الباب الخامس عشر: باب الضاد المعجمة - الفصل الرابع عشر: فصل القاف مع الضاد

فصل القاف مع الضاد

ق ب ض
قبضه بيده يقبضه: تناوله بيده ملامسة، كما في العباب، وهو أخص من قول الجوهري: قبضت الشيء قبضا: أخذته، ويقرب منه قول الليث: القبض: جمع الكف على الشيء. وقيل: القبض: الأخذ بأطراف الأنامل، وهذا نقله شيخنا، وهو تصحيف. والصواب أن الأخذ بأطراف الأنامل هو القبص، بالصاد المهملة، وقد تقدم. وقبض عليه بيده: أمسكه. ويقال: قبض عليه، وبه، يقبض قبضا، إذا انحنى عليه بجميع كفه. وقبض يده عنه: امتنع عن إمساكه، ومنه قوله تعالى ويقبضون أيديهم أي عن النفقة، وقيل: عن الزكاة، فهو قابض وقباض، حكاه أبو عثمان المازني، قال: وهو لغة أهل المدينة في الذي يجمع كل شيء، وقباضة، بزيادة الهاء، وليست للتأنيث. وقبضه: ضد بسطه، ويراد به التضييق. ومنه قوله تعالى والله يقبض ويبسط أي يضيق على قوم ويوسع على قوم. وروى المسور بن مخرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فاطمة بضعة مني، يقبضني ما قبضها ويبسطني ما بسطها وقال الليث: يقال: إنه ليقبضني ما قبضك. قال الأزهري: معناه أنه يحشمني ما أحشمك. وقبض الطائر وغيره: أسرع في الطيران، أو المشي. وأصل القبض، في جناح الطائر، هو أن يجمعه ليطير، وقد قبض، وهو قابض، وقبض فهو قبيض بين القباضة والقباض والقبض، بفتحتهن، وفيه لف ونشر غير مرتب، أي منكمش سريع، وأنشد الجوهري للراجز:

أتتك عيس تحمل المشيا
ماء من الطثرة أحـوذيا
يعجل ذا القباضة الوحيا
أن يرفع المئزر عنه شيا

صفحة : 4706

ومنه قوله تعالى والطير صافات ويقبضن هكذا في سائر النسخ وهو غلط، فإن الآية أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن وأما آية النور والطير صافات ليس فيها ويقبضن، وكأنه سقط لفظ فوقهم من أصل نسخة المصنف، إما سهوا أو من النساخ، وقد ذكر الجوهري الآية على صحتها، وكذا الصاغاني وصاحب اللسان، إلا أنهما اقتصرا على صافات ويقبضن، ولم يذكرا أول الآية، فتأمل. ورجل قبيض الشد، هكذا في سائر النسخ، وهو غلط، والصواب: فرس قبيض الشد، أي سريع نقل القوائم، كما في الصحاح، والعباب. وفي اللسان: القبيض من الدواب: السريع نقل القوائم. قال الطرماح:

سدت بقباضة وثنت بلين ولكن في قول تأبط شرا ما يدل على أنه يقال رجل قبيض الشد، وهو قوله:

حتى نجوت ولما ينزعوا سلبي      بواله من قبيض الشد غيداق

صفحة : 4707

فإنه يصف عدو نفسه، كما قاله الصاغاني. قلت: وكان من أعدى العرب، كما سيأتي في أ ب ط. وقبض فلان، كعني: مات، فهو مقبوض، كما في الصحاح. وفي الحديث: قالت أسماء، رضي الله عنها رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فسألني: كيف بنوك? قلت: يقبضون قبضا شديدا، فأعطاني حبة سوداء كالشونيز شفاء لهم. قال: وأما السام فلا أشفي منه وفي اللسان: قبض المريض، إذا توفي، وإذا أشرف على الموت، ومنه الحديث: فأرسلت إليه: أن ابنا لي قبض أرادت أنه في حال القبض، ومعالجة النزع. ويقال: دخل مالك في القبض، محركة، أي في المقبوض، كالهدم للمهدوم، والنفض للمنفوض. وفي الصحاح: هو ما قبض من أموال الناس. قلت: ومنه الحديث: اذهب فاطرحه في القبض قاله لسعد بن العاص وأخذ سيفه. وفي حديث أبي ظبيان: كان سلمان على قبض من قبض المهاجرين . وقال الليث: القبض: ما جمع من الغنائم قبل أن تقسم. وألقي في قبضه، أي مجتمعه. والمقبض، كمنزل، وعليه اقتصر الجوهري والمقبض، مثل مقعد، نقله الليث، قال: والكسر أعم وأعرف، أي كسر الباء، ويقال: المقبض مثل منبر، وما رأيت أحدا من الأئمة ذكره، والمقبضة بهاء فيهن، وهذه عن الأزهري: ما يقبض عليه بجمع الكف، من السيف وغيره، كالسكين والقوس. وقال ابن شميل: المقبضة: موضع اليد من القناة. وقال أبو عمرو: القبض، كركع: دابة تشبه السلحفاة، وهي دون القنفذ، إلا أنها لا شوك لها. والقبضة، بالفتح، وضمه أكثر: ما قبضت عليه من شيء. يقال: أعطاه قبضة من السويق أو من التمر، أي كفا منه. ويقال: بالضم اسم بمعنى المقبوض، كالغرفة بمعنى المغروف. وبالفتح المرة. وقوله تعالى فقبضت قبضة من أثر الرسول قال ابن جني: أراد من تراب أثر حافر فرس رسول الله، ومثله مسألة الكتاب: أنت مني فرسخان، أي أنت مني ذو مسافة فرسخين. وقوله عز وجل: والأرض جميعا قبضته يوم القيامة أي في حوزته حيث لا تمليك لأحد. ويقال: رجل قبضة رفضة، كهمزة، فيهما: من يمسك بالشيء، ثم لا يلبث أن يدعه ويرفضه، كما في الصحاح. وهذا هو الصواب، عبارة المصنف تقتضي أن هذا تفسير قبضة وحده، وليس كذلك. وقد سبق أيضا في ر ف ض مثل ذلك. والقبضة: الراعي الحسن التدبير، وعبارة الصحاح: راع قبضة، إذا كان منقبضا لا يتفسح في رعي غنمه، والذي قاله الأزهري: يقال للراعي الحسن التدبير الرفيق برعيته: إنه لقبضة رفضة، ومعنى ذلك أنه يقبضها فيسوقها إذا أجدب لها المرتع، فإذا وقعت في لمعة من الكلإ رفضها حتى تنتشر فترتع. وكأن المصنف جمع بين القولين فأخذ شيئا من عبارة الأزهري، وشيئا من عبارة الصحاح. والقبضى، كزمكى: ضرب من العدو فيه نزو، ويروى بالصاد المهملة، وقد تقدم، وبهما يروى قول الشماخ يصف امرأته:

أعدو القبضى قبل عير وما جرى ولم تدر ما خبري ولم أدر مالها

صفحة : 4708

والقبيض من الناس: اللبيب المقبل المكب على صنعته، عن ابن عباد. وأقبض السيف وكذا السكين: جعل له مقبضا، نقله الجوهري. وقبضه المال تقبيضا: أعطاه في قبضته، أي حوله إلى حيزه. وقبض الشيء تقبيضا: جمعه وزواه. ومنه قبض ما بين عينيه، وقد يكون من شدة لخوف أو حرب. وانقبض الشيء: انضم. يقال: انقبض في حاجتي، أي انضم، كما في العباب. وقال الليث: انقبض: سار وأسرع. قال:

آذن جيرانك بانقباض وانقبض الشيء: ضد انبسط. قال رؤبة:

فلو رأت بنت أبي فضاض
وعجلي بالقوم وانقباضي والمتقبض، هكذا في سائر النسخ. وفي العباب والتكملة: المنقبض: الأسد المجتمع، والمستعد للوثوب. والأولى إسقاط واو العطف فإن الصاغاني جعله من صفة الأسد. وأنشد قول النابغة الذبياني:

فقلت يا قوم إن الليث منقبض     على براثنه لعدوه الضاري وتقبض عنه: اشمأز، كما في الصحاح. وتقبض إليه: وثب. وأنشد الصاغاني:

يا رب أباز من العفر صدع
تقبض الذئب إليه واجتمع

وتقبض الجلد على النار، وفي بعض نسخ الصحاح: في النار: انزوى. وتقبض جلد الرجل: تشنج. ومما يستدرك عليه: التقبيض: القبض الذي هو خلاف البسط، عن ابن الأعرابي. يقال: قبضه، وقبضه، وأنشد:

تركت ابن ذي الجدين فيه مرشة      يقبض أحشاء الجبان شهيقهـا والتقبيض أيضا: التناول بأطراف الأصابع. وتقبض الرجل: انقبض. وتقبض: تجمع. وانقبض الشيء: صار مقبوضا، نقله الجوهري. والقابض في أسماء الله الحسنى هو الذي يمسك الرزق وغيره من الأشياء عن العباد بلطفه وحكمته، ويقبض الأرواح عند الممات. في الحديث: يقبض الله الأرض ويقبض السماء أي يجمعهما. وقبض الله روحه: توفاه، وقابض الأرواح عزرائيل عليه السلام. والانقباض عن الناس: الانجماع والعزلة. وقبضة السيف: هي مقبضه، أو لغية. والقبضة والقبض: الملك. يقال: هذه الدار في قبضتي وقبضي، كما تقول في يدي. وتجمع القبضة على قبض. ومنه حديث بلال والتمر: فجعل يجيء به قبضا قبضا . والمقبض، كمقعد: المكان الذي يقبض فيه، نادر. والقبض في زحاف الشعر: حذف الحرف الخامس الساكن من الجزء، نحو النون من فعولن أينما تصرفت، ونحو الياء من مفاعيلن. وكل ما حذف خامسه فهو مقبوض، وإنما سمي مقبوضا ليفصل بين ما حذف أوله وآخره ووسطه. وتقبض على الأمر: توقف عليه. والقباض، كسحاب: السرعة. والقبض: السوق السريع: يقال: هذا حاد قابض. قال الراجز:

كيف تراها والحداة تقبض
بالغمل ليلا والرحال تنغض

كذا في اللسان والصحاح. قلت: وهو قول ضب، ويروى:

كيف تراها بالفجاج تنهض
بالغيل ليلا والحداة تقبض

تقبض، أي تسوق سوقا سريعا. وأنشد ابن بري لأبي محمد الفقعسي:

هل لك والعارض منك عائض      في هجمة يغدر منها القابض

صفحة : 4709

وقد تقدم الكلام عليه في ع ر ض وفي ع و ض. قال الأزهري: وإنما سمي السوق قبضا، لأن السائق للإبل يقبضها، أي يجمعها إذا أراد سوقها، فإذا انتشرت عليه تعذر سوقها. قال: وقبض الإبل يقبضها قبضا: ساقها سوقا عنيفا. والعير يقبض عانته: يشلها، وعير قباضة: شلال، وكذلك: حاد قباضة، وقباض. قال رؤبة:

ألف شتى ليس بالراعي الحمق
قباضة بين العنيف واللبق

قال ابن سيده: دخلت الهاء في قباضة للمبالغة، وقد انقبض بها. والقبض: النزو. وقال عبدة بن الطبيب العبشمي يصف ناقته:

تخذي به قدما طورا وترجعـه      فحده من ولاف القبض مفلول ويروى بالصاد المهملة، وقد نقدم. وقال الأصمعي: يقال: ما أدري أي القبيض هو، كقولك: ما أدري أي الطمش هو. وربما تكلموا به بغير حرف النفي. قال الراعي:

أمست أمية للإسلام حـائطة      وللقبيض رعاة أمرها الرشد وذكر الليث هنا القبيضة، كسفينة، من النساء: القصيرة. قال الأزهري: هو تصحيف. صوابه القنبضة، بالنون، وسيأتي للمصنف. وذكره الجوهري هنا على أن النون زائدة. والقبيضة كسفينة: القبضة، وبه قرئ في الشاذ: فقبضت قبيضة من أثر الرسول نقله المصنف في البصائر. واقتبض من أثره قبضة، كقبض، والصاد لغة فيه. وأنشد في البصائر لأبي الجهم الجعفري:

قالت له واقتبضت مـن أثـره
يا رب صاحب شيخنا في سفره

قيل له كيف اقتبضت من أثره? قال: أخذت قبضة من أثره في الأرض فقبلتها. ويستعار القبض للتصرف في الشيء وإن لم يكن فيه ملاحظة اليد والكف، نحو: قبضت الدار والأرض، أي حزتها. تذنيب: القبض عند المحققين من الصوفية نوعان: قبض في الأحوال وقبض في الحقائق. فالقبض في الأحوال أمر يطرق القلب ويمنعه عن الانبساط والفرح، وهو نوعان أيضا: أحدهما ما يعرف سببه كتذكر ذنب أو تفريط. والثاني: ما لا يعرف سببه بل يهجم على القلب هجوما لا يقدر على التخلص منه، وهذا هو القبض المشار إليه بألسنة القوم، وضده البسط. فالقبض والبسط حالتان للقلب، لا يكاد ينفك عنهما. ومنهم من جعل القبض أقساما غير ما ذكرنا: قبض تأديب، وقبض تهذيب، وقبض جمع. وقبض تفريق: فقبض التأديب يكون عقوبة على غفلة، وقبض التهذيب يكون إعدادا لبسط عظيم يأتي بعده. فيكون القبض قبله كالمقدمة له. وقد جرت سنة الله تعالى في الأمور النافعة المحبوبة يدخل إليها من أبواب أضدادها. وأما قبض الجمع فهو ما يحصل للقلب حالة جمعيته على الله من انقباضه عن العالم وما فيه، قلا يبقى فيه فضل ولا سعة لغير من اجتمع عليه قلبه. وفي هذه من أراد من صاحبه ما يعهده منه من المؤانسة والمذاكرة فقد ظلمه. وأما قبض التفرقة فهو الذي يحصل لمن تفرق قلبه عن الله وتشتت في الشعاب والأودية، فأقل عقوبته ما يجده من القبض الذي ينتهي معه الموت. وثم قبض آخر خص الله به ضنائن عباده وخواصهم، وهم ثلاث فرق. وتحقيق هذا المحل في كتب التصوف، وفي هذا القدر كفاية.

ق ر ب ض

صفحة : 4710

القرنبضة، بالضم، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: هي القصيرة، هكذا نقله صاحب اللسان والصاغاني في كتابيه، وكأنه يعني من النساء، كالقنبضة الذي أورده الليث والجوهري وغيرهما، كما سيأتي.

ق ر ض
قرضه يقرضه قرضا: قطعه، هذا هو الأصل فيه، ثم استعمل في قطع الفأر والسلف والسير، والشعر، والمجازاة، ويقال: قرضه قرضا جازاه كقارضه مقارضة. ومن الأخير قول أبي الدرداء: إن قارضت الناس قارضوك، وإن تركتهم لم يتركوك، وإن هربت منهم أدركوك. وقد سبق ذكر الحديث في ع ر ض، يقول: إن فعلت بهم سوءا فعلوا بك مثله، وإن تركتهم لم تسلم منهم ولم يدعوك، وإن سببتهم سبوك، ونلت منهم ونالوا منك. ذهب به إلى القول فيهم والطعن عليهم، وهذا من القطع. وقرض الشعر قرضا: قاله خاصة، نقله الجوهري، وهو قول أبي عبيد. قال شيخنا:ومن قال: إن قرض الشعر من قرض الشيء، إذا قطعه، كالسيد قدس سره في حواشيه على شرح المفتاح، فقد أبعد، كما أوضحته في حاشية المختصر. انتهى. قلت: لم يبعد السيد فيما قاله فإن القرض أصله في القطع، ثم تفرع عليه المعاني كلها بحسب المراتب، ويشهد لذلك قول الصاغاني في العباب. والتركيب يدل على القطع، وكذلك قول أبي عبيد: القرض في أشياء، فذكر فيها قرض الفأر وسير البلاد وقرض الشعر والسلف والمجازاة فإذا شبه الشعر بالثوب، وجعل الشاعر كأنه يقرضه، أي يقطعه ويفصله ويجزئه، فأي بعد فيه? فتأمل. قال شيخنا ثم ظاهر المصنف كالصحاح وغيره أن قرض الشعر هو قوله. والذي ذكره أئمة الأدب، كحازم وغيره أن قرض الشعر هو نقده ومعرفة جيده من رديئه قولا ونظرا. قلت: هذا الذي ذكره شيخنا عن أئمة الأدب إنما هو في التقريض دون القرض، كما سيأتي فتأمل.

ومن المجاز: جاءنا وقد قرض رباطه، ذكر الجوهري هذا اللفظ عقيب قوله: قرضت الشيء أقرضه بالكسر قرضا: قطعته، ثم قال: يقال: جاء فلان وقد قرض رباطه. والفأرة تقرض الثوب، هذا سياق كلامه، فهذا يدل على أنه أراد بقوله قرض رباطه تبيين القرض بمعنى القطع وتأكيده، وليس كذلك، بل معناه كما قاله ابن الأعرابي، أي مات. والرباط: رباط القلب، ومن قطع رباط قلبه فقد هلك. أو معناه: إذا جاء مجهودا وقد أشرف على الموت. وهو قول أبي زيد، كما نقله الأزهري. وقال غيره: أي جاء في شدة العطش والجوع. وقرض في سيره يقرض قرضا: عدل يمنة ويسرة وقال الجوهري: ويقول الرجل لصاحبه: هل مررت بمكان كذا وكذا، فيقول المسؤول: قرضته ذات اليمين ليلا. يقال: قرض المكان يقرضه قرضا: عدل عنه وتنكبه، وأنشد لذي الرمة:

إلى ظعن يقرضن أجواز مشرف      شمالا وعن أيمانهن الفـوارس

صفحة : 4711

ومشرف والفوارس موضعان. يقول: نظرت إلى ظعن يجزن بين هذين الموضعين. انتهى. وقال الفراء: العرب تقول: قرضته ذات اليمين، وقرضته ذات الشمال، وقبلا، ودبرا، أي كنت بحذائه من كل ناحية. وقرض الرجل: مات، هكذا نقله الجوهري، كقرض، بالكسر، وهذه عن ابن الأعرابي. وقد جمع بينهما الصاغاني في العباب، ونبه عليه في التكملة أيضا. ومن أمثالهم: حال الجريض دون القريض قاله عبيد بن الأبرص حين أراد المنذر قتله فقال: أنشدني من قولك، فقال ذلك، وقد تقدم في ج ر ض قيل: الجريض: الغصة. والقريض: ما يرده البعير من جرته، كما نقله الجوهري. وقال الليث: القريض: الجرة، لأنه إذا غص لم يقدر على قرض جرته. وقال ابن سيده: قرض البعير جرته يقرضها قرضا، وهي قريض: مضغها أو ردها. وقال كراع: إنما هي الفريض بالفاء وقد تقدم في موضعه. وقيل الجريض في المثل: الغصص، والقريض الشعر، كما نقله الجوهري أيضا، أي حال ما هاله دون شعره، ولذا صار يقول:

أقفر من أهله عبيد
فاليوم لا يبدي ولا يعيد

والشعر قريض، فعيل بمعنى مفعول، كالقصيد ونظائره. قال ابن بري: وقد فرق الأغلب العجلي بين الرجز والقريض بقوله:

أرجزا تريد أم قريضا
كليهما أجيد مستريضا

والقراضة: بالضم: ما سقط بالقرض، أي بقرض الفأر من خبز، أو ثوب، أو غيرهما، وكذلك قراضات الثوب التي يقطعها الخياط وينفيها الجلم، وكذلك قراضة الذهب والفضة. والمقراض: واحد المقاريض، هكذا حكاه سيبويه بالإفراد. وأنشد ابن بري لعدي بن زيد:
كل صعل كأنمـا شـق فـيه     سعف الشري شفرتا مقراض وقال ابن ميادة:

قد جبتها جوب ذي المقراض ممطرة إذا استوى مغفلات البيد والحدب وقال أبو الشيص:

وجناح مقصوص تحيف ريشه      ريب الزمان تحيف المقراض فقالوا مقراضا فأفردوه. وقال ابن بري: ومثله المفراص، بالفاء والصاد، وقد تقدم في موضعه. وهما مقراضان تثنية مقراض. وقال غير سيبويه من أئمة اللغة: المقراضان: الجلمان، لا يفرد لهما واحد. والقرض، بالفتح كما هو المشهور، ويكسر، وهذه حكاها الكسائي، كما نقله الجوهري. وقال ثعلب: القرض المصدر، والقرض الاسم. قال ابن سيده: لا يعجبني. وفي اللسان: هو ما يتجازى به الناس بينهم ويتقاضونه، وجمعه قروض. قال الجوهري: هو ما سلفت من إساءة أو إحسان، وهو مجاز على التشبيه، وأنشد للشاعر، وهو أمية ابن أبي الصلت:

كل امرئ سوف يجزى قرضه حسنا أو سيئا أو مدينا مثل ما دانا وأنشد الصاغاني للبيد، رضي الله عنه:

وإذا جوزيت قرضا فاجـزه     إنما يجزي الفتى ليس الجمل

صفحة : 4712

وفي اللسان: معناه إذا أسدي إليك معروف فكافئ عليه. وفي الصحاح: القرض: ما تعطيه من المال لتقضاه. وقال أبو إسحاق النحوي في قوله تعالى من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا قال: معنى القرض: البلاء الحسن. تقول العرب: لك عندي قرض حسن، وقرض سيئ. وأصل القرض: ما يعطيه الرجل أو يفعله ليجازى عليه. والله عز وجل لا يستقرض من عوز ولكنه يبلو عباده، فالقرض كما وصفنا. قال: وهو في الآية اسم لكل ما يلتمس عليه الجزاء، ولو كان مصدرا لكان إقراضا. وأما قرضته قرضا فمعناه جازيته، وأصل القرض في اللغة القطع. وقال الأخفش في قوله تعالى يقرض أي يفعل فعلا حسنا في اتباع أمر الله وطاعته. والعرب تقول لكل من فعل إليه خيرا: قد أحسنت قرضي، وقد أقرضتني قرضا حسنا. في الحديث: أقرض من عرضك ليوم فقرك يقول: إذا اقترض عرضك رجل فلا تجازه ولكن استبق أجره موفورا لك قرضا في ذمته منه يوم حاجتك إليه. وقوله تعالى: وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال في الصحاح: قال أبو عبيدة، كذا في أكثر النسخ، وفي بعضها: أبو عبيد: أي تخلفهم شمالا، وتجاوزهم وتقطعهم وتتركهم على شمالها نقله الجوهري، وقد تقدم ما يتعلق به قريبا، عند قوله: قرض المكان: عدل عنه وتنكبه، ولو ذكر الآية هناك كان أحسن وأشمل. وقرض الرجل، كسمع: زال من شيء إلى شيء، عن ابن الأعرابي، نقله الصاغاني، وصاحب اللسان، وقد تقدم عنه أيضا قرض، بالكسر، إذا مات، فالمصنف فرق قوليه في محلين. والمقارض: الزرع القليل، عن ابن عباد، قال: وهي أيضا المواضع التي يحتاج المستقي إلى أن يقرض، أي يميح الماء منها. قال: وشبه مشاعل ينبذ فيها، ونحوها من أوعية الخمر، قال: والجرار الكبار: مقارض، أيضا. وأقرضه المال وغيره: أعطاه إياه قرضا، قال الله تعالى: وأقرضوا الله قرضا حسنا ويقال: أقرضت فلانا، وهو ما تعطيه ليقضيكه، ولم يقل في الآية إقراضا، إلا أنه أراد الاسم، وقد تقدم البحث فيه قريبا. وقال الشاعر:

فيا ليتني أقرضت جلدا صبابتي     وأقرضني عن الشوق مقرض وأقرضه: قطع له قطعة يجازي عليها، نقله الصاغاني، وقد يكون مطاوع استقرضه. والتقريض مثل التقريظ: المدح أو الذم، فهو ضد. ويقال التقريض في الخير والشر، والتقريظ في المدح والخير خاصة، كما سيأتي. وانقرضوا: درجوا كلهم، وكذلك قرضوا، وعبارة الصحاح: وانقرض القوم: درجوا ولم يبق منهم أحد فاختصرها بقوله: كلهم، وهو حسن.

صفحة : 4713

واقترض منه، أي أخذ القرض. واقترض عرضه: اغتابه لأن المغتاب كأنه يقطع من عرض أخيه. ومنه الحديث: عباد الله، رفع الله عنا الحرج إلا من اقترض امرأ مسلما وفي رواية: من اقترض عرض مسلم . أراد قطعه بالغيبة والطعن عليه والنيل منه، وهو افتعال من القرض. والقراض والمقارضة، عند أهل الحجاز: المضاربة، ومنه حديث الأزهري: لا تصلح مقارضة من طعمته الحرام كأنه عقد على الضرب في الأرض والسعي فيها وقطعها بالسير. من القرض في السير وقال الزمخشري: أصلها من القرض في الأرض وهو قطعها بالسير فيها. قال: وكذلك هي المضاربة أيضا من الضرب في الأرض. وفي حديث أبي موسى: اجعله قراضا وصورته، أي القراض، أن يدفع إليه مالا ليتجر فيه، والربح بينهما على ما يشترطان، والوضيعة على المال، وقد قارضه مقارضة، نقله الجوهري هكذا. وقال أيضا: هما يتقارضان الخير والشر، وأنشد قول الشاعر:

إن الغنى أخو الغني وإنما       يتقارضان ولا أخا للمقتر وقال غيره: هما يتقارضان الثناء بينهم، أي يتجازيان. وقال ابن خالويه: يقال: يتقارظان الخير والشر. بالظاء أيضا، وقال أبو زيد: هما يتقارظان المدح، إذا مدح كل واحد منهما صاحبه ومثله يتقارضان، بالضاد، وسيأتي. قال الجوهري: والقرنان يتقارضان النظر، أي ينظر كل منهما إلى صاحبه شزرا. قلت: ومنه قول الشاعر:

يتقارضون إذا التقوا في موطن      نظرا يزيل مواطـئ الأقـدام أراد ينظر بعضهم إلى بعض بالعداوة والبغضاء. وكانت الصحابة، وهو مأخوذ من حديث الحسن البصري قيل له: أكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزحون? قال: نعم، ويتقارضون، وهو من القريض للشعر أي يقولون القريض وينشدونه. وأما قول الكميت:

يتقارض الحسن الجمي       ل من التآلف والتزاور

صفحة : 4714

فمعناه أنهم كانوا متآلفين يتزاورون ويتعاطون الجميل، كما في العباب. ومما يستدرك عليه: التقريض: القطع، قرضه وقرضه بمعنى، كما في المحكم. وابن مقرض: دويبة يقال لها بالفارسية دله، وهو قتال الحمام، كما في الصحاح، وضبطه هكذا كمنبر، وفي التهذيب: قال الليث: ابن مقرض. ذو القوائم الأربع، الطويل الظهر قتال الحمام.ونقل في العباب أيضا مثله. وزاد في الأساس: أخاذ بحلوقها، وهو نوع من الفيران. وفي المحكم تخرقها وتقطعها. والعجب من المصنف كيف أغفل عن ذكره. وقارضه، مثل أقرضه، كما في اللسان. واستقرضت من فلان: طلبت منه القرض، فأقرضني، نقله الجوهري. والقراضة تكون في العمل السيئ والقول السيئ يقصد الإنسان به صاحبه. واستقرضه الشيء: استقضاه، فأقرضه: قضاه. والمقروض: قريض البعير. نقله الجوهري. والقرض: المضغ. والتقريض: صناعة القريض، وهو معرفة جيده من رديئه بالروية والفكر قولا ونظرا. وقرضت قرضا، مثل حذوت حذوا. ويقال: أخذ الأمر بقراضته أي بطراءته، كما في اللسان. ويقال: ما عليه قراض ولا خضاض، أي ما يقرض عنه العيون فيستره، نقله الصاغاني عن ابن عباد. وذكر الليث هنا التقريض بمعنى التحزيز. قال الأزهري: وهو تصحيف، والصواب بالفاء وهكذا روى بيت الشماخ، وقد تقدم في ف ر ض. وقراضة المال: رديئه وخسيسه. والقراضة، بالتشديد، المغتاب للناس، وأيضا دويبة تقرض الصوف. ومن المجاز قولهم: لسان فلان مقراض الأعراض. والمقروضة: قرية باليمن ناحية السحول، ومنها أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن يحيى الهمداني الفقيه.

ق ض ض
قض اللؤلؤة يقضها قضا: ثقبها، نقله الجوهري. وفي اللسان: ومنه قضة العذراء إذا فرغ منها، كما سيأتي. وقض الشيء يقضه قضا: دقه، وكذلك قضقضه، والشيء المدقوق: قضض.

صفحة : 4715

وقض الوتد يقضه قضا: قلعه، كما في العباب، وبين دقه وقلعه حسن التقابل. وقض النسع، وكذلك الوتر، يقض قضيضا: سمع له صوت عند الإنباض، كأنه القطع، وصوته القضيض، كما في اللسان والعباب والتكملة، وهو من حد ضرب. وقال الزجاج: قض الرجل السويق يقضه قضا، إذا ألقى فيه شيئا يابسا، كقند أو سكر، كأقضه إقضاضا، نقله الصاغاني. وقض الطعام يقض، بالفتح، قضضا، وهو طعام قضض، محركة، وضبطه الجوهري ككتف، وسيأتي للمصنف في المكان ضبطه ككتف فيما بعد، وهما واحد، إذا كان فيه حصى أو تراب فوقع بين أضراس الآكل، وقد قضضت أيضا منه، أي بالكسر، وإنما قلنا أيضا كما هو نص الصحاح، إشارة إلى أن قض الطعام يقض من حد علم، وقد استعمل لازما ومتعديا إذا أكلته ووقع بين أضراسك حصى. هذا نص الجوهري، وزاد غيره: أو تراب. وقال ابن الأعرابي: قض اللحم إذا كان فيه قضض، يقع في أضراس آكله شبه الحصى الصغار. ويقال: اتق القضة والقضض في طعامك، يريد الحصى والتراب، وقد قضضت الطعام قضضا: إذا أكلت منه فوقع بين أضراسك حصى. وقض المكان يقض، بالفتح، قضضا، محركة فهو قض وقضض ككتف: صار فيه القضض، وهو التراب يعلو الفراش كأقض واستقض، أي وجده قضا، أو أقض عليه، وقضت البضعة بالتراب: أصابها منه شيء كأقض، والصواب كأقضت. وقال أعرابي يصف خصبا ملأ الأرض عشبا: فالأرض اليوم لو تقذف بها بضعة لم تقض بترب. أي لم تقع إلا على عشب. وكل ما ناله تراب من طعام أو ثوب أو غيرهما: قض. وقال أبو حنيفة: قيل لأعرابي: كيف رأيت المطر? قال: لو ألقيت بضعة ما قضت. أي لم تترب، يعني من كثرة العشب. والقضة، بالكسر: عذرة الجارية، كما في الصحاح. يقال أخذ قضتها، أي عذرتها، عن اللحياني. والقضة: أرض ذات حصى، كما في الصحاح، وهكذا وجد بخط أبي سهل. وفي بعض نسخه: روض ذات حصى، والأول الصواب، وأنشد للرجز يصف دلوا:

قد وقعت في قضة من شرج
ثم استقلت مثل شدق العلـج

قال الصاغاني: هو قول ابن دريد. وقال غيره: هي بفتح القاف، وأراد بالعلج الحمار الوحشي.

أو القضة: أرض منخفضة ترابها رمل وإلى جانبها متن مرتفع. وهذا قول الليث: قال: والجمع القضض. وقال أبو عمرو: القضة: الجنس، وأنشد:

معروفة قضتها زعر الهام
كالخيل لما جردت للسوام

صفحة : 4716

والقضة: الحصى الصغار. نقله الجوهري. ويفتح في الكل. وقضة: ع معروف كانت فيه وقعة بين بكر وتغلب تسمى يوم قضة، قاله ابن دريد، وشدد الضاد فيها وذكرها في المضاعف، وقد تسكن ضاده الأولى، وقد تخفف، كما هو في المعجم واقتصر عليه وقال: هو ثنية بعارض، جبل باليمامة من قبل مهب الشمال، بينهما ثلاثة أيام. والقضة: اسم من اقتضاض الجارية، وهو افتراعها. والقضة، بالفتح، ما تفتت من الحصى، وهو بعينه قول الجوهري السابق: الحصى الصغار، وأغنى عنه قوله أولا: ويفتح في الكل: كالقضض، أي محركة. وقد ذكره الجوهري أيضا، وقال: هو الحصى الصغار، قال: ومنه: قض الطعام. وقال غيره: القضض: ما تكسر من الحصى ودق. ويقال: إن القضض جمع قضة، بالفتح. والقضة: بقية الشيء. والقضة الكبة الصغيرة من الغزل والقضة: الهضبة الصغيرة وقيل هي الحرارة المجتمعة المتشققة. والقضة، بالضم: العيب، يقال: ليس في نسبه قضة، أي عيب. ويخفف. ويقال أيضا: قضأة، بالهمز، وقد تقدم في موضعه. واقتضها، أي الجارية: افترعها، كافتضها، نقله الجوهري بالقاف، والفاء لغة فيه. وانقض الجدار انقضاضا: تصدع ولم يقع بعد، أي لم يسقط، كانقاض انقضاضا. فإذا سقط قيل: تقيض تقيضا. هذا قول أبي زيد. وقال الجوهري ومن تبعه: انقض الحائط، إذا سقط، وبه فسر قوله تعالى جدارا يريد أن ينقض هكذا عده أبو عبيد ثنائيا، وجعله أبو علي ثلاثيا من نقض فهو عنده افعل. وفي التهذيب: يريد أن ينقض، أي ينكسر. وقرأ أبو شيخ البناني وخليد العصري في إحدى الروايتين عنهما: يريد أن ينقاض ، بتشديد الضاد. وانقضت الخيل عليهم، إذا انتشرت، وقيل: اندفعت، وهو مجاز على التشبيه بانقضاض الطير، ويقال: انقض الطائر، إذا هوى في طيرانه، كما في الصحاح، وقوله ليقع، أي يريد الوقوع. ويقال: هو إذا هوى من طيرانه ليسقط على شيء. يقال: انقض البازي على الصيد، إذا أسرع في طيرانه منكدرا على الصيد، كتقضض، على الأصل يقال: انقض البازي وتقضض. وربما قالوا تقضى البازي يتقضى، على التحويل، وكان في الأصل تقضض، فلما اجتمعت ثلاث ضادات قلبت إحداهن ياء، كما قالوا: تمطى، وأصله تمطط، أي تمدد، وكذلك تظنى من الظن، وفي التنزيل العزيز: وقد خاب من دساها وقول الجوهري: ولم يستعملوا منه تفعل إلا مبدلا، إشارة إلى أن المبدل في استعمالهم هو الأفصح، فلا مخالفة في كلام المصنف لقول الجوهري، كما توهمه شيخنا، فتأمل. ومن المبدل المشهور قول العجاج يمدح عمر بن عبيد الله بن معمر:

إذا الكرام ابتدروا الباع بدر
تقضى البازي إذا البازي كسر

والقضض، محركة: التراب يعلو الفراش، ومنه قض المكان وأقض. وأقض فلان، إذا تتبع مداق الأمور الدنيئة وأسف إلى خساسها، ولو قال: تتبع دقاق المطامع، كما هو نص الصاغاني وابن القطاع والجوهري، لكان أخصر. قال رؤبة:

ما كنت عن تكرم الأعراض
والخلق العف عن الإقضاض

ويروى الأقضاض، بالفتح. وأقض عليه المضجع: خشن وتترب. قال أبو ذؤيب الهذلي:

أم ما لجنبك لا يلائم مضجعـا      إلا أقض عليك ذاك المضجع

صفحة : 4717

وقرأت في شرح الديوان: أقض، أي صار على مضجعه قضض، وهو الحصى الصغار. يقول: كأن تحت جنبه قضضا لا يقدر على النوم لمكانه. وأقضه الله، أي المضجع: جعله كذلك، لازم متعد. وأقض الشيء: تركه قضضا، أي حصى صغارا. ومنه حديث ابن الزبير وهدم الكعبة: كان في المسجد حفر منكرة وجراثيم وتعاد، فأهاب بالناس إلى بطحه، فلما أبرز عن ربضه دعا بكبره فنظروا إليه، وأخذ ابن مطيع العتلة فعتل ناحية من الربض فأقضه . ويقال: جاءوا قضهم، بفتح الضاد وبضمها وفتح القاف وكسرها، بقضيضهم. الكسر عن أبي عمرو، كما في العباب، أي بأجمعهم، كما في الصحاح وأنشد سيبويه للشماخ:

أتتني سليم قضها بقضيضها      تمسح حولي بالبقيع سبالها وهو مجاز كما في الأساس. وكذلك: جاءوا قضضهم وقضيضهم، أي جميعهم. وقيل: جاءوا مجتمعين، وقيل: جاءوا بجمعهم لم يدعوا وراءهم شيئا ولا أحدا، وهو اسم منصوب موضوع موضع المصدر كأنه قال: جاءوا انقضاضا. قال سيبويه: كأنه يقول انقض آخرهم على أولهم، وهو من المصادر الموضوعة موضع الأحوال. ومن العرب من يعربه ويجريه على ما قبله. وفي الصحاح: ويجريه مجرى كلهم. وجاء القوم بقضهم وقضيضهم، عن ثعلب وأبي عبيد. وحكى أبو عبيد في الحديث: يؤتى بقضها وقضها وقضيضها . وحكى كراع: أتوني قضهم بقضيضهم، أي بالرفع، ورأيت قضهم بقضيضهم، ومررت بهم قضهم بقضيضهم، وقال الأصمعي في قوله:

جاءت فزارة قضها بقضيضها لم أسمعهم ينشدون قضها إلا بالرفع. وقال ابن بري: شاهد قوله جاءوا قضهم بقضيضهم، أي بأجمعهم، قول أوس بن حجر:

وجاءت جحاش قضها بقضيضها     بأكثر ما كانوا عديدا وأوكعـوا أوكعوا، أي سمنوا إبلهم وقووها ليغيروا علينا. أو القض هنا الحصى الصغار، والقضيض: الحصى الكبار، وهو قول ابن الأعرابي، وهكذا وجد في النسخ، وهو غلط. والصواب في قوله كما نقله صاحب اللسان وابن الأثير والصاغاني: القض: الحصى الكبار، والقضيض: الحصى الصغار. ويدل لذلك تفسيره فيما بعد أي جاءوا بالكبير والصغير. قال ابن الأثير: وهذا ألخص ما قيل فيه. أو القض بمعنى القاض، كزور وصوم، في زائر وصائم. والقضيض بمعنى المقضوض، لأن الأول لتقدمه وحمله الآخر على اللحاق به، كأنه يقضه على نفسه، فحقيقته جاءوا بمستلحقهم ولاحقهم، أي بأولهم وآخرهم، نقله ابن الأثير أيضا، وجعله ملخص القول فيه. والقضاض، بالكسر: سخر يركب بعضه بعضا، كالرضام، الواحدة قضة، بالفتح. والقضقاض: أشنان الشام. وقال ابن عباد: هو الأخضر منه السبط، ويروى بالصاد المهملة أيضا، أو شجر من الحمض. قال أبو حنيفة: هو دقيق ضعيف أصفر اللون. وقد تقدم في الصاد أيضا. والقضقاض: الأسد، يقال: أشد قضقاض: يقضقض فريسته، كما في الصحاح، وأنشد قول الراجز، هو رؤبة:

كم جاوزت من حية نضناض
وأسد في غيله قضـقـاض

صفحة : 4718

ويضم. قال ابن دريد: وليس فعلال سواه، ونص الجمهرة: لم يجئ في المضاعف فعلال بضم الفاء إلا قضقاض، قال: وربما وصف به الأسد والحية، أو الشيء الذي يستخبث. وبهذا سقط قول شيخنا: هذا قصور ظاهر من المصنف، بل ورد منه قلقاس وقسطاس وخزعال المجمع عليه، وكلامهم كالصريح بل صريح أنه لا فعلال غير خزعال، وقد ذكر غير هذه في المزهر، وزدت عليه في المسفر، انتهى. ووجه السقوط هو أن المراد من قوله وليس فعلال سواه، أي في المضاعف كما هو نص ابن دريد وما أورده من الكلمات مع مناقشة في بعضها فإنها غير واردة عليه، فتأمل،كالقضاقض، بالضم نقله الجوهري أيضا. يقال: أسد قضاقض: يحطم فريسته، قال الراجز:

قضاقض عند السرى مصدر وقول ابن دريد السابق: وربما وصف به الأسد والحية إلخ، قلت: قد تقدم في الصاد المهملة عن الجوهري: حية قصقاص، نعت لها في خبثها، ومثله في كتاب العين، ولعلهما لغتان. وقد قدمنا هناك عن كتاب العين نقلا في حدود أبنية المضاعف ينبغي أن تطلع عليه وتتأمل فيه مع كلام ابن دريد هنا. والقضقاض: ما استوى من الأرض، وبه فسر قول أبي النجم:

بل منهل ناء من الغياض
ومن أذاة البق والإنقاض
هابي العشي مشرف القضقاض

يقول: يستبين القضقاض في رأي العين مشرفا لبعده. قوله: ويكسر، خطأ، وكأنه أخذه من قول الصاغاني: ويروى القضاض، فظنه القضقاض، وإنما هو القضاض، بالكسر، جمع قضة، بالفتح. والتقضقض: التفرق، وهو من معنى القض لا من لفظه. ومنه حديث صفية بنت عبد المطلب في غزوة أحد: فأطل علينا يهودي فقمت إليه فضربت رأسه بالسيف ثم رميت به عليهم فتقضقضوا أي تفرقوا. والقضاء: الدرع المسمورة، من قض الجوهرة، إذا ثقبها، قاله ابن السكيت. وأنشد:

كأن حصانا قضها القين حـرة      لدى حيث يلقى بالفناء حصيرها شبهها على حصيرها وهو بساطها بدرة في صدف، قضها أي قض القين عنها صدفها فاستخرجها، كما في اللسان والعباب. وقال في التكملة، وقد تفرد به ابن السكيت. والذي قاله الجوهري: درع قضاء، أي خشنة المس، لم تنسحق بعد، وقوله: خشنة المس، أي من حدتها، فهو مشتق من قض الطعام والمكان، ووزنه على هذين القولين فعلاء. وقال الزمخشري في الأساس بنحو ما قاله الجوهري. ويقرب منه أيضا قول شمر: القضاء من الدروع: الحديثة العهد بالجدة، الخشنة المس، من قولك: أقض عليه الفراش. وأنشد ابن السكيت قول النابغة:

ونسج سليم كل قضاء ذائل قال: أي كل درع حديثة العمل. قال: ويقال: القضاء: الصلبة التي املاس في مجستها قضة. وخالفهم أبو عمرو فقال: القضاء هي التي فرغ من عملها وأحكم، وقد قضيتها، أي أحكمتها، وأنشد بيت الهذلي:

وتعاورا مسرودتين قضاهما     داوود أو صنع السوابغ تبع

صفحة : 4719

قال ابن سيده: وهذا خطأ في التصريف لأنه لو كان كذلك لقال قضياء. وقال الأزهري: جعل أبو عمرو القضاء فعالا من قضى، أي حكم وفرغ. قال: والقضاء فعلاء غير منصرف. قلت: وسيأتي الكلام عليه في المعتل إن شاء الله تعالى. وقال أبو بكر: القضاء من الإبل: ما بين الثلاثين إلى الأربعين، كما في العباب، والتكملة، واللسان، وقال ابن بري: القضاء بهذا المعنى ليس من هذا الباب لأنها من قضى يقضي، أي تقضى بها الحقوق. والقضاء من الناس: الجلة وإن كان لا حسب لهم بعد أن يكونوا جلة في الأبدان والأسنان. وقال ابن بري: الجلة في أسنانهم. وقال أبو زيد: قض بالكسر مخففة: حكاية صوت الركبة إذا صاتت. يقال: قالت ركبته قض، وأنشد:

وقول ركبتها قض حين تثنيها واستقض مضجعه، أي وجده خشنا، نقله الجوهري. ومما يستدرك عليه: قض عليهم الخيل يقضها قضا: أرسلها أو دفعها. قال:

قضوا غضابا عليك الخيل من كثب وانقض النجم: هوى، وهو مجاز. ومنه قولهم: أتينا عند قضة النجم، أي عند نوئه. ومطرنا بقضة الأسد. قال ذو الرمة:

جدا قضة الآساد وارتجزت له     بنوء السماكين الغيوث الروائح وقض الجدار: هدمه بالعنف. وقض الشيء يقضه قضا: كسره. واقتض الإدواة: فتح رأسها. وقد جاء في حديث هوازن. ويروى بالفاء وقد تقدم. وطعام قض: فيه حصى وتراب، وقد أقض. وأرض قضة: كثيرة الحجارة والتراب. ولحم قض: وقع في حصى، أو تراب فوجد ذلك في طعمه. وقض عليه المضجع: نبا، مثل أقض المذكور في المتن. ويقال: قض وأقض: لم ينم، أو لم يطمئن به النوم. وقال أبو الهيثم: القضيض جمع مثل كلب وكليب، والقض: الأتباع ومن يتصل بك. ومنه قول أبي الدحداح:

وارتحلي بالقض والأولاد والقضيض: صغار العظام، تشبيها بصغار الحصى، نقله القتيبي. وانقض انقضاضا: تقطع، وأوصاله: تفرقت. وقال شمر: القضانة: الجبل يكون أطباقا، وأنشد:

كأنما قرع ألحيها إذا وجفـت      قرع المعاول في قضانة قلع قال: القلع: المشرف منه كالقلعة. قال الأزهري: كأنه من قضضت الشيء، أي دققته وهو فعلانة منه. وفي نوادر الأعراب: القضة: الوسم، وبه فسر قول الراجز:

معروفة قضتها زعر الهام وقد تقدم للمصنف أنه بمعنى الجنس، وهو قول أبي عمرو. والقضقضة: كسر العظام والأعضاء. وقضقض الشيء فتقضقض: كسره فتكسر. ومنه الحديث: فيقضقضها أي يكسرها. وقال شمر: يقال: قضقضت جنبه من صلبه، أي قطعته. وقضض: إذا أكثر سكر سويقه، عن ابن الأعرابي. والمقض، بالكسر: ما تقض به الحجارة، أي تكسر. وأقضه عليه الهم، واستقضه صاحبه. ويقال: ذهب بقضتها، وكان ذلك عند قضتها ليلة عرسها، وهو مجاز.

ق ع ض

صفحة : 4720

ومما يستدرك عليه: قعض: ذكره الجوهري وصاحب اللسان، وأهمله المصنف سهوا أو قصورا، تبعا للصاغاني فإنه أهمله في العباب. ومما يدلك أنه سهو منه ذكره إياه في التكملة، وهذا عجيب، كيف يقلد الصاغاني في السهو ولا يراجع الصحاح ولا غيره من الأصول والمواد. فتنبه لذلك فإنه ذنب لا يغفر، سامحنا الله وإياهم. قال الجوهري: قعضت العود: عطفته، كما تعطف عروش الكرم والهودج. قال رؤبة يخاطب امرأة:

إما تري دهرا حناني حفصـا
أطر الصناعين العريش القعضا
فقد أفدى مرجما منـقـضـا

يقول: إن تري أيتها المرأة الهرم حناني فقد كنت أفدى في حال شبابي لهدايتي في المفاوز، وقوتي على السفر. وسقطت النون من ترين للجزم بالمجازاة، وما زائدة، والصناعين تثنية امرأة صناع. والقعض: المقعوض: وصف بالمصدر. كقولك: ماء غور. والعريش هاهنا الهودج، هذا نص الصحاح، وقال الصاغاني في التكملة. وبين قوله القعضا وقوله فقد ثلاثة أبيات مشطورة ساقطة وهي:

من بعد جذبي المشية الجيضى
في سلوة عشنا بذاك أبـضـا
خدن اللواتي يقتضبن النعضـا

قال: النعض: الأراك وما أشبهه وما يستاك به، كما سيأتي. وفي اللسان: قعض رأس الخشبة قعضا. فانقعضت: عطفها. وخشبة مقعوضة. وقعضه فانقعض، أي انحنى، وأنشد قول رؤبة السابق. ثم قال: قال ابن سيده: عندي القعض في تأويل وفعول، كقولك درهم ضرب، أي مضروب، ثم قال في التكملة: القعض، بالفتح: الصغير. والقعض: المنفك. والقعض: الضيق. وفي اللسان قال الأصمعي: العريش القعض: الضيق. وقيل: هو المنفك. قلت: والصاد لغة في الأخير عن كراع، كما تقدم، وذكر ابن القطاع في كتابه في ق ع ض قعضت الغنم، بالضاد: أخذها داء يميتها من ساعته. قلت: والمعروف فيه الصاد المهملة، ولكنه حيث ضبطه بالمعجمة أوجب ذكره.

ق ن ب ض
القنبض، بالضم، كتبه بالحمرة على أن الجوهري أهمله، وليس كذلك، بل ذكره في ق ب ض على أن النون زائدة كما هو رأي أكثر الصرفيين، وتقدمت الإشارة إليه. وقال ابن عباد: هو الحية. وذكره الصاغاني في التكملة أيضا في ق ب ض وكذا في العباب ولكنه أعاده ثانيا هاهنا. وقال الليث: القنبضة، بهاء: المرأة الدميمة، بالدال المهملة، وهي الحقيرة، أو هي القصيرة، ورجل قنبض، فيهما. وأنشد الجوهري للفرزدق:

إذا القنبضات السود طوفن بالضحى رقدن عليهن الحجال المسجف ق و ض

صفحة : 4721

قاض البناء يقوضه قوضا: هدمه، كقوضه تقويضا، وكل مهدوم مقوض. وفي حديث الاعتكاف: فأمر ببنائه فقوض أي قلع وأزيل، وأراد بالبناء الخباء. ومنه: تقويض الخباء. أو التقويض: نقض من غير هدم وهذا نقله الجوهري. يقال: قوضه فتقوض. ومنه: تقوضت الحلق والصفوف، إذا انتقضت وتفرقت. وهي جمع حلقة من الناس، كما في الصحاح. أو هو، أي التقويض نزع الأعواد والأطناب، وهذا قول ابن دريد. وتقوض البيت: انهدم سواء كان بيت مدر أو شعر، وكذلك تقوز، بالزاي. وقوضه هو، كما نقله الجوهري، كانقاض. قال أبو زيد: انقاض الجدار انقياضا، أي تصدع من غير أن يسقط، فإن سقط قيل تقيض، كما نقله الجوهري. وتقوض الرجل: جاء وذهب، وترك الاستقرار. ومنه الحديث: فجاءت الحمرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تقوض فقال: من فجع هذه بفرخيها? قال: فقلنا: نحن، فقال: ردوهما. فرددناهما إلى موضعهما . قال الأزهري: تقوض أي تجيء وتذهب ولا تقر. وقال ابن عباد: هذيل تقول: هذا بذا قوضا بقوض، أي بدلا ببدل، وهما قوضان، نقله الصاغاني. وقال الزمخشري: هما قيضان. قلت: وهذا أشبه باللغة، كما سيأتي. ومما يستدرك عليه: من المجاز: قوض الصفوف والمجالس، إذا فرقها. ويقال: بنى فلان ثم قوض، إذا أحسن ثم أساء.

ق ي ض
القيض: القشرة العليا اليابسة على البيضة. قال أوس بن حجر يصف بري قوس:

فمالك بالليط الذي تحت قشـرهـا      كغرقئ بيض كنه القيض من عل وفي الصحاح: القيض: ما تفرق من قشور البيض الأعلى. قال ابن بري: صوابه من قشر البيض الأعلى، بإفراد القشر، لأنه قد وصفه بالأعلى، وفي حديث علي، رضي الله عنه: لا تكونوا كقيض بيض في أداح يكون كسرها وزرا، ويخرج ضغانها شرا . أو هي التي خرج ما فيها من فرخ أو ماء وهو قول الليث، وموضعهما المقيض. قال:

إذا شئت أن تلقى مقيضا بقفرة مفلقة خرشاؤها عن جنينهـا والقيض: الشق. يقال: قاض الفرخ البيضة قيضا، أي شقها، وقاضها الطائر، أي شقها عن الفرخ، قاله الليث. والقيض: الانشقاق، والصاد لغة فيه، وبهما يروى قول أبي ذؤيب:

فراق كقيض السن فالصبر إنه      لكل أناس عثـرة وجـبـور

صفحة : 4722

هكذا أنشده الجوهري بالوجهين، وقال: يقال: انقاضت السن، أي تشققت طولا. وقال الصاغاني: والصاد المهملة في البيت أعلى وأكثر. وروى أبو عمرو: كنفض السن. وهو تحركها. وبه فسر أيضا حديث ابن عباس، رضي الله عنهما إذا كان يوم القامة مدت الأرض مد الأديم، وزيد في سعتها، وجمع الخلق جنهم وإنسهم في صعيد واحد، فإذا كان كذلك قيضت هذه السماء الدنيا عن أهلها، فنشروا على وجه الأرض أي انشقت، وقال شمر: أي نقضت. والقيض: العوض. يقال: قاضه يقيضه إذا عاضه. ويقال: باعه فرسا بفرسين قيضين. وفي الحديث: إن شئت أقيضك به المختارة من دروع بدر أي أبدلك به وأعوضك عنه. كذا في اللسان، والصواب من دروع خيبر، قاله صلى الله عليه وسلم لذي الجوشن. ويروى: قايضتك كذا في الروض. والقيض: التمثيل، ومنه التقيض: النزوع في الشبه. وقال أبو عبيد: هما قيضان، أي مثلان. وقال الزمخشري: أي يصلح أن يكون كل منهما عوضا عن الآخر. والقيض: جوب البئر، قاض البئر في الصخرة قيضا: جابها. ومنه بئر مقيضة. كمدينة، أي كثيرة الماء، وقد قيضت عن الجبلة، أي انشقت. ويقال: هذا قيض له وقياض له، أي مساو له كما في العباب. وتقيض الجدار: تهدم وانهال، كانقاض. قال أبو زيد: انقاض الجدار انقياضا: تصدع من غير أن يسقط، فإن سقط قيل: تقيض. قلت: وانقاض، ذو وجهين، يذكر في الواو وفي الياء. وروى المنذري عن أبي عمرو: انقاض وانقاص، بمعنى واحد، أي انشق طولا. وقال الأصمعي: المنقاض: المنقعر من أصله. والمنقاص: المنشق طولا. وفي العباب: قرأ عكرمة وابن سيرين وأبو شيخ البناني وخليد العصري: يريد أن ينقاض بالضاد معجمة. وقرأ يحيى بن يعمر: أن ينقاص بالصاد مهملة. وقال الليث في ق و ض: انقاض الحائط، إذا انهدم من مكانه من غير هدم فأما إذا هوى وسقط فلا يقال إلا انقض. قال ذو الرمة يصف ثورا وحشيا:

يغشى الكناس بروقيه ويهدمه
من هائل الرمل منقاض ومنكثب واقتاضه

اقتياضا: استأصله، قال الطرماح:

وجنبنا إليهم الـخـيل فـاقـتـي      ض حماهم والحرب ذات اقتياض والقيضة، بالكسر: القطعة من العظم الصغيرة. قاله أبو عمرو، ج قيض، بالكسر أيضا، هكذا في سائر النسخ، والصواب قيض، بكسر ففتح، فإن أبا عمرو أنشد على ذلك:
تقيض منهم قيض صغار

صفحة : 4723

والقيض والقيضة، ككيس وكيسة: حجيرة يكوى بها نقرة الغنم، قاله ابن شميل. وقال أبو الخطاب: القيضة: حجر يكوى به نقرة الغنم. وقال غيره: القيضة: صفيحة عريضة يكوى بها. وفي اللسان: القيض: حجر يكوى به الإبل من النحاز، يؤخذ حجر صغير مدور فيسخن، ثم يصرع البعير النحز فيوضع الحجر على رحبيه. قال ابن شميل: ومنه: لسانه قيضة، على التشبيه. وقيض الله فلانا بفلان. هكذا في النسخ، والصواب لفلان: جاءه وأتاحه له، نقله الجوهري. ويقال: قيض الله له قرينا، أي هيأه وسببه من حيث لا يحتسبه، ومنه قوله تعالى وقيضنا لهم قرناء . أي سببنا لهم وهيأنا لهم من حيث لا يحتسبون، وكذلك قوله تعالى نقيض له شيطانا فهو له قرين . قال الزجاج: أي نسبب له شيطانا يجعل الله ذلك جزاءه. وقال بعضهم: لا يكون قيض إلا في الشر. واحتج بالآيتين المذكورتين. قال ابن بري: ليس ذلك بصحيح، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم ما أكرم شاب شيخا لسنه إلا قيض الله من يكرمه عند سنه كما في اللسان. قلت: والرواية: إلا قيض الله له عند سنه من يكرمه. وتقيض له الشيء، أي تقدر وتسبب. وقال أبو زيد: تقيض فلان أباه وتقيله تقيضا وتقيلا، إذا نزع إليه في الشبه. قال الجوهري: أي أشبهه. ويقال: قايضه مقايضة، إذا عاوضه، كذا بالواو في النسخ. وفي اللسان والعباب والصحاح: عارضه بالراء، أي بمتاع وبادله، وذلك إذا أعطاه سلعة وأخذ عوضها سلعة. ومما يستدرك عليه: تقيضت البيضة تقيضا، إذا تكسرت فصارت فلقا. وانقاضت فهي منقاضة: تصدعت وتشققت ولم تفلق، نقله الجوهري. قال: والقارورة مثلها. وقضتها أنا، بالكسر. وقال الصاغاني: قضت البناء، بالكسر، لغة في قضت، بالضم. وقال ابن الأثير: قضت القارورة فانقاضت، أي انصدعت. ولم تتفلق، قال: ذكرها الهروي في ق و ض وفي ق ي ض. وانقاضت الركية، نقله الجوهري عن الأصمعي. قيل: تكسرت، وقيل: انهارت. وقيض: حفر. وهما قيضان، كما تقول بيعان، نقله الجوهري. والقيض: تحرك السن، وقد قاضت كما في شرح ديوان هذيل، وانقاض: انشق طولا، كما في العباب. وذكر في التكملة: القيض من الحجارة: ما كان لونه أخضر فينكسر صغارا وكبارا، هكذا ضبطه بالفتح، أو هو القيض كسيد. وبيضة مقيضة، كمعيشة: مفلوقة. ومن المجاز: ما أقايض بك أحدا. ويقال: لو أعطيت ملء الدهناء رجالا قياضا بفلان ما رضيتهم، كما في الأساس. قلت: ومنه حديث معاوية، قال لسعيد بن عثمان بن عفان: لو ملئت لي غوطة دمشق رجالا مثلك قياضا بيزيد ما قبلتهم ، أي مقايضة به. والمقتاض من القيض: المعاوضة. قال أبو الشيص:

بدلت من برد الشباب ملاءة     خلقا وبئس مثوبة المقتاض