الباب السادس عشر: باب الطاء المهملة - الفصل العشرون: فصل القاف مع الطاء

فصل القاف مع الطاء

ق ب ط
القبط: جمعك الشيء بيدك. عزاه في العباب إلى ابن فارس، وفي التكملة إلى ابن دريد، وقد وجد أيضا في بعض نسخ الصحاح على الهامش، يقال: قبطته أقبطه قبطا من حد ضرب.

صفحة : 4957

والقبط، بالكسر: جيل بمصر. وفي الصحاح: القبط: أهل مصر، وهم بنكها، بالضم، أي أصلها وخالصها. قلت واختلف في نسب القبط، فقيل: هو القبط بن حام بن نوح، عليه السلام، وذكر صاحب الشجرة أن مصرايم ابن حام أعقب من لوذيم، وأن لوذيم أعقب قبط مصر بالصعيد، وذكر أبو هاشم أحمد بن جعفر العباسي الصالحي النسابة قبط مصر في كتابه، فقال: هم ولد قبط ابن مصر بن قوط بن حام، كذا حققه ابن الجواني النسابة في المقدمة، الفاضلية. وإليهم تنسب الثياب القبطية، بالضم، على غير قياس، وقد يكسر صريح هذه العبارة أن الضم فيه أكثر من الكسر، والذي في الصحاح: والقبطية: ثياب بيض رقاق من كتان تتخذ بمصر، وقد يضم، لأنهم يغيرون في النسبة، كما قالوا: سهلي ودهري، أي إلى سهل ودهر، بفتحهما، ثم أنشد لزهير:

ليأتينك مني منـطـق قـذع     باق كما دنس القبطية الودك فهذا يدل على أن الكسر أكثر، وهو القياس، والضم قليل، فتأمل.

وقال الليث: لما ألزمت الثياب هذا الاسم غيروا اللفظ، فالإنسان قبطي، بالكسر، والثوب قبطي، بالضم. ج: قباطي، بتشديد الياء وقباطي، بتسكينها. وقال شمر: القباطي: ثياب إلى الدقة والرقة والبياض، قال الكميت: يصف ثورا:

لياح كأن بالأتحمية مسبـع      إزارا، وفي قبطية متجلبب وفي حديث ابن عمر أنه كان يجلل بدنه القباطي والأنماط.ورجل قبطي، بالكسر، وهي بهاء، ومنهم: مارية القبطية التي أهداها له المقوقس صاحب الإسكندرية، وهي أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي عنها، توفيت زمن عمر، رضي الله عنه. قبط: ناحية كانت بسر من رأى، تجمع أهل الفساد، نقله الصاغاني. والقباط والقبيط والقبيطى، بضم قافهن وشد بائهن، والقبيطاء، كحميراء، إذا خففت مددت، وإذا شددت قصرت الناطف، نقله الجوهري، وهو مشتق من القبط، بمعنى الجمع. وتقبيط الوجه: تقطيبه، مقلوب منه، حكاه يعقوب.

وما يستدرك عليه: القبطي: فرس عبد الملك بن عمير بن سويد بن حارثة، نقله الصاغاني.

قلت: وقد عرف هو بفرسه ذلك، كما نقله الحافظ. وعبيد القبطي: من قبط مصر، عن أبي مويهبة، وعنه يعلى بن عطاء وآخرون. وقبط الشيء قبطا: خلطه. وتقول: فلان يأخذ القبيطى، فيأكلها السريطى. وجماعة قبطية وأقباط. وعبد اللطيف القبيطي: محدث مشهور. وقبيطة، كجميزة: لقب الحافظ أبي علي الحسن بن سليمان بن سلام الفزاري البغدادي، وثقه يونس، سكن مصر، وتوفى في حدود سنة 270.

ق ب ج ط
ومما يستدرك عليه: قبجاطة، بالفتح: مدينة بالمغرب، هكذا ذكره الأئمة بالجيم، وذكره الصاغاني بالشين: قبشاطة، وتبعه المصنف، وسيأتي قريبا.

ق ح ط

صفحة : 4958

القحط: الضرب الشديد. والقحط: الجدب، كما في الصحاح، لأنه من أثر احتباس المطر، يقال: قحط المطر يقحط قحوطا، إذا احتبس، وقال أعرابي لعمر رضي الله عنه: قحط السحاب، أي احتبس. ويقال: قحط العام. وقال ابن دريد: قحطت الأرض، كمنع. وقد حكى الفراء: قحط المطر مثل فرح، كما في الصحاح. قال ابن سيده: والفتح أعلى. وحكى أبو حنيفة: قحط المطر، مثل عنى، ونقله أيضا ابن بري عن بعضهم، إلا أنه قال: قحط القطر، وأنشد للأعشى:

وهم يطمعون إن قحط القط     ر، وهبت بشمأل وضريب قحطا، بالفتح، وقحطا، محركة، وقحوطا، وفيه لف ونشر مرتب. وقال شمر: قحوط المطر: أن يحتبس وهو محتاج إليه. وأقحط العام، وأكحط، قال ابن الفرج يقال: كان ذلك في إقحاط الزمان، وإكحاط الزمان، أي في شدته، وحكى أبو حنيفة: أقحط المطر على فعل الفاعل، وقال أبو عبيد البكري، في شح أمالي القالي: قحط المطر، كمنع، وقحط الناس كسمع، لا غير، ونقله ابن بري عن بعضهم، لكنه قال: قحط المطر، بالفتح، وقحط المكان، بالكسر هو الصواب، وقحطوا وأقحطوا بضمهماقليلتان. وفي المحكم: لا يقال: قحطوا ولا أقحطوا. وفي الصحاح: قحطوا، على ما لم يسم فاعله، قحطا: أصابهم القحط، وزاد غيره: لا غير، وجوزها الصاغاني أيضا. وأما أقحطوا، بالضم فكرهها بعضهم. وكلام ابن سيده يفهم منه الإنكار مطلقا فيهما. وحكم المصنف فيهما بالقلة إشارة إلى الجمع بين القولين. فتأمل. وعام قحيط، وقحط، وضرب قحيط وقحط، كأمير، وفرح، أي شديد. وزمن قاحط: ذو قحط، ج: قواحط.

ومن المجاز: القحطي، بالفتح، هو: الرجل الأكول الذي لا يبقي من الطعام شيئا، عراقية، وقال الأزهري: هو من كلام الحاضرة دون أهل البادية، وأظنه نسب إلى القحط لكثرة الأكل، كأنه نجا من القحط، فلذلك كثر أكله. والتقحيط، في لغة بني عامر: التلقيح، حكاه أبو حنيفة.

صفحة : 4959

والقحط، بالضم: نبت، نقله ابن دريد، وقال: ليس بثبت، والذي في الجمهرة: القحطة: ضرب من النبت، وهو مضبوط، بالفتح، ضبط القلم، فأنظره. وقحطان بن عامر، هكذا في النسخ، والصواب عابر. بالموحدة ابن شالخ بن أرفخشذ ابن سام بن نوح صلى الله على نوح وعلى نبينا: أبو حي، بل أبو اليمن. وقال ابن الكلبي النسابة: عابر هذا هو هود النبي عليه السلام، وقال غيره بخلاف ذلك، ولذا وقع في عبارة بعضهم: قحطان بن هود، وعابر هذا هو الجد السابع والثلاثون لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو جماع الأنساب، الراجع إليه جميع قبائل الأعراب: خندف وقيس ونزار ويمن، فهو جذم النسب وجرثومته، بلا خلاف، قال ابن الجواني: ومن ولد عابر قحطان ويقطن، قال قوم: قحطان هو يقطن، وإنما قحطان بالعربية، ويقطن بالعبرانية، ويقطان بالسريانية، وهو قول الزبير. ومن النسابين من جعل قحطان من ولد إسماعيل، ثم قال: وولد قحطان هم العرب المتعربة، وهم الذين نطقوا بلسان العرب العاربة، من ولده يعرب، وأعقب يعرب من ولده يشجب، وهو من ولده سبأ، وهو أبو حمير وكهلان القبيلتين العظيمتين. وهو قحطاني، على القياس، وأقحاطي، على غير قياس، نقله ابن دريد، وفي اللسان: وكلاهما عربي فصيح. وقال ابن عباد: المقحط، كمنبر: فرس لا يكاد يعيا جريا، وأنشد:

يعاود الشد معنا مقحطا ومن المجاز: أقحط الرجل، إذا جامع ولم ينزل، ومنه الحديث: من جامع فأقحط فلا غسل عليه ومعناه أن ينتشر فيولج ثم يفتر ذكره قبل أن ينزل، وهو من أقحط الناس، إذا لم يمطروا، والإقحاط: مثل الإكسال، وكان هذا في صدر الإسلام، ثم نسخ بقوله صلى الله عليه وسلم: إذا قعد بين شعبها الأربع، ومس الختان الختان فقد وجب الغسل أقحط القوم، أي أصابهم القحط، كما في الصحاح، أي إذا لم يمطروا. وأقحط الله تعالى الأرض، أي أصابها به. نقله الصاغاني.

ومما يستدرك عليه: أرض مقحوطة: لم يصبها المطر، وقد قحطت، بالضم. والقحط في كل شيء: قلة خيره. نقله ابن سيده. وقحطا له، مثل سحقا وبعدا، منصوب على المصدر، وهو دعاء، بالجدب، مستعار لانقطاع الخير عنه، وجدبه من الأعمال الصالحة. وقول رؤبة:

دانت له والسخط للسخاط     نزارها ويامن الأقحاط يريد بني قحطان، كما في العباب. وعام مقحط: ذو قحط، قال ابن هرمة:

ودواديا وأواريا لم يعـفـهـا     ما مر من مطر وعام مقحط وقحط المني عن الثوب: حته. عامية. وقاحط ومقحط: أخوان لقحطان، فيما رواه ابن منبه. قلت: وأخوهم الرابع فالغ هو أبو قريش. وأقحط الرجل: صار في القحط، نقله ابن القطاع.

ق ر ط
القرط، بالكسر: نوع من الكراث يعرف بكراث المائدة سمي به لأنه يقرط تقريطا، أي يقطع.

والقرط، بالضم: نبات كالرطبة إلا أنه أجل منها وأعظم ورقا، تعتلفه الدواب، نقله أبو حنيفة. قال: فارسيته الشبذر، كجعفر. والقرط: سيف عبد الله بن الحجاج الثعلبي، وهو القائل فيه:

تقول والسيف في أضراسها نشب      هذا لعمرك موت عير طاعون

صفحة : 4960

فما ذممت أخي قرطا فأبعطه     وما نبا نبوة يوما فيخزينـي والقرط: شعلة النار كما في المحكم. والقرط: زبيب الصبي، عن ابن عباد، ونقله الزمخشري، وقال: وهو مجاز. والقرط: الضرع، هكذا في أصول القاموس بالضاد المعجمة، والذي نقله صاحب اللسان عن كراع: القرط: الصرع بالصاد المهملة، ويؤيده قول ابن دريد: القرط: الصرع على القفا. القرط: الشنف، وقيل: الشنف في أعلى الأذن، والقرط في أسفلها، أو هو المعلق في شحمة الأذن، كما في الصحاح، سواء درة، أو تومة من فضة، أو معلاقا من ذهب، وفي الحديث: ما يمنع إحداكن أن تصنع قرطين من فضة . ج: أقراط، كقفل وأقفال، قال رؤبة:

كأن بين العقد والأقراط     سالفة من جيد ريم عاط وقال الجوهري: جمع قرط قراط، مثل رمح ورماح. وأنشد الصاغاني للمتنخل الهذلي يذكر قوسا:

شنقت بها معابل مرهفات     مسالات الأغرة كالقراط ويروى قرنت بها، ومسلات: جمع مسالة. والأغرة: جمع غرار، وهو الحد، كما في العباب، ومثله في شرح الديوان. قال: يعني النبل تبرق كأنها قراط. ويجمع القرط أيضا على قروط، كبرد وأبراد وبرود، وعلى قرطة، كقردة، نقله الجوهري، ومثله الصاغاني بقلب وقلبة.

وجارية مقرطة، كمعظمة: ذات قرط. وذو القرط واسمه الوشاح: اسم سيف خالد بن الوليد، رضي الله عنه، وهو القائل فيه:

وبذي القرط قد قتلت رجالا      من كهول طماطم وعراب وذو القرط: لقب السكن بن معاوية بن أمية بن زيد بن قيس بن عامرة بن مرة بن مالك بن الأوس بن حارثة الأوسي الأنصاري من الجعادرة. والقرطة، كهمزة، وعنبة: شبة حسنة في المعزى، وهي أن تكون للتيس أو للعنز زنمتان معلقتان من أذنيه، قاله الليث، وهو مجاز.

وقد قرط، كفرح، قرطا فهو أقرط، وهي قرطاء. قال: ويستحب في التيس، لأنه يكون مئناثا. وفي الأساس: وتستحب القرطة، ويتنافس فيها لدلالتها على الإيناث. وقرط الكراث تقريطا: قطعه في القدر،كقرطه قرطا. وجعل ابن جني القرطم ثلاثيا، وقال: سمي بذلك لأنه يقرط.

ومن المجاز: قرط عليه، إذا أعطاه قليلا قليلا، من القراط. وقرط الجارية: ألبسها القرط، قال الراجز - يخاطب امرأته وقد سألته أن يحليها قرطين - :

تسلأ كل حرة نـحـيين      وإنما سلأت عكـتـين
ثم تقولين اشر لي قرطين    قرطك الله على العينين
عقاربا سودا وأرقـمـين    نسيت من دين بني قنين

ومن حساب بينهم وبيني وقرط الفرس: ألجمها، أي طرح اللجام في رأسها، كما في الصحاح. أو جعل أعنتها وراء آذانها عند طرح اللجم من رؤوسها. نقله الصاغاني، وهو مجاز. اخذ من تقريط المرأة.

وقال ابن دريد: تقريط الفرس له موضعان، أحدهما: طرح اللجام في رأس الفرس، والثاني: إذا مد الفارس يده حتى يجعلها على قذال فرسه وهي تحضر، قال ابن بري، وعليه قول المتنبي:
فقرطها الأعنة راجعات

صفحة : 4961

وقيل: تقريطها: حملها على أشد الحضر، وذلك أنه إذا اشتد حضرها امتد العنان على أذنها، فصار كالقرط، وفي الأساس: من المجاز: قرط الفرس عنانه، وهو أن يرخيه حتى يقع على ذفراه مكان القرط، وذلك عند الركض. وفي حديث النعمان بن مقرن، رضي الله عنه، أنه أوصى أصحابه يوم نهاوند، فقال: إذا هززت اللواء فلتثب الرجال إلى خيولها فيقرطوها أعنتها. كأنه أمرهم بإلجامها. وقرط السراج، إذا نزع منه ما احترق ليضيء، كما في الصحاح.

والقراط ككتاب: المصباح، عن ابن الأعرابي. قال: وهو الهزلق أيضا، والجمع: أقرطة، وقال أبو عمرو: القراط: المصابيح، وقيل: السرج، الواحد: قرط. وبه فسر بعضهم قول المتنخل الهذلي السابق. أو قراط المصباح: شعلته، ما احترق من طرف الفتيلة، نقله الجوهري.

والقروط، بالضم: بطون من بني قرط، وقريط، وقريط، كقفل وأمير وزبير، قاله ابن دريد. ولم يزد على الاثنين الأولين. وقال ابن حبيب في جمهرة نسب قيس عيلان: القرطاء، وهم: قرط، وقريط، وقريط، بنو عبد بن أبي بكر بن كلاب. وقال ابن الجواني في المقدمة الفاضلية: فأما عبد بن أبي بكر بن كلاب فمن العشائر، لصلبه بنو قرط وبنو قريط، وهم القرطة. وفي أنساب أبي عبيد القاسم ابن سلام: وهم القرطاء الذين غزاهم النبي صلى الله عليه وسلم.

والقرطية، بالفتح، وعليه اقتصر الصاغاني، وتضم، كما في المحكم: ضرب من الإبل منسوب إلى حي من مهرة، يقال لهم: قرط، أو قرط، وأنشد ابن دريد: ورواه بالفتح:

أما ترى القرطي يفري نتفا النتق: النفض، وأنشد في المحكم قول الرجز:

قال لي القرطي قولا أفهمه     إذ عضه مضروس قد يألمه والقريط، كزبير: فرس لكندة، وكذلك ساهم، قال سبيع ابن الخطم التيمي:

أرباب نحلة والقريط وساهم     أني هنالك آلف مـألـوف نحلة: فرس سبيع بن الخطيم. القيراط والقراط، بكسرهما، الثانية ككتاب، وعلى الأولى اقتصر الجوهري: نصف دانق، واصله قراط، بالتشديد، لأن جمعه قراريط، فأبدل من أحد حرفي تضعيفه ياء، على ما ذكرناه في دينار، هذا نص الجوهري، ومثله في العباب. وقال ابن دريد: أصل القيراط من قولهم: قرط عليه: إذا أعطاه قليلا قليلا ونقل شيخنا عن ممتع ابن عصفور، وشرح التسهيل لأبي حيان وغيرهما: أن الياء أبدلت من الراء في قيراط على جهة اللزوم، وأصله قراط، لقولهم: قراريط، وزاد في اللسان: كما قالوا ديباج وجمعوه دبابيج، وفي الروض للسهيلي: ولم يقولوا: قياريط.

وقول شيخنا: ففي كلام المصنف مخالفة وإن قلد العباب، فهؤلاء أعرف بطرق الصرف منهما محل نظر، فإن المصنف لم يقلد الصاغاني في هذه المسألة، بل هو نص الجوهري وغيره بالكسر والتشديد، وإنما هو ككتاب، كما نبهنا عليه، ولا مخالفة بين كلام الجوهري وكلام شراح التسهيل، فتأمله. وقد مر البحث في ذلك في دبج ودنر مستوفى، فراجعه.

صفحة : 4962

وفي العباب: يختلف وزنه، أي القيراط بحسب اختلاف البلاد، فبمكة، شرفها الله تعالى، ربع سدس دينار، وبالعراق نصف عشره. وقال ابن الأثير: القيراط: جزء من أجزاء الديار، وهو نصف عشره في أكثر البلاد. وأهل الشام يجعلونه جزءا من أربعة وعشرين.

قلت: واتفق أهل مصر أنهم يمسحون أرضهم بقصبة طولها خمسة أذرع، بالنجاري، فمتى بلغت المساحة أربعمائة قصبة فاسمها الفدان، ثم أحدثوا قصبة حاكمية طولها ستة أذرع وربع سدس بالذراع المصري، وجعلوا القصبتين في الضرب بدانق، والثلاثة إلى الأربعة، والخمسة إلى السبعة بحبة، والثمانية نصف القيراط، والعشر بحبتين وهكذا إلى المائة تنقص قصبتين وبعض قصبة بربع فدان. كذا وجدت في بعض الكتب المؤلفة في فن المساحة.

وفي حديث أبي ذر: ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة ورحما أراد بالأرض المستفتحة مصر، صانها الله تعالى، ومعنى قوله: فإن له ذمة ورحما، أن هاجر أم إسماعيل عليهما السلام كانت قبطية من أهل مصر. والقرطيط، بالكسر: الشيء اليسير يقال: ما جاد فلان بقرطيطة: أي بشيء يسير. نقله الجوهري. قلت: وهو قول ابن دريد، قال: وقد صنعوا في هذا بيتا وهو:

فما جادت لنا سلمى     بقرطيط ولا فوفه الفوفة: القشرة الرقيقة التي على النواة. قال الصاغاني: هكذا قال ابن دريد: في هذا التركيب، وقبل البيت بيت، وهو:

فأرسلت إلى سلمى    بأن النفس مشغوفه ويروي: بزنجير ولا فوفه. وقد تقدم في الراء. والقرطيط: الداهية، نقله الجوهري وابن سيده، وأنشد الأخير لأبي غالب المعني:

سألناهم أن يرفدونا فـأجـبـلـوا     وجاءت بقرطيط من الأمر زينب كالقرطان بالضم، والقرطاط، بالكسر والضمن ذكرهن ابن سيده بمعنى الداهية.

والقيروطي: مرهم ، م، أي معروف عند الأطباء، وهو دخيل في العربية.

والقرطان، عن ابن دريد، والقرطاط، بضمهما، ويكسر الأخير، وفي اللسان ويكسر الأول أيضا، فهي لغات أربعة، ذكر منها الجوهري الأوليين، وقال: هي البرذعة. قال الخليل: هي الحلس الذي يلقى تحت الرحل، ومنه قول العجاج:

كأنما رحلي والقراططا قال ابن بري والصاغاني: هو للزفيان لا للعجاج. قال، والصحيح في إنشاده:

كأن أقتـادي والأسـامـطـا    والرحل والأنساع والقراططا

ضمنتهن أخدريا ناشـطـا زاد الصاغاني: ويروى:

كأنما اقتادي الأسامطا     وقال الأصمعي: من متاع الرحل: البرذعة، وهو الحلس للبعير، وهو لذاوت الحافر قرطاط وقرطان، والطنفسة التي تلقى فوق الرحل تسمى النمرقة. وقال ابن دريد: القرطان للسرج بمنزلة الولية للرحل، وربما استعمل للرحل أيضا، قال حميد الأرقط:

بأرحبي مـائر الـمـلاط     ذي زفرة ينشر بالقرطاط وقول حميد هذا أنشده الجوهري أيضا. والقاريط، ويقال: القراريط حب الحمر، وهو التمر الهندي. في التكملة هكذا قرأته في شرح شعر حسان بن ثابت، رضي الله عنه:

صفحة : 4963

ومما يستدرك عليه: القرط: الثريا على التشبيه. وقال يونس: القرطي، بالكسر الصرع على القفا، ونقله ابن دريد أيضا. والقرط، بالضم: شعلة النار. والقراط، ككتاب: النار نفسها، كذا في شرح الديوان. والقراطة، كثمامة: ما يقطع من أنف السراج إذا عشي، وأيضا: ما احترق من طرف الفتيلة: وقيل: بل القراطة: المصباح نفسه. وفي المثل: خذه ولو بقرطي مارية هي بنت ظالم بن وهب بن الحارث ابن معاوية الكندي، أم الحارث بن أبي شمر الغساني، وهي أول عربية تقرطت، وسار ذكر قرطيها في العرب، وكانا نفيسي القيمة، قيل: إنهما قوما بأربعين ألف دينار، وقيل: كانت فيهما درتان كبيض الحمام لم ير مثلهما، وقيل: هي امرأة من اليمن أهدت قرطيها إلى البيت، يضرب في الترغيب في الشيء، وإيجاب الحرص عليه، أي لا يفوتنك على حال، وإن كنت تحتاج في إحرازه إلى بذل النفائس.

والقريط، كزبير، والحمالة: فرسان لبني سليم، قال العباس بن مرداس السلمي رضي الله عنه - أنشده له أبو محمد الأعرابي -:

بين الحمالة والقريط فقد     أنجبت من أم ومن فحل وقرطا النصل: أذناه، كما في اللسان، وهو على التشبيه.

صفحة : 4964

وقال ابن عباد: قراطا النصل: طرفا غراريه. قال الجوهري: وأما القيراط الذي في الحديث فقد جاء تفسيره فيه أنه مثل جبل أحد. قلت: يشير إلى حديث: من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل: وما القيراطان? قال: مثل الجبلين العظيمين. رواه أبو هريرة رضي الله عنه فبلغ ذلك ابن عمر رضي الله عنه، فقال: لقد أكثر أبو هريرة. فبلغ ذلك عائشة رضي الله عنها فصدقت أبا هريرة. فقال: لقد فرطنا في قراريط كثيرة. وقيراط، أبو العالية: من أتباع التابعين يروي عن الحسن البصري ومجاهد. وزعم بعض المحدثين أن قراريط موضع أو جبل، وبه فسر الحديث: ما بعث الله نبيا إلا رعى غنما ويروى: إلا رعي غنم، قالوا: وأنت يا رسول الله? وأنا كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة. قال الصاغاني قدمت بغداد سنة 615 - وهي أول قدمتي إليها - فسألني بعض المحدثين عن معنى القراريط في هذا الحديث، فقلت: المراد به قراريط الحساب. فقال: سمعنا الحافظ الفلاني يقول: إن القراريط: اسم جبل أو موضع فأنكرت ذلك كل الإنكار، أعاذنا الله من الخطأ والخطل، والتصحيف والزلل. انتهى. ويقال: أعطيت فلانا قراريط، إذا أسمعه ما يكرهه. ويقال أيضا: اذهب لا أعطيك قراريطك، أي: أسبك وأسمعك المكروه، وقال ابن الأثير: وهي لغة مصرية لا توجد في كلام غيرهم. قال: ولذا خصت مصر بذكر القيراط في حديث أبي ذر المتقدم. وقرط، بالضم: اسم رجل من سنبس، نقله الجوهري. وقرط أيضا: قبيلة من مهرة بن حيدان، وإليهم نسبت الإبل القرطية التي ذكرها المصنف. ونوح بن سفيان المصري القرطي، بضم فسكون، وأخوه عثمان، وابن أخيهما محمد بن القاسم بن سفيان. أبو إسحاق الفقيه المالكي: محدثون. وأبو عاصم بكر بن عبد القرطي، عن ابن عيينة، ذكره الماليني. والقرطيط، بالكسر: العجب، عن الأزهري. وقال ابن عباد: قرطت إليه رسولا، تقريطا: أعجلته إليه. قلت: وهو مجاز، ونص الأساس نفذته مستعجلا. قال: وهو من مجاز المجاز، أي مأخوذ من قولهم: قرط الفرس عنانه: إذا أرخاه حتى وقع على ذفراه عند الركض. قلت: ومنه استعمال العامة: التقريط بمعنى التنبيه والاستعجال والتضييق والتأكيد في لأمر، وهو من مجاز مجاز المجاز، فتأمل. وتقرطت الجارية: لبست القرط. وجزيرة القرطيين: قرية قرب مصر. وقرطا، بالفتح: قرية بالبحيرة. وإقريط، بالكسر: قرية بالغربية. والبرهان القيراطي: شاعر مشهور، وهو إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عسكر بن مظفر بن نجم، ولد سنة 726 وسمع الحديث عن مشايخ عصره، مات بمكة بين أيدي الناس. قلت: وهو منسوب إلى منية القيراط: إحدى قرى الغربية بمصر.

ق ر ف ط
القرفطة في المشي، كالقرمطة، عن ابن عباد. قال: وهو أيضا: ضرب من الجماع. وقال ابن الأعرابي: اقرنفط، إذا تقبض واجتمع، رواه أبو العباس عنه، وذكره الأزهري في الخماسي الملحق، وتقول العرب:

أرينب مقرنفـطـه    على سواء عرفطه

صفحة : 4965

يقول: هربت من كلب أو صائد، فعلت شجرة. وفي الصحاح: اقرنفطت العنز، إذا جمعت بين قطريها عند السفاد، لأن ذلك الموضع يوجعها. والمقرنفط، بكسر الفاء، كما هو مضبوط في النسخ، وفي بعضها بفتحها، ومثله مضبوط في الصحاح: هن المرأة عن ثعلب، وذكره المصنف أيضا في اعرنفط، وقد تقدم، قال الجوهري: أنشدنا أبو الغوث لرجل يخاطب امرأته:

يا حبذا مقرنفطك    إذ أنا لا أفرطك فأجابته:

يا حبذا ذباذبـك     إذ الشباب غالبك قال الصاغاني: هو قمام الأسدي يخاطب امرأته غمامة، وكانت عنده ثمانين سنة. وقال ابن عباد: المقرنفط: المستكثر من الغضب المنتفخ، كذا في العباب.

ق ر م ط
القرمطة في الخط: دقة الكتابة، وتداني الحروف والسطور. وقرمط الكاتب، إذا قارب بين كتابته ، وفي حديث علي رضي الله عنه: فرج ما بين السطور وقرمط ما بين الحروف. والقرمطة في المشي: مقاربة الخطو، يقال: قرمط الرجل في خطوه، إذا قارب ما بين قدميه، وكذلك: قرمط البعير، إذا قارب خطاه، وتدانى مشيه. وهو قرمطيط، كزنجبيل: متقارب الخطو. والقرموط، كعصفور: دحروجة الجعل، عن ابن الأعرابي. والقرموط: الأحمر من ثمر الغضى، يحكى لونه لون نور الرمان أول ما يخرج، نقله الأزهري. وقال أبو عمرو: القرموط، من ثمر الغضى: كالرمان، يشبه به الثدي، وأنشد في صفة جارية نهد ثدياها:

وينشز جيب الدرع عنها إذا مشتخميل كقرموط الغضى الخضيل الندي قال: يعن ثديها.

ووقع في الجمهرة لابن دريد: القرموط، والقرمود: ضربان ثمر العضاه، كذا قال: العضاه، قال الصاغاني: والصواب: الغضى. والقرامطة: جيل معروف، الواحد: قرمطي، بالفتح، وقد تقدم للمصنف ذكرهم في ج ن ب وألممنا بذكر بعضهم هناك، وتمامه في الكامل لابن الأثير.

وقال أبو عمرو: اقرمط الرجل، إذا غضب، وقال غيره: اقرنمط الجلد، إذا تقبض. وفي الصحاح: إذا تقارب، وانضم بعضه إلى بعض، وأنشد الأزهري لزيد الخيل رضي الله عنه:

إذا اقرمطت يوما من الفزع المطي قال الصاغاني: كذا هو في التهذيب للأزهري في نسخة قرئت عليه، وتولى إصلاحها وضبطها وشكلها، المطي، بالميم والطاء المحققتين. وأنشده الجوهري أيضا لزيد الخيل رضي الله عنه:

تكسبتها في كل أطراف شدةإذا اقرمطت يوما من الفزع الخصى قال: والذي في شعره هو:

وذاك عطاء الله في كل غـارة     مشمرة يوما إذا قلص الخصى قال ابن عباد: القرمطتان، بالكسر، من ذي الجناحين كالنخرتين من الدابة ورواه الجاحظ القرطمتان على القلب. ومما يستدرك عليه: القرموط، بالضم: نوع من السمك، والجمع: القراميط. وبركة قرموطة: خطة بمصر. والفضل بن العباس القرمطي، بالكسر، البغدادي: من شيوخ الطبراني في الصغير، وترجمه الخطيب في التاريخ. وأبو قراميط: قرية بمصر من أعمال الشرقية.

ق س ط

صفحة : 4966

القسط، بالكسر: العدل، قال الله تعالى: قل أمر ربي بالقسط وهو كقوله تعالى: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وهو من المصادر الموصوف بها كالعدل، يقال: ميزان قسط وميزانان قسط، وموازين قسط، يستوي فيه الواحد والجميع. وقوله تعالى: ونضع الموازين القسط أي ذوات القسط، أي العدل، يقسط بالكسر قسطا، وهو الأكثر ويقسط، بالضم لغة، والضم قليل. وقرأ يحيى بن وثاب، وإبراهيم النخعي: وإن خفتم أن لا تقسطوا بضم السين. وقوله تعالى: ذلكم أقسط عند الله أي أقوم وأعدل، كالإقساط. يقال: قسط في حكمه، وأقسط، أي عدل، فهو مقسط. وفي أسمائه تعالى الحسنى: المقسط: هو العادل. ويقال: الإقساط: العدل في القسمة فقط، أقسطت بينهم، وأقسطت إليهم، ففي الحديث: إذا حكموا عدلوا، وإذا قسموا أقسطوا أي: عدلوا. وقال الجوهري: القسط، بالكسر: العدل، تقول منه: أقسط الرجل فهو مقسط، ومنه قوله تعالى: إن الله يحب المقسطين . قال شيخنا - نقلا عن أئمة العربية الحفاظ - :ومن الثلاثي بنوا نحو هو أقسط عند الله، لا من الرباعي، كما توهمه بعضهم، وقالوا: هو شاذ لا يأتي إلا على مذهب سيبويه. وأقسط الذي مثل به هو المعروف المشهور، ولذلك حسن التشبيه بمصدره في قوله كالإقساط، انتهى. قلت: وهو حسن، ويؤيده صريح عبارة الجوهري. وبقي أنهم قالوا: إن الهمزة في الإقساط للسلب، كما يقال: شكا إليه فأشكاه. والقسط: الحصة والنصيب، كما في الصحاح، يقال: وفاه قسطه، أي نصيبه وحصته. وكل مقدار فهو قسط، في الماء وغيره.

والقسط: مكيال يسع نصف صاع، وفي الصحاح والعباب: وهو نصف صاع، والفرق: ستة أقساط، وقال المبرد: القسط: أربعمائة وأحد وثمانون درهما، وقد يتوضأ فيه، ومنه الحديث: إن النساء من أسفه السفهاء إلا صاحبة القسط والسراج القسط: هنا: الإناء الذي يتوضأ فيه، كأنه أراد إلا التي تخدم بعلها وتوضئه وتزدهر بميضأته وتقوم على رأسه بالسراج. وفي النهاية: تقوم بأموره في وضوئه وسراجه. والقسط: الحصة من الشيء، يقال: أخذ كل من الشركاء قسطه، أي حصته. والقسط:المقدار في الماء أو غيره. والقسط: القسم من الرزق الذي هو نصيب كل مخلوق، وبه فسر الحديث: إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، حجابه النور، لو كشف طبقه أحرق سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره وخفضه: تقليله، ورفعه: تكثيره، وقيل: القسط، في الحديث: الميزان، أراد أن الله تعالى يخفض ويرفع ميزان أعمال العباد المرتفعة إليه، وأرزاقهم النازلة من عنده، ما يرفع الوزان يده ويخفضها عند الوزن، وهو تمثيل لما يقدره الله تعالى وينزله. والقسط: الكوز عند أهل الأمصار. قلت: ويستعمل الآن فيما يكال به الزيت. والقسط: بالضم: عود هندي يتبخر به، لغة في الكسط، وقال الليث:عود يجاء به من الهند، يجعل في البخور والدواء وأيضا عربي، قيل عقار عقاقير البحر، كما في الصحاح، وقال يعقوب: القاف بدل، وقال أبو عمرو: يقال لهذا البخور: قسط وكسط وكشط، وأنشد ابن بري لبشر بن أبي خازم:

صفحة : 4967

وقد أوقرن من رند وقسط      ومن مسك أحم ومن سلاح وفي حديث أم عطية: لا تمس طيبا إلا نبذة من قسط وأظفار قال ابن الأثير: هو ضرب من الطيب، وقيل: هو العود، وقال غيره: هو عقار معروف طيب الريح تتبخر به النفساء والأطفال. قال ابن الأثير: وهو أشبه بالحديث لأنه أضافه إلى الأظفار. وفي حديث آخر: إن خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري . وقال البدر مظفر ابن قاضي بعلبك في كتابه سرور النفس: العود: خشب يأتي من قمار ومن الهند، ومن مواضع أخر، وأجوده القماري الرزين الأسود اللون الذكي الرائحة، الذائب إذا ألقي على النار، الراسب في الماء، ومزاجه حار يابس في الثانية. انتهى. وهو مدر نافع للكبد جدا، والمغص، والدود، وحمى الربع شربا، وللزكام والنزلات والوباء بخورا، وللبهق والكلف طلاء ويحبس البطن ويطرد الرياح، ويقوي المعدة والقلب، ويوجب اللذة. ويدخل في أصناف كثيرة من الطيب، وهو أحسن الطيب رائحة عند التبخر. والقسط، بالتحريك: يبس في العنق، يقال: عنق قسطاء من أعناق قساط، قال رؤبة:

حتى رضوا بالذل والإيهاط      وضرب أعناقهم القسـاط وفي الصحاح: القسط: انتصاب في رجلي الدابة، وذلك عيب، لأنه يستحب فيهما الانحناء والتوتير، يقال: فرس أقسط بين القسط. وجعل ابن سيده الانتصاب المذكور ضعفا، قال: وهو من العيوب التي تكون خلقة. وقال غيره: القسط في البعير: أن يكون يابس الرجلين خلقة، وهو الأقسط، والناقة قسطاء، نقله أبو عبيد عن العدبس. وقيل: الأقسط من الإبل: الذي في عصب قوائمه يبس خلقة، وفي الخيل: قصر الفخذ والوظيف، انتصاب الساقين. وقال أبو عمرو: قسطت عظامه، كسمع قسوطا، إذا يبست من الهزال وأنشد:

أعطاه عودا قاسطا عظامه      وهو يبكي أسفا وينتحـب فهو أقسط، ورجل قسطاء: معوجة، وفي التهذيب: الرجل القسطاء: في ساقها اعوجاج حتى تتنحى القدمان وينضم الساقان، قال: والقسط: خلاف الحنف. وقال ابن الأعرابي والأصمعي: في رجله قسط، وهو أن تكون الرجل ملساء الأسفل، كأنها مالج. وقيل: القسط: يبس يكون في الرجل والرأس والركبة. يقال: ركبة قسطاء، إذا يبست وغلظت حتى لا تكاد تنقبض من يبسها، ج: قسط، بالضم. وقاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة: أبو حي من العرب. وقسط يقسط من حد ضرب، قسطا، بالفتح، وقسوطا، بالضم: جار وعدل عن الحق وهو عطف تفسير، لأن العدل عن الحق هو الجور ونقله الجوهري هكذا، واقتصر على ذكر المصدر الأخير، ففي العدل لغتان: قسط وأقسط، وفي الجور لغة واحدة قسط بغير ألف، ومنه قوله تعالى: وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا قال الفراء: هم الجائرون الكفار. وفي حديث علي رضي الله عنه: أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين الناكثون: أهل الجمل، لأنهم نكثوا بيعتهم، والقاسطون أهل صفين، لأنهم جاروا في الحكم وبغوا عليه، والمارقون: الخوارج، لأنهم مرقوا من الدين، كما يمرق السهم من الرمية، وقال الراجز:

صفحة : 4968

يشفي من الضغن قسوط القاسط ويقال: هو قاسط غير مقسط، أي جائر غير عدل. وتقول: الله يقبض ويبسط، ويقسط ولا يقسط، ومنه قول عزة للحجاج: يا قاسط يا عادل، نظرت إلى قوله تعالى السابق، وإلى قوله تعالى: وهم بربهم يعدلون وقال القطامي:

أليسوا بالألى قسطوا قـديمـا     على النعمان وابتدروا السطاعا وقسط الشيء: فرقه، ظاهره أنه ثلاثي، ونص ابن الأعرابي في النوادر: قسط الشيء تقسيطا: فرقه، وأنشد:

لو كان خز واسط وسقطه     وعالج نصيبه وسبـطـه
والشام طرازيته وحنطـه     يأوي إليها أصبحت تقسطه

وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، المعروف بالقسط: مقرئ مكي، مولى بني ميسرة، قرأ على عبد الله بن كثير المكي. والقسطان، والقسطاني، والقسطانية، بضمهن، الأولى عن أبي عمرو، والثانية عن أبي سعيد قوس الله، ويقال أيضا: قوس المزن، وهي خيوط تحيط بالقمر، وهي من علامة المطر وأنشد أبو سعيد للطرماح:

وأديرت خفف دونـهـا     مثل قسطاني دجن الغمام والعامة تقول: قوس قزح قال أبو عمرو: وقد نهي أن يقال ذلك، وقد غفل المصنف عن هذا فذكره في مواضع من كتابه في قزح وخضل، وقسطل فليتنبه لذلك.

وقسطانة، بالضم: ة، بين الري وساوة، وهي على طريق ساوة، بينها وبين الري مرحلة.

وقسطانة: حصن بالأندلس وفي التكملة: قسطانة بضمتين، وبعد السين نون ساكنة.

وقسطون، بالضم: حصن كان من عمل حلب، خرب.

وقسنطينية، بضم القاف وفتح السين، والطاء مكسورة، والياء مشددة وقد تقلب النون ميما: حصن عظيم بحدود إفريقية وقد نسب إليه جماعة من المحدثين.

صفحة : 4969

وقسطنطينة، أو قسطنطينية بزيادة ياء مشددة، وقد تضم الطاء الأولى منهما، وأما القاف فإنها مضمومة، كما في شروح الشفاء، وإن كان الإطلاق يوهم الفتح، فهي خمس لغات، ويروى أيضا تخفيف الياء كما في شروح الشفاء، فهي ست لغات، وقال ابن الجوزي في تقويم البلدان: لا يجوز تخفيف أنطاكية، وهي مشددة أبدا، كما لا يجوز تشديد القسطنطينية، وعد ذلك من أغلاط العوام، فتأمل: دار ملك الروم وهي الآن دار ملك المسلمين، وفاتحها السلطان المجاهد الغازي أبو الفتوحات محمد بن السلطان مراد ابن السلطان محمد بن السلطان بايزيد ابن السلطان مراد الأول بن أورخان بن عثمان، تغمده الله تعالى برحمته، فهو الذي جعلها كرسي مملكته بعد اقتلاعه لها من يد الإفرنج، وكان استقراره في المملكة بعد أبيه في سنة 855. كان ملكا عظيما اقتفى أثر أبيه في المثابرة على دفع الفرنج حتى فاق ملوك زمانه، مع وصفه بمزاحمة العلماء، ورغبته في لقائهم، وتعظيم من يرد عليه منهم، وله مآثر كثيرة من مدارس وزوايا وجوامع، توفي أوائل سنة 886 في توجهه منها إلى برصا، ودفن بالبرية هناك، ثم حول إلى اسطنبول في ضريح بالقرب من أجل جوامعه بها، واستقر في المملكة بعده ولده الأكبر السلطان أبو يزيد، المعروف بيلدرم، ومعناه: البرق، ويكنى به عن الصاعقة، كما ذكره السخاوي في الضوء. قلت: وهو جد سلطان زماننا الإمام المجاهد الغازي، سلطان البرين والبحرين، خادم الحرمين الشريفين. وفتحها من أشراط قيام الساعة وهو ما روى أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث هم أفضل الشهداء عند الله، ويفتح الثلث لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله نبي الله بيده فيريهم دمه في حربته.

صفحة : 4970

وقد جاء ذكر القسطنطينية أيضا في حديث معاوية رضي الله عنه، وذلك أنه لما بلغه خبر صاحب الروم أنه يريد أن يغزو بلاد الشام أيام فتنة صفين كتب إليه يحلف بالله لئن تممت على ما بلغني من عزمك لأصالحن صاحبي، ولأكونن مقدمته إليك، فلأجعلن القسطنطينية البخراء حممة سوداء، ولأنزعنك من الملك انتزاع الإصطفلينة، ولأردنك إريسا من الأرارسة ترعى الدوابل، وتسمى بالرومية بوزنطيا، بالضم، وتعرف الآن باسطنبول، وإسلام بول، وفي معجم ياقوت: اصطنبول بالصاد، وارتفاع سوره أحد وعشرون ذراعا، وكنيستها المعروفة بأيا صوفيا مستطيلة وبجانبها عمود عال في دور أربعة أبواع تقريبا. وفي رأسه فرس من نحاس، وعليه فارس، وفي إحدى يديه كرة من ذهب، وقد فتح أصابع يده الأخرى مشيرا بها، ويقال: هو صورة قسطنطين بانيها. قلت: وقد جعلت هذه الكنيسة جامعا عظيما، وأزيل ما كان فيه من الصور حين فتحها، وفيه من الزخرف والنقوش البديعة والفرش المنيعة الآن ما يكل عنه الوصف، يتلى فيه القرآن آناء الليل وأطراف النهار، جعله الله عامرا بأهل العلم ببقاء دولة الملوك الأبرار، والسلاطين الأخيار، وأقام بهم نصرة دين النبي المختار، صلى الله عليه وسلم.

وقال أبو عمرو: القسطان والكسطان: الغبار وأنشد:

أثاب راعيها فثارت بهـرج     تثير قسطان غبار ذي رهج والتقسيط: التقتير، يقال: قسط على عياله النفقة، إذا قترها عليهم، قال الطرماح:

كفاه كف لا يرى سيبها     مقسطا رهبة إعدامها والاقتساط: الاقتسام.

وقال الليث: يقال: تقسطوا الشيء بينهم، أي اقتسموه بالسوية وفي العباب: على القسط والعدل. وفي اللسان: تقسموه، على العدل والسواء.

ورجل قسيط، كأمير، وقسط الرجل، بضمتين، أي مستقيمها بلا أطر.

قال الصاغاني: والتركيب يدل على معنيين متضادين، وقد شذ عنه القسط للدواء.

ومما يستدرك عليه: التقسيط: التفريق، يقال: قسط الخراج عليهم، وقسط المال بينهم.

والقسطة، بالضم في قول الراجز:

تبدي نقيا زانها خمارهـا      وقسطة ما شانها غفرها يقال: هي الساق، قال الجوهري: نقلته من كتاب.

قلت: وهو قول غادية الدبيرية ورواه أبو محمد الأعرابي: وقصة..

وقسيط، كزبير: اسم، وكذلك قسطة. والقساط، كرمان: جمع قاسط، وهو الجائر، وهكذا روى بعضهم رجز رؤبة:

وضرب أعناقهم القساط قول امرئ القيس:

إذ هن أقساط كرجل الدبى      أو كقطا كاظمة الناهـل أي قطع. وأقسطت الريح العيدان: أيبستها، كما في الأساس.

قال شيخنا: بقي عليه أنهم صرحوا بأن قسط من الأضداد، كما في أفعال ابن القطاع، والمصباح وغير ديوان، وأهمل التنبيه على ذلك غفلة وتفريقا للمعاني. قلت: أما قوله من الأضداد فهو صحيح، وأما ابن القطاع فم رأيته في أفعاله ولعله ذكره في كتاب آخر.

والتقسيط: ما كتب فيه قسط الإنسان من المال وغيره، اسم كالتمتين.

وأحمد بن الوليد بن هشام القسطي، بالكسر، مولى بني أمية. والقسيطة، كجهينة: قرية بمصر.

صفحة : 4971

وقسطنطانة، بالفتح: بلدة بالأندلس من أعمال دانية، منها جعفر بن عبد الله بن سيدبونة المقرئ، ذكره الذهبي في طبقات القراء.

ق ش ط
القشط أهمله الجوهري، وقال يعقوب: هو والكشط بمعنى واحد، كالقحط والكحط، والقافور والكافور. قال: وتميم وأسد يقولون: قشطت بالقاف، وقيس تقول: كشطت، وليست القاف بدلا من الكاف، لأنهما لغتان لأقوام مختلفين. قال: وفي قراءة عبد الله بن مسعود: وإذا السماء قشطت بالقاف، والمعنى واحد. وقال الزجاج: قشطت، وكشطت واحد، معناهما، قلعت كما يقلع السقف، يقال: كشطت السقف وقشطته قلت: وبالقاف أيضا قراءة عامر بن شراحيل الشعبي وإبراهيم بن يزيد النخعي. وقال يعقوب أيضا: القشط الكشف، يقال: قشط الجل عن الفرس قشطا، أي نزعه وكشفه، وكذلك غيره من الأشياء. وقال ابن عباد: القشط: الضرب بالعصا. وانقشطت السماء وتقشطت، أي أصحت من الغيوم، وهو مجاز. وقيشاطة، وفي تواريخ المغرب: قيجاطة، بالجيم: د، بالمغرب بالأندلس من أعمال جيان، منه الإمام أبو عبد الله محمد بن الوليد القيشاطي، الأديب، هكذا نقله الصاغاني. قلت: ومنه أيضا الخطيب أبو عبد الله محمد بن أبي الحسن علي القيجاطي المحدث، حدث عنه بالشفاء أبو عبد الله محمد ابن محمد بن محمد الأنصاري المعروف بابن القماح، محدث تونس، كذا في الضوء للسخاوي ومحمد بن محمد بن علي بن عمر الكناني القيجاطي، حدث عنه أبو عبد الله محمد بن مرزوق التلمساني الشهير بالحفيد. والقشاط، ككتاب، لغة في الكشاط بمعنى الانكشاف، كما سيأتي.

ومما يستدرك عليه: القشطة، بالكسر، لغة في القشدة. وقشط الدابة: كشطها، لغة فيه، وكذلك التقشيط، فهي مقشوط عليها، ومقشطة. والقشاط، ككتان: السلاب، وقد قشط الرجل فهو مقشط.

والقشط، بالضم، لغة في القسط.

ق ط ط.
القط: القطع عامة، كما في المحكم، أو القط: القطع عرضا كما في العباب، وهو قول الخليل، قال: ومنه: قط القلم. وفي الحديث: كانت ضربات علي رضي الله عنه، أبكارا، إذا اعتلى قد، وإذا اعترض قط قلت: ويروي: وإذا توسط قط، يقول: إذا علا قرنه بالسيف بنصفين طولا، كما يقد السير، وإذا أصاب وسطه قطعه عرضا نصفين وأبانه. أو القط: قطع شيء صلب كالحقة ونحوها يقط على حذو مستو، كما يقط الإنسان قصبة على عظم، قاله الليث، كالاقتطاط، يقال: قطه واقتطه. والقط: القصير الجعد من الشعر، كالقطط، محركة، يقال: شعر قط وقطط، وقد قطط، كفرح بإظهار التضعيف، قطا، وهو أحد ما جاء على الأصل، وقد قط يقط، كيمل، هكذا في النسخ بزيادة قد وهو مستدرك، وقوله: كيمل إشارة إلى أن ماضيه كفرح، قططا، محركة، وقطاطة، كسحابة. والقطاط، كشداد: الخراط صانع الحقق، كم في العباب والصحاح. ورجل قط الشعر، وقططه، محركة، بمعنى، وفي حديث الملاعنة: إن جاءت به جعدا قططا فهو لفلان، والقطط: الشديد الجعودة، وقيل: الحسن الجعودة ج: قطون، وقططون، وأقطاط وقطاط، الأخير بالكسر، قال المتنخل الهذلي:

صفحة : 4972

يمشى بيننا حـانـوت خـمـر    من الخرس الصراصرة القطاط وقد تقدم الكلام عليه في خرس.

والمقطة، كمذبة: ما يقط عليه القلم. وقال الليث: هو عظيم يكون مع الوراقين يقط الكاتب عليه أقلامه، ونص الليث: يقطون عليه أطراف الأقلام. وقط السعر يقط، بالكسر، وروي عن الفراء: قط السعر، بالضم، أي على ما لم يسم فاعله، قطا وقطوطا، بالضم، فهو قاط، وقط، ومقطوط، الأخير بمعنى فاعل: غلا، وقال شمر: وقط السعر بمعنى غلا خطأ عندي، وإنما هو بمعنى فتر، قال الأزهري: وهم شمر فيما قال. ويقال: وردنا أرضا قطا سعرها، قال أبو وجزة السعدي:

أشكو إلى الله العزيز الجبار      ثم إليك اليوم بعد المستـار

وحاجة الحي وقط الأسعار وروي عن الفراء أنه قال: حط السعر حطوطا، وانحط انحطاطا، وكسر وانكسر، إذا فتر. وقال: سعر مقطوط، وقد قط، إذا غلا، وقد قطه الله. وعن ابن الأعرابي: القاطط: السعر الغالي. وقولهم: ما رأيته قط، قال الكسائي: كانت قطط، فلما سكن الحرف الأول للإدغام جعل الآخر متحركا إلى إعرابه، ويضم بإتباع الضمة الضمة، مثل مد يا هذا، ويخففان، في الأول يجعل أداة ثم يبنى على أصله ويضم آخره بالضمة التي في المشددة، وفي الثاني تتبع الضمة الضمة فيقال قط، كقولهم لم أره مذ يومان. قال الجوهري: وهي قليلة.

وحكى ابن الأعرابي ما رأيته قط مشددة مجرورة، هذا إن كانت بمعنى الدهر، مخصوص بالماضي، أي المنفي، كما يدل قوله أولا: ما رأيته، إلى آخره. قال شيخنا: وهو الأعرف الأشهر. وذكر الشيخ ابن مالك أنه أكثري. ورد في المثبت في أحاديث عدة في الصحيح، كما سيأتي للمصنف قريبا أي فيما مضى من الزمان، أو فيما انقطع من عمري.

صفحة : 4973

وقال الليث: وأما قط فإنه هو الأبد الماضي، تقول: ما رأيت مثله قط، وهو رفع، لأنه مثل قبل وبعد، قال: وأما القط الذي في موضع: ما أعطيته إلا عشرين قط، فإنه مجرور، فرقا بين الزمان والعدد. وقط معناها الزمان. وإذا كانت بمعنى حسب، فقط مفتوحة القاف ساكنة الطاء كعن قال سيبويه: معناها الاكتفاء وقد يقال: قط، منونا مجرورا، وقطي، وقال سيبويه: قط معناها: الانتهاء، وبنيت على الضم كحسب، هكذا هو في اللسان. وقال شيخنا: هذه عبارة غير جارية على القواعد، لأن قضية التعبير بالمجرور أن تكون معربة، ولا تعرب، فتأمل، والنظر في قطي أظهر، فإنها حينئذ مضافة إلى الياء، فلا حاجة إلى ذكرها كذلك، وتحقيقه في المغني وشروحه. وعبارة الصحاح: فأما إذا كانت بمعنى حسب، وهو الاكتفاء، فهي مفتوحة ساكنة الطاء، تقول: ما رأيته إلا مرة واحدة فقط، فإذا أضفت قلت: قطك هذا الشيء، أي حسبك، وقطني، وقطي، وقط. قلت: وفي الحديث في ذكر النار: حتى يضع الجبار قدمه فيها، فتقول: قط قط، بمعنى حسب، قال ابن الأثير: وتكرارها للتأكيد، وهي ساكنة الطاء. وقال: ورواه بعضهم قطني أي حسبي. وإذا كان اسم فعل بمعنى يكفي فتزاد نون الوقاية، ويقال: قطني قال: شيخنا: هو الذي جزم به جماعة منهم الشيخ ابن هشام. وفي اللسان: وزادوا النون في قط، فقالوا: قطني، لم يريدوا أن يكسروا الطاء، لئلا يجعلوها بمنزلة الأسماء المتمكنة، نحو: يدي وهني، وقال بعضهم: قطني: كلمة موضوعة لا زيادة فيها كحسبي، قال الراجز:

امتلأ الحوض وقال قطني      سلا رويدا قد ملأت بطني ويروى: مهلا رويدا. وأنشد الجوهري هذا الرجز هكذا، وقال: وإنما دخلت النون ليسلم السكون الذي بني الاسم عليه، وهذه النون لا تدخل الأسماء، وإنما تدخل الفعل الماضي إذا دخلته ياء المتكلم، كقولك: ضربني وكلمني، لتسلم الفتحة التي بني الفعل عليها، ولتكون وقاية للفعل من الجر، وإنما أدخلوها في أسماء مخصوصة نحو: قطنى وقدني وعني ومني ولدني، لا يقاس عليها، ولو كانت النون من أصل الكلمة لقالوا: قطنك، وهذا غير معلوم. انتهى.

صفحة : 4974

وقال الليث: قط خفيفة بمعنى حسب، تقول: قطك الشيء، أي حسبك. قال: ومثله قد، قال: وهما لم يتمكنا في التصريف، فإذا أضفتهما إلى نفسك قويتا بالنون، قلت: قطني وقدني، كما قووا عني ومني ولدني بنون أخرى. وقال ابن بري: عني ومني وقطني ولدني على القياس، لأن نون الوقاية تدخل الأفعال لتقيها الجر، وتبقى على فتحها، وكذلك هذه التي تقدمت دخلت النون عليها لتقيها الجر فتبقى على سكونها، وقد ينصب بقط، ومنهم من يخفض بقط مجزومة، ومنهم من يبنيها على الضم ويخفض بها ما بعدها، ويقال قطك، أي كفاك، وقطي، أي كفاني، هكذا هو في النسخ، والذي في المغني وشروحه: النون لازمة في التي بمعنى كفاني، وعدم النون يدل على أنها بمعنى حسبي، كما قاله شيخنا. وقال الليث: ومنهم من يقول قط عبد الله درهم، فينصبون بها، قال: وقد تدخل النون فيها وينصب بها، فتقول: قطن عبد الله درهم، فمن خفض قال إذا أضاف: قطي وقدي درهم، ومن نصب قال إذا أضاف: قطنى وقدني، ومنهم من يدخل النون إذا أضاف إلى المتكلم، خفض بها أو الكوفة: معنى قطني: كفاني، فالياء في موضع نصب، مثل ياء كفاني، لأنك تقول: قط عبد الله درهم وفي الموعب لابن التياني: ويقولون: قط عبد الله درهم، يتركون الطاء موقوفة ويجرون بها. قلت: وهذا قد أشار إليه ابن بري أيضا، كما تقدم قريبا، وقال أهل البصرة وهو الصواب ونص العين. وقال أهل البصرة: الصواب فيه الخفض على معنى حسب زيد، وكفي زيد درهم، وهذه النون عماد، ومنعهم أن يقولوا: حسبني أن الباء متحركة والطاء من قط ساكنة، فكرهوا تغييرها عن الإسكان، وجعلوا النون الثانية من لدني عمادا للياء. أو إذا أردت بقط الزمان فمرتفع أبدا غير منون، تقول: ما رأيت مثله قط، لأنه مثل قبل وبعد، فإن قللت بقط فاجزمها، ما عندك إلا هذا قط. فإن لقيته ألف وصل كسرت، تقول: ما علمت إلا هذا قط اليوم. وما فعلت هذا قط مجزوم الطاء ولاقط مشددا مضموم الطاء، أو يقال: قط يا هذا مثلته الطاء مشددة، ومضمومة الطاء مخففة ومرفوعة، ونص اللحياني في النوادر: وما زال هذا مذ قط يا فتى، بضم القاف والتثقيل، وتختص بالنفي ماضيا كما قدمنا الإشارة إليه. وتقول العامة: لا أفعله قط. وإنما يستعمل في المستقبل عوض. وفي مواضع من صحيح الإمام أبي عبد الله البخاري جاء بعد المثبت، منها في باب صلاة الكسوف: أطول صلاة صليتها قط، وفي سنس الإمام أبي داود: توضأ ثلاثا، قط وأثبته ابن مالك في الشواهد لغة، وحقق بحثه في التوضيح على مشكلات الصحيح. قال: وهي مما خفي على كثير من النحاة، وحاول الكرماني جريها على أصلها فأول الأحاديث الواردة مثبتة بالنفي، قال شيخنا: وجزم الحريري في الدرة بأن استعمال قط في المستقبل، أو المثبت نفي.

وحكى اللحياني: قد يقال: ماله إلا عشرة قط يا فتى، مخففا مجزوما، ومثقلا مخفوضا.

وفي الصحاح: يقال: قطاط كقطام، أي حسبي، قال عمرو بن معد يكرب:

أطلت فراطهم حتى إذا ما      قتلت سراتهم كانت قطاط

صفحة : 4975

قال ابن بري والصاغاني صواب إنشاده: فراطكم وسراتكم بكاف الخطاب، وقد تقدم في ف ر ط. والقط: دعاء القطاة والحجلة، ويخفف، يقال: قطقطت وقطت، أي صوتت، الأخيرة نقلها الصاغاني. والقط، بالكسر: النصيب وهو مجاز، ومنه قوله تعالى: ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب . قال مجاهد وقتادة والحسن: أي نصيبنا من العذاب، وقال سعيد بن جبير: ذكرت الجنة فاشتهوا ما فيها، فقالوا ذلك. والقط الصك بالجائزة، كما في الصحاح، وهي الصحيفة للإنسان بصلة يوصل بها. وقال الفراء: القط: الصحيفة المكتوبة، وإنما قالوا ذلك حين نزل: فأما من أوتي كتابه بيمينه فاستهزءوا بذلك وقالوا: عجل لنا هذا الكتاب قبل يوم الحساب.

والقط: الكتاب، كما في الصحاح، وقيل: هو كتاب المحاسبة، وأنشد ابن بري لأمية ابن أبي الصلت:

قوم لهـم سـاحة الـع      راق جميعا والقط والقلم ج: قطوط، وأنشد الجوهري للأعشى:

ولا الملك النعمان يوم لقيتـه     بغبطته يعطي القطوط ويأفق يأفق، أي: يفضل. وروي عن زيد بن ثابت وابن عمر أنهما كانا لا يريان ببيع القطوط إذا خرجت بأسا، ولكن لا يحل لمن ابتاعها أن يبيعها حتى يقبضها. قال الأزهري: أراد بالقطوط هنا الجوائز والأرزاق، سميت قطوطا لأنها كانت تخرج مكتوبة في رقاع وصكاك مقطوعة.

وبيعها عند الفقهاء غير جائز ما لم يتحصل ما فيها في ملك من كتبت له معلومة مقبوضة.

والقط: الضيون، كما في الصحاح، وهو السنور، كما في المحكم، والأنثى: قطة، كما في الصحاح والمحكم. وقال الليث: القطة: السنور، نعت لها دون الذكر.

ونقل ابن سيده عن كراع، قال: لا يقال: قطة. وقال ابن دريد: لا أحسبها عربية. وقال شيخنا: وتعقبه جماعة بوروده في الحديث. ج: قطاط، وقططة. قال الأخطل:

أكلت القطاط فأفـنـيتـهـا     فهل في الخنانيص من مغمز هكذا أنشده الجوهري له، قال الصاغاني: ولم أجده في شعر الأخطل غياث بن غوث، وقد مر بقيته في هرمز. والقط: الساعة من الليل، يقال: مضى قط من الليل، أي ساعة منه، حكاه ثعلب. والقطقط، بالكسر: المطر الصغار الذي كأنه شذر، ونقله الجوهري عن أبي زيد، ونصه: أصغر المطر، أو هو المطر المتحاتن والمتتابع العظيم القطر، قاله الليث، قال الجوهري: قال أبو زيد: ثم الرذاذ، وهو فوق القطقط، ثم الطش، وهو فوق الرذاذ، ثم البغش، وهو فوق الطش، ثم الغبية، وهو فوق البغشة، وكذلك الحلبة، والشجذة، والحفشة. والحشكة: مثل الغبية. أو القطقط: البرد، أو صغاره الذي يتوهم بردا أو مطرا، كما في العباب و يقال: قطقطت السماء فهي مقطقطة، نقله الجوهري عن أبي زيد، أي أمطرت.

وقطقطت القطاة والحجلة: صوتت وحدها، وكذلك: قطت، بالتخفيف، كما تقدم.

وتقطقط الرجل: ركب رأسه. ودلج قطقاط: سريع، عن ثعلب، وأنشد:

يصبح بعد الدلج القطقاط      هو مدل حسن الألـياط وقطيقط، مصغرا: اسم أرض، وقيل: ع، قال القطامي:

أبت الخروج من العراق وليتها     رفعت لنا بقطيقط أظعـانـا

صفحة : 4976

ووقع في التكملة قطيط كزبير، وهو غلط. والقطاقط، والقطقط، والقطقطانة بضمهما: أسماء مواضع، الأخيرة نقلها الجوهري، قيل: هو موضع: بالكوفة أو بقربها من جهة البرية بالطف كانت سجن النعمان بن المنذر قال الشاعر:

من كان يسأل عنا أين منزلنا     فالقطقانة منا منزل قمـن وقال الكميت:

تأبد من سلمى حصيد إلى تبل     فذو حسم فالقطقطانة فالرجل ودارة قطقط، بضم القافين، وكسرهما: ع، عن كراع، ولو قال كقنفذ وزبرج كان أخصر، وقد مر ذكرها في الدارات. والقطائط: ة، باليمن من قرى زنار ذمار. ويقال: جاءت الخيل قطائط أي قطيعا قطيعا، قال هميان بن قحافة:

بالخيل تترى زيما قـطـائطـا    ضربا على الهام وطعنا واخطا وقال علقمة بن عبدة:

ونحن جلبنا من ضرية خيلنا     نكلفها حد الإكام قطائطـا وأنشده الصاغاني: نحن جلبنا على الخرم، قال: وهكذا الرواية، والبيت أول القطعة. قال أبو عمرو: أي نكلفها أن تقطع حد الإكام، فتقطعها بحوافرها، قال: وواحد القطائط قطوط، مثل جدود وجدائد. أو قطائط، أي رعالا وجماعات في تفرقة، وهو قول غير أبي عمرو.

والقطاط، ككتاب: المثال الذي يحذى عليه ويقطع عليه النعل، قال رؤبة:

يا أيها الحاذي على القطاط وأيضا: مدار حوافر الدابة لأنها قطت، أي قطعت وسويت، قال رؤبة:

يردي بسمر صلبة القطاط والقطاط: الشديد وجعودة الشعر وقيل: الحسنو الجعودة، جمع قطط، وهذا قد تقدم للمصنف عند ذكر الجموع آنفا، فهو تكرار. والقطاط: أعلى حافة الكهف عن أبي زيد، ونص النوادر: حافة أعلى الكهف كالقطيطة، كسفينة، عنه أيضا. وقال الليث: القطاط: حرف الجبل، أو حرف من صخر، كأنما قط قطا، ونص العين: حرف الجبل والصخر، ج: أقطة.

والقطوط، كحزور: الخفيف الكميش من الرجال، عن ابن عباد، وضبطه في التكملة: كصبور ضبط القلم، فانظره. والقطوطى، كخجوجى: من يقارب الخطو، وفعله التقطقط.

وتقطيط الحقة: قطعها وتسويتها وأنشد ابن بري لرؤبة يصف أتنا وحمارا.

سوى مساحيهن تقطيط الحـقـق     تفليل ما قارعن من سمر الطرق أراد بالمساحي حوافرهن، ونصب تقطيط الحقق على المصدر المشبة به، لأن معنى سوى وقطط واحد، وتفليل فاعل سوى، أي سوى مساحيهن تكسير ما قارعت من سمر الطرق، والطرق: جمع طرقة وهي حجارة بعضها فوق بعض. والمقط: منقطع شراسيف الفرس، كما في المحكم، وفي التهذيب: مقط الفرس: منقطع أضلاعه، قال النابغة الجعدي:

كأن مـقـط شـرسـيفـه       إلى طرف القنب فالمنقـب
لطمن بترس شديد الصـفـا      ق من خشب الجوز لم يثقب

وقال النضر: في بطن الفرس مقاطه، وهي طرفه في القص، وطرفه في العانة. وقال أبو زيد: تقطقطت الدلو في البئر، أي انحدرت، قال ذو الرمة يصف سفرة دلاها في البئر:

بمعقودة في نسع رحل تقطقطت    إلى الماء حتى انقد عنها طحالبه

صفحة : 4977

وتقطقط فلان: قارب الخطو، وقيل: أسرع، عن ابن عباد. وتقطقط في البلاد: ذهب فيها، عن ابن عباد. والمقطقط الرأس، بفتح القافين: المصعنبه، هكذا هو في العباب، وهو الصواب، ووقع في كتاب المحيط: المصنعه، بكسر النون المشددة من غير موحدة، وهو خطأ.

ومما يستدرك عليه: انقط الشيء، واقتط: مطاوعا قطه قطا. وامرأة قطة وقطط، بغير هاء: جعدة الشعر. وقال الفراء: الأقط: الذي انسحقت أسنانه حتى ظهرت درادرها.

وقال ابن الأعرابي: الأقط: الذي سقطت أسنانه. وفي المحكم: رجل أقط، وامرأة قطاء، إذا أكلا على أسنانهما حتى تنسحق، حكاه ثعلب. ويقال: هات قطة من بطيخ، أو غيره، وهي الشقيقة منه، كما في الأساس. وقط البيطار حافر الدابة: نحته وسواه، وخيل قطت حوافرها، وحافر فرسه غير مقطوط. وخذ قطا من العامل، أي حظا من الهبات. كما في الأساس.

وقال ابن دريد: القطقوط: الصغير الجسم، قال: وليس بثبت.

وهو قطط، محركة: بليغ الشح، وهو مجاز نقله الزمخشري. والقطقاط: جماعة القطا: عامية.

وقطيط، كزبير: علم. وقولهم: فقط، قال السعد في المطول: قط: اسم فعل بمعنى انته، ويصدر كثيرا بالفاء تزيينا للفظ، كأنه جزاء شرط محذوف، أي إذا كان كذلك فانته عن الآخر.

ق ع ر ط
القعرطة أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال أبو عمرو: هو تقويض البناء كالقعوطة.

ق ع ط
القعط، كالمنع: الشد والتضييق، يقال: قعط على غريمه، كما في الصحاح، وفي المحكم: إذا شدد عليه في التقاضي، وهو قاعط، كالتقعيط. يقال: قعط وثاقه، أي شده، قال الراجز:

بل قابض بنانه مقـعـطـه      أعطيت من ذي يده بسخطه قال الصاغاني: بل بمعنى رب. وقال ابن الأعرابي: المعسر: الذي يقعط على غريمه في وقت عسرته، أي: يلح عليه. والقعط: الجبن والصرع، هكذا في النسخ بالصاد المهملة، وفي التكملة: والضرع بالإعجام والتحريك. والقعط: الغضب. والقعط: شدة الصياح على الغريم، كالإقعاط، عن ابن عباد. والقعط: الشاء الكثيرة. والقعط: السوق الشديد، يقال: قعط الدواب يقعطها قعطا، إذا ساقها سوقا شديدا، كالتقعيط يقال: هو يقعط الدواب، إذا كان عجولا يسوقها شديدا. وقال ابن السكيت: القعط: الكشف، وكذلك الطرد. وقال غيره: القعط: شد العمامة من غير إدارة تحت الحنك وقد قعط عمامته يقعطها قعطا، قاله الليث، وأنشد:

طهية مقعوط عليها العمائم وقال أبو عمرو: القعط اليبس. والقاعط: اليابس. وقعط شعره من الحفوف: يبس ورجل قعاط، كسحاب، هكذا في سائر النسخ، والصواب: كشداد كما هو في التكملة واللسان، وهو قول ابن السكيت. وكذلك: رجل قعاط، مثل كتاب: سواق عنيف شديد السوق للدواب. وقال أبو العميثل: قعط، كسمع، قعطا: ذل وهان. وقال غيره: أقعط في القول: إذا أفحش فيه كقعط قعطا. وفي المحيط: قعط تقعيطا. وقال أبو العميثل: أقعط فلانا: إذا أهانه وأذله.

صفحة : 4978

وقال ابن السكيت: أقعط القوم عنه: انكشفوا. وقال أبو عمرو: المقعط، كمعظم: الحمل المرتفع على الدابة، وهو مجاز. قال: والمتقعط الرأس: الشديد الجعودة. وأيضا: المتشدد في الأمر والدين. واقتعط الرجل تعمم ولم يدر تحت الحنك، كما في الصحاح، أي أدارها على رأسه ولم يتلح بها، وقد نهي عنه في الحديث الذي رواه أبو عبيد القاسم بن سلام مرفوعا، قال الصاغاني: ولم أظفر بإسناده، ولا باسم من رواه من صحابي أو تابعي أرسله، وفي النهاية: الاقتعاط: هو أن يعتم بالعمامة ولا يجعل منها شيئا تحت ذقنه. ولمقعطة، كمكنسة: العمامة عن أبي عبيد، نقله الجوهري. وقال الزمخشري: المقعطة والمقعط: ما تعصب به رأسك.

والقعوطة: تقويض البناء، نقله ابن عباد، وهو مثل القعرطة وكذلك: القعوشة، وقد ذكر كل منهما في موضعه. ومما يستدرك عليه: قعط الشيء قعطا: ضبطه. والقعطة: المرة الواحدة من القعط، ذكره الجوهري، وأنشد للأغلب العجلي:

ودافع المكروه بعد قعطتي وفي نوادر الأعراب: قعط على غريمه، إذا صاح أعلى صياحه، وكذلك جوق، وثهت، وجور. وقال غيره: أقعط في أثره: اشتد. والقعاط والمقعط، كشداد ومحدث: المتكبر الكز.

وقال أبو حاتم: يقال للأنثى من الحجلان: قعيطة. وقرب مقعط، كمعظم، أي شديد. ذكره الأزهري في قعطب. والتقعيط: التشدد. وقال ابن الأعرابي: التقعيط: العطف. والقعاط، ككتاب: الخيار من كل شيء. وقعط في القول تقعيطا: أفحش، عن ابن عباد. وتقعط السحاب، وتقعوط، وانقعط: انكشف، عن الفراء.

ق ع م ط
القعموط، كعصفور، أهمله الجوهري، وقال ابن عباد: خرقة طويلة يلف فيها الصبي، ولو قال: قماط الصبي، لكان أخصر، ثم هو في التكملة القعموطة، بهاء.

وقال الليث: القعموطة بهاء: دحروجة الجعل، وكذلك: القعموطة، والمعقوطة، وسيذكران في موضعهما.

ق ف ط
القفط: جمع ما بين القطرين عند السفاد، وقد قفطت العنز. والقفط: السفاد. وفي الصحاح: قفط الطائر أنثاه يقفط ويقفط، من حد نصر وضرب، قفطا، أي سفدها، وكذلك قمطها.

أو القفط: خاص بذوات الظلف، نقله الجوهري عن أبي عبيد، والذقط للطائر، ونقله الصاغاني عن أبي زيد. وقفطنا بخير: كافأنا به. ويقال: رجل قفطي، كجمزى: كثير النكاح، نقله ابن دريد. قال شيخنا: هذا مما ورد على فعلى وهو صفة لمذكر فيضاف إلى ما ذكر منه في حيد، وجمز، وقر، ولق، ويرد به على الأصمعي الذي زعم أنه لم يرد منه إلا جمزي، كالقنفط، كحيدر، عن ابن دريد أيضا. وقفط، بالكسر: د، بصعيد مصر الأعلى موقوفة، هكذا في النسخ، وصوابه موقوف على العلويين أولاد علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، الخمسة، وهم: الحسن، والحسين، ومحمد، وعمر، والعباس، من أيام أمير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه. قلت: وقد تقهقهر الآن رسم هذا الوقف، واستولت عليه الأيدي منذ سنين عديدة، فلا يصل إليهم منه إلا النزر اليسير، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

صفحة : 4979

وقد نسب إلى القفط جملة من المحدثين، فمنهم: شمس الدين محمد بن صالح بن حسن القفطي، أخذ عن ابن دقيق العيد، والإمام بهاء الدين القفطي، وتولى الحكم بسمهود والبلينا وجرجا وطوخ، وتوفي سنة 698. ومحمد بن صالح بن عمران العامري القفطي: كتب عنه أبو الربيع سليمان الريحاني، وغيرهما. وقال الليث: اقفاطت العنز اقفيطاطا، إذا حرصت ومدت مؤخرها إلى الفحل. قال: والتيس يقتفطها. ويقتفط إليها، أي يضم مؤخره إليها. وتقافطا: تعاونا في ونص العين: على ذلك. وقال ابن عباد المنقفط ونص المحيط: المتقفط هو: المتقارب المستوفز فوق الدابة. ومما يستدرك عليه: قال ابن شميل: القفط: شدة لحاق الرجل المرأة، أي شدة احتفازه، قال: والذقط: غمسه فيها، والمقط نحوه، يقال: مقطها ونخسها وداسها. قال أبو حزام العكلي:

أتثلبني وأنت عسيف وغدي     لحاك الله من قحر قفوط وقفط الماعز: نزا.

وقال الليث: رقية للعقرب إذا لسعت قيل: شجه قرنية ملحة بحري قفي. يقرؤها سبع مرات، و قل هو الله أحد سبع مرات. قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الرقية فلم ينه عنها، وقال: الرقي عزائم، أخذت على الهوام. قال الأزهري: لم أعرف حقيقة هذه الرقية.

وفي الأساس: تيس قافط وقفاط، وهو أقفط من تيس بني حمان.

ق ف ل ط
قفلطه من يده، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن عباد: أي اختطفه واختلسه، نقله الصاغاني هكذا في العباب والتكملة عنه.

ق ل ط
القلطي، كعربي، محركة هكذا ثبت في الأصول محركة، ولا حاجة إليه بعد قوله: كعربي إلا أن يقال: لئلا يصحف، وفيه أن قوله: محركة فيه غنى عما قبله.

قلت: لا غنى به، لأنه يفيد التحريك، فيحتمل أن يقال: قلطي مقصورا حينئذ، فالظاهر أن أحدهما لا يغني عن الآخر، وإن سقط في بعض الأصول لفظ محركة، فتأمل، قاله شيخنا.

قلت: وعبارة العين: القلطي مثال العربي منسوب إلى العرب: القصير جدا، زاد في المحكم: المجتمع من الناس والسنانير والكلاب، كالقلاط، بالضم، وهذه عن أبي عمرو والقيليط، بالكسر، قال ابن سيده: وأرى الأخيرة سوادية. وقال ابن دريد: قلاط، مثال نغاش: القصير.

والقلطي: الخبيث المارد من الرجال، نقله الصاغاني. وقال أبو عمرو: القيليط، بالكسر: الآدر، وهي القيلة، هكذا نقله الصاغاني. قلت: والعامة تفتحها، وفي اللسان: هو القليط، بالكسر، من غير ياء، قال: وهو العظيم البيضتين. والقليط، كسكيت: الأدرة، عن ابن عباد.

صفحة : 4980

والقلاط، كغراب وسمك وسنور واقتصر الليث على الأخير، وقال: يقال - والله أعلم - : إنه من أولاد الجن والشياطين، كما في اللسان والتكملة والعباب. والقلط بالفتح: الدمامة، عن ابن الأعرابي. ويقال: هذا أقلط منه، أي: آيس. وقلاط، ككتاب: قلعة في جبال تارم من نواحي الديلم بين قزوين وخلخال، على قلة جبل، نقله الصاغاني وياقوت. ومما يستدرك عليه: القيلط، كحيدر، وتكسر اللام: المنتفخ الخصية، ويقال له: ذو القيلط. والقليطي مصغرا: القصير، عامية. والقلوط، كصبور: نهر جار تنصب إليه الأقذار، لغة شامية، وقد مر في ق ل ص.

والإقليط، بالكسر: الآدر، عن أبي عمرو.

ق ل ع ط
اقلعط الشعر، أهمله الجوهري. وقال الليث: جعد وصلب كشعر الزنج كاقلعد.

والمقلعط، كمطمئن: الهارب الحاذر النافر الخائف، نقله الصاغاني عن ابن عباد.

وقال ابن دريد: المقلعط: الرأس الشديد الجعودة لا يكاد يطول شعره، ولا يكون إلا مع صلابة، وأنشد الأزهري:

بأتلع مقلعط الرأس طاط وكذلك اقلعد، وبهما روي قول الشاعر:

فما نهنهت عن سبط كمـي      ولا عن مقلعط الرأس جعد والاسم القلعطة، وهو أشد الجعودة عن ابن دريد.

ق ل ف ط
القلفاط، كخزعال، أهمله الجوهري والجماعة، وهو لقب محمد ابن يحيى الأديب.

ق م ط
قمطه يقمطه ويقمطه، من حد نصر وضرب، قمطا، كما في المحكم، واقتصر الجوهري على الأولى: شد يديه ورجليه، كما يفعل بالصبي في المهد وفي غير المهد، إذا ضم أعضاؤه إلى جسده وجنبيه، ثم لف عليه القماط. وقمط الأسير: جمع بين يديه ورجليه بحبل، وقد قمط، كما في الصحاح، كقمطه تقميطا، كما في المحكم. والقماط، ككتاب: ذلك الحبل وأيضا: الخرقة العريضة التي تلفها على الصبي إذا قمط. ويقال: وقعت على قماطه، أي فطنت له في تؤدة. وقال الليث: أي على بنوده، يعني حبائله ومصائده التي يصيد بها الناس. والقمط: السفاد، قمط الطائر أنثاه يقمطها، إذا سفدها. نقله الجوهري، وهكذا نقله الحراني عن ثابت بن أبي ثابت: قفط التيس، إذا نزا، وقمط الطائر. وقال الأصمعي: يقال للطائر: قمطها، وقفطها، وقال ابن الأعرابي: قمط التيس كذلك. وقال مرة. تقامطت الغنم، فعم به ذلك الجنس. ومن المجاز: القمط: الجماع وقد قمط امرأته قمطا، عن ابن عباد. والقمط: الذوق، يقال: قمط الشيء، أي: ذاقه، نقله الصاغاني عن ابن عباد. قال: و القمط: تقطير الإبل، وقد قمطها، إذا قطرها.

والقمط، بالكسر، هكذا ضبطه الجوهري، ونقل ابن الأثير عن الهروي بالضم: حبل من ليف أو خوص تشد به الأخصاص، وهي البيوت التي تعمل من القصب. قال الجوهري: ومنه معاقد القمط. قلت: ومنه حديث شريح أنه اختصم إليه رجلان في خص، أي ادعياه معا، فقضى بالخص للذي يليه القمط، رواه الهروي بالضم، كأنه جمع قماط، ككتاب وكتب، أي المعاقد، دون من لا تليه معاقد القمط، ورواه الجوهري بالكسر، كما تقدم آنفا.

صفحة : 4981

والقمط أيضا: حبل تشد به قوائم الشاة للذبح، كالقماط، بالكسر فيهما، والجمع قمط، بالضم.

وقال ابن دريد: مر بنا حول قميط: تام، مثل كريت سواء، وأنشد صاعد في الفصوص لأيمن ابن خريم يذكر غزالة الحرورية:

أقامت غزالة سوق الضراب      لأهل العراقين حولا قميطا ويروى: شهرا قميطا وغزالة: اسم امرأة شبيب الخارجي. وفي حديث ابن عباس: فما زال يسأله شهرا قميطا أي تاما كاملا. وأقمت عنده شهرا قميطا، وحولا قميطا: أي تاما.

ومما يستدرك عليه: القماط، كشداد: اللص.

وقال الليث: القماط، أي كرمان: اللصوص. والقمط، بضمتين: حبال المكايد، وهو مجاز.

والقمطة، بالفتح: العصبة. وسفاد الطير كله: قماط، ككتاب. وتقامطت الغنم: تراصعت، عن ابن الأعرابي. وإنه لقمطي، محركة، أي: شديد السفاد،عنه أيضا. والقماط: الحبال.

ومن يصنع القمط للصبيان. ومحمد بن الحسين القماط: مفتي زبيد، صاحب الفتاوى، مشهور.

وقمط يومنا، أي اشتد برده، وهو مجاز. والأقماط: جمع قمط. وقمط: جمع قماط، قال رؤبة:

قد مات قبل الغسل والإحناط      غيظا وألقيناه في الأقمـاط

ق م ع ط
القمعوطة، بالضم أهمله الجوهري، وقال الليث: هي دحروجة الجعل، كالقعموطة، والمقعوطة.

وقال أيضا: اقمعط الرجل، إذا عظم أعلى بطنه وخمص أسفله.

أو اقمعط، إذا تداخل بعضه في بعض، وهذا نقله ابن دريد، وقال: والاسم: القمعطة.

ق ن ب ط
القنبيط، بالضم وفتح النون المشددة، كتبه بالأحمر على أنه مستدرك على الجوهري، وهو قد ذكره في ق ب ط على أن النون زائدة فتأمل: أغلظ أنواع الكرنب قلت: وهو القرنبيط، بلغة مصر، مبخر مغلظ، ومحتملة بزره لا تحبل ذكره الأطباء هكذا.

ومحمد بن الحسين بن خالد البغدادي القنبيطي: محدث عن يعقوب الدورقي وطبقته، مات سنة 304 وسبطه عيسى بن أحمد الرخجي، سمع من إبراهيم بن شريك ومات سنة 368.

ق ن س ط
القنسطيط، بالضم وسكون النون وفتح السين، أهمله الجوهري.

وقال ابن الأعرابي: شجرة، م معروفة، نقله الأزهري في رباعي التهذيب، وأورده الصاغاني في التكملة في تركيب ق س ط.

ق ن ط
قنط، كنصر، وضرب، وحسب، وكرم - وسقط في بعض النسخ وحسب - قنوطا، بالضم مصدر الأول والثاني، قال ذلك أبو عمرو ابن العلاء، وبهما قرئ قوله تعالى: ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون . قلت: أما يقنط، كينصر، فقرأ به الأعمش، وأبو عمرو، والأشهب العقيلي، وعيسى ابن عمر، وعبيد بن عمير، وزيد بن علي، وطاووس، فهو قانط. وفيه لغة أخرى: قنط، كفرح، وقرأ أبو رجاء العطاردي والأعمش والدوري عن أبي عمرو من بعد ما قنطوا . بكسر النون، وقرأ الخليل من بعد ما قنطوا بضم النون، قنطا، محركة، وقناطة، كسحابة. وقنط، كمنع وحسب، وهاتان على الجمع بين اللغتين، نقله الجوهري عن الأخفش، أي يئس، فهو قنط كفرح وقرئ: فلا تكن من القنيطين . قلت: هو قراءة ابن وثاب والأعمش وبشر بن عبيد وطلحة والحسين عن أبي عمرو.

صفحة : 4982

والقنوط: اليأس، وفي التهذيب: اليأس من الخير، وقيل: أشد اليأس من الشيء.

وقال ابن جنى: وقنط يقنط، كأبي يأبى، أي في الشذوذ، وقد حققنا هذا البحث في كتابنا التعريف بضروري قواعد التصريف فراجعه. وقنطه تقنيطا: آيسه، يقال: شر الناس الذين يقنطون الناس من رحمة الله، أي يؤيسونهم. والقنط: المنع، يقال: قنط ماءه عنا، أي منعه، نقله الصاغاني عن ابن عباد. قال و القنط: زبيب الصبي وضبطه في التكملة بضم القاف. ومما يستدرك عليه: القنوط، كصبور: الآيس كالقانط، وفي حديث خزيمة: وقطت القنطة هكذا روي، أي: قطعت.

والقنطة: مقلوب القطنة، وهي هنة دون القبة، قاله ابن الأثير، ولم يعرفها أبو موسى.

ق و ط
القوط: القطيع من الغنم كما في الصحاح، وزاد بعضهم: اليسير منها أو مائة منها إلى ما زادت، وخص بعضهم به الضأن. وأنشد الجوهري للراجز:

ما راعني إلا خيال هابطـا      على البيوت قوطه العلابطا ويروى إلا جناح هابطا، والعلابط: هي الخمسون والمائة إلى ما بلغت من العدد، كما تقدم. وقوطه، في البيت: منصوب بهابط في البيت قبله، وهو الشاهد على: هبطته بمعنى أهبطته، كما سيأتي. وجناح: اسم راع، وقد تقدم ذلك في علبط. ج: أقواط. والقوطة، بهاء: الجلة الكبيرة، عن ابن عباد. قلت: والعامة تضمه. وقوط. كلوط: ة، ببلخ، ويقال: فيها أيضا: بالخاء، كما تقدمت الإشارة إليه. وقوط: جد عبد الله بن محمد المحدث. وقوطة: بهاء: ع، كما في العين.

والقواط: راعي قوط من الغنم عن ابن عباد، قال رؤبة:

من ناعق أو حارث قواط ومما يستدرك عليه: أبو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم ابن القوطية، بالضم، من أئمة اللغة، نسب إلى جدة له، من علماء الأندلس، صنف كتاب الأفعال، ومات في سنة ثلاثمائة وسبع. وقوط بن حام بن نوح عليه السلام، أبو السودان والهند والسند. وسليمان بن أيوب القوطي القرطبي: محدث. وقوط أيضا: محلة ببخارى. ومما يستدرك عليه:

ق ي ط
القيطون، كحيزوم، قريتان بمصر، إحداهما: بالشرقية، والثانية: بجزيرة قويسنا.