الباب السادس عشر: باب الطاء المهملة - الفصل الثالث: فصل الثاء المثلثة مع الطاء

فصل الثاء المثلثة مع الطاء

ث أ ط
الثأطة: الحمأة، نقله الجوهري وقيل: الثأطة: الطين حمأة كانت أو غير ذلك، وجمع بينهما أمية ابن أبي الصلت في قوله - يذكر حمامة نوح صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم -:

فجاءت بعد ما ركضت بقطف     عليه الثأط والطين الكـبـاب وقال أيضا:

بلغ المشارق والمغارب يبتغي     أسباب أمر من حكيم مرشـد
فأتى مغيب الشمس عند مآبهـا    في عين ذي خلب وثأط حرمد

وأورد الأزهري هذا البيت مستشهدا به على الثأطة: الحمأة، فقال: أنشد شمر لتبع، وكذلك أورده ابن بري، وقال: إنه لتبع يصف ذا القرنين، قال: والخلب: الطين بكلامهم. قال الأزهري: وهذا في شعر تبع المروي عن ابن عباد. قلت: وقد سبق ذكره في خ ل ب. والثأطة: دويبة لساعة، لم يحكها غير صاحب العين. وج الكل: ثأط، بحذف الهاء. وفي المثل: ثأطة مدت بماء يضرب للأحمق يزداد منصبا. وفي الصحاح: يضرب للرجل يشتد موقه وحمقه؛ لأن الثأطة إذا أصابها الماء ازدادت فسادا ورطوبة. وقال الزمخشري: يضرب لفاسد يقرن بمثله. والثأطاء: الحمقاء، مشتق من الثأطة. والثأطاء: نعت للأمة، يقال: ما هو بابن ثأطاء، أي بابن أمة. وقال ابن عباد: الثؤاط، كغراب: الزكام، وقد ثئط، كعني أي زكم. وثئط اللحم، كفرح: أنتن، وكذلك ثعط، نقله ابن عباد. وقال الزمخشري: هو مستعار من فساد الثأطة. ومما يستدرك عليه: الثأطاء، محركة: لغة في الثأطاء، بالتسكين. ويقال للأحمق أيضا: يا ابن ثأطان وثأطان، بالتسكين والتحريك، وكذلك لابن الأمة.

ث ب ط

صفحة : 4784

ثبطه عن الأمر: عوقه وبطأ به عنه، عن ابن دريد، كثبطه، فيهما، تثبيطا، وهذا نقله الجوهري، ونصه: ثبطه عن الأمر تثبيطا: شغله عنه. قلت: وهو قول الليث، وقال غيره: ثبطه عن الشيء. وثبطه، إذا ريثه وثبته، وقوله تعالى: ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم قال أبو إسحاق: التثبيط: ردك الإنسان عن الشيء يفعله، وقال غيره: التثبيط: أن تحول بين الإنسان وبين ما يريده. وفي الجمهرة: ثبطت شفته: ورمت، ثبطا، بالفتح والتحريك، قال: وليس بثبت، هكذا وقع في نسخ الجمهرة، وفي بعضها بتقديم الموحدة على المثلثة، وقد ذكرناه في موضعه.وثبطه على الأمر ثبطا، وكذا ثبطه تثبيطا: وقفه عليه، فتثبط، أي توقف. والثبط، ككتف: الأحمق في عمله، والضعيف. والثبط: الثقيل البطيء منا، والثقيل النزو على الحجر من الخيل، يقال: فرس ثبط، ورجل ثبط، ويقال: قوم ثبطون، وهي بهاء، ومنه الحديث: أن سودة استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة أن تدفع قبله وقبل حطمة الناس، وكانت امرأة ثبطة، فأذن لها وقد ثبط، كفرح، قال الصاغاني: هكذا يقتضيه القياس. ج: أثباط وثباط، الأخير بالكسر. وأثبطه المرض، إذا لم يكد يفارقه، نقله الجوهري هكذا. ومما يستدرك عليه: رجل ثبط، ككتف: لا يبرح، وأنشد الأصمعي:

ليس بمنهك البروك فرشطه
ولا بمهراج الهجير ثبطـه

واثبأططت عن الأمر: استأخرت تاركا له: كاثبأججت.

ث خ ر ط
الثخرط، بالكسر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال ابن دريد: هو بالخاء المعجمة: نبت، زعموا، وليس بثبت، كذا نقله الصاغاني في كتابيه.

ث ر ب ط
ثرباط، بالكسر أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن حبيب: ثرباط أو ثربط، كعصفر: أبو حي من قضاعة وهو ثرباط بن حبيب بن حي بن وائل بن جشم بن مالك بن كعب بن القين بن جسر، هكذا نقله الصاغاني في كتابيه، والعهدة في هذا الضبط عليه، والذي يغلب على الظن أن هذا تصحيف منه على ابن حبيب، وصوابه؛ برباط، بالموحدة.

ث ر ط
ثرطه يثرطه ويثرطه ثرطا: زرى عليه، وعابه، نقله ابن دريد، وقال: ليس بثبت. والثرطئة، بالكسر: الرجل الأحمق الضعيف، وقال أبو عمرو: هو الثقيل الأحمق، وقال ابن عباد: هو القصير الحادر، هنا ذكره الجوهري وقال: الهمزة زائدة، وذكره المصنف في الهمز على أنها أصلية، ولم يقطع الأزهري بأحد القولين، حيث قال: إن كانت الهمزة أصلية فالكلمة رباعية، وإن لم تكن أصلية فهي ثلاثية، قال: والغرقئ مثله، وقد تقدم للمصنف، كتبه بالحمرة على أن الجوهري لم يذكره، وهو غريب. والثرط: مثل الثلط، لغة أو لثغة، كما في الصحاح. والثرط: الحمق، وقد ثرط إذا حمق حمقا جيدا، نقله الصاغاني. والثرط: شريس الأساكفة، نقله الجوهري عن ابن شميل، قال: ولم يعرفه أبو الغوث. ويقال: صارت الأرض ثرياطة، بالكسر، أي: ردغة، عن ابن عباد، وسيأتي عنه في ذرط أرض ذرياطة واحدة، وثرياطة واحدة، أي طينة واحدة. فتأمل. ورجل ثرنطى، كحبركى، ومثرنط، أي ثقيل. والبعير يثريط، كيهريق، إذا ثلط ثلطا متداركا، نقله الصاغاني عن ابن عباد.

صفحة : 4785

ث ر ع ط
الثرعطة بالضم أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الحسا الرقيق، زاد الأزهري: طبخ باللبن كالثرعطط، كحزنبل، عن ابن دريد أيضا. والثرعططة، أي بزيادة الهاء، هكذا في سائر النسخ، والذي في التكملة نقلا عن الأصمعي: الثرعططة والثرعططة بسكون العين وفتح الراء وضمها: حسا رقيق، وفي العباب: زاد ابن عباد: والثرعطيطة، كقذعميلة، وأنشد الأصمعي:

فاستوبل الأكلة من ثرعططه
والشربة الخرساء من عثلطه

وفي الجمهرة: طين ثرعط، وثرعطط، أي رقيق، قال: وبه سمي الحسا الرقيق ثرعططا، كما تقدم.

ث ر م ط
الثرمطة، بالضم، كتبه بالأحمر على أنه مستدرك على الجوهري، وليس كذلك، بل ذكره في آخر مادة ثرط، وقال: هو الطين الرطب، ولعل الميم زائدة، وكأن المصنف قلد الصاغاني حيث قال: أهمله الجوهري، والميم أصلية. وهبك أن الميم أصلية فما معنى قوله: أهمله، مع أنه لم يهمله، وكأن عنده إذا لم يذكر الحرف في موضعه فكأنه أهمله، وهو غريب يتنبه له، وكثيرا ما يقلده المصنف، كما سبقت الإشارة إليه مرارا. وسيأتي أيضا مثل ذلك في مواضع كثيرة ننبه عليها، إن شاء الله تعالى، وزاد الفراء الثرمطة، كعلبطة: الطين الرطب، أو الرقيق، وفيه لف ونشر مرتب، ونسب صاحب اللسان الأخيرة إلى كراع، وفسره بالطين الرطب. وثرمطت الأرض: صارت ذات ثرمط. وفي التكملة: أي وحلت، وفي العباب: صارت ذات طين رقيق. وقال ابن عباد: نعجة ثرمط، بالكسر: كبيرة تثرمط المضغ، وذلك أن تسمع له صوتا. وقال شمر: اثرمط السقاء، هكذا في النسخ، ومثله في العباب، وفي التكملة واللسان: اثرنمط السقاء، إذا انتفخ، وأنشد ابن الأعرابي:

تأكل بقل الريف حتى تحبطـا
فبطنها كالوطب حين اثرنمطا
أو جائش المرجل حين غطغطا

وفي اللسان: الاثرنماط: اطمحرار السقاء إذا راب ورغا. ومن المجاز: اثرمط الغضب، أي غلب فانتفخ الرجل عند ظهوره. كما في العباب. ومما يستدرك عليه: الثرموط، بالضم: الرجل العظيم اللقم، الكثير الأكل.

ث ر ن ط
ومما يستدرك عليه: اثرنطأ الرجل، أي حمق، أهمله الجماعة، وقال الأزهري: هكذا قرأته بخط أبي الهيثم لابن بزرج، كما في اللسان.

ث ط ط
الثط: السلح، نقله الصاغاني. والثط: الرجل الثقيل البطن البطيء. والثط: الكوسج الذي عري وجهه من الشعر إلا طاقات في أسفل حنكه، كالأثط، نقلهما الجوهري، أو هذه عامية، قاله ابن دريد، ونصه: لا يقال في الخفيف شعر اللحية: أثط، وإن كانت العامة قد أولعت به، إنما يقال: ثط، وأنشد لأبي النجم:

كلحية الشيخ اليماني الثط

صفحة : 4786

وقال أبو حاتم: قال أبو زيد مرة: أثط، قلت: أتقول أثط? قال: قد سمعتها، كما في الجمهرة. وحكى ابن بري عن ابن الجواليقي، قال: رجل ثط لا غير، وأنكر أثط، وأورد بيت أبي النجم أيضا، قال: وصواب إنشاده: كهامة الشيخ. قال الليث: الثط، والأثط لغتان، والثط أصوب وأكثر. أو الثط: القليل شعر اللحية والحاجبين، وفي هذا القول زيادة عن معنى الكوسج. أو رجل ثط الحاجبين: رقيقهما، وكذلك أثط الحاجبين، لا بد من ذكر الحاجبين، عن ابن الأعرابي، قال: وكذلك رجل أطرط الحاجبين، لا يستغنى عن ذكرهما، والأنمص: الذي ليس له حاجبان. يستغنى عن ذكر الحاجبين. وفي الصحاح: امرأة ثطة الحاجبين، قال الشاعر:

وما من هواي ولا شيمتي       عركركة ذات لحـم زيم
ولا ألقى ثطة الحاجـبـين      محرفة الساق ظمأى القدم

ج: أثطاط، وثط، وثطان، بضمهما، وثطاط، بالكسر، وثططة، كعنبة، ذكر الجوهري منها الثانية والرابعة والأولى عن كراع في القليل، وما عداه في الكثير، وما عداه نقله أبو زيد في الحديث: ما فعل النفر الحمر الطوال الثطاط ويروى: النطائط، قال الليث: وقد ثط يثط، أي بالفتح فيهما، قال: ومن قال: رجل ثط، قال ثط يثط، أي بالكسر، أو يثط، أي بالضم، ثطا وثططا، وثطاطة، وثطوطة، فالثطاطة، بالفتح: مصدر ثط يثط بالفتح فيهما في إيراد المصادر، كما يظهر بالتأمل. وقال ابن دريد: المصدر الثطط، والاسم: الثطاطة والثطوطة، قال ابن سيده: ولعمري إنه فرق حسن. وقال الليث: الثطاء: المرأة التي لا است لها، هكذا في سائر النسخ بالمثناة الفوقية، وهو غلط، والصواب: ولا إسب لها بالموحدة، كما هو نص العين، أي شعرة ركبها. والثطاء: العنكبوت، أو دويبة أخرى تلسع لسعا شديدا، وهذا عن الليث، كما في العباب واللسان، والذي في التكملة: الثطاء، مثال ثفاء: دويبة، وقيل: إنما هي الثطا، على وزن قفا، فانظر هذا مع قول الليث. ومما يستدرك عليه: الثطط، بضمتين: الكواسج، كالزطط، نقله عن ابن الأعرابي. ورجل ثط كعم، مقلوب عن ثئط، نقله الزمخشري في الأساس. والأثط: لقب أبي العلاء أحمد بن صالح الصوري المحدث.

ث ع ط
الثعيط، كأمير: دقاق رمل سيال تنقله الريح، قاله الليث. والثعط، سياقه يقتضي أنه بالفتح، وصوابه بالتحريك، وهكذا ضبطه الجوهري والصاغاني: اللحم المتغير المنتن، وقد ثعط كفرح: تغير، قال الأزهري: أنشدني أبو بكر:

يأكل لحما بائتا قد ثعـطـا
أكثر منه الأكل حتى خرطا

وكذلك الجلد، إذا أنتن وتقطع. وفي الصحاح، الثعط، بالتحريك: مصدر ثعط اللحم، أي أنتن، وكذلك الماء، قال الراجز:

ومنهل على غشاش وفلط
شربت منه بين كره وتعط

وقال أبو عمرو: ثعطت شفته، أي ورمت وتشققت، كما في اللسان. والثعطة، كفرحة: البيضة المذرة، عن أبي عمرو، وهي الفاسدة المنتنة. والتثعيط: الدق والرضخ، قال بعض شعراء هذيل، كما في اللسان، وفي التكملة هو إياس بن جندب الهذلي يهجو نساء، وفي العباب: يخاطب ابن نجدة الفهمي:

صفحة : 4787

تغني نسوة كنفي غضار       كأنك بالنشيد لهـن رام
يثعطن العراب فهن سود      إذا جالسنه فلـح قـدام

أي يرضخن ويدققن كما يرضخ النوى. قلت: ولم أجد لإياس بن جندب ذكرا في الديون.

ومما يستدرك عليه: ماء ثعط: منتن متغير.

ث ل ط
ثلط الثور والبعير والصبي، يثلط، من حد ضرب، ثلطا: سلح رقيقا، وقيل: ألقاه سهلا رقيقا. واقتصر الجوهري على البعير، وقال: إذا ألقى بعره رقيقا. وقال الأزهري: يقال للإنسان إذا رق نجوه: هو يثلط ثلطا. وفي الحديث: فبالت وثلطت قال ابن الأثير: وأكثر ما يقال للإبل والبقر والفيلة. وفي حديث علي رضي الله عنه: أنهم كانوا يبعرون بعرا وأنتم تثلطون ثلطا أي كانوا يتغوطون يابسا كالبعر؛ لأنهم كانوا قليلي المآكل والأكل، وأنتم تثلطون. إشارة إلى كثرة المآكل وتنوعها. وثلط فلانا: رماه بالثلط، أي الرقيق من الرجيع ولطخه به. وقال الليث: الثلط: رقيق سلح الفيل ونحوه من كل شيء إذا كان رقيقا، وأنشد لجرير يهجو البعيث:

يا ثلط حامضة تروح أهلها      عن ماسط وتندت القلاما ورواه الصاغاني هكذا، وفي اللسان:

يا ثلط حامضة تربع ماسطا      من واسط وتربع القلامـا والمثلط: مخرجه، وأنشد الأصمعي:

واعتاص بابا قيئه ومثلطه

ث ل م ط
الثلمط، كجعفر، وعصفور، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو من الطين: الرقيق. وقال أيضا: ثلمط الرجل: استرخى، وكذلك: ثمطل، وثملط.

ث م ط
الثمط، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الطين الرقيق، أو العجين الرقيق إذا أفرط في الرقة، كما في العباب واللسان والتكملة.

ث ن ط
الثنط، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو الشق، ومنه حديث كعب الأحبار: إن الله تعالى لما مد الأرض مادت فثنطها بالجبال، أي شقها، فصارت كالأوتاد لها ونثطها بالإكام، فصارت كالمثقلات لها قال الأزهري: فرق ابن الأعرابي بين الثنط والنثط، فجعل الثنط: شقا، والنثط: إثقالا، قال: وهما حرفان غريبان، قال: ولا أدري أعربيان أم دخيلان. قلت: ويروى: كانت الأرض تميد فوق الماء فثنطها الله بالجبال، فصارت لها أوتادا قال ابن الأثير: وما جاء إلا في حديث كعب، ويروى بتقديم النون على المثلثة، كما سيأتي، قال ابن الأثير: ويروى بالباء الموحدة بدل النون من التثبيط وهو التعويق. ومما يستدرك عليه: الثنط: خروج الكمأة من الأرض، والنبات إذا صدع الأرض وظهر، قاله الليث، وهذا محل ذكره، وسيأتي للمصنف في ن ث ط تقليدا للصاغاني.