الباب السادس عشر: باب الطاء المهملة - الفصل الخامس والعشرون: فصل الواو مع الطاء

فصل الواو مع الطاء

و أ ط
وأط القوم، كوعد، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال ابن عباد: أي زارهم.

قال: والوأط أيضا: الهيج. والوأطة: اللجة من لجج الماء. والوأطة من الأرض: الموضع المرتفع منها، نقله الصاغاني ويخفف، فيقال: الواطة، كما سيأتي.

و ب ط

صفحة : 5029

وبط رأي فلان في هذا الأمر، مثلثة الباء، الفتح والكسر نقلهما الجوهري، والضم نقله الصاغاني عن الفراء، يبط، كيعد، ويوبط، كيوجل مضارع وبط بالكسر، وتضم العين، أي الفعل، وهو مضارع وبط، بالضم، وبطا، ووباطة، بفتحهما، ووبطا، محركة، ووبوطا، بالضم، ذكرهن الجوهري ما عدا الوباطة: ضعف ولم يستحكم. ورأي وابط: ضعيف. وأنشد ابن بري لحميد الأرقط:

إذ باشر النكث برأي وابط وأنشد أيضا في ي د ي للكميت:

بأيد ما وبطن ولا يدينا قال: أي ما ضعفن. والوابط: الخسيس الواضح الشرف.

والوابط: الجبان الضعيف، نقله الجوهري. ووبطه، كوعده: وضع من قدره، ومنه حديث الدعاء لا تبطني بعد إذ رفعتني أي لا تهني وتضعني. وبط حظه: أخسه، ووضع من قدره.

ووبط الجرح: فتحه وبطا كبطه بطا. ووبطه عن حاجته: حبسه عنها، نقله الجوهري.

وأوبطه: أثخنه، نقله الصاغاني عن ابن عباد. ومما يستدرك عليه: وبط الرجل، ككرم: ثقل.

والوباط كسحاب: الضعف. قال الراجز:

ذو قوة ليس بذي وباط وقال أبو عمرو: وبطه الله، وأبطه، وهبطه بمعنى واحد. والوابط: الهابط.

ووبط بأرض: إذا لصق بها.

و خ ط
وخطه الشيب، كوعده، وخطا: خالطه، نقله الجوهري، كوخضه، وهو مجاز. وأنشد ابن بري:

أتيت الذي يأتي السفيه لغرتيإلى أن علا وخط من الشيب مفرقي وقيل: الوخط من القتير: النبذ.

أو وخطه: فشا شيبه، أو استوى سواده وبياضه، وقد وخط فلان كعني، إذا شاب رأسه، فهو موخوط. والوخط: كالوعد: الإسراع في السير، لغة في الوخد بالدال، وقد وخط في السير يخط، نقله الجوهري. والوخط: الدخول، ومنه الميخط الذي ذكره المصنف فيما بعد.

والوخط: الطعن الخفيف ليس بالنافذ، وقيل: هو أن يخالط الجوف. قال الأصمعي: إذا خالطت الطعنة الجوف ولم تنفذ فذلك الوخض والوخط. وخطه بالرمح ووخضه، أو الوخط: الطعن النافذ، كما في الصحاح.

والوخط: خفق النعال وصوتها على الأرض. ومنه حديث أبي أمامة رضي الله عنه: فلما سمع وخط نعالنا خلفه وقف. والوخط: أن يربح في البيع مرة، ويخسر أخرى.

وقال الليث: الوخط: الضرب بالسيف تناولا من بعيد. قال الأزهري: لم أسمع لغير الليث في تفسير الوخط أنه الضرب بالسيف، قال: وأراه أراد أنه يتناوله بذبابه طعنا لا ضربا، وقد وخط، كعني، يوخط وخطا. والميخط بالكسر، أي كمنبر: الداخل وأنشد الأصمعي:

مستلحق رجع التوالي ميخطه ومما يستدرك عليه: الوخاط، كشداد: الظليم السريع الخطو الواسعه، وكذلك بعير وخاط. قال ذو الرمة:
عني وعن شمردل مجفال     أعيط وخاط الخطا طوال وطعن وخاط، وكذلك رمح وخاط، قال:

وخطا بماض في الكلى وخاط وفي التهذيب: وخضا بماض. وقال ابن دريد: فروج واخط، إذا جاوز حد الفراريج، وصار في حد الديوك. ويقال: بها وخط من وحش، ووخز، أي نبذ منها، وهو مجاز.

و ر ط

صفحة : 5030

الورطة: الاست وهو مجاز. وكل غامض ورطة. وقال المفضل بن سلمة في قول العرب: وقع فلان في ورطة: قال أبو عمرو: وهي الهلكة، وفي الصحاح: الهلاك، وكل أمر تعسر النجاة منه ورطة، من هلكة أو غيرها. قال يزيد بن طعمة الخطمي:

قذفوا سيدهـم فـي ورطة    قذفك المقلة وسط المعترك والورطة: الوحل والردغة تقع فيها الغنم فلا تتخلص منها، يقال: تورطت الغنم إذا وقعت في ورطة، ثم صار مثلا لكل شدة وقع فيها الإنسان. وفي الصحاح: قال أبو عبيد: وأصل الورطة: أرض مطمئنة لا طريق فيها. وقال الأصمعي: الورطة: أهوية متصوبة تكون في الجبل تشق على من وقع فيها. وقال غيره: الورطة: البئر، هو من ذلك.

ج: وراط. قال طفيل يصف الإبل:

تهاب طريق السهل تحسب أنه     وعور وهو بيداء بـلـقـع وأورطه: ألقاه فيها، أو فيما لا خلاص منه. وأورط إبله في إبل أخرى: غيبها، كورط، فيهما، توريطا. وأورط الجرير في عنق البعير: جعل طرفه في حلقته، ثم جذبه حتى يخنقه، عن ابن هانئ، وأنشد لبعض العرب:

حتى تراها في الجرير المورط     سرح القياد سمحة التهـبـط قال: ومنه أخذ وراط الصدقة. وقال شمر: استورط في الأمر، إذا ارتبك فيه فلم يسهل المخرج منه. وقال غيره: تورط فيه كذلك. وقال الجوهري: أورطه: ورطه فتورط هو فيها، أي وقع. و في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى وائل بن حجر: لا خلاط ولا وراط أما الخلاط فقد تقدم في موضعه. والوراط، ككتاب، في الصدقة: هو الجمع بين متفرق، أو عكسه، وهو معنى قول الجوهري، ويقال هو كقوله: لا يجمع بين متفرق، ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة، أو أن يخبأها في إبل غيره، قاله ثعلب. أو هو أن يغيبها في وهدة من الأرض لئلا يراها المصدق، مأخوذ من الورطة، وهي الهوة العميقة في الأرض. أو أن يفرقها في إبل غيره، أو هو توريط الناس بعضهم بعضا، وذلك أن يقول أحدهم للمصدق: عند فلان عن ابن الأعرابي. قال: وهو الوراط والإيراط. وقال ابن هانئ: هو من إيراط الجرير في عنق البعير، كما تقدم.

ومما يستدرك عليه: الأوراط: جمع ورطة، ومنه قول رؤبة:

نحن جمعنا الناس بالملطـاط     فأصبحوا في ورطة الأوراط وقال ابن سيده: أراه على حذف التاء، فيكون من باب زند وأزناد، وفرخ وأفراخ. وتجمع الورطة أيضا على الورطات. ومنه حديث ابن عمر إن من ورطات الأمور التي لا مخرج منها سفك الدم الحرام بغير حله. وتورط الرجل، واستورط: هلك، أو نشب، واستورط على فلان: إذا تحير في الكلام. والموارطة، والوراط: الخداع والغش، وكذلك الوراطة، بالكسر، وهذه عن الجوهري. ويقال: لا توارط جارك، فإن الوراط يورد الأوراط. نقله الزمخشري.

والورط كالوراط، ومنه الحديث: لا ورط في الإسلام.

ويقال: ورطها وأورطها: سترها، عن ابن الأعرابي.

و س ط

صفحة : 5031

الوسط، محركة، من كل شيء: أعدله. ويقال: شيء وسط، أي بين الجيد والرديء، ومنه قوله تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطا ، قال الزجاج: فيه قولان، قال بعضهم: أي عدلا، وقال بعضهم: خيارا. اللفظان مختلفان والمعنى واحد، لأن العدل خير، والخير عدل.

وواسطة الكور، وواسطه، الأولى عن اللحياني: مقدمه، وعلى الثانية اقتصر الجوهري. وأنشد لطرفة:

وإن شئت سامى واسط الكور رأسهاوعامت بضبعيها نجاء الخفيدد وأنشد الصاغاني لأسامة الهذلي يصف متلفا:

تصـيح جـنـادبـه ركـدا      صياح المسامير في الواسط وقال الليث: واسط الكور وواسطته: ما بين القادمة والآخرة.

قال الأزهري: لم يتثبت الليث في تفسير واسط الرحل، وإنما يعرف هذا من شاهد العرب. ومارس شد الرحال على الإبل، فأما من يفسر كلام العرب على قياسات الأوهام فإن خطأه يكثر. وللرحل شرخان، وهما طرفاه مثل قربوسي السرج، فالطرف الذي يلي ذنب البعير: آخره الرحل ومؤخرته، والطرف الذي يلي رأس البعير: واسط الرحل، بلا هاء، ولم يسم واسطا لأنه وسط بين الآخرة والقادمة، كما قال الليث. ولا قادمة للرحل بتة، إنما القادمة الواحدة من قوادم الريش. ولضرع الناقة قادمان وآخران، بلا هاء.

وكلام العرب يدون في الصحف من حيث يصح، إما أن يؤخذ عن إمام ثقة عرف كلام العرب وشاهدهم، أو يقبل من مؤد ثقة يروي عن الثقات المقبولين. فأما عبارات من لا معرفة له ولا أمانة فإنه يفسد الكلام ويزيله عن صيغته. قال: وقرأت في كتاب ابن شميل في باب الرحال قال: وفي الرحل واسطه وآخرته وموركه، فواسطه مقدمه الطويل الذي يحاذي صدر الراكب، وأما آخرته فمؤخرته، وهي خشبته الطويلة العريضة التي تحاذي رأس الراكب. قال: والآخرة والواسط: الشرخان. ويقال: ركب بين شرخي رحله، وهذا الذي وصفه النضر كله صحيح لا شك فيه. وواسط، مذكرا مصروفا، لأن أسماء البلدان الغالب عليها التأنيث وترك الصرف، إلا منى والشأم، والعراق، وواسطا، ودابقا، وفلجا وهجرا فإنها تذكر وتصرف، كما في الصحاح. وقد يمنع إذا أردت بها البقعة والبلدة، كما قال الشاعر:

منهن أيام صدق قد عرفت بها     أيام واسط والأيام من هجـر هكذا في الصحاح، وهو قول الفرزدق يرثي به عمر بن عبيد الله بن معمر، وصوابه: من هجرا، فإن أول الأبيات:

أما قريش أبا حفص فقد رزئت    بالشام إذ فارقتك السمع والبصرا
كم من جبان إلى الهيجا دلفت به     يوم اللقاء ولو لا أنت ما جـسرا

صفحة : 5032

د، بالعراق، اختطها، هكذا في النسخ، وصوابه اختطه الحجاج ابن يوسف الثقفي في سنتين بين الكوفة والبصرة، ولذلك سميت واسطا، لأنها متوسطة بينهما، لأن منها إلى كل منهما خمسين فرسخا قال ياقوت: لا قول فيه غير ذلك إلا ما ذهب إليه بعض حكاية عن الكلبي. وهو قول المصنف. ويقال له: واسط القصب أيضا، فلما عمر الحجاج مدينته سماها باسمه، أو هو قصر كان قد بناه الحجاج أولا قبل أن ينشئ البلد، ثم لما بناه سمي به.

ومنه المثل: تغافل كأنك واسطي. قال المبرد: سألت عنه الثوري فقال: لأنه كان، أي الحجاج، يتسخرهم في البناء فيهربون وينامون بين، وفي الصحاح: وسط: الغرباء في المسجد. فيجئ الشرطي ويقول: يا واسطي، وفي المعجم: يا كرشي فمن رفع رأسه أخذه وحمله فلذلك كانوا يتغافلون، انتهى نص الصحاح.

وواسط: ة، قرب مكة بوادي نخلة متوسطة، بينها وبين بطن مر، ذات نخيل، نقله الصاغاني وياقوت. واسط: ة، ببلخ، منها محمد ابن محمد بن إبراهيم، حدث عن محمد بن إبراهيم المستملي، وعنه إبراهيم بن أحمد السراج، وبشير ابن ميمون أبو صيفي عن عبيد المكتب، وعنه قتيبة المحدثان. وواسط: ة، بباب نوقان طوس، ويقال لها واسط اليهود، ومنها محمد بن الحسين الإمام أبو بكر الواعظ المحدث الفرضي، روى عن أبي القاسم إسماعيل بن الحسين الفرائضي، وعنه أبو سعد بن السمعاني.

واسط: ة، بحلب قرب بزاعة مشهورة، وبقربها قرية أخرى تسمى الكوفة. نقله ياقوت هكذا.

وواسط: ة، بالخابور قرب قرقيساء. قال ياقوت: وإياها عنى الأخطل فيما أحسب لأن الجزيرة منازل بني تغلب:

عفا واسط من أهل رضوى ونبتل وواسط: قريتان بالموصل، إحداهما: بالفرج من نواحي الموصل، والثانية: شرقي دجلة الموصل، بينهما ميلان، ذات بساتين كثيرة.

وواسط: ة، بدجيل، على ثلاثة فراسخ من بغداد، نقله الصاغاني وياقوت هكذا، منها محمد بن عمر بن علي العطار المحدث الحربي ثم الواسطي، من واسط دجيل، روى عن محمد بن ناصر السلامي، وعنه ابن نقطة.

وواسط: ة، بالحلة المزيدية، قرب مطيراباذ، يقال لها: واسط مرزاباذ، منها أبو النجم عيسى بن فاتك الواسطي الشاعر. ومن شعره.

وما على قدره شكـرت لـه     لكن شكري له على قـدري
لأن شكري السهى وأنعمه ال     بدر وأين السهى من البـدر

وواسط: ة، باليمن، بالقرب من زبيد، قرب العنبرة، ومنها خرج علي بن مهدي المستولي على اليمن.

وواسط: ع، بين العذيبة والصفراء، وبه فسر ابن السكيت قول كثير:

فإذا غشيت لها ببرقة واسط     فلوى كتينة منزلا أبكانـي وواسط: ع، لبني قشير لبني أسيدة، وهم بنو مالك بن سلمة بن قشير.

وواسط: ع، لبني تميم نقله ياقوت عن العمراني. قال: وهو المراد في قول ذي الرمة.

صفحة : 5033

وواسط: د، بالأندلس من أعمال قبرة، ذكره ياقوت و الصاغاني. منه أبو عمر أحمد ابن ثابت بن أبي الجهم الواسطي، سكن قرطبة، روى عن أبي محمد الأصيلي، وتوفي سنة 437 ذكره ابن بشكوال. وواسط: ة، باليمامة، قاله أبو الندى، ونقله عنه الأسود. قال: وإياها عنى الأعشى في شعره. وواسط: حصن لبني السمير من بني حنيفة، يقال لهذا الحصن مجدل. قال أبو عبيدة: وإياه عنى الأعشى:

في مجدل شيد بنيانـه      يزل عنه ظفر الطائر وواسط: ة، بنهر الملك، وهي واسط العراق، ذكرها أبو الندى.

وواسط: جبل أسفل من جمرة العقبة بين المأزمين، إذا ذهبت إلى منى، كان يقعد عنده المساكين قاله الحميدي، ونقله السهيلي عنه في الروض، وأنشد قول الحارث بن مضاض الجرهمي:

ولم يتربع واسـطـا وجـنـوبـه     إلى السر من وادي الأراكة حاضر أو واسط: اسم للجبلين اللذين دون العقبة. قاله محمد بن إسحاق الفاكهي في تاريخ مكة.

وقال بعض المكيين: بل تلك الناحية من بركة القسري إلى العقبة تسمى واسط المقيم.

والواسط: الباب، هذلية.

ووسطهم، كوعد، وسطا، بالفتح وسطة، كعدة: جلس وسطهم، أي بينهم، كتوسطهم، ويقال أيضا: وسط الشيء وتوسطه: صار في وسطه.

وهو وسيط فيهم، أي أوسطهم نسبا وأرفعهم محلا، كذا في النسخ. وفي بعض الأصول مجدا.

قال العرجي، وهو عبد الله بن عمرو ابن عثمان:

كأني لم أكن فيهم وسـيطـا     ولم تك نسبتي في آل عمرو وقال الليث: فلان وسيط الدار والحسب في قومه، وقد وسط وساطة وسطة، ووسط توسيطا، وأنشد:

وسطت من حنظلة الأصطما والوسيط: المتوسط بين المتخاصمين. وفي العباب: بين القوم.

والوسوط، كصبور: بيت من بيوت الشعر أكبر من المظلة وأصغر من الخباء، أو هو أصغرها.

ويقال: الوسوط، الناقة تملأ الإناء، مثل الطفوف، جمعه وسط، بضمتين، نقله الصاغاني.

وقيل: هي التي تحمل على رؤوسها وظهورها، صعاب لا تعقل ولا تقيد، نقله الصاغاني أيضا.

وقيل: هي التي تجر أربعين يوما بعد السنة، هذه عن ابن الأعرابي، قال: فأما الجرور فهي التي تجر بعد السنة ثلاثة أشهر.

وقد ذكر في موضعه. ووسطان: د، للأكراد، لم يذكره ياقوت في معجمه ولا الصاغاني، وإنما ذكر ياقوت وسطان: موضع في قول الهذلي يأتي في المستدركات ووسط، محركة: جبل ضخم على أربعة أميال وراء ضرية، وفي التكملة: علم لبني جعفر بن كلاب وداره واسط: ابن الأعرابي هو جبل على أربعة أميال من ضرية، وقد ذكر في الدارات.
ووسط الشيء، محركة: ما بين طرفيه، قال:

إذا رحلت فاجعلوني وسطا      إني كبير لا أطيق العنـدا

صفحة : 5034

أي اجعلوني وسطا لكم، ترفقون بي وتحفظونني، فإني أخاف - إذا كنت وحدي متقدما لكم، أو متأخرا عنكم - أن تفرط دابتي أو ناقتي فتصرعني. كأوسطه، وهو اسم كأفكل وأزمل، فإذا سكنت السين منها كانت ظرفا. وفي الصحاح، يقال: جلست وسط القوم، بالتسكين، لأنه ظرف، وجلست وسط الدار، بالتحريك، لأنه اسم.

وللشيخ أبي محمد بن بري - رحمه الله تعالى - هنا كلام مفيد لا يستغني عن إيراده كله، لحسنه. قال: اعلم أن الوسط، بالتحريك: اسم لما بين طرفي الشيء، وهو منه، كقولك: قبضت وسط الحبل، وكسرت وسط الرمح، وجلست وسط الدار، ومنه المثل: يرتقي وسطا ويربض حجرة، أي يرتعي أوسط المرعى وخياره ما دام القوم في خير، فإذا أصابهم شر اعتزلهم، وربض حجرة، أي ناحية منعزلا عنهم. وجاء الوسط محركا أوسطه على وزان نقيضه في المعنى وهو الطرف، لأن نقيض الشيء يتنزل منزلة نظيره في كثير من الأوزان، نحو: جوعان وشبعان، وطويل وقصير. قال: ومما جاء على وزان نظيره قولهم: الحرد، لأنه على وزان القصد، والحرد لأنه على وزان نظيره وهو الغضب. يقال: حرد يحرد حردا، كما يقال: قصد يقصد قصدا. ويقال: حرد يحرد حردا كما يقال: غضب يغضب غضبا. وقالوا: العجم، لأنه على وزان العض، وقالوا: العجم لحب الزبيب وغيره، لأنه وزان النوى.

وقالوا: الخصب والجدب لأن وزانهما العلم والجهل، لأن العلم يحيي الناس كما يحييهم الخصب.

والجهل يهلكهم كما يهلكهم الجدب. وقالوا المنسر لأنه على وزان المنكب. وقالوا: المنسر، لأنه على وزان المخلب. قالوا: أدليت الدلو: إذا أرسلتها في البئر، ودلوتها: إذا جذبتها، فجاء أدلى على مثال أرسل، ودلا على مثال جذب قال: فبهذا تعلم صحة قول من فرق بين الضر والضر، ولم يجعلهما بمعنى، فقال الضر: بإزاء النفع الذي هو نقيضه، والضر بإزاء السقم الذي هو نظيره في المعنى.، وقالوا: فاد يفيد، جاء على وزان ماس يميس، إذا تبختر، وقالوا: فاد يفود على وزان نظيره، وهو مات يموت، والنفاق في السوق جاء على وزن الكساد، والنفاق في الرجل جاء على وزان الخداع. قال: وهذا النحو في كلامهم كثير جدا.

قال: واعلم أن الوسط قد يأتي صفة وإن كان أصله أن يكون اسما من جهة أن أوسط الشيء أفضله وخياره، كوسط المرعى خير من طرفيه، وكوسط الدابة للركوب خير من طرفيها لتمكن الراكب. ومنه الحديث: خيار الأمور أوساطها. وقول الراجز:

إذا ركبت فاجعلاني وسطا فلما كان وسط الشيء أفضله وأعدله جاز أن يقع صفة، وذلك مثل قوله تعالى: وكذلك جعلناكم أمة وسطا أي عدلا، فهذا تفسير الوسط وحقيقة معناه، وأنه اسم لما بين طرفي الشيء وهو منه. أو هما فيما مصمت كالحلقة من الناس والسبحة والعقد فإذا كانت أجزاؤه متبايية فبالإسكان فقط، والذي حكي عن ثعلب: وسط الشيء بالفتح إذا كان مصمتا، فإذا كان أجزاء متخلخلة فهو وسط، بالإسكان لا غير، فتأمل.

صفحة : 5035

أو كل موضع صلح فيه بين فهو وسط، بالتسكين، وإلا فبالتحريك، وهذا نقله الجوهري.

قال: وربما سكن وليس بالوجه، كقول الشاعر، وهو أعصر بن سعد بن قيس عيلان:

وقالوا يال أشجع يوم هـيج     ووسط الدار ضربا واحتمايا قال ابن بري: وأما الوسط، بسكون السين، فهو ظرف لا اسم، جاء على وزان نظيره في المعنى وهو بين، تقول: جلست وسط القوم، أي بينهم. ومنه قول أبي الأخزر الحماني:

سلو لو أصبحت وسط الأعجم أي بين الأعجم. وقال آخر:

أكذب من فاخـتة     تقول وسط الكرب
والطلع لم يبد لهـا    هذا أوان الرطب

وقال سوار بن المضرب:

إني كاني أرى من لا حياء له     ولا أمانة وسط الناس عريانا وفي الحديث أتى رسول الله صلى الله عليه وسط القوم أي بينهم. ولما كانت بين ظرفا، كانت وسط ظرفا ولهذا جاءت ساكنة الأوسط لتكون على وزانها، ولما كانت بين لا تكون بعضا لما يضاف إليها بخلاف الوسط الذي هو بعض ما يضاف إليه، كذلك وسط لا تكون بعض ما تضاف إليه، ألا ترى أن وسط الدار منها، ووسط القوم غيرهم، ومن ذلك قولهم: وسط رأسه صلب، لأن وسط الرأس بعضها، وتقول: وسط رأسه دهن. فتنصب وسط على الظرف. وليس هو بعض الرأس. فقد حصل لك الفرق بينهما من جهة المعنى، ومن جهة اللفظ. أما من جهة المعنى فإنها تلزم الظرفية، وليست باسم متمكن يصح رفعه ونصبه، على أن يكون فاعلا ومفعولا، وغير ذلك بخلاف الوسط.

وأما من جهة اللفظ فإنه لا يكون من الشيء الذي يضاف إليه، بخلاف الوسط أيضا. فإن قلت: قد ينتصب الوسط على الظرف، كما ينتصب الوسط كقولهم: جلست وسط والدار، وهو يرتعي وسطا، ومنه ما جاء في الحديث: أنه كان يقف في الجنازة على المرأة وسطها فالجواب أن نصب الوسط على الظرف إنما جاء على جهة الاتساع، والخروج عن الأصل على حد ما جاء الطريق ونحوه، وذلك مثل قوله:

كما عسل الطريق الثعلب وليس نصبه على الظرف على معنى بين كما كان ذلك في وسط، ألا ترى أن وسطا لازم للظرفية، وليس كذلك وسط، بل اللازم له الاسمية في الأكثر والأعم، وليس انتصابه على الظرف - وإن كان قليلا في الكلام - على حد انتصاب الوسط في كونه بمعنى بين، فافهم ذلك. قال: واعلم - أنه متى دخل على وسط حرف الوعاء - خرج عن الظرفية ورجعوا فيه إلى وسط، ويكون بمعنى وسط، كقولك: جلست في وسط القوم.

صفحة : 5036

وفي وسط رأسه دهن. والمعنى فيه مع تحركه، كمعناه مع سكونه، إذا قلت: جلست وسط القوم ووسط رأسه دهن، ألا ترى أن وسط القوم بمعنى وسط القوم، إلا أن وسطا يلزم الظرفية، ولا يكون إلا اسما، فا ستعير له إذا خرج عن الظرفية الوسط على جهة النيابة عنه، وهو في غير هذا مخالف لمعناه. وقد يستعمل الوسط الذي هو ظرف اسما ويبقى على سكونه، كما استعملوا بين اسما على حكمها ظرفا في نحو قوله تعالى: لقد تقطع بينكم قال القتال الكلابي:

من وسط جمع بني قريظ بعدما    هتفت ربيعة يا بنـي خـوار وقال عدي بن زيد:

وسطه كاليراع أو سرج المج     دل، حينا يخبو، وحينا ينـير انتهى كلام ابن بري.

وقال ابن الأثير - في تفسير حديث: الجالس وسط الحلقة ملعون - ما نصه: الوسط بالتسكين يقال فيما كان متفرق الأجزاء غير متصل، كالناس والدواب وغير ذلك، فإذا كان متصل الأجزاء كالدار والرأس فهو بالفتح. وكل ما يصلح فيه بين فهو بالسكون، وما لا يصلح فيه بين فهو بالفتح. وقيل: كل منهما يقع موقع الآخر، قال: وكأنه الأشبه. قال: وإنما لعن الجالس وسط الحلقة لأنه لا بد وأن يستدبر بعض المحيطين، به فيؤذيهم، فيلعنونه ويذمونه. قلت: هذا خلاصة ما ذكره الأئمة في الفرق بين وسط ووسط. وكلام الليث يقرب من كلام ابن بري، أعرضنا عن إيراد نصوصهم كلها مخافة التطويل، وفيما ذكرناه كفاية، وإلى تحقيق ما سطرناه النهاية. وقديما كنت أسمع شيوخنا يقولون في الفرق بينهما كلاما شاملا لما ذكروه وهو: الساكن متحرك، والمتحرك ساكن، وما فصلناه مدرج تحت هذا الكامن. وقال الصفدي في تاريخه: أنشدني الشيخ جمال الدين يوسف ابن محمد العقيلي السرمري لنفسه:

فرق ما بينهم وسط الـشـي     ء ووسط تحريكا أو تسكينـا
موضع صالح لبين فسـكـن     ولفي حركن تراه مبـينـا
كجلست وسط الجماعة إذ هم    وسط الدار كلهم جالسـينـا

والله أعلم وبه نستعين.

ويقال: صار الماء وسيطة: إذا غلب على الطين، كذا في الأصول، والذي حكه اللحياني عن أبي ظبية، أي غلب الطين على الماء. والوسطى من الأصابع: م، أي معروفة نقله الجوهري.

والصلاة المذكورة في التنزيل العزيز وهو قوله تعالى: حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ، لأنها وسط بين صلاتي الليل والنهار.

صفحة : 5037

ولهذا المعنى وقع الاختلاف في تعيينها، فقيل: إنها الصبح، وهو قول علي بن أبي طالب، في رواية عنه، وابن عباس أخرجه في الموطإ بلاغا وأخرجه الترمذي عن ابن عباس وابن عمر تعليقا. وروي عن جابر وابن موسى وجماعة من التابعين، وإليه مال الإمام مالك، وصححه جماعة من أصحابه، وإليه ميل الشافعي فيما ذكر عنه القشيري، أو الظهر، وهو قول زيد بن ثابت، وأبي سعيد الخدري، وعبد الله بن عمر، وعائشة، رضي الله عنهم، أو العصر، وهو قول علي بن أبي طالب في رواية، وابن عباس، وابن عمر، في رواية عنهما وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وأبي أيوب الأنصاري وعائشة، وحفصة، وأم سلمة رضي الله عنهم، وجماعة من التابعين منهم الحسن البصري، وهو اختيار أبي حنيفة وأصحابه، وقاله الشافعي وأكثر أهل الأثر، وهو رواية عن مالك وصححه عبد الملك بن حبيب، واختاره ابن العربي في قبسه، وابن عطية في تفسيره، وصححه الصاغاني في العباب، أو المغرب، قاله قبيصة بن ذؤيب ومكحول، أو العشاء حكاه أبو عمر بن عبد البر عن جماعة، أو الوتر، نقله الحافظ الدمياطي، واختاره السخاوي المقرئ، أو الفطر، نقله الحافظ الدمياطي، أو الضحى حكاه بعضهم وتردد فيه، أو الجماعة نقله الحافظ الدمياطي، أو جميع الصلوات المفروضات وهو قول معاذ بن جبل، نقله القرطبي، أو الصبح والعصر معا، قاله أبو بكر الأبهري.
أو صلاة غير معينة، وهو قول نافع والربيع بن خثيم، أو العشاء والصبح معا، روي ذلك عن عمر، وعثمان، أو صلاة الخوف، نقله الحافظ الدمياطي، أو الجمعة في يومها، وفي سائر الأيام الظهر، روي ذلك عن علي، نقله ابن حبيب، أو المتوسطة بين الطول والقصر، وهذا القول قد رده أبو حيان في البحر، أو كل من الخمس لأن قبلها صلاتين وبعدها صلاتين.

قال شيخنا: وحاصل ما عد من الأقوال تسعة عشر قولا، والمسألة خصها أقوام من المحدثين والفقهاء وغيرهم بالتصنيف، واتسعت فيها الأقوال وزادت على أربعين قولا، فما هذا الذي ذكره وافيا ولا بالنصف منها، مع أنهم عزوا الأقوال لأربابها، واعتنوا بفتح بابها. وصحح أرباب التحقيق أنها غير معروفة، كليلة القدر، والاسم الأعظم، وساعة الجمعة ونحوها، مما قصد بإبهامها الحث والحض والاعتناء بتحصيلها، لئلا يترك شيء من أنظارها. وأنشد شيخنا الإمام أبو عبد الله محمد بن المسناوي رضي الله عنه غير مرة:

واخفيت الوسطى كساعة جمعة كذا أعظم الأسماء مع ليلة القدر ولم يلتفت العارفون المتوجهون إلى الله تعالى إلى شيء من ذلك، وأخذوا في الجد والاجتهاد، نفعنا الله بهم.

قلت: ولكل قول من هذه الأقوال المذكورة دليل وتوجيه مذكور في محله، وأقوى الأقوال ثلاثة: العصر، والصبح، والجمعة، كما في البصائر.

قال ابن سيده في المحكم: من قال هي غير صلاة الجمعة فقد أخطأ، إلا أن يقوله برواية مسندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، انتهى.

صفحة : 5038

وعللها بكونها أفضل الصلوات، قيل لا يرد عليه قوله صلى الله عليه وسلم في يوم الأحزاب، شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا لأنه ليس المراد بها في الحديث المذكورة في التنزيل أي أن المذكورة في الحديث ليس المراد بها المذكورة في التنزيل، أي لاحتمال أنها غيرها، وهو كلام غير ظاهر، ولا معول عليه، فإن الآيات تفسرها الأحاديث ما أمكن، كالعكس، ولا يجوز لأحد أن يتصرف في آية وقع فيها نص من السلف، ولا في حديث وافق آية، وصرح السلف بأنها توافقه أو وردت فيه، أو نحو ذلك، كما حققه شيخنا. ثم إن الحديث المذكور أخرجه مسلم في صحيحه بطرق متعددة، ويعضده حديث آخر أنها الصلاة التي شغل عنها سليمان عليه السلام حتى توارت بالحجاب، أورد ملا علي في ناموسه كلاما قد ذكر حاصله، واستدل بهذا الحديث، وبما في مصحف حفصة، وذكر شيخنا الإجماع من أهل الحديث على أنها صلاة العصر، كما أشرنا إليه.

فتأمل، والله أعلم. قلت: وقد أفردت في هذه المسألة رسالة مستقلة، جلبت فيها نصوص العلماء والأئمة كالقرطبي، وابن عطية، والسلمي، وأبي حيان، والنسفي، والحافظ الدمياطي، والبقاعي، وغيرهم، فراجعها. ووسطه توسيطا: قطعه نصفين، يقال: قتل فلان موسطا. أو وسطه: جعله في الوسط، ومنه قراءة بعضهم: فوسطن به جمعا قال ابن بري: هذه القراءة تنسب إلى علي، كرم الله وجهه، وإلى ابن أبي ليلى، وإبراهيم بن أبي عبلة.

قلت: وعمرو بن ميمون، وزيد بن علي، وأبو حيوة، وأبو البرهسم، والباقون بالتخفيف.

وتوسط بينهم: عمل الوساطة. وتوسط: أخذ الوسط، وهو بين الجيد والرديء. قال ابن هرمة يصف سخاءه:

واقذف بحبلك حيث نال بأخذه     من عوذها واعتم ولا تتوسط وموسط البيت، كمكرم: ما كان في وسطه خاصة، نقله ابن عباد. ومما يستدرك عليه: الأواسط: جمع أوسط، ومنه قول الشاعر:

شهم إذا اجتمع الكماة وألهمت    أفواهها بأواسـط الأوتـار وقد يجوز أن يكون جمع واسطا على وواسط، فاجتمعت واوان، فهمز الأولى.

ووسط الشيء: صار بأوسطه. قال غيلان بن حريث:

وقد وسطت مالكا وحنظلا     صيابها والعدد المجلجلا ووسوط الشمس: توسطها السماء.

وواسطة القلادة: الدرة التي في وسطها، وهي أنفس خرزها.

ودين وسوط، كصبور: متوسط بين الغالي والتالي.

ورجل وسيط، أي حسيب في قومه، ووسط في حسبه وساطة وسطة، ووسط توسيطا.

ووسطه: حل وسطه، أي أكرمه.
قال:
يسط البيوت لكي تكون ردية من حيث توضع جنفنة المسترفد ووساطة الدنانير: خيارها. وقال ابن دريد: واسط: موضع بنجد.

وواسطة، بالهاء: قرية تحت الموصل، وأخرى في حضرموت، وأخرى من قرى قزوين. ومنها محمد بن إسماعيل بن أبي الربيع الواسطي، ذكره الرافعي في تاريخ قزوين.

صفحة : 5039

وواسط: جبل لبني عامر مما يلي ضرية، قيل: هو الذي نسبت إليه الدارة، وقيل: غيره.

وواسط: قرية قرب مطيراباذ، وهي التي ذكرها المصنف بالقرب من الحلة المزيدية، وأخرى القرب من الرقة، أول من استحدثها هشام بن عبد الملك، ومنها أبو سعيد مسلمة ابن ثابت الخراساني، نزيل واسط الرقة، حدث عن شريك وغيره، وولده أبو علي سعيد بن مسلمة، صاحب تاريخ الرقة، قال فيه: وهي قرية غربي الفرات مقابل الرقة. وقال أبو حاتم: واسط بالجزيرة، فالله أعلم هي هذه أو التي بقرقيساء، أو غيرهما. وقال محمد بن حبيب - في شرح ديوان كثير عزة في تفسير قوله -:

فواحزني لما تفرق واسـط    وأهل التي أهذي بها وأحوم إنها قرية بناحية الرقة. قال ياقوت: هكذا قاله، والظاهر أنها واسط نجد أو الحجاز، والله أعلم.

ووسطان، بالفتح: موضع في قول الأعلم الهذلي:

بذلت لهم بذي وسطان جهدي ويروى شوطان، كذا نقله الصاغاني قلت: وهكذا هو في ديوان شعره ونصه:

بذلت لهم بذي شوطان شدي     غدا تئذ ولم أبذل قتـالـي

و ط ط
الوطواط: الضعيف الجبان، نقله الجوهري عن أبي عبيدة. قال: ولا أراه سمي بذلك إلا تشبيها بالطائر، وأنشد للراجز، وهو العجاج:

وبلـدة بـعـيدة الـنـياط     قطعت حين هيبة الوطواط قال الصاغاني: وبين المشطورين ستة مشاطير، والرواية: علوت حين..وأنشد ابن بري لذي الرمة يهجو امرأ القيس:

إني إذا ما عجز الوطـواط     وكثر الهـياط والـمـياط
والتف عند العرك الخلاط
لا يتشكى مني السقاط

إن امرأ القيس هم الأنباط وأنشد بالآخر:

فداكها دوكا على الصراط      ليس كدوك بعلها الوطواط وقال ابن شميل: الوطواط: الرجل الضعيف العقل والرأي، كالوطواطي. وفي حديث عطاء بن أبي رباح في الوطواط يصيبه المحرم قال: ثلثا درهم. قال الأصمعي: الوطواط ها هنا: الخفاش. وأهل الشام يسمونه السروع، وهي البحرية، ويقال لها: الخشاف.

وقيل: ضرب من الخطاطيف، يكون في الجبال، أسود، شبه بضرب من الخشاشيف، لنكوصه وحيده.

وقال أبو عبيد في قول عطاء: إنه الخطاف، قال: وهو أشبه القولين عندي بالصواب، لحديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: لما أحرق بيت المقدس كانت الأوزاغ تنفخه بأفواهها، وكانت الوطاوط تطفئه بأجنحتها، كما في الصحاح. قال ابن بري: الخطاف: العصفور الذي يسمى عصفور الجنة، والخفاش: هو الذي يطير بالليل. والوطواط المشهور فيه الخفاش، وقد أجازوا أن يكون هو الخطاف، والدليل على أن الوطواط الخفاش قولهم: هو أبصر ليلا من الوطواط.

صفحة : 5040

وقال اللحياني: يقال للرجل الصياح: وطواط. قال: و زعموا أنه الذي يقارب كلامه، كأن صوته صوت الخطاطيف، وهي بهاء. قال كراع: ج. الوطواط وطاويط، على القياس. و أما وطاوط فهو جمع وطوط ولا يكون جمع وطواط، لأن الألف إذا كانت رابعة في الواحد تثبت الياء في الجمع، إلا أن يضطر شاعر كقوله:

كأن برفغيها سلوخ الوطاوط أراد الوطاويط فحذف الياء للضرورة.

والوطوطة: الضعف. ومقاربة الكلام: يقال من ذلك: رجل وطواط في المعنيين.

والوط: صرير المحمل نقله الصاغاني، و كذلك صوت الوطواط، نقله الصاغاني أيضا.

والوطواطي: المهذار الكثير الكلام وهو الضعيف أيضا، كما تقدم.

والوطط، بضمتين: الضعفى العقول والأبدان من الرجال، عن ابن الأعرابي، والواحد وطواط.

وتوطوط الصبي: ضغاؤه، نقله الصاغاني عن ابن عباد.

ومما يستدرك عليه: أوطاط: موضع بالمغرب. والرشيد الوطواط: شاعر.

و ع. ط
الوعاط، بالكسر، والعين مهملة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الخارزنجي: هو الورد الأحمر، أو الأصفر، والأخير أصح، وأنشد:

في مجلس زين بالوعاط و ف ط
لقيته على أوفاط، أهمله الجوهري والصاغاني في التكملة والعباب. وفي اللسان: أي على عجلة، قال: وبالظاء المعجمة أعرف، وقد أهملاه في الظاء أيضا، كما سيأتي، حتى صاحب اللسان لم يذكره هناك، وقد مر له في و ف ز. لقيته على أوفاز، أي عجلة، فالذي يظهر أن الزاي أعرف، فتأمل.

و ق ط
وقطه، كوعده: ضربه حتى أثقله. وفي الصحاح: وقط به الأرض، أي صرعه. وفي كتاب ابن القطاع: وقطه وقطا: صرعه، فهو وقيط وموقوط. وقال الأحمر: ضربه فوقطه، إذاصرعه صرعة لا يقوم منها. ويقال: أيضا: وقطه بعيره: صرعه فغشي عليه.

وأنشد يعقوب:
أو جرت حار لهذما سليطا     تركته منعقرا وقـيطـا ووقط الديك: سفد أنثاه.

ووقط اللبن فلانا: أثقله.

وأكلت طعاما وقطني، أي أنامني والوقيط: من طار نومه فأمسى متكسرا ثقيلا، نقله الصاغاني.

وكل مثقل مثخن ضربا، أو مرضا، أو حزنا، أو شبعا: وقيط.

والوقيط: حفرة في غلظ أو جبل تجمع ماء المطر، وفي الصحاح: يجتمع فيه ماء السماء، كالوقط، بالفتح. وفي المحكم: الوقط والوقيط: كالردهة في الجبل يستنقع فيه الماء، يتخذ فيها حياض تحبس الماء للمارة، واسم ذلك الموضع أجمع وقط، وهو مثل الوجذ، إلا أن الوقط أوسع. وقال ابن شميل: الوقيط و الوقيع: المكان الصلب الذي يستنقع فيه الماء فلا يرزأ الماء شيئا. ج: وقطان ووقاط وإقاط، بكسرهن، اقتصر الجوهري منهن على الثانية.

والأخيرة لغة تميم، والهمزة بدل من الواو، مثل إشاح، يصيرون كل واو تجيء على هذا المثال ألفا. وقد استوقط المكان، إذا صار وقطا مما دعسه الناس والدواب، قاله أبو عمرو.

صفحة : 5041

ويوم الوقيط، كأمير، عن أبي أحمد العسكري م معروف، كان في الإسلام بين بني تميم وبكر ابن وائل، نقله الجوهري، قتل فيه الحكم بن خيثمة بن الحارث بن نهيك النهشلي، وأسر عثجل بن المأموم، والمأموم بن شيبان، كلاهما من فرسان بني تميم، أسرهما بشر بن مسعود، وطيسلة بن شربب وفيه يقول الشاعر:

وعثجل بالوقيط قد اقتسرنا      ومأموم العلا أي اقتسار كأنه سمي لما حصل فيه من الحزن أو الضرب المثقل.

والوقيط، كزبير: ماء لمجاشع بأعلى بلاد تميم إلى بلاد بني عامر، قاله السكري، قال: وليس لهم بالبادية سواه، وزرود، قال ذلك في قول جرير:

فليس بصابر لكـم وقـيط     كما صبرت لسوأتكم زرود ووقط الصخر توقيطا، ونص الصحاح: يقال: أصابتنا السماء فوقط الصخر، أي: صار فيه وقط. ومما يستدرك عليه: الوقيطة: الصريعة. ووقط في رأسه، كعني: أدركه الثقل.

ووقطه: قلبه على رأسه ورفع رجليه فضربهما مجموعتين بفهر سبع مرات، وذلك مما يداوى به. والوقط، بالفتح: موضع، نقله ابن بري: وأنشد لطفيل:

عرفت لـسـلمي بـين وقـط فـضلفع      منـازل أقـوت من مـصيف ومربع
إلى المنحنى من واسط لم يبن لنابها غير أعواد الثمام المنزع

و م ط
الومطة، أهمله الجوهري. وقال ابن الأعرابي: هي الصرعة من التعب، نقله الصاغاني وصاحب اللسان.

و ه ط
وهطه، كوعده، وهطا: كسره، نقله الجوهري وكذلك وقصه، قال:

يمر أخفافا يهطن الجندلا وقيل: وهطه وهطا: وطأه.

هكذا هو بالتشديد، والصواب وطئه. وقال ابن دريد: وهطه بالرمح، أي طعنه به.

والوهط: شبه الضعف والوهن، يقال: وهط فلان يهط وهطا: إذا ضعف ووهن، وأوهطه غيره: أضعفه. يقال: رمى طائرا فأوهطه. والوهطة: ما اطمأن من الأرض، مثل الوهدة، نقله الجوهري عن الأصمعي. ج: وهط ووهاط، ومن الأخير حديث ذي المشعار الهمداني على أن لهم وهاطها وعزازها. والوهط: الهزال.

والوهط: الجماعة. والوهط: ما كثر من العرفط هكذا خصه به بعضهم. وقال الجوهري: يقال: وهط من عشر، كما يقال: عيص من سدر. وقال غيره: الوهط: المكان المطمئن من الأرض المستوي، ينبت فيه العضاة والسمر والطلح والعرفط، و به سمي الوهط وهو بستان، و في الصحاح: اسم مال كان لعمرو بن العاص. وقال غيره: كان لعبد الله بن عمرو بن العاص بالطائف على ثلاثة أميال من وج، وهو كرم موصوف كان يعرش على ألف ألف خشبة، شراء كل خشبة درهم، قيل دخله بعض الخلفاء فأعجبه وقال: يا لله من مال لولا هذه الحرة التي في وسطه، فقالوا: هذا الزبيب. والأوهاط: الخصومات والصياح.

وتوهط في الطين: غاب مثل تورط. وتوهط الفراش: امتهده، عن ابن عباد.

وأوهطه إيهاطا: أثخنه ضربا. و أوهطه: أوقعه فيما يكره، كأورطه، قاله عرام السلمي أو أوهطه: صرعه صرعة لا يقوم منها، نقله الجوهري.

صفحة : 5042

أو أوهطه: قتله. ومما يستدرك عليه: وهطه وهطا: ضربه، كأوهطه.

وأوهط جناح الطائر: كسره. والإيهاط: الرمي المهلك، قال:

بأسهم سريعة الإيهاط. والأوهاط: جمع وهط للمكان المستوي. والوهط، بالفتح: قرية باليمن.

و ي ط
ومما يستدرك عليه: الواطة: من لجج الماء، هنا ذكره صاحب اللسان، وذكره المصنف في وأط بالهمز. والواط: قرية بمصر من المنوفية، وقد وردتها، وقد نسب إليها جماعة من العلماء.