فصل الفاء مع الضاد
ف-ح-ض
فحضه، بالمهملة، كمنعه ، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي شدخه يمانية،
قال: وأكثر ما يستعمل في الشيء الرطب كالقثاء والبطيخ ، هكذا نقله صاحب
اللسان والصاغاني.
ف-ر-ض
الفرض، كالضرب: التوقيت ، قاله ابن عرفة، ومنه قوله تعالى: فمن فرض فيهن
الحج فكل واجب مؤقت فهو مفروض، وكذا قوله تعالى: ما كان على النبي من حرج
فيما فرض الله له أي وقت الله له، وكذلك قوله تعالى: نصيبا مفروضا ، أي
مؤقتا، كل ذلك من تفسير ابن عرفة، وكذلك قول الزجاج في معنى قوله مفروضا .
وقال غيره: فمن فرض فيهن الحج أي أوجبه على نفسه بإحرامه. الفرض: الحز في
الشيء . يقال: فرضت الزند والسواك. وفرض الزند حيث يقدح منه، كما في
الصحاح، وهو قول ابن الأعرابي. وقال الأصمعي: فرض مسواكه فهو يفرضه فرضا،
إذا حزه بأسنانه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه أنه اتخذ عام الجدب قدحا فيه
فرض ، القدح: السهم قبل أن يعمل فيه الريش والنصل. والفرض: الحز في الشيء
والقطع، التفريض ، وهو التحزيز، وقد صحفه الليث في قول الشماخ:
إذا طرحا شأوا بأرض هوى له مفرض أطراف الذراعين أفلج فرواه مقرض، بالقاف، وهو بالفاء كما رواه الثقات. قال الباهلي: أراد الشماخ بالمفرض المحزر، يعني الجعل، نبه عليه الأزهري. قال: وأراد بالشأو: ما يلقيه العير والأتان من أرواثهما. وقالوا: الجعلان مفرضة، كأن فيها حزوزا. الفرض من القوس: موقع الوتر . وفي الصحاح: فرض القوس: الحز الذي يقع عليه الوتر. ج فراض وفروض أيضا. قال الشاعر:
من الرضمات البيض غير لونها
بنات فراض المرخ واليابس الجزل
صفحة : 4694
هكذا أنشده ابن دريد في فراض جمع فرض بمعنى الحز. الفرض: ما أوجبه الله
تعالى ، كالمفروض ، هكذا في سائر النسخ، ولو قال، كالتفريض، كان أحسن، كما
في اللسان. قال: والتشديد للتكثير. قال الجوهري: سمي بذلك لأن له معالم
وحدودا. وفي العباب: وقيل: لأنه لازم للعبد كلزوم الفرض للقدح، وهو الحز
فيه. وفي البصائر: الفرض كالإيجاب، لكن الإيجاب اعتبارا بوقوعه، والفرض
اعتبارا بقطع الحكم فيه. وفي اللسان: وهما سيان عند الشافعي، رحمه الله.
قلت: وعند أبي حنيفة: الفرق بين الواجب والفرض، كالفرق بين السماء والأرض.
وقيل: كل موضع ورد: فرض الله عليه، فبمعنى الإيجاب، وما ورد من: فرض الله
له، فهو أن لا يحظره على نفسه. الفرض: القراءة ، عن ابن الأعرابي. يقال:
فرضت جزئي، أي قرأته. الفرض: السنة. يقال: فرض رسول الله صلى الله عليه
وسلم، أي سن ، تفرد به ابن الأعرابي. وقال غيره: فرض رسول الله صلى الله
عليه وسلم، أي أوجب وجوبا لازما. قال الأزهري: وهذا هو الظاهر. الفرض: نوع
، وفي الصحاح: جنس من التمر . قال الأصمعي: أجود تمر عمان الفرض، والبلعق،
قال شاعرهم:
إذا أكلت سمكا وفرضا
ذهبت طولا وذهبت عرضا
كذا في الصحاح، وفي العباب: وزعم أبو الندى أنه من مداعبات الأعراب. قال: والإنشاد الصحاح:
لو اصطبحت قارصا ومحضا
ثم أكلت رائبا وفرضا
والزبد يعلو بعض ذاك بعضا
ثم شربت بعده المرضا
سمقت طولا وذهبت عرضا
كأنما آكل مالا قرضا
وفي اللسان: قال أبو حنيفة: وأخبرني بعض أعراب عمان قال: إذا أرطبت نخلته فتؤخر عن اخترافها تساقط عن نواه فبقيت الكباسة ليس فيها إلا نوى معلق بالتفاريق قال الليث: الفرض: الجند يفترضون ، أي يأخذون عطاياهم، والجمع الفروض، هكذا رواه الأزهري عنه. قال الصاغاني: ولم أجده في كتاب الليث. الفرض: الترس . نقله الجوهري عن أبي عبيد. قال: وأنشد لصخر الغي يصف برقا، كما في العباب:
أرقت له مثل لمع البشير
يقلب بالكف فرضا خفيفا
صفحة : 4695
قلت: ويروى قلب بالكف . وقرأت في شرح الديوان: الفرض: تريس خفيف، وإنما سمي
به لأنه فرض، أي قد وأدير. شبه البرق بترس خفيف يقلبه بشير بيده ليراه قوم
فيتبشروا، شبه بالفرض لسرعته. وفي الصحاح: ولا تقل: قرصا خفيفا، وهو قول
أبي عبيد. وفي العباب هو قول أبي عمرو. قيل: الفرض: عود من أعواد البيت
هكذا في سائر النسخ وهو غلط، والصواب: الفرض في البيت: عود كما في العباب،
وهو قول الجمحي. ولما رأى المصنف لفظ البيت في العباب ظن أن العود من
أعواده، وإنما المراد من البيت بيت صخر الغي السابق، فتأمل. وقال الجمحي
أيضا. وسمعت القدح، وسمعت الخرقة، والعود أجود. يقال: هو الثوب ، أعني
الفرض في البيت، رواه الأصمعي عن بعض أعراب هذيل. وفي شرح الديوان: قال
الأخفش: يقال: هو القدح، ويقال هو الثوب. وفي العباب: وقيل: الفرض في البيع
المذكور هو الحز في زند النار. الفرض: العطية الموسومة . كذا في النسخ
بالواو. وفي الصحاح والعباب: المرسومة، بالراء، وهو الصواب. يقال: ما أصبت
منه فرضا ولا قرضا. قال ابن دريد: الفرض: ما فرضته على نفسك فوهبته أو جدت
به لغير ثواب . والقرض بالقاف. ما أعطيت من شيء لتكافأ عليه أو لتأخذه
بعينه. وأنشد ابن فارس للحكم بن عبدل:
وما نالها حتى تجلت وأسفرت أخو ثقة بقرض ولا فرض الفرض من الزند حيث يقدح منه. أو هو الحز الذي فيه ، وبه فسر بعضهم قول صخر الغي السابق، كالفرضة بالضم. قوله تعالى: سورة أنزلناها وفرضناها أي جعلنا فيها فرائض الأحكام ، أو ألزمناكم العمل بما فرض فيها. قرأ ابن كثير وأبو عمرو: وفرضناها، بالتشديد ، ومعناه حينئذ على وجهين: أحدهما على معنى التكثير، أي جعلنا فيها فريضة بعد فريضة كما في العباب، وفي اللسان: أي إنا فرضنا فيها فروضا، أو فصلناها ، وعليه اقتصر الجوهري نقلا عن أبي عمرو، وزاد الأزهري: وبيناها ، والذي في التهذيب: أي بينا وفصلنا ما فيها من الحلال والحرام. والفراض، ككتاب: اللباس . يقال: ما عليه فراض، أي شيء من لباس، كما في الصحاح. ويقال: ما عليه فراض، أي ثوب. وقال أبو الهيثم: ما عليه ستر. الفراض: فوهة النهر . قال لبيد، رضي الله عنه، يذكر الملوك الماضية:
والحارث الحراب خلـى عـاقـلا دارا أقـام بـهـا ولـم يتـنـقـل
تجري خزائنه على فراض الجدول الفراض: ع بين البصرة واليمامة قرب فليج من ديار بكر بن وائل، قال القعقاع: لقينا بالفراض جموع روم وفرس غمها طول السلام وقال ابن أحمر:
جزى الله قومي بالأبـلة نـصـرة ومبدى لهم حول الفراض ومحضرا الفراض: الطرق ، عن الليث. قال عمرو بن معد يكرب، رضي الله عنه:
سددت فراضها لهم ببيتي
وبعضهم بقنتـه يغـدي
صفحة : 4696
يريد أنه نزل بين الطرق ليقري. وفرضت البقرة، كضرب، وكرم، فروضا، وفراضة ،
فيه لف ونشر مرتب، نقلهما الجوهري والصاغاني، وقال الأزهري: يقال من
الفارض: فرضت، وفرضت، ولم نسمع بفرض، أي كبرت وطعنت في السن ، ومنه قوله
تعالى: لا فارض ولا بكر قال الفراء وقتادة: الفارض: الهرمة. والبكر:
الشابة. قال علقمة بن عوف، وقد عنى بقرة هرمة:
لعمري لقد أعطيت ضيفك فارضا
تجر إليه ما تقوم علـى رجـل
ولم تعطه بكرا فيرضى سمـينة
فكيف يجازي بالمودة والفـعـل
وقال أمية في الفارض أيضا:
كميت بهيم اللون ليس بفارض ولا بخصيف ذات لون مرقم وقال أبو الهيثم: الفارض هي المسنة. وقال أبو زيد: بقرة فارض، وهي العظيمة السمينة، والجمع: فوارض. قد يستعمل الفارض في المسن الضخم من الرجال. و في الصحاح: الضخم من كل شيء ، فيكون للمذكر والمؤنث، قاله الأصمعي، أي فلا يقال فارضة. يقال: رجل فارض وقوم فرض، وهو مجاز. قال رجل من فقيم، كما في اللسان، وفي العباب: قال ضب العدوي:
شيب أصداغي فرأسي أبيض
محامل فيها رجال فـرض
ويروى:
شيبني فالرأس مني أبيض وروى ابن الأعرابي:
محامل بيض وقوم فرض قال: يريد أنهم ثقال كالمحامل. قال ابن بري: ومثله قول العجاج:
في شعشعان عنق يمـخـور
حابي الحيود فارض الحنجور
ورجال فرض، أي ضخام، وقيل مسان.
ومن الفارض بمعنى الكبش المسن قول الشاعر:
شولاء مسك فارض نهي
من الكباش زامر خصي
يقال: لحية فارض ، كما في العباب، وفارضة، كما في الصحاح نقلا عن الأخفش، وجمع بينهما صاحب اللسان، أي ضخمة عظيمة، وهو مجاز. ومن سجعات الأساس: قلت السعادة على اللحية الفارض، الثقيلة على العوارض. وكذا شقشقه فارض، ولهاة فارض ، وسقاء فارض. قال الفقعسي يذكر غربا واسعا:
والغرب غرب بقري فارض نقله ابن بري. وأنشد الصاغاني له أيضا يصف فحلا:
له زجاج ولـهـاة فـارض
حدلاء كالوطب نحاه الماخض
ج فرض، كركع ، وقد تقدم شاهده. يقال للشيء القديم فارض، قال:
يا رب ذي ضغن علي فارض
له قروء كقروء الـحـائض
صفحة : 4697
قال: عنى بضب فارض عداوة عظيمة كبيرة، من الفارض التي هي المسنة. وقوله: له
قروء، إلخ، يقول: لعداوته أوقات تهيج فيها مثل وقت الحائض. الفارض: العارف
بالفرائض ، وهو علم قسمة المواريث، الفريض ، وهذه عن ابن عباد كما نقله
الصاغاني. وفي اللسان: رجل فارض وفريض: عالم بالفرائض كعالم وعليم، عن ابن
الأعرابي، والفرضي ، بياء النسبة، وقد فرض، ككرم، فراضة . قال شيخنا: فيه
أيضا ككتب، حكاه ابن القطاع. قلت: الذي رأيته في كتاب الأبنية له، ذكر
الوجهين في فرضت البقرة لا في فرض الرجل، بل لم يذكر في كتابه هذا الحرف،
فتأمل. يقال: هو أفرض الناس ، أي أعلمهم بقسمة المواريث. ومنه الحديث
وأفرضهم زيد بن ثابت وفي الصحاح: أفرضكم. والفريضة: ما فرض في السائمة من
الصدقة ، نقله الجوهري. ووجه أبو بكر أنسا، رضي الله عنهما، إلى البحرين،
وكتب له كتابا صدره: بسم الله الرحمن الرحيم، هذه فريضة الصدقة التي فرض
رسول الله صلى الله عليه وسلم على المسلمين، فمن سئلها من المسلمين على
وجهها فليعطها، ومن سئل فوقها فلا يعط . الفريضة: الهرمة المسنة، ومنه
الحديث لكم يا بني نهد في الوظيفة الفريضة . وهي الفارض أيضا، كالفريض،
بغير هاء، وقد فرضت فهي فارض، وفارضة، وفريضة، ومثله في التقدير: طلقت فهي
طالق و طالقة وطليقة. الفريضة: الحصة المفروضة ، اسم من فرض الشيء يفرضه
فرضا: أوجبه على إنسان بقدر معلوم. وسهم فريض: مفروض فوقه ، وقد فرض فوقه
فهو مفروض وفريض، أي حزه. والفريضتان: الجذعة من الغنم والحقة من الإبل ،
نقله الجوهري، وهو قول ابن السكيت. وفي حديث حنين: فإن له علينا ست فرائض
جمع فريضة، وهو البعير المأخوذ في الزكاة، سمي فريضة لأنه فرض واجب على ذي
المال، ثم اتسع فيه حتى سمي البعير فريضة في غير الزكاة. وقال أبو الهيثم:
فرائض الإبل التي تحت الثني والربع. يقال للقلوص التي تكون بنت سنة وهي
تؤخذ في خمس وعشرين: فريضة. والتي تؤخذ في ست وثلاثين، وهي بنت لبون وهي
بنت سنتين: فريضة، والتي تؤخذ في ست وأربعين، وهي حقة وهي ابنة ثلاث سنين:
فريضة. والتي تؤخذ في إحدى وستين: جذعة وهي فريضتها، وهي ابنة أربع سنين.
فهذه فرائض الإبل وقال غيره: سميت فريضة لأنها فرضت، أي أوجبت في عدد معلوم
من الإبل، فهي مفروضة وفريضة، وأدخلت فيها الهاء لأنها جعلت اسما لا نعتا.
وفي الحديث في الفريضة تجب عليه ولا توجد عنده يعني السن المعين للإخراج في
الزكاة. وقيل: هو عام في كل فرض مشروع من فرائض الله عز وجل. والفرض،
بالكسر: ثمر الدوم ما دام أحمر ن نقله الصاغاني عن أبي عمرو. والفرياض،
كجريال: الواسع ، قال العجاج:
نهر سعيد خالص البـياض
منحدر الجرية في اعتراض
يجري على ذي ثبج فرياض
خلف قرقيساء في الغـياض
كأن صوت مائه الخضخاض
إجلاب جن بنقا منقاض
صفحة : 4698
قال ابن دريد: فرياض، بلا لام: ع . وقال الأزهري: رأيت بالستار الأغبر عينا
يقال له فرياض تسقي نخلا، وكان ماؤها عذبا. قال رؤبة:
يغزون من فرياض سيحا ديسقا المفرض: كمنبر: حديدة يحز بها ، نقله الجوهري والصاغاني. والفرضة بالضم من النهر: ثلمة يستقى منها . الفرضة من البحر: محط السفن ، كذا في نسخ الصحاح، وفي بعضها: مرفأ السفن. الفرضة من الدواة: محل النقس منها. الفرضة: نجران الباب : يقال: وسع فرضة الباب، وفرضة الدواة. وجمع الكل فرض وفراض، وفرض النهر وفراضه: مشارعه. وقال الأصمعي: الفرضة: والفضفاضة: الجارية اللحيمة الجسيمة: الطويلة . قال رؤبة:
أزمان ذات الكفل الرضراض
رقراقة في بدنها الفضفـاض
وافتضها: افترعها ، مثل اقتضها، بالقاف. افتض الماء: صبه شيئا بعد شيء . ومنه حديث غزوة هوازن: فجاء رجل بنطفة من إداوة فافتضها، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصبت في قدح فتوضأنا كلنا ويروى بالقاف أيضا، أي فتح رأسها. أو افتضه: أصابه ساعة يخرج ، كما في الصحاح، أي من العين، أو يصوب من السحاب. افتضت المرأة: كسرت عدتها بمس الطيب أو بغيره ، كقلم الظفر، أو نتف الشعر من الوجه، أو دلكت جسدها بدابة أو طير ليكون ذلك خروجا عن العدة، أو كانت من عادتهم أن تمسح قبلها بطائر وتنبذه فلا يكاد يعيش . وفي حديث أم سلمة أنها قالت: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن ابنتي توفي عنها زوجها وقد اشتكت عينيها، أفتكحلهما? فقال: لا، مرتين أو ثلاثا إنما هي أربعة أشهر وعشرا. وقد كانت إحداكن ترمي بالبعرة على رأس الحول ، ومعنى الرمي بالبعرة أن المرأة كانت إذا توفي عنها زوجها دخلت حفشا ولبست شر ثيابها حتى تمر بها سنة، ثم تؤتة بدابة: شاة أو طائر فتفتض بها، فقلما تفتض بشيء إلا مات، ثم تخرج فتعطى بعرة فترمي بها. وقال ابن مسلم: سألت الحجازيين عن الافتضاض، فذكروا أن المعتدة كانت لا تغتسل ولا تمس ماء، ولا تقلم ظفرا، ولا تنتف من وجهها شعرا، ثم تخرج بعد الحول بأقبح منظر، ثم تفتض بطائر تمسح به قبلها وتنبذه فلا يكاد يعيش. أي تكسر ما هي فيه من العدة بذلك، قال: وهو من العدة بذلك، قال: وهو من فضضت الشيء، أي كسرته، كأنها تكون في عدة من زوجها فتكسر ما كانت فيه، وتخرج منه بالدابة. قال ابن الأثير: ويروى بالقاف والباء الموحدة. وقال الأزهري: وقد روى الشافعي هذا الحديث غير أنه روى هذا الحرف بالقاف والضاد، أي من القبض، وهو الأخذ بأطراف الأصابع. والفضفضة: سعة الثوب، والدرع، والعيش : يقال: ثوب فضفاض، وعيش فضفاض، ودرع فضفاضة، أي واسعة. كما في الصحاح. وفي حديث سطيح :
أبيض فضفاض الرداء والبدن أراد: واسع الصدر والذراع فكنى عنه بالرداء والبدن، وقيل أراد كثرة العطاء.
ومما يستدرك عليه: المفضوض:
المكسور، كالفضيض، وهو المفرق أيضا:
صفحة : 4699
والفضاضة، كثمامة: الفضاض. وفي حديث ذي الكفل: لا يحل لك أن تفض الخاتم وهو
كناية عن الوطء. وانفض الشيء: انكسر، وقيل: تفرق. وانفض القوم: تفرقوا،
نقله الجوهري. وفي الحديث: لو أن أحدا انفض انفضاضا مما صنع بابن عفان لحق
له أي انقطعت أوصاله وتفرقت جزعا وحسرة. قال ذو الرمة:
تكاد تنفض منهن الحيازيم أي تنقطع. ويروى الحديث بالقاف أيضا. وتفضض القوم: تفرقوا، كانفضوا، وكذلك تفضض الشيء، إذا تفرق. وطارت عظامه فضاضا، إذا تطايرت عند الضرب. وتمر فض: متفرق لا يلزق بعضه ببعض، عن ابن الأعرابي. وفضضت ما بينهما: قطعت. والفضيض من النوى: الذي يقذف من الفم. ومكان فضيض: كثير الماء. وفض الماء: سال. وفضه: صبه. ورجل فضفاض: كثير العطاء. شبه بالماء الفضفاض. وتفضفض بول الناقة، إذا انتشر على فخذيها. وناقة كثيرة فضيض اللبن. ويصفونها بالغزارة. ورجل كثير فضيض الكلام. يصفونه بالكثارة. وأفض العطاء: أجزله. وشيء مفضض: مموه بالفضة. ولجام مفضض: مرصع بالفضة. نقله الجوهري. وحكى سيبويه: تفضيت، من الفضة، أراد تفضضت. قال ابن سيده: ولا أدري ما عنى به، اتخذتها أم استعملتها، وهو من محول التضعيف. ودرع فضافضة، أي واسعة. وأرض فضفاض: قد علاها الماء من كثرة المطر. وفضفض الثوب والدرع: وسعهما. قال كثير:
فنبذت ثم تـحـية فـأعـادهـا غمر الرداء مفضفض السربال والفضفاض: الكثير الواسع. قال رؤبة:
يسعطنه فضفاض بول كالصبر وسحابة فضفاضة: كثيرة المطر. وقال الليث: فلان فضاضة ولد أبيه، أي آخرهم. وقال الأزهري: والمعروف: نضاضة ولد أبيه، بالنون بهذا المعنى. وفض المال على القوم: فرقه. وفض الله فاه، وأفضه. وقد تقدم إنكار الجوهري إياه، ونقله ابن القطاع هكذا. وخرز فض: منتثر، نقله الزمخشري. وكمحدث، أبو الحسن علي ابن أحمد بن علي المفضض الشرواني، كتب عنه أبو طاهر السلفي في معجم السفر وأثنى عليه.
ف-و-ض
فوض إليه الأمر تفويضا: رده إليه ، وجعله الحاكم فيه. ومنه قوله تعالى:
وأفوض أمري إلى الله . فوض المرأة تفويضا: زوجها بلا مهر ، وهو نكاح
التفويض. وقوم فوضى، كسكرى: متساوون لا رئيس لهم ، نقله الجوهري، وأنشد
للأفوه الأودي:
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا سراة إذا جهـالـهـم سـادوا
صفحة : 4700
أو الناس فوضى، أي متفرقون ، قاله الليث. قال: وهو جماعة الفائض، ولا يفرد
كما يفرد الواحد من المتفرقين. والوحش فوضى، أي متفرقة تتردد. أو نعام
فوضى: مختلط بعضهم ببعض ، وكذلك جاء القوم فوضى، كما في الصحاح. وقيل: هم
الذين لا أمير لهم، ولا من يجمعهم. وأمرهم فوضى بينهم وفيضى: مختلط، عن
اللحياني. وقال: معناه: سواء بينهم. ويقال: أمرهم فوضوضاء بينهم، بالمد،
ويقصر، إذا كانوا مختلطين يتصرف كل منهم فيما للآخر ، يلبس هذا ثوب هذا،
ويأكل هذا طعام هذا، لا يؤامر واحد منهم صاحبه فيما يفعل من غير أمره، قاله
أبو زيد. والمفاوضة: الاشتراك في كل شيء ، ومنه شركة المفاوضة، وهي العامة
في كل شيء. وشركة العنان في شيء واحد. قاله الليث. وقال الأزهري في ترجمة ع
ن ن وشاركته شركة مفاوضة وذلك أن يكون مالهما جميعا من كل شيء يملكانه
بينهما. وقيل شركة المفاوضة أن يشتركا في كل شيء في أيديهما أو يستفيئانه
من بعد، وهذه الشركة باطلة عند الشافعي. وعند أبي حنيفة وصاحبيه جائزة.
كالتفاوض . يقال: تفاوض الشريكان في الماء. إذا اشتركا فيه أجمع. المفاوضة:
المساواة ، والمشاركة، مفاعلة من التفويض. ومنه حديث معاوية قال لدغفل
النسابة: بم ضبطت ما أرى? قال: بمفاوضة العلماء. قال: وما مفاوضة العلماء?
قال: كنت إذا لقيت عالما أخذت ما عنده وأعطيته ما عندي. أي كأن كل واحد
منهما رد ما عنده إلى صاحبه. أراد محادثة العلماء ومذاكرتهم في العلم.
المفاوضة أيضا: المجاراة في الأمر . يقال: فاوضه في أمره، أي جاراه.
وتفاوضوا الحديث: أخذوا فيه. وتفاوضوا في الأمر: فاوض فيه بعضهم بعضا ، كما
في الصحاح. ومما يستدرك عليه: يقال: متاعهم فوضى بينهم، إذا كانوا فيه
شركاء. ويقال أيضا: فوضى فضا، قال:
طعامهم فوضى فضا في رحالهم ولا يحسنون السـر إلا تـنـاديا كما في اللسان. وفي العباب: الفوضة الاسم من المفاوضة. ويقال: رأيت التفواضة لفلان، أي بقية الحياة.
ف-ه-ض
فهضه، كمنعه ، فهضا. أهمله الجوهري والصاغاني في التكملة، وذكره في العباب
عن ابن دريد، أي كسره وشدخه ، وذكره صاحب اللسان أيضا، وقد تقدم مثل ذلك في
ف ح ض وأنه لغة يمانية.
ف ي ض
صفحة : 4701
فاض الماء والدمع وغيرهما يفيض فيضا، وفيوضا، بالضم والكسر وفيوضة وفيضوضة
وفيضانا ، بالتحريك، أي كثر حتى سال كالوادي . وفي الصحاح: على ضفة الوادي،
ومثله في العباب. وفي الحديث: ويفيض المال أي يكثر. من فاض الماء. فاض صدره
بالسر ، إذا امتلأ و باح به، ولم يطق كتمه، وكذلك النهر بمائه، والإناء بما
فيه. فاض الرجل يفيض فيضا وفيوضا: مات، و كذلك فاضت نفسه ، أي خرجت روحه ،
نقله الجوهري عن أبي عبيدة والفراء، قالا: وهي لغة في تميم، وأبو زيد مثله.
قال: الأصمعي: لا يقال فاض الرجل، ولا فاضت نفسه، وإنما يفيض الدمع والماء.
زاد في العباب: ولكن يقال فاظ، بالظاء، إذا مات، ولا يقال: فاض بالضاد
البتة، فأنشده أبو عبيدة رجز دكين بن رجاء الفقيمي:
تجمع الناس وقالوا عرس
إذا قصاع كالأكف خمس
زلحلحات مصغرات ملس
ودعيت قيس وجاءت عبس
ففقئت عين وفاضت نفس
وهذه لغة دكين. فقال الأصمعي: الرواية: وطن الضرس. وفي اللسان: وقال ابن الأعرابي: فاض الرجل وفاظ، إذا مات وكذلك فاظت نفسه. وقال أبو الحسن: فاظت نفسه، الفعل للنفس. وفاض الرجل يفيض، وفاظ يفيظ فيظا وفيوظا. وقال الأصمعي: سمعت أبا عمرو يقول: لا يقال: فاظت نفسه، ولكن يقال: فاظ، إذا مات، بالظاء ، ولا يقال: فاض، بالضاد البتة. وقال ابن بري: الذي حكاه ابن دريد عن الأصمعي خلاف ما نسبه الجوهري له. قال ابن دريد: قال الأصمعي: تقول العرب: فاظ الرجل، إذا مات، فإذا قالوا: فاضت نفسه، قالوا بالضاد، وأنشد:
ففقئت عين وفاضت نفس قال: وهذا هو المشهور من مذهب الأصمعي. وإنما غلط الجوهري لأن الأصمعي حكى عن أبي عمرو أنه لا يقال: فاضت نفسه. ولكن يقال: فاظ، إذا مات. ولا يقال: فاض بالضاد بتة، قال: ولا يلزم مما حكاه من كلامه أن يكون معتقدا له. قال: وأما أبو عبيدة فقال: فاظت نفسه، بالظاء، لغة قيس، وفاضت، بالضاد، لغة تميم. وقال أبو حاتم: سمعت أبا زيد يقول: بنو ضبة وحدهم يقولون: فاضت نفسه، وكذلك المازني عن أبي زيد قال: كل العرب تقول: فاظت نفسه إلا بني ضبة فإنهم يقولون: فاضت نفسه، بالضاد. فاض الخبر يفيض فيضا: شاع. و فاض الشيء فيضا: كثر . ومنه الحديث: ويفيض اللئام فيضا أشار إليه الجوهري. وهو مجاز. وفياض، ككتان: فرس لبني جعد . وفي العباب والتكملة: لبني جعدة. وفي اللسان: من سوابق خيل العرب. وأنشد للنابغة الجعدي، رضي الله عنه:
وعناجيج جـياد نـجـب
نجل فياض ومن آل سبل
صفحة : 4702
ومثله في العباب. أبو عبيدة شاذ بن فياض اليشكري البصري، محدث ، واسمه
هلال، وشاذ لقبه. واشترى طلحة بن عبيد الله التيمي، رضي الله عنه، بئرا في
غزوة ذي قرد فتصدق بها، ونحر جزورا فأطعمها الناس، فقال له رسول الله صلى
الله عليه وسلم : يا طلحة أنت الفياض فلقب به ، لسعة عطائه وكثرته، وكان
قسم في قومه أربعمائة ألف، وكان جوادا. كذا في كتب السير. في ذكر الدجال:
ثم يكون على إثر ذلك الفيض . قال شمر: سألت البكراوي عنه فقال: الفيض:
الموت ، هاهنا: قال: ولم أسمعه من غيره، إلا أنه: فاضت نفسه، أي لعابه الذي
يجتمع على شفتيه عند خروج روحه. الفيض: نيل مصر ، قاله الجوهري، ومثله في
العباب. وفي التكملة: موضع في نيل مصر. قال الجوهري: قال الأصمعي: نهر
البصرة يسمى الفيض. وقال غيره: فيض البصرة: نهرها، غلب ذلك عليه لعظمه.
الفيض: الكثير الجري من الخيل ، كالسكب. يقال: فرس فيض وسكب. الفيض: فرس
لبني ضبيعة بن نزار . نقله الصاغاني الفيض: فرس أخرى لعتبة ابن أبي سفيان .
يقال: فر عتبة يوم صفين، فقال عبد الرحمن ابن الحكم يعيره بذلك:
أأن أعطيت سابغة وطرفا
يسمى الفيض ينهمر انهمارا
تركت السادة الأخيار لما
رأيت الحرب قد نتجت حوارا
لعـمر أبـيك والأنباء تنمي
لقد أبعدت يا عتب الفـرارا
صفحة : 4703
قال أبو زيد: أمرهم فيضيضى بينهم وفيضوضى، ويمدان، وفيوضى، بالفتح، أي فوضى
، وذلك إذا كانوا مختلطين يلبس هذا ثوب هذا ويأكل هذا طعام هذا، لا يؤامر
أحد منهم صاحبه فيما يفعل من أمره. وذكر اللحياني أيضا مثل قول أبي زيد.
وأرض ذات فيوض ، أي فيها مياه تفيض ، أي تسيل حتى تعلو. وأفاض الماء على
نفسه: أفرغه . نقله الجوهري. أفاض الناس من عرفات إلى منى، أي دفعوا . كما
في الصحاح، وقيل: بكثرة، أو رجعوا وتفرقوا، أو أسرعوا منها إلى مكان آخر .
الأخير مأخوذ من قول ابن عرفة. وبكل ذلك فسر قوله تعالى: فإذا أفضتم من
عرفات قال أبو إسحاق: دل بهذا اللفظ أن الوقوف بها واجب؛ لأن الإفاضة لا
تكون إلا بعد وقوف. ومعنى أفضتم: دفعتم بكثرة. وقال خالد ابن جنبة:
الإفاضة: سرعة الركض. وأفاض الراكب إذا دفع بعيره سيرا بين الجهد ودون ذلك،
قال: وذلك نصف عدو الإبل عليها الركبان، ولا تكون الإفاضة إلا وعليها
الركبان. وقال غيره: الإفاضة: الزحف والدفع في السير بكثرة، ولا يكون إلا
عن تفرق وجمع. وأصل الإفاضة: الصب، فاستعيرت للدفع في السير، وأصله أفاض
نفسه أو راحلته، ولذلك فسروا أفاض بدفع، إلا أنهم رفضوا ذكر المفعول،
ولرفضهم إياه أشبه غير المتعدي، ومنه طواف الإفاضة يوم النحر، يفيض من منى
إلى مكة فيطوف ثم يرجع. قال الجوهري: وكل دفعة إفاضة . أفاضوا في الحديث :
انتشروا. وقال اللحياني: هو إذا اندفعوا فيه وخاضوا، وأكثروا. وفي التنزيل
العزيز: إذ تفيضون فيه أي تندفعون فيه وتنبسطون في ذكره. وحديث مفاض فيه ،
ومنه قوله تعالى أيضا: لمسكم فيما أفضتم أفاض الإناء : أتأقه. عن اللحياني.
قال ابن سيده: وعندي أنه إذا ملأه حتى فاض ، وكذلك في الصحاح والعباب. من
المجاز: أفاض القداح، و أفاض بها ، وعليها: ضرب بها . نقله الجوهري، وأنشد
قول أبي ذؤيب يصف حمارا وأتنه:
فكـأنـهـن ربـابة وكـأنـه يسر يفيض على القداح ويصدع قال: يعني: بالقداح. وحروف الجر ينوب بعضها مناب بعض. كذا في الصحاح والعباب. والذي قرأته في شرح الديوان: وكأنه يسر: الذي يضرب بالقداح، وإفاضته أن يرسلها ويدفعها. ويصدع: يفرق بالحكم، أي يخبر بما يجيء به. ويروى: يخوض على القداح. أراد يخوض بالقداح فلم يستقم، فأدخل على مكان الباء. فتأمل. وقال الأزهري: كل ما كان في اللغة من باب الإفاضة فليس يكون إلا عن تفرق وكثرة. وفي حديث ابن عباس أخرج الله ذرية آدم من ظهره، فأفاضهم إفاضة القدح هي الصرب به وإجالته عند القمار. والقدح: السهم، واحد القداح التي كانوا يقامرون بها. ومنه حديث اللقطة ثم أفضها في مالك، أي ألقها فيه واخلطها به. أفاض البعير: دفع جرته من كرشه فأخرجها. نقله الجوهري. قال: ومنه قول الشاعر، قلت: وهو قول الراعي:
وأفضن بعد كظومهن بـجـرة
من ذي الأبارق إذ رعين حقيلا
صفحة : 4704
وقيل: أفاض البعير بجرته: رماها متفرقة كثيرة. وقيل: هو صوت جرته ومضغه.
وقال اللحياني: هو إذا دفعا من جوفه وأنشد قول الراعي. ويروى : من ذي
الأباطح. ويقال: كظم البعير إذا أمسك عن الجرة. والمفاضة من الدروع:
الواسعة . نقله الجوهري. وقد أفيضت، وأفاضها عليه، كما يقال صلها عليه. وهو
مجاز. المفاضة من النساء: الضخمة البطن . كما في الصحاح، وزاد في اللسان:
المسترخية اللحم، وقد أفيضت، وزاد غيره: البعيدة الطول عن الاعتدال. وفي
الأساس: هي خلاف المجدولة. وأنشد الصاغاني لامرئ القيس:
مهفهفة بيضاء غير مفاضة ترائبها مصقولة كالسجنجل وهو مجاز. رجل مفاض: واسع البطن، والأنثى مفاضة. وفي صفة النبي صلى الله عليه وسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم مفاض البطن أي مستوي البطن مع الصدر . وقيل: المفاض: أن يكون فيه امتلاء، من فيض الإناء، ويريد أسفل بطنه. واستفاض: سأل إفاضة الماء وغيره، كما في الصحاح. يقال: استفاض الوادي شجرا ، أي اتسع وكثر شجره . نقله الجوهري. وهو مجاز. وقال غيره: استفاض بالمكان: اتسع، وأنشد قول ذي الرمة:
بحيث استفاض القنع غربي واسط من المجاز: استفاض الخبر والحديث: ذاع و انتشر ، كفاض، فهو مستفيض ذائع في الناس مثل الماء المستفيض، ومستفاض فيه، ولا تقل : حديث مستفاض ، فإنه لحن، وهو قول الفراء والأصمعي وابن السكيت وعامة أهل اللغة. وكلام الخاص: حديث مستفيض، أي منتشر شائع في الناس، هكذا نقله الأزهري مطولا، والجوهري والصاغاني، أو لغية ، من استفاضوه فهو مستفاض، أي مأخوذ فيه. قال شيخنا: والقياس لا ينافيه، وقد استعمله أبو تمام كما في موازنة الآمدي، ونقل ما يؤيده في المصباح. ومحمد بن جعفر ، هكذا في سائر النسخ، قال شيخنا: الصواب جعفر بن محمد بن جعفر ابن الحسن بن المستفاض ، القاضي الفريابي، ويقال: الفاريابي: محدث مشهور. قال شيخنا: كما وجد بخط الحافظ بن حجر. قلت: ومثله في العباب إلا أن كلام المصنف فيما أورده صحيح لا خطأ فيه؛ فإن محمد بن جعفر هذا هو القاضي أبو الحسن المحدث الذي سمع من عباس الدوري وطبقته. وأما أبوه جعفر بن محمد فهو الموصوف بالحافظ صاحب التصانيف الكثيرة، وقد حدث عن بلدية أبي عمرو عبد الله بن محمد بن يوسف بن واقد الفريابي وغيره، فتأمل. ومما يستدرك عليه: فاضت عينه تفيض فيضا، إذا سالت. ويقال أفاضت العين الدمع تفيضه إفاضة، وأفاض فلان دمعه. وحوض فائض أي ممتلئ. وماء فيض: كثير. وبحر فائض: متدفق. والفيض: النهر عامة، والجمع أفياض وفيوض، وجمعهم له يدل على أنه لم يسم بالمصدر. ونهر فياض: كثير الماء. نقله الجوهري. ورجل فيض: كثير المعروف. وفياض: وهاب جواد، نقله الجوهري. وقيل: كثير المعروف. وفي العباب: كثير العطاء، وأنشد لرؤبة:
أنت ابن كل سيد فـياض
جم السجال مترع الحياض
صفحة : 4705
وأعطاه غيضا من فيض، أي قليلا من كثير، نقله الجوهري. وقد سبق للمصنف في غ
ي ض. وأفاض بالشيء: رمى به. قال أبو صخر الهذلي يصف كتيبة:
تلقوها بـطـائحة زحـوف تفيض الحصن منها بالسخال ودرع فيوض ومفاضة وفاضة: واسعة. الأخيرة عن ابن جني. والمفاضة من النساء: المجموعة المسلكين، كأنه مقلوب المفضاة. وأفاض المرأة وأفضاها عند الافتضاض بمعنى واحد. نقله صاحب اللسان وابن القطاع، ونقله الصاغاني عن يونس، قال ذكرها في كتاب اللغات له. وأفاض الماء، أي سال، كفاض. وفاض البعير بجرته: لغة في أفاض. وفاض الرجل عرقا: ظهر على جسمه عند الغم، نقله ابن القطاع. وقد سموا فياضا، وفيضا، ومستفاضا. وفيض اللوى: موضع. قال أبو صخر الهذلي:
فلولا الذي حملت من لاعج الهوى بفيض اللوى غرا وأسماء كاعب وفيض أراكة: موضع آخر. قال مليح بن الحكم الهذلي:
فمن حب ليلى يوم فيض أراكة ويوما بقرن كدت للموت تشرف كما في العباب. ويقال: كلمه فما أفاض بكلمة، أي ما أفصح. وفاض صدره من الغيظ، وهو مجاز وفياض، كشداد: موضع. وقد كني أبا الفيض جماعة، منهم: أبو الفيض موسى بن أيوب الشامي، ويقال ابن أبي أيوب، روى عن سليم بن عامر، وعنه شعبة. وأبو الفيض: تبعي، عن أبي ذر، وعنه منصور بن المعتمر. كذا في الكنى لابن المهندس. والفياض أيضا: لقل عكرمة ابن ربعي، من ولد مالك بن تيم الله.