الباب السادس عشر: باب الطاء المهملة - الفصل الثاني عشر: فصل الشين المعجمة مع الطاء

فصل الشين المعجمة مع الطاء

صفحة : 4888

ش ب ط
الشبوط، كتنور: نقله الجوهري، ويضم، عن الليث، كما في العباب، وفي اللسان: عن اللحياني، قال: وهي رديئة، كالقدوس والقدوس والذروح والذروح، والسبوح والسبوح، والواحدة بهاء، وقد تخفف المفتوحة، أي يقال: الشبوطة، حكاه ابن سيده عن بعضهم، قال: ولست منه على ثقة: سمك وفي الصحاح: ضرب من السمك، وزاد الليث دقيق الذنب عريض الوسط لين المس، صغير الرأس، كأنه بربط، وإنما يشبه البربط إذا كان ذا طول ليس بعريض بالشبوط. والجمع: شبابيط، ويقال: قربوا إليهم شبابيط كالبرابيط، قال الشاعر:

مقبل مدبر خفـيف ذفـيف      دسم الثوب شوى سمكـات
من شبابيط لجة وسط بحـر     حدثت من شحومها عجرات

وهو أعجمي. وشبيوط، ككديون: حصن بأبدة، من أعمال الأندلس، نقله الصاغاني. ونقل أبو عمر في ياقوتة الجلعم: شباط وسباط، كغراب: اسم شهر من الشهور، بالرومية، وقال: يصرف، ولا يصرف، وقد تقدم ذلك للمصنف في س ب ط. ومما يستدرك عليه: شبطون، كحمدون: لقب زياد ابن عبد الرحمن، ممن سمع الموطأ من مالك. وشبطون بن عبد الله الأنصاري: سمع الموطأ من زياد بن عبد الرحمن شبطون، كما في شروح الموطإ، واستدركه شيخنا. وجراد بن شبيط بن طارق، كزبير، روى عنه قيل بن عرادة.

ش ح ط
شحط المزار، كمنع، شحطا، بالفتح، وشحطا، محركة، وشحوطا، بالضم، ومشحطا، كمطلب: بعد، وقيل: الشحط والشحط: البعد في كل الحالات، يثقل ويخفف، ويقال: لا أنساك على شحط الدار، أي بعدها، وقال النابغة:

وكل قرينة ومقـر إلـف      مفارقه إلى الشحط القرين وقال العجاج فيما أنشده الأزهري:

والشحط قطاع رجاء من رجا
إلا احتضار الحاج من تحوجا

وقال أبو حزام غالب بن الحارث العكلي:

على قود تتقتق شطر طـنء      شأى الأخلام ماط ذي شحوط وقال رؤبة.

من صونك العرض بعيد المشحط

صفحة : 4889

كشحط شحطا، كفرح. وشحط الشراب يشحطه: أرق مزاجه، عن أبي حنيفة. وشحط الجمل وغيره، يشحطه، شحطا: ذبحه، عن أبي عمرو وابن دريد. وقال ابن سيده: هو بالسين أعلى، وقد تقدم. وشحط البعير في السوم حتى بلغ أقصى ثمنه يشحطه شحطا. ومنه حديث ربيعة أنه قال - في الرجل يعتق الشقص من العبد - إنه يكون على المعتق قيمة أنصباء شركائه يشحط الثمن ثم يعتق كله يريد يبلغ بقيمة العبد أقصى الغاية. هو من شحط في السوم، إذا أبعد فيه، وقيل: معناه يجمع ثمنه. من شحطت الإناء، إذا ملأته. أو شحط فلان في السوم، وأبعط، إذا استام بسلعته وتباعد عن الحق، وجاوز القدر، عن اللحياني، وكسمع: لغة فيه أيضا، عنه، قال ابن سيده: أرى ذلك. وشحط فلانا، إذا سبقه وفاته وتباعد عنه، وفي التهذيب: يقال: جاء فلان سابقا وقد شحط الخيل، أي فاتها. ويقال: شحطت بنو هاشم العرب، أي فاتوهم فضلا وسبقوهم. وشحط الحبلة، إذا وضع إلى جنبها خشبة حتى ترتفع إليها، قاله أبو الخطاب. وقال غيره: حتى تستقل إلى العريش. وشحط الإناء وشمطه: ملأه، عن الفراء. وشحط فلان: سلح، وهو مجاز عن شحط الطائر، وقال الأزهري: يقال شحط الطائر وصام، وسقسق ومزق، ومرق، بمعنى واحد. وقال ابن الأعرابي: شحطت العقرب إياه، أي لدغته، وكذلك وكعته. وعن أبي عمرو: شحط اللبن، إذا أكثر ماءه، فهو مشحوط، وأنشد:

متى يأته ضيف فـلـيس بـذائق     لماجا سوى المشحوط واللبن الأدل هكذا نقله الصاغاني هنا، وقلده المصنف، وذكره صاحب اللسان بالسين المهملة، وقد أشرنا إليه في المستدركات. وقال ابن الأعرابي: الشحط والصوم: ذرق الطائر، وأنشد لرجل من بني تميم جاهلي:

ومبلد بين موماة بمـهـلـكة      جاوزته بعلاة الخلق علـيان
كأنما الشحط في أعلى حمائره     سبائب الريط من قز وكتـان

وقال الليث وابن سيده: الشحط: الاضطراب في الدم. قال: والشحطة، بهاء: داء يأخذ الإبل في صدورها فلا تكاد تنجو منه. قال: والشحطة أيضا: أثر سحج يصيب جنبا أو فخذا أو نحو ذلك. وتشحط الولد في السلى، وكذلك القتيل في الدم، كما للجوهري: اضطرب فيه، قال النابغة الذبياني، يصف الخيل:

ويقذفن بالأولاد في كل منزل     تشحط في أسلائها كالوصائل الوصائل: البرود الحمر فيها خطوط خضر، وهي أشبه شيء بالسلى، والسلى في الماشية خاصة، والمشيمة في الناس خاصة، وفي حديث محيصة: وهو يتشحط في دمه أي يتخبط فيه ويضطرب ويتمرغ. والمشحط، كمنبر: عويد يوضع عند قضيب من قضبان الكرم يقيه من الأرض، كالشحط والشحطة، وقيل: الشحطة عود من رمان أو غيره تغرسه إلى جنب قضيب الحلبة حتى يعلو فوقه. وقيل: الشحط: خشبة توضع إلى جنب الأغصان الرطاب المتفرقة القصار التي تخرج من الشكر حتى ترتفع عليها. ونقل ابن شميل عن الطائفي قال: هو عود ترفع عليه الحبلة حتى تستقل إلى العريش. والشوحط: ضرب من شجر الجبال تتخذ منه القسي، كما في الصحاح، والمراد بالجبال جبال السراة، فإنها هي التي تنبته، قال الأعشى:

صفحة : 4890

وجيادا كأنها قضب الشو     حط يحملن شكة الأبطال وقال أبو حنيفة: أخبرني العالم بالشوحط أن نباته نبات الأرز، قضبان تسمو كثيرة من أصل واحد، قال وورقه فيما ذكر رقاق طوال، وله ثمرة مثل العنبة الطويلة، إلا أن طرفها أدق، وهي لينة تؤكل. أو الشوحط: ضرب من النبع تتخذ منه القياس. قال الأصمعي: من أشجار الجبال النبع والشوحط والتألب. وحكى ابن بري في أماليه أن النبع والشوحط واحد، واحتج بقول أوس يصف قوسا:

تعلمها في غيلها وهي حظوة     بواد به نبع طوال وحثـيل
وبان وظبيان ورنف وشوحط     ألف أثيث ناعم متـعـبـل

فجعل منبت النبع والشوحط واحدا. وأنشد ابن الأعرابي:

وقد جعل الوسمي ينبت بيننـا    وبين بني دودان نبعا وشوحطا قال ابن بري: معنى هذا: أن العرب كانت لا تطلب ثأرها إلا إذا أخصبت بلادها، أي صار هذا المطر ينبت لنا القسي التي تكون من النبع والشوحط، أو هما والشريان واحد، ويختلف الاسم بحسب كرم منابتها، فما كان في قلة الجبل فنبع، وما كان في سفحه فهو شريان، وما كان في الحضيض فهو شوحط، هكذا نقله الأزهري عن المبرد. فأما قول ابن بري: الشوحط والنبع شجر واحد، فما كان منها في قلة الجبل فهو نبع، وما كان في سفحه فهو شوحط، وقال المبرد: وما كان في الحضيض فهو شريان، وقد رد إلى المبرد هذا القول. والذي قاله الغنوي الأعرابي: النبع والشوحط والسراء واحد. وما قاله ابن بري صحيح يعضده قول أبي زياد وغيره. وأما الشريان فلم يذهب أحد إلى أنه من النبع إلا المبرد. قلت: وقال أبو زياد: وتصنع القياس من الشريان، وهي جيدة إلا أنها سوداء مشربة حمرة، قال ذو الرمة:

وفي الشمال من الشريان مطعمة     كبداء في دودها عطف وتقـويم وقال أبو حنيفة مرة: الشوحط والنبع أصفرا العود، رزيناه، ثقيلان في اليد، إذا تقادما أحمرا. والشوحطة: واحدته. والشوحطة أيضا: الطويلة من الخيل، نقله الصاغاني، وكأنه على التشبيه بالشوحطة الشجرة. والشاحط، د، باليمن. وشواحط، بالضم: حصن بها مطل على السحول. وشواحط أيضا: جبل قرب السوارقية بين الحرمين الشريفين كثير النمور والأراوي، وفيه أوشال. ويوم شواحط: معروف في أيام العرب. وشواحط في قول ساعدة بن العجلان الهذلي:

غداة شواحط فنجوت شدا     وثوبك في عباقية هريد قيل: موضع، كما في اللسان، وقيل: بلد، كما في العباب، وعباقية: شجرة، ويروى: عماقية. وشواحطة: ة، بصنعاء اليمن، نقله الصاغاني. وشحط، بالفتح: أرض لطيئ، قال امرؤ القيس:

فهل أنا ماش بين شحـط وحـية     وهل أنا لاق حي قيس بن شمرا

صفحة : 4891

ويروى بين شوط كما سيأتي، وقيس بن شمر، هو ابن عم جذيمة ابن زهير. وشيحاط، بالكسر وقيل: سيحاط، بالسين المهملة: ة، بالطائف، أو: واد، أو: جبل وقد ذكر في س ح ط والصواب بالإعجام، كما في العباب. وشحطه تشحيطا: ضرجه بالدم، فتشحط هو، أي تضرج به واضطرب فيه، نقله الجوهري، وقد تقدم شاهده آنفا. وأشحطه: أبعده، نقله الجوهري، وأنشد الصاغاني لحفص الأموي:

أشحطة ما يزال مفجؤها      يبدي تباريح كنت تخبؤها ومما يستدرك عليه: شواحط الأودية: ما تباعد منها. ومنزل شاحط، أي بعيد، وشحاط، ككتان: بعيد، أيضا. قال العجاج يصف كلابا هربت من ثور كر عليها:

فشمن في الغبار كالأخطاط
يطلبن شأو هارب شحاط

ش ر ط
الشرط: إلزام الشيء والتزامه في البيع ونحوه، كالشريطة، ج: شروط وشرائط. وفي الحديث: لا يجوز شرطان في بيع هو كقولك: بعتك هذا الثوب نقدا بدينار، ونسيئة بدينارين، وهو كالبيعين في بيعة، ولا فرق عند أكثر الفقهاء في عقد البيع بين شرط واحد أو شرطين، وفرق بينهما أحمد عملا بظاهر الحديث ومنه الحديث الآخر: نهي عن بيع وشرط هو أن يكون ملازما في العقد لا قبله ولا بعده، ومنه حديث بريرة: شرط الله أحق تريد ما أظهره وبينه من حكم الله بقوله: الولاء لمن أعتق. وفي المثل: الشرط أملك، عليك، أم لك قال الصاغاني: ويضرب في حفظ الشرط يجري بين الإخوان. والشرط: بزغ الحجام بالمشرط، يشرط ويشرط، فيهما، ويقال: رب شرط شارط، أوجع من شرط شارط. والشرط: الدون اللئيم السافل، مقتضى سياقه أنه بالفتح، والصواب أنه بالتحريك، قال الكميت:

وجدت الناس غير ابني نزار      ولم أذممهم شرطا ودونـا ويروى: شرطا: بالتحريك، كما هو في الصحاح. وشرط الناس: خشارتهم وخمانهم، ج: أشراط، وهو الأرذال. والشرط، بالتحريك: العلامة التي يجعلها الناس بينهم، ج: أشراط أيضا. وأشراط الساعة: علاماتها، وهو منه، وفي الكتاب العزيز: فقد جاء أشراطها . والشرط: كل مسيل صغير يجيء من قدر عشر أذرع، مثل شرط المال، وهو رذالها، قاله أبو حنيفة. وقيل الأشراط: ما سال من الأسلاق في الشعاب. والشرط: أول الشيء. قال بعضهم: ومنه أشراط الساعة، والاشتقاقان متقاربان؛ لأن علامة الشيء أوله. والشرط: رذال المال كالدبر والهزيل وصغارها، وشرارها، قاله أبو عبيد، الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء، قال جرير:

تساق من المعزى مهور نسائهم     ومن شرط المعزى لهن مهور وفي حديث الزكاة: ولا الشرط اللئيمة رذال المال، وقيل صغاره وشراره، وشرط الإبل: حواشيها وصغارها، واحدها شرط، أيضا، يقال: ناقة شرط، وإبل شرط. والأشراف: أشراط أيضا، قال يعقوب: هو ضد، يقع على الأشراف والأرذال، وفي الصحاح: وأنشد ابن الأعرابي:

أشاريط من أشراط أشراط طيئ     وكان أبوهم أشرطا وابن أشرطا

صفحة : 4892

والشرطان، محركة: نجمان من الحمل، وهما قرناه، وإلى جانب الشمالي منهما كوكب صغير، ومنهم، أي من العرب من يعده معهما، فيقول: هو، أي هذا المنزل ثلاثة كواكب، ويسميها الأشراط، هذا نص الجوهري بعينه. وقال الزمخشري وابن سيده: هما أول نجم من الربيع، ومن ذلك صار أوائل كل أمر يقع على أشراطه، وقال العجاج:

ألجأه رعد من الأشراط
وريق الليل إلى أراط

والنسبة إلى الأشراط أشراطي، لأنه قد غلب عليها فصار كالشيء الواحد، قال العجاج أيضا:

من باكر الأشراط أشراطي
من الثريا انقض أو دلوي وقال رؤبة:
لنا سراجا كل ليل غاط
وراجسات النجم والأشراط

وقال الكميت:

هاجت عليه من الأشراط نافجة     بفلتة بين إظـلام وإسـفـار وشاهد المثنى قول الخنساء:

ما روضة خضراء غض نباتها     تضمن رياها لها الشرطـان وأشرط طائفة من إبله وغنمه: عزلها وأعلم أنها للبيع، وفي الصحاح: أشرط من إبله وغنمه، إذا أعد منها شيئا للبيع. وأشرط إليه الرسول: أعجله وقدمه، يقال: أفرطه وأشرطه، من الأشراط التي هي أوائل الأشياء، كأنه من قولك: فارط، وهو السابق. وأشرط فلان نفسه لكذا من الأمر، أي أعلمها له وأعدها، ومن ذلك أشرط الشجاع نفسه: أعلمها للموت، قال أوس بن حجر:

وأشرط فيها نفسه وهو معصم    وألقى بأسباب له وتـوكـلا والشرطة، بالضم: واحد الشرط، كصرد، وهم أول كتينة من الجيش تشهد الحرب وتتهيأ للموت، وهم نخبة السلطان من الجند، ومنه حديث ابن مسعود في فتح قسطنطينية: يستمد المؤمنون بعضهم بعضا فيلتقون، وتشرط شرطة للموت لا يرجعون إلا غالبين . وقال أبو العيال الهذلي يرثي ابن عمه عبد بن زهرة:

فلم يوجد لشرطتهم    فتى فيهم وقد ندبوا
فكنت فتاهم فيهـا     إذا تدعى لها تثب قال الزمخشري: ومنه صاحب الشرطة. والشرطة أيضا: طائفة من أعوان الولاة، م، معروفة، ومنه الحديث: الشرط كلاب النار وهو شرطي أيضا في المفرد كتركي وجهني، أي بسكون الراء وفتحها، هكذا في المحكم، وكأن الأخير نظر إلى مفرده شرطة كرطبة، وهي لغة قليلة. وفي الأساس والمصباح ما يدل على أن الصواب في النسب إلى الشرطة شرطي، بالضم وتسكين الراء، ردا على واحده، والتحريك خطأ، لأنه نسب إلى الشرط الذي هو جمع. قلت: وإذا جعلناه منسوبا إلى الشرطة كهمزة، وهي لغة قليلة، كما أشرنا إليه قريبا أولى من أن نجعله منسوبا إلى الجمع، فتأمل. وإنما سموا بذلك لأنهم أعلموا أنفسهم بعلامات يعرفون بها. قاله الأصمعي. وقال أبو عبيدة: لأنهم أعدوا لذلك. قال ابن بري: وشاهد الشرطي لواحد الشرط قول الدهناء:

والله لولا خشـية الأمـير
وخشية الشرطي والتؤرور

وقال آخر:
أعوذ بـالـلـه وبـالأمـير
من عامل الشرطة والأترور

صفحة : 4893

وشرط، كسمع: وقع في أمر عظيم. نقله الصاغاني، كأنه وقع في شروط مختلفة، أي طرق. والشريط: خوص مفتول يشرط، وفي العباب: يشرج به السرير ونحوه، فإن كان من ليف فهو دسار، وقيل: هو الحبل ما كان، سمي بذلك لأنه يشرط خوصه، أي يشق، ثم يفتل، والجمع: شرائط، ومنه قول مالك، رحمه الله: لقد هممت أن أوصي إذا مت أن يشد كتافي بشريط، ثم ينطلق بي إلى ربي، كما ينطلق بالعبد إلى سيده. وقال ابن الأعرابي: الشريط: عتيدة تضع المرأة فيها طيبها وأداتها. وقيل: الشريط: العيبة، عن ابن الأعرابي أيضا، وبه فسر قول عمرو بن معدي كرب:

فزينك في شريطك أم بكر     وسابغة وذو النونين زيني يقول: زينك الطيب الذي في العتيدة، أو الثياب التي في العيبة، وزيني أنا السلاح، وعنى بذي النونين السيف، كما سماه بعضهم ذا الحيات. وشريط: ة، بالجزيرة الخضراء الأندلسية، نقله الصاغاني. والشريطة، بهاء: المشقوقة الأذن من الإبل، لأنها شرطت آذانها، أي شقت، فهو فعيلة بمعنى مفعولة. والشريطة: الشاة أثر في حلقها أثر يسير، كشرط المحاجم من غير إفراء وأوداج ولا إنهار دم، أي لا يستقصى في ذبحها. أخذ من شرط الحجام وكان يفعل ذلك في الجاهلية، كانوا يقطعون يسيرا من حلقها ويتركونها حتى تموت ويجعلونه ذكاة لها، وهي كالذكية والذبيحة والنطيحة، وقد نهي عن ذلك في الحديث وهو: لا تأكلوا الشريطة فإنها ذبيحة الشيطان وقيل: ذبيحة الشريطة هي أنهم كانوا يشرطونها من العلة، فإذا ماتت قالوا: قد ذبحناها. وشريط، كزبير: والد نبيط، وهو شريط بن أنس بن هلال الأشجعي صحابي، ولابنه نبيط صحبة أيضا، وله أحاديث، وقد جمعت في كراسة لطيفة رويناها عن الشيوخ بأسانيد عالية، وروى عنه ابنه سلمة بن نبيط، وحديثه في سنن النسائي. وشروط، كصبور: جبل، نقله الصاغاني. والشرواط، كسرداح: الطويل من الرجال، نقله الجوهري، وهو في العين. والشرواط: الجمل السريع، هكذا في أصول القاموس، والصواب أن الشرواط يطلق على الناقة والجمل، ففي العين: ناقة شرواط، وجمل شرواط: طويل، وفيه دقة، الذكر والأنثى فيه سواء، ونقل الجوهري مثل ذلك، وكأن المصنف أخذ من عبارة ابن عباد. ونصه: الشرواط: السريع من الإبل. فعمم ولم يخص الجمل، ففي كلام المصنف قصور من جهتين، وأجمع من ذلك ما في اللسان: الشرواط: الطويل المتشذب القليل اللحم الدقيق، يكون ذلك من الناس والإبل، وكذلك الأنثى، بغير هاء، وأنشد الجوهري للراجز:

يلحن من ذي زجل شرواط
محتجز بخلق شمطاط قال ابن بري: الرجز لجساس بن قطيب، وهو مغير، وأنشده ثعلب في أماليه على الصواب، وهي ستة عشر مشطورا وبين المشطورين مشطوران، وهما:

صات الحداء شظف مخلاط
يظهرن من نحيبه للشاطي ويروى: من ذي ذئب. والمشرط، والمشراط، بكسرهما، المبضع، وهي الآلة التي يشرط بها الحجام. ومشاريط الشيء: أوائله، كأشراطه، أنشد ابن الأعرابي:

تشابه أعناق الأمور وتـلـتـوي     مشاريط ما الأوراد عنه صوادر

صفحة : 4894

وقال: لا واحد لها، ونقل ابن عباد أن الواحد مشراط. قال: ويقال: أخذ للأمر مشاريطه، أي أهبته. وذو الشرط لقب عدي ن جبلة بن سلامة بن عبد الله بن عليم ابن جناب بن هبل التغلبي، وكان قد رأس، وشرط على قومه أن لا يدفن ميت حتى يخط هو له موضع قبره، فقال طعمة بن مدفع ابن كنانة بن بحر بن حسان بن عدي بن جبلة في ذلك:

عشية لا يرجو امرؤ دفن أمه     إذا هي ماتت أو يخط لها قبرا وكان معاوية رضي الله عنه بعث رسولا إلى بهدل بن حسان بت عدي بن جبلة يخطب ابنته، فأخطأ الرسول فذهب إلى بحدل بن أنيف من بني حارثة بن جناب، فزوجه ابنته ميسون، فولدت له يزيد، فقال الزهيري:

ألا بـهدلا كانوا أرادوا فضللت    إلى بحدل نفـس الرسـول المضلل
فشتان إن قايست بين ابن بحدل     وبين ابن ذي الشرط الأغر المحجل

واشترط عليه كذا: مثل شرط وتشرط في عمله: تألق، كذا في العباب، وفي الأساس: تنوق وتكلف شروطا ما هي عليه. واستشرط المال: فسد بعد صلاح، نقله الصاغاني. وفي إصلاح الألفاظ لابن السكيت: الغنم أشرط المال، أي أرذله، وهو مفاضلة لا فعل، قال ابن سيده: وهو نادر، لأن المفاضلة إنما تكون من الفعل دون الاسم، وهو نحو ما حكاه سيبويه من قولهم: أحنك الشاتين؛ لأن ذلك لا فعل له أيضا عنده، وكذلك آبل الناس، لا فعل له عند سيبويه، قال: وفي بعض نسخ الإصلاح: الغنم أشراط المال. قلت: وهكذا أورده الجوهري أيضا. قال: فإن صح هذا فهو جمع شرط، محركة. وشارطه مشارطة: شرط كل منهما على صاحبه، كما في اللسان والعباب. ومما يستدرك عليه: الشرط، بالفتح: العلامة، لغة في التحريك. والشرط، محركة: من الإبل: ما يجلب للبيع، نحو الناب والدبر، يقال: إن في إبلك شرطا? فيقول: لا، ولكنها لباب كلها، كما في اللسان، وعبارة الأساس: يقال للجالب: هل قفي حلوبتك شرط? قال: لا، كلها لباب. وأشراط الساعة: ما ينكره الناس من صغار أمورها قبل أن تقوم الساعة، نقله الخطابي وقال غيره: هي أسبابها التي هي دون معظمها وقيامها. وشرطة كل شيء، بالضم: خياره، وكذلك شريطته، ومنه الحديث: لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض، فيبقى عجاج لا يعرفون معروفا، ولا ينكرون منكرا يعني أهل الخير والدين. قال الأزهري: أظنه شرطته، أي الخيار، إلا أن شمرا كذا رواه. قال ابن بري: والنسب إلى الشرطين شرطي، كقوله:

ومن شرطي مرثعن بعامر قال: وكذلك النسب إلى الأشراط شرطي، وربما نسبوا إليه على لفظ الجمع أشراطي، وقد تقدم شاهده، ومن ذلك: روضة أشراطية إذا مطرت بنوء الشرطين، قال ذو الرمة يصف روضة:

حواء قرحاء أشراطية وكفت     فيها الذهاب وحفتها البراعيم

صفحة : 4895

وحكى ابن الأعرابي: طلع الشرط. فجاء للشرطين بواحد، والتثنية في ذلك أعلى وأشهر، لأن أحدهما لا ينفصل عن الآخر، كأبانين في أنهما يثنيان معا وتكون حالتهما واحدة في كل شيء. ويقال: نوء شراطي، هكذا هو في الأساس، ولعله شرطي محركة، كما تقدم عن ابن بري. وفي الصحاح: وأما قول حسان ابن ثابت:

في ندامى بيض الوجوه كرام      نبهوا بعد هجعة الأشـراط وفي العباب: بعد خفقة الأشراط، فيقال: إنه أراد به الحرس وسفلة الناس، أي فالواحد شرط. قال الصاغاني: والصحيح أنه أراد الكميت وذو الرمة، وخفقتها: سقوطها. وشرط، محركة: لقب مالك بن بجرة، ذهبوا في ذلك إلى استرذاله؛ لأنه كان يحمق، قال خالد بن قيس التيمي يهجو مالكا هذا:

ليتك إذا رهنت آل موأله
حزوا بنصل السيف عند السبله
وحلقت بك العقاب القيعله
مدبرة بشرط لا مقبله

وأشرط فيها وبها: استخف بها وجعلها شرطا، أي شيئا دونا خاطر بها. وقال أبو عمرو: أشرطت فلانا لعمل كذا، أي يسرته وجعلته يليه، وأنشد:

قرب منهم كل قرم مشرط
عجمجم ذي كدنة عملط

المشرط: الميسر للعمل. والشريط: خيوط من حرير، أو منه ومن قصب، تفتل مع بعضها، على التشبيه بخيوط الصوف والليف. وبنو شريط: بطن من العرب، عن ابن دريد. وشرطا النهر: شطاه. والأشرط، كأحمد: الرذل، والأشاريط جمع الجمع وهم الأراذل. والشروط: الطرق المختلفة. ومن أمثال المولدين: لا تعلم الشرطي التفحص، ولا الزطي التلصص. والتشريط: كالشرط. وتشارط عليه كذا: مثل شارط. وأشرط نفسه وماله في هذا الأمر، إذا قدمهما. وأبو القاسم بن أبي غالب الشراط: محدث مغربي، روى عنه سبطه القاسم بن محمد بن أحمد القرطبي. وأبو عمران موسى بن إبراهيم الشرطي، عن ابن لهيعة، قال الدارقطني: متروك.

ش ط ط
شط المنزل يشط ويشط، من حد ضرب ونصر، شطا وشطوطا، الأخير بالضم: بعد، وكل بعيد: شاط، قال الشاعر:

شط المزار بجدوى وانتهى الأمل     فلا خيال ولا عهد ولا طـلـل وقال آخر:

تشط غدا دار جيراننا      وللدار بعد غد أبعد وشط عليه في حكمه، يشط، من حد ضرب فقط، شطيطا، كذا في أصول القاموس، كأمير، والصواب: شططا، محركة: جار في قضيته، كأشط واشتط. وفي الصحاح: وحكى أبو عبيد: شططت عليه، وأشططت، إذا جرت. ونقل صاحب اللسان هذا القول عن أبي عبيد، ولكنه قال:شططت أشط، بضم الشين، فجعله من حد نصر، وعبارة الجوهري مطلقة، فهو يرد على المصنف، حيث جعله من حد ضرب، فتأمل. وشط في سلعته يشط شططا، محركة، إذا جاوز القدر المحدود وتباعد عن الحق. وشط عليه في السوم يشط شطاطا: أبعد كأشط، وهذه أكثر، وعبارة الصحاح: أشط في السوم، واشتط. أبعد. قال ابن بري: أشط بمعنى أبعد، وشط بمعنى بعد، وشاهد أشط بمعنى أبعد قول الأحوص:

ألا يا لقومي قد أشطت عواذلـي      ويزعمن أن أودى بحقي باطلي

صفحة : 4896

قال أبو عمرو: الشطط: مجاوزة القدر في بيع أو طلب أو احتكام أو غير ذلك من كل شيء، مشتق من شطت الدار، إذا بعدت. قلت: فظهر بذلك أن الشطط مصدر لكل ما ذكر من الأفعال. وهي: شط في حكمه، وفي سلعته، وفي السوم، فتخصيص المصنف إحدى مصادرها بالشطيط، كأمير - كما في سائر النسخ - غير صواب، لأنه مخالف لنصوص الأئمة فتأمل ذلك، ومنه حديث ابن مسعود: لها صداق كصداق نسائها، لا وكس ولا شطط أي لا نصان ولا زيادة. وفي الكتاب العزيز: وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا . قال الراجز:

يحمون ألفا أن يساموا شططا وقال عنترة:

شطت مزار العاشقين فأصبحت      عسرا علي طلابها ابنة مخرم أي جاوزت مزار العاشقين، فعداه حملا على معنى جاوزت، وفي الصحاح: وفي حديث تميم الداري: إنك لشاطي أي جائر علي في الحكم. قلت: ونص الحديث: أن رجلا كلمه في كثرة العبادة فقال: أرأيت إن كنت أنا مؤمنا ضعيفا وأنت مؤمن قوي أإنك لشاطي حتى أحمل على ضعفي فلا أستطيع فأنبت . قال أبو عبيد: هو من الشطط، وهو الجور في الحكم، يقول: إذا كلفتني مثل عملك وأنت قوي وأنا ضعيف فهو جور منك، علي. قال الأزهري: جعل قوله: شاطي بمعنى ظالمي، وهو متعد. وقال أبو زيد، وأبو مالك: شط فلانا يشطه شطا وشطوطا، إذا شق عليه وظلمه، قال الأزهري: أراد تميم بقوله: شاطي هذا المعنى الذي قاله أبو زيد. والشط: شاطئ النهر وجانبه، وقال أبو حنيفة: شط الوادي: سنده الذي يلي بطنه. ج: شطوط، وشطان، بضمهما، وأنشد الليث:

ركوب البحر شطا بعد شط وقال غيره:

وتصوح الوسمي من شطانه     بقل بظاهره وبقل متانـه ويروى: من شطآنه، جمع شاطئ. ومن المجاز: الشط: جانب السنام وشقه أو نصفه، ولكل سنام شطان، وقال أبو النجم:

علقت خودا من بنات الزط
ذات جهاز مضغط ملط
كأن تحت درعها المنعط
شطا رميت فوقه بشط
لم ينز في الرفع ولم ينحط

ج شطوط، بالضم. والشط: ة، باليمامة، نقله الصاغاني. وشط عثمان: ع بالبصرة، يضاف إلى عثمان بن أبي العاص الثقفي الصاحبي رضي الله عنه، كما في العباب، وراجعت في معاجم الصحابة فوجدت من اسمه عثمان من بني ثقيف رجلين: عثمان ابن عامر بن معتب الثقفي، ذكره السهيلي، وعثمان الثقفي نزيل حمص، ولم أجد عثمان بن أبي العاص هذا، فلينظر. والشطاط، كسحاب، وكتاب. الطول وحسن القوام، قال الهذلي:

لهوت بهن إذ ملقي مـلـيح      وإذ أنا في المخيلة والشطاط

صفحة : 4897

أو اعتداله، عن ابن دريد، يقال: جارية شطة وشاطة بينة الشطاط والشطاط. والشطاط، بالفتح: البعد، كالشطة، بالكسر، ومنه الحديث: اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة الشطة وسوء المنقلب أي بعد المسافة. والشطاط أيضا: كسار الآجر. ويقال: رجل شاط بين الشطاط والشطاطة، بفتحهما. والشطاط، بالكسر، وهو: البعيد ما بين الطرفين. وشطط تشطيطا: بالغ في الشطط، أي الجور والتجاور عن الحد، وقرئ ولا تشطط بضم التاء وفتح الشين، وهي قراءة قتادة، وقرئ: ولا تشطط بضم التاء وكسر الطاء الأولى وقرأ الحسن البصري وأبو رجاء وأبو حيوة واليماني وقتادة في إحدى روايتيه، وأبو إبراهيم وابن أبي عبلة ولا تشطط بفتح التاء وضم الطاء الأولى، وقرأ زر بن حبيش: ولا تشاطط ومعنى الكل: أي لا تبعد عن الحق. وأشط في الطلب: أمعن، كما في الصحاح، ويقال: أشط القوم في طلبنا إشطاطا، إذا طلبوهم مشاة وركبانا. وأشط في المفازة: ذهب، كأنه أبعد فيها. وغدير الأشطاط: ع بملتقى الطريقين من عسفان للحاج إلى مكة، شرفها الله، ومنه الحديث: أين تركت أهلك بغدير الأشطاط وقال عبيد الله بن قيس الرقيات:

سرف منزل لسلمة فالظه     ران منا منازل فالقصيم
فغدير الأشطاط منها محل     فبعسفان منزل معـلـوم

والشطشاط: طائر، عن ابن دريد، قال: زعموا ذلك، وليس بثبت. والشطوطى، كخجوجى، والشطوط كصبور، وعلى الأخير اقتصر الجوهري: الناقة الضخمة السنام كما في الصحاح، وهو قول الأصمعي، وقال غيره: هي العظيمة جنبي السنام، ج: شطائط، قال الراجز يصف إبلا وراعيها:

قد طلحته جلة شطائط
فهو لهن حابل وفارط

وقال أبو حزام العكلي:

فلا تؤمر مماءرتي وبؤلي     فليس يبوء بخس بالشطوط وشاطه مشاطة: غالبه في الاشتطاط فشطه شطا: غلبه. ومما يستدرك عليه: شط الرجل: إذا أنعظ، نقله ابن القطاع. والمشطة، كالمشقة وزنا ومعنى، وبمعنى البعد أيضا. والشطان، كرمان: موضع قريب من المدينة المشرفة، قال كثير عزة:

وباقي رسوم لا تزال كأنهـا    بأصعدة الشطان ريط مضلع ويقال: هو بين الأبواء والجحفة.

ش ع ط
ومما يستدرك عليه: شعوط الدواء الجرح، والفلفل الفم، إذا أحرقه وأوجعه، هكذا تستعمله العامة، والأصل شوطه تشويطا، كما سيأتي.

ش ق ط
الشقيط، كأمير، أهمله الجوهري والصاغاني، وقال ابن الأثير: هي الجرار من الخزف يجعل فيها الماء، أو الفخار عامة، قاله الفراء، وقد جاء في حديث ضمضم: رأيت أبا هريرة يشرب من ماء الشقيط . ورواه بعضهم بالسين المهملة، وهو تصحيف، كما في اللسان. ومما يستدرك عليه: شنقيط، بالكسر: مدينة من أعمال السوس الأقصى بالمغرب.

ش ل ط

صفحة : 4898

الشلط، ويقال: الشلطاء، بالمد، أهملها الجوهري، وقال الليث: هي السكين بلغة أهل الجوف، الأولى ذكرها هنا، والثانية ذكرها في ش ل ح ونصه هناك: الشلحاء: السيف بلغة أهل الشحر، والشلطاء هي السكين. قال الصاغاني: وتبعه ابن عباد، وأنكر ذلك الأزهري. والشلطة، بالكسر: السهم الطويل الدقيق: ج: شلط، كعنب، عن ابن عباد. قلت: وقد تقدم ذكره في السين أيضا، وكأن الشين لغة فيها. ومما يستدرك عليه: شلط، إذا نضج، هكذا هو في التكملة. قلت: وهو تحريف، والصواب فيه شاط: إذا نضج، كما يأتي للمصنف.

ش م ح ط
الشمحط، كجعفر وسرداح وعصفور: المفرط الطول كل ذلك نقله ابن دريد، ثم إن هذا الحرف مكتوب في سائر الأصول بالحمرة، على أنه مستدرك على الجوهري، وليس كذلك، فإن الجوهري ذكر في آخر تركيب شحط ما نصه: والشمحوط: الطويل، والميم زائدة. وأما الصاغاني فإنه ذكره في المحلين، ونبه على زيادة الميم عن بعض، فالصواب إذن كتابته بالسواد، فتأمل.

ش م ر ط
ومما يستدرك عليه: في العباب: شمرط الشعر: قل وخف، أهمله الجماعة، ونقله ابن القطاع.

ش م ش ط
شمشاط كخزعال، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ياقوت والصاغاني: هو: د، من بلاد ربيعة قريب من ديار بكر، ويقال: هو وقالي قلا من الحد الرابع من حدود إرمينية، وضبطه الحافظ في التبصير بكسر الأول قال: ومنه أبو الربيع محمد بن زياد الشمشاطي المحدث روى عنه منصور بن عمار، وطائفة من أهل شمشاط.

ش م ط
الشمط، محركة: بياض شعر الرأس يخالط سواده، كذا في الصحاح، وفي المحكم: الشمط في الشعر: اختلافه بلونين من سواد وبياض. شمط الرجل كفرح يشمط شمطا وأشمط، كأكرم، واشمط اشمطاطا، قال الأغلب العجلي:

قد عرفتني سرحتي وأطت
وقد شمطت بعدها واشمطت

وتقدم في أ ط ط أن الرجز للراهب المحاربي. وقال المتنخل الهذلي:

وما أنت الغداة وذكر سـلـمـى      وأمسى الرأس منك إلى اشمطاط واشمأط، كاطمأن اشمئطاطا. فهو أشمط، من قوم شمط، وشمطان، بضمهما، مثل: أسود وسود وسودان، وأعور وعور وعوران. قال الجوهري: والمرأة شمطاء. قلت: ومنه قول عمرو بن كلثوم:

ولا شمطاء لم يترك شقاها     لها من تسعة إلا جنـينـا

صفحة : 4899

وقال الليث: الشمط في الرجل: شيب اللحية، وفي المرأة شيب الرأس، ولا يقال للمرأة: شيباء، ولكن شمطاء. وشمطه، أي الشيء يشمطه شمطا، من حد ضرب: خلطه، كأشمطه، وهذه عن أبي زيد قال: ومن كلامهم: أشمط عملك بصدقة، أي اخلطه، فهو شميط ومشموط، وكل لونين اختلطا فهما شميط. وكان أبو عمرو بن العلاء يقول لأصحابه: اشمطوا، أي خذوا مرة في قرآن، ومرة في شعر، ومرة في لغة، أي خوضوا، وهو مجاز. وشمط الإناء: ملأه، وكذلك شحطه، عن أبي عمرو. ومن المجاز: شمطت النخلة، إذا انتثر بسرها، عن أبي عمرو، قال: وكذلك الشجر، إذا انتثر ورقه، يشمط. ومن المجاز: طلع الشميط، أي الصبح، لاختلاط لونيه من الظلمة والبياض. وقيل: لاختلاط بياض النهار بسواد الليل. وفي الصحاح: لاختلاط بياضه بباقي ظلمة الليل. قال الكميت:

وأطلع منه اللياح الشميط      خدودا كما سلت الأنصل وقال البعيث:

وأعجلها عن حاجة لم تفه بها      شميط يتلي آخر الليل ساطع ومن المجاز: الشميط: الولد نصفهم ذكور ونصفهم إناث. كذا في اللسان. والشميط: من النبات: ما بعضه هائج وبعضه أخضر، قاله الليث. وفي الصحاح: نبت شميط، أي بعضه هائج. والشميط: ذئب، هكذا في النسخ بكسر الذال المعجمة عن اسم الحيوان،وهو غلط، والصواب: ذنب شميط، محركة: فيه سواد وبياض. ومن المجاز: الشميط من اللبن: ما لا يدرى أحامض هو أم حقين، من طيبه، من قولهم: شمط بين الماء واللبن، أي خلط. ويقال: طائر شميط الذنابى، إذا كان في ذنبه بياض وسواد قاله الليث، وأنشد لطفيل الغنوي يصف فرسا:

شميط الذنابى جوفت وهي جونة     بنقبة ديباج وريط مـقـطـع يقول: اختلط في ذنبها بياض وغيره. وقال ابن دريد: قوله: شميط الذنابى، أي شعلاؤها، والتجويف ابيضاض البطن حتى ينحدر البياض في القوائم. والشمطانة، بالضم: البسرة يرطب جانب منها وسائرها يابس، عن ابن الأعرابي، أو هي الرطبة المنصفة، قاله أبو عمرو. وشميط، كزبير: حصن بالأندلس، من أعمال سرقسطة. وشميط بن بشير، وشميط بن العجلان البصري: محدثان. والشميط: نقا ببلاد بني أبي عبد الله بن كلاب، أو هو الشميط، كأمير، كما في العباب، وبالوجهين روي قول أوس ابن حجر يصف القتلى:

كأنهم بين الشـمـيط وصـارة     وجرثم والسوبان خشب مصرع وشامط: لقب أحمد بن حيان القطيعي المحدث، كما في العباب. ويقال: هذه قدرة، هكذا في أصول القاموس، والصواب: قدر، كما هو نص الجمهرة والصحاح، تسع شاة بشمطها، بالفتح، كما هو نص الصحاح والجمهرة، ويكسر، عن العكلي، قال ابن دريد: ولم أسمع ذلك إلا منه، وحكى ابن بري عن ابن خالويه، قال: الناس كلهم على فتح الشين من شمطها إلا العكلي، فإنه يكسر الشين. ويحرك، عن ابن عباد، ووجد هكذا مضبوطا في نسخة المجمل لابن فارس، وكذلك أشماطها، وكأنه جمع شمط المحرك وشماطها، بالكسر، نقله الصاغاني، أي بتوابلها، كما في الصحاح، أي بمآدمها من الخبز والصباغ. والشمطوط، بالضم: الطويل، قال الراجز:

يتبعها شمردل شمطوط

صفحة : 4900

لا ورع جبس ولا مأقوط والشمطوط: الفرقة من الناس وغيرهم كالشمطاط والشمطيط، بكسرهما، وقوم شماطيط: متفرقة، الواحدة: شمطيط، كما في الصحاح، ويقال: ذهب القوم شماطيط وشماليل، إذا تفرقوا، الواحد شمطيط، وشمطاط، وشمطوط، وفي حديث أبي سفيان: صريح لؤي لا شماطيط جرهم وثوب شماطيط، أي خلق، عن اللحياني، وزاد غيره: متشقق، الواحد: شمطاط، كما في الصحاح، وأنشد للراجز، وهو جساس بن قطيب:

محتجزا بخلق شمطاط
على سراويل له أسماط

وقد تقدم. ويقال: جاءت الخيل شماطيط، أي متفرقة أرسالا، أو جماعة في تفرقة. قال سيبويه: لا واحد للشماطيط، ولذلك إذا نسبت إليه قلت: شماطيطي. فأبقى عليه لفظ الجمع، ولو كان عنده جمعا لرد النسب إلى الواحد، فقال: شمطاطي أو شمطوطي، أو شمطيطي. وقال الفراء: الشماطيط والعبابيد والشعارير والأبابيل، كل هذا لا يفرد له واحد. وشماطيط: اسم رجل، أنشد ابن جني:
أنا شماطيط الذي حدثت به
متى أنبه للغداء أنتبه
ثم أنز حوله وأحتبه
حتى يقال سيد ولست به والهاء في أحتبه زائدة للوقف، وإنما زادها للوصل، كما في اللسان. ومما يستدرك عليه: الشمطات، محركة: الشعرات البيض تكون في الرأس، جمع شمط. وناقة شمطاء: بيضاء المشفرين، وبه فسر ابن الأعرابي قول الشاعر:

شمطاء أعلى بزها مطرح
قد طال ما ترحها المترح

وفرس شميط الذنب: فيه لونان. ويقال: أكل فلان شاة مصلية بشمطها، بالضم، لغة في الفتح، عن ابن عباد، نقله الصاغاني، أي بتابلها من الخبز والصباغ. والشمطوط، بالضم: الأحمق. والشمطاء: فرس دريد بن الصمة، وهو القائل فيها:

تعللت بالشمطاء إذ بان صاحبـي     وكل امرئ قد بان أو بان صاحبه كما في العباب. قلت: ومن نسله الشميطاء، ومن نسل الشميطاء المعنقبة، التي هي إحدى البيوت الخمسة المشهورة عند العرب، وهي موجودة الآن. والشمط: الخوض، وهو مجاز. وأجريت طلقا وشمطوطا بمعنى واحد، كما في العباب والتكملة. واشماطت الخيل، إذا ركضت تبادر شيئا تطلبه. كما في التكملة. وقول العامة: شمطة شمطا، إذا أخذه باستيفاء، مأخوذ من أكل الشاة بشمطها، على التشبيه.

ش م ع ط
اشمعط الرجل: أهمله الجوهري، وقال الأزهري: أي امتلأ غضبا، وكذلك اشمعد، كلاهما بالسين والشين. وقال أبو تراب: اشمعط القوم في الطلب واشمعلوا، إذا بادروا فيه وتفرقوا. هكذا سمعه من بعض قيس، وقال مدرك الجعفري: يقال: قرقوا لضوالكم بغيانا يضبون لها، أي يشمعطون. فسئل عن ذلك، فقال: أضب القوم في بغيتهم، أي في ضالتهم، إذا تفرقوا في طلبها. وعن ابن عباد: اشمعطت الخيل، إذا ركضت تبادر إلى شيء تطلبه. هكذا في العباب، وفي التكملة: اشماطت، وقد ذكرناه قريبا. واشمعطت الإبل: انتشرت، كاشمعلت، عن أبي تراب. واشمعط الذكر: نعظ، عن الأزهري، والسين لغة فيه.

ش ن ط

صفحة : 4901

الشناط، ككتاب، أهمله الجوهري. وقال ابن عباد: هي المرأة الحسنة اللحم واللون ج: شناطات وشنائط. وقال ابن الأعرابي: الشنط ككتب: اللحمان المنضجة. قال: والمشنط، كمعظم: الشواء، وقيل: شواء مشنط: لم يبالغ في شيه. ومما يستدرك عليه: امرأة شناطية، كعلانية: حسنة اللون واللحم، كما في التكملة.

ش ن ح ط
ومما يستدرك عليه: الشنحوط، بالضم: الطويل، مثل به سيبويه، وفسره السيرافي، كما في اللسان، وقد أهمله الجماعة. قلت: وكأن نونه بدل عن الميم، وقد تقدم الشمحوط بهذا المعنى، وذكره الصاغاني أيضا في التكملة نقلا عن ابن دريد، وأهمله في العباب.

ش و ط
شوط براح: ابن آوى، نقله الجوهري والزمخشري، وهو في العباب عن ابن دريد وقال: فأما قولهم: آوي فخطأ. وزاد في اللسان: أو دابة غيره. ويقال: فلان شوطه شوط باطل، وهو الهباء الذي يدخل من الكوة إلى البيت في الشمس، أي ليس بشيء، نقله الزمخشري والجوهري. وقال ابن دريد: ليس بثبت، وقالوا: خيط باطل، وهو أصح الوجهين إن شاء الله تعالى. وقال المثبتون لهذه اللغة: هي لغة في السين المهملة. والشوط: الجري مرة إلى غاية، وقد شاط يشوط، إذا عدا شوطا إلى غاية، ويقال: عدا شوطا، أي طلقا، كما في الصحاح، ج: أشواط، قال العجاج:

والضغن من تتابع الأشواط ويقال: طاف بالبيت سبعة أشواط، من الحجر إلى الحجر شوط واحد، كما في الصحاح، وهو في الأصل مسافة من الأرض يعدوها الفرس، كالميدان ونحوه. وكره جماعة من الفقهاء أن يقال لطوفات الطواف: أشواط. قلت: هو مأخوذ من قول ابن فارس، ونصه: كان بعض الفقهاء يكره أن يقال طاف بالبيت أشواطا، وكان يقول: الشوط باطل، والطواف بالبيت من الباقيات الصالحات. قلت: فهو قد بين وجه الكراهة، فإن أصل وضع الشوط في مضي في غير تثبت ولا في حق، ونقل شيخنا أنه روي ذلك عن الشافعي ومجاهد. والشوط: حائط عند جبل أحد، من بساتين المدينة، وقد جاء ذكره في حديث المرأة الجونية. وفي العباب: ومن ثم انخزل عبد الله بن أبي بن سلول يوم أحد راجعا، قال قيس بن الخطيم الأنصاري:

وبالشوط من يثرب أعبد      ستهلك في الخمر أثمانها

صفحة : 4902

وقال ابن شميل: الشوط: مكان بين شرفين من الأرض يأخذ فيه الماء والناس، كأنه طريق طوله مقدار الدعوة، أي مبلغ صوت داع ثم ينقطع، وضبطه الزمخشري بالسين المهملة، وقد مر ذكره هناك، وج شياط، ككتاب وأصله شواط، قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، كسوط وسياط. قال: ودخوله في الأرض أنه يواري البعير وراكبه، ولا يكون إلا في سهول الأرض ينبت نبتا حسنا. وقال ابن الأعرابي: شوط الرجل تشويطا، إذا طال سفره. وقال الكلابي: شوط القدر وشيطها، إذ أغلاها. وقال ابن عباد: شوط اللحم وشيطه: أنضجه، هكذا نقله عنه الصاغاني، وسيأتي أن تشييط اللحم وتشويطه، هو: أن يدخنه ولا ينضجه. وشوط الصقيع النبت: أحرقه، وكذلك الدواء تذره على الجرح. وتشوط الفرس، إذا أدام طرده إلى أن أعيا ولغب. وشوط: ع، ببلاد طيئ ظاهره أنه بالفتح، وقال الصاغاني في كتابيه: إنه بالضم، وأنشد لامرئ القيس:

فهل أنا ماش بين شـوط وحـية     وهل أنا لاق حي قيس بن شمرا ويروى: بين شحط وحية وقد تقدم. وشوطان، كسكران: ع، قال كثير:

وفي رسم دار بين شوطان قد خلت      ومر لها عامان عينـك تـدمـع وقال أبو سهم الهذلي:

بذلت لهم بذي شوطان شدي      غداتئذ ولم أبذل قتـالـي ومما يستدرك عليه: وقد يستعمل الشوط في الريح، نقله الليث، وأنشد:

ونازح معتكر الأشواط يعني الريح. وشوط سفينته، إذا سافر بها، وهو مأخوذ من قول ابن الأعرابي. والتشويطة اسم تلك المسافة، وقد يكنى بها عن الطاعون والأمراض المهلكة، وهو من ذلك. ومن أمثالهم: الشوط بطين ذكره الحريري في المقامة الحضرمية، يضرب في طول الأمد بحيث يمكن أن يستدرك فيه ما فات، وأصله قول سليمان بن صرد، قال لعلي رضي الله عنه حين تأخر عن وقعة الجمل. وشوطى، كسكرى: هضبة، قال ابن مقبل:

ولو تألف موشـيا أكـارعـه     من فدر شوطى بأدنى دلها ألفا ومنه: عقيق شوطى. وشاط: حصن بالأندلس، نقله الصاغاني. وشوائط، بالفتح: بلدة باليمن، قرب تعز، منها الإمام شهاب الدين أحمد بن علي بن عمر بن أحمد بن بكر الشوائطي الحميري الكلاعي، ولد بها سنة 781 وحدث عن البرهان بن صديق، والجمال بن ظهيرة، والزين المراغي، ومات بمكة، ترجمه الخيضري في الطبقات.

ش ي ط
شاط الشيء يشيط شيطا، وشيطوطة، وشياطة، بالكسر: احترق، وخص بعضهم به الزيت والرب، قال:

كشائط الرب عليه الأشكل وشاط السمن، والزيت، إذا خثرا، أو شاط السمن، إذا نضج حتى كاد أن يهلك. وفي الصحاح حتى يحترق. وزاد في العباب؛ لأنه يهلك حينئذ. قال نقادة الأسدي يصف ماء آجنا:

أوردته قلائصا أعلاطا
أصفر مثل الزيت لما شاطا

وشاط فلان يشيط، أي هلك، ومنه حديث غزوة مؤتة إن زيد بن حارثة رضي الله عنه، قاتل براية رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شاط في رماح القوم . قال الأعشى:

قد نخضب العيرفي مكنون فائله     وقد يشيط على أرماحنا البطل

صفحة : 4903

هكذا هو في الصحاح. وروى أبو عمرو: قد نطعن العير وفي حديث عمر لما شهد على المغيرة ثلاثة نفر بالزنا، قال: شاط ثلاثة أرباع المغيرة . وكل ما ذهب فقد شاط. ومنه: الشيطان فعلان في قول من قال: إن اشتقاقه من شاط، واختلفوا فقيل: بمعنى احترق، وقيل: بمعنى هلك، وقيل: بمعنى ذهب، وقيل: بمعنى بطل؛ لأن من أسمائه المذهب والباطل، ويدل على ذلك قراءة الحسن البصري والأعمش وسعيد بن جبير، وأبو البرهسم، وطاووس، وما تنزلت به الشياطون وقال بعضهم: هو فيعال من شطن، إذا بعد. قال شيخنا: وقد جعل سيبويه - رحمه الله تعالى - في الكتاب نونه زائدة تارة، وأصلية أخرى، بناء على ما ذكرناه من الاشتقاق، وإياه تبع المصنف، فإنه ذكره هنا وأعاده في شطن إيماء لذلك على عادته فيما فيه من الألفاظ اشتقاق أو أكثر، والله أعلم. قلت: بقي عليه أمران: الأول أنه إذا كان من شاط يشيط بمعنى احترق فهو على حقيقته، وإن كان من الشيط بمعنى الذهاب والبطلان والهلاك فإنه مجاز. والثاني: الشيطان منصرف، فإذا سمي به لم ينصرف، وعلى ذلك قول طفيل الغنوي:

وقد منت الخذواء منا عليهم       وشيطان إذ يدعوهم ويثوب فلم يصرف شيطان، وهو شيطان بن الحكم بن جلهمة، والخذواء: فرسه. ومن المجاز: شاطت الجزور، أي تنفقت، وفي الصحاح: أي لم يبق منها نصيب إلا قسم. قلت: وهو قول الأصمعي. وفي الأساس: شاط لحم الجزور، إذا ذهب مقسما لم يبق منه شيء. ومن المجاز: شاط الدماء، إذا خلطها، كأنه سفك دم القاتل على دم المقتول، كما في الصحاح. وأنشد للشاعر، وهو المتلمس يخاطب الحارث بن قتادة ابن التوأم اليشكري:

أحارث إنا لو تشاط دماؤنا      تزيلن حتى لا يمس دم دما ويروى: تساط، بالسين المهملة، من السوط، وهو الخلط، وقد تقدم. ومن المجاز: شاط فلان في الأمر بمعنى عجل. ومن المجاز: شاط دمه، أي ذهب هدرا وبطل، وكل ما ذهب فقد شاط. وشاطت القدر، إذا لصق بأسفلها شيء محترق، كما في العباب، وفي الصحاح: إذا احترقت ولصق بها الشيء. وأشاطه، إشاطة: أحرقه، يقال: أشاط الزيت، وأشاط القدر، كشيطه تشييطا. وأشاطه إشاطة: أهلكه. ومن المجاز: أشاط اللحم، أي لحم الجزور: فرقه وبضعه وقسمه، وفي الصحاح: شاطت الجزور، وأشاطها فلان، وذلك أنهم إذا اقتسموها وبقي بينهم سهم فيقال: من يشيط الجزور? أي من ينفق هذا السهم? قال الكميت:

نطعم الجيأل اللهيد من الكـو      م ولم ندع من يشيط الجزورا

صفحة : 4904

ومن ذلك حديث عمر رضي الله عنه أنه خطب فقال: أخوف ما أخاف عليكم أن يؤخذ الرجل المسلم البريء فيدسر كما تدسر الجزور، ويشاط لحمه كما يشاط لحم الجزور، ويقال: عاص، وليس بعاص. فقال: علي رضي الله عنه: وكيف ذاك ولما تشتد البلية، وتظهر الحمية، وتسب الذرية، وتدقهم الفتن دق الرحى بثفالها? فقال عمر رضي الله عنه: متى يكون ذلك يا علي? قال: إذا تفقهوا لغير الدين وتعلموا لغير العمل، وطلبوا الدنيا بعمل الآخرة هو من أشاط الجزار الجزور، إذا قطعها وقسم لحمها، كما في العباب واللسان. ومن المجاز: أشاط السلطان دمه، أي أهدره. ويقال: أشاط دمه وبدمه، أي أذهبه، وكذلك: أشاطه، ومنه حديث عمر: القسامة توجب العقل ولا تشيط الدم ، أي يؤخذ بها الدية ولا يؤخذ بها القصاص، يعني: لا تهلك الدم رأسا بحيث تهدره حتى لا يجب فيه شيء من الدية. أو أشاط بدمه، إذا عمل في هلاكه، أو أشاطه، وأشاط بدمه، وأشاط دمه، إذا عرضه للقتل، وهذا نقله الجوهري. وقال ابن الأنباري: شاط فلان بدم فلان: معناه عرضه للهلاك، ويقال: شاط دم فلان إذا جعل الفعل للدم، فإذا كان للرجل قيل: شاط بدمه، وأشاط دمه. وأشاط دم الجزور، هو مأخوذ من حديث سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه أنه أشاط دم جزور بجذل فأكله قال الأصمعي: أي سفكه وأراقه، وأراد بالجذل عودا أحده للذبح. ومن المجاز: استشاط فلان عليه، إذا التهب غضبا. وفي الصحاح: وغضب فلان واستشاط، أي احتدم، كأنه التهب في غضبه. قال الأصمعي: هو من قولهم: ناقة مشياط، وفي الحديث: إذا استشاط السلطان تسلط عليه الشيطان، أي تحرق من شدة الغضب وتلهب وصار كأنه نار، تسلط عليه الشيطان فأغراه بالإيقاع بمن غضب عليه، وهو استفعل من شاط يشيط، إذا كاد أن يحترق. ومن المجاز: استشاط الحمام، إذا طار نشيطا. ومن المجاز: استشاط الرجل من الأمر، إذا خف له واحتد وتحرق. ومن المجاز: المستشيط: المبالغ في الضحك، وروى ابن شميل بإسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما رئي ضاحكا مستشيطا قال معناه: ضاحكا ضحكا شديدا كالمتهالك في ضحكه. ومن المجاز: المستشيط من الجمال: السمين. وقد استشاط البعير، أي سمن، كما في الصحاح، وفي شرح الديوان: أي، تطاير السمن فيه. والمشياط، كمحراب: السريعة السمن منها، يقال: ناقة مشياط، وهي التي يسرع فيها السمن وهو مجاز من إسراع المشيط وعجلته لا يصبر بالشواء حتى يسكن لسان النار، كما في الأساس، ج مشاييط، وفي بعض نسخ الصحاح: مشايط، وقال غيره: بعير مشياط، وإبل شياط، وقال أبو عمرو: المشاييط: هي الإبل التي تجعل للنحر، من قولهم: شاط دمه. والتشييط لحم يصلح ويشوى للقوم، اسم كالتمتين. والمشيط، كمعظم اسم مثله. والشيط، كسيد، على فيعل: فرس خزز بن لوذان السدوسي الشاعر، وهو ابن النعامة، والشيط أيضا، فرس أنيف بن جبلة الضبي، كما في العباب، وهو جد داحس من قبل أمه فيما زعم العبسيون، وله يقول الشاعر:

أنيف لقد بخلت بعسب عود     على جار لضبة مستـراد

صفحة : 4905

كما في أنساب الخيل لابن الكلبي. وتشيط اللحم: احترق، وأنشد الأصمعي:

بعد انشواء الجلد أو تشيطه ومن المجاز: تشيط فلان إذا نحل من كثرة الجماع وهلك، عن أبي عمرو. والشيطي، كصيفي: الغبار الساطع في السماء، قال القطامي:

تعادي المراخي ضمرا وفي جنوبها      وهن من الشيطي عـار ولابـس يصف الخيل وإثارتها الغبار بسنابكها. وشيطى، كضيزى: علم من الأعلام. والشياط، ككتاب: ريح قطنة محترقة، كما في الصحاح. والشيطان، ككيس مثنى شيط: قاعان بالصمان في أرض تميم لبني دارم، أحدهما طويلع أو قريب منه فيهما مساكات للمطر، قال النابغة الجعدي يصف ناقة:

كأنها بعد ما طال النجاء بهـا     بالشيطين مهاة سرولت رملا ويروى: سربلت، ويروى: بعد ما أفضى النجاء بها، أراد خطوطا سودا تكون على قوائم بقر الوحش. ومما يستدرك عليه: شيط القدر تشييطا: أغلاها، كشوطها، عن الكلابي. وقال الليث: التشيط شيطوطة اللحم إذا مسته النار يتشيط فيحرق أعلاه ويشيط الصوف. ويقال: شيطت رأس الغنم وشوطته، إذا أحرقت صوفه لتنظفه. وشيط فلان اللحم، إذا دخنه ولم ينضجه، نقله الجوهري وأنشد للكميت، يهجو بني كرز:

لما أجابت صفيرا كان آيتهـا     من قابس شيط الوجعاء بالنار وشيط الطاهي الرأس والكراع، إذا أشعل فيهما النار حتى يتشيط ما عليهما من الشعر والصوف، كشوط. وتشيط الدم، إذا علا بصاحبه. ولحم شائط: محترق كالشاطي، كما يقال في الهائر هار. قال العجاج:

بولق طعن كالحريق الشاطي والإشاطة: تقطيع لحم الجزور قبل التقسيم، عن ابن شميل. والتقسيم أيضا، وقد ذكره المصنف. وقال أبو عمرو: شيط فلان من الهبة، نحل من كثرة الجماع، وهو مجاز، كتشيط، وهذه قد ذكرها المصنف. واستشاط فلان: تحرق، وأيضا، أشرف على الهلاك. وفي الحرب: استقتل، وهو مجاز، وأنشد ابن شميل:

أشاط دماء المستشيطين كـلـهـم     وغل رؤوس القوم فيهم وسلسلوا وشيط الصقيع النبت، والدواء الجرح: أحرقه، وهو مجاز، كما في الأساس. ووسم مستشاط: طلب منه أن يشيط فشاط، أي طار كل مطير، وانتشر في الساعد، وبه فسر قول المتنخل الهذلي:

كوشم المعصم المغتال علت     نواشره بوشم مستـشـاط وعن ابن الأعرابي: يقال: بينهما مشايطة، أي كلام مختلف، أورده الصاغاني في غ ي ط. وشيطان الطاق: لقب أبي جعفر محمد بن علي بن النعمان الكوفي، كان في حدود الثمانين ومائة، وطائفة من الرافضة يعرفون بالشيطانية، منسوبون إليه، ذكره الشهرستاني. ونهر الشيطان، ذكره ياقوت في المعجم. وشيطان العراق: لقب أنوشروان الضرير، الشاعر، كان ببغداد في سنة 555.