الباب السادس عشر: باب الطاء المهملة - الفصل السادس: فصل الخاء مع الطاء: الجزء الأول

فصل الخاء مع الطاء

االجزء الأول

خ ب ط
خبطه يخبطه: ضربه شديدا، كذا في المحكم، وكذا البعير بيده الأرض خبطا: ضربها، كما في الصحاح، وفي التهذيب: الخبط: ضرب البعير الشيء بخف يده، كما قال طرفة:

تخبط الأرض بصم وقـح    وصلاب كالملاطيس سمر أراد أنها تضربها بأخفافها إذا سارت، ومنه حديث سعد: لا تخبطوا خبط الجمل، ولا تمطوا بآمين نهى أن يقدم رجله عند القيام من السجود. وقيل: الخبط في الدواب: الضرب بالأيدي دون الأرجل وقيل، يكون للبعير باليد والرجل، وكل ما ضربه بيده فقد خبطه، وأنشد سيبويه:

فطرت بمنصلي في يعملات     دوامي الأيد يخبطن السريحا

صفحة : 4808

وقيل: الخبط: الوطء الشديد، وقيل: هو من أيدي الدواب. قال شيخنا: عبارة الكشاف: الخبط: الضرب على غير استواء. وقال غيره: هو السير على غير جادة أو طريق واضحة، وقيل: أصل الخبط: ضرب متوال على أنحاء مختلفة، ثم تجوز به عن كل ضرب غير محمود، وقيل: أصله ضرب اليد أو الرجل ونحوها. والمصنف جعل الخبط: الضرب الشديد، وليس في شيء مما ذكرنا إلا أن يدخل في الضرب الغير المحمود، فتأمل. قلت: قد تقدم أن الخبط بمعنى الضرب الشديد نقله المصنف عن المحكم، وقال غيره: هو الوطء الشديد، ونقله في اللسان، فحينئذ لا يحتاج إلى التكلف الذي ذهب إليه شيخنا من إدخاله في الضرب الغير المحمود، وما نقله عن الكشاف فإنه مستعار من خبط البعير، وكذا السير على غير جادة. وقوله: ولفظة كذا في قوله: وكذا البعير، زيادة غير محتاج إليها، قلت: بل محتاج إليها، فإنه أشار إلى الضرب الشديد، ومراده من ذلك قولهم: خبط البعير بيده الأرض، إذا ضربها شديدا، كما في الأساس أيضا، وتقدم عن بعضهم أن الخبط هو الوطء الشديد. فلو لم يذكر لفظة كذا، احتاج إلى زيادة قوله: ضربها شديدا، أو كان يفهم منه مطلق الضرب، كما هو في الصحاح، فتأمل. كتخبطه واختبطه. وفي العباب: كل من ضربه بيده فصرعه فقد خبطه وتخبطه. واختبط البعير، أي خبط، قال جساس بن قطيب يصف فحلا:

خوى قليلا غير ما اختباط
على مثاني عسب سباط

وفي التهذيب: قال شجاع: يقال: تخبطني برجله، وخبطني، بمعنى واحد، وكذلك تخبزني وخبزني. وخبطه يخبطه خبطا: وطئه شديدا كخبط البعير بيده. وخبط القوم بسيفه: جلدهم، وهو مجاز من خبط الشجر، كما في الأساس. وخبط الشجرة بالعصا يخبطها خبطا: شدها ثم ضربها بالعصا ونفض ورقها ليعلفها الإبل والدواب، وفي التهذيب: الخبط: ضرب ورق الشجر حتى ينحات عنه، ثم يستخلف من غير أن يضر ذلك بأصل الشجرة وأغصانها. وقال الليث: الخبط: خبط ورق العضاه من الطلح ونحوه يخبط بالعصا فيتناثر ثم يعلف الإبل. قال ابن الأثير: ومنه حديث عمر: لقد رأيتني بهذا الجبل أحتطب مرة وأختبط أخرى . والحديث الآخر: سئل: هل يضر الغبط? قال: لا إلا كما يضر العضاه الخبط الغبط: حسد خاص، فأراد صلى الله عليه وسلم أن الغبط لا يضر ضرر الحسد، وأن ما يلحق الغابط من الضرر الراجع إلى نقصان الثواب دون الإحباط بقدر ما يلحق العضاه من خبط ورقها الذي هو دون قطعها واستئصالها، ولأنه يعود بعد الخبط ورقها، فهو وإن كان فيه طرف من الحسد فهو دونه في الإثم. وخبط الليل يخبطه خبطا: سار فيه على غير هدى، وهو مجاز، ويقال: بات يخبط الظلماء، قال ذو الرمة:

سرت تخبط الظلماء من جانبي قسى    وحب بها من خابط الـلـيل زائر

صفحة : 4809

وقيل: الخبط: كل سير على غير هدى، أو على غير جادة. ومن المجاز: خبط الشيطان فلانا، إذا مسه بأذى فأفسده وخبله، كتخبطه. وفي حديث الدعاء: وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان أي يصرعني ويلعب بي. ومن المجاز: خبط زيدا، إذا سأله المعروف من غير آصرة، على فاعلة، وهي الرحم والقرابة، كما تقدم، كاختبطه، وهذه عن ابن بري. وقال ابن فارس: الأصل فيه أن الساري إليه أو السائر لا بد من أن يختبط الأرض، ثم اختصر الكلام فقيل للآتي طالبا جدوى: مختبط، فخبطه زيد المسئول بخير: أعطاه. وقال أبو زيد: خبطت الرجل خبطا: وصلته. وشاهد الخبط بمعنى السؤال قول زهير بن أبي سلمى يمدح هرم بن سنان:

وليس مانع ذي قربى ولا رحم     يوما ولا معدما من خابط ورقا وأما شاهد الاختباط بمعنى طلب المعروف، فقول الشاعر:

ومختبط لم يلق من دوننا كفـى    وذات رضيع لم ينمها رضيعها

وقول لبيد:

ليبك على النعمان شرب وقينة      ومختبطات كالسعالي أرامل ومن أبيات الشواهد: ليبك يزيد ضارع لخصومة ومختبط مما تطيح الطوائح كل ذلك مستعار من خابط الورق. وخبط فلان: قام، هكذا في النسخ، وهو تصحيف، صوابه: نام، بالنون، فقد قال أبو عبيد: خبط: مثل هبغ، إذا نام. وخبط البعير خبطا، إذا وسمه بالخباط، بالكسر، كما سيأتي قريبا، نقله الجوهري. وخبط فلان: طرح نفسه حيث كان لينام، كذا في الصحاح، وفي اللسان: حيث كان، ونام، وأنشد لدباق الدبيري:

قوداء تهدي قلصا ممارطا
يشدخن بالليل الشجاع الخابطا

الممارط: السراع، واحدها، ممرطة. وخبط فلان فلانا، إذا أنعم عليه من غير معرفة بينهما، كذا في الصحاح، وهو مجاز، وزاد غيره: ولا وسيلة ولا قرابة. قلت: وهو بعينه: خبطه بخير: أعطاه، وأنشد الجوهري لعلقمة بن عبدة يمدح الحارث بن أبي شمر، ويستعطفه لأخيه شأس:

وفي كل حي قد خبطت بنعمة     فحق لشأس من نداك ذنـوب فقال الحارث: نعم وأذنبة، وكان قد أسر شأس بن عبدة يوم عين أباغ، فأطلق شأسا وسبعين أسيرا من بني تميم. قلت: هكذا في نسخ الصحاح: قد خبطت ووجدت في الهامش: والأجود أن يكتب خبط بغير تاء من الكتابة أجود قلت: وكذلك يروى أيضا في اللسان، ولو قال: خبت يريد خبطت لكان أقيس اللغتين؛ لأن هذه التاء ليست متصلة بما قبلها اتصال تاء افتعلت بمثالها الذي هي فيه، ولكنه شبه تاء خبطت بتاء افتعل، كقوله: اطرد، واطلع. قال شيخنا: وأراد بقوله: في كل حي أن النابغة كان كلمه في أسارى بني أسد، وكانوا نيفا وثمانين، فأطلقهم. واستعار الذنوب لنصيبه من الحارث. وفرس خبوط وخبيط: يخبط الأرض برجليه، كما في العين، وفي التهذيب: بيديه. والمخبط كمنبر: العصا يخبط بها الورق، ومنه الحديث: فضربتها ضرتها بمخبط فأسقطت والجمع المخابط، وقد ذكره المصنف استطرادا بعد هذا بقليل، وشاهده:

لم تدر ما سأ للحمير ولـم     تضرب بكف مخابط السلم

صفحة : 4810

والخبط، محركة: ورق الشجر ينفض بالمخابط، أي العصي، ثم يجفف ويطحن ويخلط بدقيق أو غيره، ويوخف بالماء فتوجره الإبل، قاله أبو حنيفة، سمي به لأنه يخبط بالعصا حتى ينتثر.

والخبط: كل ورق مخبوط بالعصا، فعل بمعنى مفعول، كالنفض والهدم، وهو من علف الإبل. والخبط أيضا: ما خبطته الدواب بأرجلها وكسرته. والخبط: ع، لجهينة بالقبلية مما يلي ساحل البحر، على خمسة أيام من المدينة المشرفة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام، ومنه سرية الخبط، من سراياه صلى الله عليه وسلم، أميرها أبو عبيدة بن الجراح، رضي الله عنه، وكانت في رجب سنة ثمان من الهجرة، بعثه صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار، منهم: عمر بن الخطاب رضي الله عنه، إلى حي من جهينة بالقبلية، أو لأنهم جاعوا في الطريق حتى أكلوا الخبط، فسموا جيش الخبط، وسرية الخبط. والخبيط، كأمير: الحوض الذي خبطته الإبل فهدمته، وقيل: سمي به لأن طينه يخبط بالأرجل عند بنائه. ج: خبط، بضمتين، قال الشاعر:

ونؤي كأعضاد الخبيط المهدم قاله الليث، وقال أبو مالك: الخبيط: هو الحوض الصغير. قال: والخبيط: لبن رائب أو مخيض يصب على عليه حليب من لبن، ثم يضرب حتى يختلط، وأنشد:

أو قبضة من حازر خبيط والخبيط: الماء القليل يبقى في الحوض، مثل الصلصلة، عن ابن السكيت، ويقال: في الإناء خبيط من ماء، وأنشد:

إن تسلم الدفواء والضروط
يصبح لها في حوضها خبيط

والدفواء والضروط: ناقتان. وكذلك الخبط والخبطة. والخباط، كسحابة: الغبار يرتفع من خبط الأرجل.والخباط، كغراب: داء كالجنون وليس به، نقله الجوهري، ويروى بالحاء، وقد تقدم. والخباط، بالكسر: الضراب، عن كراع. والخباط: سمة في الفخذ، كما نقله الجوهري، والسهيلي في الروض، وهكذا في العين. وقيل: هي التي تكون على الوجه، حكاه سيبويه، وقال ابن الأعرابي: هو فوق الخد، وزاد الجوهري: طويلة عرضا، قال: وهي لبني سعد، وقال ابن الرماني في تفسير الخباط: في كتاب سيبويه: إنه الوسم في الوجه، والعلاط والعراض في العنق. قال: والعراض يكون عرضا، والعلاط يكون طولا، وأنشد الصاغاني للمتنخل:

معابل غير أرصاف ولكن    كسين ظهار أسود كالخباط قال: غير أرصاف، أي: ليست بمشدودة بعقب. قلت: ولم أجد هذا البيت في طائية المتنخل التي أولها:

عرفت بأجدث فنعاف عرق     علامات كتحبير النـمـاط وهي إحدى وأربعون بيتا. وبما شرحنا لك أن إنكار شيخنا لقوله: والوجه، في غير محله. الجمع: خبط، ككتب: وأنشد ابن الأعرابي لوعلة الجرمي:

أم هل صبحت بني الديان موضحة     شنعاء باقية التلحيم والـخـبـط

صفحة : 4811

والخبطة: الزكمة تصيب في فصل - هكذا في النسخ، وهو غلط، والصواب: في قبل - الشتاء، كما هو نص العين، وفي اللسان: كالزكمة تأخذ قبل الشتاء، وقال ابن شميل: الخبطة: الزكام، وقد خبط الرجل كعني فهو مخبوط، وهو مجاز. والخبطة: بقية الماء في الغدير والإناء، ويثلث، وقال ابن الأعرابي: هو الخبطة، والخبطة، والحقلة والحقلة، والفرسة والفراسة، والسحبة والسحابة، كله: بقية الماء في الغدير، ونقل الجوهري عن أبي زيد، وفي القربة خبطة من ماء، وهو مثل الجرعة ونحوها. وقال: ولم يعرف له فعلا. ونقل الأزهري عن أبي عبيد: الخبطة: الجرعة من الماء تبقى في قربة أو مزادة أو حوض، ولا فعل لها. ووجدت في هامش الصحاح - عند قول أبي زيد. الجرعة - قال أبو زكريا: قال الهروي: هكذا بخط الجوهري، وأظنه مثل الجزعة بالزاي وكسر الجيم، وهو القليل من الماء. ج خبط وخبط كعنب وصرد، الثاني جمع الخبطة، بالضم، كالجرعة والجرع. والخبطة، بالكسر، على ما قيده الجوهري، وسياق المصنف يقتضي الفتح، وليس كذلك: القليل من اللبن، كما في الصحاح، وهو قول أبي زيد، زاد غيره: يبقى في السقاء، ولا فعل له. والخبطة أيضا: الطعام يبقى في الإناء، وكذا غير الطعام. وقال ابن بزرج: يقال: عليه خبطة جميلة، أي مسحة جميلة في هيئته وسحنته. والخبطة، بالكسر: الشيء القليل من كل شيء يبقى في الإناء. والخبطة، بالفتح: المطر الواسع في الأرض، وقيل: هو الضعيف القطر. والخبطة، بالكسر: القطعة من البيوت والناس، نقله الجوهري. ويقال: كان ذلك بعد خبطة من الليل، أي بعد صدر منه، نقله الجوهري. وقال أبو الربيع الكلابي: كان ذلك بعد خبطة من الليل وحذفة أي قطعة. والخبطة: اليسير من الكلإ يبقى في الأرض، أو اليسير من اللبن يبقى في السقاء أو هو من الماء: الرفض، وهو ما بين الثلث إلى النصف من السقاء والغدير والإناء، نقله الجوهري عن أبي زيد، ونصه: الخبط من الماء: الرفض، كذا وجد بخط الجوهري. قال المحشون: الصواب: الخبطة. وقال غيره: في الإناء خبط وخبيط، وهو: نحو النصف. ويقال: أتوا خبطة خبطة، أي قطعة قطعة، أو جماعة جماعة، والجمع خبط، كعنب، نقله الجوهري، قال الشاعر:

افزع لجوف قد أتتك خبطا
مثل الظلام والنهار اختلطا

والخباط، كرمان: ضرب من السمك، أولاد الكنعد، ولو حذف لفظة: ضرب، كان أحسن، فإن ابن عباد قال: الخباط من السمك: أولاد الكنعد الصغار. والأخبط: من يضرب برجليه الأرض، وشدد طاؤه ضرورة في قول الشاعر:

عنا ومد غاية المنحـط
قصر ذو الخوالع الأخبط

ج خبط، بالضم، كأحمر وحمر. والمخبط، كمحسن: المطرق، عن ابن عباد. وقوله تعالى: لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس أي كما يقوم المجنون في حال جنونه إذا صرع فسقط. والمس: الجنون، يقال: بفلان خبطة من المس ويقال: تخبطه الشيطان: توطأه فصرعه. أو يتخبطه، أي يفسده بخبله. ومما يستدرك عليه: فلان يخبط خبط عشواء، قال الجوهري: وهي الناقة التي في بصرها ضعف، تخبط إذا مشت، لا تتوقى شيئا، وهو مجاز، قال زهير:

صفحة : 4812

رأيت المنايا خبط عشواء من تصبتمته ومن تخطئ يعمر فيهرم يقول: رأيتها تخبط الخلق خبط العشواء من الإبل لا تبقي على أحد، فمن خبطته المنايا منهم من تميته، ومنهم من تعله فيبرأ والهرم غايته، ثم الموت، ومثل ذلك: فلان يخبط في عمياء: إذا ركب ما ركب بجهالة. وفي حديث علي رضي الله عنه: خباط عشوات ، أي يخبط في الظلام، وهو الذي يمشي في الليل بلا مصباح، فيتحير ويضل، فربما تردى في بئر. والمخبطة: القضيب والعصا، قال كثير:

إذا خرجت من بيتها حال دونهـا       بمخبطة يا حسن من أنت ضارب يعني زوجها يخبطها. ويروى:

إذا ما رآني بارزا حال دونـهـا     بمخبطة يا حسن من أنت ضارب واختبط له خبطا، مثل خبط. والناقة يختبط الشوك، أي تأكله، أنشد ثعلب:

حوكت على نيرين إذ تحاك
تختبط الشوك ولا تشاك

أي لا يؤذيها، وحوكت على نيرين، أي أنها قوية شحمة مكتنزة. ويقال: ما أدري أي خابط الليل هو، أو أي خابط ليل هو، أي أي الناس. نقله الجوهري، وهو مجاز. والخبط باليدين، كالرمح بالرجلين. وخباطة، بالضم، معرفة: الأحمق، كما قالوا للبحر: خضارة. والخبطة، بالفتح: مسة من الجن. وقال أبو مالك: يقال: اختبطت فلانا، واختبطت معروفه فاختبطني بخير، قال ابن بري: وأنشد أبو زيد قول الشاعر:

وإني إذا ضن الرفود برفـده     لمختبط من تالد المال جازح أي إذا بخل الرفود برفده فإني لا أبخل، بل أكون مختبطا لمن سألني، وأعطيه من تالد مالي، أي القديم. والمخبط، كمحسن: طالب الرفد من غير سابق معرفة، وهو مجاز، شبه بخابط الورق، أو خابط الليل، ومنه حديث ابن عامر، قيل له في مرضه الذي مات فيه: قد كنت تقري الضيف وتعطي المخبط . والخبطة، بالكسر: القطعة من كل شيء. والخبط، بالكسر: الماء القليل في الحوض. والخبيط: الرفض من الماء، وهو نحو من النصف، عن ابن السكيت، كالخبيطة، بالهاء، وأنشد ابن الأعرابي:

هل رامني أحد يريد خبيطتي      أم هل تعذر ساحتي ومكاني والخبطة، بالفتح: ضربة الفحل الناقة، قال ذو الرمة يصف جملا:

خروج من الخرق البعيد نياطه وفي الشول يرضى خبطة الطرق ناجله

صفحة : 4813

والخابط: الضربان في الرأس. وخبط فلان على الباب: دق. وأبو سليمان الخباط، كشداد: تابعي، عن أبي هريرة، وعنه يزيد بن عياض. وسمية بنت خباط: والدة عمار بن ياسر، مولاة آل مخزوم، وكانت تعذب في الله هي وابنها وزوجها ياسر. وعيسى بن أبي عيسى الخباط: روى عن الشعبي. وأبو خابط الكلبي: له صحبة، واسمه جناب، روى عنه ابنه خابط، نقله الحافظ في التبصير، وأهمله الذهبي وابن فهد. نعم ذكرا في حرف الجيم جنابا الكلبي من مسلمة الفتح، عن أبي عمرو، ولم يذكرا كنيته، فلعله هو. وخباط، كغراب: لقب الفقيه أبي بكر محمد بن محمد الشافعي الدقاق، القائل بمفهوم اللقب، ضبطه الحافظ. وخبط العرق: ضرب. واستخبطه: سأله بغير وسيلة. وخبط فيهم بخير: نفعهم، وهو مجاز. ويقال: ماله خابط ولا ناطح، أي بعير ولا ثور، لمن لا شيء له. وهو مجاز.

خ ر ط
خرط الشجر يخرطه ويخرطه خرطا: انتزع الورق منه واللحاء، اجتذابا بكفه. وخرط العود يخرطه، ويخرطه، قشره، كما في الصحاح وسواه بيده. والصانع خراط، وحرفته الخراطة، بالكسر، على القياس في أسماء الحرف. وخرط الإبل في المرعى، والدلو في البئر، أي أرسلهما، وكذا خرط الفحل على الشول، إذا أرسله، وهو مجاز، وقيل: خرط الدلو في البئر، أي ألقاها وحدرها. ومنه قول عمر، رضي الله تعالى عنه، لما رأى منيا في ثوبه قد خرط علينا الاحتلام قال ابن شميل: أي: أرسل، وهو مجاز. ومن المجاز: خرط جاريته خرطا: نكحها. وخرط العنقود خرطا: وضعه في فيه، وأخرج عمشوشه عاريا، كاخترطه. وقال أبو الهيثم: خرطت العنقود خرطا، إذا اجتذبت حبه بجميع أصابعك. وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم كان يأكل العنب خرطا . وخرط باسته، وكنى عنها الصاغاني فقال: بها، إذا حبق. ومن المجاز: خرط الدواء فلانا، أي أمشاه كخرطه تخريطا، نقله الجوهري. وخرط البازي: أرسله من سيره، قال جواس بن قعطل:

يزع الجياد بقونس وكأنه     باز تقطع قيده مخروط

صفحة : 4814

ومن المجاز: خرط عبده على الناس خرطا: إذا أذن له في أذاهم، شبه بالدابة يفسخ رسنه ويرسل مهملا. ومن المجاز: خرط الرطب البعير خرطا: سلحه، وكذلك غير البعير. وخرط تخريطا مثله، كما في الأساس. وبعير خارط: أكل الرطب فخرطه، وهذا لا يصح إلا أن يكون في معنى مخروط. ومن المجاز: الخروط، كصبور: الدابة الجموح، وهي التي تجتذب رسنها من يد ممسكها ثم تمضي عاثرة خارطة، ج خرط، بالضم، وقد خرطت وانخرطت، والاسم الخراط، بالكسر، يقول بائع الدابة: برئت إليك من الخراط، أي الجماح، نقله الجوهري. ومن المجاز: الخروط: المرأة الفاجرة، وخراطها: فجورها، نقله الصاغاني. ومن المجاز: الخروط: من يتخرط في الأمور جهلا، أي يركب فيها رأسه من غير علم ولا معرفة، ومنه حديث علي رضي الله عنه أنه أتاه قوم برجل فقالوا: إن هذا يؤمنا ونحن له كارهون، فقال له علي: إنك لخروط، أتؤم قوما وهم لك كارهون? قال أبو عبيد: الخروط: الذي يتهور في الأمور ويركب رأسه في كل ما يريد بالجهل وقلة المعرفة بالأمور، كالفرس الخروط الذي يمضي لوجهه هائما. وكذلك: انخرط في الأمر وتخرط، إذا ركب رأسه جهلا من غير معرفة. وقيل: انخرط علينا فلان، إذا اندرأ بالقبيح من القول والفعل، وأقبل، وهو مجاز، نقله الجوهري مختصرا. ومن المجاز: انخرط الفرس في العدو، أي أسرع، فهو منخرط، عن ابن الأعرابي. وقال الجوهري: انخرط الفرس في سيره، أي لج، وأنشد للعجاج يصف ثورا.

فظل يرقد من النشاط
كالبربري لج في انخراط

وفي العباب، فثار يرمد، شبهه بالفرس البربري إذا لج في سيره. وانخرط جسمه أي، دق، نقله الجوهري، وهو مجاز، كأنه خرط بالمخرط. والخوارط: الحمر السريعة العدو، واحدها خارط، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

نعم الألوك ألوك اللحم ترسـلـه      على خوارط فيها الليل تطريب أو الخوارط: الحمر التي لا يستقر العلف في بطنها، واحدها خارط، وقد خرطه البقل فخرط، قال الجعدي:

خارط أحقب فلو ضـامـر      أبلق الحقوين مشطوب الكفل واخترط السيف: استله من غمده، وهو مجاز، ومنه الحديث: إن هذا اخترط علي سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا، فقال: من يمنعك مني? فقلت: الله، ثلاثا يعني غورث بن الحارث. وقال الليث: استخرط الرجل في البكاء، إذا لج فيه واشتد بكاؤه عليه، والاسم الخريطى، كسميهى. والخرط، محركة، في اللبن: أن يصيب الضرع عين أو داء، أو تربض الشاة، أو تبرك الناقة على ندى، فيخرج اللبن منعقدا كقطع الأوتار ويخرج معه ماء أصفر. وقال اللحياني: هو أن يخرج مع اللبن شعلة قيح. وقد خرطت، كفرح، وأخرطت، وهي مخرط، بلا هاء وكذلك خارط، وجمع المخرط: مخاريط ومخارط، ومعتادته، أي إذا كان لها عادة، فهي مخراط. قال ابن سيده: هذا نص قول أبي عبيد، وعندي أن مخاريط جمع مخراط لا جمع مخرط. قال الأزهري: إذا احمر لبنها ولم تخرط فهي مغمر. وأنشد ابن بري شاهدا على المخراط:

صفحة : 4815

وسقوهم في إناء مقرف     لبنا من در مخراط فئر قال: فئر: سقطت فيه فأرة. والخرط، بالكسر: اللبن يصيبه ذلك. وقال ابن خالويه: الخرط: لبن منعقد يعلوه ماء أصفر. والخرط: اليعقوب، عن ابن عباد، وهو ذكر الحجل. والمخروط: القليل اللحية من الرجال. والمخروط من الوجوه: ما فيه طول من غير عرض، وكذلك مخروط اللحية. إذا كان فيها طول من غير عرض. والمخروطة، بهاء: اللحية التي خف عارضها، هكذا في النسخ، والصواب: عارضاها، وسبط عثنونها، وطال، وقد اخروطت لحيته. واخروط بهم الطريق والسفر، وفي الصحاح: السير: طال وامتد، قال العجج يصف جمله مسحولا:
كأنه إذا ضمه إمراري
قرقور ساج في دجيل ساري
مخروطا جاء من الأطرار

كما أنشده الصاغاني، واقتصر الجوهري على الشطر الأخير: ونصه: من الأقطار. قلت: وبعده:

فوت الغراف ضامن الإسفار وأنشد الجوهري أيضا لأعشى باهلة:

لا تأمن ابازل الكوماء ضربتـه      بالمشرفي إذا ما اخروط السفر وقال الليث: اخروطت الشركة في رجل الصيد، إذا انقلبت عليه فعلقت برجله فاعتقلته. قال: واخرواطها: امتداد أنشوطتها. والاخرواط في السير: المضاء والسرعة. يقال: اخروط البعير، إذا أسرع في السير ومضى. واخروطت اللحية: طالت من غير عرض. والخريطة: وعاء من أدم وغيره يشرج على ما فيه، وفي الصحاح: فيها. وقد أخرط الخريطة: إذا أشرجها، كما في الصحاح. وقال الليث: الخريطة: مثل الكيس مشرج من أدم أو خرق، ويتخذ ما شبه به لكتب العمال فيبعث بها، ويتخذ مثل ذلك أيضا فيجعل في رأس الناقة التي تحبس عند قبر الميت.

وقال أيضا: تخرط الطائر تخرطا، إذا أخذ الدهن من مدهنه بزمكاه. كذا نص الصاغاني. والذي في اللسان: أخذ الدهن من زمكاه. والمخاريط: الحيات المنسلخة جلودها، عن ابن دريد، أو هي المعتادة بالانسلاخ في كل عام، نقله الجوهري، الواحدة: مخراط، وأنشد للشاعر، قيل: هو أعرابي من جرم، وفي العباب: للمتلمس:

إني كساني أبو قابوس مرفلة    كأنها سلخ أبكار المخاريط

صفحة : 4816

وقد سبق في ح م ط. وفي التهذيب: الإخريط، بالكسر: نبات من أطيب الحمض وهو مثل الرغل، سمي به لأنه يخرط الإبل، أي يرقق سلحها، كما قالوا لبقلة أخرى تسلح المواشي إذا رعتها: إسليح. والخراط، كغراب، وسحاب، ورمان، وسميهى، وسمانى، بالتشديد، وذنابى، بالتخفيف، فهي لغات ستة، ذكر منها الليث الأولى والثانية والرابعة والأخيرة، وذكر أبو حنيفة الأولى والأخيرة، وأما الرابعة فقد ضبطها الصاغاني في قول الليث وأبي حنيفة بالتخفيف، وكون سمانى الموزون به اللغة الخامسة بالتشديد هو الذي يقتضيه صنيعه هنا، ومر له في صور مثل ذلك، ويأتي له في س م ن وزنه بحبارى، فكلامه فيه غير محرر. وقد أشار إليه شيخنا فيما سبق مرارا. ويقال: إن المصنف شددها هنا بالقلم بيده. والتشديد غير معروف. ونص الليث في العين: الخراط، والواحدة خراطة: شحمة بيضاء تتمصخ عن أصل البردي، ويقال: هو الخراطى، مثل: ذنابى، والخريطى، وقال أبو حنيفة: خراط وخراطى وخريطى، وذكر بعض الرواة أن الخراطة واحدة، والجمع خراط. قال: ويقال لها أيضا: الخراطى والخريطى، وقال ابن دريد: الخراط مثل القلام: نبت يشبه البردي، وبه يظهر ما في كلام المصنف. فتأمل. والخرطيط، بالكسر: فراشة منقوشة الجناحين، وأنشد الليث:

عجبت لخرطيط ورقم جناحـه     ورمة طخميل ورعث الضغادر قال الأزهري: هكذا قرأت في نسخة من كتاب الليث، وفسره بما تقدم، ولا أعرف شيئا مما في هذا البيت. قلت: وقد تقدم تفسيره في ض غ د ر. ومما يستدرك عليه: خرط الورق، إذا حته، قال الجوهري: وهو أن يقبض على أعلاه، ثم يمر يده عليه إلى أسفله. ومن الأمثال: دون عليان القتادة والخرط قاله كليب حين سمع جساسا يقول لخالته: ليقتلن غدا فحل أعظم شأنا من ناقتك، وظن أنه يتعرض لفحل كان يسمى عليان، يضرب لأمر دونه مانع. ويضرب للأمر الشاق: دون ذلك خرط القتاد قال الشاعر:

إن دون الذي هممـت بـه     لمثل خرط القتاد في الظلم وقال المرار بن منقذ الهلالي:

ويرى دوني فلا يسطيعنـي     خرط شوك من قتاد مسمهر وقال عمرو بن كلثوم:

ومن دون ذلك خرط القتاد    وضرب وطعن يقر العيونا والخراطة، بالضم: ما سقط من العنقود حين يخترط، عن أبي الهيثم، وهو أيضا: ما يسقط من خرط الخراط، كالنجارة والنحاتة. وانخرطت الدابة: جمحت. وناقة خراطة وخراتة: تخترط فتذهب على وجهها. وانخرط الصقر: انقض. وخرط الرجل، كفرح، خرطا، إذا غص بالطعام. قال شمر: لم أسمع خرط إلا ها هنا، وهو حرف صحيح، وأنشد الأموي:

يأكل لحما بائتا قد ثعـطـا
أكثر منه الأكل حتى خرطا

صفحة : 4817

قلت: وقد تقدم ذلك في ج ر ط بعينه، ولعل الخاء المعجمة أصوب. وهكذا حكاه الشيباني. وخرط الرجل في الأمر، كانخرط. والخراط: الكذاب، وقد خرط خرطا، وهو مجاز. والمخروطة من النوق: السريعة. واخترط الفصيل الدابة: مثل خرط. واخترط الإنسان المشي فانخرط بطنه. ويقال: أخذه الخراط، بالكسر، وهو اسم من تخريط الدواء. وخرطت الحديد خرطا، إذا طولته كالعمود. نقله الجوهري. وبئر مخروطة: ضيقة. نقله الزمخشري، وهو مجاز. والخراط: لقب جماعة من المحدثين. وكذلك: الخرائطي، وهو نسبة إلى الجمع، كالأنصاري والأنماطي. وأبو الحسن علي بن عثمان بن محاسن عرف بابن الخراط الشاغوري الدمشقي وعيد البادرائية توفي سنة 739. وأبو صخر المدني الخراط، اسمه: حميد بن زياد، روى عنه حميدة بن شريح. والخرطيط، بالكسر: الأحمق الشديد الحمق، عن ابن عباد. والخراطة، بالضم: ماء قليل في المصران، عن ابن عباد أيضا. وقرب مخروط: ممتد، قال رؤبة:

ما كاد ليل القرب المخروط
بالعيس تمطوها فياف تمتطي

وخرطط، كجعفر: قرية بمرو على ستة فراسخ، ويقول الناس لها: خرطة، منها: حبيب بن أبي حبيب الخرططي، تكلم فيه ابن حبان، والقاسم بن جعفر الخرططي، ومحمد بن عبد الرحمن الخرططي. فائدة: قال شيخنا: استعمل الناس كثيرا الانخراط بمعنى الانتظام والدخول، كانخرط في السلك، إذا انتظم فيه، وقد وقع في كلام الفصحاء الثقات من علماء اللسان كالسكاكي والزمخشري وأضرابهما، ولا يكاد يوجد في كلام العرب ونصوص أهل اللغة ما يؤيده. ثم رأيت الشهاب وقع له مثل هذا، ولكنه رحمه الله وقع في جامع اللغة لابن عباد على قولهم: خرطت الجواهر: جمعتها في الخريطة، قال: فعلمت أنهم تجوزوا به عن جعله في العقد، إلى آخر ما أبداه، ونقله في شرح الشفاء، وعناية القاضي، وهو كلام لا محيد عنه. انتهى.

خ ط ط
الخط: الطريقة المستطيلة في الشيء وقيل: هو الطريق الخفيف في السهل. وقد أعاده المصنف ثلاث مرات، وهو إياه، وهو غريب، ج: خطوط، وقد جمعه العجاج على أخطاط فقال:

وشمن في الغبار كالأخطاط والخط: الكتب بالقلم، خط الشيء يخطه خطا: كتبه بقلم، أو غيره، قال امرؤ القيس:

لمن طلل أبصرته فشجـانـي      كخط الزبور في عسيب يمان وأما قول الشاعر:

فأصبحت بعد خط بهجتها     كأن قفرا رسومها قلما

صفحة : 4818

أراد: فأصبحت بعد بهجتها قفرا، كأن قلما خط رسومها. ومن المجاز: الخط: ضرب من الجماع، وقد خطها قساحا، والقسح بقاء الإنعاظ، نقله الليث، كما في التهذيب. ومن المجاز: الخط: ضد الحط، وهو الأكل القليل، وبالحاء: الكثير، كالتخطيط، ومنه حديث ابن أنيس: ذهب بي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله، فدعا بطعام قليل، فجعلت أخطط حتى يشبع رسول الله صلى الله عليه وسلم أي: أخط في الطعام، أريه أني آكل ولست بآكل، ووصف أبو المكارم مدعاة دعي إليها، قال: فحططنا ثم خططنا. والخط: الطريق عن ثعلب، يقال: الزم ذلك الخط ولا تظلم عنه شيئا، ويقال: هو بالضم، كما سيأتي، ويروى بالوجهين قول أبي صخر الهذلي:

صدود القلاص الأدم في ليلة الدجى    عن الخط لم يسرب لها الخط سارب وقال سلامة بن جندل:

حتى تركنا وما تثنى ظعائننـا     يأخذن بين سواد الخط فاللوب وقال ابن سيده: الخط سيف البحرين وعمان أو كل سيف: خط، وقال الأزهري: وذلك السيف كله يسمى الخط. ومن قرى الخط: القطيف، والعقير، وقطر. وقيل - في قول امرئ القيس:

فإن تمنعوا منا المشقر والصفا     فإنا وجدنا الخط جما نخيلهـا هو خط عبد القيس بالبحرين، وهو كثير النخيل. والخط، أيضا: ع، باليمامة، وهو خط هجر، تنسب إليه الرماح الخطية؛ لأنها تحمل من بلاد الهند، فتقوم به. كذا في الصحاح. وقال ابن سيده: وقيل: الخط مرفأ السفن بالبحرين، قال غيره: وقد يكسر، وفيه نظر، فإنه إنما يكسر عند إرادة الاسمية، كما يأتي عن الليث، فتأمل. قال ابن سيده: وإليه نسبت الرماح يقال رمح خطي، ورماح خطية وخطية على القياس، وعلى غير القياس، لأنها تباع به، لا أنه منبتها، كما قالوا: مسك دارين، وليس هنالك مسك، ولكنها مرفأ السفن التي تحمل المسك من الهند. وقال الليث: الخط أرض تنسب إليها الرماح الخطية، فإذا جعلت النسبة اسما لازما قلت: خطية، ولم تذكر الرماح، وهو خط عمان، كما قالوا: ثياب قبطية، فإذا جعلوها اسما قالوا: قبطية، بتغيير النسب، وامرأة قبطية لا غير، لا يقال إلا هكذا، وقال أبو حنيفة: الخطي: الرماح، وهو نسبة، قد جرى مجرى الاسم العلم، ونسبت إلى الخط خط البحرين، وإليه ترفأ السفن إذا جاءت من أرض الهند وليس الخطي الذي هو الرماح من نبات أرض العرب. وقد كثر مجيئه في أشعارها قال الشاعر في نباته:

وهل ينبت الخطي إلا وشيجة     وتغرس إلا في منابتها النخل وفي العباب قال عمرو بن كلثوم:

بسمر من قنا الخطي لدن      ذوابل أو ببيض يختلينـا وقال غيره:
ذكرتك والخطي يخطر بيننا   وقد نهلت منا المثقفة السمر

صفحة : 4819

وجبل الخط، بالضم ويفتح: أحد الأخشبين بمكة، شرفها الله تعالى. وقال أبو عمرو: الخط: موضع الحي. والخط: الطريق الشارع ويفتح، وهكذا ضبط بالوجهين في الجمهرة، ويروى بالوجهين قول أبي صخر الهذلي، وقد تقدم. والخط، بالكسر: الأرض التي لم تمطر وقد مطر ما حولها، عن أبي حنيفة. والخط: الأرض التي تنزلها ولم ينزلها نازل قبلك، عن ابن دريد، كالخطة، بزيادة الهاء، وإنما كسرت الخاء منها لأنها أخرجت على مصدر بني على فعله. وجمع الخطة: خطط، وقد خطها لنفسه خطا واختطها وهو أن يعلم عليها علامة بالخط؛ ليعلم أنه قد اختارها ليبنيها دارا، ومنه خطط البصرة والكوفة، نقله الجوهري. قلت: ولهذا سمى المقريزي كتابه الخطط. وحكى ابن بري عن ابن دريد أنه يقال خط: للمكان الذي يختطه لنفسه، من غير هاء، يقال: هذا خط بني فلان. وكل ما حظرته، أي منعته فقد خططت عليه.

والخطيطة: الأرض التي لم تمطر بين أرضين ممطورتين، وقال ابن شميل: هي التي يمطر ما حولها ولا تمطر هي، أو هي التي مطر بعضها دون بعض. والجمع: خطائط، وأنشد أبو عبيدة لهميان بن قحافة:

على قلاص تختطي الخطائطا
يتبعن موار الملاط مائطا

وقال الكميت:

قلات بالخطيطة جاورتهـا    فنض سمالها العين الذرور والخطة: بالضم: شبه القصة، وفي الصحاح: الخطة: الأمر والقصة، وزاد غيره: والحال والخطب، وفي اللسان: يقال: سمته خطة خسف وخطة سوء، وأنشد الجوهري لتأبط شرا:

هما خطتا إما إسار ومـنة    وإما دم والقتل بالحر أجدر أراد خطتان، فحذف النون استخفافا، كذا في الصحاح، وفي حديث الحديبية: لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها . وفي حديثها أيضا: قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها أي أمرا واضحا في الهدى والاستقامة. والخطة: الجهل، يقال: في رأسه خطة، أي جهل، وقيل: أمر ما. وقال الفراء: الخطة: لعبة للأعراب. وفي الصحاح: الخطة من الخط، كالنقطة من النقط، أي اسم ذلك. والخطة: الإقدام على الأمور، يقال: جاء وفي رأسه خطة؛ إذا جاء وفي نفسه حاجة وقد عزم عليها، والعامة تقول: خطبة، كذا في الصحاح، زاد في اللسان: وكلام العرب الأول، وفي العباب: قال القحيف العقيلي:

وفي الصحصحيين المولين غدوة     كواعب من بكر تسام وتجتلـى قال: بخط ابن حبيب النسابة في شعر القحيف خطة وفي نوادر أبي زيد: خطبة. قلت:فإن صح ما في نوادر أبي زيد فنسبة الجوهري إياها للعامة محل نظر. قال الجوهري: وفي حديث قيلة نبت مخرمة التميمية: أيلام ابن هذه أن يفصل الخطة وينتصر من وراء الحجزة أي أنه إذا نزل به أمر ملتبس مشكل لا يهتدى له، إنه لا يعيا به، ولكنه يفصله حتى يبرمه ويخرج منه. وخطة، بلا لام: اسم عنز سوء، عن الأصمعي، قال: ومنه المثل: قبح الله معزى خيرها خطة ، نقله الجوهري. وقال الصاغاني: يضرب لقوم أشرار ينسب بعضهم إلى أدنى فضيلة، وفي اللسان: قال الأصمعي: إذا كان لبعض القوم على بعض فضيلة إلا أنها خسيسة قيل ذلك، وأنشد:

صفحة : 4820

يا قوم من يحلب شاة ميته
قد حلبت خطة جنبا مسفته

والميتة: الساكتة عند الحلب، وجنبا: علبة، ومسفتة: مدبوغة بالرب. ومخطط، كمحدث: ع، قال امرؤ القيس:

وقد عمر الروضات حول مخطط إلى اللج مرأى من سعاد ومسمعا ومن المجاز: المخطط كمعظم: الغلام الجميل. والمخطط: كل ما فيه خطوط يقال: ثوب مخطط، وكساء مخطط، وتمر مخطط، ووحش مخطط، وقال رؤبة يصف منهلا:
باكرته قبل الغطاط اللغط
وقبل جوني القطا المخطط

ومن المجاز: خط وجهه واختط: صار فيه خطوط، وفي الأساس: امتد شعر لحيته على جانبيه. وفي الصحاح: اختط الغلام: نبت عذاره وهو مجاز. وخط الخطة واختطها: اتخذها لنفسه وأعلم عليها علامة بالخط ليعلم أنه قد احتازها ليبنيها دارا. وفي اللسان: الخطة، بالكسر: الأرض والدار يختطها الرجل في أرض غير مملوكة ليتحجرها ويبني فيها، وذلك إذا أذن السلطان لجماعة من المسلمين أن يختطوا الدور في موضع بعينه ويتخذوا فيها مساك، لهم، كما فعلوا بالكوفة والبصرة. والمخط، بالكسر: العود الذي يخط به الحائك الثوب، كما في اللسان، وأخصر منه عبارة الجوهري، فإنه قال: العود يخط به، وهو يشمل ما قاله المصنف وغيره. وفي العباب: خطخط البعير في سيره، إذا تمايل كلالا، أي تعبا. وخطخط ببوله: رمى به مخالفا، كما يفعل الصبي. ومما يستدرك عليه: الخطائط: طرائق تفارق الشقائق في غلظها ولينها. والإبل ترعى خطوط الأنواء. وهو مجاز. ويقال: الكلأ خطوط في الأرض وشراك، أي طرائق، لم يعم الغيث البلاد كلها، وهو مجاز. والتخطيط: التسطير، وفي التهذيب: كالتسطير، تقول: خططت عليه ذنوبه، أي سطرت. والخط: الكتابة ونحوها مما يخط. وروى ثعلب عن ابن الأعرابي أنه قال في الطرق وعلم الخط: هو علم الرمل. قال ابن عباس: علم قديم تركه الناس، وقد جاء في حديث معاوية بن الحكم السلمي، رفعه: كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق خطه علم مثل علمه ، وفي رواية: فمن وافق خطه فذاك قال الليث: وهو معمول به إلى الآن، ولهم فيه أوضاع واصطلاح، ويستخرجون به الضمير وغيره، وكثيرا ما يصيبون فيه. وخط الزاجر في الأرض يخط خطا: عمل فيها خطا بإصبعه، ثم زجر. قال الليث: وحلبس الخطاط: اسم رجل زاجر مشهور، وهو الذي أتاه الثوري وسأله فخبره بكل ما عرف. وقال الثوري: سهل علي ذلك الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: كان نبي من الأنبياء يخط قال الصاغاني: هكذا قاله الليث. وأما الحديث فراويه معاوية بن الحكم السلمي. قلت: وهكذا في النهاية، ولعله روي من طريق آخر إلى أبي هريرة أيضا. ولم نطلع عليه، فتأمل. وقال البعيث:

ألا إنما أزرى بحارك عـامـدا     سويع كخطاف الخطيطة أسحم

صفحة : 4821

كذا في اللسان، ولم يفسره، وعندي أن الخطيطة هنا هي الرملة التي يخط عليها الزاجر، وأسحم: اسم خط من خطوط الزاجر، وهو علامة الخيبة عندهم، وذلك أن يأتي إلى أرض رخوة، وله غلام معه ميل فيخط الأستاذ خطوطا كثيرة بالعجلة، لئلا يلحقها العدد، ثم يرجع فيمحو منها على مهل خطين خطين، فإن بقي من الخطوط خطان فهما علامة النجح وقضاء الحاجة، قال: وهو يمحو وغلامه يقول للتفاؤل: ابني عيان أسرعا البيان، قال ابن عباس: فإذا محا الخطوط فبقي منها خط واحد فهي علامة الخيبة. وقد روى مثل ذلك أبو زيد، والليث. وخط برجله الأرض: مشى، وهو مجاز، قال أبو النجم:

أقبلت من عند زياد كالخرف
تخط رجلاي بخط مختلف
تكتبان في الطريق لام ألف

والخطوط، كصبور، من بقر الوحش: التي تخط الأرض بأظلافها، نقله الجوهري، وكذلك كل دابة، كما في اللسان. والعجب من المصنف كيف أهمله، وهو موجود في العباب أيضا. ويقال: فلان يخط في الأرض، إذا كان يفكر في أمره ويدبره، وهو مجاز، قال ذو الرمة:

عشية مالـي حـيلة غـير أنـنـي      بلقط الحصى والخط في الدار مولع
أخط وأمحـو الـخـط ثـم أعـيده      بكفي والغربان فـي الـدار وقـع

والمخطاط: عود تسوى عليه الخطوط، نقله الجوهري، والعجب من المصنف كيف أهمله وهو موجود في العباب أيضا. وكتاب مخطوط: مكتوب فيه. وعلى ظهر الحمار خطتان، بالضم، أي جدتان، كما في الأساس، وهما طريقتان مستطيلتان تخالفان لون سائر الجسد. وخط الله نوءها، من الخطيطة، وهي الأرض الغير الممطورة، هكذا روي في حديث ابن عباس، قاله أبو عبيد: ويروى خطأ أي جعله مخطئا لها لا يصيبها مطره، ويروى خطى، وأصله خطط، كتقضى البازي والأولى أضعف الروايات. ويقال: الزم خطيطة الذل مخافة ما هو أشد منه، نقله ابن الأعرابي من قول بعض العرب لابنه. وهو مجاز، استعارها للذل، لأن الخطيطة من الأرضين ذليلة بما بخسته الأمطار من حقها، كذا في المحكم. وعن ابن الأعرابي: الأخط: الدقيق المحاسن. ويقال: خططت بالسيف وجهه، ووسطه، وهو مجاز. وكذلك خطه بالسيف نصفين. والخطيط، كأمير: قريب من الغطيط، وهو صوت النائم، والغين والخاء يتقاربان، يقال: خط في نومه، أي غط فيه. ويوم مخطط، كمحدث: من أيامهم، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

إلا أكن لاقيت يوم مخطط      فقد خبر الركبان ما أتودد والخطة، بالضم: الحجة، كما في العباب، وفي النوادر: يقال: أقم على هذا الأمر بخطة، وبحجة، معناهما واحد. وقولهم: خطة نائية، أي مقصد بعيد، كما في الصحاح. وفيه أيضا: قولهم: خذ خطة، أي خذ خطة الانتصاف، ومعناه: انتصف. وفلان يبني خطط المكارم، وهو مجاز. وغلام مختط، كمخطط، وهو مجاز. وجاراه فما خط غباره، أي ما شق، كما في الأساس، واللسان، وهو مجاز. قال الفراء: ومن لعبهم: تيس عماء خطخوط، قال الصاغاني: ولم يفسرها.