الباب الخامس عشر: باب الضاد المعجمة - الفصل الحادي عشر: فصل العين مع الضاد:الجزء الأول

فصل العين مع الضاد

الجزء الأول

ع-ج-م-ض
العجمضى، كحبركى ، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو ضرب من التمر ، وزاد ابن عباد: صغار ، كما في العباب، ووزنه في التكملة بعلندى.

ع-ر-ب-ض

صفحة : 4641

العرباض، كقرطاس: الغليظ الشديد من الناس ، عن ابن دريد: نقل الجوهري عن الأصمعي: العرباض من الإبل : الغليظ الشديد. وفي اللسان: العرباض: البعير القوي العريض الكلكل، الغليظ الشديد الضخم. العرباض: الأسد الثقيل العظيم ، كما في العباب. ويقال: أسد عرباض رحب الكلكل. وأنشد الصاغاني لمحمد بن عبد الله النميري، وكان شبب بزينب أخت الحجاج بن يوسف في شعره:

أخاف من الحجاج ما لسـت آمـنـا    من الأسد العرباض إن جاع يا عمرو
أخاف يديه أن تـصـيب ذؤابـتـي     بأبيض عضب ليس من دونه ستـر

كالعربض. كقمطر، فيهن . أما في الأول فقد نقله ابن دريد. وفي الثاني نقله الجوهري، وفي الثالث نقله الصاغاني في العباب وفي التكملة، وأنشد لرؤبة:

إن لنا هواسة عربضا
نردي به ومنطحا مهضا

قال ابن عباد: العرباض: المرتاج الذي يلزق خلف الباب مما يلي الغلق. أبو نجيح، العرباض بن سارية السلمي، توفي سنة خمس وسبعين. العرباض الكندي: صحابيان ، وهذا الأخير لم أر ذكره في المعاجم. العربض كقمطر: العريض . وبينهما الجناس المصحف. يقال: شيء عربض، أي عريض، نقله الصاغاني. قال ابن دريد: العرابض. كعلابط: الغليظ الشديد من الناس، كما في العباب.

ع-ر-ض
العروض ، كصبور: مكة والمدينة، شرفهما الله تعالى وما حولهما ، كما في الصحاح، والعباب، والمحكم، والتهذيب، مؤنث، كما صرح به ابن سيده وروي عن محمد بن صيفي الأنصاري، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم عاشوراء وأمرهم أن يؤذنوا أهل العروض أن يتموا بقية يومهم . قيل: أراد من بأكناف مكة والمدينة. وقوله: ما حولهما داخل فيه اليمن، كما صرح به غير واحد من الأئمة، وبه فسروا قولهم: استعمل فلان على العروض، أي مكة والمدينة واليمن وما حولهم. وأنشدوا قول لبيد:

وإن لم يكن إلا القتال فـإنـنـا     نقاتل ما بين العروض وخثعما أي ما بين مكة واليمن. وعرض الرجل: أتاها ، أي العروض. قال عبد يغوث بن وقاص الحارثي:

فيا راكبا إما عرضت فبلغـن      نداماي من نجران أن لا تلاقيا وقال الكميت:

فأبلغ يزيد إن عرضت ومنذرا      وعميهما والمستسر المنامسا يعني إن مررت به. وقال ضابي بن الحارث:

فيا راكبا إما عرضت فبلغن     ثمامة عني والأمور تدور العروض: الناقة التي لم ترض ، ومنه حديث عمر، رضي الله عنه: وأضرب العروض وأزجر العجول وأنشد ثعلب لحميد:

فما زال سوطي في قرابي ومحجني     وما زلت منه في عروض أذودها وقال شمر في هذا البيت: أي في ناحية أداريه وفي اعتراض. وأنشد الجوهري والصاغاني لعمرو بن أحمر الباهلي:

وروحة دنيا بين حيين رحتـهـا      أخب ذلولا أو عروضا أروضها

صفحة : 4642

كذا نص العباب. ونص الصحاح. أسير عسيرا أو عروضا. وقال: أسير، أي أسير. قال: ويقال معناه أنه ينشد قصيدتين، إحداهما قد ذللها، والأخرى فيها اعتراض. قال ابن بري: والذي فسره هذا التفسير روى أخب ذلولا. قال: وهكذا روايته في شعره وأوله:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة      صحيح السرى والعيس تجري عروضها
بتيهاء قفر والمطي كأنها         قطا الحزن قد كـانت فـراخا بيوضها

وروحة. . . قلت: وقول عمر، رضي الله عنه، الذي سبق وصف فيه نفسه وسياسته وحسن النظر لرعيته فقال: إني أضم العتود، وألحق القطوف، وأزجر العروض. قال شمر: العروض: العرضية من الإبل الصعبة الرأس الذلول وسطها، التي يحمل عليها، ثم تساق وسط الإبل المحملة، وإن ركبها رجل مضت به قدما ولا تصرف لراكبها، وإنما قال: أزجر العروض لأنها تكون آخر الإبل. وقال ابن الأثير: العروض: هي التي تأخذ يمينا وشمالا ولا تلزم المحجة. يقول: أضربه حتى يعود إلى الطريق، جعله مثلا لحسن سياسته للأمة. وتقول: ناقة عروض، وفيها عروض وناقة عرضية. وفيها عرضية إذا كانت ريضا لم تذلل. وقال ابن السكيت: ناقة عروض، إذا قبلت بعض الرياضة ولم تستحكم. من المجاز: العروض: ميزان الشعر ، كما في الصحاح، سمي به لأنه به يظهر المتزن من المنكسر عند المعارضة بها. وقوله: به هكذا في النسخ، وصوابه: بها، لأنها مؤنثة، كما سيأتي، أو لأنها ناحية من العلوم أي من علوم الشعر، كما نقله الصاغاني، أو لأنها صعبة ، فهي كالناقة التي لم تذلل، أو لأن الشعر يعرض عليها ، فما وافقه كان صحيحا، وما خالفه كان فاسدا، وهو بعينه القول الأول، ونص الصحاح: لأنه يعارض بها. أو لأنه ألهمها الخليل بن أحمد الفراهيدي بمكة ، وهي العروض. وهذا الوجه نقله بعض العروضيين. في الصحاح: العروض أيضا اسم للجزء الأخير من النصف الأول من البيت، وزاد المصنف: سالما كان أو مغيرا . وإنما سمي به لأن الثاني يبنى على الأول، وهو الشطر. ومنهم من يجعل العروض طرائق الشعر وعموده، مثل الطويل. يقال: هو عروض واحدا، واختلاف قوافيه تسمى ضروبا. وقال أبو إسحاق. وإنما سمي وسط البيت عروضا، لأن العروض وسط البيت من البناء، والبيت من الشعر مبني في اللفظ على بناء البيت المسكون للعرب، فقوام البيت من الكلام عروضه، كما أن قوام البيت من الخرق العارضة التي في وسطه، فهي أقوى ما في بيت الخرق، فلذلك يجب أن تكون العروض أقوى من الضرب، ألا ترى أن الضروب النقص فيها أكثر منه في الأعاريض. وهي مؤنثة ، كما في الصحاح،، وربما ذكرت، كما في اللسان، ولا تجمع لأنها اسم جنس، كما في الصحاح. وقال في العروض، بمعنى الجزء الأخير إن ج: أعاريض ، على غير قياس، كأنهم جمعوا إعريضا، وإن شئت جمعته على أعارض، كما في الصحاح. العروض: الناحية . يقال: أخذ فلان في عروض ما تعجبني. أي في طريق وناحية. كذا نص الصحاح. وفي العباب: أنت معي في عروض لا تلائمني، أي في ناحية. وأنشد:

صفحة : 4643

فإن يعرض أبو العبـاس عـنـي      ويركب بي عروضا عن عروض قال: ولهذا سميت الناقة التي لم ترض عروضا، لأنها تأخذ في ناحية غير الناحية التي تسلكها. وأنشد الجوهري للأخنس بن شهاب التغلبي:

لكل أناس من معد عـمـارة      عروض إليها يلجؤون وجانب

صفحة : 4644

يقول لكل حي حرز إلا بني تغلب فإن حرزهم السيوف. وعمارة خفض، لأنه بدل من أناس، ومن رواه عروض، بالضم جعله جمع عرض، وهو الجبل، كما في الصحاح. قال الصاغاني: ورواية الكوفيين عمارة بفتح العين ورفع الهاء. العروض: الطريق في عرض الجبل ، وقيل: ما اعترض منه في مضيق ، والجمع عرض. ومنه حديث أبي هريرة: فأخذ في عروض آخر أي في طريق آخر من الكلام. العروض من الكلام: فحواه . قال ابن السكيت: يقال عرفت ذلك في عروض كلامه، أي فحوى كلامه ومعناه. نقله الجوهري، وكذا معارض كلامه كما في اللسان. العروض: المكان الذي يعارضك إذا سرت . كما في الصحاح والعباب. العروض: الكثير من الشيء . يقال: حي حروض، أي كثير، نقله ابن عباد. العروض: الغيم ، هكذا في الأصل بالياء التحتية، هو مع قوله: السحاب عطف مرادف، أو هو تكرار، أو الصواب الغنم بالنون، كما في اللسان، وهي التي تعرض الشوك، تناول منه وتأكله، تقول منه: عرضت الشاة الشوك تعرضه. إلا أن قوله فيما بعد: ومن الغنم، يؤيد القول الأول، أو الصواب فيه: ومن الإبل، كما سيأتي. قال الفراء: العروض: الطعام . نقله الصاغاني. العروض: فرس قرة بن الأحنف بن نمير الأسدي . العروض: من الغنم ، كما في النسخ، أو الصواب من الإبل، فإن الإبل تعرض الشوك عرضا، وقيل: هو من الإبل والغنم: ما يعترض الشوك فيرعاه ، ويقال عريض عروض، إذا فاته النبت اعترض الشوك. واعترض البعير الشوك: أكله. وبعير عروض: يأخذه كذلك. وقيل: العروض: الذي إذا فاته الكلأ أكل الشوك، كما في الصحاح والعباب. يقال: هو ربوض بلا عروض ، هكذا في النسخ. والذي في الصحاح والعباب: ركوض بلا عروض، أي بلا حاجة عرضت له . فالذي صح من معنى العروض في كلام المصنف أربع عشرة معنى، على توقف في بعضها، وسيأتي ما زدنا عليه في المستدركات. وعرض الرجل: أتى العروض ، أي مكة والمدينة واليمن وما حولهن، وهذا بعينه قد تقدم للمصنف قريبا، فهو تكرار. عرض له أمر كذا، يعرض ، من حد ضرب: ظهر عليه وبدا ، كما في الصحاح، وليس فيه عليه و بدا ، كعرض، كسمع ، لغتان جيدتان، كما في الصحاح. وقال الفراء: مر بي فلان فما عرضت له، ولا تعرض له، ولا تعرض له، لغتان جيدتان. وقال ابن القطاع: فصيحتان. والذي في التكملة عن الأصمعي: عرضت له تعرض، مثل حسبت تحسب، لغة شاذة سمعتها. عرض الشيء له عرضا: أظهره له ، وأبرزه إليه. عرض عليه أمر كذا: أراه إياه . ومنه قوله تعالى: ثم عرضهم على الملائكة . ويقال: عرضت له ثوبا مكان حقه. وفي المثل: عرض سابري لأنه ثوب جيد يشترى بأول عرض، ولا يبالغ فيه، كما في الصحاح، وهكذا هو عرض سابري، بالإضافة. والذي في الأمثال لأبي عبيد بخط ابن الجواليقي عرض سابري . عرض العود على الإناء. و عرض السيف على فخذه يعرضه ويعرضه، فيهما ، أي في العود والسيف، وهذا خلاف ما في الصحاح، فإنه قال في: عرض السيف: فهذه وحدها بالضم، والوجهان فيهما عن الصاغاني في العباب. وفي الحديث أتي بإناء من لبن فقال: ألا خمرته ولو بعود

صفحة : 4645

تعرضه عليه روي بالوجهين، ويروى: لولا خمرته. وهي تحضيضية أي تضعه معروضا عليه، أي بالعرض. وقال شيخنا: قوله: والعود، إلخ، كلامع كالصريح في أنه ككتب، وهو الذي اقتصر عليه ابن القطاع، والحديث مروي بالوجهين، وكلام المصنف في عرض غير محرر ولا مهذب، بل يناقض بعضه بعضا. قلت: أما ما ذكره عن ابن القطاع فصحيح، كما رأيته في كتاب الأبنية له. وأما ما نسبه إلى المصنف من القصور فغير ظاهر، فإنه قال فيما بعد: يعرضه ويعرضه، فيهما، والمراد بضمير التثنية العود والسيف، فقد صرح بأنه على الوجهين، ولعله سقط ذلك من نسخة شيخنا، أو لم يتأمل آخر العبارة. وأما قوله: كلامه في عرض غير محرر ولا مهذب فمنظور فيه، بل هو محرر في غاية التحرير، كما يعرفه الماهر النحرير، وليس في المادة ما يخالف النصوص، كما ستقف عليه عند المرور عليه. فتأمل وأنصف. عرض الجند عرض عين ، وفي الصحاح: عرض العين: أمرهم عليه، ونظر ما حالهم وقد عرض العارض الجند، كما في الصحاح. وفي البصائر: عرضت الجيش عرض عين: إذا أمررته على بصرك لتعرف من غاب ومن حضر. عرض له من حقه ثوبا أو متاعا، يعرضه عرضا من حد ضرب، وكذا عرض به، كما في كتاب الأرموي. وفي اللسان: و من في قولك: من حقه، بمعنى البدل، كقول الله عز وجل: ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون يقول: لو نشاء لجعلنا بدلكم في الأرض ملائكة. أعطاه إياه مكان حقه . عرضت له الغول: ظهرت ، نقله الجوهري عن أبي زيد. عرضت الناقة: أصابها كسر أو آفة، كما في الصحاح. وقال حمام بن زيد مناة اليربوعي:ضه عليه روي بالوجهين، ويروى: لولا خمرته. وهي تحضيضية أي تضعه معروضا عليه، أي بالعرض. وقال شيخنا: قوله: والعود، إلخ، كلامع كالصريح في أنه ككتب، وهو الذي اقتصر عليه ابن القطاع، والحديث مروي بالوجهين، وكلام المصنف في عرض غير محرر ولا مهذب، بل يناقض بعضه بعضا. قلت: أما ما ذكره عن ابن القطاع فصحيح، كما رأيته في كتاب الأبنية له. وأما ما نسبه إلى المصنف من القصور فغير ظاهر، فإنه قال فيما بعد: يعرضه ويعرضه، فيهما، والمراد بضمير التثنية العود والسيف، فقد صرح بأنه على الوجهين، ولعله سقط ذلك من نسخة شيخنا، أو لم يتأمل آخر العبارة. وأما قوله: كلامه في عرض غير محرر ولا مهذب فمنظور فيه، بل هو محرر في غاية التحرير، كما يعرفه الماهر النحرير، وليس في المادة ما يخالف النصوص، كما ستقف عليه عند المرور عليه. فتأمل وأنصف. عرض الجند عرض عين ، وفي الصحاح: عرض العين: أمرهم عليه، ونظر ما حالهم وقد عرض العارض الجند، كما في الصحاح. وفي البصائر: عرضت الجيش عرض عين: إذا أمررته على بصرك لتعرف من غاب ومن حضر. عرض له من حقه ثوبا أو متاعا، يعرضه عرضا من حد ضرب، وكذا عرض به، كما في كتاب الأرموي. وفي اللسان: و من في قولك: من حقه، بمعنى البدل، كقول الله عز وجل: ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون يقول: لو نشاء لجعلنا بدلكم في الأرض ملائكة. أعطاه إياه مكان حقه . عرضت له الغول: ظهرت ، نقله الجوهري عن أبي زيد. عرضت الناقة: أصابها كسر أو آفة، كما في الصحاح. وقال حمام بن زيد مناة اليربوعي:

صفحة : 4646

إذا عرضت منها كهاة سمينة      فلا تهد منها واتشق وتجبجب

صفحة : 4647

كعرض، بالكسر فيهما ، أي في الغول والناقة، والأولى كعرضت أما في الغول فنقله الجوهري عن أبي زيد، وأما في الناقة فالصاغاني في العباب، وصاحب اللسان. وفي الحديث: أنه بعث بدنة مع رجل فقال: إن عرض لها فانحرها أي إن أصابها مرض أو كسر. وقال شمر: ويقال: عرضت. من إبل فلان عارضة، أي مرضت. وقال بعضهم: عرضت، أي بالكسر، قال: وأجوده عرضت، أي بالفتح. وأنشد قول حمام بن زيد مناة السابق. عرض الفرس في عدوه: مر عارضا صدره ورأسه، وقيل: عارضا، أي معترضا على جنب واحد ، يعرض عرضا، وسيأتي للمصنف ذكر مصدره قريبا. عرض الشيء يعرضه عرضا: أصاب عرضه . عرض بسلعته يعرض بها عرضا عارض بها ، أي بادل بها فأعطى سلعة وأخذ أخرى. ويقال: أخذت هذه السلعة عرضا، إذا أعطيت في مقابلتها سلعة أخرى. عرض القوم على السيف: قتلهم ، كما في الصحاح، والأساس. عرضهم على السوط: ضربهم به، نقله ابن القطاع. عرض الشيء عرضا: بدا وظهر. عرض الحوض والقربة: ملأهما . عرضت الشاة: ماتت بمرض عرض لها. عرض البعير عرضا: أكل من أعراض الشجر، أي أعاليه وقال ثعلب: قال النضر بن شميل: سمعت أعرابيا حجازيا وباع بعيرا له، فقال: يأكل عرضا وشعبا. الشعب: أن يهتضم الشجر من أعلاه، وقد تقدم. يقال: عرض عرضه ، بالفتح، ويضم أي نحا نحوه وكذلك اعترض عرضه. والعارض: الناقة المريضة أو الكسير ، وهي التي أصابها كسر أو آفة. وفي الحديث: ولكم العارض والفريش -وقد تقدم في ف ر ش وفي و ط أ وقد عرضت الناقة- أي إنا لا نأخذ ذات العيب فنضر بالصدقة. العارض: صفحة الخد من الإنسان، وهما عارضان وقولهم: فلان خفيف العارضين، يراد به خفة شعر عارضيه، كذا في الصحاح، وزاد في العباب: وخفة اللحية. قال: وأما الحديث الذي يروى: من سعادة المرء خفة عارضيه فقد قيل إنها كناية عن كثرة الذكر، أي لا يزال يحركهما بذكره تعالى. قلت: هكذا نقله ابن الأثير عن الخطابي، قال: وأما خفة اللحية فما أراه مناسبا. كالعارضة فيهما أي في الناقة والخد. أما في الخد فقد نقله الصاغاني في العباب، وصاحب اللسان، وأما في الناقة ففي الصحاح: العارضة: الناقة التي يصيبها كسر أو مرض فتنحر، وكذلك الشاة. يقال: بنو فلان لا يأكلون إلا العوارض، أي لا ينحرون الإبل إلا من داء يصيبها. يعيبهم بذلك. وتقول العرب للرجل إذا قرب إليهم لحما: أعبيط أم عارضة? فالعبيط: الذي ينحر من غير علة. وفي اللسان: ويقال: بنو فلان أكالون العوارض، إذا لم ينحروا إلا ما عرض له مرض أو كسر خوفا أن يموت فلا ينتفعون به. والعرب تعير بأكله. العارض السحاب المطل المعترض في الأفق . وقال أبو زيد: العارض السحابة تراها في ناحية من السماء، وهو أبيض، والجلب إلى السواد، والجلب يكون أضيق من العارض وأبعد. وقال الأصمعي: الجبي: السحاب يعترض في السماء اعتراض الجبل قبل أن يطبق السماء، وهو السحاب العارض. وقال الباهلي: السحاب يجيء معارضا في السماء

صفحة : 4648

بغير ظن منك، وأنشد لأبي كبير الهذلي: ظن منك، وأنشد لأبي كبير الهذلي:

وإذا نظرت إلى أسرة وجهـه      برقت كبرق العارض المتهلل وقال الأعشى:

يا من رأى عارضا قد بت أرمقه        كأنما البرق في حافاته شـعـل وقوله جل وعز: فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا ، أي قالوا: هذا الذي وعدنا به، سحاب فيه الغيث. العارض: الجبل الشامخ: ويقال: سلكت طريق كذا فعرض لي في الطريق عارض، أي جبل شامخ، فقطع علي مذهبي على صوبي. ومنه في الصحاح: ويقال للجبل: عارض. قال أبو عبيد: وبه سمي عارض اليمامة وهو موضع معروف وقد جاء ذكره في الحديث. العارض: ما عرض من الأعطية ، قال أبو محمد الفقعسي:

يا ليل أسقاك البريق الوامض
هل لك والعارض منك عائض
في هجمة يسئر منها القابض

ويروى: في مائة، بدل: في هجمة، ويغدر، بدل: يسئر. قال الجوهري: قال الأصمعي: يخاطب امرأة رغب في نكاحها، يقول: هل لك في مائة من الإبل أجعلها لك مهرا، يترك منها السائق بعضها، لا يقدر أن يجمعها لكثرتها، وما عرض منك من العطاء عوضتك به. قلت: وكان الواجب على الجوهري أن يوضحه أكثر مما ذكره الأصمعي، لأن فيه تقديما وتأخيرا. والمعنى: هل لك في مائة من الإبل يسئر منها القابض، أي قابضها الذي يسوقها لكثرتها. ثم قال: والعارض منه عائض، أي المعطي بدل بضعك عرضا عائض أي آخذ عواضا منك بالتزويج، يكون كفاء لما عرض منك. يقال: عضت أعاض، إذا اعتضت عوضا. وعضت أعوض، إذا عوضت عوضا، أي دفعت. وقوله: عائض، من عضت بالكسر، لا من عضت. ومن روى يغدر أراد يترك. قال ابن بري: والذي في شعره: والعائض منك عائض، أي والعوض من: عوض، كما تقول: الهبة منك هبة. قال ابن دريد: العارضان صفحتا العنق ، في بعض اللغات. قال اللحياني: العارضان: جانبا الوجه وقيل: شقا الفم، وقيل: جانبا اللحية. العارض: العارضة . يقال: إنه لذو عارض وعارضة، أي ذو جلد. العارض: السن التي في عرض الفم بين الثنايا والأضراس. الكل عوارض ، قاله شمر، وبه فسر الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أم سليم لتنظر إلى امرأة فقال: شمي عوارضها أمرها بذلك لتبور به نكهتها وريح فمها، أطيب أم خبيث. وقال كعب بن زهير:

تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت     كأنه منهل بالـراح مـعـلـول

صفحة : 4649

يصف الثنايا وما بعدها. أي تكشف عن أسنانها. قال شيخنا: وقد ذكر الشيخ ابن هشام في شرح قول كعب هذا ثمانية أقوال، واقتصر المصنف على قول منها مع شهرتها، ففي كلامه قصور ظاهر. قلت: بل ذكر المصنف قولين: أحدهما هذا، ويأتي الثاني قريبا، وهو قوله: ومن الوه ما يبدو، إلى آخره، ثم إن شيخنا لم يذكر بقية الأقوال التي ذكرها ابن هشام، فأوقع الخاطر في شغل، ونحن نوردها لك بالتمام لتكميل الإفادة والنظام، فأقول: قيل إن العوارض الثنايا سميت لأنها في عرض الفم. وقيل: العوارض: ما ولي الشدقين من الأسنان. وقيل: هي أربع أسنان تلي الأنياب، ثم الأضراس تلي العوارض. قال الأعشى:

غراء فرعاء مصقول عوارضها
تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوجل وقال اللحياني: العوارض: من الأضراس. وقيل: العوارض: عرض الفم. ومنه قولهم: امرأة نقية العوارض، أي نقية عرض الفم قال جرير:

أتذكر يوم تصقل عارضيها       بفرع بشامة سقي البشـام قال أبو نصر: يعني به الأسنان وما بعد الثنايا، والثنايا ليست من العوارض. وقال ابن السكيت: العارض: الناب والضرس الذي يليه. وقال بعضهم: العارض: ما بين الثنية إلى الضرس، واحتج بقول ابن مقبل:

هزئت مية أن ضاحكتهـا      فرأت عارض عود قد ثرم قال: والثرم لا يكون إلا في الثنايا وقيل العوارض: ما بين الثنايا والأضراس. وقيل: العوارض: ثمانية، في كل شق أربعة فوق، وأربعة أسفل، فهذه نحو من تسعة أقوال، فتأمل ودع الملال. وأنشد ابن الأعرابي في العارض بمعنى الأسنان:

وعارض كجانب العراق
أنبت براقا من البـراق

شبه استواءها باستواء أسفل القربة، وهو العراق، للسير الذي في أسفل القربة. وقال يصف عجوزا:

4
تضحك عن مثل عراق الشن

صفحة : 4650

أراد أنه أجلج، أي عن درادر استوت كأنها عراق الشن، هي القربة. كل ما يستقبلك من الشيء فهو عارض. العارضة: الخشبة العليا التي يدور فيها الباب ، كما في العباب. وفي اللسان: عارضة الباب: مساك العضادتين من فوق، محاذية للأسكفة. العارض: واحدة عوارض السقف ، كما في العباب. وفي اللسان: العارض: سقائف المحمل. وعوارض البيت: خشب سقفه المعرضة، الواحدة عارضة. وفي حديث عائشة رضي الله عنها نصبت على باب حجرتي عباءة مقدمة من غزاة خيبر أو تبوك، فهتك العرض حتى وقع بالأرض حكى ابن الأثير عن الهروي قال: المحدثون يروونه بالضاد، وهو بالصاد والسين وهو خشب يوضع على البيت عرضا إذا أرادوا تسقيفه ثم يلقى عليه أطراف الخشب القصار، والحديث جاء ف سنن أبي داوود بالضاد المعجمة وشرحه الخطابي في المعالم، وفي غريب الحديث بالصاد المهملة قال: وقال الراوي: العرض وهو غلط. وقال الزمخشري: هو العرض، بالصاد المهملة . قال: وقد روي بالضاد المعجمة ، لأنه يوضع على البيت عرضا، وقد تقدم البحث فيه في ع ر ص ، فراجعه. العارض: الناحية . يقال: إنه لشديد العارض، أي شديد الناحية ذو جلد، وكذلك العارضة. قال الليث: العارض من الوجه ، وفي اللسان: من الفم: ما يبدو منه عند الضحك . وبه فسر قول كعب بن زهير، كما تقدم. العارض والعارضة: البيان واللسن ، أي الفصاحة. قال ابن دريد: رجل ذو عارضة، أي ذو لسان وبيان. وقال أبو زيد: فلان ذو عارضة، أي مفوه. العارض والعارضة: الجلد والصرامة . قال الخليل: فلان شديد العارضة، أي ذو جلد وصرامة. ومنه قول عمرو بن الأهتم حين سئل عن الزبرقان بن بدر التميمي، رضي الله عنهما، فقال: مطاع في أدنيه، شديد العارضة، مانع وراء ظهره. وعرض الشاء، كفرح: انشق من كثرة العشب . العرض: خلاف الطول، وقد عرض الشيء ككرم يعرض عرضا، كعنب، وعراضة، بالفتح: صار عريضا ، نقله الجوهري وأنشد:

إذا ابتدر الناس المكارم بذه معراضة أخلاق ابن ليلى وطولها

صفحة : 4651

والبيت لجرير، وقيل لكثير. والعرض: المتاع، ويحرك، عن القزاز ، صاحب الجامع . وفي اللسان: يقال: قد فاته العرض والعرض، الأخيرة أعلى. قال يونس: فاته العرض، بالتحريك، كما تقول: قبض الشيء قبضا، وألقاه في القبض، أي فيما قبضه. وفي الصحاح: قال يونس: قد فاته العرض، وهو من عرض الجند، كما يقال: قبض قبضا، وقد ألقاه في القبض. وقد ظهر بذلك أن القزاز لم ينفرد به حتى يعزى له هذا الحرف مع أن المصنف ذكره أيضا فيما بعد عند ذكر العرض، بالتحريك، وعبر هناك بحطام الدنيا، وهو والمتاع سواء، فيفهم من لا تأمل له أن هذا غير ذلك، وعبارة الجوهري والجماعة سالمة من هذه الأوهام. فتأمل. وكل شيء فهو عرض سوى النقدين ، أي الدراهم والدنانير فإنهما عين. وقال أبو عبيد: العروض: الأمتعة التي لا يدخلها كيل ولا وزن، ولا يكون حيوانا ولا عقارا، تقول: اشتريت المتاع بعرض، أي بمتاع مثله. العرض: الجبل نفسه، والجمع كالجمع. يقال: ما هو إلا عرض من الأعراض، أو سفحه أو ناحيته ، قال ذو الرمة:

أدنى تقاذفه التقريب أو خـبـب      كما تدهدى من العرض الجلاميد

صفحة : 4652

أو العرض: الموضع الذي يعلى منه الجبل ، وبه فسر بعضهم قول ذي الرمة السابق. من المجاز: العرض: الكثير من الجراد . يقال: أتانا جراد عرض، أي كثير. والجمع عروض، مشبه بالسحاب الذي سد الأفق. العرض: جبل بفاس ، من بلاد المغرب، وهو مطل عليه وكأنه شبه بالسحاب المطل المعترض. العرض: السعة ، وقد عرض الشيء ككرم، فهو عريض. واسع. العرض: خلاف الطول ، قال الله جل وعز: وجنة عرضها السموات والأرض . قال ابن عرفة: إذا ذكر العرض بالكثرة دل على كثرة الطول، لأن الطول أكثر من العرض، وقد عرض الشيء عرضا، كصغر صغرا، وعراضة، كسحابة، فهو عريض وعراض. وقد فرق المصنف هذا الحرف في ثلاثة مواضع، فذكر الفعل مع مصدريه آنفا، وذكر الاسم هنا، وذكر العراض فيما بعد، واختاره المصنف كثيرا في كتابه هذا، وهو من سوء صنعة التأليف، ولم يذكر أيضا جمع العرض، هذا، وسنذكره في المستدركات. أصل العرض في الأجسام، ثم استعمل في غيرها، فيقال: كلام فيه طول وعرض. و منه قوله تعالى: فذو دعاء عريض كما في البصائر. وقيل: معناه: ذو دعاء واسع، وإن كان العرض إنما يقع في الأجسام، والدعاء ليس بجسم، وقيل: أي كثير. فوضع العريض موضع الكثير لأن كل واحد منهما مقدار، وكذلك لو قيل: أي طويل. لوجه على هذا، كما في اللسان. قلت: وإطلاق العريض على الطويل حنئذ من الأضداد، فتأمل. وأما قوله تعالى: وجنة عرضها . الآية، فقال المصنف في البصائر: إنه يؤول بأحد وجوه: إما أن يريد أن عرضها في النشأة الآخرة كعرض السموات والأرض في النشأة الأولى، وذلك أنه قد قال: يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات فلا يمتنع أن تكون السموات والأرض في النشأة الآخرة أكبر مما هي الآن. وسأل يهودي عمر، رضي الله عنه، عن الآية وقال: فأين النار? فقال عمر: فإذا جاء الليل فأين النهار? وقيل يعني بعرضها سعتها، لا من حيث المساحة، وهذا كقولهم: ضاقت الدنيا على فلان كحلقة خاتم. وسعة هذه الدار كسعة الأرض، وقيل: عرضها: بدلها وعوضها، كقولك: عرض هذا الثوب كذا وكذا، والله أعلم. قال ابن دريد: العرض: الوادي وأنشد:

أما ترى بكل عرض معرض
كل رداح دوحة المحوض

العرض: أن يذهب الفرس في عدوه. وقد أمال رأسه وعنقه ، وهو محمود في الخيل مذموم في الإبل، وقد عرض إذا عدا عارضا صدره ورأسه مائلا. قال رؤبة:

يعرض حتى ينصل الخيشوما وقد فرق المصنف هذا الحرف في ثلاثة مواضع، وهو غريب، وسيأتي الكلام على الموضع الثالث العرض: أن يغبن الرجل في البيع ، يقال: عارضته في البيع فعرضته أعرضه عرضا، من حد نصر. والمعارضة: بيع العرض بالعرض، كما سيأتي. العرض: الجيش ، شبه بالجبل في عظمه، أو بالسحاب الذي سد الأفق. قال دريد بن الصمة:

بقية منسر أو عـرض جـيش     تضيق به خروق الأرض مجر وقال رؤبة في رواية الأصمعي:

إنا إذا قدنا لقـوم عـرضـا
لم نبق من بغي الأعادي عضا

صفحة : 4653

ويكسر ، والجمع أعراض. ومنه قول عمرو بن معديكرب في علة بن جلد حين سأله عمر، رضي الله عنهما، فقال: أولئك فوارس أعراضنا. أي جيوشنا. العرض: الجنون، وقد عرض كعني ، ومنه حديث خديجة، رضي الله عنها أخاف أن يكون عرض له أي عرض له الجن، وأصابه منهم مس. العرض: أن يموت الإنسان من غير علة . ولا وجه لتخصيص الإنسان، فقد قال ابن القطاع: عرضت ذات الروح من الحيوان: ماتت من غير علة. يقال: مضى عرض من الليل ، أي ساعة منه . العرض: السحاب مطلقا، أو هو ما سد الأفق منه، وبه شبه الجراد والجيش، كما تقدم. والجمع عروض. قال ساعدة بن جؤية:

أرقت له حتى إذا ما عروضه     تحادت وهاجتها بروق تطيرها العرض، بالكسر: الجسد ، عن ابن الأعرابي وجمعه الأعراض. ومنه الحديث في صفة أهل الجنة: إنما هو عرق يجري من أعراضهم . أي من أجسادهم. قيل: هو كل موضع يعرق منه ، أي من الجسد، لأنه إذا طابت مراشحه طابت ريحه، وبه فسر الحديث أيضا، أي من معاطف أبدانهم، وهي المواضع التي تعرق من الجسد. قيل عرض الجسد: رائحته، رائحة طيبة كانت أو خبيثة ، وكذا عرض غير الجسد. يقال: فلان طيب العرض، أي طيب الريح، وكذا منتن العرض، وسقاء خبيث العرض، إذا كان منتنا، عن أبي عبيد. وقال أبو عبيد: معنى العرض في الحديث أنه كل شيء من الجسد من المغابن وهي الأعراض، قال: وليس العرض في النسب من هذا في شيء. وقال الأزهري في معنى الحديث: من أعراضهم، أي من أبدانهم، على قول ابن الأعرابي، قال: وهو أحسن من أن يذهب به إلى أعراض المغابن. العرض أيضا: النفس . يقال: أكرمت عنه عرضي، أي صنت عنه نفسي، وفلان نقي العرض، أي بري من أن يشتم أو يعاب. وقال حسان، رضي الله عنه:

فإن أبي ووالده وعرضي      لعرض محمد منكم وقاء قال ابن الأثير: هذا خاص للنفس. وقيل العرض: جانب الرجل الذي يصونه من نفسه وحسبه ويحامي عنه أن ينتقص ويثلب ، نقله ابن الأثير، أو سواء كان في نفسه أو سلفه أو من يلزمه أمره، أو موضع المدح والذم منه ، أي من الإنسان، وهما قول واحد، ففي النهاية: العرض: موضع المدح والذم من الإنسان، سواء كان في نفسه فسر الحديث: كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه ، أو العرض: ما يفتخر به الإنسان من حسب وشرف ، وبه فسر قول النابغة:

ينبيك ذو عرضهم عني وعالمهم  وليس جاهل أمر مثل من علما

صفحة : 4654

ذو عرضهم: أشرافهم، وقيل: ذو حسبهم. ويقال: فلان كريم العرض، أي كريم الحسب، وهو ذو عرض، إذا كان حسيبا. وقد يراد به أي بالعرض الآباء والأجداد ، ذكره أبو عبيد. يقال: شتم فلان عرض فلان، معناه: ذكر أسلافه وآباءه بالقبيح. وأنكر ابن قتيبة أن يكون العرض الأسلاف والآباء، وقال: العرض: نفس الرجل وبدنه لا غير. وقال في حديث النعمان بن بشير، رضي الله عنه: فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ، أي احتاط لنفسه. لا يجوز فيه معنى الآباء والأسلاف. قيل عرض الرجل: الخليقة المحمودة منه، نقله ابن الأثير. وقال أبو بكر بن الأنباري: وما ذهب إليه ابن قتيبة غلط، دل على ذلك قول مسكين الدرامي:

رب مهزول سمين عرضـه       وسمين الجسم مهزول الحسب فلو كان العرض البدن والجسم على ما ادعى لم يقل ما قال، إذ كان مستحيلا للقائل أن يقول: رب مهزول سمين جسمه، لأنه مناقضة، وإنما أراد: رب مهزول جسمه كريمة آباؤه، ويدل لذلك أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: دمه وعرضه فلو كان العرض هو النفس لكان دمه كافيا من قوله عرضه، لأن الدم يراد به ذهاب النفس. وقال أبو العباس: إذا ذكر عرض فلان فمعناه أموره التي يرتفع أو يسقط بذكرها من جهتها بحمد أو بذم، فيجوز أن يكون أمورا يوصف بها هو دون أسلافه، ويجوز أن تذكر أسلافه لتلحقه النقيصة بعيبهم، لا خلاف بين أهل اللغة إلا ما ذكره ابن قتيبة من إنكاره أن يكون العرض الأسلاف والآباء: قلت: وقد احتج كل من الفريقين بما أيد به كلامه، ويدل لابن قتيبة قول حسان السابق ولو ادعي فيه العموم بعد الخصوص، وحديث أبي ضمضم: إني تصدقت بعرضي على عبادك ، وكذا حديث أهل الجنة السابق، وكذا حديث لي الواجد يحل عقوبته وعرضه وكذا حديث النعمان بن بشير، وكذا قول أبي الدرداء، رضي الله عنهما أقرض من عرضك ليوم فقرك . وإن أجيب عن بعض ذلك. وأما تحامل ابن الأنباري وتغليظه إياه فمحل تأمل. وقد أنصف أبو العباس فيما قاله فإنه جمع بين القولين، ورفع عن وجه المراد حجاب الشين، فتأمل، والله أعلم. العرض: الجلد ، أنشد إبراهيم الحربي:

وتلقى جارنا يثني علـينـا     إذا ما حان يوم أن يبينـا
ثناء تشرق الأعراض عنه      به نتودع الحسب المصونا

العرض: الجيش الضخم، ويفتح ، وهذا قد تقدم بعينه في كلامه، فهو تكرار. العرض: الوادي يكون فيه قرى ومياه، أو كل واد فيه نخيل ، وعمه الجوهري فقال: كل واد فيه شجر فهو عرض، وأنشد:

لعرض من الأعراض تمسي حمامه    وتضحي على أفنانه الغين تهتـف
أحب إلى قلبـي مـن الـديك رنة     وباب إذا ما مال للغلـق يصـرف

العرض: واد بعينه، باليمامة ، عظيم، وهما عرضان، عرض شمام وعرض حجر. فالأول يصب في برك وتلتقي سيولهما بجو في أسفل الخضرمة، فإذا التقيا سميا محقفا، وهو قاع يقطع الرمل. قال الأعشى:

صفحة : 4655

ألم تر أن العرض أصبح بطنه        زنابيره والأزرق المتلمـس وقد تقدم إنشاد هذا البيت للمصنف في ل م س وذكر هنا استطرادا. والعرض: واد باليمامة. العرض: الحمض والأراك ، جمعه أعراض. وفي الصحاح: الأعراض. الأثل والأراك والحمض انتهى. وقيل: العرض: الجماعة من الطرفاء والأثل، والنخل، ولا يكون في غيرهن. قال الشاعر:

والمانع الأرض ذات العرض خشيه     حتى تمنع من مرعى مجانـيهـا قيل: العرض: جانب الوادي والبلد. و وقيل: ناحيتهما وجوهما من الأرض، وكذا عرض كل شيء ناحيته، والجمع الأعراض. العرض: العظيم من السحاب يعترض في أفق السماء. العرض: الكثير من الجراد ، وقد تقدم أنهما شبها بالجبال لضخامة السحاب وتراكم الجراد. العرض: من يعترض الناس بالباطل، وهي بهاء . ويقال رجل عرض، وامرأة عرضة. وأعراض الحجاز: رساتيقه ، وهي قرى بين الحجاز واليمن. قال عامر بن سدوس الخناعي:

لنا الغور والأعراض في كل صيفة      فذلك عصر قد خلاها وذا عصـر وقيل: أعراض المدينة: قراها التي في أوديتها. وقيل: هي بطون سوادها حيث الزرع والنخيل، قاله شمر. الواحد عرض ، بالكسر. يقال: أخصب ذلك العرض. عرض، بالضم: د، بالشام بين تدمر والرقة، قبل الرصافة، يعد من أعمال حلب. نسب إليه جماعة من أهل المعرفة. منهم أبو المكارم فضالة بن نصر الله ابن حواس العرضي، ترجمه المنذري في التكملة: وأبو المكارم حماد بن حامد بن أحمد العرضي التاجر، حدث. ترجمه ابن العديم في تاريخ حلب . ومن متأخريهم: الإمام المحدث عمر بن عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمود بن علي بن محمد العرضي الشافعي، حدث عنه ولده أبو الوفاء الذي ترجمه الخفاجي في الريحانة . واجتمع به في حلب. ومنهم العلامة السيد محمد بن عمر العرضي. أخذ عن أبي الوفاء هذا، وتوفي أبو الوفاء بحلب سنة 1070. العرض: سفح الجبل وناحيته. العرض: الجانب ، جمعه، عراض. قال أبو ذؤيب الهذلي:

أمنك برق أبيت الليل أرقـبـه      كأنه في عراض الشام مصباح العرض: الناحية من أي وجه جئت. يقال: نظر إلي بعرض وجهه؛ كما يقال بصفح وجهه، كما في الصحاح. وجمعه أعراض، وبه فسر قول عمرو بن معد يكرب: فوارس أعراضنا، أي يحمون نواحينا عن تخطف العدو. العرض من النهر والبحر: وسطه . قال لبيد، رضي الله عنه:

فتوسطا عرض السري وصدعا     مسجورة متجاورا قلامـهـا

صفحة : 4656

العرض من الحديث: معظمه، كعراضه ، بالضم أيضا.العرض من الناس: معظمهم، ويفتح . قال يونس: ويقول ناس من العرب: رأيته في عرض الناس، يعنون في عرض. ويقال: جرى في عرض الحديث. ويقال في عرض الناس، كل ذلك يوصف به الوسط. ويقال: اضرب بهذا عرض الحائط، أي ناحيته. ويقال: ألقه في أي أعراض الدار شئت. ويقال: خذه من عرض الناس وعرضهم. أي من أي شق شئت. العرض من السيف: صفحه . العرض من العنق: جانباه . وقيل كل جانب عرض. العرض: سير محمود في الخيل ، وهو السير في جانب، وهو مذموم في الإبل . هذا هو الموضع الثالث الذي أشرنا إليه وهو خطأ. والصواب فيه العرض، بضمتين، كما هو مضبوط في اللسان هكذا. في حديث محمد بن الحنفية: كل الجبن عرضا . قال الأصمعي: أي اعترضه واشتره ممن وجدته، ولا تسأل عمن عمله من عمل أهل الكتاب هو أم من عمل المجوس. كذا في الصحاح. وقال إبراهيم الحربي في غريب الحديث ، من تأليفه، أنه أتي النبي صلى الله عليه وسلم بجبنة في غزوة الطائف، فجعل أصحابه يضربونها بالعصا، وقالوا: نخشى أن تكون فيها ميتة. فقال صلى الله عليه وسلم: كلوا . وأهل الطائف لم يكونوا أهل كتاب، وإنما كانوا من مشركي العرب. وأما سلمان، رضي الله عنه فإنه لما فتحت المدائن وجد جبنا فأكل منها، وهو يعلم أنهم مجوس. يقال: هو من عرض الناس ، أي هو من العامة ، كما في الصحاح. يقال: نظر إليه عن عرض ، بالضم، وعرض ، بضمتين، مثل عسر وعسر، أي من جانب وناحية، كما في الصحاح، وكذلك نظر إليه معارضة. خرجوا يضربون الناس عن عرض ، أي عن شق وناحية كيفما اتفق، لا يبالون من ضربوا ، كما في الصحاح. قال: ومنه قولهم: ضرب به عرض الحائط، أي اعترضه حيث وجدت منه أي ناحية من نواحيه. يقال: ناقة عرض أسفار ، أي قوية على السفر. وناقة عرضة للحجارة، أي قوية عليها كما في الصحاح. وعرض هذا البعير السفر والحجر . قال المثقب العبدي:

من مال من يجبي ويجبى له     سبعون قنطارا من العسجد
أو مائة تجـعـل أولادهـا     لغوا وعرض المائة الجلمد

صفحة : 4657

قال ابن بري: فعرض مبتدأ، والجلمد خبره. أي هي قوية على قطعه. وفي البيت إقواء. العرض، بالتحريك: ما يعرض للإنسان من مرض ونحوه ، كالهموم والأشغال. يقال: عرض لي يعرض، وعرض يعرض، كضرب وسمع، لغتان. وقيل: العرض: من أحداث الدهر، من الموت والمرض ونحو ذلك. وقال الأصمعي: العرض: الأمر يعرض للرجل يبتلى به. وقال اللحياني: العرض: ما عرض للإنسان من أمر يحبسه من مرض أو لصوص. وقال غيره: العرض: الآفة تعرض في الشيء، وجمعه أعراض. وعرض له الشك ونحوه من ذلك. العرض: حطام الدنيا ومتاعها. وأما العرض بالتسكين فما خالف النقدين من متاع الدنيا وأثاثها، والجمع عروض،فكل عرض داخل في العرض، وليس كل عرض عرضا. عرض الدنيا: ما كان من مال قل أو كثر ، يقال: الدنيا عرض حاضر، يأكل منهما البر والفاجر ، كما في الصحاح. وهو حديث مرفوع، رواه شداد بن أوس، رضي الله عنه. وفي حديثه الآخر ليس الغنى عن كثرة العرض، وإنما الغنى غنى النفس . وقوله تعالى: يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا ، أي يرتشون في الأحكام. وقال أبو عبيدة: جميع متاع الدنيا عرض، بفتح الراء، وقد ظهر لك من هذا أن العرض، بالتحريك، لم ينفرد به القزاز. وقد أوهم المصنف آنفا عند ذكر العرض، بالتسكين في ذلك، فتأمل. قوله تعالى: لو كان عرضا قريبا ، العرض هنا: الغنيمة ، أي لو كان غنيمة قريبة التناول. العرض: الطمع عن أبي عبيدة، وأنشد غيره:

من كان يرجو بقاء لا نفاد لـه     فلا يكن عرض الدنيا له شجنا كما في العباب. ونقل الجوهري عن يونس: فاته العرض. وفسروه بالطمع. قال عدي بن زيد:

وما هذا بـأول مـا يلاقـي      من الحدثان والعرض القريب في اللسان: أي الطمع القريب. العرض: اسم لما دوام له ، وهو مقابل الجوهر، كما سيأتي. العرض: أن يصيب الشيء على غرة . ومنه: أصابه سهم عرض، وحجر عرض، بالإضافة فيهما، كما سيأتي. العرض: ما يقوم بغيره ولا دوام له، في اصطلاح المتكلمين ، وهم الفلاسفة. وأنواعه نيف وثلاثون، مثل الألوان والطعوم، والروائح، والأصوات، والقدر، والإرادات، كما في العباب. ولا يخفى لو قال: اسم لما لا دوام له، وعند المتكلمين ما يقوم بغيره، كان أحسن. وفي اللسان: العرض في الفلسفة: ما يوجد في حامله ويزول عنه، من غير فساد حامله، ومنه مالا يزول عنه. فالزائل منه كأدمة الشحوب، وصفرة اللون، وحركة المتحرك، وغير الزائل كسواد القار والسبج والغراب. وفي البصائر: العرض، محركة: ما لا يكون له ثبات. ومنه استعار المتكلمون العرض لما لا ثبات له إلا بالجوهر، كاللون والطعم. وقيل: الدنيا عرض حاضر، تنبيها أن لا ثبات لها. قولهم: علقتها عرضا ، إذا هوي امرأة، أي اعترضت لي فهويتها من غير قصد. قال الأعشى:

علقتها عرضا وعلـقـت رجـلا     غيري وعلق أخرى غيرها الرجل كما في الصحاح. وقال عنترة بن شداد:

علقتها عرضا وأقتل قومهـا      زعما لعمر أبيك ليس بمزعم

صفحة : 4658

وقال ابن السكيت في قوله علقتها عرضا، أي كانت عرضا من الأعراض اعترضتني من غير أن أطلبه، وأنشد:

وإما حبها عرض وإما      بشاشة كل علق مستفاد يقول: إما أن يكون الذي من حبها عرضا لم أطلبه، أو يكون علقا. يقال: أصابه سهم عرض ، وحجر عرض، بالإضافة فيهما، وبالنعت أيضا كما في الأساس، إذا تعمد به غيره فأصابه، كما في الصحاح. وإن أصابه أو سقط عليه من غير أن يرمي به أحد فليس بعرض، كما في اللسان. والعرضي، بالفتح وياء النسبة: جنس من الثياب قال أبو نخيلة السعدي:

هزت قواما يجهد العرضيا
هز الجنوب النخلة الصفيا

العرضي أيضا: بعض مرافق الدار وبيوتها، عراقية لا تعرفها العرب، كما في العباب. العرضى كزمكى: النشاط أو النشيط، عن ابن الأعرابي، وهو فعلى من الاعتراض كالجيضى. وأنشد لأبي محمد الفقعسي:

إن لها لسانيا مهضا
على ثنايا القصد أو عرضى قال: أي يمر على اعتراض من نشاطه. يقال: ناقة عرضنة كسبحلة ، أي بكسر العين وفتح الراء، والنون زائدة، أي معترضة في السير للنشاط، عن ابن الأعرابي، كما في اللسان. وفي العباب والصحاح: إذا كان من عادتها أن تمشي معارضة ، للنشاط، والجمع العرضنات. وأنشد ابن الأعرابي:

ترد بنا في سمل لم ينضب
منها عرضنات عراض الأرنب

وأنكره أبو عبيد فقال: لا يقال عرضنة، إنما العرضنة النشاط، وأنشد الجوهري للكميت:

عرضنة ليل في العرضنات جنحا أي من العرضنات، كما يقال: فلان رجل من الرجال، كما في الصحاح. يقال أيضا: هو يمشي العرضنة، و يمشي العرضنى، أي في مشيته بغي من نشاطه . وعبارة الصحاح: إذا مشى مشية في شق، فيها بغي من نشاطه. وقيل: فلان يعدوا العرضنة، وهو الذي يسبق في عدوه. وقال رؤبة يمدح سليمان بن علي:

تعدو العرضنى خيلهم عراجلا يقال: نظر إليه عرضنة، أي بمؤخر عينه ، كما في الصحاح، وزاد: وتقول في تصغير العرضنى: عريضن، ثبتت النون لأنها ملحقة، وتحذف الياء لأنها غير ملحقة. والعراض، بالكسر: سمة من سمات الإبل، أو خط في فخذ البعير عرضا ، عن ابن حبيب، من تذكرة أبي علي، ونقله الجوهري عن يعقوب. قلت: والذي نقله ابن الرماني في شرح كتاب سيبويه العراض والعلاط في العنق، إلا أن العراض يكون عرضا، والعلاط يكون طولا، فتأمل، وذكر السهيلي في الروض سمات الإبل فلم يذكر فيها العراض. وهو مستدرك عليه. تقول منه: قد عرض البعير عرضا، إذا وسمه بهذا الخط. ويقال أيضا: عرضه تعريضا، فهو معرض، كما سيأتي. العراض أيضا: حديدة تؤثر بها أخفاف الإبل لتعرف آثرها ، أي إذا مشت. العراض: الناحية، والشق . وأنشد الجوهري لأبي ذؤيب:

أمنك برق أبيت الليل أرقـبـه    كأنه في عراض الشام مصباح

صفحة : 4659

قال الصاغاني: هو جمع عرض ، بالضم. والذي في المحكم أنه جمع عرض، بالفتح، خلاف الطول. والعرضي، بالضم وياء النسبة: من لا يثبت على السرج يعترض مرة كذا، ومرة كذا، عن ابن الأعرابي. وقال عمرو بن أحمر الباهلي:

فوارسهن لا كشف خفاف     ولا ميل إذا العرضي مالا العرضي: البعير الذي يعترض في سيره، لأنه لم تتم رياضته بعد، كما في الصحاح، قال أبو دواد يزيد بن معاوية بن عمرو الرؤاسي:

واعرورت العلط العرضي تركضه أم الفوارس بالدئداء والربعه وقيل العرضي: الذلول الوسط، الصعب التصرف. وناقة عرضية: فيها صعوبة ، وقيل إذا لم تذل كل الذل. وأنشد الجوهري لحميد الأرقط:

يصبحن بالقفر أتاويات
معترضات غير عرضيات

يقول: ليس اعتراضهن خلقة وإنما هو للنشاط والبغي. وفيك يا إنسان عرضية ، أي عجرفية ونخوة وصعوبة . نقله الجوهري والصاغاني عن أبي زيد. والعرضة، بالضم: الهمة . وأنشد الجوهري لحسان بن ثابت، رضي الله عنه:

وقال الله قد يسرت جـنـدا       هم الأنصار عرضتها اللقاء لفلان عرضة يصرع بها الناس، وهي حيلة في المصارعة ، أي ضرب منها، كما في الصحاح. يقال: هو عرضة ذاك، أو عرضة لذاك ، أي مقرن له قوي عليه ، كما في العباب. يقال: فلان عرضة للناس ، إذا كانوا لا يزالون يقعون فيه ، نقله الجوهري، وهو قول الليث. وقال الأزهري: أي يعرض له الناس بمكروه ويقعون فيه، ومنه قول الشاعر:

وأن تتركوا رهط الفدوكس عصبة     يتامى أيامى عرضة للـقـبـائل يقال: جعلته عرضة لكذا ، أي نصبته له ، كما في الصحاح. وقيل: فلان عرضة لكذا، أي معروض له. أنشد ثعلب:

طلقتهن وما الطلاق بسنة     إن النساء لعرضة التطليق وناقة عرضة للحجارة ، أي قوية عليها ، نقله الجوهري عند قوله: ناقة عرض أسفار، لاتحاد المعنى. والمصنف فرق بينهما في الذكر تشتيتا للذهن. وفلانة عرضة للزوج ، أي قوية عليه. وكذا قولهم: فلان عرضة للشر، أي قوي عليه. قال كعب بن زهير: من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت عرضتها طامس الأعلام مجهول وكذلك الاثنان والجمع. قال جرير:

وتلقى حبالى عرضة للمراجم في التنزيل: ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا . قال الجوهري: أي نصبا. وفي العباب أي مانعا معترضا، أي بينكم وبين ما يقربكم إلى الله تعالى أن تبروا وتتقوا . يقال: هذا عرضة لك، أي عدة تبتذله. قال عبد الله بن الزبير:

فهذي لأيام الـحـروب وهـذه      للهوي وهذي عرضة لارتحاليا

صفحة : 4660

أي عدة له. أو العرضة: الاعتراض في الخير والشر ، قاله أبو العباس. وقال الزجاج: معنى: لا تجعلوا الله عرضة، أي أن موضع أن نصب بمعنى عرضة، أي لا تعترضوا باليمين بالله في كل ساعة ألا تبروا ولا تتقوا ، فلما سقطت في أفضى معنى الاعتراض، فنصب أن . وقال الفراء: أي لا تجعلوا الحلف بالله معترضا مانعا لكم أن تبروا. وقال غيره: يقال: هم ضعفاء عرضة لكل من أرادهم. ويقال: جعلت فلانا عرضة لكذا وكذا، أي نصبته له. قال الأزهري: وهذا قريب مما قاله النحويون، لأنه إذا نصب فقد صار معترضا مانعا. وقيل معناه أي نصبا معترضا لأيمانكم كالغرض الذي هو عرضة للرماة. وقيل: معناه قوة لأيمانكم، أي تشددونها بذكر الله. والاعتراض: المنع ، قال الصاغاني: والأصل فيه أن الطريق المسلوك إذا اعترض فيه بناء أو غيره ، كالجذع أو الجبل، منع السابلة من سلوكه ، فوضع الاعتراض موضع المنع لهذا المعنى، وهو مطاوع العرض . يقال: عرضته فاعترض. والعراض، كغراب: العريض ، وقد عرض الشيء عراضة، فهو عريض وعراض، مثل كبير وكبار، كما في الصحاح. والعراضة تأنيثها . والعريضة تأنيث العريض. العراضة: الهدية يهديها الرجل إذا قدم من سفر. وفي الصحاح. ويقال: اشتر عراضة لأهلك، أي هدية وشيئا تحمله إليهم، وهو بالفارسية راه آورد وقال اللحياني: عراضة القافل من سفره: هديته التي يهديها لصبيانه إذا قفل من سفره. العراضة أيضا: ما يعرضه المائر، أي يطعمه من الميرة ، كما في الصحاح. وقال الأصمعي: العراضة: ما أطعمه الراكب من استطعمه من أهل المياه. وعوارض، بالضم: جبل فيه ، وفي الصحاح: عليه قبر حاتم بن عبد الله بن الحشرج الطائي، السخي المشهور، ببلاد طيئ ، وأنشد الجوهري لعامر بن الطفيل:

فلأبغينكم قنا وعـوارضـا      ولأقبلن الخيل لابة ضرغد أي بقنا وبعوارض، وهما جبلان. قلت: أما قنا بالفتح فإنه جبل قرب الهاجر، لبني مرة، من فزارة، كما سيأتي، وأما عوارض فإنه جبل أسود في أعلى ديار طيئ وناحية دار فزارة. من المجاز: أعرض في المكارم: ذهب عرضا وطولا . قال ذو الرمة:

فعال فتى بنى وبـنـى أبـوه     فأعرض في المكارم واستطالا جاء به على المثل لأن المكارم ليس لها طول ولا عرض في الحقيقة. أعرض عنه إعراضا: صد ، وولاه ظهره. أعرض الشيء: جعله عريضا، نقله ابن القطاع والليث. أعرضت المرأة بولدها بضم الواو وسكون اللام: ولدتهم عراضا ، بالكسر، جمع عريض. أعرض لك الشيء من بعيد: ظهر وبدا، قال الشاعر:

إذا أعرضت داوية مدلهمة     وغرد حاديها فرين بها فلقا

صفحة : 4661

أي بدت. وعرضته أنا ، أي أظهرته، شاذ، ككببته، فأكب . وفي الصحاح: وهو من النوادر، وكذا في تهذيب ابن القطاع، وستأتي نظائره في قشع ، و شنق ، و جفل . ومرت أيضا في كب وفي الصحاح قوله تعالى: وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا وقال الفراء: أي أبرزناها حتى نظر إليها الكفار. وأعرضت هي: استبانت وظهرت. وفي حديث عمر: تدعون أمير المؤمنين وهو معرض لكم هكذا روي بالفتح. قال الحربي: والصواب بالكسر. يقال: أعرض الشيء يعرض من بعيد، إذا ظهر، أي تدعونه وهو ظاهر لكم. وقال ابن الأثير: والشيء معرض لك: موجود ظاهر لا يمتنع. وكل مبد عرضه معرض. قال عمرو بن كلثوم:

وأعرضت اليمامة واشمخرت       كأسياف بأيدي مصلـتـينـا أي أبدت عرضها، ولاحت جبالها للناظر إليها عارضة. وقال أبو ذؤيب:

بأحسن منها حين قامت فأعرضت     تواري الدموع حين جد انحدارها أعرض لك الخير: أمكنك . يقال: أعرض لك الظبي ، أي أمكنك من عرضه ، إذا ولاك عرضه، أي فارمه. قال الشاعر:

أفاطم أعرضي قبل المنـايا      كفى بالموت هجرا واجتنابا أي أمكني ويقال: طأ معرضا حيث شئت، أي ضع رجلك حيث شئت ولا تتق شيئا، قد أمكن ذلك، قال عدي بن زيد:

سره ماله وكـثـرة مـا يم       لك والبحر معرضا والسدير وأنشد ابن دريد للبعيث:

فطأ معرضا إن الخطوب كثيرة     وإنك لا تبقي لنفسـك بـاقـيا وأرض معرضة ، كمكرمة، أو كمحسنة: يستعرضها المال ويعترضها، أي هي أرض فيها نبات يرعاه المال إذا مر فيها . المعرض، كمحسن: الذي يستدين ممن أمكنه من الناس، ومنه قول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في الأسيفع حين خطب فقال: ألا إن الأسيفع، أسيفع جهينة، رضي من دينه وأمانته بأن يقال له سابق الحاج، فادان معرضا: وتمامه في س ف ع وهو قوله: فأصبح قد رين به، فمن كان له عليه دين فليغد بالغداة، فلنقسم ماله بينهم بالحصص . أي معترضا لكل من يقرضه . قاله شمر، قال: والعرب تقول: عرض لي الشيء، وأعرض، وتعرض، واعترض، بمعنى واحد. وأنكره ابن قتيبة وقال: لم نجد أعرض بمعنى اعترض في كلام العرب، أو معرضا عمن يقول له لا تستدن ، فلا يقبل منه، من أعرض عن الشيء، إذا ولاه ظهره، قاله ابن الأثير. قيل: أراد معرضا عن الأداء موليا عنه، أو استدان من أي عرض تأتى له، غير متحير ولا مبال ، نقله الصاغاني. وقال أبو زيد: يعني استدان معرضا، وهو الذي يعرض للناس فيستدين ممن أمكنه. وقال الأصمعي: أي أخذ الدين ولم يبال أن يؤديه ولا ما يكون من التبعة. وقال شمر: ومن جعل معرضا هنا بمعنى الممكن فهو وجه بعيد، لأن معرضا منصوب على الحال من قولك فادان، فإذا فسرته أنه يأخذه ممن يمكنه فالمعرض هو الذي يقرضه لأنه هو الممكن. قال: ويكون معرضا من قولك أعرض ثوب الملبس، أي اتسع وعرض. وأنشد لطائي في أعرض بمعنى اعترض:

إذا أعرضت للناظرين بدا لهم      غفار بأعلى خدها وغفـار

صفحة : 4662

قال: وغفار: ميسم يكون على الخد. وقوله: قد رين به، أي غلب، وبعل بشأنه. والتعريض: خلاف التصريح . يقال: عرضت بفلان ولفلان، إذا قلت قولا وأنت تعنيه. كما في الصحاح. وكان عمر يحد في التعريض بالفاحشة، حد رجلا قال لرجل: ما أبي بزان ولا أمي بزانية. وقال رجل لرجل: يا ابن شامة الوذر، فحده. والتعريض في خطبة المرأة في عدتها: أن تتكلم بكلام يشبه خطبتها ولا تصرح به، وهو أن تقول لها: إنك لجميلة، أو إن فيك لبقية، أو إن النساء لمن حاجتي. والتعريض قد يكون بضرب الأمثال وذكر الألغاز في جملة المقال. والتعريض: جعل الشيء عريضا ، وكذلك الإعراض، كما تقدم. التعريض: بيع المتاع بالعرض ، أي بالمتاع مثله. التعريض: إطعام العراضة . يقال: عرضونا، أي أطعمونا من عراضتكم. وفي الصحاح: قال الشاعر، في العباب هو رجل من عطفان يصف عيرا. قلت: هو الجليح بن شميذ، رفيق الشماخ، ويقال: هو الأجلح بن قاسط. وقال ابن بري: وجدت هذا البيت في آخر ديوان الشماخ:

يقدمها كل علاة عليان

حمراء من معرضات الغربان وفي الصحاح والجمهرة: هذه ناقة عليها تمر فهي تقدم الإبل فلا يلحقها الحادي، فالغربان تقع عليها فتأكل التمر فكأنها قد عرضتهم، وفي اللسان فكأنها أهدته له وعرضته. وقال هميان بن قحافة:

وعرضوا المجلس محضا ماهجا وقال أبو زيد: التعريض: ما كان من ميرة أو زاد بعد أن يكون على ظهر بعير. يقال: عرضونا، أي أطعمونا من ميرتكم. التعريض أيضا: المداومة على أكل العرضان ، بالكسر، جمع عريض، وهو الإمر، كما سيأتي. التعريض: أن يصير الرجل ذا عارضة وقوة وكلام ، عن ابن الأعرابي. وفي التكملة: وقوة كلام. التعريض: أن يثبج الكاتب ولا يبين الحروف ولا يقوم الخط، وأنشد الأصمعي للشماخ:

أتعرف رسما دارسا قد تغيرا     بذروة أقوى بعد ليلى وأقفرا
كما خط عبرانية بـيمـينـه     بتيماء حبر ثم عرض أسطرا

ويروي: ثم رجع. التعريض: أن يجعل الشيء عرضا للشيء ، ومنه الحديث: ما عظمت نعمة الله على عبد إلا عظمت مؤونة الناس عليه، فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرض تلك النعمة للزوال . والمعرض، كمحدث: خاتن الصبي ، عن أبي عمرو. ومعرض بن علاط السلمي أخو الحجاج، قتل يوم الجمل، وقيل هو ابن الحجاج بن علاط. معرض بن معيقيب ، وفي بعض نسخ المعجم معيقيل، باللام: صحابيان ، الأخير روى له ابن قانع من طريق الكديمي أو الصواب معيقيب بن معرض . قلت: وهو رجل آخر من الصحابة ويعرف باليمامي، وقد تفرد بذكره شاصونة بن عبيد، وهو يعلو عند الجوهري. المعرض، كمعظم: نعم وسمه العراض . قال الراجز:

سقيا بحيث يهمل المعرض
وحيث يرعى ورع وأرفض

تقول منه: عرضت الإبل تعريضا، إذا وسمتها في عرض الفخذ لا طوله. المعرض من اللحم: ما لم يبالغ في إنضاجه ، عن ابن السكيت. وقال السليك بن السلكة السعدي لصرد: رجل من بني حرام ابن مالك بن سعد:

صفحة : 4663

سيكفيك ضرب القوم لحم معرض     وماء قدور في القصاع مشـيب ويروى بالصاد المهملة، وهذه أصح، كما في العباب. المعرض، كمنبر: ثوب تجلى فيه الجارية ، وتعرض فيه على المشتري. المعراض، كمحراب: سهم يرمى به، بلا ريش ولا نصل، قاله الأصمعي، وقال غيره: وهو من عيدان، دقيق الطرفين، غليظ الوسط ، كهيئة العود الذي يحلج به القطن، فإذا رمى به الرامي ذهب مستويا، و يصيب بعرضه دون حده ، وربما كانت إصابته بوسطه الغليظ فكسر ما أصابه وهشمه، فكان كالموقوذة، وإن قرب الصيد منه أصابه بموضع النصل منه فجرحه. ومنه حديث عدي بن حاتم: قلت: فإني أرمي بالمعراض الصيد فأصيب، قال: إذا رميت بالمعراض فخزق فكله، وإن أصابه بعرض فلا تأكله . المعراض من الكلام: فحواه . يقال: عرفت ذلك في معراض كلامه، أي فحواه. والجمع المعاريض، والمعارض، وهو كلام يشبه بعضه بعضا في المعاني، كالرجل تسأله: هل رأيت فلانا? فيكره أن يكذب وقد رآه، فيقول: إن فلانا ليرى، ولهذا المعنى قال عبد الله بن عباس: ما أحب بمعاريض الكلام حمر النعم. وفي الصحاح: المعاريض في الكلام هي التورية بالشيء عن الشيء، وفي المثل، قلت: وهو حديث مخرج عن عمران بن حصين، مرفوع إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب ، أي سعة، جمع معراض، من التعريض. واعترض على الدابة إذا صار وقت العرض راكبا عليها، كما في الصحاح. ويقال: اعترض القائد الجند كعرضهم، نقله الجوهري أيضا. قيل: اعترض الشيء: صار عارضا، كالخشبة المعترضة في النهر ، كما في الصحاح. وكذا الطريق ونحوها تمنع السالكين حديث عبد الرحمن ابن يزيد: خرجنا عمارا فلدغ صاحب لنا فاعترضنا الطريق . اعترض عن امرأته ، ظاهر سياقه أنه مبني للمعلوم، والصواب: اعترض عنها، بالضم أي أصابه عارض من الجن أو من مرض يمنعه عن إتيانها . ومنه حديث الزبير بن عبد الرحمن بن الزبير وزوجته فاعترض عنها فلم يستطع أن يمسها . اعترض الشيء دون الشيء: حال دونه، كما في الصحاح. اعترض الفرس في رسنه: لم يستقم لقائده . نقله الجوهري قال جرير:

وكم دافعت مـن خـطـل ظـلـوم      وأشوس في الخصومة ذي اعتراض اعترض زيد البعير: ركبه وهو صعب ، كما في الصحاح. زاد المصنف: بعد ، قال الطرماح:

وأراني المليك قصدي وقد كن      ت أخا عنجهية واعتـراض ومعنى قول حميد الأرقط الذي تقدم:

معترضات غير عرضيات أن اعتراضهن ليس خلقة وإنما هو للنشاط والبغي. اعترض له بسهم: أقبل به قبله فرماه فقتله ، نقله الجوهري. ومنه حديث حذيفة بن اليمان، رضي الله عنه: يأتي على الناس زمان لو اعترضت بكنانتي أهل المسجد ما أصبت مؤمنا . اعترض الشهر: ابتدأه من غير أوله ، نقله الجوهري. اعترض فلان فلانا ، أي وقع فيه ، نقله الجوهري، أي يشتمه وبؤذيه، وهو قول الليث. ويقال: عرض عرضه يعرضه واعترضه، إذا وقع فيه وانتقصه وشتمه، أو قابله أو ساواه في الحسب، وأنشد ابن الأعرابي:

صفحة : 4664

وقوما آخرين تعرضـوا لـي     ولا أجني من الناس اعتراضا أي لا أجتني شتما منهم. اعترض القائد الجند: عرضهم واحدا واحدا ، لينظر من غاب ممن حضر، وقد ذكره الجوهري، عند عرض. وفي الحديث: لا جلب ولا جنب ولا اعتراض هو أن يعترض الرجل بفرسه في بعض الغاية ، كما في العباب، وفي اللسان: وفي السباق، فيدخل مع الخيل ، وإنما منع لكونه اعترض من بعض الطريق ولم يتبعه من أول المضمار. والعريض ، كأمير، من المعز: ما أتى عليه نحو من سنة، وتناول الشجر و النبت بعرض شدقه . يقال: عريض عروض، قاله الأصمعي ومنه الحديث: فلما رجعنا تلقته ومعها عريضان وقيل: هو من المعزى ما فوق الفطيم ودون الجذع. وقيل: هو الذي أجذع، وقيل: هو الجدي إذا نزا، أو هو العتود إذا نب وأراد السفاد ، نقله الجوهري. ج عرضان، بالكسر والضم ، كما في الصحاح وأنشد:

عريض أريض بات ييعر حوله     وبات يسقينا بطون الثعـالـب قال ابن بري: أي يسقينا لبنا مذيقا، كأنه بطون الثعالب. وقال ابن الأعرابي: إذا أجذع العناق والجدي سمي عريضا وعتودا، وفي كتابه لأقوال شبوة: ما كان لهم من ملك ومزاهر وعرضان . وحكم سليمان عليه السلام وعلى نبينا في صاحب الغنم أن يأخذها فيأكل من رسلها وعرضانها، وأنشد الأصمعي:

ويأكل المرجل من طليانه
ومن عنوق المعز أو عرضانه

المرجل: الذي يخرج مع أمه إلى المرعى. يقال: فلان عريض البطان، أي مثر كثير المال. وفي الأساس: غني. وتعرض له: تصدى له. يقال: تعرضت أسألهم. كما في الصحاح. وقال اللحياني: تعرضت معروفهم ولمعروفهم، أي تصديت. وقال الليث: يقال: تعرض لي فلان بمكروه، أي تصدى. قال الصاغاني: ومنه الحديث اطلبوا الخير دهركم و تعرضوا لنفحات رحمة الله فإن لله نفحات من رحمته. يصيب بها من يشاء من عباده أي تصدوا لها. تعرض بمعنى تعوج. و يقال: تعرض الجمل في الجبل ، إذا أخذ منه في عروض فاحتاج أن يأخذ في سيره يمينا وشمالا، لصعوبة الطريق . كما في الصحاح. وأنشد لذي البجادين، واسمه عبد الله ابن عبد نهم المزني، وكان دليل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاطب ناقته وهو يقودها به صلى الله عليه وسلم على ثنية ركوبة:

تعرضي مدارجا وسومي
تعرض الجوزاء للنجوم
هذا أبو القاسم فاستقيمي

تعرضي، أي خذي يمنة ويسرة وتنكبي الثنايا الغلاظ، تعرض الجوزاء، لأن الجوزاء تمر على جنب معارضة ليست بمستقيمة في السماء، قاله الأصمعي. وقال ابن الأثير: شبهها بالجوزاء، لأنها تمر معترضة في السماء، لأنها غير مستقيمة الكواكب في الصورة. ومنه قصيد كعب:

مدخوسة قذفت بالنحض عن عرض أي أنها تعترض في مرتعها وأنشد الصاغاني والجوهري للبيد رضي الله عنه:

فاقطع لبانة من تعرض وصله      ولخير واصل خلة صرامهـا أي تعوج وزاغ ولم يستقم، كما يتعرض الرجل في عروض الجبل يمينا وشمالا. وقال امرؤ القيس يذكر الثريا:

صفحة : 4665

إذا ما الثريا في السماء تعرضت      تعرض أثناء الوشاح المفصـل أي لم تستقم في سيرها ومالت كالوشاح المعوج أثناؤه على جارية توشحت به، كما في اللسان وعارضه: جانبه وعدل عنه ، نقله الجوهري، وأنشد قول ذي الرمة:

وقد عارض الشعرى سهيل كأنـه     قريع هجان عارض الشول جافر ويروى: وقد لاح للساري سهيل، وهكذا أنشده الصاغاني. وحقيقة المعارضة حينئذ أن يكون كل منهما في عرض صاحبه. عارضه في المسير: سار حياله وحاذاه. ومنه حديث أبي سعيد فإذا رجل يقرب فرسا في عراض القوم أي يسير حذاءهم معارضا لهم. قلت: وبين المجانبة وبين هذا شبه الضد، كما يظهر عند التأمل. عارض الكتاب معارضة وعراضا: قابله بكتاب آخر. عارض معارضة، إذا أخض في عروض من الطريق ، أي ناحية منه وأخذ آخر في طريق آخر فالتقيا. وقال ابن السكيت في قول البعيث:

مدحنا لها روق الشباب فعارضت جناب الصبا في كاتم السر أعجما قال: عارضت: أخذت في عرض، أي ناحية منه. وقال غيره: عارضت، أي دخلت معنا فيه دخولا ليست بمباحتة، ولكنها ترينا أنها داخلة معنا. وجناب الصبا: جنبه. عارض الجنازة . ومنه الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم عارض جنازة أبي طالب ، أي أتاها معترضا في ، وفي بعض الأصول: من بعض الطريق ولم يتبعها من منزله. عارض فلانا بمثل صنيعه أي أتى إليه مثل ما أتى عليه. ومنه حديث الحسن بن علي أنه ذكر عمر فأخذ الحسين في عراض كلامه أي في مثل قوله ومقابله، رضي الله عنهم. وفي العباب: أي قابله وساواه بمثل قوله، قال: ومنه اشتقت المعارضة، كأن عرض فعله كعرض فعله ، أي كأن عرض الشيء بفعله مثل عرض الشيء الذي فعله، وأنشد لطفيل الغنوي:

وعارضتها رهوا على متتابـع      شديد القصيرى خارجي محنب يقال: ضرب الفحل الناقة عراضا ، وذلك أن يقاد إليها، و عرض عليها ليضربها إن اشتهاها. هكذا في سائر النسخ، والصواب إن اشتهت ضربها وإلا فلا، وذلك لكرمها، كما في الصحاح والعباب، وأما إذا اشتهاها فضربها لا يثبت الكرم لها، فتأمل. وأنشد للراعي: قلائص لا يلقحن إلا يعارة عراضا ولا يشرين إلا غواليا وقال أبو عبيد: يقال: لقحت ناقة فلان عراضا، وذلك أن يعارضها الفحل معارضة فيضربها من غير أن تكون في الإبل التي كان الفحل رسيلا فيها. يقال: بعير ذو عراض، أي يعارض الشجر ذا الشوك بفيه . كما في الصحاح والعباب. يقال: جاءت فلانة بولد عن عراض، ومعارضة ، إذا لم يعرف أبوه. والمعارضة: هي أن يعارض الرجل المرأة فيأتيها حراما ، أي بلا نكاح ولا ملك. نقله الصاغاني. يقال: استعرضت الناقة باللحم ، فهي مستعرضة، كما يقال: قذفت باللحم، قال ابن مقبل:

قباء قد لحقت خسيسة سنهـا      واستعرضت ببعيضها المتبتر

صفحة : 4666

كما في التكملة. وفي العباب: ببضيعها. قلت: وكذلك لدست باللحم. كل ذلك معناه إذا سمنت. وخسيسة سنها حين بزلت، وهي أقصى أسنانها. واستعرضهم الخارجي، أي قتلهم من أي وجه أمكن، وأتى على من قدر عليه منهم، ولم يسأل عن حال أحد مسلم أو غيره، ولم يبال من قتل، ومنه الحديث فاستعرضهم الخوارج وفي حديث الحسن أنه كان لا يتأثم من قتل الحروري المستعرض . وعريض، كزبير: واد بالمدينة ، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، به أموال لأهلها ، ومنه حديث أبي سفيان أنه خرج من مكة حتى بلغ العريض ، ومنه الحديث الآخر: ساق خليجا من العريض . قلت: وإليه نسب الإمام أبو الحسن علي بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين العريضي، لأنه نزل به وسكنه، فأولاده العريضيون، وبه يعرفون، وفيهم كثرة ومدد. رجل عريض، كسكيت: يتعرض للناس بالشر ، قال:

وأحمق عريض عليه غضاضة تمرس بي من حينه وأنا الرقم عن أبي عمرو: المعارض من الإبل: العلوق ، وهي التي ترأم بأنفها وتمنع درها ، كما في العباب والتكملة. وفي الأساس: بعير معارض: لا يستقيم في القطار، يأخذ يمنة ويسرة. وابن المعارضة ، بفتح الراء: السفيح ، وهو ابن الزنا، نقله الصاغاني. والمذال بن المعترض بن جندب بن سيار بن مطرود بن مازن بن عمرو بن الحارث التميمي: شاعر . وقول سمرة بن جندب رضي الله عنه: من عرض عرضنا له، ومن مشى على الكلاء قذفناه في الماء. ويروى: ألقيناه في النهر، أي من لم يصرح بالقذف عرضنا له بضرب خفيف ، تأديبا له، ولم نضربه الحد، ومن صرح به أي بركوبه نهر الحد ألقيناه في نهر الحد و حددناه. استعار المشي على الكلاء، وهو كشداد، مرفأ السفينة في الماء للتصريح ، لارتكابه ما يوجب الحد وتعرضه له. استعار التغريق للحد ، لإصابته بما تعرض له. كما في العباب. وفي اللسان: ضرب المشي على الكلاء مثلا للتعريض للحد بصريح القذف. وفي العباب: والعين والراء والضاد تكثر فروعها وهي مع كثرتها ترجع إلى أصل واحد، وهو العرض الذي يخالف الطول. ومن حقق النظر ودققه علم صحة ذلك. ومما يستدرك عليه: جمع العرض خلاف الطول: أعراض، عن ابن الأعرابي وأنشد:

يطوون أعراض الفجاج الغبر
طي أخي التجر برود التجـر

وفي التكثير: عروض وعراض. وقد ذكر الأخير المصنف استطرادا، وجمع العريض عرضان، بالضم والكسر، والأنثى عريضة. وفي الحديث لقد ذهبتم فيها عريضة أي واسعة. وأعرض المسألة: جاء بها واسعة كبيرة. والعراضات، بالضم : الإبل العريضات الآثار. قال الساجع: إذا طلعت الشعرى سفرا، ولم تر مطرا، فلا تغدون إمرة ولا إمرا، وأرسل العراضات أثرا، يبغينك في الأرض معمرا. أي أرسل الإبل العريضة الآثار، عليها ركبانها، ليرتادوا لك منزلا تنتجعه. ونصب أثرا على التمييز، كما في الصحاح. وأعرض: صار ذا عرض. وأعرض في الشيء: تمكن من عرضه، أي سعته. وقوس عراضة بالضم، كما في الصحاح، وأنشد لأبي كبير الهذلي:

صفحة : 4667

وعراضة السيتين توبع بريها    تأوي طوائفها لعجس عبهر وقول أسماء بن خارجة، أنشده ثعلب:

فعرضته في ساق أسمنها     فاجتاز بين الحاذ والكعب لم يفسره ثعلب. قال ابن سيده: وأراه أراد غيبت فيها عرض السيف. وامرأة عريضة أريضة: ولود كاملة. ويقال هو يمشي بالعرضية والعرضية، الأخير عن اللحياني، أي بالعرض. وعرضت البعير على الحوض، وهذا من المقلوب، ومعناه عرضت الحوض على البعير. قال ابن بري. قال الجوهري: وعرضت بالبعير على الحوض، وصوابه: عرضت البعير. قال صاحب اللسان: ورأيت عدة نسخ من الصحاح فلم أجد فيها إلا وعرضت البعير، ويحتمل أن يكون الجوهري قال ذلك وأصلح لفظه فيما بعد، انتهى. وعرضت الجارية والمتاع على البيع عرضا. وعرضت الكتاب: قرأته، ومنه الحديث أكثروا علي من الصلاة فإنها معروضة علي . وعرض لك الخير عرضا: أمكن. والعرض، محركة: العطاء والمطلب، وبه فسر قوله تعالى لو كان عرضا قريبا ، أي مطلبا سهلا. واعترض الجند. مطارع عرض. يقال: عرضهم فاعترض. واعترض المتاع ونحوه، واعترضه على عينه. عن ثعلب، ونظر إليه عرض عين، عنه أيضا، أي اعترضه على عينه. ورأيته عرض عين، أي ظاهرا عن قريب: وفي حديث حذيفة تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير . قال ابن الأثير: أي توضع عليها وتبسط كما يبسط الحصير. ويقال: تعرض، أي أقمه في السوق. والمعارضة: المباراة والمدارسة. وعرض له الشيء في الطريق، أي اعترض يمنعه من السير. والمعارضة: بيع المتاع بالمتاع لا نقد فيه. والتعريض: التعويض. ويقال: كان لي على فلان نقد فأعسرته فاعترضت منه. وإذا طلب قوم دما فلم يقيدوهم قالوا: نحن نعرض منه فاعترضوا منه، أي اقبلوا الدية. وعرض الرمح يعرضه عرضا، وعرضه تعريضا. قال النابغة:

لهن عليهم عادة قد عرفنها     إذا عرضوا الخطي فوق الكواثب والضمير في لهن للطير. وعرض الرامي القوس عرضا إذا أضجعها ثم رمى عنها. وعرض الشيء يعرض: انتصب ومنع، كاعترض. واعترض فلان الشيء: تكلفه، نقله ابن الأثير. وفي حديث عثمان بن العاص: أنه رأى رجلا فيه اعتراض هو الظهور والدخول في الباطل والامتناع من الحق. واعترض عرضه: نحا نحوه. وتعرض الفرس في رسنه: لم يستقم لقائده، كاعترض. قال منظور بن حبة الأسدي:

تعرضت لي بمجاز حـل
تعرض المهرة في الطول
تعرضا لم تأل عن قتل لي

صفحة : 4668

والعرض محركة: الآفة تعرض في الشيء كالعارض، وجمعه أعراض، وعرض له الشك ونحوه، من ذلك. والعارضة: واحدة العوارض، وهي الحاجات. وشبهة عارضة: معترضة في الفؤاد. وفي قول علي، رضي الله عنه: يقدح الشك في قلبه بأول عارضة من شبهة وقد تكون العارضة هنا مصدرا كالعافية والعاقبة. وتعرض الشيء: دخله فساد، وتعرض الحب، كذلك. واستعرضه: سأله أن يعرض عليه ما عنده. واستعرض يعطي من أقبل ومن أدبر. يقال: استعرض العرب، أي سل من شئت منهم عن كذا وكذا، نقله الجوهري. واستعرضته: قلت له: اعرض علي ما عندك. وعرض عرضه من حد ضرب: إذا شتمه، أو ساواه في الحسب. ويقال: لا تعرض عرض فلان، أي لا تذكره بسوء. وفلان جرب العرض، إذا كان لئيم الأسلاف. والعرض أيضا الفعل الجميل، قال:

وأدر: ميسور الغنى ومعي عرضي وذو العرض من القوم: الأشراف. وفي حديث أم سلمة لعائشة،رضي الله عنهما، غض الأطراف، وخفر الإعراض روي بكسر الهمزة وبفتحها، وقد تقدم الكلام عليه في خ ف ر . وعرضت فلانا لكذا فتعرض هو له، نقله الجوهري. والعروضاوات: أماكن تنبت الأعراض، أي الأثل، والأراك، والحمض. ويقال: أخذنا في عروض منكرة، يعني طريقا في هبوط. ويقال: سرنا في عراض القوم، إذا لم تستقبلهم ولكن جئتهم من عرضهم. وبلد ذو معرض، أي مرعى يغني الماشية عن أن تعلف، وعرض الماشية تعريضا: أغناها به عن العلف. ويقال للرجل العظيم من الجراد والنحل عارض، قال ساعدة:

رأى عارضا يهوي إلى مشمخرة      قد احجم عنها كل شيء يرومها ويقال: مر بنا عارض قد ملأ الأفق. والعرضان، بالضم، جمع العرض، وهو الوادي الكثير النخل والشجر. واعترض البعير الشوك: أكله. والعريض من الظباء: الذي قد قارب الإثناء. والعريض عند أهل الحجاز خاصة الخصي. ويقال: أعرضت العرضان إذا خصيتها. نقله الجوهري وابن القطاع والصاغاني. وأعرضت العرضان إذا جعلتها للبيع، نقله الجوهري والصاغاني، ولا يكون العريض إلا ذكرا. والعوارض من الإبل: اللواتي يأكلن العضاه، كما في الصحاح، وزاد في اللسان: عرضا، أي تأكله حيث وجدته. وقال ابن السكيت: يقال: ما يعرضك لفلان، أي من حد نصر، ولا تقل ما يعرضك، بالتشديد. واعترض العروض: أخذها ريضا، وهذا خلاف ما نقله الجوهري، كما تقدم. والعروض، كصبور: جبل بالحجاز. قال ساعدة بن جؤية:

ألم نشرهم شفعا وتترك منـهـم      بجنب العروض رمة ومزاحف

صفحة : 4669

وهذه المسألة عروض هذه، أي نظيرها. والعروض: جانب الوجه، عن اللحياني، والعروض: العتود. والمعرض، كمحسن، المعترض، عن شمر. وعرض الشيء: وسطه، وقيل: نفسه. وعراض الحديث، بالكسر: معظمه. والمعرض لك: كل شيء أمكنك من عرضه. وخرجوا يضربون الناس عن عرض، أي لا يبالون من ضربوا. واستعرضها: أتاها من جانبها عرضا. والتعريض: إهداء العراضة، ومنه الحديث أن ركبا من تجار المسلمين عرضوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه ثيابا بيضا أي أهدوا لهما. وعرضوهم محضا، أي سقوهم لبنا. وعرض القوم، مبنيا للمجهول، أي أطعموا وقدم لهم الطعام. وتعرض الرفاق: سألهم العراضات. وعرض عارض، أي حال حائل ومنع مانع، ومنه يقال: لا تعرض لفلان، أي لا تعرض له بمنعك باعتراضك أن يقصد مراده، ويذهب مذهبه. ويقال: عرض له أشد العرض.واعترض: قابله بنفسه. والعرضية بالضم: الصعوبة والركوب على الرأس من النخوة. والعرضية في الفرس: أن يمشي عرضا. ويقال: ناقة عرضية، وفيها عرضية: إذا كانت ريضا لم تذلل. والعرضي: الذي فيه جفاء واعتراض. قال العجاج: ذو نخوة حمارس عرضي والمعرض، كمقعد المكان الذي يعرض فيه الشيء. والألفاظ معاريض المعالي، مأخوذ من المعرض، للثوب الذي تجلى فيه الجارية لأن الألفاظ تجملها. وعرضا أنف الفرس: مبتدأ منحدر قصبته في حافتيه جميعا، نقله الأزهري. والعارضة: تنقيح الكلام، والرأي الجيد. والعارض: جانب العراق، وسقائف المحمل. والفرس تعدو العرضنى، والعرضنة، والعرضناة، أي معرضة مرة من وجه ومرة من آخر. وقال أبو عبيد: العرضنة: الاعتراض. وقال غيره: وكذلك العرضة، وهو النشاط. وامرأة عرضنة: ذهبت عرضا من سمنها. ورجل عرضن، كدرهم، وامرأة عرضنة: تعترض الناس بالباطل. وبعير معارض: لم يستقم في القطار. وعرض لك الخير عروضا وأعرض: أشرف. وعارضه بما صنعه: كافأه. وعارض البعير الريح: إذا لم يستقبلها ولم يستدبرها. وأعرض الناقة على الحوض وعرضها: سامها أن تشرب. وعرض علي سوم عالة، بمعنى قول العامة: عرض سابري. وقد تقدم. وعرضى فعلى من الإعراض، حكاه سيبويه. ولقيه عارضا، أي باكرا، وقيل هو بالغين المعجمة. وعارضات الورد: أوله، قال الشاعر:

كرام ينال الماء قبل شفاهـهـم     لهم عارضات الورد شم المناخر لهم: منهم، يقول: تقع أنوفهم في الماء قبل شفاههم في أول ورود الورد، لأن أوله لهم دون الناس. وأعراض الكلام ومعارضه: معاريضه. وعريض القفا: كناية عن السمن. وعريض الوساد: كناية عن النوم. والمعرضة من النساء: البكر قبل أن تحجب، وذلك أنها تعرض على أهل الحي عرضة ليرغبوا فيها من رغب، ثم يحجبونها، ويقال: ما فعلت معرضتكم، كما في الأساس واللسان. وعارض، وعريض، ومعترض، ومعرض، ومعرض كصاحب، وأمير، ومكتسب، ومحدث، ومحسن: أسماء، ومعرض بن عبد الله، كمحسن، روى عنه شاصونة بن عبيد، ذكره الأمير. وكمحدث معرض بن جبلة، شاعر. وقال الشاعر:

صفحة : 4670

لولا ابن حارثة الأمير لـقـد     أغضيت من شتمي على رغم
إلا كمعرض المحسر بكـره      عمدا يسببني على الـظـلـم

الكاف فيه زائدة وتقديره إلا معرضا، وهو اسم رجل. وقال النضر: ويقال: ما جاءك من الرأي عرضا خير مما جاءك مستكرها، أي ما جاءك من عير روية ولا فكر. وفي المثل أعرضت القرفة، أي اتسعت، وذلك إذا قيل للرجل من تتهم? فيقول بني فلان، للقبيلة بأسرها. والعريض، كأمير: اسم واد أو جبل في قول امرئ القيس:

قعدت له وصحبتي بين ضارج     وبين تلاع يثلث فالـعـريض
أصاب قطيات فسال اللوى له      فوادي البدي فانتحى لليريض

وسألته عراضة مال، وعرض مال، وعرض مال فلم يعطنيه. وفلان معترض في خلقه إذا ساءك كل شيء من أمره. وأعرض ثوب الملبس: صار ذا عرض. وعرضهم على النار: أحرقهم، كما في الأساس. وعويرضات: موضع. والعرض، بالكسر: علم لواد من أودية خيبر وهو الآن لعنزة. وعوارض الرجاز: موضع. وقال الفراء: عرضه: أطعمه. والعروض: الطعام، وقد تقدم. والعارض: البادي عرضه، أي جانبه. وأبو الخضر حامد بن أبي العريض التغلبي الأندلسي، من علماء الأندلس، كما في العباب. والعارض: قنة في جبل المقطم، مشرف على القرافة بمصر. وكزبير: سعية بن العريض القرظي والد أسيد وأسد الصحابيين، ذكره السهيلي في الروض، وذكره الحافظ في التبصير فقال: ويقال فيه بالغين المعجمة أيضا. وأبو سعيد عبد الرحمن بن محمد العارض عن أبي الحسين الخفاف مات سنة 448. وعلي بن محمد بن أبي زيد المستوفي العارض، عن جده لأمه أبي عثمان الصابوني، وعنه ابن نقطة. ومحمد بن عبد الكريم بن أحمد العميد، أبو منصور العارض، سمع من أبي عثمان الحيري، ذكره ابن نقطة. وأبو سهل، محمد بن المنصور ابن الحسن الأصبهاني العروضي، كثير الحفظ عن أبي نعيم الحافظ، وأبو المنذر يعلى بن عقيل العروضي الغزي، من أصحاب الرواية، وكان يؤدب أبا عيسى بن الرشيد. وأبو جعفر، محمد بن سعيد الموصلي العروضي، ذكره عبيد الله ابن جرو الأسدي في كتابه الموشح في علم العروض، ونوه بشأنه.