الباب الخامس عشر: باب الضاد المعجمة - الفصل الثامن عشر: فصل النون مع الضاد

فصل النون مع الضاد

ن ب ض

صفحة : 4736

نبض الماء نبوضا: غار، مثل نضب نضوبا، كما في العباب. أو نبض: سال، مثل نضب، كما في اللسان. ونبض العرق ينبض نبضا ونبضانا، محركة، أي تحرك وضرب، وقد يسمى العرق نفسه نبضا فيقولون: جس الطبيب نبضه، والأفصح منبضه. ونبض في قوسه: أصاتها، والذي نص عليه أبو حنيفة: نبض في قوسه تنبيضا، وأنبض، إذا أصاتها، وأنشد:

لئن نصبت لي الروقين معترضا      لأرمينك رميا غير تنـبـيض أي لا يكون نزعي تنبيضا وتنفيرا، يعني: لا يكون توعدا، بل إيقاعا. والمصنف صحف قول أبي حنيفة فانظره وتأمل. وكذلك قوله: أو حرك وترها لترن، كأنبض، فإن الذي نقله الجوهري وابن سيده والصاغاني والأزهري الاقتصار على أنبض، قالوا: أنبضت القوس وأنبضت بالوتر، إذا جذبته ثم أرسلته لترن. وفي المثل: إنباض بغير توتير هذا نص الجوهري، وفي المحكم والتهذيب: أنبض القوس مثل أنضبها: جذب وترها لتصوت، وأنبض بالوتر، إذا جذبه ثم أرسله ليرن، وأنبض الوتر أيضا: إذا جذبه بغير سهم ثم أرسله، عن يعقوب. قال اللحياني: الإنباض: أن تمد الوتر ثم ترسله فتسمع صوتا. وفي كتاب العين: الإنباض: أجود في ذكر الوتر والقوس، كقول مهلهل:

أنبضوا معجس القسي وأبرق      نا كما توعد الفحول الفحولا وقال الشماخ يصف فرسا:

إذا أنبض الرامون عنها ترنمت     ترنم ثكلى أوجعتها الجـنـائز وفي الجمهرة: أنبض الرجل بالوتر، إذا أخذه بأطراف إصبعيه ثم أطلقه حتى يقع على عجس القوس فتسمع له صوتا، وكذلك في العباب والأساس، وكلام الكل مقارب لبعضه، وليس فيه ذكر نبض بالقوس، ولا نبض بالوتر، ثلاثيا، إنما هو أنبض وأنضب، غير أن الليث جود الإنباض. فتأمل ما في كلام المصنف من الخلاف الشديد لنصوص الأئمة. وأما شيخنا رحمه الله تعالى فإنه أسقط هذا الفصل برمته، ولم يذكر شيئا. ونبض البرق: لمع لمعانا خفيا، كنبض العرق. وقولهم: ما به حبض ولا نبض، بالتحريك فيهما، أي: حراك، نقله الجوهري هكذا، ورواه الصاغاني أيضا بالفتح فيهما، ونقل عن الأصمعي قال: النبض: التحرك، ولا أعرف الحبض. قلت: وقد تقدم في ح ب ض الحبض، محركة: التحرك، وقيل الصوت. وقال ابن دريد: ما به حبض ولا نبض، أي قوة، وفي اللسان: ولم يستعمل متحرك الثاني إلا في الجحد. وفي كلامه نوع قصور يظهر بالتأمل. ومن المجاز: له فؤاد نبض، ويحرك، وككتف، الثلاثة ذكرهن الصاغاني، وزاد الزمخشري: له فؤاد نبيض، كأمير، أي شهم رواح. قال الصاغاني: وينشد بالأوجه الثلاثة قول المسيب بن علس يصف ناقة:

وإذا أطفت بها أطفت بكلـكـل      نبض الفرائص مجفر الأضلاع ووضع يده على منبض القلب، هو حيث تراه ينبض، وحيث تجد همس نبضانه، كما في الأساس والعباب. والمنبض: كمنبر: المندفة، وفي الصحاح: المندف مثل المحبض، قال: وقال الخليل: قد جاء في بعض الشعر: المنابض: المنادف. قلت: والمراد به قول الشاعر:

لغام على الخيشوم بعد هبـابـه     كمحلوج عطب طيرته المنابض

صفحة : 4737

وقال الليث: النابض: اسم الغضب، صفة غالبة، وهو مجاز، يقال: نبض نابضه، أي هاج غضبه. ومما يستدرك عليه: نبضت الأمعاء تنبض: اضطربت، وأنشد ابن الأعرابي:

ثم بدت تنبض أحرادها       إن متغناة وإن حاديه ووجع منبض. والنثض: نتف الشعر، عن كراع. وأنبضته الحمى. وتقول: رأيت ومضة برق، كنبضة عرق. وجس الطبيب منبضه، ومنابضهم. وأنبض النداف منبضته. وفلان ما نبض له عرق عصبية، إذا لم يتعصب، وهو مجاز. ويقال: ما دام لي عريق نابض لم أخذلك، أي ما دمت حيا، وهو مجاز. وذكر الجوهري المثل إنباض من غير توتير ولم يذكر فيم يضرب، قال الزمخشري: يضرب لمن ينتحل ما ليس عنده أداته. ويقال أيضا: ما يعرف له منبض عسلة، كقولهم: مضرب عسلة، إذا لم يكن له أصل، ولا قوم. والمنابض: موضع في شعر المسيب بن علس، وقيل للمتلمس:

ألـك الـسـدير وبـارق     ومنابض ولك الخورنـق
والقصر من سنداد ذو الش    رفات والنخل المنـبـق

ن ت ض
نتض الجلد نتوضا أهمله الجوهري، وقال الليث: أي خرج به داء فأثار القوباء، ثم تقشر طرائق بعضها فوق بعض، ومثله في التهذيب. وفي اللسان: خرج عليه داء كآثار القوباء وأخصر من ذلك عبارة ابن القطاع: نتض الجلد نتوضا: تقشر من داء، كالقوباء. وقال أبو زيد: من معاياة العرب قولهم: ظبي بذي تناتضة يقطع ردغة الماء، بعنق وإرخاء، قال: يسكنون الردغة في هذه الكلمة وحدها، هكذا نقله صاحب اللسان والصاغاني، إلا أنهم قالوا: ضأن بدل ظبي وهو نص أبي زيد هكذا، ولم يضبطوا تناتضة، ولم يعرفوا ما هو، وهو كعلابطة، كأنه اسم موضع، وأما ردغة الماء، فسيأتي ذكره في موضعه. وقال الليث: أنتض العرجون، وهو ضرب من الكمأة يتقشر من أعاليه ونص العين: وهو شيء طويل من الكمأة تنقشر أعاليه قال: وهو ينتض عن نفسه كما تنتض الكمأة الكمأة، والسن السن إذا خرجت فرفعتها عن نفسها، لم يجيء إلا هذا. هكذا نص العين. قال الجوهري: هذا صحيح ومسموع من العرب. قال: ولم أجده لغير الليث. وقال ابن القطاع: أنتض العرجون: تفتح. ولو قال المصنف هكذا لكان اختصارا حسنا؛ فإنه حاصل ما قاله الليث في عبارة طويلة.

ن ح ض
النحض: اللحم نفسه، قاله الليث، أو النحض والنحضة: المكتنز منه كلحم الفخذ، قاله الجوهري. وأنشد الصاغاني للنابغة:

مقذوفة بدخيس النحض بازلهـا     له صريف صريف القعو بالمسد وفي الأساس: أطعمهم النحض، وسقاهم المحض، وهو اللحم المكتنز. ويقال: اشو لنا هذه النحضة، بهاء: القطعة الكبيرة منه، قاله الليث، وكل بضعة لحم لا عظم فيها: لفئة، نحو النحضة، والهبرة، والوذرة، ج نحوض ونحاض. وأنشد الجوهري لعبيد بن الأبرص:

ثم أبري نحاضها فتراهـا      ضامرا بعد بدنها كالهلال

صفحة : 4738

وقد نحض، ككرم، نحاضة: كثر لحم بدنه. وفي الصحاح: اكتنز لحمه، فهو نحيض، وهي نحيضة. والمنحوض، والنحيض: الذاهبا اللحم، أو الكثيراه. ضد، وقال ابن السكيت: النحيض من الأضداد، يكون الكثير اللحم، ويكون القليل اللحم، كأنه نحض، كعني نحضا، أي قل لحمه، وقد نحضا نحاضة: كثر لحمهما. وقال الأزهري: ونحاضتهما: كثرة لحمهما، وهي منحوضة ونحيض. ونحض، كعني، فهو منحوض: ذهب لحمه، كانتحض، بالضم. ونحض، كمنع، ينحض نحوضا: نقص لحمه، كانتحض، بالضم. وقال ابن دريد: رجل نحض: كثير اللحم، ونحيض: قليل اللحم، وانتحض الرجل، على ما لم يسم فاعله، أي ذهب لحمه. ونحض اللحم، كمنع، وضرب، ينحضه، وينحضه نحضا: قشره فهو منحوض. ومن المجاز: نحض فلانا، إذا ألح عليه في سؤاله حتى يكون ذلك السؤال كنحض اللحم عن العظم. وفي الأساس: نحضه، إذا نهكه بالسؤال. ومن المجاز: نحض السنان وكذا النصل، إذا رققه وأرهفه وأحده على المسن، فهو نحيض ومنحوض، كأنك لما رققته أخذت نحضه، قال أبو سهم أسامة بن الحارث الهذلي يصف حمارا:

وشقوا بمنحوض القطاع فؤاده      لهم قترات قد بنين محـاتـد وفي الصحاح: قال امرؤ القيس يصف الجنب، قال ابن بري: صوابه يصف الخد، وصدره:

يباري شباة الرمح خد مـذلـق     كصفح السنان الصلبي النحيض ونحض العظم نحوضا: أخذ لحمه، كانتحضه، وفي الصحاح: نحضت ما على العظم من اللحم، وانتحضته، أي اعترقته. ومما يستدرك عليه: المناحضة: المماحكة واللوم، كما في التكملة. وفي الأساس: ناحضته: ماحكته ولاحيته، وهو مجاز. ونقل ابن بري عن أبي زيد: نحض الرجل: سأله ولامه، وأنشد لسلامة بن عبادة الجعدي:

أعطى بلا من ولا تقارض
ولا سؤال مع نحض الناحض

ونحض الشيء نحوضا: قلمه، عن ابن القطاع. ونحضه الدهر: أضر به، وهو مجاز.


ن ض ض
نض الماء من العين ينض نضا، ونضيضا: نبع، أو سال، كبض، أو سال قليلا قليلا، كما في الصحاح، أو خرج رشحا كما يخرج من حجر. وبئر نضوض، إذا كان ماؤها يخرج كذلك. ونض العود ينض نضيضا: غلى أقصاه بعد أن أوقد أدناه، عن ابن عباد. ونضت القربة من شدة الملء تنض نضيضا: انشقت وخرج منها الماء، ومنه الحديث: فالمزادة تكاد تنض من الملء . والنضيض: الماء القليل، ج: نضائض، هكذا في النسخ، وهو غلط، والصواب: نضاض، بالكسر، كما في الصحاح والعباب واللسان. والنضيضة، بها: المطر القليل، رواه الجوهري عن أبي عمرو، وقيل: هو المطر الضعيف، وقيل: هي السحابة الضعيفة، وقيل: هي التي تنض بالماء: تسيل، ج: أنضة ونضائض، وأنشد الفراء:

وأخوت نجوم الأخذ إلا أنـضة     أنضة محل ليس قاطرها يثري أي ليس يبل الثرى. وقال الأسدي، كما في الصحاح، وقيل: هو لأبي محمد الفقعسي:
يا جمل أسقاك البريق الوامض
والديم الغادية الـنـضـائض
في كل عام قطره نضـائض

صفحة : 4739

ويروى: في كل يوم، رواه أبو زياد الكلابي في نوادره لأبي شبل الكلابي، وهو لأبي محمد، كما في العباب. والنضيضة من الرياح: الريح التي تنض بالماء فيسيل، أو هي الضعيفة، نقله أبو عبيد. وقال ابن عباد: جاءوا بأقصى نضيضهم، ونضيضتهم، أي جماعتهم، كما في العباب. وإبل، وفي الصحاح: يقال: لقد تركت الإبل الماء وهي ذات نضيضة، وذات نضائض، أي ذات عطش لو ترو. ورجل نضيض اللحم قليله وكذلك نضه ونضاضه ونضاضة الماء وغيره، بالضم: بقيته، وآخره، جمعه: نضائض ونضاض، وهو مجاز. والنضاضة من ولد الرجل: آخرهم، وهو مجاز. وقال أبو زيد: هو نضاضة ولد أبويه، للمذكر والمؤنث والتثنية، والجمع، مثل العجزة والكبرة. ونضاضهم، بالضم أيضا: خالصهم، وكذلك مضاضهم ومصاصهم. وأمر ناض: ممكن، وقد نض ينض نضيضا، إذا أمكن وتيسر. ومن المجاز: هو يستنض معروفا، أي يستقطره، وقيل يستخرجه، وقيل: يستنجزه. وقال رؤبة يخاطب امرأته:

إن كان خير منك مستنضا
فاقني فشر القول ما أمضا

والاسم: النضاض، بالكسر، قال:
تمتاح دلوي مطرب النضاض
ولا الجدى من متعب حباض وقول الراجز:

تسمع للرضف بها نضائضا النضائض: صوت الشواء على الرضف. قال ابن سيده: وأراه للواحد، كالخشارم، ويجوز أن يكون الواحدة نضيضة، ويعنى بصوت الشواء أصوات الشواء، وإليه مال الجوهري. وحية نضناضة، ونضناض: لا تستقر في مكان لشرتها ونشاطها. أو هي التي إذا نهشت قتلت من ساعتها، أو هي التي أخرجت لسانها تنضنضه، أي تحركه، والصاد في المعنى الأخير لغة، قال رؤبة:

كم جاوزت من حية نضناض
وأسد في غيله قضـقـاض

وقال الراعي يصف صائدا في ناموسه: تبيت الحية النضناض منه مكان الحب يستمع السرارا

صفحة : 4740

قال ابن جني: أخبرني أبو علي، يرفعه إلى الأصمعي، قال: حدثنا، وفي الصحاح: قال، وفي العباب: زعم عيسى بن عمر، سألت ذا الرمة عن النضناض فلم يزدني أن حرك لسانه في فيه، كما في الصحاح، وفي العباب: قال لذي الرمة: ما الحية النضناض? فأخرج لسانه يحركه في فيه، وأومأ إليه به. ونص ابن جني: فأخرج لسانه فحركه. وفي اللسان: نضنض لسانه: حركه، الضاد فيه أصل وليست بدلا من صاد نصنصه، كما زعم قوم، لأنهما ليستا أختين فتبدل إحداهما من صاحبتها. وفي الحديث عن أبي بكر أنه دخل عليه وهو ينضنض لسانه ، أي يحركه، ويروى بالصاد، وقد تقدم. وقال ابن الأعرابي: النض: الإظهار. والنض: مكروه الأمر، يقال: أصابني نض من أمر فلان. ومن المجاز: أعطاه من نض ماله، أي صامته، وهو الدرهم والدينار، كالناض، فيهما. قال الأصمعي: وهي لغة أهل الحجاز، قال: أو إنما يسمى ناضا، إذا تحول عينا بعد أن كان متاعا، لأنه يقال: ما نض بيدي منه شيء، وفي حديث عمر رضي الله عنه: كان يأخذ الزكاة من ناض المال وهو ما كان ذهبا أو فضة، عينا أو ورقا. ووصف رجل بكثرة المال فقيل: أكثر الناس ناضا. والنض: تحريك الطائر جناحيه ليطير. وأنض الحاجة إنضاضا أنجزهاوأنض الراعي السخال: سقاها نضيضا من اللبن، أي قليلا منه. واستنض حقه من فلان: استنجزه وأخذ منه الشيء بعد الشيء، أو استخرجه شيئا بعد شيء. ونضنض الرجل: كثر ناضه، وهو ما ظهر وحصل من ماله. ونضنض فلانا: حركه وأقلقه، عن ابن الأعرابي، قال: ومنه الحية النضناض، وهو القلق الذي لا يثبت في مكانه لشره ونشاطه. وتنضضت منه حقي: استنظفته، أي استوفيته شيئا بعد شيء. وتنضضت الحاجة: تنجزتها. وتنضضت فلانا: استحثثته. نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: النضض، محركة: الحسى، وهو ماء على رمل دونه إلى أسفل أرض صلبة، فكلما نض منه شيء، أي رشح واجتمع، أخذ. واستنض الثماد من الماء: تتبعها وتبرضها. ونض إليه من معروفه شيء ينض نضا ونضيضا: سال. وأكثر ما يستعمل في الجحد. وهي النضاضة، ويقال: نض من معروفك نضاضة، وهو القليل منه. وقال أبو سعيد: عليهم نضائض من أموالهم وبضائض، واحدها نضيضة وبضيضة. وقال الأصمعي: نض له بشيء، وبض له بشيء، وهو المعروف القليل. ونضاضة الشيء، بالضم: ما نض منه في يدك، والنض: الحاصل، يقال: خذ ما نض لك من غريمك، أي تيسر وحصل. واستنض منه شيئا: حركه وأقلقه، عن ابن الأعرابي. ونضنض البعير ثفناته: حركها وباشر بها الأرض، قال حميد بن ثور الهلالي: ونضنض في صم الحصى نغناته

ورام بسلمى أمره ثم صمما ويقال بالصاد، وقد تقدم.

والنضنضة: صوت الحية، عن ابن عباد، ومنه الحية النضناض، أي المصوتة. ورجل نضناض اللحم ونضه: قليله.

ن ع ض
النعض، بالضم: شجر بالحجاز، كما في الصحاح، وقال الأزهري: هو من العضاه شائك. قال الجوهري والدينوري: يستاك به، وقال الأخير: لم يبلغني له حلية، الواحدة نعضة. وقال أبو زيد، والأصمعي: هو معروف. وفي الصحاح: قال الراجز:

من اللواتي يقتضبن النعضا

صفحة : 4741

قلت: الرجز لرؤبة يذكر شبابه، والرواية: خدن اللواتي وصدره:

في سلوة عشنا بذاك أبضا      أي يقتطعنه ليستكن به. ويدبغ بلحائه، مأخوذ من قول ابن عباد: هو شجرة خضراء ليس لها ورق وإنما هي قضبان يدبغ بلحائها، ولا تنبت إلا بالحجاز. وفي التهذيب: قال ابن دريد: يقال: ما نعضت منه شيئا، كمنعت، أي ما أصبت. قال الأزهري: ولا أحقه، ولا أدري ما صحته. قال الصاغاني: لم أجد في الجمهرة ما ذكر عنه الأزهري. ولعله وجده في كتاب آخر له.

ن غ ض
نغض الشيء، كالرأس والثنية وغيرهما، كنصر وضرب، الأخير عن الكسائي: نغضا، ونغوضا، ونغضانا، ونغضا، محركتين، أي تحرك واضطرب في ارتجاف، كأنغض وتنغض. ونغض رأسه أيضا، إذا حرك، يتعدى ولا يتعدى، حكاه الأخفش. وكل حركة في ارتجاف: نغض، قال:

سألت هل وصل فقالت مض
وحركت لي رأسها بالنغض

كأنغض، يقال: أنغضه، إذا حركه، كالمتعجب من الشيء، ومنه قوله تعالى فسينغضون إليك رؤوسهم ، أي يحركونها على سبيل الهزء. وقال أبو الهيثم: يقال للرجل إذا حدث بشيء فحرك رأسه إنكارا له: قد أنغض رأسه. وفي الحديث: فأخذ ينغض رأسه، وكأنه يستفهم ما يقال أي يحركه ويميل إليه. ونغض الشيء: كثر وكثف، ومنه: غيم ناغض ونغاض، ككتان، أي كثيف متحرك بعضه في أثر بعض متحير لا يسير. قال ذلك الليث، وحكاه عنه الأزهري والجوهري، وهو مجاز، وأنشد لرؤبة:

أرق عينيك عن الـغـمـاض
برق سرى في عارض نغاض

قال الصاغاني: والرواية: نهاض لا غير، وأما الشاهد ففي مشطور آخر له من هذه الأرجوزة يصف الفتنة:

تبرق برق العارض النغاض وقال ابن فارس: نغض الغيم، إذا سار. وفي الحديث وصف علي، رضي الله عنه، رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم نغاض البطن فقال له عمر رضي الله عنه: ما نغاض البطن? فقال: أي معكنه. وكان عكنه أحسن من سبائك الذهب والفضة. ولما كان في العكن نهوض ونتوء عن مستوى البطن قيل للمعكن: نغاض البطن، ويحتمل أن يبني فعالا من الغضون، وهي المكاسر في البطن المعكن، على القلب. ونغض، بالفتح ويكسر: اسم للظليم معرفة، لأنه اسم للنوع، كأسامة، قال العجاج يصفه:

واستبدلت رسومه سفنجـا
أصك نغضا لايني مستهدجا

صفحة : 4742

أو للجوال منه، قاله أبو الهيثم. وقال الليث: إنما سمي الظليم نغضا، لأنه إذا عجل في مشيته ارتفع وانخفض. والنغض أيضا: من يحرك رأسه ويرجف في مشيته، وصف بالمصدر. والنغض: أن يرد إبله الحوض، فإذا شربت أخرج من كل بعيرين بعيرا قويا، وأدخل مكانه بعيرا ضعيفا، هذا تصحيف، والصواب فيه نغص، بالصاد المهملة، وقد ذكره هناك على الصواب، فليتنبه لذلك. والنغض، بالضم، ويفتح وهو قليل: غرضوف الكتف، وقيل: أعلى منقطع غضروف الكتف، أو حيث يجيء ويذهب منه. وقيل: النغضان ينغضان من أصل الكتف فيتحركان إذا مشى، كالناغض فيهما. وقال شمر: الناغض من الإنسان: أصل العنق حيث ينغض رأسه، ونغض الكتف: هو العظم الرقيق على طرفها. وناغض: ازدحم، مأخوذ من قول ابن فارس: ناغضت الإبل على الماء، أي ازدحمت، وهذا أيضا تصحيف من ابن فارس؛ فإن الصواب فيه: تناغصت الإبل بالصاد، كما مر عن الكسائي. ويقال: النغوض، كصبور: الناقة العظيمة السنام؛ لأنه إذا عظم اضطرب، نقله ابن فارس.

ومما يستدرك عليه: النغضان: القلق والرجفان. ونغض أمره: وهى. ومحال نغض. قال الراجز:

لا ماء في المقراة إن لم تنهض
بمسد فوق المحال النغض

والنغضة: الشجرة، قاله ابن قتيبة، وأنشد الطرماح يصف ثورا:

بات إلى نغضة يطوف بهـا      في رأس متن أبزى به جرده وفسر غيره النغضة في البيت بالنعامة. وإبل نغاضة برحالها. ونغضوا إلى العدو: نهضوا، وهو مجاز.

ن ف ض
نفض الثوب ينفضه نفضا، وكذا الشجر: حركه لينتفض، قال ذو الرمة:

كأنما نفض الأحـمـال ذاوية      على جوانبه الفرصاد والعنب وقال ابن سيده: نفضه ينفضه نفضا، فانتفض. وفي الصحاح: نفضت الإبل: نتجت، وهذه عن ابن دريد، زاد في اللسان: كأنفضت، قال الصاغاني: ويروى على هذه اللغة قول ذي الرمة يصف فحلا:

سبحلا أبا شرخين أحيا بنـاتـه    مقاليتها فهي اللباب الحبـائس
كلا كفأتيها تنفضان ولـم يجـد    له ثيل سقب في النتاجين لامس

له، أي للفحل، ورواه الجوهري لها وهو غلط، قال: ويروى تنفضان، أي من أنفضت. ومقتضى عبارة اللسان أنه يروى: تنفضان، أي من نفضت، وتنفضان، مبنيا للمجهول، من نفضت. ومن روى تنفضان، فمعناه تستبرآن، من قولك: نفضت المكان، إذا نظرت إلى جميع ما فيه حتى تعرفه. ومن روى تنفضان فمعناه: كل واحد من الكفأتين تلقي ما في بطنها من أجنتها. ثم ظاهر كلام الزمخشري في الأساس أنه من المجاز. ومن المجاز أيضا: نفضت المرأة كرشها، إذا كثر ولدها، وهي نفوض: كثيرة الولد نقله الجوهري. ومن المجاز: نفض القوم، إذا ذهب زادهم وفني، كأنفض. ونفض الزرع سبلا: خرج آخر سنبله. ونفض الكرم: تفتحت عناقيده. ومن المجاز: نفض المكان ينفضه نفضا، إذا نظر إلى جميع ما فيه حتى يعرفه، نقله الجوهري، وأنشد قول زهير يصف بقرة فقدت ولدها:

وتنفض عنها غـيب كـل خـمـيلة     وتخشى رماة الغوث من كل مرصد

صفحة : 4743

تنفض، أي تنظر هل ترى فيه ما تكره أم لا، والغوث: قبيلة من طيئ. وفي حديث أبي بكر والغار أنا أنفض لك ما حولك أي أحرسك وأطوف هل أرى طالبا. ورجل نفوض للمكان: متأمل له، كاستنفضه وتنفضه، نقله الجوهري. واستنفض القوم: تأملهم، وقول العجير السلولي:

إلى ملك يستنفض القوم طرفه      له فوق أعواد السـرير زئير يقول: ينظر إليهم فيعرف من بيده الحق منهم. وقيل: معناه أنه يبصر في أيهم الرأي، وأيهم بخلاف ذلك، واستنفض الطريق كذلك. ومن المجاز: نفض الصبغ نفوضا: ذهب بعض لونه، قال ابن شميل: إذا لبس الثوب الأحمر أو الأصفر فذهب بعض لونه قيل: قد نفض صبغه نفضا، قال ذو الرمة:

كساك الذي يكسو المكارم حـلة     من المجد لا تبلى بطيئا نفوضها

صفحة : 4744

وفي حديث قيلة: ملاءتان كانتا مصبوغتين وقد نفضتا ، أي نصل لون صبغهما، ولم يبق إلا الأثر. ومن المجاز: نفض السور: قرأها، قال ابن الأعرابي: النفض: القراءة، وفلان ينفض القرآن كله ظاهرا، أي يقرؤه. والنفاضة، بالضم: نفاثة السواك وضوازته، عن ابن الأعرابي. وقال غيره: النفاضة: ما سقط من المنفوض إذا نفض، كالنفاض، بالضم، ويكسر. وقال ابن دريد: نفاضة كل شيء: ما نفضته فسقط منه، وكذلك هو من الورق، قالوا: نفاض من ورق، وأكثر ذلك في ورق السمر خاصة، يجمع ويخبط في ثوب. والنفض، بالكسر: خرء النحل في العسالة، عن ابن الأعرابي وأبي حنيفة. أو: ما مات منه فيها، نقله الصاغاني. أو النفض: عسل يسوس فيؤخذ فيدق فيلطخ به موضع النحل مع الآس فيأتيه النحل فيعسل فيه، أو هو بالقاف، وهذا هو الصواب، وهكذا رواه الهجري، وأما الفاء فتصحيف. والنفض، بالتحريك: المنفوض، وهو ما سقط من الورق والثمر، وهو فعل بمعنى مفعول، كالقبض بمعنى المقبوض، والهدم بمعنى المهدوم. والنفض أيضا: ما تساقط من حب العنب حين يوجد بعضه في بعض، وفي اللسان: حين يأخذ بعضه ببعض. والمنفض، كمنبر: المنسف، وهو وعاء ينفض فيه التمر. والمنفاض: المرأة الكثيرة الضحك، نقله ابن عباد هكذا، أو هي بالصاد المهملة، وهو الصواب، وقد ذكر في موضعه. ومن المجاز: النافض: حمى الرعدة، وفي الصحاح: النافض من الحمى: ذات الرعدة، قال ابن سيده: مذكر. ويقال: نفضته، وأخذته حمى بنافض، بزيادة الحرف، وهو الأعلى، وحمى نافض، بالإضافة، وقد يقال: حمى نافض، فيوصف به، وفي حديث الإفك فأخذتها حمى بنافض أي برعدة شديدة، كأنها نفضتها، أي حركتها. وقال الأصمعي: إذا كانت الحمى نافضا قيل: نفضته الحمى فهو منفوض. والنفضة، كبسرة، ورطبة، والنفضاء، كالعرواء: رعدة النافض. وقال البراء بن مالك، رضي الله عنه، يوم اليمامة لخالد ابن الوليد، رضي الله عنه: طدني إليك وكان تصيبه عرواء مثل النفضة حتى يقطر. ذكر الجوهري الأولى والثالثة، ونقل الصاغاني الثانية، وبها روي الحديث، والاسم: النفاض، كسحاب. وقال ابن الأعرابي: النفائض: الإبل التي تنفض، أي تقطع الأرض. ومن المجاز: أنفضوا: أرملوا، أو أنفضوا: هلكت أموالهم، وأنفضوا: فني زادهم، وهو بعينه معنى أرملوا، وعبارة الصحاح: أنفض القوم: هلكت أموالهم، وأنفضوا أيضا، مثل أرملوا: فني زادهم. وفي المحكم: أنفض القوم نفد طعامهم وزادهم، مثل أرملوا، قال أبو المثلم:

له ظـبـية ولـه عـكة     إذا أنفض الزاد لم تنفض

صفحة : 4745

والذي قرأته في الديوان: إذا أنفض الحي. ويروى: لم ينفض. وفي الحديث: كنا في سفر فأنفضنا ، أي فني زادنا، كأنهم نفضوا مزاودهم لخلوها، وهو مثل أرمل وأفقر. أو أنفضوا زادهم: أفنوه وأنفدوه، قاله ابن دريد، وجعله متعديا، والاسم: النفاض، كسحاب وغراب، الفتح عن ثعلب، وكان يقول: هو الجدب، ومنه المثل: النفاض يقطر الجلب ، فعلى قول من قال: النفاض: فناء الزاد، يقول في معنى المثل: إذا ذهب طعام القوم أو ميرتهم قطروا إبلهم التي كانوا يضنون بها، فجلبوها للبيع، فباعوها واشتروا بثمنها ميرة. وعلى قول ثعلب: أي إذا جاء الجدب جلبت الإبل قطارا قطارا للبيع، ومآلهما واحد. وأنفضت الجلة: نفض جميع ما فيها من التمر. وانتفض الكرم: نضر ورقه، قال أبو النجم:

وانشق عن فطح سواء عنصله
وانتفض البروق سودا فلفله

وانتفض الذكر: استبرأه مما فيه من بقية البول، ومنه حديث ابن عمر: أنه كان يمر بالشعب من مزدلفة فينتفض ويتوضأ ، كاستنفضه. والنفاض، ككتاب: إزار للصبيان، قاله الجوهري، وأنشد للراجز:

جارية بيضاء في نفاض
تنهض فيه أيما انتهاض
كنهضان البرق ذي الإيماض

وقال ابن عباد: يقال: أتانا وما عليه من نفاض، أي شيء من الثياب، وجمعه النفض. والنفاض: بساط ينحت عليه ورق السمر ونحوه، وذلك أن يبسط له ثوب، ثم يخبط بالعصا، فذلك الثوب نفاض. والجمع: نفض، بضمتين. والنفاض أيضا: ما انتفض عليه من الورق، كالأنافيض، نقله الصاغاني، وواحدة الأنافيض أنفوضة. وقال الزمخشري: الأنافيض: ما تساقط من الثمر في أصول الشجر. ومن المجاز: النفوض: البرء من المرض، وقد نفض من مرضه. والنفيضة، كسفينة: نحو الطليعة، نقله الجوهري. قال: والنفضة، محركة: الجماعة يبعثون في الأرض متجسسين؛ لينظروا هل فيها عدو أم لا، زاد الليث: أو خوف، وأنشد الجوهري لسلمى الجهنية ترثي أخاها أسعد، قال ابن بري: صوابه سعدى الجهنية، قلت: وهي سعدى بنت الشمردل:

يرد المياه حضيرة ونفيضة     ورد القطاة إذا اسمأل التبع تعني إذا قصر الظل نصف النهار. والجمع: النفائض. قلت: وحضيرة ونفيضة منصوبان على الحال، والمعنى: أنه يغزو وحده في موضع الحضيرة والنفيضة، وقد تقدم أيضا في ح ض ر. واستنفضه، واستنفض ما عنده، أي: استخرجه، قال رؤبة:

صرح مدحي لك واستنفاضي
سيب أخ كالغيث ذي الرياض

واستنفض: بعث النفيضة أي الطليعة، كما في الصحاح. وفي الأساس واللسان: استنفض القوم: بعثوا النفضة الذين ينفضون الطرق. واستنفض بالحجر: استنجى، ومنه الحديث: ابغني أحجارا أستنفض بها أي أستنجي بها، وهو من نفض الثوب؛ لأن المستنجي ينفض عن نفسه الأذى بالحجر، أي يزيله ويدفعه. وقال أبو ذؤيب يصف المفاوز:

على طرق كنحور الـركـا    ب تحسب آرامهن الصروحا
بهن نعـام بـنـاه الـرجـا    ل تلقي النفائض فيه السريحا

صفحة : 4746

قال الجوهري: هذا قول الأصمعي، وهكذا رواه أبو عمرو النفائض، بالفاء، إلا أنه قال في تفسيرها: إنها الإبل الهزلى، أو هي الإبل التي تقطع الأرض، وهو قول ابن الأعرابي، وقد تقدم ذلك بعينه قريبا، فذكره ثانيا تكرار. أو النفائض: الذين يضربون بالحصى هل وراءهم مكروه أو عدو. وأراد بالسريح نعال النفائض، أي أنها قد تقطعت، وقال الأخفش: تقطعت تلك السيور حتى يرمى بها، من بعد هذه الطرق، ويروى: فيها السريحا، أي: في الطرق، وفيه ذهب إلى معنى الطريق. ومن المجاز: يقولون: إذا تكلمت نهارا فانفض، أي التفت هل ترى من تكره، وإذا تكلمت ليلا فاخفض، أي اخفض الصوت. والنفيضى، كالخليفى،وكالزمكى وكجمزى: الحركة والرعدة، كما في العباب. ومما يستدرك عليه: نفضه تنفيضا: نفضه، شدد للمبالغة. والنفض، بالفتح: أن تأخذ بيدك شيئا فتنفضه وتزعزعه وتترتره وتنفض التراب عنه. ونفض العضاه: خبطها. وما طاح من حمل الشجر فهو نفض، وفي المحكم: النفض: ما طاح من حمل النخل وتساقط في أصوله من الثمر. والنفض: بالفتح: من قضبان الكرم بعد ما ينضر الورق، وقبل ن تتعلق حوالقه، وهو أغض ما يكون وأرخصه، والواحدة نفضة. والإنفاض: المجاعة والحاجة. ويقال: نفضنا حلائبنا نفضا واستنفضناها، وذلك إذا استقصوا عليها في حلبها، فلم يدعوا في ضروعها من اللبن. وقال ابن شميل: قوم نفض، محركة، أي نفضوا زادهم. ونفوض الأرض: نبائثها. والنفيضة: الجماعة، وقيل: الربيئة، وقيل: المياه ليس عليها أحد، عن ابن الأعرابي. والنفضة، بالضم: المطرة تصيب القطعة من الأرض وتخطئ القطعة، نقله الجوهري. وقال ابن عباد: النفاض، كرمان: شجرة إذا أكلها الغنم ماتت منه. والمنفض والمنفاض: كساء يقع عليه النفض، نقله الجوهري. وانتفض فلان من الرعدة، وانتفض الفرس. وفلان يستنفض طرفه القوم، أي يرعدهم بهيبته. ودجاجة منفض: نفضت بيضها وكلت. وانتفض الفصيل ما في الضرع: امتكه. ونفض الطريق نفضا: طهره من اللصوص والدعار.وقام ينفض الكرى. ويقال: نفض الأسقام عنه واستصح، أي استحكمت صحته. وخرج فلان نفيضة: أي نافضا للطريق حافظا له، وكل ذلك مجاز.

ن ق ض
النقض في البناء، والحبل، والعهد، وغيره: ضد الإبرام، كالانتقاض والتناقض، وفي المحكم: النقض: إفساد ما أبرمت من عقد أو بناء، وذكر الجوهري الحبل والعهد. ونقض البناء هدمه. وجعل الزمخشري نقض العهد من المجاز، وهو ظاهر. والمراد من قوله: وغيره، كالنقض في الأمر، وفي الثغور، وما أشبههما. ونقضه ينقضه نقضا، وانتقض، وتناقض. وانتقض الأمر بعد التئامه، وانتقض أمر الثغر بعد سده. والنقض، بالكسر: المنقوض، أي المهدوم، مثل النكث بمعنى المنكوث. والنقض أيضا: النفض، بالفاء وهو العسل المسوس، الذي يلطخ به موضع النحل، عن الهجري، وهو الصواب، وذكره في الفاء تصحيف. والنقض أيضا: المهزول من السير، وفي الصحاح: هو الذي أنضاه السفر، زاد في العباب، وسوفر عليه مرة بعد أخرى، ناقة أو جملا. وقال السيرافي: كأن السفر نقض بنيته. قلت: فإذن هو مجاز. أو هي الناقة نقضة، بهاء، قال رؤبة:

صفحة : 4747

إذا مطونا نقضة أو نقضا
أصهب أجرى نسعه والغرضا

والنقض أيضا: ما نكث من الأخبية والأكسية فغزل ثانية، وهذا بعينه المنقوض وداخل تحته، ولذا اقتصر عليه الجوهري والصاغاني، ويشهد لذلك قوله: ويحرك. فإن نص الصاغاني: والنقض أيضا المنقوض، مثل النكث، وكذلك النقض بالتحريك، ولم يذكر الجوهري المحرك، فتأمل. وفي المحكم: النقض: قشر الأرض المنتفض عن الكمأة، وفي الصحاح: الموضع الذي ينتفض عن الكمأة، ومثله في العباب، أي إذا أرادت أن تخرج نقضت وجه الأرض نقضا، فانتقضت الأرض. الجمع أنقاض، وهو جمع النقض بمعنى الناقة والجمل، قال سيبويه: ولا يكسر على غير ذلك أما في النقض بمعنى الجمل فظاهر، وأما جمع النقضة، وهي الناقة، فهو أيضا أنقاض، كجمع المذكر، على توهم حذف الزائد، وأنشد الليث:

فأتتك أنقاضا على أنقاض وأما شاهد الأنقاض، جمع النقض بمعنى منتقض الكمأة، فقول الشاعر:

كأن الفلانيات أنقاض كمأة      لأول جان بالعصا يستثيرها ويجمع أيضا على نقوض، نقله ابن سيده في جمع النقض بمعنى منتقض الكمأة. والنقض من الفراريج والعقرب والضفدع والعقاب والنعام والسمانى والبازي والوبر والوزغ ومفصل الآدمي: أصواتها، هكذا في سائر النسخ، وهو غلط فاحش، والصواب: النقيض كأمير، كما في الصحاح والمحكم والعباب والتهذيب. ونص المحكم: والنقيض من الأصوات يكون لمفاصل الإنسان والفراريج والعقرب، ثم ساق العبارة المذكورة إلى آخرها، ويشهد لذلك قوله: وقد انقضوا. وفي الصحاح: انقضت العقاب، أي صوتت، وأنشد الأصمعي:

تنقض أيديها نقيض العقبان قال: وكذلك الدجاجة قال الراجز

تنقض إنقاض الدجاج المخض ومثله في الأساس واللسان، وقال ذو الرمة - وشبه أطيط الرحال بأصوات الفراريج -:

كأن أصوات من إيغالهن بـنـا      أواخر الميس إنقاض الفراريج قال الأزهري: هكذا أقرأنيه المنذري رواية عن أبي الهيثم، وفيه تقديم أريد التأخير، أراد كأن أصوات أواخر الميس إنقاض الفراريج إذا أوغلت الركاب بنا، أي أسرعت. وقال أبو عبيد: أنقض الفرخ إنقاضا، إذا صأى صئيا، وأنشد غيره في نقيض الوزغ:

فلما تجاذبنا تفـرقـع ظـهـره      كما تنقض الوزغان زرقا عيونها والنقض، بالضم: ما انتقض من البنيان، أي انهدم، فهو كالنقض، بالكسر. والنقض، كصرد: نوع من الأخذ في الصراع، نقله الصاغاني عن ابن عباد. ومن المجاز: نقيض الأدم والرحل والوتر والنسع والرحال والمحامل والأصابع والأضلاع والمفاصل: أصواتها، وفي العبارة تطويل مخل، فإن ذكر الرحل يغني عن النسع، وتقدم له صوت المفاصل عند ذكر نقيض الحيوان، وفيما تقدم كلها حقائق إلا صوت المفصل، وهنا كلها مجازات. وكل صوت لمفصل وإصبع فهو نقيض، وفي الصحاح، النقيض: صوت المحامل والرحال، قال الراجز:

شيب أصداغي فهن بيض
محامل لقدها نـقـيض

وفي العباب: يقال: سمعت نقيض النسع والرحل، إذا كان جديدا. وقال الليث: النقيض: صوت المفاصل والأصابع والأضلاع. وشاهد أنقضت الأضلاع قول الشاعر:

صفحة : 4748

وحزن تنقض الأضلاع منه     مقيم في الجوانح لن يزولا ومن المجاز: النقيض من المحجمة: صوت مصك إياها، أي إذا شدها الحجام بمصه، يقال: أنقضت المحجمة، قال الأعشى:

زوى بين عينيه نقيض المحاجم وقد يأتي النقيض بمعنى مطلق الصوت، ومنه الحديث: أنه سمع نقيضا من فوقه أي: صوتا. أو الإنقاض في الحيوان، والنقض في الموتان. والفعل، أي من النقض، كنصر وضرب نقض ينقض وينقض نقضا: صوت. وأنقض أصابعه: ضرب بها لتصوت، يقال: رأيته ينقض أصابعه. قلت: إن كان المراد به الفرقعة فهو مكروه، أو التصفيق فلا. وأنقض بالدابة: ألصق لسانه بالحنك، أي الغار الأعلى، ثم صوت في حافتيه من غير أن يرفع طرفه عن موضعه، قاله الليث، إلا أنه قال: أنقضت بالحمار، وقال الأصمعي: يقال: أنقضت بالعير والفرس، وقال: كل ما نقرت به فقد أنقضت به. وأنقضت العقاب: صوتت، وأنشد الأصمعي:

تنقض أيديها نقيض العقبان

صفحة : 4749

نقله الجوهري، وقد تقدم. وأنقض الكمأة، أي أخرجها من الأرض، وكذا أنقض عنها، كما في المحكم. وأنقض بالمعز: دعا بها، نقله الصاغاني والجوهري عن أبي زيد، وصاحب اللسان عن الكسائي. وأنقض العلك: صوته، وهو مكروه، نقله الجوهري والجماعة. ونقض الفرس تنقيضا، إذا أدلى ولم يستحكم إنعاظه، ومثله رفض، وسيأ، وأساب، وشول، وسيح، وسمل، وانساح، وماس، كذا في النوادر. والنقاضة، بالضم: ما نقض من حبل الشعر، كما في العباب. وفي اللسان:ما نقض من الأكسية والأخبية التي نكثت ثم غزلت ثانية. وقال الليث: النقاض، كرمان: نبات، ولم يذكره أبو حنيفة، قاله الصاغاني. قلت: وقد تقدم في ن ف ض أنه إذا رعته الغنم ماتت، عن ابن عباد، إن لم يكن أحدهما تصحيفا عن الآخر، فتأمل. والنقاض، كشداد: لقب الفقيه أبي شريح إسماعيل ابن أحمد بن الحسن الشاشي ثقة صدوق، روى عن أبي الحسن محمد بن عبد الرحمن الدباس، وعنه أبو عبد الله الفراوي، وأبو القاسم السحامي، مات سنة أربعمائة وسبعين أو قبلها. قلت: وإنما لقب به لأنه كان ينقض الدمقس. وفي التنزيل العزيز ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك قال ابن عرفة: أي أثقله حتى جعله نقضا، أي مهزولا، وهو الذي أتعبه السفر والعمل فنقض لحمه، أو أثقله حتى سمع نقيضه، أي صوته، وهذا قول الأزهري. وقال الجوهري: وهو من أنقض الحمل ظهره، أي أثقله، وأصله الصوت. قلت: هو قول مجاهد وقتادة، والأصل فيه أن الظهر إذا أثقله الحمل سمع له نقيض، أي صوت خفي، كما ينقض الرجل لحماره إذا ساقه. والنقيضة: الطريق في الجبل، نقله الصاغاني. ومن المجاز: نقيضة الشعر، وهو أن يقول شاعر شعرا فينقض عليه شاعر آخر حتى يجيء بغير ما قال، قاله الليث، والاسم النقيضة، وفعلهما المناقضة، وجمع النقيضة: النقائض، ولذلك قالوا: نقائض جرير والفرزدق. والإنقيض، كإزميل: الطيب الذي له رائحة طيبة، خزاعية، نقله أبو زيد، كذا نقله الصاغاني. وفي اللسان: هو رائحة الطيب. وتنقض الدم: تقطر، هكذا في سائر النسخ، وما أحراه بالتحريف والتصحيف، ففي المحكم: تنقضت الأرض عن الكمأة، أي تفطرت، وقال ابن فارس: انتقضت القرحة، كأنها كانت تلاءمت ثم انتقضت، وتنقضت عنها: تفطرت. ومن المجاز: تنقضت عظامه، أي صوتت، عن ابن فارس. وتنقض البيت: تشقق فسمع له صوت، وفي حديث هرقل: لقد تنقضت الغرفة أي تشققت وجاء صوتها. ومن المجاز: المناقضة في القول: أن يتكلم بما يتناقض معناه، أي يتخالف. والتناقض: خلاف التوافق، كما في العباب، وهو مفاعلة من نقض البناء، وهو هدمه، ويراد به المراجعة والمراودة، ومنه حديث صوم التطوع فناقضني وناقضته . وناقضه مناقضة: خالفه. ومما يستدرك عليه: النقض، بالكسر: المهزول من الخيل، عن السيرافي، قال: كأن السفر نقض بنيته، والجمع: أنقاض. والنقاض، ككتان: من ينقض الدمقس، وحرفته النقاضة، بالكسر، وقال الأزهري: وهو النكاث. والنقاض، ككتاب: المناقضة. قال الشاعر:

وكان أبو العيوف أخا وجارا      وذا رحم فقلت له نقاضـا

صفحة : 4750

أي ناقضته في قوله وهجوه إياي. ومن المجاز: الدهر ذو نقض وإمرار، أي ما يمره يعود عليه فينقضه، ومنه قول الشاعر:

إني أرى الدهر ذا نقض وإمرار ونقيضك: الذي يخالفك، والأنثى بالهاء. وأنقض الكمء ونقض: تقلفعت عنه أنقاضه، قال:
ونقض الكمء فأبدى بصره والإنقاض: صوت صغار الإبل، قال شظاظ، وهو لص من بني ضبة:

رب عجوز من نمير شهبره
علمتها الإنقاض بعد القرقره

نقله الجوهري، وقد تقدم تفسير البيت في ق ر ر. وأنقض الرحل، إذا أط. ونقيض السقف: تحريك خشبه. وأنقض به: صفق بإحدى يديه على الأخرى حتى سمع لها نقيض، قاله الخطابي. وأنقضت الأرض: بدا نباتها. والأنقاض: صويت مثل النقر. ونقضا الأذنين: مستدارهما. وأنقض به: صوت به كما تنقر الشاة، استجهالا له. وتنقض البناء مثل نقض. ومن المجاز: وفي كلامه تناقض، إذا ناقض قوله الثاني الأول. وذا نقيض ذا، إذا كان مناقضه. وتناقض الشاعران. وانتقض عليه الثغر. وانتقضت الأمور والعهود. ونقض فلان وتره، إذا أخذ ثأره. وكل ذلك مجاز.

ن و ض
ناض فلان ينوض نوضا: ذهب في البلاد. نقله الجوهري، وقال الكسائي: ناض مناضا، كناص مناصا، إذا ذهب في الأرض. وناض الشيء نوضا: إذا عالجه وأراغه لينتزعه، كالوتد والغصن ونحوه، كما في الصحاح وفي الجمهرة ونحوهما. وناض الماء: أخرجه كنضاه. وناض البرق ينوض نوضا، إذا تلألأ. والنوض: وصلة ما بين العجز والمتن وخصصه، قاله الليث: قال: ولكل امرأة نوضان، وهما لحمتان منتبرتان مكتنفتان قطنها، يعني وسط الورك، وأنشد لرؤبة:
إذا اعتزمن الزهو في انتهاض
جاذبن بالأصلاب والأنـواض

قال الصاغاني: لرؤبة قصيدة رجز أولها:

أرق عينيك عن الغماض وليس المشطوران فيها. وقال الجوهري: النوض: وصلة ما بين عجز البعير ومتنه، وأنشد:

جاذبن بالأصلاب والأنواض والنوض: الحركة، يقال: فلان ما ينوض بحاجة، وما يقدر أن ينوض، أي يتحرك بشيء، والصاد لغة فيه، والنوض: العصعص. وقال الليث: النوض: شبه التذبذب والتعثكل. والنوض: مخرج الماء، وقيل: الوادي، عن ابن الأعرابي، والجمع أنواض، وبه فسر رجز رؤبة:

تسقى به مدافع الأنواض على الصحيح، وجمع الجمع أناويض. وقال الجوهري: والأنواض والأناويض: مواضع مرتفعة، ومنه قول لبيد:

أروي الأناويض وأروي مذنبه قال الصاغاني: ولم أجده في شعر لبيد. وقال ابن دريد: الأنواض: موضع معروف، وأنشد رجز رؤبة يصف سحابا:

غر الذرى ضواحك الإيماض
تسقى به مدافـع الأنـواض

صفحة : 4751

والأصح أن الأنواض في الرجز: منافق الماء، أي مخارجه، الواحد نوض. وقال أبو عمرو: الأنواض: مدافع الماء. وفي اللسان: ولم يذكر للأنواض ولا للمنافق واحد. وأناض الرجل: استبان في عينيه الجهل. نقله الصاغاني عن بعضهم، هكذا الجهل باللام، وفي كتاب ابن القطاع: الجهد، بالدال. قلت: وعلى ما في كتاب الصاغاني وكأنه احمرت عيناه من الغضب، فهو على التشبيه بأناض النخل. ويقال: أناض النخل إناضا، وإناضة: أينع وأدرك حمله، كأقام إقاما، وإقامة، قال لبيد:

فاخرات ضروعها في ذراها     وأناض العيدان والجـبـار قال ابن سيده: وإنما كانت الواو أولى به من الباء لأن ض ن و أشد انقلابا من ض ن ي. وقال ابن الأعرابي: نوض الثوب بالصبغ تنويضا: صبغه، وأنشد في صفة الأسد:

في غيله جيف الرجال كأنـه     بالزعفران من الدماء منوض أي مضرج. ومما يستدرك عليه: ناض نوضا، كناص، أي عدل، عن كراع. وقال ابن القطاع: ناض نوضا: نجا هاربا، كناص. والمناض: الملجأ، عن كراع. وقال الكسائي: العرب تبدل من الصاد ضادا، فتقول: مالك في هذا الأمر مناض، أي مناص، وقد ناض مناضا، إذا ذهب في الأرض. وقال أبو تراب: الأنواض والأنواط واحد، أي ما نوط على الإبل إذا أوقرت، كما في العباب، وعزاه في اللسان إلى أبي سعيد. والنواض، ككتان، من ناضه: أخرجه، وهو في قول رؤبة يصف الإبل:

يخرجن من أجواز ليل غاض
نضو قداح النابل النواض

وذكر ابن القطاع هنا: أنضت اللحم إناضة، إذا تركته أنيضا لم ينضج. قلت: وقد تقدم في أ ن ض وهناك محله، غير أن أناضه محله هنا لغة في آنضه الذي ذكر.

ن ه ض
نهض، كمنع نهضا ونهوضا: قام، كما في الصحاح والعباب. وفي المحكم: النهوض: البراح عن الموضع والقيام عنه. ومن المجاز: نهض النبت، أي استوى، نقله الجوهري والزمخشري. وفي الصحاح: قال الراجز يصف كبره:

ورثية تنهض في تشددي قلت: هو قول أبو نخيلة السعدي، وصدره:

وقد علتني ذرأة بادي بدي ووجد بخط الجوهري: تنهض بالتشدد. قال ابن بري: والصواب في تشددي كما هو في نسختنا. ومن المجاز: نهض الطائر، إذا بسط جناحيه ليطير، وفي بعض نسخ الصحاح: جناحه، ومنه قول لقمان للبد - وهو آخر نسوره في آخر نفس منه -: وانهض لبد، انهض لبد. ومن المجاز: الناهض: فرخ الطائر الذي استقل للنهوض، ومنهم من خصه بفرخ العقاب، وقيل: هو الذي وفر جناحه وتهيأ، وفي الصحاح: وفر جناحاه ونهض للطيران، وقيل: هو الذي بسط جناحيه ليطير، قال امرؤ القيس يصف صائدا:

راشه من ريش ناهضة    م أمهاه على حجـره قال الصاغاني: وإنما خص ريش ناهضة؛ لأنه ألين. وفي اللسان: إنما أراد ريش فرخ من فراخ النسر ناهض؛ لأن السهام لا تراش بالناهض، وقد نظر فيه، وقال لبيد يصف النبل.

رقميات عليها نـاهـض      تكلح الأروق منهم والأيل

صفحة : 4752

والناهض: اللحم على، هكذا في سائر النسخ، وهو غلط، والصواب - كما في الصحاح - يلي عضد الفرس من أعلاها، وقال غيره: هو اللحم المجتمع في ظاهر العضد من أعلاها إلى أسفلها، وقد يكون من البعير، وهما ناهضان، والجمع نواهض. وقيل: الناهض: رأس المنكب، وقال أبو عبيدة: ناهض الفرس: خصيلة عضده المنتبرة، ويستحب عظم ناهض الفرس، وقال أبو دواد:

نبيل النواهض والمنكبين     حديد المحازم ناتي المعد وناهض بن ثومة: شاعر، نقله الصاغاني هكذا. قلت: هو ناهض بن ثومة بن نصيح الكلاعي الشاعر في الدولة العباسية، أخذ عنه الرياشي وغيره، وثومة، بضم المثلثة، وهو القائل في آخر قصيدة له:

فهذي أخت ثومة فانسبوها      إليه لا اختفاء ولا اكتتاما نقله الحافظ. قلت: ومن شعره أيضا:

لمن طلل بين الكثـيب وأخـطـب      محته السواحي والهدام الرشـائش
وجر السواني فارتمى فوقه الحصى     فدق النقا منـه مـقـيم وطـائش
ومر الليالي فهو من طول ما عفـا      كبرد اليماني وشيه الحبر نامـش

ومن المجاز: ناهضتك: بنو أبيك الذين ينهضون معك، وفي العباب: لك، وفي الصحاح: يغضبون بدل ينهضون، وفي اللسان: ناهضة الرجل: قومه الذين ينهض بهم فيما يحزبه من الأمور، وقيل: هم بنو أبيه الذين يغضبون بغضبه فينهضون لنصره. وقيل: ناهضتك: خدمك القائمون بأمرك، ومنه: ما لفلان ناهضة. والنهض، من البعير: ما بين المنكب والكتف. ج: أنهض، كأفلس، نقله الجوهري، وقال: قال الراجز:

وقربوا كل جمالي عضه
أبقى السناف أثرا بأنهضه

قلت: هو قول هميان بن قحافة السعدي، وبين المشطورين ثلاثة أشطر، تقدم ذكر بعضها في ب ي ض وفي إدلب رضي الله عنه ض وفي ح م ض. وقال النضر بن شميل: نواهض البعير: صدره وما أقلت يده إلى كاهله، وهو ما بين كركرته إلى ثغرة نحره إلى كاهله، الواحد ناهض. والنهض: الضيم والقسر، وقال ابن الأعرابي: هو الظلم، قال:

أما ترضى الحجاج يأبى النهضا كما في اللسان، وأنشد الصاغاني لرؤبة:

يجمعن زأرا وهديرا مخضا
في علكات يعتلين النهضا

والنهض: العتب من الأرض، كالنهضة تبهر فيه الدابة. والنهيض، كزبير: موضع، نقله الصاغاني، قلت: وهو في قول نبهان الطائي:

سيعلم من ينوي جلائي أننـي      أريب بأكناف النهيض جبلبس كذا في المعجم. ونهاض، ككتان: اسم. والنواهض: عظام الإبل وشدادها، قال أبو محمد الفقعسي:

والغرب غرب بقري فارض
لا يستطيع جره الغوامض
إلا المعيدات به النواهض

ونهاض الطرق، بالكسر:صعدها يصعد فيها الإنسان من غمض. وقيل: عتبها جمع نهض، قال أبو سهم الهذلي:

يتائم نقبا ذا نهاض فوقـعـه    به صعدا لولا المخافة قاصد

وقال حاتم بن مدرك يهجو أبا العيوف:

أقول لصاحبي وقد هبطنـا     وخلفنا المعارض والنهاضا

صفحة : 4753

وأنهضه فانتهض: أقامه، نقله الجوهري، وقيل: حركه للنهوض. وأنهض القربة، إذا دنا من ملئها، وهو مجاز. واستنهضه لكذا من الأمر: أمره بالنهوض له، نقله الجوهري. وناهضه مناهضة: قاومه، نقله الجوهري. وتناهضوا في الحرب، إذا نهض كل فريق إلى صاحبه، نقله الجوهري. ومناهض، كمبارز: اسم. ومما يستدرك عليه: انتهض الرجل: قام، عن ابن الأعرابي، وأنشد الأصمعي لبعض الأغفال:

تنتهض الرعدة في ظهيري
من لدن الظهر إلى العصير

وانتهض القوم، وتناهضوا:نهضوا للقتال. وقال أبو الجهم الجعفري: نهضنا إلى القوم، ونغضنا إليهم، بمعنى واحد. وأنهضت الريح السحاب: ساقته وحملته، وهو مجاز، قال:

باتت تناديه الصبا فأقبلا
تنهضه صعدا ويأبى ثقلا

والنهضة: الطاقة والقوة. وأنهضه بالشيء: قواه على النهوض به. والنهضة، بالضم: اسم من الانتهاض. وطرف ناهض: صاعد في الجبل وهو مجاز وعامل ناهض: ماض في عمله. والنهاض، بالكسر: السرعة. ومكان نهاض، ككتان: مرتفع. وعارض نهاض: كذلك، ومنه قول رؤبة:

برق سرى في عارض نهاض والنهضة، بالفتح: العتبة من الأرض تبهر فيها الدابة. وأصابه نهض، أي ضيم. وإناء نهضان، وهو دون الثلثان، عن أبي حنيفة. حانت منه نضة لمحل كذا وهو كثير النهضات. وفرخ عاجز النهض. ويقال: نهض الشيب في الشباب، وهو مجاز. وكذا قولهم: هو نهاض ببزلاء، كذا في الأساس.

ن ي ض
النيض، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو ضربان العرق، كالنبض، بالموحدة، سواء وقد ناض العرق نيضا، إذا اضطرب. هكذا نقله الجماعة.