الباب السادس عشر: باب الطاء المهملة - الفصل الأول: فصل الهمزة مع الطاء

فصل الهمزة مع الطاء

أ ب ط
الإبط، بالكسر، وأطلقه المصنف لشهرته، وهو في غير باطن المنكب غير مشهور فلا يفيد الإطلاق، وهو: ما رق من الرمل، وقيل: هو أسفل حبل الرمل ومسقطه، وقيل: منقطع معظمه. ويقال: هبط بإبط الرمل، وهو مجاز. والإبط أيضا: ة، باليمامة من ناحية الوشم لبني امرئ القيس. والإبط: إبط الرجل والدواب، قال ابن سيده: هو باطن المنكب، وقيل: باطن الجناح، كما في الصحاح والمصباح، وتكسر الباء، لغة، فيلحق بإبل. وقولهم: لا ثاني له، أي على جهة الأصالة، فلا ينافي أن له أمثالا بالإتباع كهذا وألفاظ كثيرة، قاله شيخنا. وهو مذكر، وقد يؤنث، قاله اللحياني، والتذكير أعلى، وحكى الفراء عن بعض العرب: فرفع السوط حتى برقت إبطه، وأنشد الأصمعي يصف جملا:

كأن هرا في خواء إبطه
ليس بمنهك البروك فرشطه

والجمع: آباط، قال رؤبة:
ناج يعنيهن بالإبعاط
والماء نضاح من الآباط وقال ذو الرمة:

وحومانة ورقاء يجري سرابها     بمنسحة الآباط حدب ظهورها أي يرفع سرابها إبلا منسحة الآباط، ويروى بمسفوحة. وفسر ابن فارس الآباط في البيت بآباط الرمل، كما في العباب. وتأبطه: وضعه تحته، أي تحت إبطه، وفي الصحاح: جعله، وقال إبراهيم بن هرمة:

جثمت ضباب ضغينتي من صدره      بين النياط وحبله الـمـتـأبـط ومنه تأبط شرا: لقب ثابت بن جابر بن سفيان بن عدي بن كعب بن حرب بن تيم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان الفهمي المضري، أحد رآبيل العرب، جمع رئبال، وهو الذي ولدته أمه وحده، كما سيأتي، من مضر بن نزار بن معد بن عدنان؛ لأن قيس عيلان هو ابن مضر، وإنما لقب به لأنه رأته أمه وقد تأبط جفير سهام وأخذ قوسا، فقالت له أمه: هذا تأبط شرا. قاله أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني، ونصه: وقد وضع جفير سهامه تحت إبطه، وأخذ القوس. والمآل واحد. أو تأبط سكينا فأتى ناديهم فوجأ بعضهم، فسمي به لذلك. وفي الصحاح: زعموا كان لا يفارقه السيف. وفي العباب: قتلته هذيل، قال ابن الكلبي: قالت أخته ترثيه:

نعم الفتى غادرتم برخمان
بثابت بن جابر بن سفيان

صفحة : 4760

وفي كتاب مقاتل الفرسان: قالت أمه ترثيه، ومثله في أشعار هذيل. وفي الصحاح: تقول: جاءني تأبط شرا، ومررت بتأبط شرا، تدعه على لفظه؛ لأنك تنقله من فعل إلى اسم، وإنما سميت بالفعل مع الفاعل جميعا رجلا، فوجب أن تحكيه ولا تغيره، وكذلك كل جملة يسمى بها، مثل: برق نحره، وذرى حبا. وإن أردت أن تثني أو تجمع قلت: جاءني ذوا تأبط شرا، وذوو تأبط شرا، أو تقول: كلاهما وكلهم، ونحو ذلك. ولا يصغر ولا يرخم. وعبارة الصحاح: ولا يجوز تصغيره ولا ترخيمه، والنسبة إليه تأبطي تنسب إلى الصدر. وفي اللسان: قال سيبويه: ومن العرب من يفرد، فيقول: تأبط أقبل، قال ابن سيده: ولهذا ألزمنا سيبويه في الحكاية الإضافة إلى الصدر، وقول مليح الهذلي:

ونحن قتلنا مقبلا غير مدبرتأبط، ما ترهق بنا الحرب ترهق أراد: تأبط شرا، فحذف المفعول للعلم به.

وأبطه الله تعالى وهبطه ووبطه، بمعنى واحد، نقله الصاغاني. قلت: وهو قول ابن الأعرابي، كما نقله عنه الأزهري في و ب ط. والتأبط: الاضطباع، وهو أن يدخل الثوب، وفي الصحاح: رداءه من تحت يده اليمنى، وليس في الصحاح لفظة من، وفي العباب: تحت إبطه الأيمن، فيلقيه على منكبه. وفي الصحاح: على عاتقه الأيسر، وكان أبو هريرة رديته التأبط. ويقال: جعلته، أي السيف إباطي، بالكسر، أي يلي إبطي. ويقال: السيف إباط لي، أي تحت إبطي. وفي الأساس: يقال: السيف عطافي وإباطي، أي ما أجعله على عطفي وتحت إبطي، ومنه قول المتنخل الهذلي يصف ماء ورده، كذا في الديوان، ويروى لتأبط شرا:

شربت بجمه وصدرت عنه      وأبيض صارم ذكر إباطي أي تحت إبطي. وروى ابن حبيب: بأبيض صارم. قلت: ويروى أيضا: وعضب صارم. وقال السكري: نسبه إلى إبطه، أراد إباطي، يعني نفسه، ثم خفف. قلت: وقال ابن السيرافي: أصله إباطي فخفف ياء النسب، وعلى هذا يكون صفة لصارم. وائتبط: اطمأن واستوى، قاله ابن عباد. وائتبط النفس. ثقلت وخثرت، عنه أيضا. واستأبط فلان، إذا حفر حفرة ضيق رأسها ووسع أسفلها، كما في الصحاح، وأنشد للراجز، وهو عطية بن عاصم:

يحفر ناموسا له مستأبطا
ناحية ولا يحل وسطـا

ومما يستدرك عليه: يقال للشؤم: إبط الشمال. وذو الإبط: رجل من رجالات هذيل، قاله أبو جندب الهذلي لبني نفاثة:
أين الفتى أسامة بن لعـط
هلا تقوم أنت أو ذو الإبط
لو أنه ذو عزة ومـقـط
لمنع الجيران بعض الهمط

وإباط، ككتاب: موضع. وأبيط، كزبير: من مياه بطن الرمة. وإبط الجبل: سفحه. وضرب آباط المفازة، وهو مجاز. ومن سجعات الأساس: تقول: ضرب آباط الأمور ومغابنها، واستشف ضمائرها، وبواطنها. وتأبط فلان فلانا، إذا جعله تحت كنفه. والمتأبط: كالمتشبث.

أ ج ط
اجط، بالكسر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن دريد: هو زجر للغنم. قال الصاغاني في التكملة: وهو مبني على الكسر، مثال ابن، إذا أمرت من البناء.

أ د ط

صفحة : 4761

ومما يستدرك عليه: الأدط، هو المعوج الفك، قال الأزهري: لغة في الأدوط، وقد أهمله الجماعة، وهنا ذكره صاحب اللسان، والصواب أنه بالذال المعجمة، ومحل ذكره في ذ ط ط كما سيأتي.

أ ر ط
الأرطى: شجر ينبت بالرمل، قال أبو حنيفة: هو شبيه بالغضى ينبت عصيا من أصل واحد، يطول قدر قامة، وورقه هدب، ونوره منور الخلاف غير أنه أصغر منه. واللون واحد، ورائحته طيبة، ومنبته الرمل، ولذلك أكثر الشعراء من ذكر تعوذ بقر الوحش بالأرطى ونحوها من شجر الرمل، واحتفار أصولها للكنوس فيها، والتبرد من الحر، والانكراس فيها من البرد والمطر دون شجر الجلد. والرمل احتفاره سهل. وثمره كالعناب مرة تأكلها الإبل غضة، وعروقه حمر شديدة الحمرة، قال: وأخبرني رجل من بني أسد أن هدب الأرطى حمر كأنه الرمان الأحمر. قال أبو النجم يصف حمرة ثمرها:

يحت روقاها على تحويرها
من ذابل الأرطى ومن غضيرها
في مونع كالبسر من تثميرها

الواحدة أرطاة، قال الراجز:
لما رأى أن لا دعه ولا شبع
مال إلى أرطاة قحف فاضطجع

ولذا قالوا: إن ألفه للإلحاق لا للتأنيث، ووزنه فعلى، فينون حينئذ نكرة لا معرفة، نقله الجوهري، وأنشد لأعرابي. وقد مرض بالشام.

ألا أيها المكاء هاهنا                 ألاء ولا أرطـى فـأين تـبيض
فأصعد إلى أرض المكاكي واجتنب  قرى الشام لا تصبح وأنت مريض

أو ألفه أصلية فينون دائما، وعبارة الصحاح: فإن جعلت ألفه أصليا نونته. في المعرفة والنكرة جميعا.قال ابن بري: إذا جعلت ألف أرطى أصليا، أعني لام الكلمة، كان وزنها أفعل، وأفعل إذا كان اسما لم ينصرف في المعرفة، وانصرف في النكرة، أو وزنه أفعل لأنه يقال: أديم مرطي، وهذا موضعه المعتل، كما في الصحاح. قال أبو حنيفة: وبه سمي الرجل أرطاة، وكني أبا أرطاة، ويثنى أرطيان، والجمع: أرطيات، قال أبو حنيفة: ويجمع أيضا على أراطى، كعذارى، وأنشد لذي الرمة:

ومثل الحمام الورق مما توقـرت       به من أرطى حبل حزوى أرينها قال الصاغاني: ولم أجده في شعره، قال: ويجمع أيضا على أراط، وأنشد للعجاج يصف ثورا:

ألجأه لفح الصبا وأدمـسـا
والطل في خيس أراط أخيسا

صفحة : 4762

والمأروط: الأديم المدبوغ به، نقله الجوهري، وهو قول أبي زيد. وهذا يؤيد أن ألف أرطى للإلحاق، وليست للتأنيث، ومن قال: أديم مرطي جعل وزنه أفعل، وسيأتي في المعتل إن شاء الله تعالى. وقال المبرد: أرطى، على بناء فعلى، مثل علقى، إلا أن الألف التي في آخرهما ليست للتأنيث؛ لأن الواحدة أرطاة وعلقاة، قال: والألف الأولى أصلية. وقد اختلف فيها: فقيل: هي أصلية، لقولهم: أديم مأروط، وقيل: هي زائدة؛ لقولهم: أديم مرطي. والمأروط من الإبل: الذي يشتكي منه، أي من أكله، كما في اللسان، والذي يأكله ويلازمه مأروط أيضا، كالأرطوي والأرطاوي، والذي حكاه أبو زيد: بعير مأروط وأرطوي. والأرطاوي نقله الصاغاني عن ابن عباد، وهو في اللسان أيضا. وأرطاة: ماء لبني الضباب يصدر في دارة الخنزرين، قال أبو زيد: تخرج من الحمى حمى ضرية، فتسير ثلاث ليال مستقبلا مهب الجنوب من خارج الحمى، ثم ترد مياه الضباب، فمن مياههم الأرطاة. والأراطة، كثمامة: ماء لبني عميلة شرقي سميراء، وقال نصر: هو من مياه غني، بينها وبين أضاخ ليلة. وأرطة الليث: حصن بالأندلس، من أعمال رية. والأرط، ككتف: لون كلون الأرطى، نقله الصاغاني. وآرطت الأرض، على أفعلت بألفين: أخرجته، أي الأرطى، كأرطت إرطاء وهذه نقلها الجوهري، أو هذه لحن للجوهري قال شيخنا: قلت: لا لحن، بل كذلك ذكرها أرباب الأفعال وابن سيده وغيرهم. انتهى. قلت: وقد ذكرها كذلك أبو حنيفة في كتاب النبات، وابن فارس في المجمل، ونصهما: يقال: أرطت الأرض، أي أنبتت الأرطى، فهي مرطية، قال الصاغاني: قد جعلا همزة الأرطى زائدة، وعلى هذا موضع ذكر الأرطى عندهما باب الحروف اللينة، ثم ما ذكره المصنف من تلحين الجوهري فقد سبقه أبو الهيثم حيث قال: وأرطت لحن؛ لأن ألف أرطى أصلية، ثم إنه وجد في بعض نسخ الصحاح أرطت، هكذا بالمد، ومثله في نسخة الصحاح بخط ياقوت مضبوطا بالقلم، ولكنه تصليح، ويشهد لذلك أنه كتب في الهامش تجاهه: بخطه: وأرطت، أي بخط الجوهري، كما نقله المصنف. ووجد بخط بعض الأدباء أرطت مشددة الراء، أي في نسخ الصحاح، وهي لحن أيضا. قال شيخنا: هي على تقدير ثبوتها يمكن تصحيحها بنوع من العناية. قلت: اللغة لا يدخل فيها القياس، والذي ذكره أبو الهيثم: آرطت، وغيره: أرطت، ولم ينقل عن أحد من الأئمة أرطت، مشددة، فهو تصحيح عقلي لا ينبغي أن يوثق به ويعتمد عليه. فتأمل. والأريط، كأمير: الرجل العاقر، نقله الجوهري، وأنشد للراجز:

ماذا ترجين من الأريط
ليس بذي حزم ولا سفيط

قلت: الرجز لحميد الأرقط. وفي العباب: وبينهما مشطور ساقط:

حزنبل يأتيك بالبطيط قال ابن فارس: الأصل فيه الهاء، من قولهم: نعجة هرطة، وهي المهزولة التي لا ينتفع بلحمها غثوثة. وأراطى، بالضم: بلد، قال ياقوت: ويقال: أراط أيضا، وهو: ماء على ستة أميال من الهاشمية شرقي الخزيمية من طريق الحاج، وينشد بيت عمرو بن كلثوم على الروايتين:

ونحن الحابسون بذي أراطى      تسف الجلة الخور الدرينـا

صفحة : 4763

ويوم أراطى: من أيام العرب. قال ظالم بن البراء الفقيمي:

فأشبعنا ضباع ذوي أراطى     من القتلى وألجئت الغنوم وفي العباب: قال رؤبة:

شبت لعيني غزل مياط
سعدية حلت بذي أراط

قال الأصمعي: أراد أراطى، وهو بلد، ورواه بعضهم بفتح الهمزة أراط. وأريط، كزبير، وذو أراط كغراب: موضعان، أما أريط فقد جاء في شعر الأخطل:

وتجاوزت خشب الأريط ودونه عرب ترد ذوي الهموم وروم وأهمله ياقوت في معجمه، وأما ذو أراط فمن مياه بني نمير، عن أبي زياد، وأنشد بعضهم:

أنى لك اليوم بذي أراط
وهن أمثال السرى الأمراط وفي العباب: الرجز لجساس بن قطيب يصف إبلا وروايته:

فلو تراهن بذي أراط قال: والسرى: جمع سروة، وهي سهم. قلت: وهكذا أنشده ثعلب. وفي كتاب نصر: ذو أراط: واد في ديار بني جعفر بن كلاب في حمى ضرية، ويفتح. وذو أراط أيضا: واد لبني أسد عند عكاظ، وأيضا: واد ينبت الثمام والعلجان بالوضح، وضح الشطون، بين قطيات وبين الحفيرة حفيرة خالد. وأيضا: واد في بلاد بني أسد. وأراط: موضع باليمامة، كذا في معجم ياقوت.

ومما يستدرك عليه: أديم مؤرطى: مدبوغ بالأرطى. ويجمع أرطى أيضا على أراط على فعال، قال الشاعر يصف ثور وحش:

فضاف أراطي فاجتافها      له من ذوائبها كالحظر وذو الأرطى: موضع، قال طرفة:

ظللت بذي الأرطى فويق مثقب     ببيئة سوء هالكا أو كهـالـك وأبو أرطاة: حجاج بن أرطاة بن ثور بن هبيرة بن شراحيل اليمني الكوفي القاضي، مشهور. وعطية بن المليح الأرطوى شاعر ذكره أبو علي الهجري، منسوب إلى جد له يقال له: أرطاة، قال ابن الكلبي: اسمه حبتر.

أ ط ط
أط الرجل ونحوه: كالنسع يئط أطيطا: صوت، وكذلك: أط البطن من الخوى، وكل شيء أشبه صوت الرحل الجديد فقد أط أطا وأطيطا. وأطت الإبل تئط أطيطا: أنت تعبا، أو حنينا، أو رزمة، وقد يكون من الحقل. ومن الأبديات: يقولون: لا أفعل ذلك ما أطت الإبل، قال الأعشى:

ألست منتهيا عن نحت أثلتـنـا      ولست ضائرها ما أطت الإبل وفي حديث الاستسقاء: لقد أتيناك وما لنا بعير يئط أي يحن ويصيح، يريد: ما لنا بعير أصلا، لأن البعير لا بد أن يئط. ومن المجاز: أطت له رحمي، أي: رقت وتحركت وحنت. والأطاط: الصياح، قال يصف إبلا امتلأت بطونها:

يطحرن ساعات إنى الغبوق
من كظة الأطاطة السنوق

يطحرن، أي يتنفس تنفسا شديدا، كالأنين، والإنى: وقت الشرب، والأطاطة: التي تسمع لها صوتا، وقال جساس بن قطيب:

وقلص مقورة الألياط
باتت على ملحب أطاط

يعني الطريق. وقال رؤبة، يصف دلوا:
من بقر أو أدم أطاط

صفحة : 4764

أي من جلد بقر، أو من أدم له أطيط، أي صوت. والأطيط، كأمير: الجوع نفسه، عن الزجاجي. والأطيط: صوت الرحل الجديد، والإبل من ثقلها، وفي الصحاح: من ثقل أحمالها. قال ابن بري: قال علي بن حمزة: صوت الإبل هو الرغاء، وإنما الأطيط: صوت أجوافها من الكظة إذا شربت.والأطيط: صوت الظهر والأمعاء والجوف، من شدة الجوع. وأنشد ابن الأعرابي:

هل في دجوب الحرة المخيط
وذيلة تشفي من الأطيط

الدجوب: الغرارة. والوذيلة: قطعة من السنام. والأطيط: جبل، كما في العباب. وفي المعجم: صفا الأطيط: موضع في قول امرئ القيس:

لمن الديار عرفتها بسـحـام       فعمايتين فهضب ذي أقـدام
فصفا الأطيط فصاحتين فعاسم      تمشي النعاج به مـع الآرام
دار لهند والرباب وفـرتـنـا      ولميس قبـل حـوادث الأيام

وأطط، محركة، ويقال: أطد، بالدال أيضا: ع، بل بلد، بين الكوفة والبصرة، قرب الكوفة، خلف مدينة آزر أبي إبراهيم، صلوات الله عليه وعلى نبينا، كما في العباب، وقال ياقوت: وهي مدينة آزر بعينها. قال أبو المنذر: وإنما سميت بذلك لأنها في هبطة من الأرض. وفي حديث ابن سيرين: كنا مع أنس بن مالك حتى إذا كنا بأطط والأرض فضفاض . وأطيط، كزبير: اسم شاعر، قال ابن الأعرابي: هو أطيط بن المغلس، وقال مرة: هو أطيط بن لقيط بن نوفل بن نضلة، قال ابن دريد: أحسب اشتقاقه من الأطيط الذي هو الصرير. ونسوع أطط، كركع: مصوتة صرارة قال رؤبة:

ينتقن أقتاد النسوع الأطط ومما يستدرك عليه: الأطط، بالتحريك: الطويل من الرجال، والأنثى ططاء، هنا ذكره الصاغاني وصاحب اللسان، عن ابن الأعرابي. والأط: الثمام. والأط: نقيض صوت المحامل والرحال إذا ثقل عليها الركبان. والأطيط: صوت الباب، وفي حديث أم زرع: فجعلني في أهل صهيل وأطيط أي خيل وإبل، وقد يكون الأطيط في غير الإبل، ومنه الحديث: ليأتين على باب الجنة زمان يكون له فيه أطيط ، أي: صوت بالزحام، وقيل: المراد كثرة الملائكة وإن لم يكن ثم أطيط، ويروى كظيظ أي زحام، وفي حديث آخر: حتى يسمع له أطيط ، يعني باب الجنة وقال الزجاجي: الأطيط: صوت تمدد النسع. وأطت السماء وحق لها أن تئط. وهو في حديث أبي ذر، وهذا مثل وإيذان بكثرة الملائكة وإن لم يكن ثم أطيط وإنما هو كلام تقريب، أريد به تقرير عظمة الله عز وجل. والأطيط: مد أصوات الإبل. وأطت القناة أطيطا: صوتت عند التقويم، وهو مجاز، قال:

أزوم يئط الأير فيه إذا انتحى     أطيط قني الهند حين تقـوم ومن ذلك قالت امرأة وقد ضربت يدها على عضد بنت لها:

علنـداة يئط الـعـرد فـيهـا     أطيط الرحل ذي الغرز الجديد وأطت القوس تئط أطيطا: صوتت، قال أبو الهيثم الهذلي:
شدت بكل صهابي تئط به      كما تئط إذا ما ردت الفيق والأطيط: حنين الجذع، قال الأغلب العجلي:

قد عرفتني سدرتي فأطت

صفحة : 4765

قال ابن بري: هو للراهب، واسمه زهرة بن سرحان، وسمي الراهب لأنه كان يأتي عكاظ فيقوم إلى سرحة فيرجز عندها ببني سليم قائما، فلا يزال ذلك دأبه حتى يصدر الناس عن عكاظ، وكان يقول:

قد عرفتني سرحتي فأطت
وقد ونيت بعدها فاشمطت

قلت: ومثله قول أبي محمد الأعرابي والآمدي، والصحيح أن الرجز للأغلب العجلي، وهو أربعة عشر مشطورا، وبعد المشطورين:

لغربة النائي ودار شطت وهكذا ذكره أبو عبد الله محمد ابن سلام الجمحي في الطبقات، في ترجمة الأغلب، كما حققه الصاغاني. والراهب الذي ذكروه من بني محارب. ويقال: لم يأتط السير بعد، أي لم يطمئن ولم يستقم. والتأطط. تفعل من أطت له رحمي. نقله الصاغاني. وامرأة أطاطة: لفرجها صوت إذا جومعت. وقد سموا إطا، بالكسر، ومنه: إط بن أبي إط: رجل من بني سعد بن زيد مناة، من تميم كان أميرا على دورقستان من طرف خالد ابن الوليد، وإليه نسب نهر إط هناك. ومما يستدرك عليه:

أ ف ط
منت أفوط، كصبور: حصن من نواحي باجة بالأندلس، نقله ياقوت.

أ ق ط
الإقط، مثلثة، ويحرك، وككتف ورجل، وإبل، نقل الفراء منها الأخير والمحرك، وأما بكسر فسكون فقال الجوهري، هو بنقل حركة القاف إلى ما قبلها. وأقط، بالفتح، وهو في ضرورة الشعر، وأنشد:

رويدك حتى ينبت البقل والغضى      فيكثر إقط عندهـم وحـلـيب وفي العباب: وتميم تخفف كل اسم على فعل أو فعل مثال: أقط وحذر، فتقول: أقط وحذر، قال ذلك أبو حاتم، والأفصح من ذلك الأقط ككتف، وعليه اقتصر الجماهير، والضم الذي ذكره غريب، وأنشد الأصمعي:

كأنما لحمي من تسرطه
إياه في المكره أو في منشطه
وعبطه عرضي أوان معبطه
عبيثة من سمنه وأقطه

شيء يتخذ من المخيض الغنمي يطبخ، ثم يترك حتى يمصل، وقيل: من اللبن الحليب، كما في المصباح. وقال ابن الأعرابي: هو من ألبان الإبل خاصة، وقال غيره: الأقط: لبن مجفف يابس مستحجر يطبخ به، وقد تكرر ذكره في الحديث، وفسر بما ذكرناه. ج: أقطان، بالضم. وأقط الطعام يأقطه أقطا: عمله به، فهو مأقوط، قال ابن هرمة:

لست بذي ثلة مؤنفة       آقط ألبانها وأسلؤها وأنشد الأصمعي:

ويخنق العجوز أو تموتـا
أو تخرج المأقوط والملتوتا

صفحة : 4766

وأقط فلانا يأقطه أقطا: أطعمه إياه، كلبنه، من اللبن، ولبأه، من اللبإ، قاله أبو عبيد، وحكى اللحياني: أتيت بني فلان فخبزوا وحاسوا وأقطوا. أي أطعموني ذلك، هكذا حكاه اللحياني، غير معديات. أي لم يقولوا خبزوني وحاسوني وأقطوني. وأقط قرنه: صرعه، يقال: ضربه فأقطه، وهو مثل وقطه. قال ابن سيده: أرى الهمزة بدلا وإن قل ذلك في المفتوح. وأقط الشيء: خلطه، فهو مأقوط، قيل: وبه سمي موضع الحرب مأقطا. وآقط الرجل، بألفين: كثر أقطه، حكاه اللحياني، قال: وكذلك كل شيء من هذا إذا أردت أطعمتهم، أو وهبت لهم قلت: فعلتهم، بغير ألف، وإذا أردت أن ذلك قد كثر عندهم قلت: أفعلوا. والأقطة، كفرحة: هنة دون القبة مما يلي الكرش، قال الأزهري: وسمعت العرب يسمونها اللاقطة، ولعل الأقطة لغة فيها.

والمأقط، كمنزل: موضع القتال، وفي الصحاح: موضع الحرب، أو المضيق في الحرب قاله الخليل، وقد وجد أيضا في بعض نسخ الصحاح. قال أوس ابن حجر يرثي فضالة بن كلدة:

نجيح مليح أخو مأقط      نقاب يحدث بالغائب ويروى جواد كريم قال الصاغاني: وسمي مأقطا؛ لأنهم يختلطون فيه. قال: ومليح، أي يستشفى برأيه. وقالت أم تأبط شرا ترثيه:

ذو مأقط يحمي وراء الإخوان والأقط، ككتف، والمأقوط: الثقيل الوخم من الرجال. وفي اللسان: المأقط، بدل المأقوط. ومن سجعات الأساس: فلان من عملة الأقط، لا من حملة المأقط، أي الثقيل. ومما يستدرك عليه: ائتقطت، أي: اتخذت الأقط، وهو افتعلت، نقله الجوهري. وعجيب من المصنف كيف أهمله، وكأنه قلد الصاغاني حيث لم يذكره في العباب. وجمع المأقط مآقط، وهي: مضايق الحروب. والمأقوط: الأحمق، قال:

يتبعها شمردل شمطوط
لا ورع جبس ولا مأقوط

والأقاط، ككتان: عامل الأقط:

أ ل ط
ومما يستدرك عليه: ألطى، كسكرى: موضع في شعر البحتري:

إن شعري سار في كل بلد
واشتهى رقته كل أحد

أهل فرغانة قد غنوا به       وقرى السوس وألطى وسدد

 أ م ط
الأمطي: شجر يحمل العلك. أهمله الجماعة، واستدركه ابن بري، وأنشد للعجاج:

وبالفرنداد له أمطي كذا في اللسان.