الباب السادس عشر: باب الطاء المهملة - الفصل السادس والعشرون: فصل الهاء مع الطاء

فصل الهاء مع الطاء

ه ب ط
هبط يهبط، من حد ضرب، ويهبط، من حد نصر، ومنه قراءة الأعمش: وإن منها لما يهبط، بضم الباء، وقرأ أيوب السختياني هو خير اهبطوا مصرا بضم الباء أيضا، هبوطا مصدر البابين: نزل.

يقال: هبط أرض كذا، أي نزلها، ومنه قوله تعالى: اهبطوا مصرا .

وهبطه، كنصره: أنزله، ومنه قول الراجز:

ما راعني إلا جناح هابطـا     على البيوت قوطه العلابطا أي مهبطا قوطه، وقد تقدم ذلك. قال ابن سيده: ويجوز، أن يكون أراد هابطا على قوطه فحذف وعدى. كأهبطه، قال عدي بن الرقاع: أهبطته الركب يعديني وألجمه للنائبات بسير مخذم الأكم وهبط المرض لحمه، أي هزله، نقله الجوهري. وقال غيره: أي نقصه وأحدره، وهو مجاز، كما في الأساس، فهو هبيط ومهبوط. ويقال: بعير هبيط، أي هبط سمنه، والمهبوط: هو الذي مرض، فهبطه المرض إلى أن اضطرب لحمه. وهبط فلانا، أي ضربه وهبط بلد كذا: دخله. وهبطه، أي أدخله، لازم متعد، نقله الجوهري: يقال: هبطته فهبط، ولفظ اللازم والمتعدي واحد. ومن المجاز: هبط ثمن السلعة هبوطا: نقص وانحط.

وهبطه الله هبطا: نقصه وحطه، كذا في التهذيب، لازم متعد.

وفي المحكم: هبط الثمن، وأهبطته أنا بالألف، ونقله الجوهري أيضا عن أبي عبيد.

والهيباط، بالفتح: ملك للروم، نقله الصاغاني هنا.

والصواب أنه الهنباط، بالنون، كما سيأتي. والتهبط، بكسرات مشددة الباء الموحدة: طائر، وليس في الكلام على مثال تفعل غيره، قاله كراع، ونقله أبو حاتم في كتاب الطير فقال: هو طائر أغبر بعظم فروج الدجاجة يتعلق برجليه ويصوب رأسه، ثم يصوت بصوت كأنه يقول: أنا أموت، أنا أموت. شبهوا صوته بهذا الكلام. وروي عن أبي عبيدة: التهبط، على لفظ المصدر واليهبط، بالمثناة تحت في أوله، أي مع كسرات وتشديد الباء: د، أو أرض، والذي ضبطه أبو حاتم بالتاء في أوله مثل اسم الطير كما في التكملة، ومثله في اللسان.

وانهبط: انحط، وهو مطاوع أهبطه، كما في الصحاح. ويجوز أن يكون مطاوع هبطه أيضا، كما في المحكم.

والهبوط كصبور: الحدور من الأرض الذي يهبطك من أعلى إلى أسفل، نقله الأزهري.

والهبطة: ما تطامن منها، أي من الأرض.

صفحة : 5043

والهبط: النقصان وهو مجاز، ومنه رجل مهبوط، إذا نقصت حاله. وهبط القوم يهبطون، إذا كانوا في سفال ونقصوا. ومنه الحديث اللهم غبطا لا هبطا نقله الجوهري هنا، وتقدم للمصنف في غ ب ط، ويقال: هبطه الزمان: إذا كان كثير المال والمعروف، فذهب ماله ومعروفه. قال الفراء: يقال: هبطه الله وأهبطه. والهبط: الوقوع في الشر، وهو مجاز.

ومما يستدرك عليه: تهبط: انحدر. وهبط من الخشية: تضاءل وخشع.

والهبط: الذل. وهبطت إبلي وغنمي تهبط هبوطا: نقصت. وهبط فلان، اتضع. وهبط اللحم نفسه: نقص، وكذلك الشحم، إذا قل. قال أسامة الهذلي:

ومن أينها بعد إبدالـهـا     ومن شحم أثباجها الهابط والهبيط من النوق: الضامر، قاله أبو عبيدة: وأنشد لعبيد بن الأبرص:

وكأن أقتادي تضمن نسعهـا     من وحش أورال هبيط مفرد وقال ابن بري: عنى بالهبيط الثور الوحشي، شبه به ناقته في سرعتها ونشاطها، وجعله منفردا، لأنه إذا انفرد عن القطيع كان أسرع لعدوه. ومهبط الوحي: من أسماء مكة، شرفها الله تعالى.

وبعير هابط، كهبيط ومهبوط. وهبط من منزلته: سقط، وهو مجاز.

وهبط العدل فتهبط: مهده على البعير. والهبطة، بالكسر: موضع، أو قبيلة بالمغرب.

وراشد بن علي بن القاسم الإدريسي الحسني يقال له: أمير الهبطة، كذا وجدته بخط عبد القادر الراشدي عالم قسنطينة. والهبوط، كصبور: طائر. قال ابن الأثير: هكذا جاء بالطاء في رواية في حديث ابن عباس في العصف المأكول. وقال سفيان: هو الذر الصغير. وقال الخطابي: أراه وهما، إنما هو بالراء.

ه ر ط
هرط عرضه يهرطه هرطا، و هرط فيه، وعلى الأخير اقتصر الجوهري، قال: طعن فيه وتنقصه، وزاد غيره: ومزقه ومثله: هرته، وهرده، ومزقه،وهرطمه. وقيل: الهرط في جميع الأشياء الممزق العنيف، لغة في الهرت.

وهرط في الكلام: سفسف وخلط، نقله الليث. وقال ابن دريد: ناقة هرط، بالكسر، أي مسنة، ج: أهراط وهروط، وهي الماجة التي قد انكسرت أسنانها، فهي لا تحبس لعابه، تمجه مجا.

والهرط، بالكسر: لحم مهزول كالمخاط لا ينتفع به، لغثاثته، عن الفراء، ويفتح، عن ابن الأعرابي، قال: وهو اللحم الذي يتفتت إذا طبخ.

والهرط: الرجل المتمول، والذي نقله الصاغاني: الهرط: الكثير من المال والناس عن ابن عباد. والهرط: النعجة الكبيرة المهزولة، كالهرطة، بهاء، واقتصر الجوهري على الأخير.

وقال الليث: نعجة هرطة، وهي المهزولة لا ينتفع بلحمها غثوثة.

وهي، أي الهرطة من الرجال: الأحمق الجبان الضعيف، عن ابن شميل. قال الجوهري: ج أي جمع الهرطة هرط، كقرب في قربة. وقال ابن دريد: الهيرط، كصيقل: الرخو.

وتهاراطا: تشاتما، نقله الجوهري. ومما يستدرك عليه: هرط الرجل، كفرح، إذا استرخى لحمه بعد صلابة من علة أو فزع. وقال غيره: الهرط، بالفتح: أكلك الطعام ولا تشبع.

والهرط، بالكسر: الكثير من الناس، نقله الصاغاني.

ه ر ب ط

صفحة : 5044

هربيط، كإزميل: قرية بمصر من أعمال الشرقية، أو هي بالضم.

ه ر م ط
هرمط عرضه، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: أي وقع فيه، مثل هرط وهرطم، هكذا في رباعي التهذيب. قال الصاغاني: ذكره ابن دريد والأزهري في الرباعي. والميم عندي زائدة، وحقه أن يذكر في الثلاثي.

ه ط ط
الهطط، بضمتين، أهمله الجوهري. وقال ابن الأعرابي: هم الهلكى من الناس.

قال والأهط: الجمل المشاء الصبور عليه، وهي هطاء.

والهطاهط، كعلابط: الفرس، نقله الصاغاني عن ابن عباد. والهطهطة: صوتها، وأيضا: سرعة المشي والعمل. وفي اللسان: الهطهطة: السرعة فيما أخذ فيه من عمل، مشي أو غيره، زعموا.

ومما يستدرك عليه: المهطهطة: اللينة السير من الخيل.

ه ق ط
هقط، بكسر الهاء والقاف مبنية على السكون، أهمله الجوهري. وقال المبرد وحده: هو زجر للفرس، وأنشد:

لما سمعت خيلهم هقـط      علمت أن فارسا محتطي كذا في اللسان. وأنشده الخارزنجي في تكملة العين:

أيقنت أن فارسا محتطي أي يحطني عن سرجي. ورواه حقط، بالحاء بدل الهاء. والهقط، محركة: سرعة المشي، لغة يمانية، نقله الخارزنجي. وقال ابن دريد: الطهق: لغة يمانية، وهو سرعة المشي زعموا، والهقط، أيضا. قال: وأحسب أن قولهم للفرس إذا استعجلوه: هقط، من هذا.

ه ل ط
الهالط، أهمله الجوهري. وقال ابن الأعرابي: الهالط: المسترخي البطن.

والهاطل: الزرع الملتف، هكذا نقله الأزهري والصاغاني، وقد وهم المصنف فجعل الزرع الملتف من معنى الهالط، وإنما هو الهاطل، مقلوبه، وقد وقع له مثل ذلك في و ر ش فليتنبه لذلك. وهلطة من خير، ولهطة من خبر بمعنى واحد، وهو الذي تسمعه ولم تصدقه ولم تكذبه.

ه ل م ط
هلمطه هلمطة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان والصاغاني . وقال ابن القطاع: أي أخذه، أو جمعه، وهكذا وجد في بعض نسخ الجمهرة أيضا.

ه م ط
همط يهمط، من حد ضرب: ظلم وخبط، نقله الجوهري وقال : يقال: همط فلان الناس: إذا ظلمهم حقهم. وهمط: أخذ بغير تقدير. وقال أبو عدنان: سألت الأصمعي عن الهمط، فقال: هو الأخذ بخرق وظلم. وهمط الرجل: إذا لم يبال ما قال وما أكل.

وهمط الماء كذا في النسخ، وهو غلط صواب? المال: أخذه غصبا أي على سبيل الغلبة والجور، ومنه الحديث: سئل إبراهيم النخعي عن عمال ينهشون إلى القرى، فيهمطون أهلها، فإذا رجعوا إلى أهاليهم أهدوا لجيرانهم ودعوهم إلى طعامهم، فقال: لهم المهنأ وعليهم الوزر. وفي رواية: كان العمال يهمطون ويدعون فيجابون يعني يدعون إلى طعامهم وإن كانوا ظلمة، إذا لم يتعين الحرام. كاهتمطه، ومنه قول الراجز:

ومن شديد الجور ذي اهتماط وتهمطه، قال الصاغاني: التهمط: الغشمرة في الظلم، والأخذ من غير تثبت.

صفحة : 5045

واهتمط عرضه أي شتمه وتنقصه نقله الجوهري وابن سيده، وقال ابن الأعرابي: امترز من عرضه واهتمط: إذا شتمه وعابه. ومما يستدرك عليه: الهمط: التخليط بالأباطيل.

والهماط، كشداد: الظالم. وهمط أخذ بعجلة.

والهمط: الخلط. واهتمط الذئب السخلة أو الشاة: أخذها، عن ابن الأعرابي.

ه م ل ط
هملطه هملطة أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: أي أخذه أو جمعه، نقله الصاغاني وصاحب اللسان، أو الصواب هلمطه، بتقديم اللام كما نقله ابن القطاع وقد تقدم.

ه ن ب ط
الهنباط، بالفتح: صاحب الجيش بالرومية، وقد جاء في حديث حبيب بن مسلمة إذا نزل الهنباط هنا، ذكره ابن الأثير وذكره الصاغاني في هبط وقلده المصنف، والصواب أنه بالنون.

ه ن ر ط
هنريط، كقنديل، وبالراء المكررة أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الصاغاني: هو ثغر بالروم وأورده في هزط بالزاي، وهكذا ضبطه ياقوت أيضا، وقد ذكره أبو فراس فقال:

وراحت على سمنين غارة خيله     وقد باكرت هنزيط منها بواكر قال: وهو في الإقليم الخامس. ومما يستدرك عليه:

ه و ط
هوط، أهمله الجوهري والمصنف. وقال ابن الأعرابي: هط هط، إذا أمته بالذهاب والمجيء. هنا ذكره الصاغاني على أنه من هاط يهوط. وذكره صاحب اللسان في هطط والصواب ذكره هنا. والهائط: الذهب، نقله الصاغاني هنا.

ه ي ط
تهايطوا: اجتمعوا وأصلحوا أمرهم. نقله الجوهري عن الفراء، قال: وهو خلاف التمايط.

ويقال: ما زال منذ اليوم يهيط هيطا. ومازال في هيط وميط أي في ضجاج وشر وجلبة. وقيل: في هياط ومياط، بكسرهما، أي في دنو وتباعد، وقد تقدم طرف من ذلك في م ي ط.

ومما يستدرك عليه: المهايطة: الصياح والجلبة، ونقل أبو طالب عن الفراء: الهياط: أشد السوق في الورد، وقد ذكره المصنف في م ي ط استطرادا، ولا يغني عن إعادته هنا. قال: والمياط: أشد السوق في الصدر، ومعنى ذلك بالذهاب والمجيء.

وقال ابن القطاع: مازال يهيط مرة ويميط أخرى، لا ماضي ليهيط. وفي اللسان: وقد أميت فعل الهياط. وقال اللحياني: الهياط: الإقبال. وقال غيره: يقال: بينهما مهايطة وممايطة، ومغايطة ومشايطة، أي كلام مختلف. وقال ابن الأعرابي: الهائط: الذاهب. والمائط: الجائي. قال: ويقال: هايطه، إذا استضعفه. وقال غيره: الهياط والمياط: الاضطراب. ويقال: هو قولهم: لا والله، وبلى والله، نقله الصاغاني.