الباب السادس عشر: باب الطاء المهملة - الفصل السابع والعشرون: فصل الياء مع الطاء

فصل الياء مع الطاء

ي ع ط

صفحة : 5046

يعاط، مثلثة الأول، مبنية بالكسر، نقله الجوهري، الفتح كقطام، وهي الفصحى، والضم والكسر لغتان ضعيفتان، نقلهما الصاغاني. قال: والكسر أضعفهما. وقال الأزهري: الكسر قبيح لأنه زاد الياء قبحا، لأن الياء خلقت من الكسرة، وليس في كلام العرب كلمة على فعال في صرها ياء مكسورة. وقال غيره: يسار: لغة في اليسار، وبعض يقول: إسار تقلب همزة إذا كسرت. قلت: وحكى ابن سيده: اليوام بالكسر مصدر ياومه. وزاد غيره: اليعار في جمع يعر للجفر الذي يصطاد به الصائد الأسد، كما مرن فصارت أربعة، كما أشار إليه شيخنا.

قلت: وزاد الصاغاني هلال بن يساف، بالكسر، فصارت خمسة.

وياعاط، بألف، عن الفراء، قال وهو أكثر: زجر للذئب، إذا رأيته قلت: يعاط يعاط، وعليه اقتصر الجوهري، وأنشد قول الراجز:

صب على شاء أبي رياط
ذؤالة كالأقدح المراط
يهفو إذا قيل له: يعاط

ورواه الفراء: تنجو إذا قيل له يا: عاط وهو أيضا زجر للخيل وللإبل وأنشد ثعلب في صفة إبل:

وقلص مقرورة الألياط
باتت على ملحب أطاط
تنجو إذا قيل لها: يعاط

ويروى بكسر الياء، وقد تقدك أنها قبيحة. وحكى ابن بري عن محمد بن حبيب: عاط عاط,. قال: فهذا يدل على أن الأصل عاط مثل غاق، ثم أدخل عليه يا، فقيل: يا عاط، ثم حذف منه الألف تخفيفا، فقيل: يعاط.

قلت: وهذا معنى قول الفراء: تقول العرب: ياعاط ويعاط، وبالألف أكثر. وأما أهل الصعيد قاطبة فإنهم يستعملونه في زجر الخيل والإبل والناس، كذلك يقولون: عاط ويعاط، كما سمعته منهم مرارا، وهي عربية فصيحة. وقيل: يعاطر، وياعاط ينذر بهما الرقيب أهله إذا رأى جيشا، قال المتنخل الهذلي:

وهذا ثم قد علموا مكاني     إذا قال الرقيب: ألا يعاط قال السكري في شرحه: عاط: كلمة يصيح بها الصائح، وهو قوله: عاط عاط. يقول: إذا جاء وقت الحملة في الحرب، وقالوا: عاط عاط، كنت فيمن يحمل.

وقال الأزهري: ويقال: يعاط زجر في الحرب، قال الأعشى:

لق منوا بتيحان ساط     ثبت إذا قيل له يعاط وقال الجمحي: يعاط: استغاثة وزج. وقال غيره: يعاط، أي احملوا، وقيل: يعاط: إغراء. وقال ابن عباد: يقال في زجر الإبل: يا عاط، وفي زجر الخيل إذا أرسلت عند السباق: يعاط.

وأيعط به، ويعط به تيعيطا، وياعط به مياعطة، وعلى الألى اقتصر الجوهري، إذا قال له ذلك، أي يعاط، وياعاط، وكذلك ياعطه مياعطة. وبه تم حرف الطاء المهملة من شرح القاموس والحمد لله حق حمده، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وذويه وعترته، وسلم تسليما كثيرا كثيرا.