذ نأتك تنوص     فتقصر عنها خطوة وتبوص قال ابن بري: أي تسبقك وتتقدمك. والبوص أيضا: الاستعجال، قال الليث: هو أن تستعجل إنسانا في تحميلكه أمرا لا تدعه يتمهل فيه، وأنشد:

فلا تعجل علي ولا تبصني       ودالكني فإنـي ذو دلال والبوص: الاستتار والهرب، ومنه حديث عمر، رضي الله تعالى عنه أراد أن يستعمل سعيد بن العاص فباص منه أي هرب واستتر وفاته. وفي حديث ابن الزبير أنه ضرب أزب حتى باص. والبوص: الإلحاح في السير، والجد، عن ثعلب، ومنه خمس بائص. والبوص: اللون، الفتح عن أبي عبيد، يقال: حال بوصه، أي تغير لونه، وقيل البوص: حسن اللون، ونقل الجوهري عن ابن السكيت: يقال: ما أحسن بوصه: أي سحنته ولونه، والجمع: أبواص. والبوص: العجيزة وأنشد الجوهري للأعشى:

عريضة بـوص إذا أدبـرت      هضيم الحشا شختة المحتضن ويضم فيهما، أما في العجيزة فقد ذكره الجوهري بالوجهين: الفتح، والضم، وبهما روى قول الأعشى، وأما في معنى اللون فقد تقدم الفتح عن أبي عبيد، وقال ابن بري حكاه الجوهري عن ابن السكيت بضم الباء وذكره السيرافي بفتح الباء لا غير. والبوص: السير الشديد. والتعب، هكذا في سائر النسخ، وإذا قلنا: والبعد، بدل قوله: والتعب، جاز، يقال: خمس بائص، أي مستعجل أو معجل. ملح، مثل بصباص، ويقال: سار القوم خمسا بائصا. وطريق بائص: بعيد وشاق؛ لأن الذي يسبقك ويفوتك، شاق وصولك إليه، قال الراعي:

حتى وردن لتم خمس بائص     جدا تعاوره الرياح وبـيلا وقال الطرماح:

ملا بائصا ثم اعترته حـمـية     على تشحة من ذائد غير واهن والبوص، بالضم: ثمر نبات. وقد بوص تبويصا: جناه. والبوص: لين شحمة العجز، حكاه الليث، ويفتح. والبوص: واحدة الأبواص من الغنم والدواب، أي أنواعها وألوانها. والبوصاء: العظيمة العجز، نقله ابن دريد، قال: ولا يقال ذلك للرجل، قال الزمخشري: من البوص لأنه يربو فيستقدم. والبوصاء، أيضا: لعبة لهم، أي لصبيان الأعراب، يأخذون عودا في رأسه نار فيديرونه على رؤوسهم، يقال: لعب الصبيان البوصاء يا هذا. والأبواص: ع، في شعر أمية بن أبي عائذ الهذلي:

لمن الديار بعلى فالأحراص      فالسودتين فمجمع الأبواص قال السكري: ويروى: الأنواص، بالنون، وروى الأصمعي هذه القصيدة صادية مهملة، كذا في المعجم، ولم أجد هذه القصيدة في شعر أمية. والبوصي، بالضم: ضرب من السفن معرب، نقله الجوهري، وأنشد للأعشى:

صفحة : 4408

مثل الفراتي إذا ما طما      يقذف بالبوصي والماهر وقال غيره: كسكان بوصي بدجلة مصعد. وعبر أبو عبيد عنه بالزورق، قال ابن سيده: وهو خطأ. وقيل: البوصي: الملاح، وهو أحد القولين في قول الأعشى. وقال أبو عمرو: البوصي: الزورق وليس بالملاح، وهو بالفارسية بوزي. وقال ابن الأعرابي: بوص تبويصا: عظمت عجيزته. وأيضا، إذا سبق في الحلبة. وأيضا، إذا صفا لونه. وبوصان، بالضم: بطن من بني أسد، نقله الجوهري. ومما يستدرك عليه: البوص: البعد، وطريق بائص: بعيد. وانباص الشيء: انقبض. وفي التهذيب: البوص في كلام العرب: التأخر، والبوص التقدم. قلت: فهما ضد، وقد أغفله المصنف رحمه الله تعالى قصورا. والبوصي: الملاح، وأنكره أبو عمرو، وقد تقدم، والبوص: موضع، قال اللهبي:

فالهاوتان فكبكب فجـتـاوب      فالبوص فالأفراع من أشقاب

ب - ه - ص.
البهص محركة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو العطش، عن الخارزنجي. ويقال: ما أصبت منه بهصوصا، بالضم، أي شيئا. والإبهاص: المنع، يقال: أبهصني عن كذا مرض، أي منعني، كذا في التكملة والعباب.

ب - ه - ل - ص.
التبهلص، أهمله الجوهري، وقال أبو عمرو: هو خروج الرجل من ثيابه، كالتبلهص بتقديم اللام على الهاء، يقال: تبهلص وتبلهص، ومنه قول أبي الأسود العجلي:

لقيت أبا ليلى فلما أخذتـه      تبهلص من أثوابه ثم جببا يقال: جبب، إذا هرب. وقال الأزهري، الأصل تبهصل من البهصل، ثم قلب فقيل: تبهلص.

ب - ي - ص.
البيص: الشدة والضيق، عن ابن الأعرابي، ويكسر. ويقال: وقع فلان في حيص بيص، وحيص بيص، وحيص بيص، وحيص بيص، وحيص بيص، بفتح أولهما وآخرهما، وبكسرهما، وبفتح أولهما وكسر آخرهما، وقد يجريان في الثانية، فهي ست لغات. قال شيخنا: ويجريان في الأولى أيضا، كما سيأتي له قريبا، وكذا في حاص باص، مبنيا على الكسر، وألفه ياء، أي في اختلاط لا محيص لهم منه، وفي الصحاح: عنه، وقيل: في شدة من أمر لا مخرج لهم منه. وجعلتم الأرض عليه حيص بيص. نقله الجوهري. وزاد ابن السكيت: حيصا بيصا، بفتحهما، وحيصا بيصا، بكسرهما غير مركب: أي ضيقتم عليه حتى لا يتصرف فيها، وفي النهاية: حتى لا مضرب له فيها، ولا متصرف للكسب، وهو في قول سعيد ابن جبير حين سئل عن المكاتب يشترط عليه أهله أن لا يخرج من بلده، فقال: أثقلتم ظهره، وجعلتم الأرض عليه حيص بيص، وقول شيخنا آنفا، كما سيأتي له قريبا، كأنه إشارة إلى قول ابن السكيت هذا، فتأمل. ومما يستدرك عليه: البيصة: قف غليظ أبيض بأقبال العارض في دار قشير، لبني لبيني وبني قرة من قشير، وتلقاءها دار نمير، كذا في اللسان. قلت: والصواب أنه بالضاد المعجمة، كما سيأتي. وحيص بيص: جحر الفأر.