الباب الخامس عشر: باب الضاد المعجمة - الفصل العشرون: فصل الهاء مع الضاد

فصل الهاء مع الضاد

ه ر ض

صفحة : 4757

الهرضة، محركة، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الحصف يخرج على البدن من الحر، لغة يمانية. وهرض الثوب يهرضه هرضا: مزقه، كهرطه، وهرده، وهرته.

ه ض ض
هضه يهضه هضا: كسره ودقه، فهو هضيض، ومهضوض. أو هضه: كسره كسرا دون الهد وفوق الرض، وهو قول الليث، كاهتضه وهضهضه، فيهما، شاهد اهتضه قول العجاج:

وكان ما اهتض الجحاف بهرجا
نرد عنها رأسها مشججا

وفرق بعضهم بين الهضهضة والهض، فقال: الهضهضة: الكسر إلا أنه في عجلة، والهض في مهلة، جعلوا ذلك كالمد والترجيع في الأصوات. وجاءت الإبل تهض السير هضا، أي أسرعت، يقال: لشد ما هضت السير وقال ركاض الدبيري:

جاءت تهض المشي أي هض
يدفع عنها بعضها عن بعض

قال ابن الأعرابي: هي إبل غزيرات فتدفع عنها ألبانها قطع رؤوسها، كقوله:

حتى فدى أعناقهن المخض وقال ابن الفرج: جاء فلان يهز المشي ويهضه، إذا مشى مشيا حسنا في تدافع. وقال ابن عباد: هض وحض بمعنى واحد. وسموا هضاضا، مشددة، ومهضا، بالكسر. والهضاء: الجماعة من الناس، وهو فعلاء، مثل الصحراء، حكاه ثعلب. وأنشد الجوهري:

إليه تلجأ الهضاء طـرا     فليس بقائل هجرا لجار هكذا أنشده الجوهري، قال ابن بري: البيت لأبي دواد جارية ابن الحجاج الإيادي يرثي أبا بجاد، وصوابه: هجرا لجادي بالدال، وأول القصيدة:

مصيف الهم يمنعنـي رقـادي     إلي فقد تجافى بـي وسـادي
لفقد الأريحـي أبـي بـجـاد     أبي الأضباف في السنة الجماد

ثم قال:
إذا ما اغبرت الآفـاق يومـا      وحارد رسل ما الخور الجلاد إليه تلجأ إلخ. وقال الطرماح، يصف أشجارا ملتفة:

قد تجاوزتها بهضاء كالـجـن     ة يخفون بعض قرع الوفاض قلت: وما ذكره الجوهري عن ثعلب هو قول الأصمعي أيضا، ويقال: الهضاء: الجماعة من الخيل أيضا. يقال: أقبل الهضاء، وهي أيضا: الكتيبة؛ لأنها تهض الأشياء، أي تكسرها. وفحل هضاض، كما في الصحاح، وكذلك هضهاض: يهض، أي يدق أعناق الفحول، وتقول: هو يهضهض الأعناق. وقال ابن دريد: فحل هضاض: يصرع الرجل والبعير ثم ينحي عليه بكلكله. والهضاضة، كسحابة: ما يهتض من أحد، نقله الصاغاني. وانهض: انكسر، وهو مطاوع هضه واهتضه، نقله الجوهري. واهتضضت نفسي لفلان، إذا استزدتها له. والمهضهضة: المرأة المؤذية لجاراتها، نقله الصاغاني، وهو مجاز. ومما يستدرك عليه: هضض، إذا دق الأرض برجليه دقا شديدا. وهضهاض وهضاض، جميعا: واد، قال مالك بن الحارث الهذلي:

إذا خلفت بـاطـنـتـي سـرار     وبطن هضاض حيث غدا صباح أنث على إرادة البقعة، كما في اللسان. قلت: ويروى: خاصرتي سرار. وبطن هضاض: واد، ورواه الباهلي هضاض بالكسر، وصباح: قوم، كذا في شرح الديوان.

ه ل ض
هلض الشيء يهلضه هلضا: أهمله الجوهري، وقال أبو مالك: أي انتزعه، كالنبت تنتزعه من الأرض. وذكر أنه سمعه من أعراب طيئ، وليس بثبت، ونقله الصاغاني عن ابن عباد.

ه ن ب ض

صفحة : 4758

رجل هنبض، بالضم أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: أي عظيم البطن. وقد تقدم في الصاد المهملة هذا عن ابن عباد بعينه، وكان ينبغي من المصنف التنبيه عليه. ومما يستدرك عليه: هنبض الضحك: أخفاه، لغة في الصاد، هنا ذكره صاحب اللسان.

ه ي ض
هاض العظم يهيضه هيضا: كسره بعد الجبور، كما في الصحاح، وهو أشد ما يكون من الكسر، وكذلك النكس في المرض بعد الاندمال، أو بعد ما كاد ينجبر، كاهتاضه، وهو مهيض ومهتاض. وفي حديث أبي بكر والنسابة:

يهيضه حينا وحينا يصدعه أي يكسره مرة ويشقه أخرى. وقال امرؤ القيس:

ويهدأ تارات سـنـاه وتـارة    ينوء كتعتاب الكسير المهيض وقال ذو الرمة:

بوجه كقرن الشمس حر كأنما     تهيض بهذا القلب لمحته كسرا وقال القطامي:

إذا ما قلت قد حبرت صدوع      تهاض وليس للهيض اجتبار ثم يستعار لغير العظم والجناح، ومنه قول عمر بن عبد العزيز، وهو يدعو على يزيد بن المهلب لما كسر سجنه وأفلت: اللهم إنه قد هاضني فهضه أي كسرني وأدخل الخلل علي فاكسره وجازه بما فعل. وقال الليث: الهيضة: معاودة الهم والحزن، والمرضة بعد المرضة. قلت: ويدخل فيه نكس المريض، فإنه معاودة مرض بعد الاندمال. وقد هاض الحزن القلب: أصابه مرة بعد أخرى. ويقال: به هيضة، أي به قياء، كغراب، وقيام جميعا، نقله الجوهري. وقيل: هو انطلاق البطن فقط ويقال: أصابت فلانا هيضة، إذا لم يوافقه شيء يأكله، وتغير طبعه عليه، وربما لان من ذلك بطنه، فكثر اختلافه. وقال الليث عن بعضهم: هيض الطائر: سلحه، وقد هاض يهيض هيضا، قال:

كأن متنيه مـن الـنـفـي
مهائض الطير على الصفي

قال الصاغاني: هذا تصحيف والصواب: هيص، وهاص، ومهائص بالصاد المهملة، وقد تقدم. وانهاض، كما في الصحاح، وتهيض، كما في العين: انكسر وأنشد الجوهري لرؤبة:

هاجك من أروى كمنهاض الفكك
هم إذا لـم يعـده هـم فـتـك

قال: لأنه أشد لوجعه. والهيضاء: الجماعة، كالهضاء، عن ابن عباد.

ومما يستدرك عليه: كل وجع فهو هيض، يقال: هاضني الشيء، إذا ردك في مرضك. والهيض: اللين، وقد هاضه الأمر يهيضه، وبه فسر ابن الأعرابي حديث عائشة، رضي الله عنها: والله لو نزل بالجبال الراسيات ما نزل بي لهاضها أي ألانها. ويقال: تماثل المريض فهاضه كذا، أي نكسه، وهو مجاز. والمستهاض: الكسير يبرا فيعجل بالحمل عليه، والسوق له، فينكسر عظمه ثانية بعد جبر وتماثل، وقال ابن شميل: المستهاض: المريض يبرأ فيعمل عملا فيشق عليه، أو يأكل طعاما أو يشرب شرابا فينكس، ومنه الحديث: فإن هذا يهيضك إلى ما بك أي: ينكسك إلى مرضك، وهو مجاز. ويقال: هاضه الكرى، وبه هيضة الكرى: تكسيره وتفتيره، وهو مجاز. ويقال: تهيضه الغرام، إذا عاوده مرة أخرى، قال:

وما عاد قلبي الهم إلا تهيضا وهو مجاز. وقال ابن بري: هيضه بمعنى هيجه، قال هميان بن قحافة:

فهيضوا القلب إلى تهيضه