الباب السادس عشر: باب الطاء المهملة - الفصل الثامن عشر: فصل الغين مع الطاء

فصل الغين مع الطاء

غ ب ط
غبط الكبش يغبطه غبطا: جس أليته، لينظر أبه طرق أم لا،كذا في الصحاح، وأنشد للشاعر:

إني وأتيي ابن غلاق ليقرينيكغابط الكلب يبغي الطرق في الذنب قال الليث: غبط ظهره: جس بيده ليعرف هزاله من سمنه. قلت: وكذلك الناقة. والشعر الذي أنشده الجوهري للأخطل، كما في العباب، وقيل: لرجل من بني عمرو بن عامر يهجو قوما من سليم، وأوله:

إذا تحليت غلاقا لـتـعـرفـهـا     لاحت من اللؤم في أعناقها الكتب

صفحة : 4935

وناقة غبوط، كصبور: لا يعرف طرقها حتى تغبط، أي تجس باليد. وقال ابن عباد: الغبطة، بالضم: سير في المزادة مثل الشراك يجعل على أطراف الأديمين، ثم يخرز شديدا، كما في العباب والتكملة. والغبطة، بالكسر: حسن الحال، كما في الصحاح، والمسرة والنعمة، كما في اللسان، وقد اغتبط، كذا في أصول القاموس، وفي اللسان: وقد أغبط إغباطا. والغبطة: الحسد، كالغبط، بالفتح، في المعنيين، وقد غبطه، كضربه وسمعه، غبطا، إذا حسده، الثانية عن ابن بزرج، لغة في الأولى، نقله الصاغاني. وكون الغبط بمعنى الحسد، نقله ابن الأعرابي، وبه فسر الحديث: أيضر الغبط? قال: نعم كما يضر الخبط وقال غيره: العرب تكني عن الحسد بالغبط، واختلف كلام الأزهري في التهذيب، فذكره في ترجمة حسد. قال: الغبط: ضرب من الحسد، وهو أخف منه، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل: هل يضر الغبط? قال: نعم كما يضر الخبط فأخير أنه ضار، وليس كضرر الحسد الذي يتمنى صاحبه زي النعمة عن أخيه. والخبط: ضرب ورق الشجر حتى يتحات، ثم يستخلف من غير أن يضر ذلك بأصل الشجرة وأغصانها، وذكر أيضا في هذه الترجمة عن أبي عبيد فقال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم هل يضر الغبط? فقال: لا إلا كما يضر العضاه الخبط وفسر الغبط: الحسد الخاص وقال أيضا - في ترجمة حسد - إن الحسد تمني نعمة على أن تتحول عنه، والغبطة تمني نعمة على أن لا تتحول عن صاحبها، أي يتمنى مثل حال المغبوط من غير أن يريد زوالها، ولا أن تتحول عنه، وليس بحسد. وروى ابن السكيت في غبط قال: غبطت الرجل أغبطه غبطا، إذا اشتهيت أن يكون لك مثل ما له، وأن لا يزول عنه ما هو فيه. والذي أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن الغبط لا يضر ضرر الحسد، وأن ما يلحق الغابط من الضرر الراجع إلى نقصان الثواب دون الإحباط بقدر ما يلحق العضاه من خبط ورقها الذي هو دون قطعها واستئصالها، ولأنه يعود بعد الخبط ورقها، فهو وإن كان فيه طرف من الحسد فهو دونه في الإثم. وأصل الحسد القشر، وأصل الغبط: الجس، والشجر إذا قشر عنها لحاها يبست، وإذا خبط ورقها استخلف دون يبس الأصل. وقال أبو عدنان: سألت أبا زيد الحنظلي عن تفسير هذا الحديث، فقال: الغبط: أن يغبط الإنسان، وضرره إياه أن يصيبه نفس فيتغير حاله كما تغير العضاه إذا تحات ورقها. وقال الأزهري: الغبط ربما جلب إصابة عين بالمغبوط، فقام مقام النجأة المحذورة، وهي الإصابة بالعين. قال: وقد فرق الله بين الغبط والحسد بما أنزله في كتابه لمن تدبره واعتبره، فقال عز من قائل: ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله . وفي هذه الآية بيان أنه لا يجوز للرجل أن يتمنى إذا رأى على أخيه المسلم نعمة أنعم الله بها عليه أن تزوى عنه ويؤتاها، وجائز له أن يتمنى مثلها بلا تمن لزيها عنه، فالغبط: أن يرى المغبوط في حال حسنة فيتمنى لنفسه مثل تلك الحال الحسنة من غير أن يتمنى زوالها عنه، وإذا سأل الله مثلها فقد انتهى إلى ما أمره به ورضيه له. وأما الحسد: فهو أن يشتهي أن يكون له ما

صفحة : 4936

للمحسود، وأن يزول عنه ما هو فيه، فهو يبغيه الغوائل على ما أوتي من حسن الحال، ويجتهد في إزالتها عنه بغيا وظلما. وكذلك قوله تعالى: أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله وفي الحديث: على منابر من نور يغبطهم أهل الجمع وفي حديث آخر: يأتي على الناس اليوم أبو العشرة يعني: أن الأئمة في صدر الإسلام يرزقون عيال المسلمين وذراريهم من بيت المال فكان أبو العشرة مغبوطا بكثرة ما يصل إليه من أرزاقهم، ثم يجيء بعدهم أئمة- يقطعون ذلك عنهم، فيغبط الرجل بالوحدة، لخفة المؤونة، ويرثى لصاحب العيال. فهو غابط من قوم غبط، ككتب، هكذا في أصول القاموس، والصواب: كسكر، كما في اللسان، وأنشد:ود، وأن يزول عنه ما هو فيه، فهو يبغيه الغوائل على ما أوتي من حسن الحال، ويجتهد في إزالتها عنه بغيا وظلما. وكذلك قوله تعالى: أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله وفي الحديث: على منابر من نور يغبطهم أهل الجمع وفي حديث آخر: يأتي على الناس اليوم أبو العشرة يعني: أن الأئمة في صدر الإسلام يرزقون عيال المسلمين وذراريهم من بيت المال فكان أبو العشرة مغبوطا بكثرة ما يصل إليه من أرزاقهم، ثم يجيء بعدهم أئمة- يقطعون ذلك عنهم، فيغبط الرجل بالوحدة، لخفة المؤونة، ويرثى لصاحب العيال. فهو غابط من قوم غبط، ككتب، هكذا في أصول القاموس، والصواب: كسكر، كما في اللسان، وأنشد:

والناس بين شامت وغبط وفي الحديث، أي حديث الدعاء: اللهم غبطا لا هبطا ، أي نسألك الغبطة ونعوذ بك أن نهبط عن حالنا، ذكره أبو عبيد في أحاديث لا يعرف أصحابها، ومنه نقل الجوهري، وقيل: معناه: اللهم ارتفاعا لا اتضاعا، وزيادة من فضلك لا حورا ولا نقصا، أو أنزلنا منزلة نغبط عليها، وجنبنا منازل الهبوط والضعة. وقيل: معناه: نسألك الغبطة، وهي النعمة والسرور، ونعوذ بك من الذل والخضوع. وأغبط الرحل على الدابة، كما في التهذيب، وفي الصحاح: على ظهر البعير: أدامه ولم يحطه عنه، نقله الجوهري، وأنشد للراجز:

وانتسف الجالب من أندابه
إغباطنا الميس على أصلابه

قلت: الرجز لحميد الأرقط يصف جملا شديدا، ونسبه ابن بري لأبي النجم. ومن المجاز: أغبطت السماء إذا دام مطرها واتصل. وقال أبو خيرة: أغبط علينا المطر، وهو ثبوته لا يقلع، بعضه على أثر بعض. ومن المجاز أيضا: أغبطت عليه الحمى، إذا دامت، وقيل: أي لزمته، وهو من وضع الغبيط على الجمل. قال الأصمعي: إذا لم تفارق الحمى المحموم أياما قيل: أغبطت عليه، وأردمت، وأغمطت بالميم أيضا. قال الأزهري: والإغباط يكون لازما وواقعا كما ترى. وقال ابن هرمة يصف نفسه:

ثبت إذا كان الخطيب كأنـه     شاك يخاف بكور ورد مغبط

صفحة : 4937

ويروى: مغمط: بالميم. وفي الأساس: أغبطت عليه الحمى: كأنها ضربت عليه الغبيط لتركبه كما تقول: ركبته الحمى، وامتطته، وارتحلته. ومن المجاز: أغبط النبات، إذا غطى الأرض وكثف وتدانى حتى كأنه من حبة واحدة. وأرض مغبطة، إذا كانت كذلك، وهو بالفتح، أي على صيغة المفعول لا فتح أوله، كما يتبادر إلى الذهن، رواه أبو حنيفة. وفي الحديث، أي حديث الصلاة أنه صلى الله عليه وسلم جاء وهم يصلون في جماعة فجعل يغبطهم. قال ابن الأثير: هكذا روي مشددا، أي يحملهم على الغبط، ويجعل هذا الفعل عندهم مما يغبط عليه. قال: وإن روي بالتخفيف فيكون قد غبطهم لسبقهم وتقدمهم إلى الصلاة، كذا في النهاية. والغبط، بالفتح ويكسر: القبضات المحصودة المصرومة من الزرع، ج غبوط، ويقال: غبط، بضمتين. وقال الطائفي: الغبوط: هي القبضات التي إذا حصد البر وضع قبضة قبضة، الواحد غبط، وقال أبو حنيفة: الغبوط: القبضات المحصودة المتفرقة من الزرع، واحدها غبط على الغالب. والغبيط كأمير: الرحل، وهو للنساء يشد عليه الهودج، كما في الصحاح، قال امرؤ القيس:

تقول وقد مال الغبيط بـنـا مـعـا      عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل وقيل: هو المركب الذي هو مثل أكف البخاتي، قال الأزهري: ويقبب بشجار، ويكون للحرائر، وقيل: هو قتبة تصنع على غير صنعة هذه الأقتاب، أو رحل قتبه وأحناؤه واحدة، ج: غبط، ككتب. وفي الصحاح: وقول أمية بن أبي الصلت الثقفي:

يرمون عن عتل كأنها غبـط     بزمخر يعجل الحرمي إعجالا يعني به خشب الرحال. وشبه القسي الفارسية بها، وأنشد ابن بري لوعلة الجرمي:

وهل تركت نساء الحي ضاحية     في ساحة الدار يستوقدن بالغبط وأنشد ابن فارس أيضا هكذا له. وفي حديث ابن ذي يزن: كأنها غبط في زمخر. قال ابن الأثير: الغبط: جمع غبيط، وهو الموضع الذي يوطأ للمرأة على البعير، كالهودج يعمل من خشب وغيره، وأراد به هاهنا أحد أخشابه، شبه القوس في انحنائها. والغبيط: مسيل من الماء يشق في القف كالوادي في السعة، وما بين الغبيطين يكون الروض والعشب، والجمع كالجمع، وربما سموا الأرض المطمئنة غبيطا، كما في الصحاح وأنشد ابن دريد:

وكل غبيط بالمغيرة مفعم المغيرة: الخيل التي تغير، أو هي الأرض الواسعة المستوية يرتفع طرفاها كهيئة الغبيط، وهو الرحل اللطيف، ووسطها منخفض، وبه سميت أرض لبني يربوع غبيطا، وفي الصحاح: اسم واد، ومنه صحراء الغبيط، قال امرؤ القيس:

وألقى بصحراء الغبيط بعـاعـه     نزول اليماني ذي العياب المحمل وقال أوس بن حجر:

فمال بنا الغبيط بجانبـيه      على أرك ومال بنا أفاق قلت: وهو قف غليظ في حزن بني يربوع مسيرة ثلاث في مثلها، وهو بين الكوفة وفيد. وغبيط المدرة: ع، وله يوم معروف، كانت فيه وقعة لشيبان وتميم، وتميم غلبت فيه شيبان، وفيه يقول العوام بن شوذب الشيباني:

فإن تك في يوم الغبيط ملامة     فيوم العظالى أخزى وألوما وفي العباب: وفي هذا اليوم أسر عتيبة بن الحارث بن شهاب بسطام ابن قيس ففدى نفسه بأربعمائة ناقة، وقال جرير:

صفحة : 4938

فما شهدت يوم الغبيط مجاشع     ولا نقلان الخيل من قلتي يسر

وقال لبيد رضي الله عنه:

فإن امرأ يرجو الفلاح وقد رأى    سواما وحيا بالأفاقة جـاهـل
غداة غدوا منها وآزر سربهـم    مواكب تحدى بالغبيط وجامـل

والغبيطان: ع، وله يوم، أو كلاهما واحد، وجعلهما أبو أحمد العسكري يومين وموضعين. وقال ابن دريد: سماء غبطى وغمطى، كجمزى: دائمة المطر، ونص الجمهرة: إذا أغمطت في السحاب يومين أو ثلاثة، وهو مجاز. والاغتباط: التبجح بالحال الحسنة، وقيل: هو الفرح بالنعمة، وفي تلج المصادر: هو أن يصير الشخص بحال يغتبط فيها. وفي اللسان: هو شكر الله على ما أنعم وأفضل وأعطى، وفي الصحاح والمحكم: غبطته بما نال أغبطه غبطا وغبطة فاغتبط هو، كقولك منعته فامتنع، وحبسته فاحتبس، قال الشاعر:

وبينما المرء في الأحياء مغتبط     إذا هو الرمس تعفوه الأعاصير أي هو مغتبط، أنشدنيه أبو سعيد بكير الباء، أي هو مغبوط، كما في الصحاح. قلت: وهو قول عش بن لبيد العذري، ويروى لحريث بن جبلة العذري، ورواه المرزباني لجبلة بن الحارث العذري، ووجد بخط أبي سعيد السكري في أشعار بني عذرة: مغتبط. إذا صار رمسا تعفيه الأعاصير. وقال الأزهري: يجوز هو مغتبط، بفتح الباء، وقد اغتبطته، واغتبط فهو مغتبط، وقد تقدم لهذا البيت ذكر في ع ص ر وقصة فراجعه. ومما يستدرك عليه: رجل مغبوط ومغتبط: في غبطة، ومغتبط أيضا. والإغباط: ملازمة الركوب، وأنشد ابن السكيت:
حتى ترى البجباجة الضياطا
يمسح لما حالف الإغباطا
بالحرف من ساعده المخاطا

وقال ابن شميل: سير مغبط ومغمط، أي دائم لا يستريح، وقد أغبطوا على ركبانهم في السير، وهو أن لا يضعوا الرحال عنها ليلا ولا نهارا، وأنشد الأصمعي:

في ظل أجاج المقيظ مغبطه وقال الليث: فرس مغبط الكاثبة، كمكرم، إذا كان مرتفع المنسج. وهو مجاز، شبه بصنعة الغبيط، وفي الأساس: كأن عليه غبيطا، وأنشد الليث للبيد:

ساهم الوجـه شـديد أسـره      مغبط الحارك محبوك الكفل ومن سجعات الأساس: طلب العرف من الطلاب، كغبط أذناب الكلاب. وتقول: أكرمت فاغتبط، واستكرمت فارتبط. وأصابته حمى مغبطة، كما يقال: مطبقة، وهو مجاز، وأنشد ثعلب:
خوى قليلا غير ما اغتباط ولم يفسره، قال ابن سيده: عندي معناه: لم يركن إلى غبيط من الأرض واسع، وإنما خوى على مكان ذي عدواء غير مطمئن. واستدرك شيخنا: غبط، إذا كذب، نقلا عن ابن القطاع. قلت: راجعته في كتاب الأبنية له فوجدت فيه كما قال شيخنا، غير أنه تقدم في ع ب ط هذا المعنى بعينه، فلعله تصحف على ابن القطاع، إذ انفرد به، ولم يذكره غيره، فيحتاج إلى نظر وتأمل. وغبطة بنت عمرو المجاشعية، بالكسر، روت عن عمتها أم الحسن عن جدتها عن عائشة.

غ ر ن ط

صفحة : 4939

غرناطة، كصمصامة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ياقوت والصاغاني: هو: د، بالأندلس، وعليه اقتصر في التكملة، وقال في العباب: أو هو لحن والصواب كما قاله بعضهم أغرناطة بزيادة الألف، وحذفها لغة عامية. قال شيخنا: ولا لحن، فقد سميت البلدة بهما، ومعناها: الرمانة بالأندلسية، وفي العباب: بلغة عجم الأندلس. قال شيخنا: قال الشقندي: أما غرناطة فإنها دمشق بلاد الأندلس، ومسرح الأبصار، ومطمح الأنفس. وقال غيره: لو لم يكن لها إلا ما خصها الله به من المرج الطويل العريض، ونهر شنيل لكفاها، ولهم فيها تصانيف وأشعار كثير، كقول القائل:

غرناطة ما لـهـا نـظـير     ما مصر ما الشام ما العراق
ما هي إلا العروس تجـلـى    وتلك من جملة الـصـداق

وقراها فيما ذكر بعض مؤرخيها مائتان وسبعون قرية، نقل ذلك ابن خيري مرتب ابن بطوطة وغيره ممن أرخها. وآثارها جليلة كثيرة لا يسعها هذا المختصر، والله يردها دار إسلام، بمحمد وآله عليهم السلام.

غ ط ط
غطه في الماء يغطه ويغطه من حد نصر وضرب، وعلى الأولى اقتصر الجوهري، غطا، بالفتح: غطسه وغمسه. وفي الصحاح: مقله وغوصه فيه. وقال أبو زيد: غط البعير يغط، بالكسر، غطيطا، أي هدر في الشقشقة فهو هدير والناقة تهدر ولا تغط، لأنه لا شقشقة لها، كما في الصحاح، ومنه الحديث: والله ما يغط لنا بعير . وقال امرؤ القيس:

يغط غطيط البكر شد خناقه      ليقتلني والمرء ليس بقتال وغط النائم يغط غطا، وغطيطا: صات ونخر، ومنه حديث نزول الوحي: فإذا هو محمر وجهه، يغط وفي حديث آخر: نام حتى سمع غطيطه وهو الصوت الذي يخرج مع نفس النائم، وهو ترديده حيث لا يجد مساغا، وكذا نخير المذبوح والمخنوق يسمى غطيطا، نقله الجوهري. والغطاط، كسحاب: القطا، كما في المحكم، أو ضرب منه، كما في الصحاح، وقال غيره: ضرب من الطير ليس من القطا، هن غبر الظهور والبطون والأبدان سود بطون الأجنحة، طوال الأرجل والأعناق، لطاف لا تجتمع أسرابا، أكثر ما تكون ثلاثا أو اثنتين، الواحدة غطاطة بهاء، كما في الصحاح. وقيل: القطا ضربان: فالقصار الأرجل، الصفر الأعناق، السود القوادم الصهب الخوافي، هي الكدرية والجونية والطوال الأرجل البيض البطون، الغبر الظهور الواسعة العيون هي الغطاط. وقال أبو حاتم بأخدعي الغطاطة مثل الرقمتين خطان: أسود، وأبيض، وهي لطيفة فويق المكاء، قال الشاعر:

فأثار فارطهم غطاطا جثما     أصواتها كتراطن الفرس كذا في اللسان. قلت: والذي جاء في شعر حميد بن ثور رضي الله عنه:

ومحوض صوت الغطاط به    رأد الضحى كتراطن الفرس

وقال الهذلي:
وماء قد وردت أميم طـام    على أرجائه زجل الغطاط

وقال أبو كبير الهذلي:
لا يجفلون عن المضاف ولو رأوا     أولى الوعاوع كالغطاط المقبـل

صفحة : 4940

وأورد الجوهري هذا الشطر الأخير، ونسبه لابن أحمر، وهو غلط، والصواب لأبي كبير كما ذكرنا، وهو موجود هكذا في شعره في الديوان. قال الجوهري: فمن رواه بالضم شبههم بسواد السدف، ومن رواه بالفتح شبههم بالقطا. قلت: واقتصر السكري في شرح الديوان على الفتح فقط، وفسره بطائر يشبه القطا. وقولنا: وهو غلط، نبه عليه ابن بري في أماليه. وأنشده لأبي كبير، كما ذكرت، وقال نقادة الأسدي، ويروى لرجل من بني مازن:

إلا الحمام الورق والغطاطا وقال رؤبة:

أذل أعناقا من الغطاط والغطاط، بالضم: أول الصبح، كذا وقع في بعض أصول الصحاح، وفي بعضها: الصبح، وأنشد لرؤبة:

يا أيها الشاحج بالغطاط
إني لوراد على الضناط

وأنشد أبو العباس:

قام إلى أدماء في الغطاط
يمشي بمثل قائم الفسطاط

أو الغطاط: بقية من سواد الليل أو اختلاط ظلام آخر الليل بضياء أول النهار. وقال تعلب: الغطاط: السحر، ويفتح، عنه أيضا. والغطاغط: السخال الإناث، كما في العباب، ونص التهذيب: إناث السخل، قاله الليث. الواحد غطغط، كهدهد، قال الأزهري: هذا تصحيف من الليث، وصوابه: العطاعط بالعين المهملة كالعتاعت، الواحد عطعط وعتعت، قاله ابن الأعرابي وغيره. وقال ابن الأعرابي: الأغط: الغني. قال الأزهري: شك الشيخ في الأغط: الغني. وغطغط البحر: علت، هكذا بالعين المهملة، وفي بعض النسخ: غلت بالغين المعجمة أمواجه ومثله في اللسان، كتغطغط، كما في العباب. وغطغطت القدر: صوتت. والغطغطة: حكاية صوتها عند الغليان. أو اشتد غليانها، فهي مغطغطة. وغطغط النوم عليه: غلب، كما في اللسان. واغتط الفحل الناقة، أي تنوخها، كما في التكملة والعباب. واغتط فلان فلانا: حاضره وسبقه بعدما سبق أولا. وتغطغط الشيء: تبدد وتفرق، نقله الصاغاني. والغطغطة: حكاية صوت يقارب صوت القطا، كما في العباب. وفي اللسان: يحكى بها ضرب من الصوت. ومما يستدرك عليه: انغط الرجل في الماء انغطاطا، إذا انقمس فيه، بالقاف. وتغاط القوم يتغاطون، أي يتماقلون في الماء. والغط: العصر الشديد، ومنه الحديث: فأخذني فغطني . وغطه غطا: كبسه. وغط الفهد والنمر والحبارى: صوت. وغطت البرمة غطيطا، إذا غلت وسمع غطيطها، ومنه حديث جابر: وإن برمتنا لتغط .

غ ط م ط
الغطمطة، كتبه بالأحمر على أنه مستدرك على الجوهري، مع أنه ذكره في التركيب الذي يليه وحكم بزيادة الميم، فكيف يكون مستدركا عليه وهو قد ذكره? ولأجل هذا لم يفرد الصاغاني له تركيبا في التكملة، بل أورده في إدلب ط ط كالجوهري وأفرده في العباب، ومثله صنع صاحب اللسان. وقال ابن دريد: هو اضطراب موج البحر وغليان القدر، وصوت السيل في الوادي. ويقال: بحر غطامط، بالضم، وغطومط، كسفرجل، وغطمطيط، كسلسبيل: عظيم الأمواج، كثير الماء، والمصدر: الغطمطة والغطماط بالكسر قاله ابن دريد. قال رؤبة:

إذا تلاقى الوهط بالأوهـاط
أروي بثرثارين في الغطماط

وقال أيضا:
سالت نواحيها إلى الأوساط
سيلا كسيل الزبد الغطماط

صفحة : 4941

والغطامط، كعلابط، وسلسبيل، الأولى عن الجوهري، والثانية عن ابن دريد: الصوت، أي صوت غليان موج البحر، كما في نسخة من الصحاح، وفي أخرى: صوت غليان القدر وموج البحر، قال: والميم عندي زائدة، وأنشد للكميت:

كأن الغطاطم من غليهـا      أراجيز أسلم تهجو غفارا وهما قبيلتان كانت بينهما مهاجاة. ووجدت بخط أبي سهل: ذكر أن الكميت حين أنشد هذا البيت لنصيب قال له: ما هجت أسلم غفارا قط، فأمسك الكميت. وفي العباب: قال الكميت يذكر قدور أبان بن الوليد البجلي، وذكر البيت، ثم قال: وقيل: وفدت غفار وأسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما صاروا في الطريق قالت غفار لأسلم: انزلوا بنا، فلما حطت أسلم رحلها مضت غفار فلم تنزل، فسبوهم، فلما رأت ذلك أسلم ارتحلوا، وجعلوا يرجزون بهجائهم. وقال ابن دريد، في باب فعلليل: ومما جاء من المصادر على هذا البناء: غطمطيط، يقال: سمعت غطمطيط الماء، أرادوا صوته، وأنشد:

بطيء ضفن إذا ما مشـى      سمعت لأعفاجه غطمطيطا والغطماط، بالكسر: الموج المتلاطم، وهو في الأصل مصدر، وقد تقدم شاهده قريبا.

والتغطمط: صوت فيه، وفي الصحاح: معه بحح. وأيضا: غرغرة القدر، وهي صوت غليانها، وقد تغطمطت وهي متغطمطة: شديدة الغليان، وغطمطت مثله. وأيضا: اضطراب الموج، يقال: تغطمط عليه الموج، إذا اضطرب عليه حتى غطاه. تنبيه: قال شيخنا: قوله: غطميط إلخ. قلت: في كتاب الأبنية لابن القطاع: غطميط: فعليل أو فعميل، وذكره غيره من الصرفيين كذلك، انتهى. قلت: ليس في القاموس قوله: غطميط، وإنما هو غطمطيط، كسلسبيل، وراجعت كتاب الأبنية لابن القطاع فرأيته ذكر في الرباعي الصحيح: تغطمط الماء: اضطرب، وكذلك: تغطغط، وليس فيه ما نسبه شيخنا له، فانظر ذلك وتأمله.

غ ل ط

صفحة : 4942

الغلط، محركة: أن تعيا بالشيء فلا تعرف وجه الصواب فيه، كذا في المحكم وزاد الليث: من غير تعمد، وقد غلط، كفرح، يغلط غلطا، في الحساب، وغيره، أو غلط، بالطاء: خاص بالمنطق، وغلت، بالتاء الفوقية: في الحساب، غلطا وغلتا، كما نقله الجوهري عن العرب، وبعضهم يجعلها لغتين بمعنى، وبعضهم يقول: الغلط: في الحساب وفي كل شيء، والغلت: لا يكون إلا في الحساب، وقد مر تحقيقه في غ ل ت بأبسط من هذا، فراجعه فإنه نفيس. والغلوطة، كصبورة، وكذلك الأغلوطة، بالضم، وأيضا: المغلطة، بالفتح: الكلام يغلط فيه. وقيل: الغلوطة، والأغلوطة: ما يغالط به - من المسائل - العالم ليستزل ويستسقط رأيه، وفي الصحاح: الأغلوطة: ما يغلط به من المسائل، ونهى عليه السلام عن الأغلوطات، ومنه قولهم: حدثته حديثا ليس بالأغاليط. قلت: وروي: نهى عن الغلوطات، ويقال: مسألة غلوط، كشاة حلوب، وناقة ركوب، وإذا جعلتها اسما زدت فيها الهاء، قاله الخطابي. وقال أبو عبيد الهروي: الأصل فيها الأغلوطات، ثم تركت الهمزة، قال: وقد غلط من قال: هي جمع غلوطة، وقال القتيبي: وإنما نهي عن ذلك لأنها غير نافعة في الدين، ولا يكاد يكون فيها إلا ما لا يقع أبدا، ومثله قول ابن مسعود: أنذرتكم صعاب المنطق. يريد: المسائل الدقيقة الغامضة. والمغلاط، بالكسر: الكثير الغلط من الرجال، قال رؤبة:

فبئس عض الخرف المغلاط
والوغل ذي النميمة المخلاط

والتغليط: أن تقول له: غلطت. نقله الجوهري. وغالطه مغالطة وغلاطا، بالكسر. ومما يستدرك عليه: أغلطه إغلاطا: أوقعه في الغلط، كغلطه تغليطا. ويجمع الغلط على أغلاط. قال ابن سيده: ورأيت ابن جني قد جمعه على غلاط، قال: ولا أدري وجه ذلك. ورجل غلطان، كسكران. وكتاب مغلوط: قد غلط فيه، وكذلك: حساب مغلوط، وغلط ومغلط. وهو غلاط، كشداد: كثير الغلط. ويقال: وقع فلان في المغلطة، أي الغلط، وهو مغلطاني، بالفتح: يغالط الناس في حسابهم.

غ م ط
غمط الناس، كضرب وسمع، غمطا: استحقرهم، وأزرى بهم، واستصغر بهم، وكذلك غمصهم، ومنه الحديث: إنما ذلك من سفه الحق وغمط الناس يعني: أن يرى الحق سفها وجهلا، ويحتقر الناس، كما في الصحاح، أي إنما البغي فعل من سفه وغمط. قال الصاغاني: ويروى: وغمص وقد تقدم في غ م ص. ورواه الأزهري: الكبر أن تسفه الحق، وتغمط الناس. وغمط العافية، كفرح: لم يشكرها، وكذلك النعمة. وغمط النعمة من حد ضرب وسمع، أي بطرها وحقرها، كذلك غمط عيشه، وغمطه. وغمط الماء، من حد ضرب: جرعه بشدة، وهو مثل: غمجه غمجا، قاله الليث، وقد تقدم في غ م ج أنه الجرع المتتابع، وأنشد ابن الأعرابي:

غمج غماليج غملجات وأنشد الليث:

غمط غماليط غملطات والمعنى واحد. وغمط الذبيحة: ذبحها، لغة في غمط. وقال ابن دريد: سماء غمطى، محركة، وكذلك غبطى، بالباء، إذا أغمطت في السحاب يومين أو ثلاثة. وأغمط: دام ولازم، مثل أغبط، ومنه: أغمطت عليه الحمى، لغة في أغبطت. وقال ابن هرمة:

ثبت إذا كان الخطيب كـأنـه     شاك يخاف بكور ورد مغمط

صفحة : 4943

ويروى: مغبط وقد تقدم. وقال ابن عباد: اغتمطه: حاضره فسبقه بعد ما سبق أولا، وكذلك اغتطه، وقد تقدم. واغتمط فلانا بالكلام، واغتطه، إذا علاه فقهره، نقله صاحب اللسان عن بعض الأعراب. وقال أبو عمرو: واغتمط الشيء: خرج فما رئي له عين ولا أثر، يقال: خرجت شاتنا فاغتمطت، فما رأينا لها أثرا. والغمط: المطمئن من الأرض، كالغمض. وتغمط عليه التراب، أي تراب البيت، أي غطاه حتى قتله، كما في اللسان. ومما يستدرك عليه: اغتمطه بالكلام، إذا احتقره. نقله الصاغاني. ويقال: هو غموط هموط، أي ظلوم، نقله الزمخشري. وغمط الحق، كفرح: جحده. والمغامطة في الشرب: الجرع المتدارك.

غ م ل ط
الغملط، كعملس، أهمله الجوهري، وقال الليث: هو الرجل الطويل العنق، كالغملج، بالجيم، وأنشد:

غمط غماليط غملطات وأنشد ابن الأعرابي:

غمج غماليج غملجات وقد تقدم ذلك. ومما يستدرك عليه: الغملوط، كعصفور: الرجل الطويل العنق، نقله الصاغاني في التكملة.
غ م ر ط
ومما يستدرك عليه: الغمارطي، بالضم: الفرج، أنشد ابن شميل لجرير:

تنازع زوجها بغمارطي كأن على مشافره حبابا ورواه أبو سعيد:

تواجه بعلها بضراطمي     والمعنى واحد، نقله الأزهري في رباعي التهذيب.

غ و ط
الغوط: الثريدة. والغوط: الحفر، عن أبي عمرو: غاط يغوط غوطا، أي حفر. وغاط الرجل في الطين. والغوط: دخول الشيء في الشيء، كالغيط، يقال: غاط في الشيء يغوط ويغيط: دخل فيه. وهذا رمل تغوط فيه الأقدام. والغوط: المطمئن الواسع من الأرض، كالغاط والغائط. وقال ابن دريد: الغوط أشد انخفاضا من الغائط وأبعد. وفي قصة نوح، على سيدنا محمد وعليه الصلاة والسلام: وانسدت ينابيع الغوط الأكبر وأبواب السماء وقال ابن شميل: يقال للأرض الواسعة الدعوة: غائط، لأنه غاط في الأرض، أي دخل فيها، وليس بالشديد التصوب،ولبعضها أسناد. وفي الحديث: أن رجلا جاء فقال: يا رسول الله، قل لأهل الغائط يحسنوا مخالطتي أراد أهل الوادي الذي ينزله، ج: غوط، بالضم، وأغواط، قال ابن بري: أغواط: جمع غوط، بالفتح، لغة في الغائط، وغيطان جمع له أيضا، مثل ثور وثيران، وجمع غائط أيضا، مثل جان وجنان. وأما غائط وغوط، فهو مثل شارف وشرف. وشاهد الغوط، بفتح الغين، قول الشاعر:

وما بينها والأرض غوط نفانف ويروى غول وهو بمعنى البعد، وغياط، بكسرهما، صارت الواو ياء لانكسار ما قبلها، قال المتنخل الهذلي:

وخرق تحسر الركبان فـيه     بعيد الجوف أغبر ذي غياط ويروى: ذي غواط، وذي نياط. وقال آخر:

وخرق تحدث غيطـانـه    حديث العذارى بأسرارها

صفحة : 4944

وفي الحديث: تنزل أمتي بغائط يسمونه البصرة: أي بطن مطمئن من الأرض . والغائط: كناية عن العذرة نفسها؛ لأنهم كانوا يلفونها بالغيطان وقيل لأنهم كانوا إذا أرادوا ذلك أتوا الغائط وقضوا الحاجة، فقيل لكل من قضى حاجته: قد أتى الغائط، يكنى به عن العذرة. وفي التنزيل العزيز أو جاء أحد منكم من الغائط وكان الرجل إذا أراد التبرز ارتاد غائطا من الأرض يغيب فيه عن أعين الناس، ثم قيل للبراز نفسه، وهو الحدث غائط، كناية عنه، إذا كان سببا له. وقال ابن شميل: الغوطة، بالفتح: الوهدة من الأرض المطمئنة. وقال أبو محمد الأعرابي: الغوطة: برث أبيض لبني أبي بكر بن كلاب يسير فيه الراكب يومين لا يقطعه، به مياه كثيرة وغيطان وجبال. وقال غيره: الغوطة: د: بأرض طيئ لبني لأم منهم، قريب من جبال صبح لبني فزارة، وهما غوطتان، والأخرى: ماء ملح رديء، لبني عامر بن جوين الطائي. والغوطة، بالضم: مدينة دمشق، أو كورتها، وهي إحدى جنان الدنيا الأربع، والثانية: أبلة البصرة، والثالثة: شعب بوان، والرابعة: سغد سمرقند، قال عبيد الله بن قيس الرقيات يمدح عبد العزيز ابن مروان:

أحلك الله والخلـيفة بـال    غوطة دارا بها بنو الحكم وقال أيضا يذكر الملوك:

أقفرت منهم الفراديس فالغـو    طة ذات القرى وذات الظلال وفي الحديث: أن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها: دمشق . والتغويط: اللقم، من الغوط، وهو الثريد. أو التغويط: تعظيمه، أي اللقم. والتغويط: إبعاد قعر البئر. وتغوط الرجل، إذا أبدى، أي أحدث، كناية عن الخراءة، فهو متغوط. وانغاط العود: تثنى، نقله الصاغاني. وتغاوطا في الماء: تغامسا وتغاطا، وهما يتغاوطان، ويتغاطان. والغاط: الجماعة، يقال: ما في الغاط مثله، وقال ابن الأعرابي: يقال غط غط، إذا أمرته أن يكون مع الغاط، أي مع الجماعة إذا جاءت الفتن. ومما يستدرك عليه: بئر غويطة، كسفينة: بعيدة القعر. وقال الفراء: يقال: أغوط بئرك، أي أبعد قعرها. ويقال لموضع قضاء الحاجة: غائط، مجاز؛ لأن العادة أن يقضي في المنخفض من الأرض حيث هو أستر له. وكل ما انحدر في الأرض فقد غاط. قال أبو حنيفة: وقد زعموا أن الغائط ربما كان فرسخا، وكانت به الرياض.

قال ابن جني: ومن الشاذ قراءة من قرأ: أو جاء أحد منكم من الغيط يجوز أن يكون أصله غيطا، وأصله غيوط، فخفف، قال أبو الحسن: ويجوز أن تكون الياء واوا للمعاقبة. ويقال: ضرب فلان الغائط، إذا تبرز، وفي الحديث: لا يذهب الرجلان يضربان الغائط يتحدثان ، أي يقضيان الحاجة وهما يتحدثان. وقد تكرر ذكر الغائط في الحديث بمعنى الحدث والمكان. وغاطت أنساع الناقة تغوط غوطا: لزقت ببطنها فدخلت فيه، قال قيس بن عاصم:

ستحطم سعد والربـاب أنـوفـكـم       كما غاط في أنف القضيب جريرها

صفحة : 4945

ويقال: غاطت الأنساع في دف الناقة: إذا تبينت آثارها فيه. وغاط الرجل في الوادي يغوط، إذا غاب فيه. وغاط فلان في الماء يغوط، إذا انغمس فيه. والغيط، بالفتح: البستان. والنجم محمد بن أحمد السكندري الغيطي، منسوب إلى غيط العدة بمصر؛ لأنه كان سكن بها، حدث عن شيخ الإسلام زكريا بن محمد الأنصاري. ومعجم شيوخه يتضمن سبعا وعشرين شيخا، وهو عندي. قال الشعراني في الذيل: توفي يوم الأربعاء 17 صفر سنة 981.
غ ي ط
غاط فيه، أي في الوادي يغيط، وكذلك يغوط، واوية يائية: دخل. وقال الأصمعي: غاط في الأرض يغوط ويغيط بمعنى غاب. وقال ابن الأعرابي: يقال: بينهما مغايطة ومهايطة، وممايطة، ومشايطة، أي كلام مختلف. ثم إن هذه المادة مكتوبة عندنا بالسواد، وكذا في سائر أصول القاموس، والجوهري لم يذكرها إلا استطرادا في غ و ط فإنه قال هناك: غاط في الشيء يغوط فيه ويغيط بمعنى دخل ولم يفرد لغيط تركيبا، وعادة المصنف أن هذا وأمثاله يكتبها بالحمرة مستدركا بها عليه، فتأمل.