الباب الرابع عشر: باب الصاد - الفصل العاشر: فصل الصاد المهملة مع نفسها

فصل الصاد المهملة مع نفسها

ص-ص-ص
صصص الصبي، وقققه: حدثه ، أهمله الجوهري وصاحب اللسان وغالب من صنف في اللغة. وأورده الصاغاني في كتابيه، وزاد: ل يوجد في كلامهم ثلاثة أحرف من جنس واحد في كلمة واحدة غيرهما . قال شيخنا: وكأنه نسي ما مر له في ببة، وزز، ونحوهما، وهذا ذكره من اللغويين، كأبي عبيد الهروي اقتصروا على مثله في الأشباه والنظائر، فأورده كما قالوه غافلا من إعمال النظر فيما تقدم. وقد عقد ابن القطاع، في كتاب الأبنية له، لهذا المبحث فصلا يخصه، فقال: فصل: ولم تبن العرب كلمة تكون فاء الفعل وعينه ولامه فيها من موضع واحد استثقالا لذلك، إلا أنه قد جاء في الأسماء غلام ببة، أي سين. وقال عمر بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه: لأجعلن الناس ببانا واحدا وقولهم: في لسانه ههة، وهي شبيهة باللثغة، وقولهم: قعد الصبي على قققه وصصصه، أي حدثه، لا يعلم في الأسماء غير ذلك. وأفعالها هه يهه ههة وقق يقق قققا، وصص يصص صصصا، ولم أسمع لببة بفعل. وجاء في الفعل حرف واحد، وهو قولهم: زززته أززه ززا، أي صفعته، وإنما تجيء الفاء والعين كقولهم: الدد والددن والددا، وهو اللعب. وفي الحديث: ما أنا من دد ولا الدد مني . قال شيخنا: وزاد في الأشباه والنظائر من المزهر: وقالوا: دد مشددا ودده، وددد، مشددا أيضا، وزدته إيضاحا في المسفر، وبه تعلم ما في كلام المصنف من القصور والغفلة.

ص-ع-ف-ص
الصعفصة ، أهمله الجوهري. وقال أبو عمرو: هو السكباج. وحكى عن الفراء: السكباجة ، في لغة اليمامة صعفصة، قال: وتصرف رجلا تسميه بصعفص إذا جعلته عربيا.

ص-و-ص
الصوص، بالضم ، أهمله الجوهري، وهو اللئيم : القليل الندى والخير، وقيل: هو البخيل. وقال ابن الأعرابي: هو الذي ينزل وحده ويأكل وحده، و إذا كان الليل أكل في ظل القمر لئلا يراه الضيف ، وأنشد:

صوص الغنى سد غناه فقره

صفحة : 4471

قال أبو عمرو: معناه: يعفي على لؤمه ثروته وغناه، فعلى هذا التفسير الراء من القافية منصوبة. قال الصاغاني: الرواية: فقره، بالرفع، والقافية مرفوعة، والرجز لمقدام بن جساس الأسدي، وقد أنشده أبو عمرو في ياقوتة المروص على الصحة وسياقه:

ليس بأناح طويل عمره
جاف عن المولى بطيء نصره
منهدم الجول إليه جفره

صوص الغنى سد غناه فقره اللهم إلا أن يحمل على الإقواء. قال: ومنه المثل أصوص عليها صوص ، أي كريمة عليها بخيل، وقد مر في أص ص . والمصوصي : يوم من أيام العجوز ، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: الصوص، بالضم قد يكون جمعا، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

فألفيتكم صوصا لصوصا، إذا دجى      الظلام وهيابين عند الـبـوارق والصوص، بالضم: قرية بالصعيد الأعلى من أعمال قمولة

ص-ي-ص
الصيص، بالكسر : لغة في الشيص، كالصيصاء ، لغة في الشيصاء. ونقل الجوهري عن الأموي أن الصيص في لغة بلحارث بن كعب: الحشف من التمر، وهي ، أي الصيصاء أيضا: حب الحنظل، الذي ما فيه لب . قال الدينوري: قال بعض الرواة: وهو أيضا من كل شيء وكذلك نحو حب البطيخ والقثاء وما أشبههما، وأنشد أبو نصر لذي الرمة:

وكائن تخطت ناقتي من مفازة     إليك ومن أحواض ماء مسدم
بأرجائه القردان هزلى كأنها       نوادر صيصاء الهبيد المحطم

وصف ماء بعيد العهد بورود الإبل عليه، فقردانه هزلى. قال ابن بري: ويروى: بأعقاره القردان. وقال الدينوري: قال أبو زياد الأعرابي -وكان ثقة صدوقا- إنه ربما رحل الناس عن ديارهم بالبادية وتركوها، قفارا والقردان منتشرة في أعطان الإبل وأعقار الحياض، ثم لا يعودون إليها عشر سنين، وعشرين سنة، ولا يخلفهم فيها أحد سواهم، ثم يرجعون إليها فيجدون القردان في تلك المواضع أحياء، وقد أحست بروائح الإبل قبل أن توافي، فتحركت. وأنشد بيت ذي الرمة المذكور. وصيصاء الهبيد: مهزول حب الحنظل ليس إلا القشر، وهذا القراد أشبه شيء به. قال ابن بري: ومثل قول ذي الرمة قول الراجز:

قردانه في العطن الحولي     سود كحب الحنظل المقلي وقد صاصت النخلة تصاص، ويقال من الصيصاء: صاصت صيصاء، وصيصت تصييصا، وهذا من الصيص، وأصاصت إصاصة، الثلاثة عن ابن الأعرابي. الأولى نقلها الصاغاني في العباب: إذا صار ما عليها صيصا، أي شيصا. والصيصة، كذا في سائر النسخ، وهو خطأ، أو هو على التخفيف، وفي الصحاح والعباب: والصيصية، شوكة الحائك التي يسوي بها السدى واللحمة ، وأنشد لدريد بن الصمة:

فجئت إليه والرمـاح تـنـوشـه     كوقع الصياصي في النسيج الممدد قال ابن بري: حق صيصية الحائك أن تذكر في المعتل، لأن لامها ياء، وليس لامها صادا. منه الصيصية: شوكة الديك التي في رجليه. الصيصية أيضا: قرن البقر والظباء والجمع الصياصي، وربما كانت تركب في الرماح مكان الأسنة، وإنما سميت صياصي لأنها يتحصن بها. وأنشد ابن بري لعبد بني الحسحاس:

صفحة : 4472

فأصبحت الثيران غرقى وأصبحت     نساء تميم يلتقطن الـصـياصـيا أي يلتقطن القرون لينسجن بها، يريد: لكثرة المطر غرق الوحش. وفي الحديث، وذكر فتنة تكون في أقطار الأرض: كأنها صياصي بقر ، أي قرونها. يقال واحدها صيصة، بالتخفيف، شبه الفتنة بها لشدتها وصعوبة الأمر فيها. الصيصية: الحصن ، والجمع الصياصي، ومنه قوله تعالى من صياصيهم ، أي من حصونهم التي تحصنا بها. وكل ما امتنع به فهو صيصية، ج صياص ، بحذف الياء على التخفيف. قال أبو عمرو: الصيصية من الرعاء: الراعي الحسن القيام على ماله. و قال غيره: الصيصية: الود ، أي الوتد الذي يقلع به التمر ، شبه بقرن البقر، قال:

خالي عويف وأبو علج
المطعمان اللحم بالعشج
وبالغداة فلق البرنج
يقلع بالود وبالصيصج

أراد أبو علي، وبالعشي، والبرني، وبالصيصي.