الباب السادس عشر: باب الطاء المهملة - الفصل السابع عشر: فصل العين مع الطاء

فصل العين مع الطاء

ع ب ط
عبط الذبيحة يعبطها، من حد ضرب، عبطا: نحرها من غير علة من داء أو كسر، وهي سمينة فتية، فهو، هكذا في النسخ بتذكير الضمير، عبيط، ج: عبط، وعباط، ككتب ورجال، ومن الأول قول أبي ذؤيب الهذلي:

فتخالسا نفسيهما بنـوافـذ     كنوافذ العبط التي لا ترقع فإنه أراد بها جمع عبيط، وهو الذي ينحر لغير علة. فإذا كان كذلك كان خروج الدم أشد، وفيه وجه آخر يأتي بيانه. ومن الثاني أنشد سيبويه قول المتنخل الهذلي:

صفحة : 4918

أبيت على معاري واضحات     بهن ملوب كدم العـبـاط ويروى: على معاصم. وعبط فلان: غاب، من الغيبة لا من الغيبوبة، عن ابن الأعرابي، وهي العبطة، وهو مجاز. وعبطت الريح وجه الأرض: قشرته وهو مجاز أيضا. وعبط الأرض: حفر منها موضعا لم يحفر قبل ذلك، وهو مجاز أيضا، قال المرار بن منقذ العدوي يصف حمارا:

ظل في أعلى يفـاع جـاذلا     يعبط الأرض اعتباط المحتفر وعبط الكذب علي: افتعله، وهو مجاز أيضا، كاعتبط، في الكل، يقال: اعتبط البعير: نحره بلا علة، وناقة عبيطة ومعتبطة، قال رؤبة:

علي أنمار من اعتباطي
كالحية المجتاب بالأرقاط

واعتبط فلان: اغتاب. وعليه الكذب: افتعله صراحا من غير عذر. واعتبط الأرض: حفرها، قال حميد بن ثور:

إذا سنابكها أثرن مغـتـبـطـا      من التراب كبت فيها الأعاصير أراد التراب الذي أثارته كان ذلك في موضع لم يكن فيه قبل. ومن المجاز: عبط فلان نفسه وبنفسه في الحرب: ألقاها فيها غير مكره. وعبط الحمار التراب بحوافره: أثاره، كاعتبطه، والتراب عبيط. وعبط عرق الفرس، إذا أجراه حتى عرق، وهو مجاز، قال النابغة الجعدي يخاطب سوار بن أوفى القشيري:

مزحت وأطراف الكلاليب تلتقي     وقد عبط الماء الحميم فأسهـلا وعبط الضرع: أدماه، وهو مجاز. ومنه الحديث: مري بنيك أن يقلموا أظفارهم أن يوجعوا أو يعبطوا ضروع الغنم أي لا يشددوا الحلب فيعقروها ويدموها بالعصر، من العبيط، وهو الدم الطري، أو لا يستقصون حلبها حتى يخرج الدم بعد اللبن. والمراد أن لا يعبطوها. وعبط الشيء والثوب يعبطه عبطا: شقه شقا صحيحا، فهو معبوط وعبيط، وجمع العبيط: عبط، بضمتين، وأنشد الجوهري قول أبي ذؤيب:

فتخالسا نفسيهما بنـوافـذ      كنوافذ العبط التي لا ترقع وقد تقدم ذكره، قال: يعني كشق الجيوب وأطراف الأكمام والذيول؛ لأنها ترقع بعد العبط. كذا في النسخ، وفي بعضها: لا ترقع بعد العبط. وفي بعضها: لا ترقع إلا بعد العبط. قلت: ويروى: كنوافذ العطب. وهو القطن، وأراد الثوب من قطن. وقال أبو نصر: لا أعرف هذا، كذا في شرح الديوان، فعبط هو بنفسه يعبط، من حد ضرب، أي انشق، لازم متعد. قال القطامي:

وظلت تعبط الأيدي كلوما     تمج عروقها علقا متاعا ومن المجاز: عبطت الدواهي الرجل، إذا نالته، وزاد الليث: من غير استحقاق لذلك. ويقال: مات فلان عبطة بالفتح، أي شابا، وقيل: شابا صحيحا. وفي الصحاح: صحيحا شابا، وأنشد لأمية بن أبي الصلت:

من لا يمت عبطة يمت هرما     للموت كأس فالمرء ذائقهـا ويروى: للموت كأس والمرء، وقد تقدم تحقيقه في ك و س وبعده:

يوشك من فر من منيتـه     في بعض غراته يوافقها

صفحة : 4919

ويقال: أعبطه الموت واعتبطه، إذا أخذه شابا صحيحا ليست به علة ولا هرم. ولحم عبيط بين العبطة: سليم من الآفات إلا الكسر، قاله ابن بزرج، قال: ولا يقال للحم الدوي المدخول من آفة: عبيط، وفي الحديث: فقاءت لحما عبيطا قال ابن الأثير: هو الطري غير النضيج، ومنه حديث عمر: فدعا بلحم عبيط والذي في غريب الخطابي - على اختلاف نسخه -: فدعا بلحم غليظ يريد لحما خشنا عاسيا لا ينقاد في المضغ. قال ابن الأثير: وكأنه أشبه. وفي الأساس: يقال للجزار: أعبيط أم عارض? يراد: أمنحور على صحة، أو من داء?. وكذلك: دم عبيط بين العبطة: خالص طري. قال الليث: ويقال: زعفران عبيط بين العبطة، بالضم، أي طري، يشبه بالدم العبيط. والعوبط، كجوهر: الداهية، جمعه: عوابط، قال حميد الأرقط:

بمنزل عف ولم يخالط
مدنسات الريب العوابط

والعوبط: لجة البحر، مقلوب عن العوطب.

ومما يستدرك عليه: العبط: أخذك الشيء طريا، هذا هو الأصل. والمعبوطة: الشاة المذبوحة صحيحة. ولحم معبوط: لم ينيب فيه سبع، ولم تصبه علة، نقله الأزهري. وأنشد للبيد:

ولا أضن بمعبوط السـنـام إذا     كان القتار كما يستروح القطر واعتبط فلانا: قتله ظلما لا عن قصاص، قاله الخطابي، وهو مجاز. وقال الصاغاني: استعار الاعتباط، وهو الذبح بغير علة، للقتل بغير جناية. والعبط: الريبة. وأديم عبيط: مشقوق. وعبط النبات الأرض: شقها. والعابط: الكذاب. واعتبط عرضه: شتمه وتنقصه، وكذلك عبطه، وهو مجاز. وأنشد الأصمعي:

وعبطه عرضي أوان معبطه والاعتباط: الوعك، وقد اعتبط، إذا وعك. واعتبط: جرح. والعبيط: الأهوج، كالمعبوط، ومصدره: العباطة، بالفتح.

ع ث ل ط
لبن عثلط، كعلبط وعلابط: خاثر ثخين، نقله الجوهري عن الأصمعي، وأبو عمرو مثله، وكذلك: عجلط وعكلط، قال: وهو قصر عثالط وعجالط، وقيل: هو المتكبد الغليظ، وأنشد:

أخرس في مجزمه عثالط يقال: لبن أخرس، إذا كان خاثرا لا يسمع له صوت، وأنشد الأصمعي:

فاستوبل الأكلة من ثرعططه
والشربة الخرساء من عثلطه

ع ج ل ط
لبن عجلط وعجالط، كعثلط وعثالط زنة ومعنى، كتب هذا الحرف بالأحمر، كأنه مستدرك على الجوهري، وليس كذلك، فإنه ذكره في ترجمة عثلط جمعا للنظائر. وأنشد:

كيف رأيت كثأتي عجلطه
وكثأة الخامط من عكلطه

وأنشد أيضا للراجز:

ولو بغى أعطاه تيسا قافطا
ولسقاه لبنا عـجـالـطـا

صفحة : 4920

نعم يقال: إنه كان ينبغي أن يفرد الجوهري تركيب ع ج ل ط بعد ذكره إياه في تركيب ع ث ل ط. ويقال: العجلط، والعجالط، والعجالد: هو اللبن الخاثر جدا، وهو المتكبد الغليظ. قال ابن بري: ومما جاء على فعلل: عثلط وعجلط وعكلط وعمهج، للبن الخاثر. والهدبد: الشبكرة في العين. وليل عكمس: شديد الظلمة، وإبل عكمس، أي كثيرة. ودرع دلمص، أي براقة. وقدر خزخز، أي كبيرة. وأكل الذئب من الشاة الحدلق، وماء زوزم: بين الملح والعذب، ودودم: شيء يشبه الدم يخرج من السمرة. قال: وجاء فعلل مثال واحد: عرتن، محذوف من عرنتن.

ع ذ ط
العذيوط، والعذيوط، والعذوط، كحرذون، وعصفور، وعتور، الأولى نقلها الجوهري، والثانية نقلها صاحب اللسان عن ثعلب، والثالثة نقلها الصاغاني عن ابن عباد: التيتاء، وهو الذي يحدث عند الجماع، أو هو الذي إذا أتى أهله أكسل، وأنشد الجوهري لامرأة:

إني بليت بعذيوط به بـخـر      يكاد يقتل من ناجاه إن كشرا ج: عذيوطون، وعذاييط، وعذاويط، الأخيرة على غير قياس. والمرأة عذيوطة، وقد عذيط يعذيط عذيطة، والاسم العذط، نقله الليث. أو لا يشتق منه فعل، مثل الزملق، لأنه خلقة، قاله المفضل بن سلمة في كتاب إخراج ما في كتاب العين من الغلط، وبه يرد على شيخنا حيث قال: هي قاعدة صحيحة. ومع ذلك إنما هي أكثرية، وليس هذا منها. والفعل منه ثابت، نقله الشيخ ابن مالك وغيره من أئمة اللغة فتأمل.

ع ذ ف ط
العذفوط، بالضم، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، والصاغاني في التكملة، وأورده في العباب، قال: هي دويية بيضاء ناعمة تسمى العسودة، يشبه بها أصابع الجواري، قال: وكذلك العضفوط والعضرفوط.

ع ذ ل ط
لبن عذلط وعذالط، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، قال ابن عباد: هو كعثلط وعثالط زنة ومعنى، كما في العباب، ولم يذكره في التكملة. ويستدرك على ابن بري أيضا فيما جاء على فعلل، كما تقدم في عجلط.

ع ر ط
عرطت الناقة الشجر تعرطها عرطا، أهمله الجوهري، وقال الفراء: أي أكلتها حتى ذهبت أسنانها، فهي عروط، كصبور. ج: عرط، ككتب. وقال ابن الأعرابي: عرط فلان عرضه، إذا اقترضه بالغيبة، كاعترطه، وهو مجاز. وقال اللحياني: عريط، كحذيم، وأم عريط وأم العريط كل ذلك: العقرب. ومما يستدرك عليه: اعترط الرجل: أبعد في الأرض، عن ابن دريد. والعرط: الشق حتى يدمى، عن ابن الأعرابي.

ع ر ف ط

صفحة : 4921

العرفط، بالضم: شجر من العضاه ينضح المغفور، وبرمته بيضاء مدحرجة، كما في الصحاح. وفي اللسان: وله صمغ كريه الرائحة، فإذا أكلته النحل حصل في عسلها من ريحه، ومنه الحديث: ولكني شربت عسلا. فقالت: إذن جرست نحله العرفط . وقال أبو حنيفة: قال أبو زياد: من العضاه العرفط وهو فرش على الأرض لا يذهب في السماء، وله ورقة عريضة، وشوكة حديدة جحناء، وهو مما يلتحى لحاؤه، وتصنع منه الأرشية التي يستقى بها، وتخرج في برمه العلفة كأنه الباقلاء، تأكله الإبل والغنم، وقال غيره: يقال: لبرمته: الفتلة، وهي بيضاء كأن هيادبها القطن. قال أبو زياد: وهو خرج العيدان، وليس له خشب ينتفع به فيما ينتفع من الخشب، وصمغه كثير وربما قطر على الأرض حتى يصير تحت العرفط مثل الأرحاء العظام، قال الشماخ يصف إبلا:

إن تمس في عرفط صلع جماجمه      من الأسالق عاري الشوك مجرود وأنشد الأصمعي:

كأن غصن سلم أو عرفطه
معترضا بشوكه في مسرطه

وقال شمر: العرفط: شجرة قصيرة متدانية الأغصان ذات شوك كثير، طولها في السماء كطول البعير باركا، لها وريقة صغيرة، تنبت في الجبال تأكل الإبل بفيها أعراض غصنتها، وقال ابن هرمة:

أغضي ولو أني أشاء كسوتـه     جربا وكنت له كشوك العرفط الواحدة: عرفطة، وبها سمي عرفطة بن الحباب بن جبيرة القرشي الصحابي رضي الله عنه، كما في العباب. وفي معجم الذهبي وابن فهد: هو الأزدي الذي استشهد بالطائف. وفاته: عرفطة الأنصاري، وعرفطة بن نضلة الأسدي، وعرفطة بن نهيك التميمي: صحابيون. وقال شعبة: مالك بن عرفطة عن عبد خير، قال البخاري: هذا وهم، والصواب: خالد بن علقمة الهمداني. واعرنفط الرجل: انقبض، عن ابن الأعرابي. والمعرنفط: الهن، أنشد ابن الأعرابي لرجل قالت له امرأته، وقد كبر:

يا حبذا ذباذبك
إذ الشباب غالبك

فأجابها:

يا حبذا معرنفطك
إذا أنا لا أفرطك

هكذا في اللسان. وسيأتي ذلك بعينه للمصنف في قرفط، وأنشد الجوهري هناك هذا الرجز. ومما يستدرك عليه: إبل عرفطية: تأكل العرفط. وعريفطان: واد بين الحرمين الشريفين ليس به ماء ولا رعي، نقله ياقوت عن عرام.

ع ر ق ط
العريقطة، والعريقطان، كدويهية وزعيفران: دويبة، كما في الصحاح، وزاد في العين: عريضة، ضرب من الجعل. واقتصر على الأولى، وذكر الجوهري الاثنتين.

ع ز ط
العزط، أهمله الجوهري والصاغاني. وفي اللسان: هو النكاح، مقلوب عن الطعز.

ع س ط
عيسطان، كطيلسان، أهمله الجوهري. وقال ابن سيده: ع، وقال غيره: بنجد، قال ابن دريد: وقد جاء في الشعر الفصيح، وأنشد:

وقد وردت من عيسطان جمـيمة     كماء السلى يزوي الوجوه شرابها

ع س م ط
عسمطه، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: أي خلطه، نقله الصاغاني وصاحب اللسان.
ع س ل ط

صفحة : 4922

العسلطة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان هنا، وأورده في العلسطة. وقال ابن دريد: هو الكلام بلا نظام، كالعسطلة. وكلام معسلط: مخلط، قال ابن دريد: وهي لغة بعيدة، وكذلك معسطل، ومعلطس. ومما يستدرك عليه: العسلطة: عدو في تعسف، كالعطلسة.

ع ش ط
عشطه يعشطه، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي اجتذبه منتزعا له. وقال الأزهري: لم أجد في ثلاثي عشط شيئا صحيحا.

وقال ابن دريد: منه اشتقاق لفظ.

ع ش ن ط
العشنط، كعشنق فالنون زائدة عنده، وقد أهمله الجوهري: للطويل جدا، وكذلك العشنق، أو هو التار، هكذا هو في أصول القاموس، وفي العين: الشاب الظريف الحسن الجسم، نقله الليث في رباعي العين والشين. ج: عشنطون، وعشانط، وقيل: في جمعه: عشانطة، مثل عشانقة، وأنشد الليث:

إذا شئت أن تلقى مدلا عشنطا  جسورا إذا ما هاجه القوم ينشب وصفه بخلاف وسوء خلق، وقال الأصمعي: هو من الجمال، وأنشد:

بويزلا ذا كدنة معلطا
من الجمال بازلا عشنطا

قلت: وأورد الجوهري هذا الرجز في عنشط ورواه هكذا عشنطا، كما سيأتي. وذكر ابن دريد العشنط في باب فعلل أيضا. وقال ابن عباد: تعشنطت المرأة زوجها، إذا تعلقته لخصومة، كما في العباب، وكذلك: تعنشطت، كما في التكملة، وسيأتي.

ع ض ر ط
العضرط، كزبرج، وجعفر: العجان، بلغة هذيل، قاله ابن عباد، وفي الصحاح أيضا، هكذا عن أبي عبيد، قال: وهو ما بين السبة والمذاكير. وقيل: العضرط: الاست، كالبعثط، يقال: ألزق بعثطه زعضرطه بالصلة، يعني استه. أو هو العصعص، وهذه عن ابن الأعرابي. أو الخط الذي من الذكر إلى الدبر، كما في المحكم. والعضرط، كقنفذ، وعلابط، وعصفور: الخادم على طعام بطنه، قاله الليث، وحكاه ابن بري أيضا عن ابن خالويه، وقال ومثله اللعمظ واللعموظ، والأنثى: لعموظة. وقال الأصمعي: العضرط، والعضروط: الأجير، ج: عضارط وعضاريط، وأنشد:

أذاك خير أيها العضارط
وأيها اللعمظة العمارط

ويقال: واحد العضارط: العضارط، كجوالق وجوالق، وقال طفيل الغنوي في العضاريط:

وشد العضاريط الرحال وأسلمت      إلى كل مغوار الضحى متلبب وقال الأعشى:

وكفى العضاريط الركاب فبددت     منها لأمر مؤمل فأجـالـهـا أي لما صاروا إلى الغارة أمسك الخدم الركاب، وركب الفرسان فبددت الخيل للغارة بأمر الممدوح، وهو قيس بن معدي كرب. ويقال للأتباع: عضاريط، وعضارطة، الواحد: عضرط وعضروط. والعضرط، بالكسر: اللئيم من الرجال، قاله الليث. والعضارطي، بالضم: الفرج الرخو، قال جرير:

تواجه بعلها بعضارطي     كأن على مشافره حبابا

صفحة : 4923

والعضارطي أيضا: الاست، عن ابن عباد، وقيل: العجان. والعضاريط: العروق التي في الإبط بين اللحمتين، نقله ابن عباد. والعضروط، كعصفور: مرئ الحلق، وهو رأس المعدة اللازق بالحلقوم أحمر مستطيل، وجوفه أبيض، عن ابن عباد. ومما يستدرك عليه: قوم عضاريط: صعاليك. وقال شمر: مثل للعرب: إياك وكل قرن أهلب العضرط قال ابن شميل: العضرط: العجان والخصية، وقال ابن بري: يقول: إياك وأهلب العضرط فإنه لا طاقة لك به. قال الشاعر:

مهلا بني رومان بعض عتابكم     وإياكم والهلب مني عضارطا والأهلب: هو كثير شعر الأنثيين. وفي العباب: رجل أهلب عضرط، وهو الكثير شعر الجسد، ويقال: فلان أهلب العضرط أيضا. وفي اللسان: ويقال: العضرط: عجب الذنب.

ع ض ر ف ط
العضرفوط: العذفوط، وهي العسودة التي تقدم ذكرها، أو هو ذكر العظاء، كما في الصحاح، قال أبو حزام العكلي:

فآصل قد تدخدخ لي وداخت     فراضخه دووخ العضرفوط أو: هو من دواب الجن وركائبهم، قال الشاعر:

وكل المطايا قد ركبنا فلم نجـد     ألذ وأشهى من وحيد الثعالـب
ومن فأرة مزمومة شـمـرية      وخود بردفيها أمام الـركـائب
ومن عضرفوط حط بي من ثنية    يبادر سربا من عظاء قـوارب

قال الليث: ج: عضارف، وعضرفوطات. وقيل: جمعه عضافيط، وفي الصحاح: وتصغيره عضيرف وعضيريف، وأنشد ابن بري:

فأحجرها كـرهـا فـيهـم     كما يحجر الحية العضرفوطا

ع ض ط
عضط يعضط عضطا، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي أحدث عند الجماع، قال: ومنه قولهم: وهو عضيوط، كهليون، قال: وزعم الخليل أنه يتصرف بالضاد والذال جميعا، قال: ولم يصرفه أحد من أصحابنا غيره. وقال ثعلب: هو العضيوط، بالضم.

ع ض ف ط
العضفوط، أهمله الجوهري. وقال الليث: هو كعصفور، وقال ابن عباد: هو العيضفوط مثال حيزبون، لغة في العضرفوط، والجمع: عضافيط.

ع ط ط
عط الثوب يعطه عطا: شقه طولا، قال الليث: أو عرضا: من غير بينونة، وربما لم يقيد ببينونة، وأنشد:

وإن لجوا حلفت لهم بحلف     كعط البرد ليس بذي فتوق وقال أبو زبيد الطائي:

من بني عامر لها شطر قلبي     قسمة مثل ما يعط الـرداء كعططه، شدد للكثرة، كما في الصحاح. وأنشد للمتنخل:

بضرب في القوانس ذي فروغ     وطعن مثل تعطيط الرهـاط ويروى: في الجماجم ذي فضول. ويروى: تعطاط. قيل: وقرئ قوله تعالى: فلما رأى قميصه عط من دبر رواه المفضل، قال: هكذا قرأت في مصحف، ونقله الليث، قال الصاغاني: ولم أعلم أحدا من أهل الشواذ قرأ بها، فتعطط الثوب وانعط، قال ابن هرمة:

لبست معارفها البلى فجديدها     خلق كثوب الماتح المتعطط وقال أبو النجم:

كأن تحت ثوبها المنعط
إذا بدا منها الذي تغطي
شطا رميت فوقه بشط

وقال المتنخل:

تمد له حوالب مشعلات      يجللهن أقمر ذو انعطاط

صفحة : 4924

وعط فلانا إلى الأرض يعطه عطا: صرعه وغلبه، عن أبي عمرو. والعطاط، كسحاب: الشجاع الجسيم الشديد، عن ابن السكيت. والعطاط: الأسد الجسيم الشديد، قال المتنخل الهذلي:

وذلك يقتل الفتيان شفـعـا      ويسلب حلة الليث العطاط قيل: هو الجسيم الطويل الشجاع، ويروى الغطاط، بالغين المعجمة. وقال الشيباني: المعطوط: المغلوب، كالمعتوت، وهو الذي غلب قولا أو فعلا، هكذا في النسخ، والصواب: وفعلا. أو العت، بالتاء. في القول، والعط، بالطاء، في الفعل. وقال ابن بري: العطط، بضمتين: الملاحف المقطعة. وهو قول ابن الأعرابي. والعطعط، كهدهد: العتود من الغنم، عن ابن دريد، أو الجدي، قاله ابن السكيت. أو الجحش، وهو ولد الحمار الأهلي، كالعتعت، عن ابن الأعرابي. وقال ابن دريد: العطعطة: تتابع الأصوات واختلاطها في الحرب وغيرها، وفي بعض النسخ: واختلافها. أو حكاية صوت المجان إذا قالوا: عيط عيط، بكسرهما، وذلك إذا غلبوا قوما، يقال: هم يعطعطون، قاله الليث. والأعط: الطويل، عن ابن الأعرابي. وانعط العود: تثنى من غير كسر بين، قاله أبو زيد. ومما يستدرك عليه: اعتط الثوب: شقه. وثوب عطيط، ومعطوط: مشقوق. والتعطاط: مصدر عططه. والعطوط كحزور: الطويل، والانطلاق السريع، والشديد من كل شيء، كالعطود. وعطعط الكلام: خلطه. وعطعط بالذئب: قال له: عاط عاط. واعتط أوائل القوم، أي شقهم، وهو مجاز. وعطعوط، بالفتح: من الأعلام. ويقال: فتق واسع المعط.

ع ظ ط
العظيوط، أهمله الجوهري، وقال الأزهري في ترجمة عذط: هو العذيوط زنة ومعنى، نقله عن بعضهم. وقال الخارزنجي في تكملة العين: العظيوطة، بهاء: اليربوع الأنثى، قال الشرقي:

إلى عظيوطة تهوي سريعا     بها ذوط تريع لفرنبـات

ع ف ط
عفطت العنز تعفط عفطا وعفيطا وعفطانا، الأخيرة محركة: ضرطت، وفي العباب والصحاح: حبقت. والعفطة: الضرطة، ومنه قول علي رضي الله عنه: ولكانت دنياكم هذه أهون علي من عفطة عنز . ورجل عافط وعفط، ككتف: ضروط، قال:

يا رب خال لك فعفاع عفط

صفحة : 4925

والعفط والعفيط: نثير الضأن تنثر بأنوفها كما ينثر الحمار. وعي العفطة، كما في الصحاح. وقال أبو الدقيش: العافطة: النعجة. وعلله بعضهم فقال: لأنها تعفط، أي تضرط، والنافطة: العنز، لأنها تنفط بأنفها، قال: ومنه قولهم: ما له عافطة ولا نافطة، وهذا كقولهم: ما له ثاغية ولا راغية، أي شاة تثغو ولا ناقة ترغو، كما في الصحاح. وقيل: النافطة إتباع، وقيل: النافطة: العنز أو الناقة. وقال الأصمعي: العافطة: الضائنة والنافطة: الماعزة، وقال غير الأصمعي من الأعراب: العافطة: الماعزة إذا عطست. أو العافطة: الأمة الراعية، كالعفاطة، كما في الصحاح، لأنها تعفط في كلامها، والنافطة: الشاة. قال ابن بري: ويقال أيضا: ما له سارحة ولا رائحة، وما له دقيقة ولا جليلة، وما له حانة ولا آنة، وما له هارب ولا قارب. وما له عاو ولا نابح. وما له هلع ولا هلعة. والعفاطي والعفطي، بكسرهما، وكذلك العفاط، كشداد: الألكن الذي لا يفصح في عربيته، وكذلك العفات، بالتاء، ولا يقال على جهة النسبة إلا عفطي، وقد عفط في كلامه يعفط. عفطا، وكذلك: عفت كلامه عفتا، إذا تكلم بالعربية فلم يفصح، وقيل: تكلم بكلام لا يفهم. وقال أبو الهيثم: العفط: الضرط بالشفتين، والنفط: بالأنف. وقال ابن الأعرابي: العفط: الحصاص للشاة، والنفط: عطاسها. وقال الكسائي: الشاة تسعل فتسمع صوتا من أنفها، فذلك النفيط. وقال ابن فارس: العفط: دعاء الغنم، وقد عفط بغنمه، إذا دعاها. وقيل: العافط: الذي يصيح بالضأن لتأتيه. وقال بعض الرجاز يصف غنما:

يحار فيها سالئ وآقط
وحالبان ومحاح عافط

ومما يستدرك عليه: عفط بها، وعفق بها: ضرط. والمعفطة: الاست. والأعفط: الأحمق. وعفط الراعي بغنمه، إذا زجرها بصوت يشبه عفطها، كما في الصحاح. والعافط: الراعي. ومن سبهم: يا ابن العافطة، أي الراعية.

ع ف ل ط
العفلط، كزبرج، وعملس، وزنبيل، أهمله الجوهري، ونقل الصاغاني في العباب الأولى والثانية عن ابن دريد، والثالثة في التكملة عنه أيضا. واقتصر صاحب اللسان على الثانية، والثالثة، وهو الأحمق. قال: وعفلطه بالتراب عفلطة، إذا خلطه به.

ع ف ن ط
العفنط، كعملس، أهمله الجوهري، وقال الليث: هو اللئيم السيئ الخلق. قال: وهو أيضا: دابة تسمى عناق الأرض، كما في اللسان.

ع ق ط
العقط، أهمله الجوهري، وقال الخارزنجي في تكملة العين: هو في العمة: كالقعط، كما سيأتي. ومما يستدرك عليه: اليعقوطة: دحروجة الجعل، وهي البعرة، كما في اللسان.

ع ك ل ط
لبن عكلط، أهمله الجوهري، وقال الأصمعي: أي خاثر متكبد، وأنشد:

كيف رأيت كثأتي عجلطه
وكثأة الخامط من عكلطه

وقال ابن دريد: يقال للخاثر من الألبان الغليظ: هدبد، وعثلط، وعلبط، وعكلط، قال ابن بري: هو مقصور من عكالط، كأخواته.

ع ل ب ط
العلبط، والعلابط، بضم عينهما وفتح لامهما، وإنما صرح بضبطهما لأنه يزن بهما غالبا في كتابه: الضخم، كما في الصحاح، وزاد في اللسان: العظيم من الرجال، وأنشد الأصمعي:

بناعج عبل المطا عنطنطه

صفحة : 4926

أحزم جؤشوش القرا علبطه والعلبط، والعلابط: القطيع من الغنم، كالعلبطة، بهاء، وقال ابن عباد: نحو المائة والمائتين منها. وفي اللسان: أقلها الخمسون والمائة إلى ما بلغت من العدة. وقيل: غنم علبطة: كثيرة. وقال اللحياني: عليه علبطة من الضأن، أي قطعة، فخص به الضأن. وأنشد الجوهري:

ما راعني إلا خيال هابطا
على البيوت قوطه العلابطا

قال: خيال: اسم راع. قلت: ويروى: جناح هابطا. وأنشد أبو زيد: في نوادره هكذا، وبعد المشطورين:

ذات فضول تلعط الملاعطا
فيها ترى العقر والعوائطا

والعلبط: اللبن الخاثر الغليظ المتكبد، عن ابن دريد، وقيل: كل غليظ: علبط، وبينهما جناس التصحيف، وكل ذلك محذوف من فعالل، وليس بأصل، لأنه لا تتوالى أربع حركات في كلمة واحدة. والعلبط: ثقل الشخص، ونفسه، يقال: ألقى عليه علبطه وعلابطه، أي ثقله ونفسه. ومما يستدرك عليه: ناقة علبطة: عظيمة. وصدر علبط: عريض، وغلام علابط: عريض المنكبين، قال الأغلب العجلي يصف شابا جامع امرأة:

ألقى عليها كلكلا علابطا

ع ل س ط
كلام معلسط، كمدحرج، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي لا نظام له، وكذلك المعلطس والمعسلط، وقد تقدم ذكرهما في موضعهما.

ع ل ش ط
العلشط، كعملس، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال العزيزي: هو السيئ الخلق. قال الصاغاني: وفي صحتها نظر، ونص العباب: أنا واقف في صحته بل بريء من عهدته. قلت: ويؤيد العزيزي ورود العنشط، كما نقله الجوهري وغيره، وفسروه بالسيئ الخلق، فهو على صحته تكون اللام بدلا من النون، ومثل هذا كثير، فتأمل ذلك وأنصف.

ع ل ط
العلاط، ككتاب: صفحة العنق من كل شيء، وهما علاطان من الجانبين، وفي الصحاح والعباب: العلاطان: صفحتا العنق من الجانبين، وأنشد الصاغاني لحميد بن ثور رضي الله عنه:

وما هاج مـني الـشـوق إلا حمامة     دعت سـاق حر في حمام ترنما
من الورق حماء العلاطين باكر            تعسيب أشاء مطلع الشمس أسحما

والعلاطان من الحمامة: طوقها في صفحتي عنقها بسواد، قاله الأزهري. وقال غيره: العلاطان، والعلطتان: الرقمتان اللتان في أعناق القماري. وفي الأساس: إنه من العلاط، بمعنى السمة. وتقول: ما أملح علاطيها. والعلاط: خيط الشمس الذي يتراءى، قاله الليث، وهو مجاز. والعلاط: الخصومة والشر والمشاغبة، وهو مجاز، وبه فسر قول المتنخل الهذلي:

فلا وأبيك نادى الحي ضيفي     هدوءا بالمساءة والعـلاط

صفحة : 4927

أراد: لا وأبيك لا ينادي الحي ضيفي هدوءا، أي بعد ساعة من الليل بالمساءة والشر. وأصل العلاط: وسم في عنق البعير، يقول: إذا نزل بي ضيف لم يعلطني بعار، أي لم يسمني، كذا في شرح الديوان، ويروى: فلا والله. والعلاط: حبل يجعل في عنق البعير، نقله الجوهري. قال: وقد علطه تعليطا: نزعه منه، أي العلاط من عنقه، هذه حكاية أبي عبيد. والعلاط: سمة في عرض عنقه، وفي الصحاح: في العنق بالعرض، عن أبي زيد، قال: والسطاع بالطول. وفي الروض للسهيلي: قصرة العنق، وقال أبو علي في التذكرة من كتاب حبيب: العلاط: يكون في العنق عرضا، وربما كان خطا واحدا، وربما كان خطين، وربما كان خطوطا في كل جانب، كالإعليط، كإزميل. وجمع العلاط: أعلطة وعلط. الأخير ككتب. وعلط الناقة يعلط ويعلط، من حد ضرب ونصر، واقتصر الجوهري على الأخير، علطا، وعلطها تعليطا: وسمها به، شدد للكثرة، كما في المحكم. وذلك الموضع من عنقه: معلط، كمقعد، وأنشد الأصمعي:
منتحض صفحا صليفي معلطه
يحسب في كأدائه ومهبطه

وأنشد أيضا في هذه الأرجوزة:

علطته على سواء معلطه
وخطة كي نشنشت في موخطه

وكذلك معلوط مفتوحة اللام والواو المشددة، وأنشد الأصمعي:

بادي حجوم الدأي من معلوطه ولكن الأخير موضع اعلوط البعير، إذا تعلق بعنقه، لا موضع السمة، من عنقه، كما هو مقتضى عبارة المصنف، ففيه نظر لا يخفى. ومن المجاز: علط فلانا بشر يعلطه علطا، ذكره بسوء، وأنشد ابن بري قول المتنخل:

فلا والله نادى الحي ضيفي     هدوءا بالمساءة والعلاط يقال: علطه بشر، إذا لطخه به. وناقة علط، بضمتين: بلا سمة، قاله الأحمر، كعطل، وقال الأصمعي: بلا خطام، قال أبو دواد الرؤاسي:

واعرورت العاط العرضي تركضهأم الفوارس بالدئداء والربعه كذا في الصحاح، وقال عمرو بن أحمر الباهلي:

ومنحتها قولي على عرضية      علط أداري ضغنها بتـودد ج: أعلاط، وأنشد الجوهري للرجز:

أوردته قلائصا أعلاطا قلت: الرجز لرجل من بني مازن. وقال ابن السيرافي: هو لنقادة الأسدي. وقال أبو محمد الأعرابي: لمنظور بن حبة، وليس له، وآخره:

أصفر مثل الزيت لما شاطا ومن المجاز: علاط النجوم: المعلق بها، والجمع أعلاط، قال أمية بن أبي الصلت:

وأعلاط النجوم معـلـقـات    كخيل القرق ليس له انتصاب ويروى:

وأعلاط الكواكب مرسلات      كخيل القرق غايتها انتصاب

صفحة : 4928

وقيل: أعلاط الكواكب هي النجوم المسماة المعروفة كأنها معلوطة بالسمات. وقيل: هي الدراري التي لا أسماء لها، من قولهم: ناقة علط: لا سمة عليها ولا خطام. ومن سجعات الأساس: لو كنت من العرب لكنت من أنباطها، أو كنت من النجوم لكنت من أعلاطها. قال الصاغاني وصحف الليث بيت أمية السابق وغيره، وتبعه الأزهري، وأنشداه: كحبل الفرق، وقالا: الفرق: الكتان، وإنما هو كخيل بالخاء المعجمة والياء التحتية، والقرق: لعبة لهم يقال لها: السدر، وخيلها: حجارتها. قال ابن الأعرابي: العلط، بضمتين: القصار من الحمير، والطوال من النوق.وقال غيره: العلطة، بالضم: القلادة، نقله الجوهري. زاد الزمخشري: من سك أو قرنفل، وأنشد للراجز، وهو حبينة بن طريف العكلي:

جارية من شعب ذي رعين
حياكة تمشي بعلطتين قلت: هو ينسب بليلى الأخيلية، وبعده:

قد خلجت بحاجب وعين
يا قوم خلوا بينها وبيني
أشد ما خلي بين اثنين والعلطة: سواد تخطه المرأة في وجهها زينة، أي تتزين به، وكذلك اللعطة، كالعلط، بالفتح، قاله ابن دريد. والإعليط، كإزميل: ما سقط ورقه من الأغصان والقضبان. وقال الجوهري: الإعليط: ورق المرخ، قال الصاغاني: وهو غير سديد، لأن المرخ لا ورق له، وعيدانه سلبة، وهي قضبان دقاق، والصواب: وعاء ثمر المرخ، وهو كقشر الباقلاء، يشبه به أذن الفرس. وفي الصحاح: قال يصف أذن الفرس:

لها أذن حشـرة مـشـرة     كإعليط مرخ إذا ما صفر واحدته: إعليطة، قيل: هو لامرئ القيس، وقال ابن بري: للنمر بن تولب. وقال الصاغاني: بل لربيعة بن جشم النمري. قال الصاغاني: أول ما رأيت المرخ سنة خمس وستمائة بقديد عند موضع خيمتي أم معبد رضي الله عنها، واتخذت منه الزناد لما كان بلغني من قولهم: وفي كل شجر نار، واستمجد المرخ والعفار. قلت: وأول رؤيتي في المرخ والعفار بالدريهمي، وهي قرية باليمن سنة 1166. والمعلوط، كمعروف: شاعر سعدي، ذكره الصاغاني، وهو في اللسان أيضا. واعلوط البعير اعلواطا: تعلق بعنقه وعلاه، وذلك الموضع منه معلوط، قال الجوهري: وإنما لم تنقلب الواو ياء في المصدر كما انقلبت في اعشوشب اعشيشابا، لأنها مشددة. أو اعلوطه: ركبه بلا خطام، قاله ابن عباد. أو اعلوطه: ركبه عريا. قال سيبويه: لا يتكلم به إلا مزيدا. واعلوط فلانا: أخذه وحبسه قاله الليث، وأنشد:

اعلوطا عمرا ليشبـياه
عن كل خير ويدربـياه
في كل سوء ويكركساه

صفحة : 4929

واعلوطه فلان: لزمه، نقله الجوهري، واشتقه ابن الأعرابي، فقال: كما يلزم العلاط عنق البعير. قال الأزهري: وليس ذلك بمعروف. واعلوط الأمر: ركب رأسه وتقحم فيه بلا روية. قاله الأزهري. ويقال: اعلوط فلان رأسه. وهو مجاز.وقيل: الاعلواط: ركوب العنق، والتقحم على الشيء من فوق، ومنه اعلوط الجمل الناقة، إذا ركب عنقها وتقحم من فوقها. وقيل: اعلوطها، إذا تسداها ليضربها. واعتلطه، واعتلط به، إذا خاصمه وشاغبه، نقله الصاغاني. والعليط، كحذيم: شجر بالسراة تعمل منه القسي. قال حميد بن ثور:

تكاد فروع العليط الصهب فوقنابه وذرا الشريان والنيم تلتقي وعليط: اسم رجل سمي باسم هذا الشجر. وقال ابن عباد: تعلوطته: تعلقت به، وضممته إلي، وكذلك اعلوطته، كذا في العباب. ومما يستدرك عليه: العلط، بالفتح: أثر الوسم في سالفة البعير، كأنه سمي بالمصدر، قال:

لأعلطن حرزما بعلط
بليته عند بذوح الشرط

البذوح: الشقوق، وحرزم: اسم بعير. وعلطه بالقول يعلطه علطا: وسمه، وهو أن يرميه بعلامة يعرف بها، وهو مجاز. وعلطه بسهم: أصابه به. وقال كراع: علط البعير، إذا نزع علاطه من عنقه وهي السمة، وقول أبي عبيد أصح، وقد تقدم. وعلاط الإبرة: خيطها، عن الليث، وهو مجاز. والعلطتان، بالضم: الرقمتان في أعناق القماري ونحوها من الطيور. وقال ثعلب: العلطتان: طوق، وقيل: سمة. قال ابن سيده: ولا أدري كيف هذا? قلت: وهذا الذي أنكره ابن سيده فقد أثبته السهيلي في الروض. والعلطتان: ودعتان تكونان في أعناق الصبيان. وعلطتا المرأة: قبلها ودبرها، وبه فسر قول حبينة بن طريف أيضا، وهو مجاز، وجعلهما كالسمتين. وعلطة الصقر: سفعة في وجهه، كاللعطة. ونعجة علطاء: بعرض عنقها علطة سواد وسائرها أبيض. وتعلط القوس: تقلدها. ولأعلطنك علط البعير، أي لأسمنك وسما يبقى عليك. وبعير معلوط: موسوم بالعلاط، وبه سمي الرجل. وبعير معلط، كمعظم: نزع علاطه من عنقه. واعلوط الفرس: ركبها بلا لجام. والعلوط، بالضم: مصدر علطه بسوء، قال أبو حزام العكلي:

ولست بواذئ الأحباء حوبا      ولا تنداهم جشرا علوطي وقد سموا علاطا، ككتاب، ومنه الحجاج بن علاط بن خالد بن ثويرة بن حنثر بن هلال بن عبد بن سعد بن عمرو بن بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم الصحابي، رضي الله عنه، نسبه ابن الكلبي هكذا، وكنيته أبو كلاب، وقيل: أبو محمد، وقيل: أبو عبد الله، وقد ذكره المصنف في خثر ولإسلامه قصة عجيبة. والعلط بضم ففتح: جمع العلطة، بمعنى القلادة، وقال الراجز:

لا تنكحي شيخا إذا بال ضرط
آدر أرثى تحت خصييه شمط
واستبدلي أمرد يستاف العلط

أرثى: كثير شعر الأذنين.

ع ل ف ط
علفطه بالتراب علفطة: أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال ابن دريد: أي خلطه به، وكذلك عفلطه، وقد تقدم.

ع ل قط

صفحة : 4930

ومما يستدرك عليه: العلقط، بالكسر، أهمله الجوهري والصاغاني، وقال صاحب اللسان: هو الإتب. قال ابن دريد: أحسبه العلقة.

ع م ر ط
العمروط، بالضم: اللص، كما في الصحاح، زاد ابن دريد: الذي لا يلوح له شيء إلا أخذه، ج: عمارطة وعماريط، كما في الصحاح. وقال الأصمعي: العمروط: الذي لا شيء له. وقيل: هو الخبيث، أو هو المارد الصعلوك الذي لا يدع شيئا إلا أخذه، فهو أخص من اللص. والعمرط، كعملس: الخفيف، كما في الصحاح، وزاد غيره: من الفتيان. وقال الليث: هو الجسور الشديد. وقال غيره: ذئب عمرط: شديد جسور. وقال ابن فارس: أصل العمرط عمرد، والطاء مبدلة من الدال. والعمرط: الداهية. وقال ابن عباد: العمرط والعمرط كزبرج، وبرقع: الطويل من الرجال، والعمارطي، بالضم: فرج المرأة العظيم، عن ابن عباد. ولص معمرط، ومتعمرط: يأخذ كل ما وجد، عن ابن عباد. ومما يستدرك عليه: قوم عمارط، مثل عماريط، وعمرط الشيء عمرطة: أخذه. وعمريط، بالكسر: قرية بشرقية مصر.
ع م ط
عمط عرضه يعمطه عمطا، أهمله الجوهري، على ما في النسخ، على أنه قد وجد في بعضها. وقال ابن دريد: أي عابه وثلبه بما ليس فيه، ووقع فيه، كاعتمطه. قال: وقد قالوا: عمط نعمة الله تعالى، إذا لم يشكرها، كعمط، كفرح، لغية في الغين المعجمة، وليس بثبت، كما في العباب واللسان.

ع م ل ط
العملط، كعملس، وزملق، وعلى الأول اقتصر الجوهري: الشديد، كما في الصحاح، وقال غيره: من الرجال والإبل، وأنشد ابن بري لنجاد الخيبري:

أما رأيت الرجل العملطا
يأكل لحما بائتا قد ثعطا
أكثر منه الأكل حتى خرطا

وقال أبو عمرو: هو القوي على السفر، والعملس مثله، وأنشد

قرب منها كل قرم مشرط
عجمجم ذي كدنة عملط

وبعير عملط: قوي شديد: كذا في التهذيب. ومما يستدرك عليه: العملط: الداهية، كما في التكملة.

ع ن ب ط
العنبط، والعنبطة، بضمهما، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو القصير اللحيم من الرجال.

ع ن ش ط
العنشط، والعنشط، كجعفر، وعشنق، كذا في سائر أصول القاموس، وهو غلط، ففي نوادر الأصمعي: العشنط والعنشط معا: الطويل، الأول بتشديد النون،والثاني بتسكين النون قبل الشين، ومثله عبارة الصحاح، قال: العنشط: الطويل، وكذلك: العشنط، مثال العشنق، ويقال: رجل وجمل عشنط، والجمع عشانطة وعشانقة، وأنشد الأصمعي لراجز:

بويزلا ذا كدنة معلطا
من الجمال بازلا عشنطا

ومثله عبارة العباب، وزاد الأصمعي يصف جملا:

يوفي بممتد الجديل عنشطه
ينفخ في جعد اللغام قططه

فظهر بما ذكر أن الضبط الثاني إنما هو للعشنط، بتقديم الشين على النون، وقد وهم المصنف. والعنشط، كجعفر: السيئ الخلق، كما في الصحاح. قال: ومنه قول الشاعر:

أتاك من الفتيان أروع مـاجـد     صبور على ما نابه غير عنشط

صفحة : 4931

وقال الفراء: امرأة عنشط، وعنشطة: طويلة. وعنشط الرجل عنشطة، إذا غضب، كما في اللسان. ومما يستدرك عليه: تعنشطت المرأة زوجها، إذا تعلقت به لخصومة، كما في التكملة.

ع ن ط
العنط، محركة: طول العنق وحسنه، أو الطول عامة، أي سواء كان في العنق أو في القوام. والعنطنط، كسمعمع: الطويل من الرجال، ومنهم من عم به، قال الجوهري: وأصل الكلمة ع ن ط فكررت، وقال الليث: اشتقاقه من عنط ولكنه أردف بحرفين في عجزه، وأنشد لرؤبة:

بسلب ذي سلبات وخط
يمطو السرى بعنق عنطنط

وأنشد الأصمعي:

بناعج عبل المطا عنطنطه
أحزم جؤشوش القرا علبطه

وهي بهاء، يقال: امرأة عنطنطة طويلة العنق مع حسن قوامها، ويقال: عنطها: طول قوامها لا يجعل مصدر ذلك إلا العنط، ولو قيل: عنطنطتها: طول عنقها لكان صوابا جائزا في الشعر، ولكنه يقبح في الكلام لطول الكلمة، وكذلك يوم عصبصب بين العصابة، وفرس غشمشم بين الغشم، ويقال: بين الغشمشمة. وقال أبو ليلى: رجل عنطنط، وفي حديث المتعة: فتاة مثل البكرة العنطنطة أي الطويلة العنق مع حسن قوام. ومن المجاز: العنطنطة: الإبريق، لطول عنقه. قال ابن سيده: وأنشدني بعض من لقيت:

فقرب أكواسا له وعنطنطا     وجاء بتفاح كثير دوارك والعنطيان، فعليان، بالكسر: أول الشباب، نقله الجوهري عن لأبي بكر بن السراج. وقال ابن الأعرابي: أعنط الرجل، إذا جاء بولد عنطنط، أي طويل. ومما يستدرك عليه: فرس عنطنطة، قال الشاعر:

عنطنط تعدو به عنطنطه
للماء تحت البطن منها غطمطه

ع ن ف ط
العنفط، بالضم، أهمله الجوهري، وقال الليث: هو الدنيء اللئيم السيئ الخلق من الرجال. وقال أيضا: العنفط: عناق الأرض. ويقال: هي العفنط، كعملس، وقد تقدم. والعنفطة، بهاء: النثرة، وهي: ما بين الشاربين إلى الأنف، وقيل: النون زائدة، ولذا ذكره في التكملة في تركيب ع ف ط.

ع ي ط
العيط: محركة: طول العنق، كما في الصحاح، وزاد بعضهم: في اعتدال قوام، وهو أعيط، وهي عيطاء، ومنه حديث المتعة: فانطلقت إلى امرأة كأنها بكرة عيطاء ويروى عنطنط، وقد تقدم، وجمل أعيط، وناقة عيطاء، والجمع عيط. وقد عاطت المرأة تعوط، وتعيط عيطا وتعوطت وتعيطت: طال عنقها في اعتدال قوام. وقصر أعيط، أي منيف، نقله الجوهري، وهو مجاز وكذلك: عز أعيط، أي منيف، على المثل، قال سويد بن أبي كاهل اليشكري:

مقعيا يردى صفاة لم تـرم     في ذرا أعيط وعر المطلع وقال أمية:

نحن ثقيف عزنـا مـنـيع     أعيط صعب المرتقى رفيع والأعيط: الطويل الرأس والعنق وهو سمح، وقيل: هو الأبي الممتنع، قال النابغة الجعدي:

ولا يشعر الرمح الأصم كعوبه      بثروة الأعيط المـتـظـلـم

صفحة : 4932

المتظلم، هنا الظالم، والأعيط: الممتنع، ويوصف بذلك حمر الوحش. وفي المحكم: عاطت الناقة، زاد الزمخشري: والمرأة، تعيط عياطا، وفي الصحاح تعوط، زاد في المحكم: عوطا وعيطا، وعيطانا، الأخير بالكسر، وتعوطت، وتعيطت زاد في الصحاح: واعتاطت اعتياطا. وقال الليث: يقال للناقة إذا لم تحمل سنين، وفي العين: سنوات، من غير عقر: قد اعتاطت فهي معتاط، وقد تعتاط المرأة، وناقة عائط ج: عوط، كسود، وعيط، كميل. وقال ابن بزرج: بكرة عائط، وجمعها عيط، وهي تعيط، قال: فأما التي تعتاط أرحامها فعائط عوط، وهي من تعوط. وفي المحكم: نوق عوط، على من قال رسل، وكذلك المرأة والعنز. وقال أيضا: عاطت الناقة تعيط عياطا، من إبل عيط، كركع، قال ابن هرمة:

ولقد رأيت بها أوانس كالدمى      ينظرن من حدق الظباء العيط وشاهد العيط قول الشاعر:

يرعن إلى صوتي إذا ما سمعـنـه     كما ترعوي عيط إلى صوت أعيسا ويقال أيضا: عوطط، كفوفل. ونقل الجوهري والأزهري عن الكسائي. إذا لم تحلل الناقة أول سنة يطرقها القحل فهي عائط وحائل، وجمعها عوط وعيط وعوطط، وحول وحولل، وقد تضم الطاء، لغة في العوطط فيمن جعله مصدرا، قاله الأصمعي. ونقل الجوهري عن أبي عبيد، قال: وبعضهم يجعل عوططا مصدرا، ولا يجعله جمعا، وكذلك حولل، وفي اللسان: العوطط عند سيبويه: اسم في معنى المصدر، قلبت فيه الياء واوا، ولم يجعل بمنزلة بيض، حيث خرجت إلى مثالها هذا وصارت إلى أربعة أحرف، وكأن الاسم هنا لا تحرك ياؤه ما ذام على هذه العدة، وأنشد:

مظاهرة نيا عتيقا وعوططا    فقد أحكما خلقا لها متباينا

صفحة : 4933

والعائط: في الإبل: البكرة التي أدرك إنا رحمها فلم تلقح، وقد اعتاطت، والاسم العوطة والعوطط. ففي كلام المصنف نظر، حيث جعل العوطط بضمتين من أبنية الجمع، وهو مصدر، وكان ينبغي أن ينبه على ما نقله الجوهري عن أبي عبيد، فتركه قصور ظاهر، فتأمل. وفي المحكم: عاطت الناقة تعيط، من إبل عيطات، بالكسر، وقالوا: عائط عيط، وعائط عوط، وعائط عوطط، مبالغة، وذلك إذا لم تحمل السنة المقبلة أيضا، كما قالوا حائل حول وحولل، نقله الجوهري عن الكسائي. والعائط من الإبل: ما أنزي عليها فلم تحمل، أو التي أدرك إنا رحمها فلم تلقح. وقد اعتاطت اعتياطا وهي معتاط، والاسم: العوطة والعوطط. وقال الليث: ربما كان اعتياطها من كثرة شحمها، وكذلك تعوطت، وتعيطت، نقله الجوهري. وقال العدبس الكناني: يقال: تعوطت الناقة، إذا حمل عليها الفحل فلم تحمل. وفي الصحاح: وقي الحديث: أنه بعث مصدقا فأتي بشاة شافع فلم يأخذها، وقال: ائتني بمعتاط والشافع: التي معها ولدها. قلت: وفي حديث الزكاة: فاعمد إلى عناق معتاط قال ابن الأثير: المعتاط من الغنم: التي امتنعت من الحبل لسمنها وكثرة شحمها، وهي في الإبل التي لا تحمل سنوات من غير عقر. والذي جاء في الحديث: أن المعتاط: التي لم تلد وقد حان ولادها، وكأن المراد بالولاد الحمل، أي أنها لم تحمل وقد حان أن تحمل، وذلك من حيث وعرفة سنها وأنها قد قاربت السن التي يحمل مثلها فيها فسمي الحبل بالولادة. وقال الليث: التعيط: أن ينبع حجر أو شجر، أو عود فيخرج منه شبه ماء فيصمغ أو يسيل، وتعيطت الذفرى: سالت بالعرق. قال الأزهري: وذفرى الجمل تتعيط بالعرق الأسود، وأنشد:

تعيط ذفراها بـجـون كـأنـه     كحيل جرى من قنفذ الليت نابغ قلت: هكذا أنشده لليث، وتبعه الأزهري، والرواية: تفيض وتفيض، والبيت لجرير. والقنفذ: الذفرى، سميت به لاجتماعها، كما في العباب. والتعيط: الجلبة والصياح، أو صياح الأشر بقوله: عيط، وبه فسر قول رؤبة، ووقع في اللسان ذو الرمة، وهو غلط:

وقد كفى تخمط الخماط
والبغي من تعيط العياط
حلمي وذب الناس عن إسخاطي والتعيط: السيلان، وقد تعيطت الذفرى، أي سالت بالعرق، وقد تقدم قريبا. وتعيط الشيء، إذا خرج نداه وسال. والعيط، بالكسر: خيار الإبل وأفتاؤها، ما بين الحقة إلى الرباعية. وعيط، بالكسر: مبنية: صوت الفتيان النزقين إذا تصايحوا في اللعب أو هي، على ما قاله الليث: كلمة ينادى بها عند السكر، أو يلهج بها عند الغلبة، ولا يفعله إلا النزق، يقول: عيط عيط، وقد عيط الرجل تعييطا، إذا قاله في السكر مرة ولم يزد على واحدة، فإن كرر ورجع فقل: عطعط عطعطة وقد تقدم. ومعيط: كمقعد: واد، قال ابن جني: هو مفعل من لفظ عيطاء، واعتاطت، إلا أنه شذ، وكان قياسه الإعلال، معاط، كمقام ومباع، غير أن هذا الشذوذ في العلم أسهل منه في الجنس، ونظيره مريم ومكوزة، وله يوم معروف، قال ساعدة بن جؤية يرثي من أصيب منهم في ذلك اليوم:

هل اقتنى حدثان الدهر من أنس      كانوا بمعيط لا وخش ولا قزم

صفحة : 4934

وروى الجمحي: هلا اقتنى. اعلم أن هذه المادة ذكرها الجوهري واوية ويائية، وفرق بينهما، وهكذا صنع صاحب اللسان والصاغاني في كتابيه، والزمخشري في الأساس، وخلط المصنف بينهما لشدة امتزاجهما. ومما يستدرك عليه منهما: جمع العائط عوائط. والعيطط كالعوطط، قال الشاعر:

نجائب أبكار لقحن لعيطـط      ونعم فهن المهجرات الحيائر وهضبة عيطاء: مرتفعة، وهو مجاز، وفي الصحاح في ع ي ط: وربما قالوا: قارة عيطاء، إذا استطالت في السماء، وأنشد الصاغاني لأبي كبير الهذلي:

وعلوت مرتبئا على مرهوبة      حصاء ليس رقيبها في مثمل
عيطاء معنقة يكون أنيسـهـا     ورق الحمام جميمها لم يؤكل

المثمل: الخفض والدعة. قلت: والذي في الديوان من شعره: جرداء معنقة. وقال الشارح: معنقة لها عنق، وجرداء: ليس فيها شيء. وفرس عيطاء، وخيل عيط: طوال. وجمل عياط مثل أعيط، نقله ابن بري، وأنشد:

صمحمح مجرب عياط وعيط فلان بفلان، إذا قال له: عيط عيط. وفي الأساس: عيط: مد صوته بالصراخ، وهو مجاز. قلت: ومنه قول العامة: عيط بفلان، بمعنى: ناده. والتعيط: غضب الرجل واختلاطه، وبه فسر قول رؤبة السابق، وفسره بعضهم أيضا بالاختيال. وقال رؤبة أيضا:

بكل غضبان من التعيط
منتفج الشجر أبي المسخط

والعيطة والعياط ككتاب: الصراخ والزعقة. ومن سجعات الأساس: هذا زمان عقمت فيه القرائح، واعتاطت الأذهان اللواقح، وهو من اعتاطت الناقة، إذا حالت. وقال ابن دريد: الأعوط: الاسم. وفي الصحاح: وربما قالوا: اعتاط الأمر، إذا اعتاص، ذكره في ع و ط. والأعيط: الجبل الطويل، قال رؤبة:

إذا شماريخ النياف الأعيط
عممن بالآل اعتمام الأشمط

ورجل عياط: صياح. ويقال: هو في معيطة، كمعيشة، أي في منعة. وكفر العياط: من قرى مصر، وقد وردتها، نسبت إلى الشيخ شهاب الدين أحمد العياط، دفين بني عدي بالأشمونين. وقد اجتمعت بولده الشيخ الصالح أحمد بن أحمد بن علي بن محمد بن الشيخ أحمد المذكور. وهكذا أملى علينا نسبه الشيخ الفاضل علي بن عبد الرحمن بن سلمان بن عيسى بن سلمان الخطيب الجديمي.