الباب السادس عشر: باب الطاء المهملة - الفصل الثاني: فصل الباء الموحدة مع الطاء

فصل الباء الموحدة مع الطاء

ب أ ط
تبأط تبؤطا، أهمله الجوهري، وقال ابن عباد، أي اضطجع، وهو عن أبي عمرو أيضا، هكذا نقله الصاغاني. وفي التهذيب عن أبي زيد: تبأط تبؤطا، إذا أمسى رخي البال غير مهموم صالحا. وقال أيضا: تبأط عنه تبؤطا، إذا رغب عنه. قلت: هكذا نقلوه، والذي يظهر أنه مقلوب تأبط الرجل، وهو في الضجعة ظاهر، وفي الرغبة كأنه أخذ عنه إبطه، وكذلك إذا كان صالح البال، فكأنه اتكأ على إبطه وطلب الراحة. فتأمل.

ب ث ط
بثطت شفته، كفرح، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي ورمت، في بعض اللغات، بثطا وبثطا، قال: وليس بثبت، كذا في اللسان والعباب. قلت: هكذا وقع في بعض نسخ الجمهرة بتقديم الموحدة، وفي بعضها بتقديم المثلثة على الموحدة، كما سيأتي. ومما يستدرك عليه: ب ح ط ط

صفحة : 4767

بحطيط - بالفتح -: قرية من الشرقية من أعمال مصر.

ب ذ ق ط
البذقطة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: هو أن يبدد الرجل المتاع أو الكلام، كما في العباب والتكملة. قلت: وهو في الأخير مجاز، ومثله البعذقة، كما سيأتي. ومما يستدرك عليه:

ب ر ط
برط الرجل، كفرح، إذا اشتغل عن الحق باللهو، عن ابن الأعرابي، كما في اللسان والتكملة، وأهمله المصنف والجوهري كالصاغاني في العباب، وكأن المصنف قلده مع أنه ذكره في التكملة. وقال الأزهري: هذا حرف لم أسمعه لغير ابن الأعرابي. وأراه مقلوبا عن بطر. قلت: وأما البرطة، محركة، لما يلبس على الرأس فهو معرب برتا، وفارسية، ليس له حظ في العربية. وبروط، كصبور: قرية بالأشمونين من أعمال مصر، والعامة تقولها: باروط، وتذكر مع أهوى. ومما يستدرك عليه: برطبات، بالفتح قرية من أعمال الأشمونين.

ب ر ب ط
البربط، كجعفر أهمله الجوهري، وقال الليث: هو العود من آلات الملاهي، قيل: هو معرب بربط، بكسر الراء، أي صدر الإوز، وبر بالفارسية: الصدر لأنه يشبهه. وفي حديث علي زين العابدين رضي الله عنه: لا قدست أمة فيها البربط . وقال ابن الأثير: أصله بربت فإن الضارب به يضعه على صدره، واسم الصدر بر. وبرباط، بالكسر كما نقله الصاغاني وضبطه ياقوت بالفتح: واد بالأندلس، من أعمال شذونة، على شاطئ نهر سبه من شماليه، قاله ابن حوقل. وبربطانية، بالفتح وتخفيف الياء التحتية: د كبير بها، أي بالأندلس يتصل عمله بعمل لاردة، وكانت سدا بين المسلمين والروم، ولها مدن وحصون، وفي أهلها جلادة وممانعة للعدو، وهي في شرقي الأندلس، اغتصبها الفرنج، خذلهم الله تعالى، فهي اليوم بأيديهم، أعادها الله إلى الإسلام. والبربيطياء، بالكسر والمد: النبات، عن أبي عمرو، هكذا ضبطه الصاغاني في كتابيه بالنون والباء الموحدة. وفي المعجم عن أبي عمرو: البربيطياء ثياب، وهكذا وقع في اللسان جمع ثوب. والبربيطياء أيضا: ع ينسب إليه الوشي وبه فسر قول ابن مقبل:

خزامى وسعدان كأن رياضها      مهدن بذي البربيطياء المهدب قلت: وهذا يؤيد قول أبي عمرو السابق: إنه ثياب، وسبق أنه لا نظير له إلا قرقيسياء: اسم بلد.ومما يستدرك عليه: قال ابن حبيب: في أسد بن خزيمة: برباط بن بهد بن سعد ابن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد.

ب ر ث ط
برثط في قعوده، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، ونقل الصاغاني عن النوادر: أي ثبت في بيته ولزمه، كرثط، كذا في العباب والتكملة. قلت: وهو غلط فاحش من الصاغاني، والمصنف قلده. والذي صح من نص النوادر: رثط الرجل، وأرثط، وترثط، هكذا على تفعل، ورضم، وأرضم، كله بمعنى واحد، إذا قعد في بيته ولزمه، كما سيأتي. في رثط، وقد تصحف على الصاغاني فتنبه لذلك، ولا تغفل، وحقه أن يذكر في ر ث ط. وقال ابن عباد: وقع فلان في برثوطة، بالضم، أي مهلكة، كما في العباب والتكملة.

ب ر ش ط

صفحة : 4768

برشط اللحم، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال ابن دريد: أي شرشره، نقله الصاغاني هكذا، وسيأتي أيضا في ف ر ش ط هذا المعنى بعينه. ومما يستدرك عليه: برشوط، بالضم: قرية من الشرقية من أعمال مصر، وأخرى من حوف رمسيس، تذكر مع برقامة.

ب ر ز ط
ومما يستدرك عليه: برزاط، بالضم: من قرى بغداد، في ظن أبي سعد، أهمله الجماعة، ونقله ياقوت في المعجم قال: ومنها أبو عبد الله محمد بن أحمد البرزاطي: بغدادي، حدث عن الحسن بن عرفة.

ب ر ع ط
ومما يستدرك عليه: برعواطة بالفتح: قبيلة من البربر التي سميت بهم الأماكن التي نزلوا بها، قاله ياقوت.

ب ر ف ط
برفطى، كحبركى، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هي ة، بنهر الملك ببغداد.

ب ر ق ط
برقط الرجل برقطة: خطا خطوا متقاربا، نقله الجوهري. ويقال أيضا: برقط، إذا ولى متلفتا نقله الجوهري أيضا، وزاد في اللسان: وفر هاربا. وبرقط الشيء: فرقه، قل أو كثر، نقله ابن عباد وصاحب اللسان، وبقط الشيء، مثله. وبرقط الكلام هاهنا وهاهنا: طرحه بلا نظام ولم يسده، عن ابن عباد. قال: وهو كالتبلتع. وبرقط في الجبل: صعد فيه، وكذلك بقط فيه، نقله الصاغاني. قلت: وهو قول أبي عمرو، كما سيأتي. وبرقط أيضا، إذا قعد على الساقين مفرجا ركبتيه، نقله ابن عباد، وهو في اللسان عن ابن بزرج. وتبرقط الرجل: وقع على قفاه، كتقرطب. وتبرقطت الإبل: اختلطت كذا في النسخ بالطاء، والصواب: اختلفت وجوهها في الرعي حكاه اللحياني. والمبرقط: طعام، أي نوع منه، قال ثعلب: سمي بذلك لأنه يفرق فيه الزيت الكثير. كذا في اللسان، أي فهو من برقط الشيء، إذا فرقه.

ب س ب ط
بسبط، كجعفر أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو ع، وفي المعجم: هو جبل من جبال السراة أو تهامة، قال الشنفري:

أمشي بأطراف الحماط وتـارة      تنفض رجلي بسبطا فعصنصرا

ب س ر ط
بسراط، بالكسر، أهمله الجماعة، وضبطه الصاغاني هكذا، والمشهور على الألسنة الضم، وقد أهمله في التكملة، وهو: د، كثير التماسيح، قرب دمياط. وفي العباب: بلد التماسيح، وفيه نظر من وجهين: الأول أنه لم يبلغنا أن التماسيح تظهر في البلاد البحرية، وإنما هي من حدود البهنساوية إلى فوق، والثاني: أن الذي ذكره هو الذي بالقرب من بارنبارة. وهناك قرية أخرى تسمى به من الأعمال الدنجاوية.

ب س ط
بسطه يبسطه بسطا: نشره، وبالصاد أيضا، نقله الجوهري. وبسطه: ضد قبضه، كبسطه تبسيطا، قال بعض الأغفال:

إذا الصحيح غل كفا غلا
بسط كفيه معـا وبـلا

صفحة : 4769

فانبسط وتبسط. ومن المجاز: بسط إلي يده بما أحب وأكره: مدها، ومنه قوله تعالى: لئن بسطت إلي يدك لتقتلني وكذلك بسط رجله، وهو مجاز أيضا، وكذلك قبض يده ورجله. وبسط فلانا: سره، ومنه حديث فاطمة رضي الله عنها يبسطني ما يبسطها أي: يسرني ما يسرها؛ لأن الإنسان إذا سر انبسط وجهه واستبشر. قال شيخنا: فإطلاق البسط بمعنى السرور من كلام العرب وليس مجازا ولا مولدا، خلافا لمن زعم ذلك. وذكر الحديث، وقد أوضحه الشهاب في شرح الشفاء. قلت: أما زعمهم كونه مولدا فخطأ، كيف وقد ورد في كلامه صلى الله عليه وسلم، وأما كونه مجازا فصحيح، صرح به الزمخشري في الأساس. وأصل البسط: النشر، وما عداه يتفرع عليه، فتأمل. وفي البصائر: أصل البسط: النشر والتوسيع، فتارة يتصور منه الأمران وتارة يتصور منه أحدهما. واستعار قوم البسيط لكل شيء لا يتصور فيه تركيب وتأليف ونظم. ومن المجاز: بسط المكان القوم: وسعهم، ويقال: هذا بساط يبسطك، أي يسعك. ومن المجاز: بسط الله فلانا علي: فضله، نقله الزمخشري والصاغاني. وبسط فلان من فلان: أزال منه. وفي العباب: عنه الاحتشام وهو مجاز أيضا، وقال الجوهري: الانبساط: ترك الاحتشام، وقد بسطت من فلان فانبسط. ومن المجاز: بسط العذر يبسطه بسطا، إذا قبله. ويقال: هذا فراش يبسطني، أي واسع عريض، ونقل الجوهري عن ابن السكيت: يقال: فرش لي فراشا لا يبسطني، إذا كان ضيقا. وهذا فراش يبسطك، إذا كان واسعا. وقال الزمخشري: أي يسعك، وهو مجاز. والباسط: هو الله تعالى هو الذي يبسط الرزق لمن يشاء، أي يوسعه عليه بجوده ورحمته، وقيل يبسط الأرواح في الأجساد عند الحياة. ومن المجاز: الباسط من الماء: البعيد من الكلإ، وهو دون المطلب، ويقال: خمس باسط، أي بائص. نقله الصاغاني. وبسط اليد والكف، تارة يستعمل للأخذ، كقوله تعالى: والملائكة باسطو أيديهم ، أي مسلطون عليهم، كما يقال: بسطت يده عليه، أي سلط عليه، وتارة يستعمل للطلب، نحو قوله تعالى: إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه أي كالداعي الماء يومئ إليه ليجيبه، وفي العباب: فلا يجيبه. وتارة يستعمل للصولة والضرب، نحو قوله تعالى: ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وتارة يستعمل للبذل والإعطاء، نحو قوله تعالى: بل يداه مبسوطتان كما سيأتي. وكل ذلك مجاز. والبساط، بالكسر: ما بسط، وفي الصحاح: ما يبسط، وفي البصائر: اسم لكل مبسوط. وأنشد الصاغاني للمتنخل الهذلي يصف حاله مع أضيافه:

سأبدؤهم بمشمعة وأثنـي      بجهدي من طعام أو بساط قال: ويروى: من لحاف أو بساط فعلى هذه الرواية البساط: ما يبسط. قلت: وهي رواية الأخفش، ففي شرح الديوان: ولحاف: طعام، يقول: يأكلون ويشربون فهو لحافهم. يقول: أكل الضيف فنام فهو لحافه. ويقال: للبن إذا ذهبت الرغوة عنه قد صقل كساؤه، وأنشد رجل من أهل البصرة:

فبات لنا منها وللضيف موهنا     لحاف ومصقول الكساء رقيق

صفحة : 4770

قال: والمشمعة: المزاح والضحك، وأثنى أي أتبع. ج بسط، ككتاب وكتب. والبساط: ورق السمر يبسط له ثوب ثم يضرب فينحت عليه. والبساط، بالفتح: المنبسطة المستوية من الأرض، كالبسيطة، قال ذو الرمة:

ودو ككف المشتري غير أنـه     بساط لأخفاف المراسيل واسع وقال آخر:

ولو كان في الأرض البسيطة منهم    لمختبط عاف لما عرف الفـقـر وقال أبو عبيد وغيره: البساط، والبسيطة: الأرض العريضة الواسعة، وتكسر عن الفراء، وزاد: لا نبل فيها، كالبسيط، يقال: مكان بساط، وبساط، وبسيط، أي واسع، نقله الصاغاني عن الفراء، وأنشد لرؤبة:

لنا الحصى وأوسع البساط وذكره الجوهري في الصحاح، واقتصر على الفتح. وأنشد للشاعر وهو العديل بن الفرخ العجلي، وكان قد هجا الحجاج فهرب منه إلى قيصر:

أخوف بالحجاج حتى كأنـمـا     يحرك عظم في الفؤاد مهيض
ودون يد الحجاج من أن تنالني     بساط لأيدي الناعجات عريض
مهامه أشباه كأن سـراتـهـا      ملاء بأيدي الغاسلات رحيض

فكتب الحجاج إلى قيصر: والله لتبعثن به أو لأغزونك خيلا يكون أولها عندك وآخرها عندي. فبعث به، فلما دخل عليه قال: أنت القائل هذا الشعر? قال: نعم. قال: فكيف رأيت الله أمكن منك? قال: وأنا القائل:

فلو كنت في سلمى أجا وشعابـهـا    لكان لحـجـاج عـلـي سـبـيل
خليل أمير المؤمـنـين وسـيفـه     لكل إمام مصطـفـى وخـلـيل
بنى قبة الإسلام حتـى كـأنـمـا     هدى الناس من بعد الضلال

رسول فلما سمع شعره عفا عنه. والبساط: القدر العظيمة، نقله الصاغاني. وقيل: البسيطة: الأرض، اسم لها، قاله ابن دريد، يقال: ما على البسيطة مثل فلان. والبسيطة: ع، ببادية الشام، قال الأخطل يصف سحابا:

وعلا البسيطة فالشقيق بريق     فالضوج بين رؤية وطحال ويصغر، قال ابن بري: بسيطة، مصغرا: اسم موضع ربما سلكه الحجاج إلى بيت الله الحرام، ولا يدخله الألف واللام، والبسيطة، وهو غير هذا الموضع: بين الكوفة ومكة، قال: وقول الراجز:

إنك يا بسيطة التي الـتـي
أنذرنيك في الطريق إخوتي

يحتمل الموضعين. قلت: والذي في المحكم قول الراجز:
ما أنت يا بسيط التي التـي
أنذرنيك في المقيل صحبتي

صفحة : 4771

قال أراد يا بسيطة، فرخم على لغة من قال: يا حار. وفي المعجم: بسيطة بالضم: فلاة بين أرض كلب وبلقين، وهي بقفا عفراء وأعفر، وقيل: على طريق طيئ إلى الشام، ويقال - في الشعر -: بسيط وبسيطة. وأما بالفتح فإنه أرض بين الكوفة وحزن بني يربوع، وقيل: بين العذيب والقاع، وهناك البيضة، وهي من العذيب. وقال ابن عباد: البسيطة، كالنشيطة للرئيس، وهي الناقة مع ولدها فتكون هي وولدها في ربع الرئيس، وجمعها: بسط. قال: وذهب فلان في بسيطة، ممنوعة من الصرف مصغرة، أي في الأرض، كما في الأساس والعباب، وهو مجاز. والبسيط: المنبسط بلسانه، وقال الليث: البسيط: المنبسط اللسان، وهي بهاء، وقد بسط، ككرم، بساطة. والبسيط: ثالث بحور الشعر، وفي الصحاح: جنس من العروض، ووزنه: مستفعلن فاعلن ثماني مرات، سمي به لانبساط أسبابه، قال أبو إسحاق: انبسطت فيه الأسباب فصار أوله مستفعلن، فيه سببان متصلان في أوله. ومن المجاز: رجل بسيط الوجه، أي متهلل، وبسيط اليدين، أي مسماح منبسط بالمعروف. جمعهما بسط، قال الشاعر:

في فتية بسط الأكف مسامح      عند الفضال قديمهم لم يدثر ومن المجاز: أذن بسطاء، أي عظيمة عريضة. ومن المجاز: انبسط النهار: امتد وطال، وكذلك غيره. ومن المجاز: البسطة: الفضيلة، وقوله تعالى وزاده بسطة في العلم والجسم فالبسطة في العلم: التوسع، وفي الجسم: الطول والكمال وقيل: البسطة في العلم: أن ينتفع به وينفع غيره، وقال: أعلمهم الله تعالى أن العلم الذي به يجب أن يقع الاختيار لا المال، وأعلم أن الزيادة في الجسم مما يهيب العدو. ويضم في الكل وبه قرأ زيد بن علي رضي الله عنه وزاده بسطة . والبسط، بالكسر، نقله الجوهري، وشاهده قول أبي النجم:

يدفع عنها الجوع كل مدفع
خمسون بسطا في خلايا أربع

وبالضم لغة تميم، نقله الفراء في نوادره، وبضمتين لغة بني أسد، نقله الكسائي، وهي: الناقة المتروكة مع ولدها لا تمنع عنه، وفي الصحاح: لا يمنع منها. والجمع أبساط كبئر وآبار، وظئر وأظآر، نقله الجوهري. وحكى ابن الأعرابي في جمعهما، بسط بالضم، وأنشد للمرار:

متابيع بسط متئمات رواجـع      كما رجعت في ليلها أم حائل

صفحة : 4772

وقيل: البسط ها هنا: المنبسطة على أولادها لا تنقبض عنها. قال ابن سيده: وليس هذا بقوي، ورواجع: مرجعة على أولادها، ومتئمات: معها حوار وابن مخاض كأنها ولدت اثنين من كثرة نسلها، وبساط، بالكسر، مثل: بئر وبئار، وشهد وشهاد، وشعب وشعاب وبساط بالضم، نقله الجوهري، ومثله بظئر وظؤار، وهو شاذ، وفي اللسان: من الجمع العزيز. وفي الحديث أنه كتب لوفد كلب - وقيل: لوفد بني عليم - كتابا فيه: عليهم في الهمولة الراعية البساط الظؤار، في كل خمسين من الإبل ناقة غير ذات عوار البساط، يروى بالفتح، والضم، والكسر، أما بالكسر فهو جمع بسط، بالكسر أيضا، كما قاله الأزهري، وبالضم: جمع بسط، بالضم أيضا، كشهد وشهاد. وأما بالفتح، فإن صحت الرواية، فإنها الأرض الواسعة، كما تقدم، ويكون المعنى في الهمولة: الراعية الأرض الواسعة، وحينئذ تكون الطاء منصوبة على المفعول، كما في اللسان. والمبسط، كمقعد: المتسع. قال رؤبة في رواية أبي عمرو والأصمعي. وقال ابن الأعرابي هو للعجاج، وكذلك حكم ما أذكره من هذه الأرجوزة وإن لم أذكر الاختلاف:

وبلد يغتال خطو المختطـي
بغائل الغول عريض المبسط

وعقبة باسطة: بينها وبين الماء ليلتان وقال ابن السكيت: سرنا عقبة جوادا، وعقبة باسطة، وعقبة حجونا، أي بعيدة طويلة. والباسوط، والمبسوط من الأقتاب: ضد المفروق، وهو الذي يفرق بين الحنوين حتى يكون بينهما قريب من ذراع، والجمع: مباسيط، كما يجمع المفروق مفاريق. وبسطة، ممنوعا من الصرف ويصرف: ع، بجيان من كور الأندلس، نقله الصاغاني. قلت: وإليه نسب أبو عبد الله محمد بن عيسى بن محمد الوراق البسطي القرطبي، حدث. توفي سنة 396. ذكره ابن الفرضي. وعبد الله ابن محمد بن عبد الرحمن السعدي البسطي، كتب عنه محمد بن الزكي المنذري من شعره، وهو ضبطه. وركيته قامة باسطة، وقامة باسطة، مضافة غير مجراة؛ كأنهم جعلوها معرفة، أي قامة وبسطة، كما في العباب. وفي اللسان: وقال أبو زيد: حفر الرجل قامة باسطة، إذا حفر مدى قامته ومد يده. ومن المجاز: يده بسط، بالضم وبسط، بضمتين، قال الزمخشري: ومثله في الصفات. روضة أنف، ومشية سجح، ثم يخفف، فيقال: بسط كعنق وأذن، ويكسر، كالطحن والقطف، بمعنى المطحون والمقطوف، وعليه اقتصر الجوهري، أي مطلقة مبسوطة، كما يقال: يد طلق. وقيل: معناه منفاق منبسط الباع، ومنه الحديث: يد الله بسطان لمسيء النهار حتى يتوب بالنهار، ولمسيء الليل حتى يتوب بالنهار يروى بالضم وبالكسر، وقرئ: بل يداه بسطان بالكسر قرأ به عبد الله بن مسعود وإليه أشار الجوهري، وهكذا روي عن الحكم. وقرئ بالضم حملا على أنه مصدر، كالغفران والرضوان، ونقله الزمخشري، وقال: فيكون مثل روضة أنف، كما تقدم قريبا. وقال: جعل بسط اليد كناية عن الجود وتمثيلا، ولا يد ثم ولا بسط، تعالى الله وتقدس عن ذلك.

صفحة : 4773

وقال الصاغاني في شرح الحديث الذي تقدم قريبا: هو كناية عن الجود حتى قيل للملك الذي تطلق عطاياه بالأمر والإشارة: مبسوط اليد، وإن كان لم يعط منها شيئا بيده ولا بسطها به البتة، والمعنى: إن الله جواد بالغفران للمسيء التائب. ومما يستدرك عليه: تبسط في البلاد: سار فيها طولا وعرضا، نقله الجوهري. والبسطة، بالفتح: السعة، نقله الجوهري أيضا، وكذا الصاغاني، وزاد: والطول، قال: وجمعه بساط، وبالكسر، وبه فسر قول المتنخل السابق: من طعام أو بساط. قلت: وقيل: معنى قول المتنخل أو بساط: أي ألقاه ضاحك السن. وقال الأخفش: سمعت مرة شيخا عالما بشعر هذيل يقول: البسطة: الدهن، والمعنى: أي أدهنهم وأطعمهم، كذا في شرح الديوان. وقال غير واحد من العرب: بيننا وبين الماء ميل بساط، أي ميل متاح. وقال ابن الأعرابي: التبسط: التنزه، يقال: خرج يتبسط، مأخوذ من البساط، وهي الأرض ذات الرياحين. وقيل: الأشبه في قوله تعالى بل يداه بسطان أن تكون الباء مفتوحة حملا على باقي الصفات كالرحمن. وبسط ذراعيه، وابتسطهما، أي فرشهما. وقد نهي عنه في الصلاة كما جاء في الحديث. وفي وصف الغيث: فوقع بسيطا متداركا، أي انبسط في الأرض واتسع، ومتداركا، أي متتابعا. والبسطة، بالفتح: الزيادة. وفلان بسيط الجسم والباع. وامرأة بسطة: حسنة الجسم سهلته، وظبية بسطة، كذلك. وناقة بسوط، كصبور: تركت وولدها لا يمنع منها ولا تعطف على غيره، وهي مع ذلك تركب، وجمعه بسط، بالضم، وقال الأزهري: ناقة بسوط: فعول بمعنى مفعولة، أي مبسوطة، كما يقال: حلوب للتي تحلب، وركوب للتي تركب. وقرأ طلحة بن مصرف: بل يداه بساطان. وأبسطت الناقة: تركت مع ولدها، نقله الجوهري. ويجمع البساط، لما يفرش، على بسط، بالضم.والبسطة والبسطيون، بالضم: جماعة من المحدثين، نسبوا إلى بيعها. وقول العامة: أبسطني، رباعيا، غلط. وقولهم: البسط، لبعض المسكرات، مولدة. وبسط رجله مجاز، وكذا تبسط عليهم العدل وبسطه. ونحن في بساط واسعة. وانبسط إليه، وباسطه، وبينهما مباسطة. وبسطة بالفتح: قرية بالشرقية. وبسطويه: قرية أخرى بالغربية. وبسوط، كصبور: أربع قرى بمصر، ذكر ياقوت منها في المشترك ثلاثة، منها: في الدقهلية، وتعرف ببسوط اتفو، وفي الغربية بسوط بهنية وتعرف ببساط الأحلاف، وقرية أخرى بها تسمى كذلك، وتذكر مع بقليس؛ وفي السمنودية، وتعرف ببساط قروص، وهو اسم رومي، كما نقله السخاوي. وقيل: بساط قروص من الغربية والصحيح ما قدمناه. وإلى هذه نسب عالم الديار المصرية الشمس محمد بن أحمد بن عثمان بن نعيم ابن مقدم البسطاطي المالكي، ولد سنة 806 وتوفي سنة 843 وابن عمه العلم سليمان بن خالد بن نعيم، وولده الزين عبد الغني بن محمد، ولد سنة 806 أجازه الولي بالعراقي والحافظ بن حجر، وولده البدر محمد ابن عبد الغني ولد سنة 836 أجاز له البرهان الحلبي وتوفي سنة 892 وعمه العز عبد العزيز بم محمد أخذ عن أبيه، ومات سنة 881 وهم بيت علم وحديث.

ب ش ط

صفحة : 4774

بشط يا فلان تبشيطا وأبشط إبشاطا، أهمله الجوهري وصاحب اللسان وغيرهما من الأئمة. وقال الصاغاني: إنه بمعنى عجل وأعجل، قال: وهي لغة عراقية مسترذلة مستهجنة. والعرب لا تعرف ذلك، ولا يوجد في شيء من كتب اللغة. قلت: فإذن استدراكه على الجوهري من الغرابة بمكان. وإذا كانت العرب لا تعرفه فكيف يذكره في كتابه? وهو عجيب، وكأنه قلد الصاغاني في ذكره إياه. ومما يستدرك عليه: إبشيط، بالكسر: قرية من قرى الغربية، وإليها نسب الصدر سليمان ابن عبد الناصر الإبشيطي الشافعي، ممن تفقه عليه الشمس الوفائي.

ب س ط
البصط، بالصاد، كتبه بالحمرة على أنه مستدرك به على الجوهري، وليس كذلك، بل ذكر في ب س ط ما نصه: بسط الشيء: نشره، وبالصاد كذلك. فإذن كتابته بالحمرة محل نظر. وهو البسط، بل في جميع ما ذكر من معانيه في السين يجوز فيه الصاد، كما في العباب. وقرئ: وزاده بصطة ومصيطر بالصاد، والسين. وأصل صاده سين قلبت مع الطاء صادا لقرب مخارجها، كما في اللسان.

ب ط ط
بط الجرح وغيره، مثل الصرة وغيرها، يبطه بطا: شقه، وكذلك بجه بجا، وفي الحديث أنه دخل على رجل به ورم فما برح حتى بط أي شق. والمبطة، بالكسر: المبضع الذي يشق به الجرح. والبطة بلغة أهل مكة: الدبة، لأنها تعمل على شكل البطة من الحيوان، قاله الليث، أو إناء كالقارورة يوضع فيه الدهن وغيره. والبطة: واحدة البط للإوز، يقال: بطة أنثى، وبطة ذكر، الذكر والأنثى في ذلك سواء، أعجمي معرب، وهو عند العرب الإوز، صغاره وكباره جميعا. قال ابن جني: سميت بذلك حكاية لأصواتها، وفي العباب: البط من طير الماء، قال أبو النجم:

كثبج البط نزا بالبط الواحدة بطة، وليست الهاء للتأنيث، وإنما هي لواحد من جنس، مثل: حمامة، ودجاجة، وجمعه بطاط، قال رؤبة:

فأصبحوا في ورطة الأوراط
بمحبس الخنزير والبطاط

وقال العجاج يصف ثورا طعن الكلاب:

شاك يشك خلل الآباط
شك المشاكي نقد الخماط
أو نطبك السفود في البطاط

والتبطيط: التجارة فيه، أي في البط.

والبطبطة: صوته؛ أي البط، وبه سمي، كما تقدم عن ابن جني. أو البطبطة: ضعف الرأي، نقله الصاغاني. وقال سيبويه: إذا لقبت مفردا بمفرد أضفته إلى اللقب، وذلك قولك: هذا قيس بطة، وهو لقب، جعلت بطة معرفة؛ لأنك أردت المعرفة التي أردتها إذا قلت هذا سعيد بطة، ولو نونت بطة صار سعيد نكرة ومعرفة بالمضاف إليه، فيصير بطة ها هنا كأنه كان معرفة قبل ذلك ثم أضيف إليه، قالوا: هذا عبد الله بطة يا فتى، فجعلوا بطة تابعا للمضاف الأول. قال سيبويه: فإذا لقبت مضافا بمفرد جرى أحدهما على الآخر كالوصف، وذلك قولك: هذا عبد الله بطة يا فتى. والبطيط، كأمير: العجب، والكذب، ولا يقال منه فعل، كما في الصحاح، يقال: جاء بأمر بطيط، أي عجيب، قال الشاعر:

ألما تعجبي وتري بـطـيطـا     من اللائين في الحقب الخوالي

صفحة : 4775

هكذا أنشده ابن دريد. وقال الليث: البطيط بلغة أهل العراق رأس الخف يلبس. وقال كراع: البطيط عند العامة خف مقطوع، قدم بلا ساق، قال أبو حزام العكلي:

بلى زؤدا تفشغ في العواصي     سأفطس منه لا فحوى البطيط والبطيط أيضا: الداهية. قال أيمن بن خزيم:

غزالة في مـائتـي فـارس     تلاقي العراقان منها البطيطا هكذا أنشده الصاغاني، والذي أنشده ابن بري:

سمت للعراقين في سومها وحطائط بطائط، بضمهما: إتباع. وتقول: صبيان العرب في أحاجيهم: ما حطائط بطائط، تميس تحت الحائط? يعنون الذرة. وفي المحكم: قالت الأعرابية:

إن حري حطائط بطائط
كأثر الظبي بجنب الحائط قال: أرى بطائطا إتباعا لحطائط، قال: وهذا البيت أنشده ابن جني في الإقواء، ولو سكن فقال: بطائط وتنكب الإقواء لكان أحسن. وجرو بطائط، أي ضخم. وقال ابن الأعرابي: أبط الرجل إبطاطا: اشترى بطة الدهن. والتبطيط: الإعياء، نقله الصاغاني. والمبطبطة: الحجلة، نقله الصاغاني. وبطة، بالكسر: ع، بالحبشة. وبالفتح: أبو عبد الله عبيد الله ابن محمد بن محمد بن حمدان، ابن بطة العكبري الحنبلي مصنف الإبانة، تكلموا فيه، سمع عبد الله بن سليمان بن الأشعث والبغوي وطبقته، وعنه أبو القاسم بن البسري وغيره، توفي سنة 387 وبالضم أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة ابن إسحاق بن الوليد بن عبد الله البزاز الأصبهاني، عن عبد الله بن محمد بن زكريا الأصبهاني، وعنه الحاكم، توفي سنة 344 وبلديوه من أهل أصبهان: محمد بن موسى بن بطة. وعبد الوهاب بن أحمد بن محمد ابن أحمد بن بطة وغيرهما. قلت: وفاته في الفتح: أبو القاسم نصر بن أبي السعود بن بطة الضرير الفقيه، سمع منه ابن نقطة، وأحمد بن علي بن محمد بن بطة أبو بكر البغدادي، روى عن أبي بكر بن دريد، ذكره ابن عساكر. قلت: ويروى للأخير ما رأيته في إجازة الشيخ عبد الباقي الحنبلي:

ما شدة الحرص وهو قوت       وكل ما بـعـده يفـوت
لا تجهد النفس في ارتـياد       فقصرنا أنـنـا نـمـوت

وأرض متبطبطة، أي بعيدة، نقله الصاغاني. والبطيطية، مصغرة البطيطة، هكذا في سائر النسخ، وهو غلط، والصواب: البطيطة مثل دجيجة، تصغير دجاجة: السرفة، كما في العباب.

وبط، ق: بدقوقا، وقيل بالأهواز، وتعرف بنهر بط، قيل: لأنه كان عنده مراح البط، فقالوا: نهر بط، كما قالوا: دار بطيخ. وقيل: بل كان يسمى نهر نبط؛ لأنه كان لامرأة نبطية، فخفف. وقيل: نهر بط، وفيه يقول:

لا ترجعن إلى الأهواز ثـانـية     وقعقعان الذي في جانب السوق
ونهر بط الذي أمسى يؤرقنـي      فيه البعوض بلسب غير تشقيق

وهو المراد من قول الراجز:
لم أرى كاليوم ولا مذ قط
أطول من ليل بنهر بـط
أبيت بين خلتي مشـتـط
من البعوض ومن التغطي

صفحة : 4776

وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان بن البطي المحدث البغدادي، من كبار المسندين. قال ابن نقطة: كان سماعه صحيحا، وهو آخر من حدث عن الحميدي وغيره من شيوخه. قلت: كأبي الفضل ابن خيرون، والحسين بن طلحة النعالي. وذكره ابن الجوزي في شيوخه، ولد سنة 477 وتوفي سنة 564 وأخوه أحمد: حدث عن أبي القاسم الربعي، ومات بعد أخيه بسنة، قالوا: كان نسيب إنسان من هذه القرية، فعرف به، نقله الحافظ وغيره، وقيل: لأن أحد جدوده كان يبيع البط. وبطاطيا: نهر يحمل من دجيل. قال ياقوت: أوله أسفل فوهة دجيل بست فراسخ، يجيء على بغداد فيمر بها على عبارة قنطرة باب الأنبار إلى شارع الكبش، فينقطع، وتتفرع منه أنهر كثيرة كانت تسقي الحربية وما صاقبها. وقال ابن فارس: ما سوى البط من الشق والبطيط للعجب، من الباء والطاء ففارسي كله. ومما يستدرك عليه: قال ابن الأعرابي: البطط، بضمتين: الحمقى، والبطط: الأعاجيب، والبطط: الأجواع، والبطط، الكذب. وتجمع البطة على بطط. والبطاط: من يصنعها. وضربه فبطبطه، أي شق جلده، أو رأسه. وبطبوط، بالضم: لقب. وبطباط، بالفتح: نبات يسمى عصا الراعي. وعبد الجبار بن شيران النهر بطي، روى عن سهل التستري، وعنه علي بن عبد الله بن جهضم. والمبطط، كمعظم: قرية بمصر من أعمال المرتاحية. والإمام المؤرخ الرحال شمس الدين أبو عبد الله محمد بن علي اللواتي الطنجي المعروف بابن بطوطة، كسفودة، صاحب الرحلة المشهورة التي دار فيها ما بين المشرق والمغرب وقد جمع ابن جزي في ذلك كتابا حافلا في مجلدين طالعتهما، وقد ذكر فيه العجائب والغرائب، واختصره محمد بن فتح الله البيلوني في جزء صغير اقتصر فيه على بعض؛ وقد ملكته والحمد لله تعالى.

ب ع ث ط
البعثط، بالضم: سرة الوادي وخير موضع فيه، كالبعثوط، نقله الجوهري. وقال أبو زيد: يقال: غط بعثطك، هو الاست، أو هي مع المذاكير. ويقال: ألزق بعثطه بالصلة، يعني استه وجلدة خصييه، وقد يثقل طاؤها، أي في المعنى الأخير. وأنا ابن بعثطها، يقوله العالم بالشيء، كابن بجدتها، وفي حديث معاوية، وقيل له: أنا ابن بعثطها. يريد: أنه واسطا قريش ومن سرة بطاحها، وأنشد الأصمعي:

من أرفع الوادي لا من بعثطه

ب ع ط
بعطه، كمنعه: ذبحه، يقولون: بعط الشاة، وشطحها، وذمطها، وبذحها، وذعطها، إذا ذبحها، نقله الفراء. والإبعاط: الغلو في الجهل وفي الأمر القبيح، كالبعط، بالفتح، ومنه الإبعاط: إرسال القول على غير وجهه، وقد أبعط في كلامه. والإبعاط: جواز القدر، وكذلك المباعدة، يقال: أبعط في السوم، إذا باعد وجاوز القدر، وكذلك طمح في السوم، وبشط فيه، قال ابن بري: شاهده قول حسان:

ونجا أراهط أبعطوا ولو انهم      ثبتوا لما رجعوا إذن بسلام والإبعاط: الإبعاد، روى سلمة غن الفراء أنه قال: يبدلون الدال طاء فيقولون: ما أبعط طارك، يريدون ما أبعد دارك. ويقال: كان منه إبعاط وإفراط وقال ابن هرمة:

إني امرؤ أدع الهوان بداره
كرما وإن أسم المذلة أبعط وقال رؤبة:

صفحة : 4777

وقلت أقوال امرئ لم يبعـط     أعرض عن الناس ولا تسخط وقال جساس بن قطيب:

تعرضت منه على إبعاط
تعرض الشموس في الرباط

والإبعاط: الهرب، يقال: أبعطت من الأمر، إذا أبيته وهربت منه، قاله لبن عباد. وقال ثعلب: مشى أعرابي في صلح بين قوم، فقال: لقد أبعطوا إبعاطا شديدا، أي أبعدوا ولم يقربوا من الصلح، وقال مجنون بني عامر:

لا يبعط النقد من ديني فيجحدني     ولا يحدثني أن سوف يقضيني والإبعاط: أن يكلف الإنسان ما ليس في قوته، أنشد ابن الأعرابي لرؤبة:

ناج يعنيهن بالإبعاط
إذا استدى نوهن بالسياط

ومما يستدرك عليه: المبعط: هو الذي يكون وحده، عن ابن الأعرابي. والبعط والمبعطة بكسر الميم: الاست. والبعطيط، بالفتح: قرية بمصر، أو هي بحطيط، وقد تقدم.

ب ع ف ط
البعفط، بالفاء: القصير.

ب ع ق ط
كالبعقط، بالقاف، بضمهما وقد أهملهما الجوهري، وأما بالفاء فقد أهمله الصاغاني وصاحب اللسان، ولم أجده في كتاب من كتب اللغة، وأظن أن المصنف اشتبه عليه كلام ابن دريد، حيث جعل قوله وكذلك البعفط - يعني بالفاء - فصحفه، والذي في الجمهرة: البعقوط: القصير، في بعض اللغات، زعموا، وكذلك: البعقط فترك البعقوط الذي صدر به ابن دريد، وصحف الثاني بالفاء، فتأمل، وسيأتي له أيضا: رجل بلقوط: قصير، عن ابن دريد أيضا. وبهاء: دحروجة الجعل، والذي في كتاب الليث: هي البعقوطة، وسياق المصنف يقتضي أنها بعقطة، وهو مخالف نص العين، فتأمل، ونقل الصاغاني وصاحب اللسان عن الليث مثل ما ذكرنا، وكذلك في التكملة. ومما يستدرك عليه: البعقوطة: ضرب من الطير، نقله ابن بري.

ب ق ط
البقط، هذه المادة مكتوبة عندنا بالأسود، وكذلك وجدت في نسخة الصحاح التي عندنا بخط ياقوت، وعليها علامة الزيادة، وفيها ما نصه: لم يكن بخطه، أي بخط الجوهري. وفي تجاهه في الهامش ما نصه: وجميع ما فيه ليس في النسخة التي بخط أبي زكرياء، ولا في نسخة أبي سهل، ولذا قال الصاغاني في التكملة: أهمله الجوهري. ثم إن مقتضى سياق المصنف أن البقط، بالفتح: قماش البيت، والذي نقله الليث عن أبي معاذ النحوي: بقط البيت قماشه، بالتحريك، وأنشد قول مالك بن نويرة اليربوعي:

رأيت تميما قد أضاعت أمورهـا     فهم بقط في الناس فرث طوائف

صفحة : 4778

كذا في العباب والتكملة، أي فكأنه شبههم بقماش البيت، وهو الرديء من متاعه الذي يرمى، والذي في اللسان أنه أراد بقوله: بقط أي منتشرون متفرقون. والبقط: جمع المتاع وحزمه، عن بن دريد، يقال: بقط الرجل متاعه، إذا جمعه وحزمه ليرتحل، وهكذا نقله الصاغاني في العباب. قلت: وهو مع قول ابن الأعرابي: البقط: التفرقة - كما يأتي - يصلح أن يكون ضدا ولم ينبهوا على ذلك. وقال شمر: سمعت أبا محمد يروي عن ابن المظفر أنه قال: البقط: أن تعطي الرجل البستان على الثلث أو الربع، وبه فسر حديث سعيد بن المسيب: لا يصلح بقط الجنان. وقال ابن الأعرابي: القبط، الجمع، والبقط: التفرقة، وسيأتي أيضا عن ابن دريد القبط: جمع الشيء بيدك، فإن صح ما نقله الصاغاني عنه سابقا فهو ضد. وفي الصحاح: بقط الرجل متاعه، إذا فرقه. وقال أبو معاذ النحوي: البقط، بالتحريك: ما سقط من الثمر إذا قطع فأخطأه المخلب وفي العباب: يخطئه المخلب، والمخلب: المنجل بلا أسنان: والبقط: الفرقة من الناس وقيل: القطعة من الشيء. وحكى ثعلب: إن في بني تميم بقطا من ربيعة، أي فرقة، أو قطعة.

والبقط: الجماعة المتفرقة، يقال: ذهبوا في الأرض بقطا بقطا، أي متفرقين. وهم بقط في الأرض، أي: متفرقون، وبه فسر أيضا قول مالك بن نويرة السابق كالبقطة بالضم، وبه فسر حديث عائشة تصف أباها رضي الله عنهما: فوالله ما اختلفوا في بقطة إلا طار أبي بحظها . قال شمر: والبقطة: البقعة من بقاع الأرض يقال: أمسينا في بقطة معشبة، أي في رقعة من كلإ، تقول: ما اختلفوا في بقعة من البقاع، ويقع قولها على البقطة من الناس، وعلى البقطة من الأرض. والبقطة من الناس: الفرقة. وفي رواية: في نقطة بالنون، وسيأتي في موضعه. والبقاط، كغراب: قبضة من الأقط، عن ابن الأعرابي، كما في العباب، وعن أبي عبيدة، كما في هامش الصحاح. والبقاط، كرمان: ثفل الهبيد وقشره، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

إذا لم ينل منهن شيئا فقصره     لدى حفشه من الهبيد جريم
ترى حوله البقاط ملقى كأنه     غرانيق نجل يعتلين جثـوم

صفحة : 4779

يصف القانص وكلابه ومطعمه من الهبيد إذا لم ينل صيدا. وقال أبو عمرو: بقط في الجبل تبقيطا، إذا صعد فيه، وكذلك برقط وتقدقد، ومنه حديث علي رضي الله عنه أنه حمل على عسكر المشركين فما زالوا يبقطون أي يتعادون إلى الجبال متفرقين. وبقط في الكلام وفي المشي: أسرع فيهما. وبقط فلانا بالكلام أي بكته تبكيتا. وبقط الشيء: فرقه، وقال اللحياني: بقط متاعه، إذا فرقه ومنه المثل: بقطيه بطبك أي فرقيه برفقك لا يفطن له وأصله أن رجلا أتى عشيقته في بيتها فأخذه بطنه، فأحدث وفي اللسان: فقضى حاجته، فقالت له: ويلك ما صنعت? وكان الرجل أحمق، فقال ذلك لها، يضرب لمن يؤمر بإحكام العمل بعلمه ومعرفته والاحتيال فيه إذا عجز عنه غيره، مترفقا. وروى أبو سعيد عن بعض بني سليم تبقط الخبر تبقطا، إذا أخذه شيئا بعد شيء. وروى أبو تراب عن بعض بني سليم: تذقطه تذقطا، وتبقطه تبقطا، إذا أخذه قليلا قليلا، وكذلك تذقطه تذقطا، وتسقطه تسقطا. ومما يستدرك عليه: البقوط: جمع بقط، بالفتح، وهو ليس بمجتمع في موضع، ولا منه ضيعة كاملة، وإنما هو شيء متفرق في الناحية بعد الناحية، والعرب تقول: مررت بهم بقطا بقطا بإسكان القاف، وروي بفتحها أيضا، أي متفرقين. والبقطة، بالضم: النكتة والخصلة، وبه فسر قول عائشة رضي الله عنها السابق، كما وجدته في هامش الصحاح.

ب ل ط
البلاط، كسحاب: الأرض وقيل: الأرض المستوية الملساء، ومنه يقال: بالطناهم، أي نازلناهم بالأرض، كما يأتي: وقال رؤبة:

لو أحلبت حلائب الفسطاط
عليه ألقاهن بالبلاط والحجارة

التي تفرش في الدار وغيرها: بلاط، نقله الجوهري، وأنشد:

هذا مقامي لك حتى تنضحي
ريا وتجتازي بلاط الأبطح

وأنشد ابن بري لأبي دواد الإيادي:

ولقد كان ذا كتائب خضر     وبلاط يشاد بالآجـرون وكل أرض فرشت بها أو بالآجر: بلاط، وقد بلطها، وبلطها. وبلاط: ة، بدمشق وضبطه البلبيسي بالكسر، منها: أبو سعيد مسلمة بن علي المحدث مصري حدث بها، وبها توفي، ولم يكن عندهم بذلك في الحديث، وآخر من حدث عنه محمد بن رمح. وبلاط عوسجة: حصن بالأندلس. وفي حديث عثمان رضي الله عنه أنه أتي بماء فتوضأ بالبلاط وهو: ع، بالمدينة الشريفة، بين المسجد والسوق، مبلط، ومنه أيضا حديث جابر: عقلت الجمل في ناحية البلاط وسمي المكان بلاطا اتساعا باسم ما يفرش به. وبلاط: د، بين مرعش وأنطاكية، وهي مدينة عتيقة خربت من زمان، والأولى: خرب. ودار البلاط: ع، بالقسطنطينية، كان محبسا لأسرى سيف الدولة بن حمدان، وذكره المتنبي في شعره. والبلاط: ة، بحلب. وبأحد هؤلاء يفسر قول الشاعر:

لولا رجاؤك ما زرنا البلاط ولا     كان البلاط لنا أهلا ولا وطنـا والبلاط من الأرض: وجهها، قاله أبو حنيفة، أو منتهى الصلب منها، وفي الأساس: بلاط الأرض: ما صلب من متنها ومستواها ويقال: لزم فلان بلاط الأرض، وقال ذو الرمة يذكر رفيقه في سفر:

يئن إلى مس البـلاط كـأنـمـا      يراه الحشايا في ذوات الزخارف

صفحة : 4780

وأبلطها المطر: أصاب بلاطها، وهو أن لا ترى على متنها ترابا ولا غبارا. وبلط الدار، وأبلطها، وبلطها تبليطا: فرشها به أو بآجر، فهي مبلوطة ومبلطة ومبلطة. وقال ابن دريد: بلطت الحائط بلطا، إذا عملته به، وكذلك بلطته تبليطا، وقال غيره بلط الدار بلطا، إذا فرشها به، وبلطها تبليطا، إذا سواها، وأنشد الرياشي:

مبلط بالرخام أسفـلـه       له محاريب بينها العمد وقال رؤبة:

يأوي إلى بلاط جوف مبلط والبلطة، بالضم في قول امرئ القيس:

نزلت على عمرو بن درماء بلطة      فيا كرم ما جار ويا حسن ما محل أراد: فيا أكرم جار، على التعجب، واختلف الناس فيها، فقيل: المراد بها البرهة أو الدهر. وفي العباب: والدهر، وهما قول واحد، يريد: حللت عليه برهة ودهرا. أو البلطة: المفلس، أي نزلت به حالة كوني مفلسا، فيكون اسما من أبلط الرجل، إذا ذهب ماله، كما يأتي. أو الفجأة، وهذا نقله الجوهري عن أبي عمرو أو بلطة: هضبة بعينها، نقله الجوهري عن الأصمعي: قال بعضهم: هي قرية من جبلي طيئ كثيرة التين والعنب. قلت: وفي المعجم: بلطة: عين بها نخل ببطن جو، من مناهل أجأ، ويقوي ذلك أن عمرو ابن درماء الممدوح من أهل الجبلين من طيئ، وهو عمرو بن عدي بن وائل، وأمه درماء من بني ثعلبة بن سلامان بن ذهل. أو أراد داره، وأنها مبلطة مفروشة بالحجارة، فهذه خمسة أوجه ذكر منها الجوهري الاثنين، وفي التهذيب: بلطة: اسم دار، وأنشد لامرئ القيس:

وكنت إذا ما خفت يوما ظلامة      فإن لها شعبا ببلـطة زيمـرا قال: وزيمر: اسم موضع. والبلاليط: الأرضون المستوية قال السيرافي: ولا يعرف لها واحد. وأبلط الرجل: لصق، بالأرض، وافتقر وذهب ماله أو قل فهو مبلط، وقال أبو الهيثم: أبلط، إذا أفلس فلزق بالبلاط، كأبلط، مبنيا للمفعول، فهو مبلط، ونقله الجوهري عن الكسائي وأبي زيد. وأنشد الصاغاني لصخير بن عمير:

تهزأ مني أخت آل طيسلـه
قالت أراه مبلطا لا شيء له

ومن المجاز: اعترض اللص القوم فأبلطهم: تركهم على ظهر الغبراء، ولم يدع لهم شيئا، عن اللحياني. وقال الفراء: أبلط فلان فلانا، إذا ألح عليه في السؤال حتى برم ومل، وكذلك أفجأه، وقد تقدم. والبلط، بالفتح، ويضم: المخرط، وهو الحديدة التي يخرط بها الخراط، عربية، والعامة يسمونه البلطة، وقال أبو حنيفة: أنشدني أعرابي:
فالبلط يبري حبر الفرفار

صفحة : 4781

الحبرة: السلعة تخرج في الشجرة، أو العقدة، فتقطع وتخرط منها الآنية، فتكون موشاة حسنة. والبلط، بضمتين: المجان والمتخرمون من الصوفية، عن ابن الأعرابي. قال: والبلط أيضا: الفارون من العسكر. ويقال: بالطني، إذا تركني، أو فر مني فذهب في الأرض. نقله أبو حنيفة. وبالط السابح: اجتهد في سباحته. وأصل المبالطة: المجاهدة. وبالط القوم: تجالدوا بالسيوف على أرجلهم، كتبالطوا، ولا يقال: تبالطوا، إذا كانوا ركبانا. وبالط القوم بني فلان: نازلوهم بالأرض، وهذا خلاف بالطني فلان، الذي تقدم ذكره، فإن الأول معناه ذهب في الأرض، وهذا لزم الأرض. قال الزمخشري: ولا تكون المبالطة إلا على الأرض. ويقال: إذا هفا صبيك فبلط له، يقال: بلط أذنه تبليطا، إذا ضربها بطرف سبابته ضربا يوجعه، ولا يكون إلا في فرع الأذنين، وقال الليث: التبليط: عراقية، وفسره كما ذكرنا. ويقال أيضا: بلط له، كما نقله الزمخشري والصاغاني. وبلط فلان تبليطا، إذا أعيا في المشي، وكذلك بلح، نقله الجوهري. والبلوط، كتنور: شجر كانوا يغتذون بثمره قديما، بارد يابس في الثانية، وقيل: في الأولى، وقيل: إن يبسه في الثالثة، وقيل إنه حار في الأولى، ثقيل غليظ بطيء الهضم، رديء للمعدة، مصدع مضر بالمثانة، ويصلحه أن يشوى ويضاف إليه السكر، ومن منافعه: أنه ممسك للبول مغزر له، ويمنع النزف والنفث، وينفع من الصلابات مع شحم الجدي ويمنع سعي القلاع والقروح إذا أحرق، ويمنع السجع والسموم، ويمنع من الاستطلاق، وهو كثير الغذاء إذا استمري. وبلوط الأرض: نبات ورقه كالهندباء، مدر مفتح مضمر للطحال. وأما بلوط الملك فقيل: هو الجوز، وقيل هو الشاهبلوط كما في المنهاج. ومن المجاز: يقال: مشيت حتى انقطع بلوطي، أي حركتي، أو فؤادي، أو ظهري، كما في الأساس والعباب.وانبلط الشيء: بعد، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: بالط في أموره: بالغ، وهو مبالط له، أي مجتهد في صلاح شأنك، قال الراجز:

فهو لهن حابل وفارط
إن وردت ومادر ولائط
لحوضها وماتح مبالـط

والتبليط: التبليد. ويقال: إنها حسنة البلاط، إذا جردت، وهو متجردها، وهو مجاز. وقول العامة: بلط السفينة، أي أرس بها، كأنه يأمره بإلزاقها بالأرض. ويقولون: رجل بلاط، إذا كان معدما. وفي البخيل أو اللئيم: ماذا يأخذ الريح من البلاط وبلطه، إذا ضربه بالبلط. والبلطي، بالضم: سمك يوجد في النيل، يقال إنه يأكل من ورق الجنة، وهو أطيب الأسماك ويشبهون به المترعرع في الشباب والنعمة. وبلاطة، كثمامة: من أعمال نابلس. وفحص البلوط: من أعمال قرطبة بالأندلس، وقد تقدم للمصنف في ف ح ص وينبغي إعادته هنا، فإن المنتسب إليها إنما ينتسب إلى الجزء الأخير، فيقال: فلان البلوطي، ومنهم أبو الحكم منذر بن سعيد ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم التعزي البلوطي، روى كتاب العين للخليل، عن ابن ولاد، وكان أخطب أهل زمانه وأعلمهم بالحديث. ولي القضاء بقرطبة ومات سنة 355.

ب ل ق ط

صفحة : 4782

البلقوط، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو القصير، قال: وليس بثبت، كالبلقط بضمهما. وقال أيضا: البلقوط، زعموا: طائر، وليس بثبت، وتقدم عن ابن بري، وهو البعقوط.

ب ل ن ط
البلنط، أهمله الجوهري، وقوله كجعفر خطأ، وصوابه كسمند، كما يشهد له قول ابن كلثوم الآتي. قال الليث: هو شيء كالرخام إلا أنه دونه في الهشاشة واللين والرخاوة، ويروى قول عمرو بن كلثوم يصف ساقي امرأة:

وساريتي بلنط أو رخـام     يرن خشاش حليهما رنينا والرواية المشهورة وساريتي بلاط كما في العباب، وأما في التكملة فذكره في مادة ب ل ط ولم يفرد له ترجمة، لأن النون زائدة، وهو الصواب. ومما يستدرك عليه: البلنطاء: سمكة قريب من باع.

ب ن ط
البينط، بالمثناة تحت ونون، كسبطر، أهمله الجوهري، وقال الأزهري: أما بنط فهو مهمل، فإذا فصل بين الباء والنون بياء كان مستعملا، وهو: النساج، بلغة اليمن، وعلى وزنه البيطر، وأنشد الليث في كتابه:

نسجت بها الزرع الشتون سبائبا      لم يطوها كف البينط المجفل الشتون: الحائك، والزوع: العنكبوت.

ب و ط
البوطة، بالضم، أهمله الجوهري، وقال الليث: هو الذي، وفي العين: التي يذيب فيه، وفي العين: فيها الصائغ ونحوه من الصناع. قال شيخنا: وظاهره أنها عربية، وليس كذلك؛ بل هو معرب أصله بوته، كما في شفاء الغليل. انتهى. قلت: وهي البودقة والبوتقة. وبويط، كزبير، ويقال: أبويط، بالفتح ثم السكون وفتح الواو، هكذا في المعجم، والأول أكثر: ة، بمصر من أعمال الصعيد الأدنى من كورة الأسيوطية. وغلط من عدها من الصعيد الأعلى، منها أبو يعقوب يوسف بن يحيى المصري الشافعي البويطي الإمام فقيه أهل مصر، وخليفة الشافعي على أصحابه بعده، ومنها أيضا: أبو الحسن تميم بن أحمد بن تميم ابن نعيم البويطي. وقال ابن الأعرابي: باط الرجل، إذا افتقر بعد غنى، وذل بعد عز فهو يبوط بوطا. وبواط، كغراب، قال شيخنا: وضبطها أهل السير وشراح البخاري بالفتح، كسحاب أيضا: جبال جهينة، من ناحية ذي خشب، وفي المعجم: ناحية رضوى، على ثلاثة أبراد من المدينة المشرفة، أو أكثر، ومنه غزوة بواط، من غزواته، صلى الله عليه وسلم، اعترض فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعير قريش، فانتهى إليه، ولم يلق أذى، وقال حسان بن ثابت، رضي الله عنه:

لمن الدار أقفرت ببـواط      غير سفع رواكد كالغطاط ومما يستدرك عليه: بويط، ويقال أبويط: قرية أخرى بالأبوصيرية، وهي غير التي ذكرت، وقيل: إليها نسب البويطي الفقيه. وكفر باويط: من قرى الأشمونين.

ب ه ط
البهط، محركة مشددة الطاء: الأرز يطبخ باللبن والسمن خاصة، قاله الليث، وهو معرب هنديته بهتا. وقال الليث: سندية، واستعملته العرب، تقول: بهطة طيبة، وينشد:

تفقأت شحما كما الإوز
من أكلها البهط بالأرز

وأنشد الليث:
من أكلها الأرز بالبهط

صفحة : 4783

وفي الصحاح: البهط: ضرب من الطعام، أرز وماء، وهو معرب فارسيته بتا، وأنشد: تفقأت.إلخ وصرح الليث بأنه بلا هاء، واستعمال العرب إياه بالهاء كأنه ذهابا بذلك إلى الطائفة منه، كما قالوا لبنة وعسلة، وقيل: أصله نبطي، وأنشد ابن بري لأبي الهندي:

فأما البهط وحيتـانـكـم      فما زلت منها كثير السقم ومما يستدرك عليه: قال أبو تراب: سمعت الأشجعي يقول: بهطني هذا الأمر، وبهضني بمعنى واحد، قال الأزهري: ولم أسمعها بالطاء لغيره.

ت ي ط
ومما يستدرك عليه من فصل التاء مع الطاء: تيط، كميل: قرية بساحل بلاد أزمور بالمغرب، به رباط حسن، وتعرف أيضا بعين القطر.