الباب الرابع عشر: باب الصاد - الفصل الخامس عشر: فصل الكاف مع الصاد

فصل الكاف مع الصاد

ك-آ-ص
كأصه، كمنعه ، أهمله الجوهري. وقال غيره: دلكه كذا في النسخ، وفي أخرى، ذلله، وهو الصواب. وفي اللسان: غلبه وقهره . كأص الشيء: أكله وأصاب منه. يقال: كأصنا عنده من الطعام ما شئنا، أي أصبنا، أو كأصه: أكثر من أكله أو من شربه، وهو كأص، وكؤصة، بالضم: صبور على الأكل والشرب باق عليهما، الأولى عن ابن بزرج. قال الأزهري: وأحسب الكأس مأخوذا منه، لأن الصاد والسين يتعاقبان كثيرا في حروف كثيرة، لقرب مخرجيهما. أو رجل: كؤصة: صبور على الشراب وغيره، ويروى أيضا: كؤصة، كهمزة، وكؤصة، بضمتين، كما في اللسان. قلت: وقد تقدم للمصنف أيضا، في حرف الشين، كأش الطعام، أي أكله، عن ابن عباد، ككشأه، عن ابن القطاع، فلعل الصاد لغة فيه. فتأمل. وكذلك كأز من الطعام كأزا. وقد تقدم.

ك-ب-ص
الكباص، والكباصة، بضمهما ، أهمله الجوهري. ونقل الأزهري عن الليث قال: هما من الإبل والحمر ونحوهما ، كذا في النسخ، ووقع في التكملة واللسان القوي ، الشديد على العمل ، أو الصواب بالنون، كما سيأتي.

ك-ح-ص
الكحص ، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: نبات له حب أسود، يشبه بعين الجراد ، وأنشد يصف درعا:

كأن جنى الكحص اليبيس قتيرها     إذا نثرت سالت ولم تتجـمـع

صفحة : 4524

قال الليث: الكاحص: الضارب برجله. و قال الفراء: كحص برجله، كمنع و فحص برجله، بمعنى واحد. قال أبو عمرو: كحص الأثر كحوصا ، بالضم: دثر . وقد كحصه البلى ، وأنشد:

والديار الكواحص كحص الظليم ، إذا مر في الأرض لا يرى ، فهو كاحص وكحص الكتاب تكحيصا فكحص هو كحصا: درسه فدرس . والذي في التكملة: كحصت الكتاب كحصا: محوته. وأطلال كواحص: دوارس ، عن أبي عمرو، وسبق الإنشاد: ومما يستدرك عليه: قال ابن سيده: كحص الأرض كحصا: أثارها. وكحص الرجل كحصا: ولى مدبرا، عن أبي زيد. وكحص الشيء كحصا: دقه، عن ابن القطاع.

ك-ر-ص
الكريص، كأمير ، مكتوب بالأحمر، مع أن الجوهري ذكره فقال: هو الأقط ، أي عامة، وهو قول الفراء، مثل الكريز وسيأتي الاعتذار عن تحميره للمصنف قريبا. فقال: الكريص هو الأقط الذي يكثر مع الطراثيث، أو مع الحمصيص ، وهما نباتان، تقدم ذكرهما، لا كل أقط، ووهم الجوهري في إيراده على العموم، وقد تقدم أنه قول الفراء، واقتصر عليه الجوهري، لأنه صح عنده، فلا ينسب إليه الوهم في مثل ذلك. وإنما حمرته ، أي كتبته بالحمرة دون السواد، لأنه لم يذكر سوى لفظة مختلة ، وأنت خبير بأن مثل هذا لا يكون اعتذارا في التحمير، كيف وقد أورده بما صح عنده. وأم ذكره الأقوال المختلفة فليس من وظيفته، إن لم تثبت عنده من طرق صحيحة. ثم قال: الكريص: الذخيرة ، نقله الصاغاني. ثم ظاهره العموم، والصحيح أنه اسم لما يدخر ويرفع من الأقط بعد أن يجعل فيه شيء من بقل، لئلا يفسد، كما يشهد له مفهوم المادة. قيل الكريص: هو أن يطبخ الحماض باللبن فيجفف فيرفع ويدخر فيؤكل في القيظ . ويقرب منه قول من قال: الكريص: بقلة يحمض بها الأقط، ومنه قول الشاعر:

جنيتها من مجتنى عويص
من مجتنى الإجرد والكريص

قيل: الكريص، هو أن يكرص، أي يخلط بعد أن يدق الأقط والتمر. و قيل الكريص: الموضع الذي يتخذ فيه الأقط ، كأنه بحذف مضاف، أي موضع الكريص، وقد كرصه يكرصه كرصا: دقه ، فهو كريص، أي مدقوق. والمكرص، كمنبر: إناء أو سقاء يحلب فيه اللبن ، نقله الصاغاني. وكرص تكريصا: أكل الكريص ، أي الأقط. عن ابن الأعرابي: الاكتراص: الجمع ، وأنشد:

لا تنكحن أبدا هنانه
تكترص الزاد بلا أمانه

ومما يستدرك عليه: الكريص: الجوز بالسمن يكرص، أي يدق، وبه فسر قول الطرماح يصف وعلا:

وشاخس فاه الدهر حتى كأنـه     منمس ثيران الكريص الضوائن شاخس: خالف بين نبتة أسنانه والثيران: جمع ثور، وهي القطعة من الأقط. والمنمس: القديم. والضوائن: البيض، وقيل الكريص هنا الأقط المجموع المدقوق. وقيل هو الأقط قبل أن يستحكم يبسه. وقال ابن بري: الكريص: الذي كرص، أي دق. والكرص: الخلط. وقد ذكره المصنف استطرادا. وقيل: الكرص: العصر باليد، ومنه الكريص من الطراثيث يدق فيكرص باليد، أي يعصر.

ك-ر-م-ص

صفحة : 4525

ومما يستدرك عليه: كرمص على القوم كرمصة: حمل عليهم، ككرصم. والكرموص، بالفتح: التين، وقد أهمله الجماعة.

ك-ص-ص
الكص: الاجتماع ، كالاكتصاص، والتكاص، نقله الصاغاني. الكص أيضا: الصوت الدقيق الضعيف عند الفزع، كالكصيص . وقيل: الكصيص الصوت عامة. يقال: سمعت كصيص الحرب، أي صوتها، قاله أبو نصر. وقد كص يكص ، بالكسر. قيل: الكصيص: الرعدة ، وزاد أبو عبيد: ونحوها، كما نقله الجوهري، وبه فسر قولهم: أفلت وله كصيص، وأصيص، وبصيص. قيل: هو التحرك . وفي الصحاح: الحركة والالتواء من الجهد ، وبه فسر الجوهري القول السابق، وأنشد ابن بري لامرئ القيس:

جنادبها صرعى لهن كصيص أي تحرك. قيل: هو الانقباض من الفرق. قيل: هو الذعر. قيل: هو صوت الجراد . لا يخفى أنه داخل في قوله الصوت الدقيق. قيل: هو الاضطراب وهذا أيضا داخل في قوله: التحرك والالتواء. والكصيصة: الجماعة ، كالأصيصة. الكصيصة: حبالة يصاد بها الظبي ، كما قاله الجوهري، أو موضعه الذي يكون فيه. قاله اللحياني، قال: ومنه قولهم: تركتهم في حيص بيص،، ككصيصة الظبي. يقال: الماء يكص بالناس كصيصا ، إذا كثروا عليه ، نقله الصاغاني. قد أكصصت يا رجل، أي هربت، و قيل: انهزمت . وتكاصوا واكتصوا: تزاحموا واجتمعوا ، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: الكصيص: المكروه، نقله الصاغاني. والكصكصة: العرب والانهزام، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

جد به الكصيص ثم كصكصا والكص: الهرب. والكصيص: شدة الجهد. قال الشاعر:

تسائل ما سعيدة من أبـوهـا     وما تعني وقد بلغ الكصيص والكصيص من الرجال: القصير التار. والكصيص من الحزف ينقل فيه الطين، وهذه عن الصاغاني. وأكص: أسرع، عن ابن القطاع.

ك-ع-ص
الكعص، كالمنع ، أهمله الجوهري والصاغاني في التكمله. وقال الأزهري: هو الأكل، لغة في الكأص ، عينه بدل من همزته. وكعيص الفأر والفرخ: أصواتهما ، وقد كعصا كعصا، عن ابن القطاع. قال الأزهري: وقال بعضهم: الكعص: اللئيم، قال: ولا أعرفه.

ك-ل-م-ص
ومما يستدرك عليه: كلمص الرجل: فر، وهو مقلوب كلصم.

ك-م-ص
ومما يستدرك عليه أيضا: كمصه كمصا: دفعه بشدة. وكمص الرجل: نكص، عن ابن القطاع.

ك-ن-ص
الكناص، كغراب ، أهمله الجوهري، وهو الكباص بالموحدة، اللذي تقدم عن الليث، أو الصواب بالنون والباء تصحيف ، والذي في كتاب العين بالباء، كما تقدم، ومنهم من ضبطه بالنون. وكنص في وجه فلان تكنيصا: حرك أنفه استهزاء ، قاله ابن الأعرابي. ومنه حديث كعب أنه قال: كنصت الشياطين لسليمان عليه السلام؛ وذلك أنه كان إذا أدخل رأسه للبس الثوب كنصت الشياطين استهزاء، فأخبر بذلك فلبس القباء. ويروى بالسين، وقد تقدم.

ك-ي-ص

صفحة : 4526

كاص ، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: كاص يكيص كيصا ، بالفتح وكيصانا ، محركة، وكيوصا ، بالضم: كع عن الشيء وعجز عنه. قال ثعلب: كاص طعامه: أكله وحده. و قال ابن بزرج: كاص منه ، أي من الطعام، وكذا الشراب، إذا أكثر منهما. يقال: كصنا عنده ما شئنا ، أي أكلنا ، والهمز لغة فيه، كما تقدم. والكيص، بالكسر: الضيق الخلق ، من الرجال. قال النمر ابن تولب:

رأت رجلا كيصا يزمل وطبه     فيأتي به البادين وهو مزمل قيل: هو البخيل جدا قال الليث: الكيص من الرجال: القصير التار ، وقد سبق الكصيص بهذا المعنى أيضا، كالكيص فيهما أي كسيد، هكذا هو في النسخ مضبوط، والصواب بالفتح، ويشهد لذلك في أولهما قول كراع: والكيص، بالفتح: الذي ينزل وحده. الكيص بالفتح: البخل التام ، عن ابن الأعرابي. الكيص أيضا: المشي السريع ، وقد كاص يكيص، وكذلك أكص. الكيص والكيص كعنب وهجف: الشديد العضل ، من الرجال. يقال: فلان كيصى، كعيسى -قال شيخنا: أنكر سيبويه ورود فعلى صفة، ورد بأنه ورد من ذلك أربعة ألفاظ: مشية حيكى، وامرأة عزهى، ومعلى، وكيصى، كما حقق ذلك الشهاب في ضيزى من سورة النجم- وينون، و كيصى كسكرى: يأكل وحده، وينزل وحده، ولا يهمه غير نفسه . أما التنوين فنقله الأزهري عن أبي العباس، ونصه: رجل كيصى يا هذا: ينزل وحده ويأكل وحده. واختلف في ألف كيصا في قول النمر بن تولب السابق فقال ابن سيده: يحتمل أن تكون للإلحاق، ويحتمل أن تكون هي التي عوض من التنوين في النصب. يقال: إنه لكياص المشي رخو الباد ، ككتان، أي سريعه. ومر فلان يكيص ، وله كصيص، أي يعجل في مشيه. وما زال يكايصه ، أي يمارسه نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: رجل كيص، بالكسر: متفرد بطعامه، لا يؤاكل أحدا، عن ابن الأعرابي. قال أبو علي: والكيص: الأشر. وقال ثعلب في أماليه: الكيص: اللئيم.