الباب الرابع عشر: باب الصاد - الفصل الثامن: فصل الراء مع الصاد

فصل الراء مع الصاد

ر - ب - ص
ربص بفلان ربصا: انتظر به خيرا أو شرا يحل به، كتربص به، قال الله تعالى فتربصوا به حتى حين، نقله ابن دريد، وقال الليث: التربص بالشيء: أن تنتظر به يوما ما، وقال الجوهري: التربص: الانتظار، وزاد ابن الأثير: والمكث. ثم إن ظاهر سياقه أن التربص يتعدى بالباء، كالربص، وهو نص ابن دريد، كما عرفت، ونص الراغب في المفردات، والزمخشري في الأساس، غير أن البيضاوي - في قوله تعالى الذين يتربصون بكم أثناء أواخر النساء قدر له مفعولا، فتأمل، وقال ابن بري: تربص فعل يتعدى بإسقاط حرف الجر، كقول الشاعر:

تربص بها ريب المنون لعلها      تطلق يوما أو يموت حليلها وقال ابن عباد: يقال ربصني أمر، وأنا مربوص.

والربصة، بالضم، منه، وهي أيضا كالربشة في اللون، أربص أربش، وهم ربص. والربصة، أيضا: التربص، يقال: لي في متاعي ربصة: أي تربص، كما في الصحاح، وقال غيره: لي على هذا الأمر ربصة: أي تلبث، وقال أبو حاتم: لي بالبصرة ربصة، أي تربص. وقال ابن السكيت: يقال أقامت المرأة ربصتها في بيت زوجها، وهي الوقت الذي جعل لزوجها إذا عنن عنها، فإن أتاها وإلا فرق بينهما. قال الصاغاني: والتركيب يدل على الانتظار.

ر - خ - ص

صفحة : 4455

الرخص، بالضم: ضد الغلاء، وقد رخص السعر، ككرم، رخصا: انحط، قال شيخنا: وحكى بعض فيه الفتح، ولم يثبت، ثم قيل: الأولى تنظيره بقرب حتى يدل على الفعل ومصدره الذي هو القرب، كالرخص، بالضم، ورخص. والرخص، بالفتح: الشيء الناعم اللين، وقد رخص، ككرم، رخاصة، ورخوصة، بالضم عن أبي عبيد: نعم ولان. وقال ابن دريد: امرأة رخصة البدن، إذا كانت ناعمة الجسم. وأصابع رخصة: غير كزة، وقال الليث: إن وصفت بها المرأة فرخصانها نعمة بشرتها ورقتها، وكذلك رخاصة أناملها: لينها، وإن وصفت بها النبات فرخاصته: هشاشته. قال ابن دريد: ج رخصة رخائص، في الشعر، وهو شاذ، وفي المحكم: رخص رخاصة ورخوصة فهو رخص ورخيص: نعم والأنثى رخصة ورخيصة. والرخصة، بضمة، واقتصر عليه الجوهري، وبضمتين، لغة في الأولى، نقله الصاغاني ترخيص الله العبد وفي بعض النسخ: للعبد، فيما يخففه عليه، وهو التسهيل، وهو مجاز، ومنه الحديث أن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصته، كما يحب أن تترك معصيته. والجمع رخص، قال حميد بن ثور، رضي الله تعالى عنه، يصف أتانا:

وقد أسرت لقاحا وهي تمنحه     من الدوابر لا يولينه رخصا ومن المجاز: الرخصة: النوبة في الشرب، وهي الخرصة أيضا، كالرفصة والفرصة، يقال: هذه رخصتي من الماء وخرصتي، وفرصتي، أي نوبتي وشربي.

وثوب رخص ورخيص: ناعم، وقال أبو عمرو: الرخيص: الناعم من الثياب. وقال الليث: الموت الرخيص: هو الموت الذريع، وهو مجاز. وأرخصه الله، فهو رخيص جعله رخيصا، قال الشاعر:

نغالي اللحم للأضياف نـيئا     ونرخصه إذا نضج القدور وأرخص الشيء: وجده رخيصا. وأرخصه: اشتراه كذلك أي رخيصا، كما في العباب. واسترخصه: رآه كذلك، أي رخيصا، عن الليث. وارتخصه: عده كذلك، أي رخيصا، وزاد الزمخشري: واشتراه رخيصا، وعليه اقتصر الجوهري، كما أن على الأولى اقتصر الصاغاني في العباب، وإياه تبع المصنف. ورخص له في كذا ترخيصا فترخص هو فيه، أي أخذ كل ما طف له، ولم يستقص. وتقول: رخصت فلانا في كذا وكذا، أي أذنت له بعد نهيي إياه عنه. ورخاص، بالضم: من أسمائهن، قال ابن دريد: مأخوذ من قولهم: امرأة رخصة البدن، إذا كانت ناعمة الجسم. ومما يستدرك عليه: الرخصان، كعثمان: اللين والنعومة. وترخص في الأمور: أخذ فيها بالرخصة. والرخيص: البليد، وهو مجاز.

ر - ص - ص

صفحة : 4456

رصه يرصه رصا: ألزق بعضه ببعض وضم، فهو مرصوص، ورصيص، ومنه قوله تعالى كأنهم بنيان مرصوص كرصصه ترصيصا، وكذلك رصرصه، وكل ما أحكم وجمع وضم بعضه إلى بعض، فقد رص، وبنيان مرصوص، ومرصص كمرصوص، وقال أبو عبيدة: مرصوص لا يغادر منه شيء شيئا، وقال الفراء: مرصوص: يريد بالرصاص. ورصت الدجاجة بيضتها، وكذا النعامة: سوتها بمنقارها ورجليها؛ لتقعد عليها. والرصاص، كسحاب: م، ولا يكسر، ونسبه الجوهري للعامة، والرصص مقصور منه، قال ابن دريد: وهو عربي صحيح، من رص بناءه، لتداخل أجزائه، وشاهد الرصاص، بالفتح، قول الراجز:

أنا ابن عمرو ذي السنا الوباص
وابن أبيه مسعط الرصاص

قال: وأول من أسعط بالرصاص من ملوك العرب ثعلبة بن امرئ القيس بن مازن بن الأزد. ثم إن الكسر الذي نفاه المصنف، رحمه الله تعالى،ونسبه الجوهري للعامة هو الذي جزم به أبو حاتم، ونقله أبو حيان في تذكرته مقتصرا عليه، ونقله الزركشي أثناء سورة الصف من التنقيح، وكذا نقله أيضا بعض شراح الفصيح، قال شيخنا: وكنا نسمع من أفواه الشيخ: أن الرصاص مثلث، ولم نره منصوصا. وهو ضربان: أسود، وهو الأسرب والإبار، وأبيض، وهو القلعي والقصدير، وله خواص منها: إن طرح يسير منه في قدر لم ينضج لحمها أبدا. والمعروف بالتجربة فيه هو الضرب الأول، وكذا إن طوقت شجرة بطوق منه لم يسقط ثمرها، وكثر، ذكره أهل النبات وقد جرب ذلك في شجر الرمان، وقال أبو حسين المدائني: كان يقال: الشرب في آنية الرصاص أمان من القولنج. وشيء مرصص: مطلي به، وكذلك مرصوص، كما تقدم، عن الفراء. والمرصوصة: البئر التي طويت به، عن ابن عباد. والرصيص: البيض بعضه فوق بعض. قال امرؤ القيس يصف ناقته:

على نفتق هيق له ولـعـرسـه     بمنعرج الوعساء بيض رصيص وقال أبو عمرو: الرصيص: نقاب المرأة إذا أدنته من عينيها، وقال أبو زيد: النقاب: على مارن الأنف، والترصيص: هو أن تنتقب المرأة فلا يرى إلا عيناها، وتميم تقول : هو التوصيص، بالواو، وقد رصصت، عن الفراء، ووصصت. والأرص: المتقارب الأسنان، وهي رصاء. وفخذ رصاء: ضد بداء، وهي التي التصقت بأختها، كما في العباب. والأرصوصة، بالضم: قلنسوة كالبطيخة، كما في العباب. والرصاصة، مشددة: البخيل وهو مجاز، شبه بالحجر، نقله الزمخشري. وقال الليث: الرصاصة: حجارة لازقة بحوالي العين الجارية، كالرصراصة، قال النابغة الجعدي يصف فرسا:

حجارة قلت برصراصة      كسين غشاء من الطحلب

صفحة : 4457

وقال ابن دريد: هي أي الرصرصة: الأرض الصلبة. وقال ابن دريد: رصرص البناء: إذا أحكمه وشدده. وقال ابن الأعرابي: رصرص في المكان: ثبت. وتراصوا في الصف، أي صف القتال والصلاة، إذا تلاصقوا وانضموا، وقال الكسائي: التراص: أن يلصق بعضهم ببعض حتى لا يكون بينهم خلل ولا فرج، وأصله تراصصوا، من رص البناء يرصه رصا، فأدغم. ومما يستدرك عليه: الرصوص من النساء: الرتقاء. والرصص في الأسنان كاللصص. وقال الفراء: رصص، إذا ألح في السؤال، وهو مجاز. وارتصت الجنادل، كترصصت. ورصت على القبر الرصائص، أي ركمت عليه الحجارة. وفي أسنانه رصيص. والرصاص: من يعمله. ومنية الرصاص: قرية بمصر، منها شيخنا الخطيب المفوه صالح بن محمود الرصاصي، رحمه الله تعالى.

ر - ع - ص
الرعص، كالمنع: النفض، بالنون والفاء والضاد، عن الليث، وقد رعص، أي انتفض، ومنه حديث أبي ذر رضي الله تعالى عنه أنه خرج بفرس له فتعمك ثم نهض، ثم رعص، فسكنه، وقال اسكن فقد أجيبت دعوتك يريد أنه لما قام من مراغه انتفض وارتعد. والرعص: الهز والجذب والتحريك، يقال: رعصه رعصا، إذا هزه وحركه، وقال القتيبي: الثور يطعن الكلب بقرنه فيحمله فيرعصه رعصا، إذا هزه ونفضه، كالإرعاص، يقال: رعصت الريح الشجرة وأرعصتها، إذا حركتها. وارتعص: تلوى، قال الأصمعي: يقال: ارتعصت الحية، إذا ضربت فلوت ذنبها، مثل تبعصصت، قال العجاج:

إني لا أسعـى إلـى داعـية       إلا ارتعاصا كارتعاص الحية وارتعص: انتفض، يقال: ارتعصت الشجرضة، ورعصتها الريح. وروى صاحب كتاب الحصائل: ارتعص السعر، وفي بعض النسخ: السوق: غلا، هكذا رواه لأبي زيد، والذي رواه شمر ارتفص، بالفاء، قال: وقال شمر: لا أدري ما ارتفص، وقال الأزهري: هو بالفاء من الرفصة وهي النوبة، وهو صحيح. وارتعص البرق: اعترص، هكذا بالصاد المهملة، وهو صحيح، وارتعاص البرق اضطرابه في السحاب، وفي بعض النسخ: اعترض بالضاد، وهو غلط. وارتعص الجدي: طفر نشاطا. قال ابن دريد: وأحسب أن هذا مقلوب من اعترص الفرس وارتعص، وهما واحد. وارتعص الرمح: اشتد اهتزازه، نقله ابن دريد. ومما يستدرك عليه: ارتعص جلده، إذا اختلج. وبرق راعص: مضطرب في لمعانه.

ر- ف - ص
الرفصة بالضم: النوبة تكون بين القوم، يتناوبونها على الماء، قاله أبو عبيد والأموي، وهو مقلوب من الفرصة، يقال: جاءت رفصتك من الماء، وفرصتك. وهو رفيصك وفريصك، أي شريبك، نقله الصاغاني. وارتفص السعر، إذا غلا وارتفع، هكذا رواه البخاري في كتاب الحصائل عن أبي زيد، وحكاه أبو عبيد عنه أيضا، وزاد: ولا تقل: وارتقص، أي بالقاف، كما في الصحاح، وفي التهذيب: ولا تقل: ارتعص، بالعين. وترفصوا الماء: تناوبوه، كتفارصوه.

ر - ق - ص

صفحة : 4458

رقص الرقاص يرقص رقصا: لعب، وكذا رقص المخنث والصوفي، قال ابن بري: قال ابن دريد: وهو أحد المصادر التي جاءت على فعل فعلا، نحو طرد طردا، وحلب حلبا. ومن المجاز: أتيته حين رقص الآل، أي اضطرب، قال لبيد، رضي الله تعالى عنه:

فبتلك إذ رقص اللوامع بالضحى واجتاب أردية السراب ركامها ومن المجاز الخمر إذا غلت رقصت، ويقال: رقص الشراب، إذا أخذ في الغليان، كما في الصحاح، وقال حسان، رضي الله تعالى عنه:

بزجاجة رقصت بما في قعرهـا     رقص القلوص براكب مستعجل قال ابن دريد: فمن رواه: رقص، أي بالإسكان، فقد أخطأ والرقص بالفتح، عن الليث والرقص والرقصان محركتين: الخبب، ويقال: ضرب منه، يقال: رقص البعير رقصا، إذا أسرع في سيره. وقد تقدم أن الصحيح في مصدره التحريك، عن ابن دريد وسيبويه ويدل لذلك قول مالك بن عمار القريعي:

وأدبروا ولهم من فوقها رقص      والموت يخطر والأرواح تبتدر وقال أوس:

نفسي الفداء لمن أداكم رقـصـا     تدمى حراقفكم في مشيكم صكك وقال المساور:

وإذا دعا الداعي علي رقـصـتـم     رقص الخنافس من شعاب الأخرم وقال الأخطل:

وقيس عيلان حتى أقبلوا رقصا       فبايعوك جهارا بعد ما كفروا وقال أبو وجزة:

فما أردنا بها من خـلة بـدلا     ولا بها رقص الواشين نستمع فقول المصنف، رحمه الله تعالى والرقص، أي بالفتح، إنما تبع الليث، فإنه ذكره مع الرقص والرقصان، وقال: إن الثلاثة لغات. قال: ولا يكون الرقص، ونصه: ولا يقال: يرقص إلا للأعب وللإبل ونحوها، قال: ولما سواه القفز والنقر، وأنشد:

برب الراقصات إلى قريش     يثبن البيت من خلل النقاب وقال الأخطل:

إني حلفت برب الراقصات وما     أضحى بمكة من حجب وأستار قال: وربما قيل للحمار، إذا لاعب أتنه، يرقص. قلت: وكل ذلك مجاز، أي رقص البعير، ورقص الحمار، كما نص عليه الزمخشري. والرقاصة، مشددة: لعبة لهم، نقله ابن فارس. و قال أبو عمرو: والرقاصة الأرض لا تنبت شيئا، وإن مطرت ومن المجاز: أرقص البعير: حمله على الخبب ونزاه، قال جرير:

بزرود أرقصت القعود فراشها     رعثات عنبلها الغدفل الأرغل وقال عنترة:

ومرقصة رددت الخيل عنها      وقد همت بإلقاء الـزمـام قال الأصمعي: يريد امرأة منهزمة ركبت مهريا يرقصها. ومن المجاز: ترقص: ارتفع وانخفض. قال الراعي:

وإذا ترقصت المفازة غادرت     ربذا يبغل خلفها تـبـغـيلا أي ارتفعت وانخفضت، وإنما يرفعها ويخفضها السراب، والربذ: الخفيف السريع. ومما يستدرك عليه: رجل مرقص، كمنبر، كثير الخبب، أنشد ثعلب لغادية الدبيرية:

وزاغ بالسوط علندي مرقصا

صفحة : 4459

وأرقصت المرأة صبيها، ورقصته: نزته، وقالت في ترقيصه كذا. وقال أبو بكر: الرقص في اللغة: الارتفاع والانخفاض، وقد أرقص القوم في سيرهم، إذا كانوا يرتفعون وينخفضون. وفلاة مرقصة: تحمل سالكها على الإسراع. ورقص في كلامه: أسرع. وله رقص في القول: عجلة. ولقد سمعت رقص الناس علينا أي سوء كلامهم. ورقص فؤاده بين جناحيه من الفزع. ورقص الطعام، وارتفص، إذا غلا وارتفع، قال الزمخشري وغلط من رواه بالقاف. وقد تقدم في ر ف ص وهذا كلام مرقص مطرب، وكل ذلك مجاز. وهذه مرقصة الصوفية. ومرقص، كمقعد: قرية بمصر، سميت بمرقص أحد الكهان، أو هي بالسين المهملة، وقد تقدم. والرقاص الكلبي: شاعر واسمه خثيم بن عدي بن غطيف بن تويل، نقله ابن بري، والرضي الشاطبي عن جمهرة النسب لابن الكلبي. والرقاص: البريد.

ر - م - ص
رمص الله مصيبته يرمصها رمصا: جبرها، نقله الجوهري عن أبي زيد. ورمص بينهم: أصلح، عنه أيضا. و رمصت الدجاجة ترمص رمصا: ذرقت، وهي رموص كصبور. وقال ابن السكيت: يقال: قبح الله أما رمصت به، أي ولدته. وقال ابن عباد: رمصت السباع: ولدت، وقد تقدم في د م ص أيضا ذلك. ورمص فلان لأهله رمصا، بمعنى: كسب، وفي اللسان: اكتسب. والرمص، محركة: وسخ أبيض يجتمع في الموق، وقد رمصت عينه كفرح، والنعت أرمص ورمصاء، وفي الصحاح: فإن سال فهو غمص، وإن جمد، فهو رمص، وفي الأساس: تقول: من أساءه الرمص سره الغمص؛ لأن الغمص: ما رطب وهو خير من اليابس. وقيل: الرمص والغمص سواء. وقيل: الرمص: صغر العين ولزرقها، وقد أرمصه الداء، أنشد ثعلب لأبي محمد الحذلمي:

مرمصة من كبر مآقيه وفي حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: كان الصبيان يصبحون غمصا رمصا، ويصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم صقيلا دهينا أي في صغره. ورميص، كأمير: ع، عن ابن دريد هكذا في نسخ الجمهرة بخط أبي سهل الهروي، وصححه، وبخط الأرزني: والرمص، وقد ضرب عليه أبو سهل. والرميصاء بنت ملحان أم سليم، زوجة أبي طلحة، وأم أنس: صحابية كبيرة القدر ويقال فيها أيضا: الغميصاء. ومما يستدرك عليه: الشعري الرميصاء: أحد كوكبي الذراع، سميت بذلك لصغرها وقلة ضوئها. ورمص الشيء: طلبه ولمسه. ورمصت إليه: نظرت أخفى نظر، أرمص رمصا، كما في العباب. وقال ابن بري: أهمل الجوهري من الفصل: الرميص، وهو: بقل أحمر، قال عدي: أحمر مطموتا كماء الرميص والرمص: موضع عن ابن دريد، كذا وقع في نسخ الجمهرة بخط الأرزني، ونقله في اللسان. مع الرميص، وصوابه الرمص كما هو بخط أبي سهل، وقد تقدم قريبا. والرماصة، كسحابة وثمامة: قرية شرقي قلعة بني راشد بالمغرب.

ر - و - ص
راص الرجل، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: أي عقل بعد رعونة، كذا في التهذيب والعباب والتكملة.

ر - ه - ص

صفحة : 4460

الرهص، بالكسر: العرق الأسفل من الحائط. قال شيخنا: وفيه إغراب، والعرق محركة: كل صف من اللبن والآجر. قلت: لا إغراب، فقد أورده الجوهري هكذا، وكذا الصاغاني والزمخشري، وهذا نص عبارتهم، قالوا: يقال: رهصت الحائط بما يقيمه؛ إذا مال ورهص: أصلح أصل الجدار المنشق، ويقال إذا ثبت جدارا: أحكم رهصه وأصل الرهص تأسيس البنيان، وذكر في د م ص استطرادا. والرهص: الطين الذي يبني به، يجعل بعضه على بعض، قال ابن دريد: و هو بهذا المعنى لا أدري أعربي أم دخيل، غير أنهم قد تكلموا به فقالوا: الرهاص كشداد: عامله. والرهص كالمنع: العصر الشديد، وفي بعض النسخ: العسر الشديد، وهو غلط. ومن المجاز: الرهص: الملامة، يقال: رهصني فلان في أمر فلان أي لامني، وهو من الرهصة، وتقول: فلان ما ذكر عنده أحد إلا غمصه، وقدح في ساقه ورهصه. والرهص: الاستعجال، يقال: رهصني في الأمر، أي استعجلني فيه. ويقال: رهصني فلان بحقه، أي أخذني أخذا شديدا، وقال ابن شميل: رهصه بدينه رهصا ولم يعتمه، أي أخذه به أخذا شديدا على عسره ويسره. وأرهص الحائط، لغة ضعيفة في رهصه، كذا في العباب. ومن المجاز: أرهص الله فلانا: جعله معدنا للخير، ومأتى. والأسد الرهيص: الذي يظلع في مشيته خبثا. وهو أيضا لقب هبار بن عمرو بن عميرة بن ثعلبة بن غياث بن ملقط بن عمرو بن ثعلبة بن عوف بن وائل بن ثعلبة بن رومان الطائي، لقب به. كأنه من شجاعته لا يبرح مركزه، فكأنما رهص، وهو مجاز زعموا - وهم طيئ - أنه قاتل عنترة بن شداد العبسي. وأبى ذلك أبو عبيدة، نقله الصاغاني. قلت: والذي قرأته في أنساب أبي عبيد عن ابن الكلبي أن اسمه جبار بن عمرو، وأن الذي قتل عنترة هو وزر بن جابر بن سدوس الذي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فلم يسلم، وقال: لا يملك رقبتي عربي، وقد تقدم ذكره.ورهص الفرس، كعنى، عن ثعلب وفرح، عن الكسائي وأبي زيد، والأول أفصح، قاله ثعلب، وأباه الكسائي، فهو رهيص ومرهوص، أي أصابته الرهصة، وهي وقرة تصيب باطن حافره، وفي الصحاح: الرهصة: أن يذوي باطن حافر الدابة من حجر تطؤه، مثل الوقرة. وأرهصه الله تعالى، مثل أوقره، وقال ابن الأثير: أصل الرهص: أن يصيب باطن حافر الدابة شيء يوهنه، أو ينزل فيه الماء من الإعياء، وأصل الرهص: شدة العصر. وخف رهيص: أصابه الحجر فأوهنه. والرواهص من الحجارة: التي ترهص أي تنكب الدواب إذا وطئتها. وقال أبو عبيد: هي الصخور المتراهصة الثابتة، كذا في النسخ، وصوابه المتراصفة، كما هو نص الصحاح. واحدتها الراهصة، قال الأعشى:

فعض حديد الأرض إن كنت ساخطا     بفيك وأحجار الكلاب الرواهصـا

صفحة : 4461

ويقال: لم يكن ذنبه عن إرهاص، وهو مأخوذ من الحديث، ونصه وأن ذنبه لم يكن عن إرهاص أي إصرار وإرصاد، وإنما كان عارضا، وأصله من الرهص، وهو تأسيس البنيان. ويقال: راهص غريمه، أي راصده. والمراهص: المراتب والدرجات. قال ابن دريد: لم يسمع بواحدها، وقال الجوهري والزمخشري: واحدتها مرهصة، يقال: كيف مرهصة فلان عند الملك. وأنشد الجوهري للأعشى يهجو علقمة بن علاثة:

رمى بك في أخراهم تركك العلا     وفضل أقوام عليك مراهـصـا ومما يستدرك عليه: رمى الصيد فرهصه: أوهنه. ودابة رهيص، ورهيصة، مرهوصة، والجمع رهصي. والرهص: الغمز والعثار، عن شمر، وبه فسر قول النمر بن تولب في صفة جمل:

شديد وهص قليل الرهص معتدل     بصفحتيه من الأنسـاع أنـداب ورهص الحائط: دعم. وقال أبو الدقيش: للفرس عرقان في خيشومه، وهما الناهقان، وإذا رهصهما مرض لهما. والإرهاص: الإثبات، يقال: أرهص الشيء، إذا أثبته وأسسه، وهو مجاز، ومنه إرهاص النبوة. وأصابه راهص. وفي كتاب النبات لأبي حنيفة: ونوء الفرغ المقدم إرهاص للوسمي، قال ابن سيده: يريد أنه مقدمة له، وإيذان به. وراهص: حرة سوداء لفزارة، وعندها آكام متصلة تعرف بتل راهص.