الباب الخامس عشر: باب الضاد المعجمة - الفصل الثاني عشر: فصل الغين مع الضاد

فصل الغين مع الضاد

غ-ب-ض
التغبيض، أهمله الجوهري. وقال الليث: هو أن يريد الإنسان بكاء فلا تجيبه العين . قال الأزهري: هذا الحرف لم أجده لغيره، وأرجو أن يكون صحيحا. قال الصاغاني: وأنشد العزيزي في هذا التركيب لجرير:

غبضن من عبراتهن وقلن لي     ماذا لقيت من الهوى ولقينـا والرواية: غيضن بالياء التحتية لا غير، كما في العباب.

غ-ر-ض
الغرض محركة: هدف يرمى فيه ، كما في الصحاح والعباب وقال ابن دريد: الغرض: ما امتثلته للرمي، ج أغراض ، كسبب وأسباب، وكثر ذلك حتى قيل: الناس أغراض المنية، وجعلتني غرضا لشتمك. وفي الحديث: لا تتخذا شيئا فيه الروح غرضا . وفي البصائر: ثم جعل اسما لكل غاية يتحرى إدراكها. الغرض: الضجر، والملال . ومنه حديث عدي فسرت حتى نزلت جزيرة العرب فأقمت بها حتى اشتد غرضي أي ضجري وملالي. وأنشد ابن بري لحمام بن الدهيقين:
لما رأت خولة مني غرضا
قامت قياما ريثا لتنهضا

ومن سجعات الأساس: إذا فاته الغرض، فته الغرض. أي الضجر. الغرض أيضا: شدة النزاع نحو الشيء والشوق إليه، غرض، كفرح، فيهما . أما في معنى الضجر فإنه يعدى بمن، يقال: غرض منه غرضا، فهو غرض، أي ضجر وقلق. ومنه الحديث كان إذا مشى عرف في مشيه أنه غير غرض أي غير قلق. وأما الغرض بمعنى الشوق فإنه يعدى بإلى، يقال: غرض إلى لقائه غرضا، فهو غرض: اشتاق إليه. قال ابن هرمة، كما وقع في التهذيب والإصلاح، وليس لابن هرمة كما في العباب:

من ذا رسول ناصح فـمـبـلـغ      عني علية غير قـيل الـكـاذب
أني غرضت إلى تناصف وجههـا     غرض المحب إلى الحبيب الغائب

ونقل الجوهري عن الأخفش في معنى غرضت إليه، أي اشتقت إليه، تفسيرها: غرضت من هؤلاء إليه، لأن العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل، قال الشاعر وهو أعرابي من بني كلاب:

فمن يك لم يغرض فإني ونافتـي     بحجز إلى أهل الحمى غرضان
تحن فتبدي ما بها من صـبـابة     وأخفي الذي لولا الأسى لقضاني

صفحة : 4682

أي لقضى علي. وقال الزمخشري: إنما عدي بإلى لتضمنه معنى اشتقت وحننت. قال شيخنا: وقد أورد ابن السيد الغرض بمعنى الملال والشوق، وعده من الأضداد، لمناقضة المحبة والشوق للملال والضجر، قال: وهو منصوص أيضا للمبرد في الكامل. قلت: ومثله في كتاب ابن القطاع. قال ابن عباد: الغرض المخافة . في الصحاح: غرض الشيء غرضا، كصغر صغرا فهو غريض، أي طري ، يقال: لحم، غريض. قال أبو زبيد الطائي يصف أسدا ولبؤته:

يظل مغبا عندهـا مـن فـرائس     رفات عظام أو غريض مشرشر ويروى: رفيت. ومغبا، أي غابا. ومشرشر، أي مقطع. والغريض: المغني المجيد، من المحسنين المشهورين، سمي للينه. وقال ابن بري: الغريض: كل غناء محدث طري، ومنه سمي المغني الغريض، لأنه أتى بغناء محدث. وقال الحافظ في التبصير : الغريض: مخنث مشهور، واسمه عبد الملك. قلت: وهو مولى الثريا بنت عبد الله بن الحارث بن أمية، التي كان يتشبب بها ابن أبي ربيعة. وماء المطر غريض لطراءته، كالمغروض ، كما في الصحاح، وأنشد للشاعر وهو الحادرة:

بغريض سارية أدرته الصبـا     من ماء أسجر طيب المستنقع وقال آخر، هو لبيد رضي الله عنه:

تذكر شجوه وتقـاذفـتـه     مشعشعة بمغروض زلال يقال: كل أبيض طري غريض، كما في الصحاح. الغريض: الطلع، كالإغريض، فيهما ، نقله الجوهري والليث. وقال ابن الأعرابي: الإغريض: الطلع حين ينشق عن كافوره. وقال الكسائي: الإغريض: كل أبيض مثل اللبن؛ وما ينشق عنه الطلع. وقال غيره: الطلع يدعونه الإغريضة. ومن سجعات الأساس: كأن ثوبها إغريض، وريقها ريق غريض، يشفى برشفه المريض. الإغريض: ما ينشق عنه الطلع. وريق الغيث: أوله. وغرض الإناء يغرضه ، من حد ضرب: ملأه ، كما في الصحاح، وكذا غرض السقاء والحوض، إذا ملأهما. وأنشد للراجز وهو أبو ثروان العكلي:

لا تأويا للحوض أن يغيضـا
أن تغرضا خير من أن تغيضا

كأغرضه . قال ابن سيده: وأرى اللحياني حكاه. غرضه أيضا، إذا نقصه عن الملء ، فهو ضد ، صرح به الجوهري، وأنشد للراجز:

لقد فدى أعناقهن المحض
والدأظ حتى مالهن غرض

صفحة : 4683

يقول: فداهن من النحر والبيع المحض والدأظ. وقال الباهلي: الغرض: أن يكون في جلودها نقصان. غرض السقاء يغرضه غرضا: مخضه، فإذا ثمر ، أي صار ثميرة قبل أن يجتمع زبده صبه فسقاه القوم ، نقله الجوهري عن ابن السكيت. قال يقال أيضا: غرض السخل يغرضه غرضا، إذا فطمه قبل إناه ، أي قبل إدراكه. غرض الشيء يغرضه غرضا: اجتناه غريضا، أي طريا، أو أخذه كذلك ، أي طريا. وفي النسخ: أو جذه، وهو غلط، كغرضه، فيهما، تغريضا. والغرض للرحل كالحزام للسرج ، والبطان للقتب، ج: غروض ، كفلس وفلوس، وأغراض أيضا، كما في الصحاح. وفي الحديث لا تشد الغرض إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، ومسجد بيت المقدس كالغرضة، بالضم ، وهو التصدير، ج غرض، ككتب وكتب ، كما في الصحاح. وأنشد الصاغاني لابن مقبل في الغروض:

إذا ضمرت وأمسى الحقب منها     مخالفة لأحقيها الـغـروض الغرض: شعبة في الوادي غير كاملة، أو أكبر من الهجيج ، قاله ابن الأعرابي. وهما قول واحد، كما هو نص ابن الأعرابي في النوادر فإنه قال: الغرض: شعبة في الوادي أكبر من الهجيج، ولا تكون شعبة كاملة، ج غرضان، بالضم والكسر . يقال: أصابنا مطر أسال زهاد الغرضان. وزهادها: صغارها. الغرض: موضع ماء . كذا بخط أبي سهل في نسخة الصحاح، وهو الصواب -ووجد في المتن بخط بعضهم: موضع ما- تركته فلم تجعل فيه شيئا . كذا في الصحاح وقال بعضهم: هو كالأمت في السقاء. وبه فسر قول الراجز:

والدأظ حتى مالهن غرض قال أبو الهيثم: الغرض: التثني . والغرض، أيضا: أن يكون سمينا فيهزل فيبقى في جسده غروض . نقله الصاغاني. عن ابن عباد: الغرض: الكف . يقال: غرضت منه، أي كففت. قال أيضا: الغرض: إعجال الشيء عن وقته . وكل شيء أعجلته عن وقته فقد غرضته، كما في العباب والتكملة. والمغرض، كمنزل، من البعير، كالمحزم للفرس . ونص العباب: من الفرس والبغل والحمار، ونص الصحاح كالمحزم من الدابة. قال: وهي جوانب البطن أسفل الأضلاع التي هي مواضع الغرض من بطونها، وأنشد للراجز، وهو أبو محمد الفقعسي:

يشربن حتى تنقض المغارض
لا عائف منها ولا معارض

وأنشد الصاغاني لابن مقبل:

ثم اضطغنت سلاحي عند مغرضها ومرفق كرئاس السيف إذ شسفا وفي اللسان: وأنشد آخر لشاعر:

عشيت جابان حتى اشتد مغرضه     وكاد يهلك لولا أنـه طـافـا أي انسد ذلك الموضع من شدة الامتلاء. وقيل: المغرض: رأس الكتف الذي فيه المشاش تحت الغرضوف. وقيل: هو باطن ما بين العضد منقطع الشراسيف. يقال: طويت الثوب على غروضه، أي غروره ، قاله الزمخشري، ونقله الصاغاني عن ابن عباد. قال أبو عبيدة: في الأنف غرضان، بالضم ، مثنى غرض. وهو ، كذا في النسخ ومثله في العباب، ونص اللسان: وهما ما انحدر من قصبة الأنف من جانبيه جميعا ، كما في العباب، وفيهما عرق البهر، كما في اللسان. قال أبو عبيدة: وأما قوله:

صفحة : 4684

كرام ينال الماء قبل شفاههملهم واردات الغرض شم الأرانب فقد قيل: إنه أراد الغرضوف الذي في قصبة الأنف فحذف الواو والفاء، ورواه بعضهم: لهم عارضات الورد وقد تقدم في ع ر ض . والغارض من الأنوف: الطويل . الغارض: من ورد الماء باكرا . يقال: وردت الماء غارضا أي مبكرا كما في الصحاح. وذلك الماء غريض، كما في اللسان، ويروى بالعين المهملة. كما تقدم. من المجاز: أغرض لهم غريضا ، أي عجن عجينا ابتكره، ولم يطعمهم بائتا . وفي الأساس: غرضت للضيف غريضا: أطعمتهم طعاما غير بائت. أغرض الناقة: شدها بالغرضة والغرض، كغرضها غرضا . ويقال: غرض البعير بالغرض: شده، وأغرضه: شد عليه الغرض. وغرض الرجل تغريضا: أكل اللحم الغريض ، أي الطري. غرض أيضا: تفكه ، نقله الصاغاني. وفي اللسان من الفكاهة وهو المزاح. قال ابن عباد: تغرض الغصن ، كما هو نص العباب، وفي التكملة: انغرض الغصن، إذا انكسر ولم يتحطم. ويشهد لما في التكملة نص اللسان: انغرض الغصن: تثنى وانكسر انكسارا غير بائن. من المجاز: غارض إبله ، إذا أوردها غارضا، أي بكرة ، كما في العباب والأساس. ومما يستدرك عليه: المغرض، كمعظم: موضع الغرضة، قاله ابن خالويه. قال: ويقال للبطن: المغرض. وقال غيره: هو الموضع الذي يقع عليه الغرض أو الغرضة، قال:

إلى أمون تشتكي المغرضا وقال ابن بري: ويجمع الغرض أيضا على أغرض، كأفلس، وأنشد لهميان بن قحافة:

يغتال طول نسعه وأغرضه
بنفخ جنبيه وعرض ربضه

وغرض الشيء يغرضه غرضا، أي كسره كسرا لم يبن. والغريض: الطري من التمر. وغرضت له غريضا: سقيته لبنا حليبا. وهو مجاز. وأتيته غارضا: أول النهار. والغريضة: ضرب من السويق، يصرم من الزرع ما يراد حتى يستفرك، ثم يشهى، وتشهيته أن يسخن على المقلى حتى ييبس، وإن شاء جعل معه على المقلى حبقا، فهو أطيب لطعمه، وهو أطيب سويق. والغريض: الماء الذي ورد عليه باكرا. والغرض: القصد. يقال: فهمت غرضك، أي قصدك، كما في الصحاح. يقال: غرضه كذا، أي حاجته وبغيته. قال شيخنا: قد كثر حتى تجوزوا به عن الفائدة المقصورة من الشيء، وهو حقيقة عرفية بعد الشيوع، لكونه مقصدا، وقبل الشيوع، استعارة أو مجاز مرسل. واغترض الشيء: جعله غرضه. وغرض أنف الرجل: شرب فنال أنفه الماء من قبل شفته. والإغريض: البرد، قاله الليث، وأنشد يصف الأسنان:

وأبيض كالإغريض لم يتثلم وقال ثعلب: الإغريض: ما في جوف الطلعة، ثم شبه به البرد، لا أن الإغريض أصل في البرد. والإغريض أيضا: قطر جليل تراه إذا وقع كأنه أصول نبل، وهو من سحابة متقطعة، وقيل: هو أول ما يسقط منها. قال النابغة:

يميح بعود الضرو إغريض بغشة     جلا ظلمة ما دون أن يتهممـا

صفحة : 4685

ويقال: غرض في سقائك، أي لا تملأه، كما في الصحاح. وفلان بحر لا يغرض، أي لا ينزح. كما في الصحاح. وفي الأساس: لا ينزف. واغترض فلان: مات شابا، نحو اختضر. وهو مجاز، كما في الأساس. وأغرض الرجل: أصاب الغرض. نقله ابن القطاع.

غ-ض-ض
غض طرفه يغض غضاضا، بالكسر، وغضا وغضاضا وغضاضة، بفتحهن ، فه مغضوض وغضيض: كفه و خفضه ، وكسره. وقيل: هو إذا دانى بين جفونه ونظر. وفي الحديث: إذا فرح غض طرفه أي كسره وأطرق، ولم يفتح عينيه ليكون أبعد من الأشر والمرح، وكذا غض من صوته. وكل شيء كففته فقد غضضته. كما في الصحاح. وأهل نجد يقولون في الأمر منه: غض طرفك. وأهل الحجاز يقولون: اغضض. وفي التنزيل: واغضض من صوتك أي اخفض الصوت. وقال جرير:

فغض الطرف إنك من نمير     فلا كعبا بلغت ولا كلابـا معناه غض الطرف ذلا ومهانة. يقال: غض طرفه: احتمل المكروه . نقله الجوهري، وقال: أنشدنا أبو الغوث:

وما كان غض الطرف منا سجية     ولكننا في مـذحـج غـربـان قلت: البيت لطهمان بن عمرو ابن سلمة. غض منه يغض، بالضم، غضا: نقص ، وقصر به، ووضع من قدره ، وعبارة الصحاح: وضع ونقص من قدره. وقوله تعالى واغضض من صوتك أي انقص من جهارته. وقوله تعالى قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم أي يحبسوا من نظرهم. قال الصاغاني: وذهب بعض النحويين إلى أن من زائدة، وأن المعنى يغضوا أبصارهم، فخالف ظاهر القرآن، وادعى فيه الصلة، وتكلف ما هو غنى عنه. ومعنى الكلام ظاهر، أي ينقصوا من نظرهم عما حرم عليهم، فقد أطلق الله لهم ما سوى ذلك. روى ابن الفرج عن بعضهم: غض الغصن وغضفه، إذا كسره فلم ينعم كسره ، كما في اللسان. والغضيض: الطري من كل شيء. الغضيض: الطلع الناعم حين يبدو، وقيل هو الثمر أول ما يطلع، كالغض، فيهما . يقال: شيء غض وغضيض، أي طري. ومنه الحديث: من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد . وقال الأصمعي: إذا بدا الطلع فهو الغضيض، فإذا اخضر قيل: خضب النخل، ثم هو البلح. وقال ابن الأعرابي: يقال للطلع الغيض والغضيض والإغريض. الغضيض من الطرف: الفاتر، كالمغضوض، فعيل بمعنى مفعول، ومنه قصيد كعب:

وما سعاد غداة البـين إذ رحـلـوا      إلا أغن غضيض الطرف مكحول وفي الصحاح: ظبي غضيض الطرف، أي فاتره، ويقال: إنك لغضيض الطرف نقي الظرف، يراد بالظرف وعاؤه. يقول: لست بخائن. وفي حديث أم سلمة: حماديات النساء غض الأطراف في قول القتيبي، وذلك إنما يكون من الحياء والخفر، وقد سبق ذكره في خ ف ر . الغضيض: الناقص الذليل ، بين الغضاضة، ج أغضة وأغضاء، وهو من غضه يغضه غضا، إذا نقصه، فهو غاض، وذاك غضيض. ولا أغضك درهما، أي لا أنقصك وإذا ثبت النقص لحقه الذل، فهذا قول المصنف: الناقص الذليل. والغض: الحديث النتاج من أولاد البقر، ج الغضاض، كجبال . قال أبو حية النميري:

صفحة : 4686

خبأن بها الغن الغضاض فأصبحت     لهن مرادا والسخال مـخـابـئا وغضضت، كمنعت وسمعت ، هكذا نقله الجوهري، وقوله: كمنعت، فيه نظر لانتفاء الشرط فيه، إلا أن يكون من باب تداخل اللغات، وقد تقدم الكلام عليه مرارا، غضاضة ، بالفتح، وغضوضة ، بالضم، نقلهما الجوهري، فأنت غض بين الغضاضة والغضوضة، أي ناضر . قال ابن بري: أنكر علي بن حمزة غضاضة، وقال: غض بين الغضوضة، لا غير. قال: وإنما يقال ذلك فيما يغتض منه ويؤنف، والفعل منه غض واغتض، أي وضع ونقص. قال ابن بري: وقد قالوا بض بين البضاضة والبضوضة، فهذا يؤيد قول الجوهري في الغضاضة. وفي التهذيب: واختلف في فعلت من غض، فقال بعضهم: غضضت تغض، وقال بعضهم: غضضت تغض. والغضاض، بالفتح والضم ، الأخير عن ابن دريد: العرنين وما والاه من الوجه ، كما في الجمهرة. أو ما بين العرنين وقصاص الشعر ، وهو موضع الجبهة. ذكره ابن دريد في الثنائي الملحق بالرباعي: الغضغاض. أو مقدم الرأس وما يليه من الوجه ، وهذا يذكر عن أبي مالك. أو الروثة نفسها. أو ما بين أسفلها إلى أعلاها ، قال:

لما رأيت العبد مشرحفا
للشر لا يعطي الرجال النصفا
أعدمته غضاضه والكفا

ورواه يعقوب في الألفاظ: غضاضه، بالغين المهملة، وقد ذكر في موضعه. الغضاض، كسحاب: ماء على يوم من الأخاديد ، كما في العباب والغضاضة: الذلة والمنقصة . يقال: ليس عليك في هذا الأمر غضاضة، أي ذلة ومنقصة وانكسار، وأنشد الليث:

وأحمق عريض عليه غضاضة      تمرس بي من حينه وأنا الرقم كالغضة، بالضم ، وهذه عن ابن عباد، والغضيضة والمغضة قال ابن الأعرابي: ما أردت بذلك غضيضة فلان ولا مغضته كقولك نقيصته ومنقصته. ويقال: ما غضضتك شيئا، أي ما نقصتك شيئا. وغضض تغضيضا: أكل الغض ، أي الطلع. أو غضض: صار غضا متنعما ، كما في العباب. أو غضض: أصابته غضاضة ، أي انكسار ومذلة، أو نعمة، كما في التكملة. وغضغضه غضغضة: نقصه كغضه يغضه غضا فتغضغض : نقص. وفي الصحاح: تغضغض الماء: نقص، وغضغضته أنا. ولما مات عبد الرحمن بن عوف قال عمرو بن العاص: هنيئا لك يا ابن عوف، خرجت من الدنيا ببطنتك ولم تتغضغض منها بشيء قال أبو عبيد: أي مات وافر الدين لم ينقص منه شيء. وقال الأزهري: أي لم يتلبس بشيء من ولاية ولا عمل ينقص أجوره التي وجبت له. وقال أبو عبيد، في باب موت البخيل وماله وافر لم يعط منه شيئا: من أمثالهم في هذا: مات فلان ببطنته، لم يتغضغض منها شيء، زاد غيره: كما يقال: مات وهو عريض البطان، أي سمين من كثرة المال، كما نقله الجوهري. والغضغضة: الغيض ، قاله الليث. يقال: بحر لا يغضغض ولا يغضغض، أي لا يغيض. أو لا ينزح، ووقع في التكملة: الغيظ بالظاء، وهو تصحيف منكر. وأنشد الجوهري للأحوص:

سأطلب بالشام الـولـيد فـإنـه     هو البحر ذو التيار لا يتغضغض وأنشد الليث:

صفحة : 4687

وجاش بتـيار يدافـع مـزبـدا      أواذي من بحر له لا يغضغض وغضا، بالضم والشد، ، أي كالأمر للاثنين بالغض: ماء لبني عامر بن ربيعة ما خلا بني البكاء ، نقله الصاغاني.

ومما يستدرك عليه: شيء باض غاض، كبض غض، أي طري ناضر لم يتغير. وامرأة غضة وغضيضة. وقال اللحياني: الغضة من النساء: الرقيقة الجلد، الظاهرة الدم، وقد غضت تغض وتغض غضاضة، وغضوضة، وهو مجاز، كما في الأساس. ونبت غض: ناعم، وظل غض. قال:

فصبحت والظل غض ما زحل أي لم تدركه الشمس، فهو غض، كما أن النبت إذا لم تدركه الشمس كان كذلك، وكل ناضر غض نحو الشاب وغيره. واغتض منه، مثل غض. والغضاضة: الفتور في الطرف. يقال: غض وأغضى، إذا دانى بين جفنيه. والغضيض الطرف: المسترخي الأجفان. والغضوضة: التنغم، عن ابن الأعرابي. ويقال للأمين: إنك لغضيض الطرف نقي الظرف. ويقال: غض من لجام فرسك، أي صوبه وانقص من غربه وحدته. وقال الليث: الغض: وزع العذل وأنشد:

غض الملامة إني عنك مشغول وغضغض الماء والشيء بنفسه: نقص، فهو لازم متعد. ومطر لا يغضغض، أي لا ينقطع. والغضغضة: أن يتكلم الرجل فلا يبين. ويقال للراكب إذا سألته أن يعرج عليك قليلا: غض ساعة، وكذلك اغضض، أي احبس لي مطيتك وقف علي. كما في الأساس. وأنشد الصاغاني للنابغة الجعدي:

خليلي غضا سـاعة وتـهـجـرا      ولوما علي ما أحدث الدهر أو ذرا أي غضا من سيركما وعرجا قليلا ثم روحا متهجرين. وانغضاض الطرف: انغماضه، وقد ذكره المصنف استطرادا في غ م ض وأحال على هذه المادة. والغضغضة: غليان القدر، نقله ابن القطاع. ومحمد بن يوسف بن الصباح الغضيضي، كان يتولى حمدونة ابنة غضيض أم ولد هارون الرشيد، وحدث عن رشد بن سعد، وعنه ابن أبي الدنيا.

غ-م-ض
الغامض: المطمئن المنخفض من الأرض. ج غوامض، كالغمض ، بالفتح. وقال أبو حنيفة: الغمض: أشد الأرض تطامنا، يطمئن حتى لا يرى ما فيه. ومكان غمض. قال رؤبة:

إذا اعتسفنا رهوة أو غمضا
فيفا كأن آله المـبـيضـا
ملاء غسال أجاد الرحضـا      ج غموض وأغماض . قال رؤبة أيضا يمدح بلال بن أبي بردة:

أنت المجلي ظلم الأغماض
كالبدر يجلو الليل بالبياض

هكذا أنشده الصاغاني. وقد غمض المكان يغمض غموضا ، من حد نصر، غمض، ككرم، غموضة وغماضة ، كذا نقله الجوهري والجماعة. الغامض: الرجل الفاتر عن الحملة ، جمعه غوامض، قاله الليث وأنشد:

والغرب غرب بقري فارض
لا يستطيع جره الغوامـض

صفحة : 4688

ويروى: نزعه الغوامض. الغامض: خلاف الواضح من الكلام، وقد غمض، ككرم ، وعليه اقتصر الجوهري والصاغاني، زاد ابن بري: غمض، مثل نصر، غموضة ، مصدر الأول، وغموضا ، مصدر الثاني، ففيه لف ونشر مرتب. قال ابن بري: وفي كلام ابن السراج، قال: فتأمله فإن فيه غموضا يسيرا، أي أن الضمير راجع للكلام. وفي الأساس: مسألة فيها غوامض. وفي اللسان: مسألة غامضة: فيها نظر ودقة. الغامض: الخامل الذليل . وفي الصحاح والعباب: رجل ذو غمض: خامل ذليل. وأنشدوا قول كعب بن لؤي لأخيه عامر بن لؤي: وفي الكلمات القدسية: إن أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ، ذو حظ من الصلاة أحسن عبادة ربه وأطاعه في السر، وكان غامضا في الناس، لا يشار إليه بالأصابع، وكان رزقه كفافا فصبر على ذلك . الغامض: الحسب الغير المعروف جمعه: أغماض، كصاحب وأصحاب. وأنشد ابن بري والصاغاني لرؤبة:

بلال يا ابن الحسب الأمحاض
ليس بأدناس ولا أغـمـاض

ويقال: إنه جمع غمض. الغامض: الغاض من الخلاخل في الساق ، وقد غمض في الساق غموضا: غض. وفي اللسان: غاص. الغامض من الكعوب : ما واراه اللحم. من السوق: السمين . غمض يغمض، من حد ضرب، من قولهم غمض عنه في البيع أو الشراء يغمض ، إذا تساهل عليه، كأغمض ، كذا في العباب والصحاح. ومن الباب الأول قراءة الجماعة إلا أن تغمضوا فيه كما سيأتي قريبا. وفي الحديث لم تأخذه إلا على إغماض الإغماض: المسامحة والمساهلة. ويقال: غمض عنه، إذا تجازوز. غمض في الأمر، هكذا في سائر الأصول، وهو غلط، والصواب كما في نوادر اللحياني غمض في الأرض يغمض ويغمض ، من حد نصر وضرب، غموضا، إذا ذهل فيها، إلى هنا نص النوادر، وسار ، وهو بمعناه. وفي الأساس واللسان: غاب، بدل: سار، وهو نص اللحياني أيضا في اللسان. غمض السيف في اللحم يغمض، من حد نصر: غاب ، عن ابن عبد. وفي الأساس: ضربته بالسيف فغمض في اللحم غمضة. ودار غامضة: غير شارعة ، وقد غمضت تغمض غموضا، قاله الليث. وفي اللسان: إذا لم تكن على شارع. وفي الأساس: وهي التي تنحت عن الشارع. وما اكتحلت غماضا ، بالفتح ويكسر، و لا غمضا، بالضم، و لا تغماضا، و لا تغميضا، بفتحهما ، ذكرهن الجوهري، ولم يذكر الصاغاني الأخير. زاد ابن سيده ولا إغماضا، بالكسر ، وأهمله الجوهري والصاغاني، أي ما نمت . وقال ابن بري: الغمض والغموض والغماض: مصدر لفعل لم ينطق به، مثل الفقر، قال رؤبة:

أرق عينيك عن الـغـمـاض
برق سرى في عارض نهاض

صفحة : 4689

يقال: ما لي في هذا الأمر غميضة ، وغميزة، أي عيب ، كما في العباب والصحاح. واغمض لي فيما بعتني ، هو من حد ضرب في سائر النسخ، والصواب أغمض، كأكرم، كما هو مضبوط في الصحاح والعباب، وغمض ، من باب التفعيل، نقله الصاغاني وابن سيده، كأنك تريد الزيادة منه لرداءته والحط من ثمنه ، فاستعمل التغميض هنا في غير النوم. يقال: أغمض في السلعة، إذا استحط من ثمنها لرداءتها، ويقول الرجل لبيعه: غمض لي في البياعة، مثل أغمض لي، أي زدني، لمكان رداءته، أو حط لي من ثمنه. وقال الزمخشري: هو مجاز. وقال ابن الأثير: يقال: أغمض في البيع يغمض، إذا استزاده من المبيع واستحطه من الثمن فوافقه عليه. وأنشد ابن بري لأبي طالب:

هما أغمضا للقوم في أخويهما    وأيديهما من حسن وصلهما صفر قال: وقال المتنحل الهذلي:

يسومونه أن يغمض النقد عندها     وقد حاولوا شكسا عليها يمارس وأغمض حد السيف: رققه ، كغمضه تغميضا، الأخير عن الزمخشري. عن ابن عباد: أغمضت العين فلانا ، إذا ازدرته ، أي احتقرته. كذا أغمض فلان فلانا ، إذا حاضره فسبقه بعد ما سبقه ذلك ، عن ابن عباد أيضا، كما نقله الصاغاني. يقال: إن المغمضات من الذنوب التي يركبها الرجل وهو يعرفها ، كما في العباب. قلت: وهو في حديث معاذ: إياكم ومغمضات الأمور وفي رواية: والمغمضات من الذنوب. وهي الأمور العظيمةث التي يركبها وهو يعرفها، فكأنه يغمض عينيه عنها تعاميا وهو يبصرها. قال ابن الأثير، وربما روي بفتح الميم، وهي الذنوب الصغار، سميت لأنها تدق وتخفى فيركبها الإنسان بضرب من الشبهة ولا يعلم أنه مؤاخذ بارتكابها. وغمضت الناقة تغميضا: ردت ، هكذا في نسخ الصحاح، وفي بعضها: ذيدت، ومثله في الأساس، عن الحوض فحملت على الذائد مغمضة عينيها فوردت . وأنشد الجوهري لأبي النجم، زاد الصاغاني: يصف ناقة:

تخـبـط الـذائد إن لـم يزحـل
تغشى العصا والزجر إن قال حل

يرسلها التغميض إن لم ترسل قلت: وبعده:

خوصاء ترمي باليتيم المحثل يقال: غمض فلان على هذا الأمر ، إذا مضى وهو يعلم ما فيه ، كما في العباب. غمض الكلام: أبهمه وهو خلاف أوضحه، كما في الصحاح. وما اغتمضت عيناي، أي ما نامتا ، نقله الجوهري والصاغاني. قال الأصمعي: يقال: أتاني ذلك على اغتماض، أي عفوا بلا تكلف و لا مشقة ، وهو مجاز. قال أبو النجم:

والشعر يأتيني على اغتماض
طوعا وكرها وعلى اعتراض

صفحة : 4690

أي أعترضه اعتراضا فآخذ منه حاجتي، من غير أن أكون قدمت الروية فيه. وانغماض الطرف: انغضاضه ، نقله الجوهري والصاغاني. والمصنف لم يذكر انغضاض الطرف في موضعه، فهو إحالة على غير مذكور. قال الليث: جاء رجل بصدقة من حشف التمر فألقاه في خلال الصدقة، فأنزل الله تعالى: ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه أي لا تنفق في قرض ربك خبيثا، فإنك لو أردت شراءه لم تأخذه حتى تغمض فيه، أي تحط من ثمنه . وقال الزجاج: أي أنتم لا تأخذونه إلا بوكس، فكيف تعطونه في الصدقة. وقال الفراء: لستم بآخذيه إلا على إغماض أو بإغماض. ويدلك على أنه جزاء أنك تجد المعنى: إن أغمضتم بعد الإغماض أخذتموه. وقرأ البراء بن عازب، رضي الله عنه، والحسن البصري، وأبو البرهسم إلا أن تغمضوا فيه بفتح التاء، وقد سبق معناه. ومما يستدرك عليه: ما غمضت، ولا أغمضت، ولا اغتمضت، أي ما نمت. لغات كلها. واغتمض البرق: سكن لمعانه، وهو مجاز، كالنائم تسكن حركاته، قال:

أصاح ترى البرق لم يغتمض     يموت فواقا ويشرى فواقـا وأغمض طرفه عني وغمضه: أغلقه. وأغمض الميت وغمضه، إغماضا وتغميضا. وتغميض العين: إغماضها وغمض عليه وأغمض: أغلق عينيه. أنشد ثعلب لحسين بن مطير الأسدي:

قضى الله يا أسماء أن لست زائلاأحبك حتى يغمض العين مغمض وسمع الأمر فأغمض عنه، وعليه، يكنى به عن الصبر. ويقال: سمعت منه كذا وكذا فأغمضت عنه وأغضيت، إذا تغافلت عنه. وفي الأساس: التغميض عن الإساءة هو الإغضاء والتغافل، وكذلك الاغتماض، وهو مجاز، وأنشد الليث:

ومن لم يغمض عينه عن صـديقـه     وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب والغوامض: صغار الإبل، واحدها غامض. والمغامض واحدها مغمض، وهو أشد غؤورا، نقله الجوهري، أي من الغمض. وأغمضت الفلاة على الشخوص: إذا لم تظهر فيها لتغييب الآل إياها وتغيبها في غيوبها. وقال ذو الرمة يصف صحراء:

إذا الشخص فيها هزة الآل أغمضت عليه كإغماض المقضي هجولها

صفحة : 4691

أي أغمضت هجولها عليه، أي يدخل الشخص في الهجول ولا يرى كما يغمض الإنسان على الشيء. والهجول: جمع الهجل من الأرض، كما في اللسان والعباب. وفي اللسان: أغمضت المفازة عليهم: لم يظهروا فيها كأنما أغمضت عليهم أجفانها، وهو مجاز. وغمض الشيء وغمض، من حد نصر وكرم، غموضا، فيهما، أي خفي. وغمض الشيء من حد نصر: صغر، نقله ابن القطاع. وكل ما لم يتجه عليك من الأمور فقد غمض عليك. ومغمضات الليل: دياجيرها. وغمض الأمر غموضا وفيه غموض. قال اللحياني: ولا يكادون يقولون: فيه غموضة. ويقال للرجل الجيد الرأي: قد أغمض النظر. وفي الأساس: لمن جاء برأي سديد، وهو مجاز. وفي المحكم: أغمض النظر، إذا أحسن النظر، أو جاء برأي جيد. وقال ابن القطاع: أغمض في النظر: أدق. ومعنى غامض، أي لطيف. وما في هذا الأمر غموضة مثل غميضة، كما في اللسان. والتغميض: الركوب على العمياء. وقال منتجع لرجل من أهل البادية: أيسرك كذا وكذا قال: ويكون خيرا، قال: لا ولكن على المغمضة.

غ-ن-ض
ومما يستدرك عليه: غنضه غنضا: جهده وشق عليه، هكذا أورده صاحب اللسان وقد أهمله الجماعة.

غ-ي-ض
غاض الماء يغيض غيضا ومغاضا ،: ومغيضا: قل ونقص ، أو غار فذهب. وفي الصحاح: قل فنصب. وفي حديث سطيح: وغاضت بحيرة ساوة أي غار ماؤها فذهب. وفي حديث خزيمة وذكر السنة وغاضت لها الدرة أي نقص اللبن، كانغاض ، لغة حجازية، قال رؤبة:

يمده فيض من الأفياض
ليس إذا خضخض بالمنغاض

غاض ثمن السلعة ، أي نقص ، نقله الجوهري. غاض الماء وثمن السلعة يغيضها غيضا، أي نقصهما ، إشارة إلى أنه يتعدى ولا يتعدى. وقال الكسائي. غاض ثمن السلعة وغضته أنا، في باب فعل وفعلته أنا. وأنشد الجوهري للراجز وهو من بني عكل:

لا تأويا للحوض أن يغيضا
أن تغرضا خير من أن تغيضا

يقول: أن تملآه خير من أن تنقصاه. وقال الأسود ين يعفر:

إما تريني قد فنيت وغاضـنـي    ما نيل من بصري ومن أجلادي معناه نقصني بعد تمامي. وقوله، أنشده ابن الأعرابي:

ولو قد عض معطسه جريري     لقد لانت عريكته وغـاضـا

صفحة : 4692

فسره فقال: أثر في أنفه حتى يذل. وقيل: غاض الماء: نقصه وفجره إلى مغيض، كأغاض . وفي الصحاح: غيض الماء: فعل به ذلك، وغاضه الله. يتعدى ولا يتعدى، وأغاضه الله أيضا. قلت: ومن المتعدي أيضا حديث عائشة تصف أباها، رضي الله عنهما: وغاض نبع الردة أي أذهب ما نبع منها وظهر. ومن اللازم الحديث: لا تقوم الساعة حتى يكون الولد غيظا، والمطر قيظا، ويفيض اللئام فيضا، ويغيض الكرام غيضا، ويجترئ الصغير على الكبير، واللئيم على الكريم أي يفنون ويقلون، وهو مجاز. ومن اللازم أيضا قوله تعالى: وما تغيض الأرحام وما تزداد قال الأخفش: أي و ما تنقص ، نقله الجوهري. وقال الزجاج: أي ما نقص من سبعة الأشهر ، كذا في سائر النسخ الموجودة، والصواب من تسعة الأشهر التي هي وقت الوضع، كما في العباب واللسان، وهو نص الزجاج، قال: وما تزداد، يعني على التسعة. وقال بعضهم: ما نقص عن أن يتم حتى يموت، وما زاد حتى يتم الحمل. وعلى هذا ما في النسخ من تقديم السين على الباء يكون صحيحا، كأنه ذهب إلى هذا القول. يشهد له قول قتادة: الغيض: السقط الذي لم يتم خلقه، أي هو النقص عن سبعة الأشهر، فتأمل. الغيض، بالكسر: الطلع . نقله ابن دريد وابن الأعرابي، وكذلك الغضيض والإغريض، وقد تقدما. أو الغيض هو العجم الخارج من ليفه . هكذا في سائر النسخ. والذي نقله الصاغاني عن أبي عمرو: الغيض: العجم الذي لم يخرج من ليفه، وذلك يؤكل كله . فانظره وتأمل. والغيضة، بالفتح: الأجمة، و هي مجتمع الشجر في مغيض ماء يجتمع فيه الماء فينبت فيه الشجر، ج: غياض وأغياض ، كما في الصحاح. الأخير على طرح الزائد ولا يكون جمع جمع، لأن جمع الجمع مطرح ما وجدت عنه مندوحة. قال رؤبة:

في غيضة شجراء لم تمعر
من خشب عاس وغاب مثمر

والمراد بالشجر أي شجر كان، أو خاص بالغرب لا كل شجر ، كما نقله أبو حنيفة عن الأعراب الأول، قال: والذي جاءت به أشعار العرب خلاف هذا، وأنشد رجز رؤبة هذا وقال: فجعلها من المثمر وغير المثمر، وجعلها غابة، وأي غرب بنجد يلي غرب الأرياف إذا اجتمعت، فهي غياض، كما في العباب. الغيضة: ناحية قرب الموصل شرقيها، عليها عدة قرى. من المجاز: أعطاه غيضا من فيض ، أي قليلا من كثير . وقال أبو سعيد: معناه أنه قد فاض ماله وميسرته، فهو إنما يعطي من قله. ومنه حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي لدرهم ينفقه أحدكم من جهده خير من عشرة آلاف درهم ينفقها أحدنا غيضا من فيض أي قليل أحدكم مع فقره خير من كثيرنا مع غنانا. وغيض دمعه تغييضا: نقصه ، وحبسه. والتغييض: أن يأخذ العبرة من عينه ويقذف بها. حكاه ثعلب، وأنشد:

غيضن من عبراتهن وقلن لي    ماذا لقيت من الهوى ولقينـا

صفحة : 4693

معناه أنهن سيلن دموعهن حتى نزفنها. قال ابن سيده: من هنا للتبعيض، وتكون زائدة على قول أبي الحسن، لأنه يرى زيادة من في الواجب، وحكة: قد كان من مطر، أي قد كان مكر. قلت: وقد سبق للمصنف في غ ب ض ما يقرب ذلك، وقد تبع الليث وصححه الأزهري، وإخاله مصحفا من هذا. فتأمل. غيض الأسد: ألف الغيضة . نقله الصاغاني وصاحب اللسان.

ومما يستدرك عليه: المغيض، يكون مصدرا، ويكون الموضع الذي يغيض فيه الماء: وغيضه تغييضا، كغاضه وأغاضه. ويكون المغيض أيضا اسم مفعول، كالمبيع. يقال: غيض ماء البحر، فهو مغيض، مفعول به. والغائض في قول الشاعر:

إلى الله أشكو من خليل أوده     ثلاث خلال كلها لي غائض قال بعضهم: أراد: غائظ بالظاء فأبدل الظاء ضادا. هذا قول ابن جني. وقال ابن سيده: ويجوز عندي أن يكون غائض غير بدل، ولكنه من غاضه، أي نقصه، ويكون معناه حينئذ أنه ينقصني ويتهضمني. وغاض الكرام: إذا قلوا، وقد تقدم. والغيض: ما كثر من الأغلاث، أي الطرفاء، والأثل، والحاج، والعكرش، والينبوت. والغيض: موضع بين الكوفة والشام.