الباب الخامس عشر: باب الضاد المعجمة - الفصل الحادي عشر: فصل العين مع الضاد: الجزء الثاني

فصل العين مع الضاد

الجزء الثاني

ع-ر-م-ض
العرمض، كجعفر وزبرج ، الأولضى عن الليث، والثانية عن الهجري: من شجر العضاه ، لها شوك أمثال مناقير الطير، وهو أصلبها عيدانا وأعتقها قوسا، أو كجعفر: صغار السدر والأراك . قال أبو حنيفة: هكذا زعمه بعض الرواة، وأنشد لكثير:

بالراقصات على الكلال عشـية     تغشى منابت عرمض الظهران

صفحة : 4671

يريد مر الظهران، واحده عرمضة. وروي عن بعض الأعراب: العرمض: شجر من السدر صغار لا يكبر، ولا يسمو، شوكه أمثال مناقير الطير. قال: وسمعت ذلك أيضا من بعض أعراب السراة. قال: وهو سدر قميء جعر. يريد بالجعر، الكز غير السبط. قال: وقال بعض الرواة: العرمض: صغار العضاه، قال غيره: العرمض من كل شجر لا يعظم أبدا ، أي صغار الشجر كله. العرمض: الطحلب ، وهو الأخضر الذي يخرج من أسفل الماء حتى يعلوه، ويسمى أيضا ثور الماء، عن أبي زيد، كما في الصحاح. وقال اللحياني: هو الأخضر مثل الخطمي، يكون على الماء. وقال الليث: هو رخو أخضر كالصوف المنقوش في الماء المزمن. قال: وأظنه نباتا. وأنشد الجوهري لامرئ القيس:

تيممت العين التي عند ضارجيفئ عليها الظل عرمضها طامي وله قصة ذكرها الصاغاني في العباب، كالعرماض ، بالكسر، وهذه عن ابن دريد الواحدة بهاء . وعرمض الماء عرمضة، وعرماضا: طحلب ، أي علاه ذلك، عن اللحياني، وأنشد الصاغاني لرؤبة:
أنت ابن كـل سـيد فـياض
جم السجال مترع الـحـياض
ليس إذا خضخض بالمنغاض
يجفل عنه عرمض العرماض

يقول: هذا النهر يجفل عنه العرمض ماؤه من كثرته. وقال أبو زيد: الماء المعرمض، والمطحلب، واحد.
ع-ض-ض

صفحة : 4672

عضضته ، متعديا بنفسه، عضضت عليه ، متعديا بعلى، وكذا عضضت به، متعديا بالباء، صرح به الجوهري والصاغاني، كسمع ومنع . قال شيخنا: وزنه بمنع وهم إذ الشرط غير موجود، كما في الناموس، إلا أن يحمل على تداخل اللغات، انتهى. قلت: الفتح نقله الجوهري ونصه: ابن السكيت: عضضت باللقمة فأنا أعض. وقال أبو عبيد: عضضت بالفتح لغة في الرباب. قال ابن بري: هذا تصحيف على ابن السكيت، والذي ذكره ابن السكيت في كتاب الإصلاح: غصصت باللقمة، فأنا أغص بها غصصا، قال أبو عبيدة: وغصصت لغة في الرباب، بالصاد المهملة لا بالضاد المعجمة. قلت: وهكذا وجد بخط أبي زكريا وابن الجواليقي في الإصلاح لابن السكيت، في باب ما نطق به بفعلت وفعلت، بالغين والصاد المهملة على الصواب، وصرحوا بأن ما في الصحاح تصحيف، وقد تبعه المصنف هنا حيث وزنه بمنع إشارة إلى قول أبي عبيدة المذكور، من غير تنبيه عليه. وذكره أيضا في الصاد على الصواب، وقد وقع في هذا الوهم أيضا الصاغاني في العباب، حيث نقل قول أبي عبيدة السابق، وكأن المصنف حذا حذوه على عادته مع أنه نبه على توهيم الجوهري، في كتابه التكملة. فقال ما نصه: وقال الجوهري: عضضت باللقمة، والصواب غصصت، بالغين المعجمة وبصادين مهملتين، ولم يذكر قول أبي عبيدة، وكأن عنده الوعم في غصصت باللقمة فقط، والصواب ما نقله ابن بري فيما تقدم من القول، فتأمل ترشد، فالصواب الذي لا محيد عنه أنه من باب سمع فقط. يقال: عضضته أعض وعضضت عليه عضا وعضاضا وعضيضا: مسكته ، وفي بعض النسخ. أمسكته بأسناني وشددته بها أو بلساني ، وكذلك عضث الحية، ولا يقال للعقرب، لأن لدغها إنما هو بزباناها وشولتها، والأمر منه عض واعضض. قال الله تعالى: )عضوا عليكم الأنامل من الغيظ( أخبر أنه لشدة إبغاضهم المؤمنين يأكلون أيديهم غيظا. وفي حديث العرباض: وعضوا عليها بالنواجذ هذا مثل في شدة الإمساك بأمر الدين، لأن العض بالنواجذ عض بجميع الفم والأسنان، وهي أواخر الأسنان. عضضت بصاحبي عضيضا وعضا: لزمته ولزقت به. وفي حديث يعلى: ينطلق أحدكم إلى أخيه فيعضه كعضيض الفحل أصل العضيض اللزوم. وقال ابن الأثير: المراد به هنا العض نفسه، لأنه بعضه له يلزمه. والعضيض ، كأمير: العض الشديد ، هكذا في سائر الأصول، وهو غلط، والذي نقله الصاغاني في كتابيه عن ابن الأعرابي: العضعض، مثال سبسب: العض الشديد، هكذا بفتح العين في العض وهو غلط أيضا، والصواب كما في التهذيب عن ابن الأعرابي: العضعض هو العض الشديد، هكذا بكسر العين. قال: ومنهم من قيده بالرجال، والدليل على ذلك أنه قال بعد: والضعضع: الضعيف، وسيأتي العض، بالكسر، بمعنى الداهية، فتأمل فيما وهم فيه المصنف والصاغاني، وقد قيده على الصواب صاحب اللسان وابن حامد الأرموي وغيرهما من أئمة اللغة، ويدل له أيضا قول ابن القطاع: عض يعض عضيضا: اشتد وصلب. وقول صاحب الأساس: والعضيض والعض: الشديد، غير أن قوله: والعضيض، تحريف من النساخ، والصواب العضعض كما ذكرنا. العضيض: القرين

صفحة : 4673

يقال: هو عضيض فلان، أي قرينه. من المجاز عض الزمان والحرب: شدتهما ، يقال: عضه الزمان، وعضته الحرب، إذا اشتدا عليه، وهي عضوض. مستعار من عض الناب. قال المخبل السعدي:ل: هو عضيض فلان، أي قرينه. من المجاز عض الزمان والحرب: شدتهما ، يقال: عضه الزمان، وعضته الحرب، إذا اشتدا عليه، وهي عضوض. مستعار من عض الناب. قال المخبل السعدي:

لعمر أبيك لا ألقـى ابـن عـم    على الحدثان خيرا من بغـيض
غداة جنى علي بنـي حـربـا     وكيفل يداي بالحرب العضوض

وأنشد ابن بري لعبد الله بن الحجاج:

وإني ذو غـنـى وكـريم قـوم     وفي الأكفاء ذو وجه عـريض
غلبت بني أبي العاصي سماحـا     وفي الحرب المنكرة العضوض

أو هما بالظاء المشالة. وعض الأسنان، بالضاد ، كما صرح به بعض فقهاء اللغة. والذي صرح به ابن القطاع وغيره أنهما لغتان، كما سيأتي. والعضوض ، كصبور: ما يعض عليه ويؤكل . وفي الصحاح فيؤكل، كالعضاض بالفتح. قال ابن بزرج: ما أتانا من عضاض وعضوض ومعضوض، أي ما أتانا شيء نعضه. وقال غيره: يقال: ما ذاق عضاضا. ويقال: ما عندنا أكال ولا عضاض. قال الجوهري والصاغاني: وأنشد الفراء:

كأن تحتي بازيا ركـاضـا
أخدر خمسا لم يذق عضاضا

وفي اللسان: أخدر: أقام في خدره يريد أن هذا البازي أقام في وكره خمس ليال مع أيامهن لم يذق طعاما، ثم خرج بعد ذلك يطلب الصيد وهو قرم إلى اللحم، شديد الطيران، فشبه ناقته به. من المجاز، العضوض: القوس لصق وترها بكبدها . نقله صاحب اللسان والأساس والصاغاني في كتابيه. من المجاز: العضوض: المرأة الضيقة الفرج، لا ينفذ فيها الذكر من ضيقها، كالتعضوضة . قال في نوادر الأعراب: امرأة تعضوضة. قال الأزهري: أراها الضيقة. العضوض: الداهية ، كما في العباب، وفي اللسان: من أسماء الدواهي، وهو مجاز. من المجاز: العضوض: الزمن الشديد، الكلب . وفي الصحاح: زمن عضوض: كلب، وزد في العباب: شديد، وأنشد:

إليك أشكو زمنا عضوضا
من ينج منه ينقلب جريضا

من المجاز: ملك عضوض: شديد، فيه عسف وظلم للرعية وعنف. ومنه الحديث أنتم اليوم في نبوة ورحمة، ثم تكون خلافة ورحمة، ثم يكون كذا وكذا، ثم يكون ملك عضوض. وفي حديث أبي بكر، رضي الله عنه: وسترون بعدي ملكا عضوضا أي يصيب الرعية فيه عسف وظلم، كأنهم يعضون فيه عضا. والعضوض من أبنية المبالغة. من المجاز: العضوض: البئر البعيدة القعر الضيقة، يستقى فيها بالسانية، كما في الصحاح، قال:

أوردها سعد علي مخمسا
بئرا عضوضا وشنانا يبسا

صفحة : 4674

وقيل: هي من الآبار: الشاقة على الساقي. قال الزمخشري: كأنها تعض الماتح مما يشق عليه. وفي اللسان: تقول العرب: بئر عضوض، وماء عضوض: إذا كان بعيد القعر يستقى منه بالسانية، أو هي الكثيرة الماء ، عن أبي عمرو، في نوادره، ج عضض ، بضمتين، وعضاض ، بالكسر. وفي الصحاح: ومياه بني تميم عضض. والتعضوض ، بالفتح: تمر أسود حلو ، ومعدنه هجر، كما في الصحاح. قال الأزهري: تاؤه زائدة، واحدته بهاء ، وفي الحديث أن وفد عبد القيس قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم، فكان فيما أهدوا له قرب من تعضوض هجر ويروى: أهدوا له نوطا من تعضوض هجر. النوط: الجلة الصغيرة. قال الأزهري: أكلت التعضوض بالبحرين فما علمتني أكلت تمرا أحمت حلاوة منه، ومنبته هجر وقراها. وأنشد الرياشي في صفة نحل:

أسود كالليل تدجى أخضره
مخالط تعضوضه وعمره
برني عيدان قليل قشره

العمر: نخل السكر، وقد تقدم. وقال أبو حنيفة: التعضوضة: تمرة طحلاء، كبيرة رطبة صقرة لذيذة، من جيد التمر وشهيه، قال وأخبرني أعرابي من ربيعة أن التعضوضة تحمل بهجر ألف رطل بالعراقي. العضاض كسحاب: ما غلظ من الشجر ، نقله أبو حنيفة عن أبي عمرو. يقال: ما بقي في الأرض إلا العضاض. وقال غيره: العضاض: ما غلظ من النبت وعسا. العضاض، ككتاب: عض الفرس . يقال: برئت إليك من العضاض، والعضيض أيضا، عن يعقوب، كما في الصحاح، يعني به عض الفرس، يقوله إذا باع دابة وبرئ إلى مشتريها من عضها الناس، والعبوب تجيء على فعال، بالكسر. ويقال: دابة ذات عضيض وعضاض. قال سيبويه: العضاض اسم كالسباب، ليس على: فعله فعلا. قال المفضل: العض بالضم: العجين ، زاد أبو حنيفة: الذي تعلفه الإبل . قال: العض: القت ، وهو الفصفصة ورطبه القداح. قال الأعشى:

من سراة الهجان صلبها العض      ورعي الحمى وطول الحيال

وقـال امـرؤ الـقــيس:

تقدمني نهدة سبوح      صلبها الـعـض والـحـيال قال أبو عمرو: العض: الشعير، والحنطة لا يشركهما شيء، أو هو النوى المرضوخ، والقت تعلفه الإبل، وهو علف أهل الأمصار، أو هو النوى والكسب، كما في اللسان والصحاح والعباب. العض: الشجر الغليظ يبقى في الأرض ، كالعضاض، نقله أبو حنيفة عن أب عمرو. أو النوى المرضوخ. والعجين. و قيل: هو الشعير مع أحدهما. قال ابن بري: وقد أنكر علي بن حمزة أن يكون العض النوى لقول امرئ القيس السابق. العض أيضا: الخشب الجزل الكبير يجمع. و قيل: هو اليابس من الحشيش تعلفه الدواب. العض، بالكسر: السيئ الخلق ، عن الليث، وأنشد:

ولم أك عضا في الندامى ملوما

صفحة : 4675

والجمع أعضاض، وهو مجاز. في الصحاح: العض هو البليغ المنكر ، وقد عضضت يا رجل، أي صرت عضا، زاد الصاغاني: ومصدره العضاضة. وفي الأساس: ومن المجاز: يقال للمنكر الخصم: إنه لعض، وهو بمعنى فاعل لأنه يعض الناس بلسانه. وتقول: ما كنت عضا ولقد عضضت. كقولهم: نكل للذي ينكل أقرانه. العض: القرن ، يقال: فلان عض فلان، كعضيضه، أي قرنه. العض: القوي على الشيء . يقال: إنه لعض سفر، وعض قتال، أي قوي عليهما. زاد الزمخشري: قد عضته الأسفار وجرسته، فعل بمعنى مفعول، وهو مجاز. من المجاز: العض: القيم للمال ، يقال: هو عض مال، إذا كان شديد القيام عليه، كما في الصحاح والعباب. وفي اللسان: رجل عض: مصلح لمعيشته وماله ولازم له، حسن القيام عليه. وعضضت بمالي عضوضة وعضاضة: لزمته. قلت: منه العض: البخيل فإن لزومه ماله يوقعه في البخل غالبا، أو هو مشبه بالغلق الذي لا ينفتحث، كما سيأتي. العض: الرجل الشديد ، كالعضعض، عن ابن الأعربي، وقد تقدم البحث فيه قريبا. العض: الداهية ، وفي الصحاح: الداهي من الرجال، ج عضوض ، بالضم، وأعضاض. ومنه الرواية الأخرى ثم تكون ملوك عضوض يشربون الخمر ويلبسون الحرير، وفي ذلك ينصرون على من ناوأهم . وأنشد الأصمعي لرؤبة:

إنا إذا قدنا لقوم عرضا
لم نبق من بغي الأعادي عضا

في الصحاح والعباب: العض أيضا الشرس، وهو ما صغر من شجر الشوك ، كالشبرم، والحاج، والشبرق، واللصف، والعتر، والقتاد الأصغر. انتهى. ويضم ، عن أبي حنيفة، أو هي الطلح، والعوسج، والسلم، والسيال، والسرح، والعرفط، والسمر، والشبهان، والكنهبل . قال أبو زيد في أول كتاب الكلإ والشجر ما نصه: العضاه: اسم يقع على شجر من شجر الشوك، له أسماء مختلفة يجمعها العضاه، واحدها عضاهة. وإنما العضاه، الخالص منه ما عظم واشتد شوكه. وما صغر من شجر الشوك فإنه يقال له العض والشرس. وإذا اجتمعت جموع ذلك، فما له شوك من صغاره عض، وشرس، ولا يدعيان عضاها، فمن العضاه السمر، والعرفط، والسيال، والقرظ، والقتاد الأعظم، والكنهبل، والعوسج، والسدر، والغاف، والغرب، فهذه عضاه أجمع. ومن عضاه القياس وليس بالعضاه الخالص: الشوحط، والنبع، والشريان، والسراء، والنشم، والعجرم، والتألب، والغرف، فهذه تدعى كلها عضاه القياس، يعني القسي وليست بالعضاه الخالص، ولا بالعض. ومن العض والشرس القتاد الأصغر، وهي التي ثمرتها نفاخة كنفاخة العشر إذا حركت انفقأت، ومنها الشبرم، والشبرق، والحاج، واللصف، والكلبة، والعتر، والتغر، فهذه عض وليست بعضاه. ومن شجر الشوك الذي ليس بعض ولا عضاه: الشكاعى، والحلاوى، والحاذ، والكب، والسلح. العض: ما لا يكاد ينفتح من الأغاليق . نقله الجوهري والصاغاني، وهو مجاز. في الأساس: من المجاز يقال للفهم العالم بمغمضات الأمور: إنه لعض. وأنشد الجوهري للقطامي:

أحاديث من أنباء عاد وجرهم       يثورها العضان زيد ودغفل وفي العباب:

أحاديث من عاد وجرهم جمة

صفحة : 4676

ووجد بخط الجوهري: من أبناء عاد، بتقديم الموحدة على النون. وفي الحاشية بخطه أيضا: من أنباء. بتقديم النون، ويروى: ينورها. بالنون. وهما: زيد بن الحارث ابن حارثة بن زيد مناة بن هلال النمري . المعروف بالكيس، النسابة، وقد تقدم ذكره في السين، ودغفل بن حنظلة بن يزيد بن عبدة بن عبد الله بن ربيعة بن عمرو بن شيبان بن ذهل الذهلي ، النسابة، عالما العرب بحكمها وأيامها وأنسابها، وحديث دغفل مع سيدنا أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، مشهور. يدل على علمهما بأيام العرب وأنسابها، وإنما قيل لهما العضان لما قدمناه، عن الأساس. والعضاض، كغراب ، كما ضبطه أبو عمر الزاهد، ونقله ابن بري، وقال ابن دريد: هو بالغين المعجمة، قال أبو عمرو: هو العضاض، مثل رمان ، وعلى الأول اقتصر الصاغاني: عرنين الأنف ، كما في التهذيب، وأنشد:

لما رأيت العبد مشرحفا
للشر لا يعطي الرجال النصفا
أعدمته عضاضه والكفا

وقيل: هو الأنف كله، قاله أبو عمر الزاهد، وقيل: هو ما بين روثة الأنف إلى أصله. وأما شاهد التشديد. أنشد أبو عمرو لعياض بن درة:

وألجمه فأس الـهـوان فـلاكـه      فأغضى على عضاض أنف مصلم قال الفراء: العضاضي: الرجل الناعم اللين ، مأخوذ من العضاض، وهو ما لان من الأنف. العضاضي: البعير السمين ، قال الجوهري: كأنه منسوب إلى العض، قال الصاغاني: على التغيير. يقال: أعضضته الشيء ، إذا جعلته يعضه فعضه ، نقله الجوهري، أعضضته سيفي ، أي ضربته به ، نقله الجوهري أيضا. وأعضوا: أكلت إبلهم العض ، بالضم، أو العضاض كما في اللسان. وأعضوا أيضا، إذا رعت إبلهم العض، أي بالكسر. وأنشد ابن فارس:

أقول وأهلي مؤركون وأهلهـا     معضون إن سارت فكيف أسير كما في العباب. والمعض: الذي تأكل إبله العض. والمؤرك: الذي تأكل إبله العض. والمؤرك: الذي تأكل إبله الأراك. وقال أبو حنيفة في تفسير البيت: إبل معضة: ترعى العضاه، فجعلها إذ كان من الشجر لا من العشر بمنزلة المعلوفة في أهلها النوى وشبهه، وذلك أن العض هو علف الريف من النوى والقت وما أشبه ذلك، ولا يجوز أن يقال من العضاه: معض، إلا على هذا التأويل. قال ابن سيده: وقد غلط أبو حنيفة فيما قاله، وأساء تخريج وجه كلام الشاعر، لأنه قال: إذا رعى كلام الشاعر، لأنه قال: إذا رعى القوم العضاه قيل: القوم معضون، فما لذكره العض، وهو علف الأمصار مع قول الرجل العضاه:

وأين سهيل من الفرقد

صفحة : 4677

وقوله: لا يجوز أن يقال من العضاه، معض إلا على هذا التأويل، شرط غير مقبول منه، فقد قال ابن السكيت في الإصلاح: بعير عاض، إذا كان يأكل العض، وهو في معنى عضه، وعلى هذا التفصيل قول من قال: معضون يكون من العض الذي هو نفس العضاه، وتصح روايته. فتأمل. أعضت البئر: صارت عضوضا . وفي الصحاح: وما كانت البئر عضوضا ولقد أعضت، وما كانت جرورا ولقد أجرت. قلت: وكذا: وما كانت جدا ولقد أجدت. أعضت الأرض: كثر عضها ، بالضم وبالكسر. وفي الحديث: من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا ، واقتصر في الصحاح على هذه الجملة، أي قولوا له: اعضض أير . وفي العباب واللسان: بأير أبيك، ولا تكنوا عنه ، أي عن الأير بالهن ، تنكيلا وتأديبا لمن دعا دعوى الجاهلية. ومنه الحديث أيضا: من اتصل فأعضوه أي من انتسب نسبة الجاهلية، وقال يا لفلان. وفي حديث أبي أنه أعض إنسانا اتصل وأنشد الجوهري للأعشى:

عض بما أبقى المواسي له     من أمه في الزمن الغابر وعضض تعضيضا: علف إبله العض ، عن ابن الأعرابي. عضض، إذا استقى من البئر العضوض . عنه أيضا. عضض، إذا مازح جاريته ، عنه أيضا. وحمار معضض ، كمعظم: عضضته الحمر، وكدمته بأسنانها، وكدحته. كما في العباب. والعضاض في الدواب، بالكسر: أن يعض بعضها بعضا ، مصدر عاضت تعاض معاضة وعضاضا. يقال: هو عضاض عيش ، أي صبور على الشدة . وعاض القوم العيش منذ العام فاشتد عضاضهم، أي عيشهم. كما في الصحاح. ومما يستدرك عليه: عضضه تعضيضا، لغة تميمية، ولم يسمع لها بآت على لغتهم، وهما يتعاضان، إذا عض كل واحد منهما صاحبه، وكذلك المعاضة والعضاض. وما لنا في هذا الأمر معض، أي مستمسك، نقله الجوهري، وهو مجاز. وكذا: ما لنا في الأرض معض. كما في الأساس. والعض باللسان: التناول بما لا ينبغي. وهو مجاز. وفلان يعضض شفتيه، أي يعض ويكثر ذلك من الغضب، نقله الجوهري. والعضيض في الدابة كالعضاض، عن ابن السكيت. وعض فلان بالشر: لزمه فلم يخله. وهو مجاز. وفرس عضوض، أي يعض. كما في الصحاح، وزيد في بعض النسخ: الحيوان. والمعضوض: ما يعض، كالعضوض. وعض الثقاف بأنابيب الرمح عضا، وعض عليها: لزمها. وهو مجاز. يقال: هو أعوج ما يصلبه عض الثقاف، وكذا أعض المحاجم قفاه: ألزمها إياه، عن اللحياني. والعض، بالكسر، العضاه، وقد سبق تفصيله في قول المصنف. وأرض معضة: كثيرة العضاه. ومن المجاز: عض على يده غيظا، إذا بالغ في عداوته. ومنه قوله تعالى: ويوم يعض الظالم على يديه يعني ندما وتحسرا، قال الشاعر:

كمغبون يعض على يديه      تبين غبنه بعد الـبـياع وفي المثل: عض على شبدعه أي لسانه، يضرب للحليم، قال:

عض على شبدعه الأريب
فآض لا يلحى ولا يحوب

صفحة : 4678

وفي الحديث: من عض على شبدعه سلم من الآثام وسيأتي في العين. وعضه الأمر: اشتد عليه، وهو مجاز، وكذا عضهم السلاح. والعضوض، كصبور: فرس عامر بن الحارث بن سبيع، نقله الصاغاني. وهذا بلد به عض وأعضاض، نقله الجوهري، وهو في النوادر، ونصه: هذا بلد عض وأعضاض وعضاض. أي شجر ذي شوك. وبعير عاض: يرعى العض. نقله الجوهري، وهو في كتاب الإصلاح. والعضاض، كسحاب، ما غلظ من النبت وعسا. والعضوض، بالضم، والعضاضة، بالفتح، اللزوم. والعضيض من المياه: العضوض: كذا في نوادر أبي عمرو. وعضه القتب عضا، على المثل، نقله ابن بري. والعض، بالكسر: الخبيث الشرس. وأعض السيف بساق البعير. وهو مجاز. وبعير عضاض، كشداد: عضوض. ومن أمثالهم في فرار الجبان وخضوعه:

دردب لما عضه الثقاف

ع-ل-ض
علضه يعلضه ، من حد ضرب، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي حركه لينتزعه، نحو الوتد وما أشبهه، ونقله ابن القطاع أيضا هكذا. وقد وجد في بعض نسخ الصحاح على الهامش ما نصه. يقال: علضت الشيء أعلضه علضا، إذا حركته لتنتزعه، نحو الوتد وما أشبههه. وكذلك علهضته علهضة، إذا عالجته. والعلوض، كجلوز: ابن آوى ، بلغة حمير، نقله الجماعة.

ع-ل-م-ض
رجل علامض، كعلابط ، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال ابن دريد: أي ثقيل وخم ، كذا نتمله الأزهري والصاغاني.

ع-ل-ه-ض
علهض ، أهمله الجوهري، وقد وجد في بعض النسخ على الهامش وعليه علامة الزيادة. قال الليث: علهض رأس القارورة علهضة: عالج صمامها، ليستخرجه. و علهض العين: استخرجها من الرأس. و علهض الرجل: عالجه علاجا شديدا ن زاد في المحكم: وأداره. وقال ابن القطاع: وعضلهت مثله، وهو قول الخليل. وقال أبو حاتم: هذا بناء مستنكر. علهض منه شيئا: ناله ، هذه عبارة الليث كلها، كما نقله المصنف، ونقلها الصاغاني هكذا في العباب. وفي كتاب ابن القطاع: علهضت من المرأة، إذا تناولت منها شيئا، وزاد الأزهري بعد أن نقل ما قاله الليث: هكذا رأيته في نسخ كثيرة من كتاب العين مقيدا بالضاد، والصواب عندي الصاد. وروي عن ابن الأعرابي: العلهاص: صمام القارورة. قال: وفي نوادر اللحياني: علهص القارورة، بالصاد أيضا، إذا استخرج صمامها. وقال شجاع الكلابي فيما روى عنه عرام وغيره: العلهصة والعلفصة والعرعرة في الرأي والأمر. وهو يعلهصهم، ويعنف بهم، ويقسرهم. وقال ابن دريد في كتابه: رجل علاهض جرافض جرامض، وهو الثقيل الوخم. قال الأزهري: رجل علاهض: منكر، وما أراه محفوظا. وقال ابن سيده: عضهل القارورة وعلهضها: صم رأسها. وعلهضت الشيء، إذا عالجته لتنزعه نحو الوتد وما أشبهه. وفي التكملة: ولحم معلهض: غير نضيج، وقد سبق أيضا في الصاد المهملة.

ع-و-ض

صفحة : 4679

عوض، مثلثة الآخر، مبنية ، قال الجوهري: يضم ويفتح بغير تنوين، ومثله قول الأزهري، ولم يذكرا الثالثة. والضم قول الكسائي، والنصب أكثر وأفشى. قلت: وهو قول البصريين. تقول: عوض يا فتى، بالفتح. وقال الكوفيون: هو مبني على الضم، في معنى الأبد، مثل حيث وما أشبهها. وبالوجهين روي قول الأعشى يمدح رجلا، كما قاله الجوهري، والممدوح المحلق، واسمه عبد العزى بن حنتم بن جشم بن شداد بن ربيعة:

لعمري لقد لاحت عيون كثـيرة    إلى ضوء نار في يفاع تحرق
تشب لمقرورين يصطليانـهـا     وبات على النار الندى والمحلق
رضيعي لبان ثدي أم تقاسـمـا     بأسحم داج عوض لا نتفـرق

قال الجوهري: يقول: هو والندى رضعا من ثدي واحد. قلت ويروى: رضيعي لبان ثدي أم، أضاف اللبان إلى الثدي، كما في العباب. وأراد بأسحم داج، الليل. وقيل: سواد حلمة ثدي أمه. وقيل: أراد بالأسحم هنا الرحم. وقال ربيعة بن مقروم الضبي يمدح مسعود بن سالم الضبي:

هذا ثنائي بما أوليت مـن حـسـن     لا زلت عوض قرير العين محمودا وقال ابن بري: وشاهد عوض بالضم قول جابر بن رألان السنبسي:

يرضى الخليط ويرضى الجار منزله     ولا يرى عوض صلدا يرصد العللا وهو ظرف لاستغراق المستقبل من الزمان فقط ، كما أن قط للماضي من الزمان، لأنك تقول: لا أفارقك عوض . وعبارة الصحاح: عوض لا أفارقك، تريد لا أفارقك أبدا، كما تقول في الماضي قط ما فارقتك، ولا يجوز أن تقول: عوض ما فارقتك، كما لا يجوز أن تقول قط ما أفارقك. كذا في الصحاح. وقال ابن كيسان: قط وعوض: حرفان مبنيان على الضم، قط لما مضى من الزمان، وعوض لما يستقبل. تقول: ما رأيته قط، يا فتى، ولا أكلمك عوض، يا فتى. أو يستعمل في الماضي أيضا. أي أبدا وهذا قول أبي زيد، فإنه قال: يقال: ما رأيت مثله عوض ، أي لم أر مثله قط فقد استعمله في الماضي كما يستعمل في المستقبل، وهكذا نقله الصاغاني في كتابيه. قلت: ويشهد له أيضا قول الشاعر:

فلم أر عاما عوض أكثر هالكا     ووجه غلام يشترى وغلامه

صفحة : 4680

وهو مختص بالنفي. ويعرب إن أضيف، كلا أفعله عوض العائضين ، كما تقول دهر الداهرين، أي لا أفعله أبدا. وعوض معناه أبدا ، كما تقدم، وبه فسر أبو زيد قول الأعشى السابق، أو معناه الدهر والزمان، كذا نقله الليث عن بعضهم، سمي به لأنه ، هذا مأخوذ من عبارة ابن جني. ونص ما قاله ينبغي أن تعلم أن العوض من لفظ عوض الذي هو الدهر، ومعناه، والتقاؤهما أن الدهر إنما هو مرور النهار والليل وتصرم أجزائهما، و كلما مضى جزء منه عوضه ، ونص ابن جني: خلفه جزء آخر يكون عوضا منه. فالوقت الكائن الثاني غير الوقت الماضي الأول، قال: فلهذا كان العوض أشد مخالفة للمعوض منه، من البدل. أو عوض قسم . قال الليث: كلمة تجري مجرى القسم. قال: وبعض الناس يقول، هو الدهر، والزمان. يقول الرجل لصاحبه: عوض لا يكون ذلك أبدا، فلو كان عوض اسما للزمان إذن لجرى بالتنوين، ولكنه حرف يراد به القسم، كما أن أجل، ونعم، ونحوهما، مما لم يتمكن في التصريف حمل على غير الإعراب. أو عوض: اسم صنم لبكر بن وائل ، وبه فسر ابن الكلبي قول الأعشى:

حلفت بمائرات حول عوض      وأنصاب تركن لدى السعير قال: والسعير: اسم صنم كان لعنزة خاصة، كما في الصحاح. قال الصاغاني: ليس البيت للأعشى وإنما هو لرشيد بن رميض العنزي. ويقال: افعل ذلك من ذي عوض كما تقول: من ذي أنف وذي قبل، أي فيما تستأنف وفيما يستقبل، أضاف الدهر إلى نفسه، كما في العين. والعوض، كعنب: الخلف . وفي العباب: كل ما أعطيته من شيء فكان خلفا. وفي المحكم: العوض: البدل، وبينهما فرق لا يليق ذكره في هذا المكان، والجمع أعواض. وفي الصحاح: العوض واحد الأعواض تقول: عاضني الله منه عوضا وعوضا وعياضا ، ككتاب، وأصله عواض قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، وعوضني الله منه تعويضا، والاسم من العوض العوض والمعوضة ، كالمعونة. وتعوض منه: أخذ العوض ، وكلك اعتاض. واستعاضه: سأله العوض فعاوضه معاوضة: أعطاه إياه . تقول: اعتاضه: جاءه طالبا للعوض والصلة. قال رؤبة يمدح بلال بن أبي بردة:

نعم الفتى ومرغب المعتـاض
والله يجزي القرض بالإقراض

والعائض في قول أبي محمد عبيد الله بن محمد بن ربعي الفقعسي الحذلمي:

هل لك والعارض منك عائض
في هجمة يغدر منها القابض

 بمعنى مفعول، كعيشة راضية بمعنى مرضية، كما في الصحاح، ويروى، في مائة. ويروى: يسئر، بدل: يغدر. والقابض: السائق الشديد السوق. قال الأزهري: أي هل لك في العارض منك على الفضل في مائة يسئر منها القابض. وقد قدمنا في ع ر ض معنى هذا البيت نقلا عن الجوهر، وذكرنا ما فيه من الاختلاف فراجعه. ومما يستدرك عليه. أعاضه الله، مثل عاضه وعوضه، عن ابن جني. واعتاض: أخذ العوض. وقال الليث: عضت، بالكسر: أخذت عوضا. قال الأزهري: لم أسمعه لغير الليث. وتعاوض القوم تعاوضا: ثاب مالهم وحالهم بعد قلة. وقال ابن بري: وعوض: قبيلة من العرب. قال تأبط شرا:

صفحة : 4681

ولما سمعت العوض تدعو تنفرت     عصافير رأسي من نوى وتوانيا قلت: وهو قول ابن دريد أيضا، ولم يفسرا أكثر من ذلك، وهو عوض بن الأسود بن عمرو بن يزيد ذي الكلاع، من حمير، منهم أبو عبد الله سلمة بن داوود العوضي. قال ابن أبي حاتم: روى عن أبي المليح، صالح الحديث. وعياض، بالكسر، في الأعلام واسع. قال ابن جني: إنما أصله من عضته، أي أعطيته. والقاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرون بن موسى بن عياض، اليحصبي السبتي، قاضي سبتة، محدث مشهور مؤلف الشفاء وغيره، وحفيده أبو عبد الله محمد بن عياض، قاضي دانية، توفي سنة 575 ترجمه الخطيب في الإحاطة والمقري في أزهار الرياض. وعواض، كشداد: اسم، وكذلك معوضة، وعوض، وعويضة، كجهينة. والعويضان مصغرا: ذكر الرجل، يمانية. وأعوض، كأحمد: شعب لهذيل بتهامة، نقله ياقوت.