فصل الحاء مع الطاء
ح ب ط
الحبط محركة: آثار الجرح أو السياط بالبدن. وقال الجوهري: حبط الجرح حبطا،
بالتحريك، أي عرب ونكس. وقال ابن عباد: حبط الجرح، إذا بقيت له آثار بعد
البرء، أو الآثار، أي آثار السياط الوارمة التي لم تشقق، فإن تقطعت ودميت
فعلوب، بالضم، وقد تقدم في موضعه، وهذا قول العامري، ونقله الصاغاني. وقال
ابن سيده: الحبط: وجع ببطن البعير من كلإ يستوبله، أي يستوخمه، كذا في
المحكم، أو من كلإ يكثر منه، فينتفخ منه بطونها فلا يخرج منها شيء، وهذا
قول الجوهري. وقال الأزهري: وإنما تحبط الماشية إذا لم تثلط، ولم تبل،
واعتقل بطنها.
صفحة : 4791
وقد حبط بطنه كفرح، إذا انتفخ، فيهن، يحبط حبطا فهو حبط، من إبل حباطى
وحبطة، كما في المحكم. أو حبط الماشية: انتفاخ البطن عن أكل الذرق وهو
الحندقوق، يقال: حبطت الشاة، بالكسر، كما نقله الجوهري عن ابن السكيت، قال:
ومنه الحديث: وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم واسم ذلك الداء:
حباط، بالضم، قال الأزهري: ورواه بعضهم بالخاء المعجمة، من التخبط، وهو
الاضطراب. والحبط: ورم في الضرع أو غيره، والذي في المحكم: الحبط في الضرع:
أهون الورم، وقيل: الحبط: الانتفاخ أين كان من داء أو غيره. وحبط جلده:
ورم. ومن المجاز: حبط عمله، كسمع، وعليه اقتصر الجوهري وغيره من الأئمة،
وزاد أبو زيد: حبط عمله، مثل ضرب. وحكى عن أعرابي أنه قرأ فقد حبط عمله ،
بفتح الباء، قال الأزهري: ولم أسمع هذا لغيره والقراءة فقد حبط عمله بكسر
الباء، حبطا بالفتح، وحبوطا، بالضم، نقلهما الجوهري، ومقتضى سياقه أنهما
مصدران لحبط كسمع، والذي في التهذيب: أن الحبوط مصدر حبط، كضرب، على ما
نقله أبو زيد: بطل ثوابه، كما في الصحاح. وقال الأزهري: إذا عمل الرجل عملا
ثم أفسده قيل: حبط عمله، وقال ابن السكيت: فهو حبط، بسكون الباء، قال
الزمخشري وابن الأثير: هو من حبطت الدابة حبطا، إذا أصابت مرعى طيبا فأفرطت
في الأكل حتى تنتفخ فتموت. قال الزمخشري: ومنه أيضا: حبط دم القتيل إذا هدر
وبطل، وهو من حد سمع فقط، ومقتضى العطف أن يكون من البابين، وليس كذلك،
ومصدره الحبط بالتحريك، وقال الأزهري:ولا أرى حبط العمل وبطلانه مأخوذا إلا
من حبط البطن؛ لأن صاحب البطن يهلك، وكذلك عمل المنافق يحبط، غير أنهم
سكنوا الباء من قولهم: حبط عمله يحبط حبطا، وحركوها من حبط بطنه حبطا، كذلك
أثبت تلنا عن ابن السكيت وغيره. ومن المجاز: أحبطه الله تعالى، أي أبطله،
وقد جاء في الحديث هكذا، وفي التنزيل العزيز فأحبط أعمالهم قيل: أفسدها،
وقيل: أبطلها، وتقول: إن عمل عملا صالحا أتبعه ما يحبطه، وإن أرسل كلما
طيبا أرسل ما يهبطه. وعن أبي عمرو: أحبط ماء الركية، إذا ذهب ذهابا لا يعود
كما كان. وأحبط عن فلان: أعرض، يقال: قد تعلق به ثم أحبط عنه، إذا تركه
وأعرض عنه. عن أبي زيد. والحبطة، بالفتح: بقية الماء في الحوض، عن ابن
عباد، أو الصواب الخبطة، بالحاء المعجمة وبالكسر، وأجاز ابن الأعرابي
فتحها، كما نقله الصاغاني، وسيذكر في محله. والحبنطاة: القصيرة الدميمة
البطينة، ويروى بالهمز. والحبنطى: القصير الغليظ، كما في الصحاح. وحكى
اللحياني عن الكسائي: رجل حبنطى، مقصور، وحبنطى، مكسور مقصور، محبنطأ،
وحبنطأة، أي الممتلئ غيظا، أو بطنة، وأنشد ابن بري للراجز:
إني إذا أنشدت لا أحبنطي
ولا أحب كثرة التمطـي
وقد يهمز، وأنشد:
ما لك ترمي بالخنى إلينا
محبنطئا منتقما علـينـا
صفحة : 4792
وقد ترجم الجوهري على حبطأ وصوابه أن يذكر في حبط لأن الهمزة زائدة ليست
بأصلية، وقد احبنطأت واحبنطيت، وكل ذلك من الحبط الذي هو الورم، ولذلك حكم
على نونه وهمزته أو يائه أنهما ملحقتان له ببناء سفرجل. قال الجوهري: فإن
حقرت فأنت بالخيار، إن شئت حذفت النون وأبدلت من الألف ياء، فقلت: حبيط،
بكسر الطاء منونا، لأن الألف ليست للتأنيث فيفتح ما قبلها، كما يفتح في
تصغير حبلى وبشرى، وإن بقيت النون وحذفت الألف قلت: حبينط، وكذلك كل اسم
فيه زيادتان للإلحاق، فاحذف أيتهما شئت، وإن شئت عوضت من المحذوف في
الموضعين، وإن شئت لم تعوض. فإن عوضت في الأول قلت: حبيط، بتشديد الياء
والطاء مكسورة، وقلت في الثاني: حبينيط، وكذلك القول في عفرنى. انتهى. ونقل
الصاغاني في العباب هذه العبارة بعينها. والحبط، ككتف ويحرك، والذي في
الصحاح: بالتحريك والفتح، وهو الحارث بن عمرو بن تميم، كما في الصحاح، وقال
ابن دريد: هو الحارث بن مالك بن عمرو بن تميم فزاد مالكا بين الحارث وعمرو.
وفي أنساب أبي عبيد مثل ما للجوهري، واختلف في سبب تلقيبه إياه، فقيل: لأنه
كان في سفر فأصابه مثل الحبط الذي يصيب الماشية، كما في الصحاح. وقال ابن
الكلبي: كان أكل طعاما فأصابه منه هيضة، وقال ابن دريد: كان أكل صمغا فحبط
عنه - ويسمى بنوه الحبطات، بفتح الباء وبكسرها والنسبة إليهم - كذا في بعض
نسخ الصحاح، وفي بعضها: إليه، حبطي محركة، كالنسبة إلى بني سلمة، وبني
شقرة، فتقول سلمي وشقري، بفتح اللام والقاف، وذلك لأنهم كرهوا كثرة الكسرات
ففتحوا، أي والقياس الكسر. وقيل: الحبطات: الحارث بن عمرو بن تميم، والعنبر
بن عمرو، والقليب بن عمرو، ومازن بن مالك ابن عمرو. وقال ابن الأعرابي،
ولقي دغفل رجلا فقال له: ممن أنت? قال: من بني عمرو بن تميم. قال: إنما
عمرو عقاب جاثمة، فالحبطات عنقها، والقليب رأسها، وأسيد والهجيم جناحاها،
والعنبر جثوتها، ومازن مخلبها، وكعب ذنبها. يعني بالجثوة بدنها. قلت: وهذا
هو الذي صرح به النسابة، والهجيم وأسيد هما إخوة العنبر، وكعب، والقليب،
وأليهة، وكذلك بنو الهجيم الخمسة: عامر وسعد وربيعة وأنمار وعمرو، يعرفون
بالحبطات. والمحبوبط: الجهول السريع الغضب، نقله الصاغاني. والحبطيطة،
محركة، كحمصيصة: الشيء الحقير الصغير. يقال: احبنطى الرجل، إذا انتفخ بطنه،
ومنه الحديث في السقط يظل محبنطئا على باب الجنة يروى بالهمز وبغير الهمز،
وقال أبو زيد: المحبنطئ، مهموز وغير مهموز: الممتلئ غضبا، وقال غيره في
تفسير الحديث: المحبنطي، هو المتغضب، وقيل: هو المستبطئ للشيء، وبالهمز:
العظيم البطن. وقال ابن الأثير: المحبنطئ، بالهمز وتركه: المتغضب المستبطئ
للشيء، وقيل: هو الممتنع امتناع طلب لا امتناع إباء. وحكى ابن بري:
المحبنطي، بغير همز: المتغضب، وبالهمز: المنتفخ. ومما يستدرك عليه: أحبطه
الضرب: أثر فيه. وإبل حبطة، محركة، كحباطى، نقله ابن سيده. والحبط، محركة:
اللحم الزائد على الندوب، نقله الصاغاني. وحبط ماء البئر، كفرح: مثل
صفحة : 4793
أحبط، قال:بط، قال:
فحبط الجفر وما إن جما ويقال: فرس حبط القصيرى، إذا كان منتفخ الخاصرتين، ومنه قول الجعدي:
فليق النسا حبط الموقفـي ن يستن كالصدع الأشعب ولا يقولون: حبط الفرس، حتى يضيفوه إلى القصيرى، أو إلى الخاصرة، أو إلى الموقف؛ لأن حبطه: انتفاخ بطنه، نقله ابن سيده والزمخشري. ورجل حبنطى، بالكسر مقصور: لغة في حبنطى، بالفتح، حكاه اللحياني عن الكسائي. والمحبنطي: اللازق بالأرض. وحبطة، محركة: ابن للفرزدق، وهو أخو كلطة ولبطة، وقد ذكره المصنف في ل ب ط استطرادا.
ح ث ط
ومما يستدرك عليه: الحثط، بالثاء المثلثة، كالغدة، أهمله الجوهري
والصاغاني، ونقله الأزهري عن أبي يوسف السجزي قال: أتى به في وصف ما في
بطون الشاء، ولا أدري ما صحته.
ح ش ط
الحشط، بالشين المعجمة، أهمله الجوهري وابن سيده، ونقله الأزهري خاصة عن
ابن الأعرابي، قال: هو الكشط، كذا في اللسان والعباب والتكملة.
ح ط ط
الحط: الوضع، كالاحتطاط، يقال: حطه يحطه حطا، واحتطه، وأنشد الخارزنجي:
أيقنت أن فارسا محتطي أي يحطني عن سرجي، وصدره يأتي في ح ق ط وفي ه ق ط والمراد بالوضع وضع الأحمال، تقول: حططت عنها، ومنه حديث عمر: إذا حططتم الرحال فشدوا السروج أي إذا قضيتم الحج، وحططتم رحالكم عن الإبل، وهي الأكوار والمتاع، فشدوا السروج على الخيل للغزو. وكل ما أنزل عن ظهر، فقد حط، وقال الجوهري: حط الرحل والسرج والقوس، وحط، أي نزل. ومن المجاز: الحط في السعر: الرخص فيه، كالحطوط، بالضم، يقال: حط السعر يحط حطا وحطوطا: رخص، وكذلك قط السعر فهو محطوط ومقطوط، وسيأتي قط في محله.والحط: الحدر من علو إلى سفل، حطه يحطه حطا: حدره، قال امرؤ القيس:
مكر مفر مقبـل مـدبـر مـعـا كجلمود صخر حطه السيل من عل والحط: صقل الجلد ونقشه وسطره بالمحط والمحطة، بكسرهما لما يوشم به، وقيل: المحطة: اسم لحديدة تكون مع الخرازين ينقشون بها الأديم، كما قاله الجوهري، وفي الأساس: يكون للمجلد وغيره، وفي التهذيب: هي محدودة الطرف من أدوات النطاعين الذين يجلدون الدفاتر. وفي العباب: المحط: المصقلة، وهي: حديدة يصقل بها الجلد ليلين ويحسن. أو المحطة: خشبة معدة لذلك، أي لصقل الجلد حتى يلين ويبرق. وفي بعض النسخ: معدلة، وهو غلط، وأنشد الجوهري للنمر بن تولب رضي الله عنه، وذكر كبر سنه:
فضول أراها في أديمي بعـدمـا
يكون كفاف اللحم أو هو
أجمـل
كأن محطا فـي يدي حـارثـية صناع
علت مني به الجلد من عل
صفحة : 4794
وصدر البيت من العباب. واستحطه وزره: سأله أن يحطه عنه. إن كان المراد
بالوزر الحمل فهو على حقيقته، وإن كان معنى من المعاني فهو جائز. والاسم:
الحطة، والحطيطى، بكسرهما. وحكي أن بني إسرائيل إنما قيل لهم: وقولوا حطة
ليستحطوا بذلك أوزارهم فتحط عنهم. وسأله الحطيطى، أي الحطة. والحطاطة،
بالفتح، والحطائط، بالضم، والحطيط، كأمير: الصغير من الناس وغيرهم. الثانية
عن أبي عمرو، وأنشد:
والشيخ مثل النسر والحطائط
والنسوة الأرامل المثالط
وأنشد قطرب:
إن حري حطائط بطائط وقد تقدم أن بطائطا إتباع لحطائط، وهو مجاز. واقتصر
الجوهري على ذكر الثانية، وقال: ابن دريد: يقال للشيء إذا استصغروه حطاطة،
قال أبو حاتم، هو عربي مستعمل. ومن المجاز: ألية محطوطة أي لا مأكمة لها،
كأنما حطت بالمحط. ومن المجاز: المنحط من المناكب: المستفل الذي ليس بمرتفع
ولا مستقل، وهو أحسنها. والحطاط، كسحاب: البثر، قاله الأصمعي، وقيل شبه
البثر، وفي المحكم: مثل البثر يخرج في باطن الحوق أو حوله، وهذا عن
الجوهري، ونصه: الحطاط: شبيه بالبثور يكون حول الحوق. وأنشد الأصمعي لزياد
الطماحي:
قام إلى عذراء بالغطاط
يمشي بمثل قائم الفسطاط
بمكفهر اللون ذي حطاط
قال ابن بري: الذي رواه أبو عمرو: بمكرهف الحوق أي بمشرفه، وبعده:
هامته مثل الفنيق الساطي
نيط بحقوي شبق شرواط
فبكها موثق النياط
ذو قوة ليس بذي وباط
فداكها دوكا على الصراط
ليس كدوك بعلها الوطواط
وقام عنها وهو ذو نشاط
ولينت من شدة الخلاط
قد أسبطت وأيما إسباط
وقال الراجز:
ثم طعنت في الجميش الأصفر
بذي حطاط مثل أير الأقمر
قال الجوهري: وربما كانت في الوجه تقيح ولا تقرح، ومنه قول المتنخل الهذلي:
ووجه قد جلوت أمـيم صـاف كقرن الشمس ليس بذي حطاط هكذا أنشده الجوهري. قلت: والذي رواه السكري:
ووجه قد طرقت أميم صاف أسيل غير جهم ذي حطاط كما قرأته في الديوان، وهكذا أنشده الصاغاني في العباب. وفي غيرهما من كتب اللغة مثل ما رواه الجوهري، الواحدة حطاطة، بهاء، وقال أبو زيد: الأجرب العين: الذي تبثر عينه ويلزمها الحطاط، وهو الظبظاب، والجدجد. والحطاط أيضا: زبد اللبن. نقله الجوهري وابن دريد، كأنه سمي به لكونه يحط عنه، أي يحت. وقيل: الحطاط من الكمرة: حروفها، نقله ابن سيده. وقد حط وجهه يحط: خرج به الحطاط، أي البثر، أو حط: سمن وجهه، وقيل: تهيج، كأحط فيهن، أي في المعاني الثلاثة. ومن المجاز: حط البعير حطاطا، بالكسر، إذا اعتمد في الزمام على أحد شقيه، قال ابن مقبل:
برأس إذا اشتدت شكيمة وجهه
أسر حطاطا ثم لان فبـغـلا وقال الشماخ:
إذا ضربت على العلات حطت
إليك حطاط هـادية شـنـون
صفحة : 4795
هكذا أنشده الجوهري، كانحط انحطاطا، يقال: نجيبة منحطة في سيرها: حطت في
سيرها، وانحطت، أي اعتمدت، وقال أبو عمرو: أي أسرعت. ومن المجاز: حط في
الطعام، أي أكله، وفي الأساس: أي أكثر منه، كحطط تحطيطا، ونقله الصاغاني عن
ابن عباد. وحط البعير، بالضم: طني، كما في العباب، وهو نص اللحياني. ويقال
أيضا: حط عنه: إذا طني فالتوت، وفي اللسان: فالتزقت رئته بجنبه فحط الرحل
عن جنبه بساعده دلكا على حيال الطنى حتى ينفصل عن الجنب، زاد اللحياني:
وذلك أن يضجع على جنبه ثم يؤخذ وتد فيمر على أضلاعه إمرارا لا يخرق، وهذا
نقله الصاغاني عن ابن عباد. والحطاط، بالضم، الرائحة الخبيثة. ويحطوط،
كيعسوب، واد، معروف، قال العباس بن تيحان البولاني:
ولا أبالي يا أخا سلـيط
ألا تعشى جانبي يحطوط
صفحة : 4796
والحطاطة، كسحابة: الجارية الصغيرة، وهو مجاز. وقال ابن دريد: كل شيء
يستصغر يقال له: حطاطة، قال أبو حاتم: هو عربي مستعمل. وحطحط الشيء: انحط،
عن ابن عباد. وحطحط في مشيه وعمله: أسرع، عن ابن دريد. وقال ابن الأعرابي:
الحطط، بضمتين: الأبدان الناعمة، وهو مجاز، كأنها حطت بالمحط، أي صقلت.
وقال أيضا: الحطط: مراكب السفل، هكذا وجد في نسخ النوادر أو الصواب: مراتب
السفل، كما حققه الأزهري، واحدتها حطة، وهي نقصان المرتبة، وهو مجاز.
والحطيطة: ما يحط من الثمن فينقص منه، اسم من الحط، والجمع: الحطائط، وهو
مجاز يقال: حط عنه حطيطة وافية. والحطيطة مصغرة: السرفة، وكذلك البطيطة،
كما تقدم، أو هذه إتباع له. والأحط: الأملس المتنين، عن ابن الأعرابي.
وقوله تعالى: وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم قال ابن عرفة: أي قولوا حط عنا
ذنوبنا، وفي الصحاح: أوزارنا. أو مسألتنا حطة، قاله أبو إسحاق، أي نسألك أن
تحط عنا ذنوبنا، قال: وكذلك القراءة، وفي الصحاح ويقال: هي كلمة أمر بها
بنو إسرائيل، لو قالوها لحطت أوزارهم قلت: وهي كلمة لا إله إلا الله، كما
قاله ابن الأعرابي، وقرأ ابن أبي عيلة، وطاووس اليماني وقولوا حطة بالنصب،
وفيه وجهان، أحدهما: إعمال الفعل فيها وهو قولوا، كأنه قال: وقولوا كلمة
تحط عنكم أوزاركم، والثاني: أن تنصب على المصدر بمعنى الدعاء والمسألة، أي
احطط اللهم أوزارنا حطة، قال ابن عرفة: وكان قد طؤطئ لهم الباب ليدخلوه
سجدا، فبدلوا قولا غير ذلك وقالوا: هطا سمهأثا، أي حنطة حمراء، قال
الصاغاني: كذلك قال السدي ومجاهد، وقال ابن الأعرابي: قيل لهم: قولوا حطة،
فقالوا حنطة شمقايا، أي: حنطة جيدة. وقال الفراء: في قوله تعالى: وقولوا
حطة يقال، والله أعلم: قولوا ما أمرتم به حطة أي هي حطة فخالفوا إلى كلام
بالنبطية. وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: وادخلوا الباب سجدا قال:
ركعا، وقولوا حطة: مغفرة، قالوا: حنطة ودخلوا على أستاههم فذلك قوله: فبدل
الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم . وهي أي الحطة أيضا: اسم رمضان في
الإنجيل أو غيره من الكتب؛ لأنه يحط من وزر صائميه، هكذا نقله الأزهري
وقال: سمعت هكذا، واستعمل المصنف هنا رمضان من غير إضافة إلى شهر، وهو في
التهذيب. سمعت أن شهر رمضان إلى آخره، وقد تقدم البحث في ذلك. وفي الحديث:
من ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة أي تحط عنه خطاياه وذنوبه، وهي
فعلة من حط الشيء يحطه، إذا أنزله وألقاه. ورجل حطوطى، كحبركى: نزق، عن ابن
عباد، وهو مجاز. والحطوط، كصبور: الناقة النجيبة السريعة، وقد حطت في
سيرها، قال النابغة الذبياني:
فما وخدت بمثلك ذات غرب
حطوط في الزمام ولا
لجون وكذلك المنحطة. وحطين، كسجين: ة، بالشام بين أرسون وقيسارية، فيها قبر
شعيب عليه السلام ومن هذه القرية هياج بن عبيد الحطيني مفتي الحرم، قتل
صبرا على السنة سنة 473. والحطان، بالكسر: التيس. وحطان بن عوف: شاعر أيضا،
وهو الذي شبب الأخنس ابن شهاب التغلبي بابنته فقال:
صفحة : 4797
لابنة حطان بن عـوف مـنـازل
كما رقش العنوان في الرق كاتب وقال ابن عباد: حر حطائط بطائط، أي ضخم،
وأنشد قطرب:
إن حري حطائط بطائط وقد تقدم. والحطائط أيضا: الصغير القصير منا، وقد تقدم الحطائط بمعنى الصغير، وهو نص الجوهري، وزاد هنا القصير، وهو بمعناه، وقوله: منا، أي من الناس وقد عممه أبو عمرو، فقال: من الناس وغيرهم، وأنشد:
والشيخ مثل النسر والحطائط وقد تقدم. وحطائط بن يعفر النهشلي هو أخو الأسود بن يعفر الشاعر، نقله الجوهري. والحطائط: ذرة صغيرة حمراء، الواحدة بهاء، هذا هو الصواب وقول بعضهم يعني به ابن عباد صاحب المحيط: برة حمراء صغيرة، وهم نبه عليه الصاغاني في العباب، وأورده في التكملة هكذا، ولم ينبه على اللسان: بثرة حمراء صغيرة، والمادة لا تخالفه، فتأمل. ومنه قول صبيانهم، أي من الحطائط بمعنى الذرة، وأورد هذا الكلام بطريق الاستدلال لما ذهب إليه من توهيم ابن عباد، قال الأزهري: تقول صبيان الأعراب في أحاجيهم: ما حطائط بطائط، تميس تحت الحائط? يعنون به الذر. ومن المجاز: استحطني من ثمنه شيئا، أي استنقصنيه وطلب مني حطيطة. قال الصاغاني: والتركيب يدل على إنزال الشيء من علو. وقد شذ عنه الحطاط: البثرة. ومما يستدرك عليه: الانحطاط: مطاوع حط الرحل والسرج، يقال: حطه فانحط. والانحطاط: الانحدار، والإدبار، والاضمحلال، وفيهما مجاز. والمحط: المنزل، نقله الجوهري، وكذلك المحطة، والجمع محاط ومحطات. وهذا محط الكلام، وهو مجاز. وأديم حطوط: مصقول. وحط الله عنه وزره، في الدعاء، أي وضعه، وهو مجاز، أي خفف الله عن ظهره ما أثقله. والحطة، بالكسر، نقص في المقام. والحطوط، كصبور: اسم للصلاة في التوراة، كما جاء في الحديث.وانحط السعر: فتر ويقال: سعر حاطط، أي رخيص، وهو مجاز. والحطيط كأمير: القصير. قال مليح:
بكل حطيط المعب درم حجـولـه ترى الحجل منه غامضا غير مقلق والحطاط: شدة العدو. والكعب الحطيط الأدرم، وهو مجاز. وجارية محطوطة المتنين: ممدودتهما، وهو مجاز، كأنما حطا بالمحط. وقال الجوهري: ممدودة مستوية. زاد الأزهري: حسنة. قال النابغة:
محطوطة المتنين غير مفاضة وأنشد الجوهري للقطامي:
بيضاء محطوطة المتنين بهكنة ريا الروادف لم تمغل بأولاد والحطوط، كصبور، الأكمة الصعبة الانحدار، وقال ابن دريد: هي الأكمة الصعبة. فلم يذكر ارتفاعا ولا انحدارا. والحطوط: الهبوط. وحط في عرض فلان: اندفع في شتمه، وهو مجاز. وقال أبو عمرو: الحط: الحت، ومنه الحديث: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غصن شجرة يابسة فقال بيده، وحط ورقها معناه نثره. وفي حديث سبيعة الأسلمية: فحطت إلى الشاب أي مالت إليه ونزلت بقلبها نحوه. وحط في مكان: نزل. وحط رحله: أقام، وهو مجاز. وقول عمرو بن الأهتم:
ذريني وحطي في هواي فإنـنـي
على الحسب الزاكي الرفيع شفيق
صفحة : 4798
أي: اعتمدي في هواي، وميلي ميلي. وسيف محطوط، أي مرهف، وهو مجاز. وحطان بن
خفان أبو الجوبرية الجرمي، غزا الروم مع معن بن يزيد السلمي، وله حديث نقله
ابن العديم في تاريخ حلب. وحطان بن كامل بن علي بن منقذ: أمير فارس، تولى
زبيد زمن بني أيوب. وحطان بن عبد الله الرقاشي، عن أبي موسى الأشعري.
والمحط: قرية قرب زبيد في وادي ومع، وقد دخلتها، ومنها الشريف العلامة أبو
القاسم بن أبي بكر الأهدلي شارح الشمائل وغيره. وحطيط، كزبير.
ح م ط ط
الحمطط، كزبرج هكذا في النسخ، والصواب: الحمطط، بالميم بين الطاءين، وقد
أهمله الجوهري، قال أبو عمرو: هو الصغير من كل شيء، يقال: صبي حطمط، وأنشد:
إذا هني حطمط مثل الوزغ
يضرب منه رأسه حتى انثلغ
قلت: والإنشاد لربعي الدبيري، وهكذا أورده الأزهري في الرباعي، وتبعه في العباب وأما في التكملة فقد أورده في ح ط ط على أن الميم زائدة.
ح ط ن ط
ومما يستدرك عليه: الحطنطى، مثال: علندى، أهمله الجماعة، وقال ابن دريد:
كلمة يعير بها الرجل إذا نسب إلى الحمق. هكذا نقله الأزهري، وأورده صاحب
اللسان كذلك، وأما الصاغاني فإنه أورده في التكملة في ح ط ط ح ق ط
الحقط، محركة: خفة الجسم، وكثرة الحركة، قال ابن فارس: زعموا، ونقله ابن
دريد أيضا. والحقطة، بالفتح: المرأة القصيرة، أو هي الخفيفة الجسم النزقة،
نقله ابن فارس. والحيقط والحيقطان، بضم قافهما، وروى ابن دريد فتح قاف
الأخير، قال: والضم أعلى. وقال ابن خالويه: لم يفتح أحد قاف الحيقطان إلا
ابن دريد: الدراج، أو الذكر منه، وفي الصحاح: الحيقطان: ذكر الدراج، وقال
ابن فارس: لا أحسبه صحيحا، وأنشد الأزهري للطرماح:
من الهوذ كدراء السراة وبطنها خصيف كلون الحيقطان المسيح وهي حيقطانة. وحقط بكسرتين: زجر للفرس، وكذلك هجد، نقله ابن عباد عن الخارزنجي عن أبي زياد، وأنشد:
لما رأيت زجرهم حقط
أيقنت أن فارسا محتطي
وقال غيره: الحقطان، والحقطانة، بكسرهما وتشديد الطاء فيهما: القصير، كما في العباب.
ومما يستدرك عليه: حقطة، بالكسر: اسم، عن ابن دريد.
ح ل ب ط
الحلبطة، كعلبطة، أهمله الجوهري، وقال شمر: هي المائة من الإبل إلى ما
بلغت، أو ضأن حلبطة وعلبطة وهي نحو المائة والمائتين، وهذا عن ابن عباد.
ح ل ط
صفحة : 4799
حلط الرجل يحلط حلطا وأحلط إحلاطا واحتلط، أي حلف ولج، وغضب، وأسرع في
الأمر قال ابن الأعرابي: الحلط: الغضب، والحلط: القسم، وقال ابن بري: حلط
في الخير، وخلط في الشر، وقال ابن سيده: حلط علي حلطا، واحتلط: غضب، كحلط،
بالكسر، فيهما، أي في الغضب والإسراع. عن أبي عبيدة، قال: الحلط بالتحريك:
الغضب، وقد حلط حلطا، أي غضب غضبا. وحلط أيضا في الأمر، إذا أخذ فيه بسرعة.
وقال ابن دريد: وأحلط الرجل في الأمر، إذا جد فيه. وقال الجوهري: الاحتلاط:
الغضب. وفي كلام علقمة بن علاثة: أول العي الاحتلاط، وأسوأ القول الإفراط.
قلت: هو قول الليث، وقوله هذا حين تجاذب مالك بن حني وحارث بن عبد العزيز
العامريان عنده، وكره تفاقم الأمر بينهما. وبعده: فلتكن منازعتكما في رسل،
ومساناتكما في مهل. قال الصاغاني: واستعيرت المساناة في المفاخرة، كما
استعيرت المساجلة فيها. وفي الأساس: أول العي الاحتلاط، وأوسط الرأي
الاحتياط. قلت: وقد استعمل ابن فارس قول علقمة السابق في آخر بعض مؤلفاته،
وقلدته أنا في آخر رسالة لي في علم التصريف، وكنت أظن أنه من مخترعاته حتى
وصلت هنا، فعرفت أنه مسبوق. وصحفه الأكثرون بالخاء وهو وهم. وفي المحكم:
أحلط الرجل، إذا نزل بدار مهلكة. وعبارة العين: بحال مهلكة، وأحلط هو:
أغضب، نقله ابن سيده، فيكون أحلط لازما ومتعديا. وقال ابن الأعرابي: أحلط،
إذا أقام، وبه فسر قول ابن أحمر الآتي. وفي الصحاح: أحلط الرجل في اليمين،
إذا اجتهد، وأنشد الأصمعي لابن أحمر:
وكنا وهم كابني سبات تفرقا
سوى ثم كانا منجدا وتهاميا
فألقى التهامي منهما بلطاته
وأحلط هذا لا أريم مكانـيا
لطاته: ثقله، يقول: إذا كانت هذه حالهما فلا يجتمعان أبدا. وقال ابن دريد: أحلط فلان البعير: أدخل قضيبه في حياء الناقة، هكذا هو في الجمهرة مضبوطا، أو هذا تصحيف، والصواب فيه بالخاء، وقد نبه عليه الصاغاني في العباب. وفي اللسان: والمعروف فيه الخاء. ومما يستدرك عليه: الحلط، بالفتح: الإقامة، عن ابن الأعرابي. والحلاط، بالكسر: الغضب الشديد، عنه أيضا. قال: والحلط، بضمتين: المقسمون على الشيء، وأيضا: الغضابى من الناس وهم الهائمون في الصحاري عشقا. والحلط، والاحتلاط: الضجر والقلق. والحلط: الاجتهاد.
ح م ط
صفحة : 4800
حمطه يحمطه: قشره، عن ابن دريد، قال: وهو فعل ممات، وأنكره الأزهري.
والحماطة: حرقة وخشونة يجدها الرجل في الحلق، حكاه أبو عبيد. والحماطة: شجر
شيه بالتين خشبه وجناه وريحه، إلا أن جناه هو أصغر وأشد حمرة من التين،
ومنابته في أجواف الجبال، وقد يستوقد بحطبه، ويتخذ خشبه لما ينتفع به الناس
يبنون عليه البيوت والخيام، قاله أبو زياد، وقيل: هو في مثل نبات التين غير
أنه أصغر ورقا، وله تين كثير صغار من كل لون: أسود وأملح وأصفر، وهو شديد
الحلاوة يحرق الفم إذا كان رطبا، فإذا جف ذهب ذلك عنه، وهو يدخر، وله إذا
جف متانة وعلوكة. قاله أبو حنيفة نقلا عن بعض الأعراب. وهو أحب شجر إلى
الحيات، أي أنها تألفه كثيرا، يقال: شيطان حماط، ويقال: هو بلغة هذيل وقد
رأيت هذا الشجر كثيرا بالطائف. أو هو شجر التين الجبلي، كذا في المحكم، وهو
قول أبي حنيفة أيضا، أو هو الأسود الصغير المستدير منه، أو هو شجر الجميز،
وهذا قول غير أبي حنيفة، نقله الصاغاني، وفيه تجوز. ج: حماط. ومن المجاز
قولهم: أصبت حماطة قلبه. قيل: هو سواد القلب. وفي الصحاح والأساس: حبته أو
دمه، وهو خالصه وصميمه، وهذا قول ابن دريد، وأنشد:
ليت الغراب رمى حماطة قلبه عمرو بأسهمه التي لم تلغـب ومن المجاز: قولهم: وجدت الحماقة جاثمة في حماطة قلبه. والحماطة: تبن الذرة خاصة، عن أبي حنيفة. وقال أبو حنيفة: من الشجر حماط، ومن العشب حماط، أما الحماط من الشجر فقد ذكر، وأما الحماط من العشب فإن أبا عمرو قال: يقال ليبيس الأفاني: حماط. وقال الأصمعي: الحماط عند العرب الحلمة، والحلمة: نبي فيه غبرة، وله مس خشن، أحمر الثمرة. وقال أبو نصر: إذا يبست الحلمة فهي حماطة، وقول أبي عمرو أعرف. قال: وأخبرني أعرابي من بني أسد، قال: الحماط: عشب كالصليان، إلا أنه خشن المس، والصليان لين. والذي عليه العلماء ما قاله الأصمعي وأبو عمرو، ولا أعلم أحدا منهم وافق أبا نصر على ما قاله، وأحسبه سهوا، لأن الحلمة ليست من جنس الأفاني والصليان، ولا من شبههما في شيء. وقوله: خاصة إنما هو في تبن الذرة، أي عن أبي حنيفة وحده، وليس هنا محل ذكره، فإن هذا قول أعرابي من بني أسد ولم يختص به أبو حنيفة، فالأولى عدم ذكره هنا. فتأمل. والحمطيط، بفتح الحاء والميم: نبت، والجمع حماطيط، وقيل: هو كالحماط، قاله الليث. وقال الأزهري: لم أسمع الحمط بمعنى القشر لغير ابن دريد، ولا الحمطيط في باب النبات لغير الليث. وقيل: الحمطيط: الحية، والجمع كالجمع، وبه فسر قول المتلمس:
إني كساني أبو قابوس مرفـلة كأنها ظرف أطلاء الحماطيط أطلاء: صغار، ويروى: سلخ أولاد المخاريط. والمخاريط: الحيات. وقال أبو سعيد الضرير: الحمطيط: دودة تكون في البقل أيام الربيع، مفصلة بحمرة، ويشبه بها تفصيل البنان بالحناء، وبه فسر قول الشاعر، وهو المتلمس:
كأنما لونها والصبح منقشـع قبل الغزالة ألوان الحماطيط
صفحة : 4801
قال: شبه وشي الحلل بألوان الحماطيط. وحماطان: ع، عن الجرمي، أو أرض، عن
ابن دريد، أو جبل بالدهناء، عن غيرهما، قال:
يا دار سلمى من حماطان اسلمي وقد فسر بكل ما ذكر هكذا على الصواب في العباب، وقد خالفه في التكملة فقال: حماطان مثل سلامان، قال الجرمي: أرض، وقال ابن دريد: نبت. فتأمل. وحماط، كسحاب: ع، جاء ذكره في شعر ذي الرمة:
فلما لحقنا بالحدوج وقد عـلـت حماطا وحرباء الضحى متشاوس والحماط، بالكسر، هكذا في النسخ، وهو غلط، والصواب الحمطاط، كسربال، وكذلك الحمطوط، بالضم: دويبة في العشب منقوشة بألوان شتى. كلاهما عن ابن دريد. وقال أبو عمرو: هي الحمطيط، مثل حمصيص، ج حماطيط. وقال كعب الأخبار: حمياطى، بالكسر: من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب السالفة، قال ابن الأعرابي: أي حامي الحرم، وقال ابن الأثير: قال أبو عمرو: سألت بعض من أسلم من اليهود عن حمياطى فقال: معناه: يحمي الحرم، ويوطئ الحلال. وحميط: تصغير حميط كزبير: رملة بالدهناء، نقله الصاغاني.
والتحميط على الكرم: أن يجعل عليه شجر من الشمس، عن أبي عمرو، وقال يونس: التحمطيط: التصغير، وهو أن تضرب إنسانا فلا تبالغ، أي يقول: ما أوجعني ضربه، فكأنه صغره، قال: ومنه المثل: إذا ضربت فلا تحمط، بل أوجع، فإن التحميط ليس بشيء. وقال ابن فارس: الحاء والميم والطاء ليس أصلا، ولا فرعا، ولا فيه لغة صحيحة إلا بشيء من النبت والشجر. ومما يستدرك عليه: حماطان، بالفتح: شجر. والحمطة، بالفتح: الكنة عن أبي عمرو.
ح ن ب ط
حنبط، كجعفر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان والصاغاني في التكملة، وأورده في
العباب نقلا عن ابن دريد، قال: هو اسم، قال: وأحسبه من الحبط، والنون
زائدة. قلت: ولهذا لم يذكره الجماعة هنا.
ح ن ط
الحنطة، بالكسر: البر، الحب المعروف، ومن خواصه أن التضميد بالممضوغ منه
ينفع من عضة الكلب الكلب. والصحيح: أن التضميد بالممضوغ منه يفجر الأورام.
وأما لعضة الكلب فإنه يدق دقا جريشا ووضع عليه، كما صرح به صاحب المنهاج،
ومن خواصه المشهورة، إذا وضع على قطعة محماة وسحق وطلي برطوبته القوابي
أزالها. ج حنط كعنب، وبائعها، أي الحنطة، وأما الضمير في قوله: منه. فإنه
البر، حناط، وحرفته الحناطة بالكسر، ويقال: حناطي أيضا، بزيادة ياء وفتح
الحاء وتشديد النون. والحسين بن محمد بن عبد الله الحناطي الطبري الفقيه
الشافعي وأبوه، وولده أبو نصر: فقهاء، أما الحسين بن محمد فإنه تفقه على
القاضي أبي الطيب الطبري، ومات بأصبهان سنة 495. وفاته: بلديه وسميه
والمشارك في اسم أبيه أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين الطبري
الحناطي، سمع ابن عدي. والحنطي، بالكسر: آكلها كثيرا حتى يسمن، ومنه قول
الأعلم الهذلي:
والحنطئ الحنطـي يم ثج بالعظيمة والرغائب والحنطئ، بالهمز: هو القصير، وقد تقدم في الهمز. وقال أبو نصر في شرح هذا البيت: الحنطي هو: المنتفج. قلت: وقد قرأت في الديوان:
صفحة : 4802
الحنطئ الـمـريح يم ثج
بالعظيمة والرغائب قال أبو سعيد: الحنطئ المنتفج، ولم يعرف الأصمعي البيت،
فتأمل والحانط، صاحبها أو الكثير الحنطة، وعلى الأخير اقتصر الصاغاني. وعن
ابن عباد: الحانط: ثمر الغضى. وقال شمر: الحانط، والوارس واحد، وأنشد:
تبدلن بعد الرقص في حانط الغضى أبانا وغلانا به ينبت السدر وأحمر حانط: قانئ، كما يقال: أسود حالك. نقله ابن فارس، قال: وهذا محمول على أن الحنطة يقال لها: الحمراء. قلت: وقد سبق في ح م ر. ويقال: إنه لحانط الصرة، أي عظيمها كثير الدراهم، يعنون صرة الدراهم. وفي نوادر الأعراب: فلان حانط إلي، ومستحنط إلي، ومستقدم إلي، ونابل إلي، ومستنبل إلي، أي مائل علي ميل عداوة وشحناء. ويقال: حنط يحنط، إذا زفر، مثل نحط، قال الزفيان يصف صائدا:
أنحى على المسحل حشرا مالطا
فأنفذ الضبن وجال ماخطا
وانجدل المسحل يكبو حانطا
أراد: ناحطا، فقلب. ود الأديم: احمر فهو حانط. وحنط الزرع حنوطا: حان حصاده، كأحنط، وكذلك أجز، وأشرى. وحنط الرمث: ابيض وأدرك وخرجت فيه ثمرة غبراء، فبدا على قلله أمثال قطع الغراء، كحنط كفرح، وأحنط. وقال أبو حنيفة: أحنط الشجر والعشب، وحنط حنوطا: أدرك ثمره. وروى الأزهري عن ابن الأعرابي: أورس الرمث وأحنط، قال: ومثله: خضب العرفج، ويقال للرمث أول ما يتفطر ليخرج ورقه: قد أقمل، فإذا ازداد قليلا قيل: قد أدبى، فإذا ظهرت خضرته قيل: بقل، فإذا ابيض وأدرك قيل: حنط. وقال شمر: يقال: أحنط، فهو حانط ومحنط. وإنه لحسن الحانط. قال ابن سيده: قال بعضهم: أحنط الرمث فهو حانط، على غير قياس، فظهر بذلك القصور في عبارة المصنف. والحنوط والحناط كصبور وكتاب: كل طيب يخلط للميت خاصة، قاله الليث، وقال ابن الأثير: لأكفان الموتى وأجسامهم من ذريرة أو مسك أو عنبر أو كافور وغيره من قصب هندي أو صندل مدقوق، مشتق من حنط الرمث، إذا أحنط كان لونه أبيض يضرب إلى الصفرة، وله رائحة طيبة. وشاهد الحناط ما روي عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: أي الحناط أحب إليك? قال: الكافور. الحديث، وقد حنطه يحنطه، هكذا في النسخ، والصواب: حنطه، بالتشديد، وأحنطه، قال رؤبة:
قد مات قبل الغسل والإحناط
غيظا وألقيناه في الأقماط
فتحنط هو. وفي الصحاح: والحنوط: ذريرة، وقد تحنط به الرجل، وحنط الميت تحنيطا. انتهى. وفي قصة ثمود: لما استيقنوا بالعذاب تكفنوا بالأنطاع وتحنطوا بالصبر لئلا يجيفوا. وفي حديث ثابت بن قيس: وقد حسر عن فخذيه وهو يتحنط أي يستعمل الحنوط في ثيابه عند خروجه للقتال، كأنه أراد به الاستعداد للموت، وتوطين النفس بالصبر على القتال. والحنطئة: العريضة الضخمة، وقد ذكر في الهمز. والأحنط: العظيم اللحية الكثها، نقله الصاغاني، وأنشد:
لم يخب إذ جـاء سـائلـه
ليس مبطانا ولا أحنط كث
صفحة : 4803
وأحنط الرجل، بالضم، إذا مات. وقال الفراء في نوادره: استحنط الرجل، إذا
اجترأ على الموت، وهانت عليه نفسه. والحنط، بالفتح: النبل الذي يرمى به،
يمانية. وقال ابن فارس: الحاء والنون والطاء ليس بذلك الأصل الذي يقاس عليه
أو منه. ومما يستدرك عليه: الحانط: المدرك من الشجر والعشب، وأنشد
الدينوري:
والدندن البالي وخمط حانط وأحنط الرمث: ابيض ورقه، نقله الجوهري وغيره، فهو محنط وحانط، الأخير على غير قياس، وقد تقدم قريبا. والإحناط: الترميل والإدماء، أنشد ابن الأعرابي:
لو ان كابية بن حرقوص بهـم نزلت قلوصي حين أحنطها الدم أي رملها ودماها. وقال آخر:
وخيل بني شيبان أحنطها الدم وتحنط أيضا، من الحنطة، كما في الأساس. وقوم حانطون: حان حصاد زرعهم، وهو على النسب. والحناط: لقب جماعة من المحدثين، منهم: فطر بن خليفة، والحسن بن سهل شيخ مطين، وأحمد بن محمد الكوفي شيخ ابن مردويه، وخلف بن عمر الهمذاني عن جعفر الخلدي، وأبو الطيب محمد بن محمد بن عبد الله النيسابوري الحناط، عن محمد بن أشرس. والده سمع ابن راهويه، وأبو عثمان سعيد بن محمد الحناط: شيخ للدار قطني، وأبو ثمامة الحناط: تابعي، عن كعب بن عجرة، ومسلم الحناط: تابعي أيضا، عن ابن عمر، وأحمد بن محمد بن الحسين الحنوطي المصري: محدث.
ح ن ق ط
الحنقط، كخندف أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو ضرب من الطير ولا أحقه، أو
هو الدراج، مثل الحيقطان، قاله في رباعي الجمهرة، والجمع: حناقط. قال: وقد
سمت العرب حنقطا، بلا لام، وأنشد:
هل سر حنقط أن القوم سالمهم أبو شريح ولم يوجد له خلف قال الصاغاني: هكذا قال حنقطا مصروفا، والصواب حنقط، غير مصروف. وأبو شريح، والرواية أبو حريث لا غير. وحنقط: اسم امرأة يزيد بن القحادية، وهو أبو حريث هذا، والبيت للأعشى ويروى: صالحهم بدل سالمهم. هنا ذكره الصاغاني وصاحب اللسان، وفي التكملة في مادة ح ق ط وكأن النون زائدة.
ح و ط
حاطه يحوطه حوطا وحيطة وحياطة، بكسرهما: حفظه وصانه وكلأه، ورعاه، وذب عنه،
وتوفر على مصالحه وتعهده، وقول الهذلي:
وأحفظ منصبي وأحوط عرضي وبعض القوم ليس بذي حـياط أراد حياطة، وحذف الهاء، كقول الله تعالى وإقام الصلاة يريد الإقامة، كحوطه تحويطا قال ساعدة بن جؤية:
علي وكانوا أهل عز مـقـدم
ومجد إذا ما حوط المجد نائلي
صفحة : 4804
ويروى حوض وقد ذكر في موضعه. وتحوطه: مثل حوطه، يقال: لا زلت في حياطة الله
ووقايته. وهو يتحوط أخاه، إذا كان يتعاهده ويهتم بأمره. وحاط الحمار عانته:
جمعها وحفظها. واحتاط الرجل لنفسه: أخذ في الحزم وبالثقة، وهو مجاز،
والاسم: الحوطة والحيطة، بالفتح فيهما، ويكسر، وأصله الحوطة.والحائط:
الجدار، لأنه يحوط ما فيه، وقال ابن جني: الحائط: اسم بمنزلة السقف والركن،
وإن كان فيه معنى الحوط. ج: حيطان. وحكى ابن الأعرابي في جمعه: حياط كقائم
وقيام، إلا أن حائطا قد غلب عليه الاسم، فحكمه أن يكسر على ما يكسر عليه
فاعل إذا كان اسما. وقال الجوهري: صارت الواو في الحيطان ياء؛ لانكسار ما
قبلها. وقال سيبويه: القياس في جمع حائط: حوطان. والحائط: البستان من النخل
إذا كان عليه جدار، وبه فسر حديث أبي طلحة: فإذا هو في الحائط وعليه خميصة
وجمعه: حوائط، وفي الحديث: على أهل الحوائط حفظها بالنهار ، يعني البساتين،
وهو عام فيها.والحائط: ناحية باليمامة، نقله الصاغاني. وحوط، حائطا تحويطا:
عمله. والحواطة بالضم: حظيرة تتخذ للطعام، كما في الصحاح. أو الشيء يقلع
عنه سريعا كما في اللسان، وأنشد:
إنا وجدنا عرس الحناط
مذمومة لئيمة الحواط
والمحاط: المكان الذي يكون خلف المال والقوم، يستدير بهم، ويحوطهم، قال العجاج:
حتى رأى من خمر المحاط
صفحة : 4805
وقيل: الأرض المحاط: التي عليها حائط وحديقة، فإذا لم يحيط عليها فهي
ضاحية. ومن المجاز: حواط الأمر، كرمان: قوامه. ومن المجاز: كل من بلغ أقصى
شيء، وأحصى علمه، فقد أحاط به علمه، وأحاط به علما. وهذا مثل قولك: قتله
علما. ويقال: علمه علم إحاطة، إذا علمه من جميع وجوهه ولم يفته منها شيء.
وقوله تعالى: أحطت بما لم تحط به ، أي علمته من جميع جهاته. وفي الحديث:
أحطت به علما ، أي أحدق علمي به من جميع جهاته.وأما قوله تعالى والله محيط
بالكافرين فقال مجاهد: أي جامعه يوم القيامة. وقوله تعالى: إن ربك أحاط
بالناس يعني أنهم في قبضته وقوله عز وجل عذاب يوم محيط من قولهم: أحاط به
الأمر، إذا أخذه من جميع جوانبه فلم يكن منه مخلص. وقوله تعالى: وأحاطت به
خطيئته أي مات على شركه، نعوذ بالله من خاتمة السوء. وقوله تعالى: والله من
ورائهم محيط أي لا يعجزه أحد، قدرته مشتملة عليهم. وقال ابن الأعرابي:
الحوط، بالفتح: خيط مفتول من لونين: أسود وأحمر، يقال له البريم، فيه خرزات
وهلال من فضة تشده المرأة في وسطها؛ لئلا تصيبها العين يسمى ذلك الهلال
الحوط، ويسمى الخيط به. والحوط: ة بحمص، أو بجبلة، هكذا على الشك من ابن
السمعاني. قال: فإن أكثر الحوطيين حدث بجبلة، وسمع الحديث بحمص، والمشهور
منهم: أبو عبد الله أحمد بن عبد الوهاب ابن نجدة الحوطي، من أهل جبلة، روى
عنه أبو الهيثم، مات سنة 777. وأبو زيد أحمد بن عبد الرحيم الحوطي من أهل
جبلة، يروي عن علي بن عياش الحمصي وعنه الطبراني مات سنة 279 وقيل: ابن
نجدة الحوطي المذكور، إلى بطن من قضاعة. وحوط بن سلمى بن هرمي ابن رياح بن
يربوع بن حنظلة: جد لجبنة بن طارق بن عمرو بن حوط: مؤذن سجاح المتنبئة. وقد
ذكره المصنف أيضا في ج ن ب. وحوط العبدي: تابعي، روى عن ابن مسعود، وعنه
عبد الملك ابن ميسرة، وذكره عبدان في الصحابة، وفيه نظر. وحوط بن يزيد
الأنصاري: ابن عم الحارث بن زياد، جاء ذكره في غريب الأحاديث. وحوط بن مرة،
قال: ياسين بن الحسن: حججت سنة ست وأربعين ومائتين فرأيت هذا أعرابيا صحبة،
وذكر حديثا موضوعا أنه صلى الله عليه وسلم أكل خبيصا من الجنة. وحوط بن عبد
العزى له حديث، روى عنه ابن بريدة، وقيل: خوط، بضم الخاء المعجمة: صحابيون
وقال أبو حاتم في هذا الأخير: إنه لا صحبة له. وقرواش بن حوط بن قرواش
الضبي: شاعر، وأبوه قد يعد في الصحابة، وله وفادة في حديث مجهول الإسناد.
وقال ابن دريد: حوط الحظائر: رجل من بني النمر ابن قاسط، وهو أخو المنذر بن
امرئ القيس لأمه، جد النعمان بن المنذر، قال الصاغاني: وكانت له منزلة من
المنذر الأكبر، وهو المنذر بن المنذر، وله حديث، والذي قرأت في أنساب أبي
عبيد في نسب بني النمر بن قاسط: ومن بني عوف بن سعد أبو حوط الحطاني، وابنه
جابر كان أخا المنذر بن ماء السماء لأمه. والحوطة، بالضم: لعبة تسمى
الدارة، نقله ابن عباد. وقال ابن الأعرابي: حط حط: أمر بصلة الرحم، كأنه
يقول: تعهد الرحم واحفظها. قال: وهو أيضا: أمر بتحلية الصبية، أي الصبيان
بالحوط، وهو هلال من فضة كما تقدم. وحويط، كزبير: اسم،
صفحة : 4806
ومنهم جد هذه القبيلة المشهورة بالحويطات، في ضواحي مصر، وقد اختلف في
نسبهم. والحوط، كعنب: ما تتم به الدراهم إذا نقصت في الفرائض أو غيرها، عن
ابن بزرج، ويقال: هلم حوطها. ومن المجاز: حاطونا الفضاء، هكذا بالفاء
والضاد المعجمة في النسخ، وفي بعضها بالقاف والصاد المهملة، ومثله في
الأساس، أي تباعدوا عنا وهم حولنا، وما كنا بالبعد منهم لو أرادونا، قال
بشر بن أبي خازم:م جد هذه القبيلة المشهورة بالحويطات، في ضواحي مصر، وقد
اختلف في نسبهم. والحوط، كعنب: ما تتم به الدراهم إذا نقصت في الفرائض أو
غيرها، عن ابن بزرج، ويقال: هلم حوطها. ومن المجاز: حاطونا الفضاء، هكذا
بالفاء والضاد المعجمة في النسخ، وفي بعضها بالقاف والصاد المهملة، ومثله
في الأساس، أي تباعدوا عنا وهم حولنا، وما كنا بالبعد منهم لو أرادونا، قال
بشر بن أبي خازم:
فحاطونا القصا ولقد رأونا قريبا حيث يستمع السرار وفي الأساس: إذا نزل بك خطب، فلم يحطك أخوك، وترك معونتك، قيل: حاطك القصا، وهو تهكم، أي حاطك في الجانب القصا، وهو البعيد، ومعناه: لم يحطك؛ لأن من يحوط أخاه يدنو منه ويسانده. ومن المجاز: وقعوا في تحيط، بضم التاء، وتحوط، كلاهما عن ابن السكيت، وتحيط، بالفتح، وتحيط، بالكسر للإتباع، والتحوط، والتحيط، باللام فيهما، ويحيط بالمثناة تحت، أي السنة المجدبة، وقال الفراء: الشديدة تحيط بالأموال، أي تهلكها، أو تحيط بالناس: تهلكهم، كما في الأساس. وتحوط من حاط به بمعنى أحاط، أو على سبيل التفاؤل، كما في الأساس، فهي خمس لغات نقلهن الصاغاني في التكملة ما عدا التحوط والتحيط؛ فإنهما في اللسان، فتكون سبعة، وأنشد ابن السكيت لأوس بن حجر يرثي فضالة بن كلدة، ويروى لبشر بن أبي خازم:
والحافظ الناس في تحوط إذا لم يرسلوا تحت عائذ ربعـا ومن المجاز: حاوط فلان فلانا، إذا داوره في أمر يريده منه وهو يأباه، كأن كلا منهما يحوط صاحبه، قال ابن مقبل:
وحاوطني حتى ثنيت عنـانـه
على مدبر العلباء ريان كاهله
صفحة : 4807
وفي الأساس: حاوطه فإنه يلين لك، أي داوره، كأنك تحوطه وهو يحوطك. ومما
يستدرك عليه: أحطت الحائط، إذا عملته. عن أبي زيد: وكرم محوط، كمعظم: بني
حوله حائط، كما في الصحاح، قال: ومنه قولهم: أنا أحوط حول ذلك الأمر، أي
أدور. وهو مجاز. ومع فلان حيطة لك، ولا تقل: عليك، أي تحنن وتعطف. نقله
الجوهري. وأحاطت به الخيل، واحتاطت به، أي أحدقت به، نقله الجوهري، وزاد
غيره: كحاطت به. ورجل حيط، كسيد: يحوط أهله وإخوانه. واستحاط في الأمور،
وهو مستحيط في أمره، أي محتاط. وأحيط بفلان، إذا أتي عليه، أو دنا هلاكه،
وهو مجاز. ويقال: فلان محاط به، إذا كان مقتولا مأتيا عليه، ومنه قوله
تعالى: وأحيط بثمره أي أصابه ما أهلكه وأفسده. وحاطهم قصاهم، وبقصاهم، إذا
قاتل عنهم: كما في اللسان. وقال أبو عمرو: حوطوا غلامكم، أي ألبسوه الحوط.
قلت: ومنه التحويطة: اسم لما يعلق على الصبي لدفع العين. يمانية. وحائط:
لقب علي بن أبي الفضل الصوفي، روى أبي الحسين ابن الطيوري. ضبطه الحافظ.
والحويطة، كجهينة: قرية بمصر من الشرقية. وحوط بن عامر بن عبدود بن عوف بن
كنانة بن عوف بن عذرة ابن زيد اللات: بطن من قضاعة. وحوط بن عمرو بن خالد
بن معبد بن عدي بن أفلت الطائي: جد بني الجراح بفلسطين.
ح ي ط
حاط الفرس يحيط، أهمله الجماعة، ونقله ابن سيده، قال أي تورم جلده وانتفخ
من آثار السياط. وطعام حائط: ينتفخ منه البطن. كذا في المحكم، وعندي أن
الكل تصحيف والأولى بالباء الموحدة، من الحبط، وهو الورم، والثانية بالنون
من حنط. قلت: ولو جعل بالموحدة أيضا صح معناه، فتأمل. ولم يتعرض له
الصاغاني في كتابيه ولا صاحب اللسان، وإنما ذكر الصاغاني هنا في العباب
اللغات الثلاثة في تحوط بمعنى السنة الشديدة، وهن: تحيط، وتحيط، ويحيط، على
أن عينه ياء لا واو، وهو محل تأمل.