فصل الخاء مع الضاد
خ-ر-ض
صفحة : 4612
الخريضة، كسفينة ، أهمله الجوهري. وقال الليث: هي الجارية الحديثة السن،
الحسنة، البيضاء التارة ، وجمعها خرائض. هكذا نقله الأزهري والصاغاني عن
الليث . وقال الأول: لم أسمعه لغير الليث، ولعله بالصاد وهذا يقتضي أنه من
مادة خ ر ص وذكرها الأزهري في رباعي الخاء مع الصاد المهملة، امرأة خربصة:
شابة ذات ترارة. والجمع خرابص وذكرها ابن عباد في رباعي الخاء مع الضاد
المعجمتين، بعد ذكره إياها في الثلاثي في الخاء والضاد المعجمتين. قال
الصاغاني: وأنا مع ههدة هذه اللفظة فالج بن خلاوة، وبري براءة الذئب من دم
يوسف صلوات الله وسلامه عليه، كما في العباب. واختلفت عبارته في التكملة،
فإنه بعد ذكر عبارة الأزهري التي تقدمت قال: والصواب ما ذكره الليث، أي في
رباعي الخاء والضاد. وفي إطلاق قول المصنف: ولعله بالصاد، محل نظر وتأمل.
خ-ض-ض
الخضاض، كسحاب : الشيء اليسير من الحلي . قال القناني:
ولو أشرفت من كفة الستر عاطلا لقلت غزال ما عليه خضـاض قال ابن بري: ومثله قول الآخر
جارية في رمضان الماضي
تقطع الحديث بالإيماض مثل الغزال زين بالخضاض قباء ذات كفل رضراض الخضاض:
الأحمق، كالخضاضة ، يقال: رجل خضاض وخضاضة، أي أحمق، نقله الجوهري. الخضاض:
المداد ، والنقس، ربما يكسر ، قاله الجوهري. الخضاض: مخنقة السنور، أو
مخنقة الغزال . الخضاض: غل الأسير ، نقله الصاغاني. الخضض، محركة ، مقصور
منه، كما في العباب، وأيضا: ألوان الطعام . عن ابن بزرج. الخضض: الخرز
البيض الصغار، يلبسها الصغار من الإماء، نقله الجوهري والجماعة. وأنشدوا:
إن قروم خطـمة أنـزلـتـنـي بحيث يرى من الخضض الخروت وخضضها تخضيضا: زينها به نقله الصاغاني. قال الليث: الخضيض: المكان المتترب تبله الأمطار . والخضخاض : ضرب من القطران، تهنأ له الإبل، هذا نص الصحاح وقال الأزهري: بل هو نفط أسود رقيق لا خثورة فيه، تهنأ به الإبل الجرب ، وليس بالقطران، لأن القطران عصارة شجر معروف، وفيه خثورة، يداوى به دبر البعير، ولا يطلى به الجرب وشجره ينبت في جبال الشام، يقال له العرعر. وأما الخضخاض فإنه دسم رقيق ينبع من عين تحت الأرض. قلت: وهذا سبب عدول المصنف عن عبارة الصحاح. ولما لم يطلع شيخنا على ما ذكره الأزهري اعترض على المصنف وقال: إن عبارة الجوهري أسهل وأقرب. والخضاخض، بالضم: الكثير الماء والشجر من الأمكنة نقله الجوهري وأنشد:
خضاخضة بخضيع السيو ل قد بلغ السيل حذفارها قال ابن بري: البيت لحاجز بن عوف. وحذفارها: أعلاها. وقال غيره: البيت لابن وداعة الهذلي، ويروى:
قد بلغ الماء جرجارها
صفحة : 4613
قال ابن عباد: الخضاخض: السمين البطين من الرجال والجمال، كالخضاخضة.
والخضخض، كهدهد وعلبط ، ولم يذكر ابن عباد الخضخض مثال هدهد، وإنما ذكره
الأصمعي، قال: جمل خضاخض وخضخض، مثل علابط وعلبط وهدهد، إذا كان يتمخض من
لين البدن والسمن. وقال غيره: الخضاخض: الحسن الضخم من الرجال، والجمع
خضاخض، بالفتح، نقله الأزهري. وقيل: رجل خضخض: عظيم الجنبين. والخضاخض: ريح
تهب بين الصبا والدبور ، هكذا زعمه المنتجع، وهي الإير أيضا، لا تصرف، أو
ريح تهب من المشرق ، كذا زعمه أبو خيرة، ولم يعرفها أبو الدقيش، ذكر ذلك
كله شمر في كتاب الرياح. والخضخضة: تحريك الماء والسويق ونحوه . وفي
العباب: ونحوهما، وأنشد لصخر الغي الهذلي.
وماء وردت عـلـى زورة كمشي
السبنتى يراح الشفيفا فخضخضت صفني في جمه خياض لمدابر قدحا عطوفا وأصل
الخضخضة من خاض يخوض، لا من خض يخض. يقال: خضخضت دلوي في الماء خضخضة، ألا
ترى الهذلي جعل مصدره الخياض، وهو فعال من خاض. الخضخضة المنهي عنها في
الحديث هو الاستمناء باليد ، أي استنزال المني في غير الفرج. وسئل ابن عباس
عن الخضخضة فقال: هو خير من الزنا، ونكاح الأمة خير منه والكلمة مضاعفة
صورة، وأصلها المعتل. وتخضخض الماء: تحرك ، وهو مطاوع لخضخضته. قال ابن
فارس: خاضضته: بايعته معاوضة ، كما في العباب. ومما يستدرك عليه: الخضض،
محركة: السقط في المنطق. ويوصف به فيقال: منطق خضض. ومكان خضيض: مبلول
بالماء، كخضاخض، مثل علابط. وقال الليث: خضخضت الأرض، إذا قلبتها حتى يصير
موضعها مثارا رخوا، إذا وصل الماء إليها أنبتت. وخضخض الحمار الأتان:
خالطها. ويقال: وجأه بالخنجر فخضخض به بطنه. وقال الفراء: نبت خضخض،
وخضاخض: كثير الماء: ناعم ريان.
خ-ف-ض
الخفض: الدعة ، كما في الصحاح والعباب، وزاد غيرهما، والسكون، واللين. زاد
في الأساس: والانكسار. وفي اللسان: العيش الطيب. وكل ذلك متقارب. ويقال: هم
في خفض من العيش. من المجاز: عيش خافض ، كعيشة راضية، كما في الأساس، وقد
خفض عيشهم ككرم ، وأنشد الصاغاني:
لا يمنعنك خفض العيش في دعة
نزوع نفس إلى أهل وأوطـان
تلقى بكل بلاد إن حللت بـهـا
أهلا بأهل وجيرانا بـجـيران
قال شيخنا: وتوقف سعدي أفندي في قول الشاعر هذا. وأشار المرزوقي إلى أن خفض العيش سعته ورغده. ومعنى الدعة: الراحة والسكون. وكلام المصنف، لا يخلو عن قلق يحتاج إلى التأويل. قلت: كلام المصنف ظاهر، وبه عبر الجوهري وغيره من الأئمة، ولا قلق فيه، على ما بينا، ولا يحتاج المقام إلى تأويل. فتأمل. الخفض: السير اللين، ضد الرفع . يقال: بيني وبينك ليلة خافضة، أي هينة السير. نقله الجوهري، وهو مجاز. وأنشد قول الشاعر، وهو طرفة بن العبد:
مخفوضها زول ومرفوعها
كمر صوب لجل وسط ريح قال الصاغاني: ويروى: وموضوعها. وقال ابن
بري: والذي في شعره:
صفحة : 4614
مرفوعها زول ومخفوضها والزول: العجب، أي سيرها اللين كمر الريح. وأما سيرها
الأعلى وهو المرفوع فعجب لا يدرك وصفه. الحفض، بمعنى الجر ، وهما في
الإعراب بمنزلة الكسر في البناء في مواضعات النحويين، نقله الجوهري
والجماعة. من المجاز، الخفض: غض الصوت ولينه وسهولته. وصوت خفيض، ضد رفيع.
والخافض في الأسماء الحسنى: من يخفض الجبارين والفراعنة ويضعهم ، ويهينهم
ويخفض كل شيء يريد خفضه. وخفض بالمكان يخفض: أقام . وقال ابن الأعرابي:
يقال للقوم: هم خافضون، إذا كانوا وادعين على الماء مقيمين، وإذا انتجعوا
لم يكونوا في النجعة خافضين لأنهم يظعنون لطلب الكلإ ومساقط الغيث.
والخافضة: التلعة المطمئنة من الأرض، والرافعة: المتن من الأرض، عن ابن
شميل. الخافضة: الخاتنة ، نقله الجوهري. وخفضت الجارية كختن الغلام. خاص
بهن . وقيل: خفض الصبي يخفضه خفضا: ختنه، فاستعمل في الرجل. والأعرف ما
ذكره المصنف، وقد يقال للخاتن: خافض، وليس بالكثير. وفي الحديث: إذا خفضت
فأشمي أي لا تسحتي، شبه القطع اليسير بإشمام الرائحة. قوله تعالى: خافضة
رافعة أي ترفع قوما إلى الجنة وتخفض قوما إلى النار كما في العباب. وقال
الزجاج: المعنى أنها تخفض أهل المعاصي، وترفع أهل الطاعة. وقيل: تخفض قوما
فتحطهم عن مراتب آخرين ترفعهم إليها؛ والذين خفضوا يسفلون إلى النار
والمرفوعون يرفعون إلى غرف الجنان. من المجاز قولهم: هو خافض الطير، أي
وقور ساكن، وكذلك خافض الجناح. من المجاز قوله تعالى: و اخفض لهما جناح
الذل من الرحمة أي تواضع لهما ولا تتعزز عليهما، أو هو من المقلوب، أي اخفض
لهما جناح الرحمة من الذل ، كما في العباب. وكذا قوله تعالى: واخفض جناحك
للمؤمنين أي ألن جانبك لهم. قال ابن شميل في تفسير الحديث: إن الله يخفض
القسط ويرفعه . قال: القسط: العدل ينزله مرة إلى الأرض، ويرفعه أخرى. وقال
الصاغاني: أي يبسط لمن يشاء ويقدر على من يشاء العرب تقول: أرض خافضة
السقيا ، إذا كانت سهلة السقي ، ورافعة السقيا، إذا كانت على خلاف ذلك. من
المجاز: خفض القول يا فلان ، أي لينه، و خفض عليك الأمر: هونه . ومنه حديث
الإفك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم ، أي يسكنهم ويهون عليهم
الأمر، وفيه أيضا قول أبي بكر لعائشة رضي الله عنهما: خفضي عليك ، أي هوني
الأمر ولا تحزني له. خفض رأس البعير ، أي مده إلى الأرض لتركبه ، قاله
الليث، وأنشد لهميان بن قحافة:
يكاد يستعصي على مخفضه
صفحة : 4615
واختفض: انحط ، كانخفض، نقله الصاغاني. اختفضت الجارية: اختتنت ، وهو مطاوع
لخفضتها. والحروف المنخفضة: ما عدا المستعلية، وهن الأربعة المطبقة، والخاء
والغين المعجمتان، والقاف، يجمعها قولك قغضخصطظ . ومما يستدرك عليه.
الانخفاض: الانحطاط. وامرأة خافضة الصوت وخفيضته: خفيته لينته، وفي
التهذيب: ليست بسليطة، وقد خفضت وخفض صوتها: لان وسهل. وخفض العدل: ظهور
الجور عليه إذا فسد الناس. ورفعه: ظهوره على الجور إذا تابوا وأصلحوا،
فخفضه من الله تعالى استعتاب، ورفعه رضا. ويقال: خفضه، إذا وهن أمره وقدره
وهونه. والخفيضة: لين العيش وسعته. وعيش خفض، ومخفوض، وخفيض: خصيب في دعة
وخصب ولين. والمخفض، كمجلس، مثل الخفض. ومخفض القوم: الموضع الذي هم فيه في
خفض ودعة. وخفض عليك جأشك، أي سكن قلبك. وخفض الطائر جناحه: ألانه وضمه إلى
جنبه ليسكن من طيرانه، وخفض جناحه خفضا: ألان جانبه، على المثل. والخفض:
المطمئن من الأرض، جمعه خفوض. وكلام مخفوض وخفيض. وهو منقاد خافض الجناح.
وخفضت الإبل: لان سيرها، ولها مخفوض ومرفوع. وما زالت تخفضني أرض ومرفوع.
وما زالت تخفضني أرض وترفعني أخرى حتى وصلت إليكم. وكل ذلك مجاز. وخفض
الرجل خفوضا: مات. وحكى ابن الأعرابي: أصيب بمصائب تخفيض الموت، أي بمصائب
تقرب إليه الموت لا يفلت منها، كما في اللسان. ومما يستدرك عليه:
خ-ف-ر-ض-ض
خفرضض، كسفرجل، هنا أورده ابن بري خاصة، وقال: هو اسم جبل بالسراة في شق.
وقد تقدم عن ابن سيده وغيره أنه بالحاء. وهو الصواب، وإنما ذكرناه هنا لأجل
التنبيه عليه.
خ-و-ض
خاض الماء يخوضه خوضا وخياضا ، بالكسر: دحله ومشى فيه، كخوضه تخويضا،
واختاضه . خاض بالفرس: أورده الماء كأخاضه إخاضة، الأخير عن أبي زيد، كذلك
خاوضه فيه مخاوضة كما في الأساس. خاض الشراب في المجدح: خلطه وحركه، وكذلك
خوضه، قال الحطيئة يصف امرأة سمت بعلها:
وقالت شراب بارد فـاشـربـنـه
ولم يدر ما خاضت له في
المجادح من المجاز: خاض الغمرات يخوضها خوضا: اقتحمها ، نقله الجوهري. خاضه
بالسيف: حركه في المضروب ، كما في الصحاح، وذلك إذا وضعت السيف في أسفل
بطنه، ثم رفعته إلى فوق. وهو مجاز. والمخاضة: ما جاز الناس فيه مشاة
وركبانا ، وهو الموضع الذي يتخضخض ماؤه فيخاض عند العبور عليه. ج مخاض
ومخاوض . الأخير عن أبي زيد، نقله الجوهري. من المجاز قوله تعالى: و كنا
نخوض مع الخائضين ، أي في الباطل ونتبع الغاوين ، كما في العباب، وكذا قوله
تعالى: و هم في خوض يلعبون ، قوله تعالى: و خضتم كالذي خاضوا أي كخوضهم
والعرب تجعل ما والذي وأن مع صلاتها بمنزلة المصادر، وكذلك قوله تعالى:
وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا . والخوض: اللبس في الأمر. ومن الكلام:
ما فيه الكذب والباطل، وقد خاض فيه. والمخوض، كمنبر، للشراب، كالمجدح
للسويق . تقول منه: خضت الشراب، كما في الصحاح. قال أبو المثلم الهذلي:
صفحة : 4616
وأسعطك بالأنف ماء الأبا ء
مما يثمل بالمخـوض ويروى: في الموفض. والخوض : بلد. كما قاله أبو عمرو.
وقال الأصمعي: واد بشق عمان . قال ابن مقبل:
أجبت بني غيلان والخوض دونهم بأضبط جهم الوجه مختلف الشجر وخوض الثعلب: ع باليمامة، حكاه ثعلب، وقيل: وراء هجر . وقال الزمخشري: محل خلف عمان. وضبطه بالحاء. وهو تصحيف. ويقال: ليته وراء خوض الثعلب يضرب فيمن يتمنى البعد لصاحبه. وقال مقاتل بن رياح الدبيري. وكان خرب إبلا أيام حطمة المهدي:
إذا أخذت إبلا من تغلب
فلا تشرق بي ولكن غرب
وبع بقرح أو بخوض الثعلب
وإن نسبت فانتسب ثم اكذب
ولا ألومنك في التنقب
ويروى : بقرحى . والخوضة ، بالفتح: اللؤلؤة ، عن أبي عمرو. في النوادر: سيف خيض، ككيس ، إذا كان مخلوطا من حديد أنيث، وحديد ذكر ، وأصله خيوض، على فيعل. وتخوض الرجل: تكلف الخوض في الماء، هذا هو الأصل، ثم استعمل في التلبس في الأمر والتصرف فيه، ومنه الحديث: رب متخوض في مال الله تعالى ، أي رب متصرف في مال الله تعالى بما لا يرضاه الله تعالى. وقيل: التخوض في المال: التخليط في تحصيله من غير وجهه كيف أمكن. وهو مجاز. من المجاز: خاض القوم، و تخاوضوا في الحديث ، أي تفاوضوا ، كما في الأساس، واللسان، والعباب، والصحاح. ومما يستدرك عليه: تخوض الماء: مشى فيه: أنشد ابن الأعرابي:
كأنه في الغرض إذ تركضا
دعموص ماء قل ما تخوضا
والخوض: اللبس في الأمر. وأخاض
القوم خيلهم الماء، إذا خاضوا بها الماء. وخوض الشراب: حركه، وخوض في
نجيعه. شدد للمبالغة، كما في الصحاح. وخاوضه في البيع: عارضه، وهو مجاز.
نقله الزمخشري، وهي رواية ابن الأعرابي، ورواه أبو عبيد عن أبي عمرو،
بالصاد المهملة، وقد تقدم. ومن المجاز: الخياض: أن يدخل قدحا مستعارا بين
قداح الميسر، يتيمن به. ويقال: خضت به في القداح خياضا. وخاوضت القداح
خواضا. قال الهذلي يصف ماء ورده:
فخضخضت صفني في جمه خياض المدابر قدحا عطوفا خضخضت تكرير من خاض يخوض، لما
كرره جعله متعديا. والمدابر: المقمور يقمر فيستعير قدحا يثق بفوزه ليعاود
من قمره القمار. ويقال للمرعى إذا كثر عشبه والتف: اختاض اختياضا. وقال
سلمة بن الخرشب الأنماري:
ومختاض تبيض الربد فيه
تحومي نبته فهو
العمـيم.
غدوت له يدافعني سبـوح فراش
نسورها عجم جريم
وقد تجمع المخاضة على مخاضات قال عبد الله بن سبرة الحرشي:
إذا شالت الجوزاء والنجم طالع فكل مخاضات الفرات معابر وخاض إليه حتى أخذه. وخاض البرق الظلام. وخاضت الإبل: لجت في السراب، وكل ذلك مجاز.