الباب السادس عشر: باب الطاء المهملة - الفصل التاسع عشر: فصل الفاء مع الطاء

فصل الفاء مع الطاء

ف ر ث ط
فرثط الرجل: أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: أي استرخى في الأرض، نقله الصاغاني في كتابيه. وأظنه لثغة، والصواب بالشين.

ف ر ج ط
ومما يستدرك عليه: فرجوط، كعصفور: مدينة بالصعيد الأعلى من القوصية، وقد دخلتها مرتين، هكذا هو في كتب القوانين، ومثله في الطالع السعيد للكمال الأدفوي حين ذكر بعض جماعة من أهلها، يقول فيه: فلان الفرجوطي، منهم عثمان بن أيوب الفرجوطي عرف بابن مجاهد: شاعر مجيد، ترجمه الأدفوي والصفدي مات سنة 739. ومنهم: الشريف المحدث أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن الطيب بن عبد الرحيم الحسني الإدريسي، ولد بفرجوط سنة 568، وتوفي سنة 649 أورده ابن شعيب في زهر البساتين، وسيأتي للمصنف في التركيب الذي بعده.

ف ر ش ط
فرشط الرجل فرشطة: قعد ففتح ما بين رجليه، وفي الصحاح: الفرشطة: أن تفرج بين رجليك قاعدا أو قائما، وهو مثل الفرشحة، وأنشد للراجز:

فرشط لما كره الفرشاط
بفيشة كأنها ملـطـاط

وهو فرشط، كزبرج، وقرطاس، وأنشد الأصمعي يصف بعيرا:

ليس بمنهك البروك فرشطه

صفحة : 4946

أو فرشط: ألصق أليتيه بالأرض، وتوسد ساقيه، قاله الفراء. أو فرشط: بسط في الركوب رجليه من جانب واحد، نقله الصاغاني، وهو في اللسان عن ابن بزرج. وقال ابن دريد: فرشط البعير فرشطة: برك بروكا مسترخيا فألصق أعضاده بالأرض. وقيل: هو أن ينتشر بركة البعير عند البروك. وفرشط اللحم فرشطة: شرشره، كما في اللسان. وفرشط الشيء: مده، وكذا فرشط به. وفرشطت الناقة: تفحجت للحلب، كما في الصحاح. وفرشط الجمل، إذا تفحج للبول، كما في اللسان والعباب. وفرشوط كبرذون، ة: كبيرة بصعيد مصر الأعلى، غربي النيل، كما في العباب، وقد قلده المصنف هنا،وهكذا هو المعروف على ألسنة العامة. والصواب أن اسمها فرجوط، كعصفور بالجيم على ما هو مثبوت في كتب التاريخ والقوانين الديوانية، كما تقدمت الإشارة إليه، واعتمدت العامة على ما قاله المصنف حتى الخاصة. ومن ذلك قول شيخنا العلامة أبي الحسن علي بن صالح بن موسى الربعي نزيل فرجوط في أبيات كتبها تقريظا على هذا الكتاب.

قد حل في فرشوطنا كل الرضا
مذ حلها الحبر النفيس المرتضى

إلى آخر ما قال، أدام الله فضله، ما لمع آل، وملع رال.

ف ر ط
فرط الرجل يفرط فروطا، بالضم: سبق وتقدم، فهو فارط، قال أعرابي للحسن: يا أبا سعيد، علمني دينا وسوطا، لا ذاهبا فروطا، ولا ساقطا سقوطا. أي دينا متوسطا لا متقدما بالغلو، ولا متأخرا بالتلو. قال له الحسن: أحسنت يا أعرابي، خير الأمور أوساطها. وفي الدعاء: على ما فرط مني، أي سبق وتقدم. وفرط في الأمر يفرط فرطا، بالفتح: قصر به، كما في العباب. وفي الصحاح: فيه. وضيعه. زاد في الصحاح: حتى فات. وفرط عليه في القول: أسرف وتقدم. وفي الصحاح: فرط عليه، أي عجل وعدا، ومنه قوله تعالى: إنا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى زاد في العباب: أي يبادر بعقوبتنا. وقال ابن عرفة: أي يعجل فيتقدم منه مكروه، وقال مجاهد: يبسط، وقال الضحاك: يشط. قلت: وقال الفراء: أي يعجل إلى عقوبتنا. والعرب تقول: فرط منه، أي بدر وسبق، وفي الأساس من المجاز: نخاف أن تفرط علينا منه بادرة. وفرط علينا ملان عجل بمكره.

ومن المجاز: فرط الرجل ولدا، بالضم، أي ماتوا له صغارا، فكأنهم سبقوه إلى الجنة. ونص ابن القطاع: فرط الرجل ولده: تقدمه إلى الجنة. وفرط إليه رسوله، أي قدمه وأعجله. وذكر ابن دريد هذا المعنى في فرط تفريطا. وسيأتي للمصنف قريبا. وفي اللسان: أفرطه إفراطا بهذا المعنى. وأما فرطه فرطا فلم أره لأحد من الأئمة، والمادة لا تمنعه. وقال أبو عمرو: فرطت النخلة: إذا تركت وما لقحت حتى عسا طلعها. وأفرطها غيرها، كما في العباب. وفرط القوم يفرطهم فرطا، بالفتح، وعليه اقتصر الجوهري، وفراطة، كسحابة، كما في المحكم، وفي العباب: والمصدر فرط وفروط: تقدمهم إلى الورد، وفي الصحاح: سبقهم إلى الماء، زاد في العباب: وتقدمهم. وفي المحكم: لإصلاح الحوض والأرشية والدلاء، أي ليهيئها لهم، وهم الفراط كرمان، جمع فارط، وأنشد الجوهري للقطامي:

صفحة : 4947

فاستعجلونا وكانوا من صحابتنا     كما تعجـل فـراط لـوراد وشاهد الفارط للواحد قول الشاعر:

فأثار فارطهم غطاطا جثما     أصواتها كتراطن الفرس والفرط، بالفتح: الاسم من الإفراط، وهو مجاوزة الحد في الأمر، يقال: إياك والفرط في الأمر، كما في الصحاح، والفرط: الغلبة، ومنه فرط الشهوة والحزن، أي غلبتهما. والفرط: الجبل الصغير، جمعه فرط، عن كراع. أو الفرط: رأس الأكمة وشخصها، والذي في الصحاح: الفرط، أي بضمتين: واحد الأفراط، وهي آكام شبيهات بالجبال، يقال: البوم تنوح على الأفراط. عن أبي نصر، قال وعلة الجرمي:

أم هل سموت بجرار له لجـب      جم الصواهل بين السهل والفرط والذي في العباب: الفرط. والفرط أيضا: واحد الأفراط، وهي آكام شبيهات بالجبال، وأنشد لحسان بن ثابت رضي الله عنه:

ضاق عنا الشعب إذ نجزعه      وملأنا الفرط منهم والرجل قلت: وفسره اليزيدي بسفح الجبال، قال: وجمعه أفراط، كقفل وأقفال. وأما قول ابن براقة الهمداني:

إذا الليل أرخى واستقلت نجومه       وصاح من الأفراط هام جواثم فاختلفوا في هذا فقال بعضهم: أراد به أفراط الصبح، لأن الهام إذا أحس بالصباح صرخ. قلت: وأنشده ابن بري:

إذا الليل أرخى واكفهرت نجومه ونسبه للأجدع الهمداني وأنشد ابن دريد عجزه غير منسوب هكذا:

وصاح على الأفراط بوم جواثم ثم قال الصاغاني: وقال آخرون: الفرط: العلم المستقيم من أعلام الأرض يهتدى به، ج: أفرط، كفلس وأفلس، وأنشد الأصمعي:

والبوم يبكي شجوه في أفرطه وأفراط أيضا، وتقدم شاهده في قول وعلة الجرمي، كما أنشده الجوهري عن أبي نصر. وهو في نوادر ابن الأعرابي لوعلة أيضا، ونصه:

سائل مجاور جرم هل جنيت لهم     حربا تزيل بين الجيرة الخـلـط
أم هل سموت بجرار له لجـب      يغشى مخارم بين السهل والفرط

وبما سردنا يظهر لك ما في عبارة المصنف من القصور، فتأمله. وفي الأساس: ومن المجاز: بدت لنا أفراط المفازة: وهي ما استقدم من أعلامها. والفرط، بالفتح: الحين، يقال: لقيته في الفرط بعد الفرط، أي الحين بعد الحين، كما في الصحاح. ويقال أيضا: إنما آتيه الفرط، أي حينا. وقيل: الفرط: أن تأتيه في الأيام مرة. وقال أبو عبيد: الفرط: أن تلقى الرجل بعر الأيام، يقال: إنما ألقاه في الفرط. وقال ابن السكيت: الفرط: أن يقال: آتيك فرط يوم أو يومين، والفرط: اليوم بين اليومين. وأنشد الجوهري للبيد:

هل النفس إلا متعة مستعارة     تعار فتأتي ربها فرط أشهر

صفحة : 4948

وقال أبو عبيد: ولا يكون الفرط في أكثر من خمسة عشر، هكذا في النسخ. وفي الصحاح: من خمس عشرة ليلة، قال غيره: ولا يكون أقل من ثلاثة، وفي حديث ضباعة: كان الناس إنما يذهبون فرط يوم أو يومين فيبعرون كما تبعر الإبل أي بعد يومين. وقال بعض العرب: مضيت فرط ساعة ولم أومن أن أنفلت. فقيل له: ما فرط ساعة? فقال: كمذ أخذت في الحديث، فأدخل الكاف على مذ. وقوله: ولم أومن، أي لم أثق ولم أصدق أني أنفلت. والفرط: طريق، عن أبي عمرو، أو: ع، بتهامة قرب الحجاز. قال غاسل بن غزية الجربي:

سرت من الفرط أو من نخلتين فلمينشب بها جانبا نعمان فالنجد وقال عبد مناف بن ربع الهذلي:

فما لكم والفرط لا تقربونه      وقد خلته أدنى مآب لقافل قلت: ويروى: أدنى مزار لقائل، من القيلولة. والقصيدة يرثي بها دبية السلمي سادن العزى، وأمه هذلية. والفرط، بالتحريك: المتقدم إلى الماء، كالرائد في الكلإ، أي يتقدم على الواردة فيهيئ لهم الأرسان والدلاء ويمدر الحياض ويستقي لهم، وهو فعل بمعنى فاعل، مثل تبع بمعنى تابع، يكون للواحد والجمع، يقال: رجل فرط، وفي الحديث: أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع وكان الحسن البصري إذا صلى على الصبي قال: اللهم اجعله لنا سلفا وفرطا وأجرا وفي الحديث: فأنا فرطكم على الحوض . وفيه أيضا: من كان له فرطان من أمتي دخل الجنة . وفي حديث ابن عباس قال لعائشة، رضي الله عنهم: تقدمين على فرط صدق يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه. والفرط أيضا: الماء المتقدم لغيره من الأمواه، وهو مجاز. ومن المجاز أيضا: الفرط: ما تقدمك من أجر وعمل. وكذا ما لم يدرك من الولد، أي لم يبلغ الحلم، جمعه أفراط. وقيل: الفرط يكون واحدا وجمعا. والفرط، بضمتين: الظلم والاعتداء، وبه فسر قوله تعالى وكان أمره فرطا وقيل: الأمر الفرط: المجاوز فيه عن الحد، يقال كل أمر فلان فرط، أي مفرط فيه مجاوز حده، كما في الأساس والصحاح. والفرط: الفرس السريعة التي تتفرط الخيل، أي تتقدمها، كما في الصحاح. وفي اللسان والأساس: هي السابقة، وأنشد الجوهري للبيد - رضي الله عنه:

ولقد حميت الحي تحمل شكتي     فرط وشاحي إذ غدوت لجامها زاد في الأساس: وخيل أفراط. والفراطة، كثمامة: الماء يكون شرعا بين عدة أحياء، من سبق إليه فهو له، وبئر فراطة كذلك. وقال ابن الأعرابي: الماء بينهم فراطة، أي مسابقة. وهذا ماء فراطة بين بني فلان وبني فلان. ومعناه: أيهم سبق إليه سقى ولم يزاحمه الآخرون. والذي في العباب: والفراط، والفراطة: الماء يكون ..إلخ، وفي الصحاح: والماء الفراط: الذي يكون لمن سبق إليه من الأحياء، وقد ضبطا الفراطة بالكسر، فتأمل. ومن المجاز: الفارطان: كوكبان متباينان أمام سرير بنات نعش يتقدمانها، قاله الليث، قال: وإنما شبها بالفارط: الذي يسبق القوم لحفر القبر، ووقع في الأساس: الفرطان. ومن المجاز: طلعت أفراط الصباح، أي تباشيره، الأول لتقدمها وإنذارها بالصبح، نقله الليث، قال: والواحد منها فرط، وأنشد لرؤبة:

باكرته قبل الغطاط اللغط

صفحة : 4949

وقبل جوني القطا المخطط
وقبل أفراط الصباح الفرط

وفرط الشيء وفيه تفريطا: ضيعه وقدم العجز فيه، قال صخر الغي:

ذلك بزي فـلـن أفـرطـه      أخاف أن ينجزوا الذي وعدوا قال ابن سيده: يقول لا أضيعه، وقيل: معناه لا أخلفه، وقيل: لا أقدمه وأتخلف عنه. قلت: وفي شرح الديوان: أي هو معي لا أفارقه ولا أقدمه، وبزي أي سلاحي. ويقال: فرط في الأمر، إذا قصر فيه، وفي الصحاح: التفريط في الأمر: التقصير فيه وتضييعه حتى يفوت. انتهى. وفرط في جنب الله: ضيع ما عنده فلم يعمل، ومنه قوله تعالى يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله أي في أمر الله، وفي الحديث: ليس في النوم تفريط، إنما التفريط أن لا يصلي حتى يدخل وقت الأخرى . وقال ابن دريد: فرط إليه رسولا تفريطا: أرسله إليه في خاصته وقدمه. وفرط فلانا تفريطا: تركه وتقدمه، نقله الجوهري، وأنشد لساعدة بن جؤية:

معه سقاء لا يفرط حـمـلـه        صفنن وأخراص يلحن ومسأب أي: لا يترك حمله ولا يفارقه، وقال أبو عمرو: فرطتك في كذا وكذا، أي تركتك. قلت: وبه فسر أيضا قول صخر الغي السابق. قال ابن دريد: وده تفريطا: مدحه حتى أفرط في مدحه، مثل قرظه، بالقاف والظاء، كما في العباب، وذكر في التكملة ما نصه: وأنا أخشى أن يكون تصحيف قرظه، بالقاف والظاء، إلا أن يكون ضبطه. قلت: وكأنه ظهر له فيما بعد صحته فسلمه في العباب، إذ تأليفه متأخر عن تأليف التكملة. وقال الخليل: فرط الله تعالى عن فلان ما يكره، أي نحاه. نقله الجوهري، وقال: وقلما يستعمل إلا في الشعر، قال مرقش، وهو الأكبر، واسمه عمرو بن سعد:

يا صاحبي تلبثا لا تـعـجـلا     وقفا بربع الدار كيما تسـألا
فلعل بطأكمـا يفـرط سـيئا        أو يسبق الإسراع خيرا مقبلا

هكذا هو في الصحاح، وفي العباب الشطر الثاني:
إن الرحيل رهين أن لا تعذلا قال: ويروى:

فلعل بطأكما يفرط ريثكمـا       أو يسبق الإفراط سيبا مقبلا وأفرطه أي المزاد: ملأه حتى أسال الماء. وأفرط الحوض والإناء، إذا ملأه حتى فاض، قال كعب بن زهير رضي الله عنه:

تنفي الرياح القذى عنه وأفرطه من صوب سارية بيض يعاليل ويروى: تجلو الرياح. وروى الأصمعي: من نوء سارية. ويقال: غدير مفرط، أي ملآن، قال ساعدة الهذلي يصف مشتار العسل:

فأزال ناصحها بأبيض مفرط     من ماء ألهاب بهن التألـب أي مزجها بماء غدير مملوء، وقال آخر:

بج المزاد مفرطا توكيرا وأنشد إبراهيم بن إسحاق الحربي:

على جانبي حائر مفرط      ببرث تبوأته معشـب وقال أبو وجزة:

لاع يكاد خفي الزجر يفرطه     مسترفع لسرى الموماة هياج وأنشد ابن بري:

يرجع بين خرم مفرطات      صواف لم يكدرها الدلاء

صفحة : 4950

وأنشده ابن دريد أيضا هكذا قال: والخرم: غدر يتخرم بعضها إلى بعض. وأفرط الأمر، إذا نسيه، فهو مفرط، أي منسي وبه فسر مجاهد قوله تعالى: وأنهم مفرطون أي منسيون. وقال الفراء: منسيون في النار، قال: والعرب تقول: أفرطت منهم ناسا، أي خلفتهم ونسيتهم. وأفرط عليه، ونص ابن القطاع: على البعير، إذا حمله ما لا يطيق، وكل ما جاوز الحد والقدر فهو مفرط، يقال: طول مفرط، وقصر مفرط. والاسم: الفرط، بالسكون، وقد ذكره المصنف آنفا، وروى زاذان عن علي رضي الله عنه أنه قال: مثلي ومثلكم كمثل عيسى صلوات الله عليه، أحبته طائفة فأفرطوا في حبه فهلكوا، وأبغضته طائفة فأفرطوا في بغضه فهلكوا . وأفرط الرجل: أعجل بالأمر. وفي الأمر: تقدم قبل التثبت. ومن المجاز: أفرط السحاب بالوسمي، إذا عجلت به، والسحابة تفرط الماء في أول الوسمي: أي تعجله وتقدمه. وأفرط بيده إلى سيفه ليستله: بادر، عن ابن دريد. وقال ابن الأعرابي: أفرط، إذا أرسل رسولا مجردا خاصا في حوائجه. قلت: وهو معنى واحد فرقه المصنف في ثلاث مواضع. فرط وفرط وأفرط، ولو قال: كفرط وأفرط، كان فيه غناء عن هذا التطويل، مع أن الأول فيه نظر. ويقال: تفارطته الهموم والأمور، أي أصابته في الفرط، أي الحين، وفي العباب: أي لا تصيبه إلا في الفرط. أو تفارطته: تسابقت إليه، وهو من قولهم: تفارط فلان، إذا سبق وتسرع، قال بشر بن أبي خازم:

ينازعن الأعنة مصغيات      كما يتفارط الثمد الحمام وقال النابغة الذبياني:

وقفت بها القلوص على اكتئاب      وذاك تفارط الشوق المعنـي

صفحة : 4951

ويروى: لفارط. وتفارط الشيء: تأخر وقته فلم يلحقه من أراده، ومنه حديث كعب بن مالك الأنصاري، رضي الله عنه، في تخلفه عن غزوة تبوك: فلم يزل بي حتى أسرعوا، وتفارط الغزو . وقال بعض الأعراب: هو لا يفترط إحسانه وبره، أي لا يفترص، فلا يخاف فوته، نقله الجوهري وصاحب اللسان. والفرطة: المرة الواحدة من الخروج. وبالضم: الاسم، وفي الصحاح: الفرطة، بالضم: اسم للخروج والتقدم، والفرطة، بالفتح: المرة الواحدة، مثل غرفة وغرفة وحسوة وحسوة. ومنه قول أم سلمة لعائشة، رحمهما الله تعالى: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاك عن الفرطة في البلاد . انتهى. قلت: وقال غيره: قالت أم سلمة لعائشة رضي الله عنهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاك عن الفرطة في الدين يعني: السبق والتقدم ومجاوزة الحد. وقال ابن عباد: بعير ورجل فرطي، كجهني، وعربي: صعب لم يذلل. إلا أن نص المحيط: بالضم وبالتحريك. وقوله تعالى: وأنهم مفرطون بفتح الراء، أي منسيون، كما قاله مجاهد. وقيل: مضيعون متروكون. وقال الفراء: منسيون في النار، أو الأصل فيه أنهم مقدمون إلى النار معجلون إليها، ويقال: أفرطه: قدمه، نقله الأزهري. وقرئ: مفرطون بكسر الراء، أي مجاوزون لما حد لهم، وهي قراءة قتيبة وأبي جعفر ونافع، من أفرط في الأمر، إذا تجاوز فيه عن الحد والقدر. وقرئ أيضا: مفرطون بتشديد الراء المكسورة، أي على أنفسهم في الذنوب. وقال ابن الأعرابي: يقال: فارطه، وألفاه، وصادفه، وفالطه، ولافطه، كله بمعنى واحد. وفارطه مفارطة وفراطا: سابقه. ويقال: تكلم فلان فراطا، ككتاب، أي سبقت منه كلمة، وهو مصدر فارطه مفارطة وفراطا. وافترط فلان ولدا، أي مات ولده، ونص الصحاح: يقال: افترط فلان فرطا، إذا مات له ولد صغير قبل أن يبلغ الحلم، أي مبلغ الرجال. ومما يستدرك عليه: فرطه تفريطا: قدمه، وأنشد ثعلب:

يفرطها عن كبة الخيل مصدق     كريم وشد ليس فيه تـخـاذل أي يقدمها. وفرطه في الخصومة: جرأه، كأفرطه، عن ابن دريد. وفرط في حوضه فرطا، إذا ملأه، أو أكثر من صب الماء فيه. والفارط: متقدم الواردة - كالفرط - والمتقدم لحفر القبر، جمعه: فراط، ومنه قول أبي ذؤيب:

وقد أرسلوا فراطهم فتأثلوا      قليبا سفاها كالإماء القواعد كذا في شرح الديوان، وقد يجمع الفارط على فوارط، وهو نادر، كفارس وفوارس، كما في العباب، وأنشد للأفوه الأودي:

كنا فوارطها الذين إذا دعـا     داعي الصباح إليهم لا يفزع قال شيخنا: يراد على نظرائه الثلاثة، انظر في ف ر س. وفراط القطا: متقدماتها إلى الوادي والماء، نقله الجوهري، وأنشد للراجز، وهو نقادة الأسدي:

ومنهل وردته التـقـاطـا
لم أر إذ وردته فـراطـا
إلا الحمام الورق والغطاطا

وفرطت البئر، إذا تركتها حتى يثوب ماؤها. قال ذلك شمر، وأنشد في صفة بئر:

وهي إذا ما فرطت عقد الوذم
ذات عقاب همش وذات طـم

صفحة : 4952

يقول: إذا أجمت هذه البئر قدر ما يعقد وذم الدلو ثابت بماء كثير. والعقاب: ما يثوب لها من الماء، جمع عقب. وأما قول عمرو بن معد يكرب:

أطلت فراطهم حتى إذا ما      قتلت سراتهم كانت قطاط أي أطلت إمهالهم والتأني بهم إلى أن قتلتهم. وافترط الرجل ولدا: ماتوا صغارا. وافترط الولد: عجل موته، عن ثعلب. وأفرطت المرأة أولادا: قدمتهم. قال شمر: سمعت أعرابية فصيحة تقول: افترطت ابنين. وأفرط ولدا: مات له ولد صغير. وافترط أولادا: قدمهم. وفرط إليه مني كلام وقول: سبق، وكذلك فرط أمر قبيح، أي سبق. وفرط الرجل فروطا: شتم، نقله ابن القطاع. وأمره فرط، بضمتين، أي متروك، ومنه قوله تعالى: وكان أمره فرطا أي متروكا، ترك فيه الطاعة وغفل عنها، وقال أبو الهيثم: أمر فرط: متهاون به مضيع. وقال الزجاج: أي كان أمره التفريط، وهو تقديم العجز. وقال غيره: أي ندما، ويقال: سرفا. وأفرطه: تركه، وخلفه، كفرطه. وفي حديث علي رضي الله عنه: لا ترى الجاهل إلا مفرطا أو مفرطا أي مسرفا في العمل، أو مقصرا فيه. وتفرط الشيء: فات وقته، كتفارط، ومنه الحديث: نام عن العشاء حتى تفرطت أي فات وقتها قبل أدائها. وافترط إليه في هذا الأمر: تقدم وسبق. وفلان مفترط السجال إلى العلا، أي له فيه قدمة. قال الشاعر:

ما زلت مفترط السجال إلى العلا     في حوض أبلج تمدر الترنوقـا ومفارط البلد: أطرافه، قال أبو زبيد:

وسموا بالمطي والذبل الص      م لعمياء في مفارط بـيد وفلان ذو فرطة في البلاد، بالضم، إذا كان صاحب أسفار كثيرة. والفرط، بضمتين: الأمر يفرط فيه، وقيل: هو الإعجال. وفرط عليه يفرط، آذاه. وفرط أيضا، إذا توانى وكسل. والفرط، محركة: العجلة. وأفرطه: أعجله. قال سيبويه: وقالوا: فرطك، إذا كنت تحذره من بين يديه شيئا، أو تأمره أن يتقدم. وهي من أسماء الفعل الذي لا يتعدى. والإفراط: الزيادة على ما أمرت. وأفرط في القول: أكثر. والفرط محركة: الأمر الذي يفرط فيه صاحبه، أي يضيع. وتفارطت الصلاة عن وقتها: تأخرت. وفرط عنه تفريطا: كف عنه. وفرطه: أمهله. والفراط، ككتاب: الترك. وقال الكسائي: ما أفرطت من القوم أحدا، أي ما تركت. وفرط كفرح، إذا سبق، لغة في فرط، كنصر، نقله الصاغاني. وقال أبو زياد: الفرط بضمتين: طرف العارض، عارض اليمامة، وأنشد بيت وعلة الجرمي الذي سبق ذكره آنفا. وقد سموا فارطا، وفريطا كزبير. وتفارطته الهموم: لا تزال تأتيه الحين بعد الحين. وهو مجاز. وتقول: اللهم اغفر لي فرطاتي، أي ما فرط مني، وهو مجاز.

ف ر غ ل ط
ومما يستدرك عليه: فرغليط بالفتح: قرية من أعمال قرطبة، ومنها أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد بن سليمان المرادي الأندلسي القرطبي الشقوري الفرغليطي، خرج من الأندلس إلى بغداد، وكان ثبتا جبلا في السنة، توفي سنة 544.

ف س ط

صفحة : 4953

الفسيط، كأمير: علاقة ما بين القمع إلى النواة، وهو الثفروق، قاله الليث. الواحدة فسيطة، نقله أبو حنيفة. وهذا يدل على أن الفسيط جمع، ونقله الجوهري والصاغاني هكذا. والفسيط: قلامة الظفر، كما في العين، ونقله الجوهري. وفي التهذيب: ما يقلم من الظفر إذا طال، واحدته فسيطة. وقيل: الفسيط واحد، عن ابن الأعرابي. وأنشد الجوهري للشاعر يصف الهلال:

كأن ابن مزنتها جـانـحـا      فسيط لدى الأفق من خنصر وروى ابن دريد: كأن ابن ليلتها. وقال: يعني بذلك هلالا بدا في الجدب، والسماء مغبرة، فكأنه من وراء الغبار قلامة ظفر خنصر. وفسره في التهذيب، فقال: أراد بابن مزنتها هلالا أهل بين السحاب في الأفق الغربي. قلت: ويروى قصيص بدل فسيط، وهو ما قص من الظفر وهو في اللسان لعمرو بن قميئة. وفي العباب: لخير بن رباط الأسدي. قلت: وهكذا أورده ابن المفجع في كتاب الترجمان عن أبي العباس، لخير بن رباط المذكور. وأنشد الصاغاني لأبي حزام العكلي:

ووذح ضئن من رطئت شغارا    وما شكدت عليه من فسـيط وقال ابن دريد: والفسط: فعل ممات، ومنه اشتقاق الفسيط. والفسطاط بالضم: مجتمع أهل الكورة، نقله الليث، زاد الأزهري حوالي مسجد جماعتهم، يقال: هؤلاء أهل الفسطاط. وفي الحديث: عليكم بالجماعة فإن يد الله على الفسطاط يريد المدينة التي فيها مجتمع الناس. وكل مدينة فسطاط، وقال رؤبة:

لو أحلبت حلائب الفسطاط
عليه ألقاهن بـالـبـلاط

أي حلائب المصر. قال الصاغاني: والمعنى أن الجماعة من أهل الإسلام في كنف الله، وواقيته فوقهم، فأقيموا بين ظهرانيهم ولا تفارقوهم. وهذا كحديثه الآخر: إن الله لم يرض بالوحدانية، وما كان ليجمع أمتي على ضلالة، بل يد الله عليهم، فمن تخلف عن صلاتنا، وطعن على أئمتنا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، شرار أمتي الوحداني المعجب بدينه، المرائي بعمله، المخاصم بحجته . والفسطاط: علم مدينة مصر العتيقة التي بناها سيدنا عمرو بن العاص، رضي الله عنه حين افتتحها، وكان نائب المقوقس إذ ذاك متحصنا في الموضع المعروف الآن بقصر الشمع. وتفصليه في كتاب الخطط للمقريزي. والفسطاط: السرادق من الأبنية. وفي الصحاح: بيت من شعر. وقال العجاج يصف ثورا:

حتى جلا أعجاز ليل غاط
عنه لياح اللون كالفسطاط
من البياض مد بالمقـاط

صفحة : 4954

وقال الزمخشري: الفسطاط: ضرب من الأبنية في السفر دون السرادق، وبه سميت المدينة، كالفستاط، التاء بدل من الطاء، لقولهم في الجمع فساطيط، يقال: أمر الأمير بفساطيطه فضربت ولم يقولوا: فساتيط، فالطاء إذن أعم تصرفا، وهذا يؤيد أن التاء في فستاط إنما هي بدل من طاء فسطاط، أو من سين الفساط كرمان، هذا قول ابن سيده، وكذلك الفستات، بالتاءين، ويكسرن، فهي إذن لغات ثمانية ذكرهن الجوهري ما عدا الفستات. قال شيخنا: وأورد الشهاب القسطلاني فيه، في إرشاد الساري، اثنتي عشرة لغة، وبه تعلم ما في كلام المصنف من القصور البالغ. انتهى. وفي المحكم: فإن قلت: فهلا اعتزمت أن يكون التاء في فستاط بدلا من طاء فسطاط؛ لأن التاء أشبه بالطاء منها بالسين، قيل: بإزاء ذلك إنك إذا حكمت بأنها بدل من سين فساط، ففيه شيئان جيدان: أحدهما تغيير الثاني من المثلين، وهو أقيس من تغيير الأول من المثلين، لأن الاستكراه في الثاني يكون لا في الأول؛ والآخر أن السينين في فساط ملتقيتان، والطاءان في فسطاط مفترقتان منفصلتان بالألف بينهما، واستثقال المثلين ملتقيين أحرى من استثقالهما منفصلين. ومما يستدرك عليه: الفسطاط: البصرة، ونقل الصاغاني عن بعض بني تميم قال: قرأت في كتاب رجل من قريش: هذا ما اشترى فلان بن فلان من عجلان مولى زياد، اشترى منه خمسمائة جريب حيال الفسطاط، يريد البصرة. ورجل فسيط النفس، بين الفساطة: طيبها، كسفيطها، كما في اللسان. وفي الأساس: ما أرى له باعا فسيطا. وفسطت الشيء: إذا ألقيته وألغيته، كما في الترجمان لابن المفجع.

ف ش ط
انفشط العود أهمله الجوهري، وقال ابن عباد: أي انفضخ وهو في اللسان أيضا هكذا، قال: ولا يكون إلا رطبا، كما في العباب، وفي اللسان: إلا في الرطب.

ف س ط
الفصيط، كأمير أهمله الجوهري والصاغاني وصاحب اللسان، وهو لغة في الفسيط بالسين.

ف ط ط
الأفط أهمله الجوهري والليث، وقال ابن الأعرابي هو الأفطس. وقال ابن عباد: الفطوطى، كخجوجى: الرجل الأفرز الظهر. قال: والفطافط، بالفتح: الأصوات عند الزجر، هكذا في سائر النسخ، وهو غلط، والصواب: عند الرهز والجماع، كما هو في نص المحيط. وقد أغفل المصنف الرهز في موضعه، ونبهنا عليه. قال: وفطفط الرجل، إذا سلح، قال نجاد الخيبري:

فأكثر المدبوب منه الضرطا
فظل يبكي جزعا وفطفطـا

وقال ابن الأعرابي: فطفط الرجل: إذا تكلم بكلام لا يفهم. ونص النوادر: إذا لم يفهم كلامه.

ف ل س ط

صفحة : 4955

فلسطون، وفلسطين، وقد تفتح فاؤهما، كتبه بالأحمر، لأنه أهمله الجوهري هنا، وهو رحمه الله تعالى ذكره في ترجمة طين، وقال ابن بري هناك: حقها أن تذكر في فصل الفاء من باب الطاء؛ لقولهم: فلسطون - فتأمل -: كورة بالشام. في نور النبراس: هي: الرملة، وغزة، وبيت المقدس وما والاها. وفي النهاية هي: ما بين الأردن وديار مصر وأم بلادها بيت المقدس. وفلسطين: ة، وقيل: مدينة بالعراق. وفي التهذيب: نونها زائدة. وقال غيره: بل هي كلمة رومية. والعرب في إعرابها على مذهبين، منهم: من يجعلها بمنزلة الجمع، ويجعل إعرابها في الحرف الذي قبل النون، تقول في حال الرفع بالواو: هذه فلسطون، وفي حال النصب والجر بالياء، رأيت فلسطين ومررت بفلسطين، أو تجعلها بمنزلة ما لا ينصرف وتلزمها الياء في كل حال فتقول: هذه فلسطين ورأيت فلسطين ومررت بفلسطين، ومنهم من يجعلها بمنزلة الجمع ويجعل إعرابها في الحرف الذي قبل النون فيقول: هذه فلسطون ورأيت فلسطين. ومررت بفلسطين، والنون في كل ذلك مفتوحة، قال عدي بن الرقاع:

فكأني من ذكرهم خالطتنـي      من فلسطين جلس خمر عقار
عتقت في القلال من بيت رأس   سنوات وما سبتها التـجار

والنسبة إليها فلسطي، قال الأعشى:

متى تسق من أنيابها بعد هجعة   من الليل شربا حين مالت طلاتها
تخله فلسطيا إذا ذقت طعمه     علـى ربذات الني حمـش لـثاتها

وقال ابن هرمة:
كأس فلسطـية معـتـقة     شجت بماء من مزنة السبل

ف ل ط
فلط الرجل عن سيفه، إذا دهش عنه، كما في العباب واللسان. وقد وجد أيضا في بعض نسخ الصحاح على الهامش. والفلط، محركة: الفجأة، يقال: لقيته فلطا، أي فجأة، هذلية، وأنشد الجوهري للراجز:

ومنهل على غشاش وفلط
شربت منه بين كره وثعط

والفلاط، ككتاب: المفاجأة، لغة لهذيل، قاله الجوهري، وأنشد للمتنخل الهذلي:

به أحمي المضاف إذا دعاني      ونفسي ساعة الفزع الفلاط ورفع إلى عمر بن عبد العزيز رجل قال لآخر، في يتيمة كفلها: إنك تبوكها، فأمر بحده، فقال: أأضرب فلاطا? قال أبو عبيد: أي فجأة. وأفلطني الرجل إفلاطا، مثل أفلتني. قال الخليل: أفلطني لغة قبيحة تميمية في أفلتني، كما في الصحاح. وقد استعمله ساعدة بن جؤية، فقال:

بأصدق بأس من خليل ثمـينة     وأمضى إذا ما أفلط القائم اليد أراد: أفلت القائم اليد، فقلب، هكذا هو في اللسان. والرواية: بأصدق بأسا. والذي في شرح الديوان: أن أفلط هنا بمعنى فاجأ، أي أصابه فجأة، فتأمل. وأفلطني الأمر: فاجأني، قال المتنخل الهذلي:

أفلطها الليل بعير فتـس     عى ثوبها مجتنب المعدل

صفحة : 4956

قال الصاغاني: ويروى بعيرا، ويروى: مختلف المعدل، أي فاجأها الليل بعير تحمل بعض ما تحب، أي بشرت بمجيء العير، وفي اللسان: بعير فيها زوجها فخرجت تسعى من الفرح، فتعلق ثوبها بشجرة في ناحية الطريق فانشق، وقال الجمحي: أفلطها: أفلتها، أي أضل لها الليل بعيرا، فهي تسعى في طلبه. قلت: وفي شرح الديوان: أفلطها: فاجأها الليل بعير، أي وافقت عيرا فخرجت تعدو وثوبها على غير العقد لحمقها، وقيل: فاجأها الليل بذهاب بعير فذهبت تجر ثوبها؛ لتنظر، فتعلق في شجرة في ناحية الطريق. فشبه تلك الطعنة بهذا الشق، فافتلطت بالأمر، بالضم، أي فوجئت به، لغة هذلية، نقله ابن دريد، ونصه في الجمهرة: افتلط الرجل: إذا فوجئ بالأمر. قلت: وكذا افتلتت، وقد تقدم في ف حلب ت. وقال ابن فارس: الفاء واللام والطاء ليس بأصل؛ لأنه من باب الإبدال، والأصل الراء قلت ويجوز أن يكون والأصل التاء أيضا، فتأمل. ومما يستدرك عليه: الأفلط: الأحرى، نقله الصاغاني. وفالطه: صادفه، عن ابن الأعرابي. ويقال: تكلم فلان فلاطا فأحسن، إذا فاجأ بالكلام الحسن. والمفالطة: المفاجأة، قال ابن هرمة يمدح عبد الواحد بن سليمان:

وكان امرأ خواض كل كـريهة    ومردى حروب يوم شر يفالطه والفلاط: الترك كالفراط، عن كراع.

ف ل ق ط
فلقط الرجل في الكلام والمشي، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: أي أسرع. ولم يعزه لأحد.

ف و ط
الفوط، كصرد، أهمله الجوهري. وقال الليث: ثياب تجلب من السند، وهي غلاظ قصار تكون مآزر، أو هي مآزر مخططة يشتريها الجمالون والأعراب والخدم وسفل الناس بالكوفة فيأتزرون بها. الواحدة فوطة، بالضم. قاله الأزهري، قال، ولم أسمعها في شيء من كلام العرب ولا أدري أعربية هي أم هي من كلام العجم. وقال ابن دريد: فأما الفوط التي تلبس، فليست بعربية. أو هي لغة سندية معربة بوته، بضمة غير مشبعة، قاله الصاغاني. قلت: وهي التي تسمى عندنا باليمن الأزهرية. وكثر استعمال هذه اللفظة حتى اشتقوا منها فعلا فقالوا: فوطه تفويطا: إذا ألبسه فوطة. ورجل مفوط، كمعظم: لابسها. واستعملوها أيضا الآن على مناديل قصار مخططة الأطراف تنسج بالمحلة الكبرى من أرض مصر، يضعها الإنسان على ركبتيه ليقي بها عند الطعام. والفواط، ككتان: من ينسجها أو يبيعها. والفوطي من الألوان بالضم: ما كان أزرق غير صافي الزرقة. ومؤرخ العراق كمال الدين عبد الرزاق بن أحمد الشيباني الفوطي مصنف عالم مات سنة 723. وأبو عبد الله محمد بن علي الفوطي اللغوي الملقن، سمع ابن شاتيل. مات سنة 627. وهشام بن عمرو الفوطي: أحد رؤوس المعتزلة، ضبطه النديم في الفهرست.