الباب الرابع عشر: باب الصاد - الفصل السابع عشر: فصل الميم مع الصاد

فصل الميم مع الصاد

م-أ-ص
المأص، محركة ، أهمله الجوهري: وقال ابن الأعرابي: بيض الإبل، وكرامها، لغة في المعص، والمغص ، بالعين والغين، واحدتها مأصة، والإسكان في كل ذلك لغة. قال ابن سيده: وأرى أنه المحفوظ عن يعقوب.

م-ح-ص
محص الظبي، كمنع ، يمحص محصا: عدا شديدا، أو أسرع في عدوه. قال أبو ذؤيب الهذلي:

وعادية تلقي الثياب كـأنـهـا     تيوس ظباء محصها وانبتارها

صفحة : 4533

ويروى: يعافير رمل محصها. محص المذبوح برجله ، مثل دحص: ركض ، نقله الجوهري. محص الذهب بالنار: أخلصه مما يشوبه ، نقله الجوهري، أي من التراب والوسخ. محص بالرجل الأرض محصا: ضربه بها إياها. محص بسلحه: رمى به، نقله الصاغاني. محص السراب أو البرق ، إذا لمع، فهو برق محاص ، وسراب محاص، فيهما لمعان. محص فلان مني محصا، إذا هرب . محص السنان محصا، أي جلاه، فهو ممحوص، ومحيص ، أي مجلو. قال أسامة بن الحارث الهذلي، يصف الرماة والحمار، قلت: ولم أجده في الديوان.

وشفوا بممحوص القطاع فؤاده     لهم قترات قد بنين محـاتـد أي مجلو القطاع، وهو قول الأخفش. والقطاع: النصال. ويروى: منحوض، أي رمي بالنصال حتى رق فؤاده من الفزع. وهما ، أي الممحوص والمحيص أيضا: الشديد الخلق المدمج من الخيل والإبل والحمير. قال امرؤ القيس يصف حمارا والأتن:

وأصدرها بادي النواجذ قارح      أقب ككر الأندري محيص وأورد ابن بري هذا البيت مستشهدا به على المحيص: المفتول الجسم، وهو المدمج الذي ذكره المصنف، رحمه الله تعالى، مأخوذ من المحص، وهو شدة الخلق. وقال رؤبة يصف فرسا:

شديد جلز الصلب ممحوص الشوى      كالكر لا شخـت ولا فـيه لـوى ورجل ، هكذا في النسخ، وهو غلط، والصواب: فرس ممحوص القوائم ، إذا خلص من الرهل ، وقالوا: يستحب من الخيل أن تمحص قوائمه، أي تخلص من الرهل. وحبل محص، ككتف : أجيد فتله حتى ذهب زئبره ولان ، وقد محصه محصا، وكذلك الملص. ويقال: وتر محص، إذا محص بمشاقة حتى ذهب زئبره. قال أمية بن أبي عائذ الهذلي:

بها محص غير جافي القوى     إذا مطي حن بورك حدال وقد يقال: حبل محص، بالفتح، وكذلك زمام محص، في ضرورة الشعر، كما قال:

ومحص كساق السوذقاني نازعت      بكفي جشاء البـغـام خـفـوق أراد: ومحص، فخففه، وهو الزمام الشديد الفتل. وفرس محص، بالفتح ممحص، كمعظم: شديد الخلق ، ذكرهما أبو عبيدة في صفات الخيل فقال: أما الممحص فالشديد الخلق، والأنثى ممحصة، وأنشد:

ممحص الخلق وأي فرافصه
كل شديد أسره مصامصه

قال: الممحص والفرافصة سواء. قال: والمحص بمنزلة الممحص، والجمع محاص ومحاصات. وأنشد:

محص الشوى معصوبة قوائمه قال: ومعنى: محص الشوى: قليل اللحم. إذا قلت محص كذا، وأنشد:

محص المعذر أشرفت حجباته     ينضو السوابق زاهق قـرد والمحاص، ككتان: البراق، وقد محص البرق والسراب. قال الأغلب العجلي:

في الآل بالدوية المحاص

صفحة : 4534

قال ابن عباد: الدوية المحاص ، ككتان، هي الفلاة التي يمحص الناس فيها السير، أي يجدون ، من محص الظبي: إذا جد في عدوه. قال أبو عمرو: الأمحص: من يقبل اعتذار الصادق والكاذب . وأمحص الرجل إمحاصا: برأ من مرضه، عن ابن عباد. أمحصت الشمس: ظهرت من الكسوف وانجلت ، ومنه حديث الكسوف فرغ من الصلاة، وقد أمحصت الشمس كانمحصت ويروى امحصت، على المطاوعة، وهو قليل في الرباعي، قاله ابن الأثير. والتمحيص: الابتلاء والاختبار ، كما في الصحاح، وبه فسر قول الله تعالى وليمحص الله الذين آمنوا أي يبتليهم، قاله ابن عرفة. وقال ابن إسحاق: جعل الله الأيام دولا بين الناس ليمحص المؤمنين بما يقع عليهم من قتل، أو ألم، أو ذهاب مال، قال: ويمحق الكافرين أي يستأصلهم. قال ابن عرفة، رحمه الله تعالى: التمحيص: التنقيص ، يقال: محص الله عنك ذنوبك، أي نقصها، فسمى الله ما أصاب المسلمين من بلاء تمحيصا، لأنه ينقص به ذنوبهم، وسماه الله من الكافرين محقا. التمحيص: تنقية اللحم من العقب ليفتله وترا. ونص الأزهري في التهذيب: محصت العقب من الشحم، إذا نقيته منه، لتفتله وترا، فتأمل. وانمحص: أفلت . وفي التكملة: انفلت، عن ابن عباد. انمحص الورم ، إذا سكن ، مثل انحمص، نقله الصاغاني عن ابن عباد. ومما يستدرك عليه: المحص: خلوص الشيء، ومحصه يمحصه محصا، ومحصه تمحيصا: خلصه، زاد الأزهري: من كل عيب، وبه فسر بعض قوله تعالى: وليمحص الله الذين آمنوا أي يخلصهم. وقال الفراء: يعني يمحص الذنوب عن الذين آمنوا. وفي حديث علي، رضي الله تعالى عنه، وذكر فتنة فقال: يمحص الناس فيها كما يمحص ذهب المعدن أي يخلصون بعضهم من بعض كما يخلص ذهب المعدن من التراب، وتمحيص الذنوب. تطهيرها. وقولهم: محص عنا ذنوبنا، أي أذهب ما تعلق بنا من الذنوب. والممحص، كمعظم: الذي محصت عنه ذنوبه، عن كراع. قال ابن سيده: ولا أدري كيف ذلك، إنما الممحص الذنب. ومحص الله ما بك، ومحصه: أذهبه، وهو مجاز، وكذا تمحصت ذنوبه. وامتحص الظبي في عدوه: أسرع فيه. قال:

وهن يمحصن امتحاص الأظب جاء بالمصدر على غير الفعل لأن محص وامتحص واحد. ومحص بها محصا، إذا ضرط. وحبل محيص، كأمير: أجرد، أملس، شديد الفتل. وتمحصت الظلماء: تكشفت. ومحصت عن الرجل يده، أو غيرها، إذا كان بها ورم فأخذ في النقصان والذهاب، عن أبي زيد. قال ابن سيده: والمعروف من هذا، حمص الجرح، وقد تقدم. وأمحصت السهم: أنفذته، نقله ابن القطاع، عن أبي زيد. ومحص الثور البقرة: سفدها، نقله ابن القطاع.

م-ر-ص
المرص ، أهمله الجوهري. وقال الليث: المرص للثدي ونحوه: الغمز بالأصابع ، وقد مرصه مرصا. قال ابن الأعرابي: المروص، كصبور: الناقة السريعة ، كدروص. ومرص ، إذا سبق ، ظاهره أنه من حد نصر، وضبطه الصاغاني مرص، بالكسر. وتمرص القشر عن السلت ، أي طار عنه، نقله الصاغاني عن ابن فارس.

م-ص-ص

صفحة : 4535

مصصته، بالكسر، أمصه ، بالفتح، زاد الأزهري: مصصته ، بالفتح، أمصه بالضم، كخصصته أخصه ، مصا، قال: والفصيح الجيد مصصته، بالكسر، أمص: شربته شربا رفيقا . قال شيخنا: المص: هو أخذ المائع القليل بجذب النفس، وهل يقال في مثله: شرب. فيه نظر، كامتصصته . وأمصني فلان الشيء فمصصته. تقول للممص: يا مصان، ولها: يا مصانة . قال الجوهري: وهو شتم، أي يا ماص بظر أمه ، وما أحسن تعبير الجوهري فإنه قال: يا ماص كذا من أمه، وهي كنابة حسنة. أو يعنون بالماص راضع الغنم من أخلافها بفيه لؤما . قال أبو عبيد: يقال: رجل مصان، وملجان ومكان، كل هذا من المص، يعنون أنه يرضع الغنم من اللؤم لا يحتلبها فيسمع صوت الحلب، فلهذا قيل: لئيم راضع. قال ابن السكيت: ولا تقل: يا ماصان. قال ابن عباد: يقال: ويلي على ماصان بن ماصان، وماصانة بن ماصانة ، يعنون اللئيم ابن اللئم. قال الليث، والزمخشري: الماصة: داء يأخذ الصبي من شعرات تنبت منثنية على سناسن الفقار، فلا ينجع فيه أكل و لا شرب حتى تنتف تلك الشعرات من أصولها. والمصاص، بالضم: نبات ، كذا في الصحاح، ولم يحله، قيل: هو على نبتة الكولان، ينبت في الرمل، واحدته مصاصة. وقال أبو حنيفة: هو نبات ينبت خيطانا دقاقا، أو هو يبيس الثداء . وقال الأزهري: يقال له: المصاخ، وهو الثداء، وهو يقوب جيد، وأهل هراة يسمونه دليزاد. أو نبات إذا نبت بكاظمة فقيصوم ، وفي العباب: فعيشوم. وإذا نبت بالدهناء فمصاص ، وهما والثداء شيء واحد، كذا نقله أبو حنيفة عن الأعراب القدم. قال أبو حنيفة: وللينه ومتانته يخرز به ، فيؤخذ ويدق على الفرازيم حتى يلين، وهو يعد مرعى . وقال ابن بري: المصاص نبت يعلم حتى تفتل من لحائه الأرشية، ويقال له أيضا: الثداء. قال الراجز:

أودى بليلى كل تياز شول
صاحب علقى ومصاص وعبل

المصاص: خالص كل شيء . يقال: فلان مصاص قومه، إذا كان أخلصهم نسبا، يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع، والمذكر والمؤنث، كما في الصحاح. وأنشد ابن بري لحسان، رضي الله تعالى عنه:

طويل النجاد رفيع العـمـاد      مصاص النجار من الخزرج كالمصامص ، كعلابط. وذ مصاص: ع . قال عكاشة بن أبي مسعدة:

وذو مصاص ربلت منه الحجر
حيث تلاقى واسط وذو أمر

وفرس مصامص ، ومصمص، كعلابط وعلبط: شديد تركيب المفاصل والعظام، قاله الليث. وقال أبو عبيدة: من الخيل الورد المصامص، وهو الذي يستقري سراته جدة سوداء ليست بحالكة، ولونها لون السواد، وهو ورد الجنبين وصفقتي العنق، والجران، والمراق، ويعلو أوظفته سواد ليس بحالك، والأنثى مصامصة. وأنشد قول أبي دواد:

ولقد ذعرت بنات عـم       المرشقات لها بصابص
تمشي كمشي نعامتـين       تتابعان أشق شاخـص
بمجـوف بـلـقـا وأع     لى لونه ورد مصامص

وأنشد شمر لابن مقبل يصف فرسا:

صفحة : 4536

مصامص ما ذاق يوما قتـا     ولا شعيرا نخرا مرفـتـا

ضمر الصفاقين ممرا كفتا وقيل: كميت مصامص: خالص في كمتته. يقال: إنه لمصامص في قومه، أي حسيب زاكي الحسب، خالص فيهم. ومنه: فرس ورد مصامص، إذا كان خالصا في ذلك. والمصيصة، كسفينة: القصعة نقله الصاغاني، عن ابن عباد. مصيصة، بلا لام: د، بالشام ، وقيل: هو ثغر من ثغور الروم، ومنه الإمام أبو الفتح نصر الدين محمد بن عبد القوي المصيصي، آخر من حدث عن الخطيب والسمعاني. قال الجوهري: ولا تشدد ومصيص الثرى: الندي من الرمل، والتراب . واقتصر في التكملة على الندى، هكذا على وزن سما. ومصة المال بالضم: مصاصه ، أي خالصه. ووظيف ممصوص: دقيق ، كأنه قد مص، وهو مجاز. والمصوص، كصبور: طعام من لحم يطبخ وينقع في الخل ، وقيل: ينقع في الخل ثم يطبخ، ومنه حديث علي، رضي الله تعالى عنه: أنه كان يأكل مصوصا بخل خمر . أو يكون المصوص من لحم الطير خاصة ، كما أن الخلع من لحوم الأنعام خاصة. وفي الصحاح: والمصوص بفتح الميم: طعام، والعامة تضمه وعبارة النهاية تقتضي أنه بضم الميم، فإنه قال: ويحتمل فتح الميم، ويكون فعولا من المص. المصوص: المرأة تحرص على الرجل عند الجماع ، عن ابن عباد، وقيل: هي التي يمتص رحمها الماء. قيل المصوص: الفرج المنشفة لما على الذكر من البلة. ج مصائص ، عن ابن عباد. والمصوصة والممصوصة: المرأة المهزولة ، الثانية عن الزمخشري: واقتصر أبو زيد على الأولى، وزاد: من داء قد خامرها، كما رواه ابن السكيت عنه، وزاد غيره: كأنها مصت، وهو مجاز. والمصمصة: المضمضة . يقال: مصمص فاه، ومضمضه، بمعنى واحد، وقيل: الفرق بينهما أن المصمصة بطرف اللسان ، والمضمضة بالفم كله، وهذا شبيه بالفرق بين القبصة والقبضة. وفي حديث أبي قلابة أمرنا أن نمصمص من اللبن ولا نمضمض . هو من ذلك. وروى بعضهم عن بعض التابعين كنا نتوضأ مما غيرت النار، ونمصمص من اللبن، ولا نمصمص من التمر . في حديث مرفوع عن عتبة بن عبد الله، رضي الله تعالى عنه، والقتل في سبيل الله ممصمصة الذنوب ، أي ممحصتها ومطهرتها. وقال الأزهري: وعندي معناه أي مطهرة وغاسلة، وقد تكرر العرب الحرف وأصله معتل، أي فهو من الموص. ومنه نخنخ بعيره وأصله من الإناخة. وخضخضت الإناء وأصله من الخوض. وإنما أنثها والقتل مذكر، لأنه أراد معنى الشهادة، أو أراد خصلة ممصمصة، فأقام الصفة مقام الموصوف. وتمصصه ، إذا ترشفه. وقيل: مصه في مهلة ، كما في الصحاح. ومما يستدرك عليه: امتص الرمان وغيره: مصه. والمصاص والمصاصة بضمهما: ما تمصصت منه. ومص من الدنيا، أي نال القليل منها، وهو مجاز. والمصان، بالفتح: الحجام، لأنه يمص. قال زياد الأعجم يهجو خالد بن عتاب بن ورقاء:

فإن تكن الموسى جرت فوق بظرها      فما خفضت إلا ومصـان قـاعـد

صفحة : 4537

وأمصه: قال له يا مصان، وهو مجاز. ومصاصة الشيء كالمصاص. ومصاص الشيء: سره ومنبته. يقال: هو كريم المصاص، من ذلك. وقال الليث: مصاص القوم: أصل منبتهم، وأفضل سطتهم. ومصمص الإناء والثوب: غسلهما. وقال ابن السكيت: مصمص إناءه: غسله كمضمضه. وقال الأصمعي: مصمص إناءه ومضمضه، إذا جعل فيه الماء وحركه ليغسله. وقال أبو سعيد: المصمصة: أن تصب الماء في الإناء ثم تحركه من غير أن تغسله بيدك، خضخضة ثم تهريقه. وقال أبو عبيدة: إذا أخرج لسانه وحركه بيده فقد نصنصه ومصمصه. ورجل مصاص، بالضم: شديد. وقيل: هو الممتلئ الخلق، الأملس، وليس بالشجاع. والمصوص، كصبور: الناقة القمئة، عن ابن الأعرابي. وقال ابن بري: المصان، بالضم: قصب السكر، عن ابن خالويه.

م-ع-ص
المعص، محركة: التواء في عصب الرجل ، هكذا بكسر الراء وسكون الجيم في نسخ الصحاح، والمضبوط في أصول القاموس بالفتح وضم الجيم كأنه يقصر عصبه فتتعوج قدمه ثم يسويه بيده ، كما في الصحاح، وهو عن أبي عمرو. وقد معص يمعص، كفرح. ومنه الحديث شكا عمرو بن معد يكرب إلى عمر، رضي الله تعالى عنه، والمعص فقال: كذب، عليك العسل . أي عليك بسرعة المشي، وهو من عسلان الذئب. وقال الأصمعي: المعص: التواء مفصل من مفاصل اليد أو الرجل، أو المعص خاص بالرجل ، قاله ثعلب. قيل: وجع يصيبها كالحفا. وقال لليث: هو شبه الخلج فيها، قيل: المعص: وجع في العصب من كثرة المشي ، عن ابن دريد، وقد معص الرجل معصا: شكا رجليه، من كثرة المشي. المعص أيضا المأص ، وهي بيض الإبل وكرامها، عن ابن الأعرابي، وأنشد للعجاج:

يا رب أنت تجبر الكسيرا
وتزرق المسترزق الفقيرا
أنت وهبت هجمة جرجورا
سودا وبيضا معصا خبورا

قال الأزهري: وغير ابن الأعرابي يقول: هي المغص بالغين، للبيض من الإبل: وهما لغتان. قلت: وقد ذكر الغين المعجمة الجوهري كما سيأتي. عن ابن عباد: المعص: تكسير تجده في طرف الجسد لكثرة الركض أو غيره ، أي كالنفخ في العصب من امتلائه. ويقال: معص الرجل معصا، كفرح: التوى مفصله ، قاله الأصمعي. معصت يده أو رجله: إذا اشتكاها . ويقال: المعص: نقصان في الرسغ، كالعضد، وقيل: هو خدر في أرساغ يدي الإبل وأرجلها. قال حميد بن ثور، رضي الله تعالى عنه:

غملس غائر العـينـين عـارية     منه الظنابيب، لم يغمز بها معصا معص الرجل في مشيته ، إذا حجل ، عن ابن فارس، وزاد ابن القطاع من داء برجله، وهو معص، ككتف، وقيل: المعص: شبه الحجل. معصت الإصبع: نكبت ، عن ابن عباد، وضبطه الصاغاني كعني. وبنو معيص، كأمير: بطن من قريش ، ذكره ابن دريد في هذا التركيب، وذكره الليث في تركيب ع ي ص . قلت: وهو معيص بن عامر بن لؤي، أخو حسل بن عامر، وقد أعقب من نزار، وعبد، وعمرو، وأنشد الليث:

ولأثأرن ربيعة بن مـكـدم      حتى أنال عصية بن معيص

صفحة : 4538

وبنو ماعص: بطين من العرب، نقله ابن دريد قال: وليس بثبت. وتمعص بطنه، أوجعه ، كتمغص، عن أبي سعيد. ومما يستدرك عليه: تمعص الرجل، إذا حجل. والمعص: امتلاء العصب من باطن فينتفخ مع وجع شديد. والمعص في الإبل: خدر في أرساغ يديها أو رجليها. والمعص: العضد، والبدل. والمعص: نقصن في الرسغ: وقيل: هو شبه الخلج. والمعص، ككتف: الذي يقتني المعص من الإبل، وهي البيض. وفي بطن الرجل معص ومغص، وقد معص ومغص. ومعصت اليد: اعوجت، وكذا الرجل، عن ابن القطاع.

م-غ-ص
المغص ، بالفتح، ويحرك عن ابن دريد ووهم الجوهري . قلت: عبارة الصحاح: والعامة تقول: مغص، بالتحريك، وعزاه ليعقوب. وعبارة يعقوب: في بطنه مغس ومغص، ولا يقال مغس ولا مغص، وإني لأجد في بطني مغسا ومغصا. فكيف ينسب الوهم إلى الجوهري? قال: تقطيع في المعى ووجع في البطن ، وقد مغص، كعني، فهو ممغوص . كذا نص الجوهري. وقال غيره: مغص، ومعص، كفرح، وهذا نظر إلى المغص بالتحريك. والمغص ، ظاهر سياقه أنه بالفتح، ونص الجوهري عن ابن السكيت بالتحريك: المأص ، أي خيار الإبل، الواحدة مغصة وأنشد.


أنتم وهبتم مائة جرجورا
أدما وحمرا مغصا خبورا

وقد سبق عن ابن الأعرابي أنه بالعين المهملة. وقال غير ابن السكيت: المغص من الإبل والغنم: الخالصة البياض، وقيل: البيض فقط، وهي خيار الإبل، والإسكان لغة. قال ابن سيده: وأرى أنه المحفوظ عن يعقوب. ج، أمغاص ، كفرد وأراد، أو سبب وأسباب. أو هو جمع لا واحد له من لفظه ، قاله ابن دريد، ونصه: وإبل أمغاص، إذا كانت خيارا، لا واحد لها من لفظها. وقال غيره: المغص، والمغص: خيار الإبل، واحد لا جمع له من لفظه. يقال: فلان مغص ، بالفتح، أو بالتحريك، من المغص ، بالتحريك، كذا هو مضبوط: إذا كان ثقيلا ، وفي التكملة بالتحريك فيهما، وفيها: إذا كان بغيضا، وفي اللسان الأولى ككتف، وفيه: يوصف بالأذى. والكل متقارب، وهو مجاز. ومما يستدرك عليه: المغص، بالفتح: الطعن، والسين لغة فيه. وفي النوادر: تمغص بطني، وتمعص، أي أوجعني. ويقال: تمغس، بالسين أيضا. والمغص، أيضا: البيض من الغنم، وقيل: المغص من الإبل: التي قارفت الكرم، نقله الأزهري. وتمغصني الشيء: آذاني، وكذا تمغصت منه.

م-ل-ص
الملاصث، بالكسر: الصفا الأبيض ، عن ابن الأعرابي. وأنشد للأغلب:

كأن تحت خفها الوهاص
ميظب أكم نيط بالملاص

ويروى: الأملاص؛ وهي الحبال المحكمة: والميظب: الظرر. ملاص: قلعة بسواحل جزيرة صقلية ، نقله الصاغاني. وقال ياقوت: وإياها أراد ابن قلاقس بقوله:

كيف الخلاص إلى ملاص وسورها      من حيث درت به يدور قـرينـي قلت: ويقال فيها، أيضا: ميلاص كمحراب، ولذا أعادها ياقوت مرة ثانية.

صفحة : 4539

وجارية ذات شماص وملاص ، هكذا ذكره الجوهري في هذه الماد، مع أنه أهمل مادة شمص وذكره المصنف، رحمه الله تعالى، في الشين مع الصاد، فقال: أي ذات تفلت وانملاص، كما تقدم. وملص بسلحه: رمى به ، عن ابن عباد، ووقع في التكملة: ملص بسهمه: رمى به. ملص، كفرح: سقط متزلجا . وكل شيء زل انسلالا، متزلجا لملاسته، فقد ملص. ورشاء ملص، ككتف تزلق الكف عنه ، ولا تستمكن من القبض عليه، وقد ملص، نقله الجوهري. وأنشد للراجز يصف حبل الدلو:

فر وأعطاني رشاء ملصا
كذنب الذئب يعدي هبصا

قال الصاغاني: والرواية: الهبصى، مثل الجمزى. وأنشده الأزهري وابن دريد على الصحة. ويعدي بمعنى يعدو، يعني رطبا يزلق من اليد. ويا ابن ملاص، ككتان: شتم ، نقله الصاغاني عن ابن عباد. ورجل أملص الرأس: أثلطه ، عن ابن عباد. في الصحاح: سير إمليص: سريع ، وأنشد ابن بري:

فما لهم بالدو من محيص
غير نجاء القرب الإمليص

قال أبو عمرو: الملصة، كزنخة: الأطوم من السمك ، وكذلك الزالخة. وفي الأساس: ملصت السمكة من يدي، وانملصت: انفلتت وزلقت، والسمكة ملصة. وأملصت المرأة، كما للجوهري، وزاد غيره: والناقة ألقت ولدها ميتا وفي الصحاح: أي أسقطت، وهي مملص ن والجمع مماليص، بالياء. فإن اعتادته فمملاص ، والولد مملص ومليص. أملص الشيء إملاصا: أزلق . ومنه قول ابن الأثير في تفسير حديث المغيرة بن شعبة، رضي الله تعالى عنه: المرأة الحامل تضرب فتملص جنينها أي تزلقه لغير تمام. وقال أبو العباس: أملصت به وأزلقت به، وأسهلت به، وحطأت به، بمعنى واحد. ويقال أيضا إذا ألقت ولدها: ألقته مليصا، ومليطا ، ومملصا. والمليص: أحد ما جاء على فعيل من أفعل. وتملص الرشاء من يدي، وتفلص، أي تخلص ، وتملصت منه: تخلصت. يقال: ما كدت أتملص منه. قال الليث: إذا قبضت على شيء فانفلت من يدك قلت: انملص من يدي انملاصا، وانملخ، بالخاء. وقال الجوهري: انملص الشيء: أفلت ، وتدغم النون في الميم. وقال غيره: وكذلك انفلص، وقد فلصته وملصته. ومما يستدرك عليه: الملص، بالتحريك: الزلق كما في الصحاح. ورشاء مليص، كملص: والمملص، كمكرم: السقط. وتملص الشيء من يدي: زل انسلالا لملاسته، وخص اللحياني به الرشاء، والحبل، والعنان. والملص، بالفتح: العريان، وهو مجاز، كأنه خرج من ثيابه، كالحبل خرج من زئبره. وملص: اسم موضع، أنشد أبو حنيفة:

فما زال يسقي بطن ملص عرعرا      وأرضهما حتى اطمأن جسيمهـا أي انخفض ما كان منهما مرتفعا. وبنو مليص، كزبير: بطن من العرب، عن ابن دريد. وأملص الرجل: افتقر، كأملط. والأملص: الرطب اللين. وملص ملصا: ولى هاربا كملز ملزا. وفي هذيل: ملاص بن صاهلة بن كاهل، بطن، منهم أبو ذرة الهذلي.

م-و-ص

صفحة : 4540

الموص: غسل لين ، قال فضيل: قلت لشقيق بن عقبة: ما موص الإناء? قال: غسله. ماص الثوب يموصه موصا: غسله غسلا لينا. وقيل: هو أن يجعل في فيه ماء ثم يصبه على الثوب، وهو آخذه بين كفيه أو بين إبهاميه، يغسله ويموصه، نقله الليث. وقال غيره: هاصه وماصه بمعنى واحد. قيل: هو الدلك باليد ، عن ابن دريد. قال ابن عباد: الموص: معالجة الجسد . كذا في سائر النسخ، وفي بعضها: الهبيد، وهو الصواب بالغسل، وهم يموصونه ثلاث موصات ، هكذا نقله ابن عباد. قال ابن الأعرابي: الموص: التبن، وموص الرجل تمويصا: جعل تجارته في التبن. موص ثيابه تمويصا: غسلها ونقاها ، وعبارة التكملة: فأنقاها. ومما يستدرك عليه: المواصة، كثمامة: الغسالة، كما في الصحاح. وقيل: غسالة الثياب. وقال اللحياني: مواصة الإناء ما غسل به، أو منه، ويقال ما يسقيه إلا مواصة الإناء. وماص فاه بالسواك، يموصه موصا: سنه، حكاه أبو حنيفة، ونقله الزمخشري أيضا.

م-ه-ص
مهص: ثوبه تمهيصا ، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال ابن عباد: أي نظفه وبيضه . قلت: وأرى الهاء بدلا من الحاء. وتمهص في الماء: انغمس فيه. وامهاصت الأرض امهيصاصا: ذهب نبتها وورقها، وهي مهصاء هكذا نقله الصاغاني عن ابن عباد.