فصل الغين المعجمة مع الصاد
غ-ب-ص
الغبص، محركة ، أهمله الجوهري. قال ابن دريد: هو لغة في الغمص بالميم.
يقال: غبصت عينه كفرح ، وغمصت. إذا غارت و كثر رمصها من إدامة البكاء، أو
من وجع. والمغابصة: المغافصة . في نوادر الأعراب: أخذته مغافصة، ومغابصة،
ومرافصة: أي أخذته معازة. قال الأزهري: لم أجد في غبص غير قولهم: أخذته
مغابصة، أي معازة.
غ-ص-ص
الغصة، بالضم: الشجا: ج، غصص ، كما في الصحاح. قال الله تعالى: وطعاما ذا
غصة قال ابن دريد: الغصة: ما اعترض في الحلق وأشرق . وقال الليث: الغصة:
شجا يغص به في الحرقدة. وقال شيخنا، رحمه الله تعالى: صريح كلام المصنف أن
الغصة والشجا، مترادفان، وكذلك الشرق. وقال بعض فقهاء اللغة: غص بالطعام،
وشرق بالشراب، وشجى بالعظم، وجرض بالريق وقد يستعمل كل مكان الآخر. وذو
الغصة: الحصين بن يزيد ابن شداد بن قنان بن سلمة ابن وهب بن ربيعة بن
الحارث الحارثي الصحابي، رضي الله تعالى عنه، قيل: له وفادة، لقب به لأنه
كان بحلقه غصة لا يبين بها الكلام . وقال ابن فهد في المعجم. وهم من قال:
له وفادة. قال ابن دريد: ذو الغصة أيضا: لقب رجل من فرسان العرب، وهو عامر
بن مالك بن الأصلع ابن شكل بن كعب بن الحارث بن الحريش: فارس ، وهو الذي
فاخر زفر بن الحارث عند عبد الملك ابن مروان، وكا بحلقه غصة ، ويقال فيه
أيضا: ذو القصة بالقاف. ويقال: غصصت يا رجل، بالكس. و غصصت، بالفتح ، لغة
فيه شاذة. ونسبه أبو عبيدة للرباب، كذا في كتاب الإصلاح لابن السكيت، تغص،
بالفتح، غصصا محركة ويقال تغص بالضم، غصا، كما في اللسان. وقد صحفه الجوهري
فرواه بالعين والضاد، كما سيأتي، ولم ينبه عليه المصنف، بل تبعه هناك على
غلطه، فتأمل، فأنت غاص بالطعام، وغصان : شجيت، وخص بعضهم به الماء. ويقال:
غص بالماء غصصا، إذا شرق به، أو وقف في حلقه فلم يكد يسيغه. ورجل غصان:
غاص. قال عدي بن زيد العبادي:
لو بغير الماء حلـقـي شـرق
كنت كالغصان بالماء اعتصاري
صفحة : 4486
والغصغص، كجعفر: نبت ، قال ابن دريد: هكذا زعم أبو مالك، ولم يعرفه
أصحابنا. ومنزل غاص بالقوم ، أي ممتلئ بهم. يقال: الأنس في المجلس الغاص،
لا في المحفل الخاص. يقال: أغص فلان علينا الأرض ، أي ضيقها ، فغصت بنا، أي
ضاقت. قال الطرماح يهجو الفرزدق:
أغصت عليك الأرض قحطان بالقنا وبالهندوانيات والقرح الجرد ومما يستدرك عليه: أغصه إغصاصا: أشجاه. والغصة: ما غصصت به، وغصص الموت منه. وقالوا: غص بريقه، كناية عن الموت. وأغصه بريقه: أضجره. واغتص المجلس بأهله، كغص.
غ-ف-ص
غافصه مغافصة وغفاصا: فاجأه، وأخذه على غرة فركبه بمساءة. والغافصة: من
أوازم الدهر ، نقله الصاغاني، قال:
إذا نزلت إحدى الأمور الغوافص ومما يستدرك عليه: في نوادر الأعراب: أخذته مغافصة، ومغابصة، ومرافصة، أي أخذته معازة.
غ-ل-ص
الغلص ، أهمله الجوهري. وقال الليث: هو قطع الغلصمة ، كذا في العباب
واللسان، والتكملة.
غ-م-ص
صفحة : 4487
غمصه، كضرب غمصا، وهي اللغة الفصحى. غمص، مثل سمع، وفرح ، غمصا وغمصا، وعلى
الأولى اقتصر الجوهري وغير واحد من اللغويين، بمعنى احتقره ، واستصغره، ولم
يره شيئا كاغتمصه. و قيل: غمص الرجل، إذا عابه، وتهاون بحقه ؛ ومنه حديث
أبي بكر، رضي الله تعالى عنه، أنه قال لطلحة بن عبيد الله في عمر، رضي الله
تعالى عنهما: لئن بلغني أنك ذكرته أو غمصته بسوء لألحقنك بحمضات قنة . وفي
الصحاح: غمصت عليه قولا قاله، أي عبته عليه. انتهى. وفي حديث عمر، رضي الله
تعالى عنه، أنه قال لقبيصة بن جابر: أتغمص الفتيا، وتقتل الصيد وأنت محرم ،
أي تحتقر الفتيا وتستهين بها. قال أبو عبيد: غمص فلان الناس، وغمطهم، وهو
الاختقار لهم والازدراء بهم. قال: منه غمص النعمة غمصا، إذا لم يشكرها ،
وتهاون بها، وكفرها، هكذا هو في الصحاح من حد ضرب. وفي التهذيب، وديوان
الأدب: غمص النعمة وغمط، كلاهما بكسر الميم، وكذلك في حديث مالك بن مرارة
الرهاوي ... إنما ذلك من سفه الحق وغمط الناس . وفي رواية: وغمص الناس، روي
بالوجهين، أي احتقرهم ولم يرهم شيئا. وهو مغموص عليه ومغموز، أي مطعون في
دينه أو حسبه. وفي حديث توبة كعب: إلا مغموصا عليه النفاق، أي مطعونا في
دينه، متهما بالنفاق. وهو غموص الحنجرة، أي كذاب ، عن ابن عباد. قال أيضا:
اليمين الغموص بمعنى الغموس ، بالسين. والغمص في العين، محركة: ما سال من
الرمص ، هكذا في نسخ الصحاح. وفي أخرى: ما سال والرمص: ما جمد. ورجل أغمص،
وقد غمصت العين، كفرح ، تغمص غمصا، فهو أغمص ، والجمع غمص. ومنه حديث ابن
عباس، رضي الله تعالى عنهما: كان الصبيان يصبحون غمصا رمصا ، وقد تقدم شرحه
في ر م ص . وقيل: الغمص شيء ترمي به العين مثل الزبد، والقطعة منه غمصة.
وقال ابن شميل: الغمص الذي يكون مثل الزبد أبيض، يكون في ناحية العين،
والرمص الذي يكون في أصول الهدب. والغميصاء: إحدى الشعريين ، ويقال لها
أيضا: الرميصاء، كما تقدم، من منازل القمر، وهي في الذراع أحد الكوكبين،
وأختها الشعرى العبور، وهي التي خلف الجوزاء. وإنما سميت الغميصاء بهذا
الاسم لصغرها، وقلة ضوئها، من غمص العين، لأن العين إذا غمصت صغرت. ومن
أحاديثهم أن الشعرى العبور قطعت المجرة فسميت عبورا، وبكت الأخرى على إثرها
حتى غمصت فسميت الغميصاء. ويقال لها الغموص أيضا . وقال ابن الأثير:
الغميصاء هي الشعرى الشامية وأكبر كوكبي الذراع المقبوضة. وقال ابن دريد:
تزعم العرب في أخبارها أن الشعريين أختا سهيل، وأنها كانت مجتمعة، فانحدر
سهيل فصار يمانيا، وتبعته الشعرى اليمانية فعبرت المجرة فسميت عبورا،
وأقامت الغميصاء مكانها فبكت لفقدهما حتى غمصت عينها، وهي تصغير الغمصاء.
والغميصاء: ع ، ذكره الجوهري ولم يعينه. وفي اللسان: قال ابن بري: قال ابن
ولاد في المقصور والممدود في حرف الغين: هو الموضع الذي أوقع فيه خالد ابن
الوليد، رضي الله تعالى عنه، ببني جذيمة من بني كنانة.
صفحة : 4488
قالت امرأة منهم:ت امرأة منهم:
وكائن ترى يوم الغميصاء من فتى أصيب ولم يجرح وقد كان جارحا وأنشد غيره في الغميصاء أيضا:
وأصبح عني بالغميصاء جالسا فريقان مسؤول وآخر يسأل قلت: هو للشنفرى. الغميصاء: اسم أم أنس ابن مالك، رضي الله تعالى عنه ، هكذا في سائر الأصول، ومثله في العباب. وقال شيخنا: هو وهم، بل الغميصاء: اسم أم حرام بنت ملحان. وأما أم أنس فالرميصاء، كما قاله الحافظ ابن حجر وغيره. وقيل: هو لقب، واسمها سهلة أو رميلة، أو مليكة. وكنيتها أم سليم، كما قاله جماعة. انتهى. قلت: وفي معجم الذهبي وابن فهد: الرميصاء أو الغميصاء أم سليم زوجة أبي طلحة، وأم أنس كبيرة القدر. وقال في الغين: الغميصاء وقيل الرميصاء: أم سليم بنت ملحان. وقال ابن دريد بعد ذكر الشعرى الغميصاء، وبه سميت أم سليم الغميصاء. قال ابن عباد: يقال: لا تغمص علي ، أي لا تكذب . هكذا في سائر الأصول. وفي العباب، أي لا تغضب. ومما يستدرك عليه: غمص الله الخلق: نقصهم من الطول، والعرض، والقوة، والبطش، فصغرهم وحقرهم، وقد جاء ذلك في حديث علي في قتل ابن آدم أخاه. ورجل غمص، ككتف، على النسب، أي عياب. وأنا متغمص من هذا الخبر ومتوصم، وذلك إذا كان خبرا يسره ويخاف ألا يكون حقا، أو يخافه ويسره.
غ-ن-ص
الغنص، محركة ، أهمله الجوهري. وقال أبو مالك عمرو بن كركرة: هو ضيق الصدر،
وقد غنص، كفرح ، كذا في العباب والتكملة. وفي اللسان، يقال: غنص صدره
غنوصا.
غ-و-ص
الغوص، والمغاص، والغياصة والغياص ، كالعوذ، والمعاذ، والعياذة، والعياذ،
صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها: النزول تحت الماء ، كما في الصحاح. وقيل:
هو الدخول في الماء. غاص فيه يغوص، فهو غائص وغواص، والجمع غاصة وغواصون.
والمغاص: موضعه. وأعلى الساق أيضا، نقله الصاغاني. من المجاز: غاص على
الأمر غوصا: علمه . قال الأعشى:
أعلقم قد حكمتني فوجـدتـنـي
بكم عالما على الحكومة غائصا
صفحة : 4489
والغواص: من يغوص في البحر على اللؤلؤ ، كما في الصحاح. وقال الأزهري: يقال
للذي يغوص على الأصداف في البحر فيستخرجها: غائص وغواص. وفي الحديث الذي لا
طرق له لعنت الغائصة المغوصة . هكذا في الأصول الموجودة بحذف واو العطف،
ووجد في بعض النسخ بواو العطف، وهو الصواب. ومثله في النهاية، واللسان،
والعباب، والتكملة، وفي بعض الروايات: المتغوصة، أي التي لا تعلم زوجها
أنها حائض فيجامعها، وهذا تفسير الغائصة. وقالوا: المغوصة: هي التي لا تكون
حائضا وتكذب فتقول لزوجها أنا حائض وقد جاء كذلك في زوائد بعض نسخ الصحاح،
وكلام المصنف لا يخلو عن نظر وتأمل. ومما يستدرك عليه: الغائص: الهاجم على
الشيء، نقله الجوهري وتركه المصنف قصورا. والغوص: المغاص، قاله الليث. وقال
الأزهري: لم أسمع ذلك إلا له. والغواص، كرمان، جمع غائص. وغوصه في الماء:
غطه. ومن المجاز: هو يغوص على حقائق العلم، وما أحسن غوصه عليها. وما غاص
غوصة إلا أخرج درة. ويقال: هو من صاغة الفقر، وغاصة الدرر. وقال عمر لابن
عباس، رضي الله تعالى عنهم: غص يا غواص كل ذلك نقله الزمخشري. والغواص:
المحتال في تدبير المعيشة، وهو كناية.