الباب السابع عشر: باب الظاء المشالة - الفصل الرابع: فصل الحاء مع الظاء

فصل الحاء مع الظاء

ح ب ظ
المحبنظئ، أهمله الجوهري والصاغاني، وهو كالمحبنطئ بالطاء زنة ومعنى، وفي اللسان: أي الممتلئ غضبا، كالمحظنبئ، وقد ذكر في الهمز، هكذا هو في النسخ وهو لم يذكره هناك، وقد أغفل عن المحظنبئ أيضا فتأمل.

ح ر ب ظ
حربظ القوس حرباظا، بالكسر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان.

وقال ابن عباد: أي شد توتيرها، وهو مقلوب حظربها حظربة، وأنشد الليث:

يرمي إذا ما شدد الأرعاظـا     على قسي حربظت حرباظا

ح ض ظ
الحضظ، بضمتين، وكصرد، أهمله الجوهري هنا، وذكره في ح ظ ظ، فهو لم يهمله كما زعم المصنف، فالأولى كتبه بالسواد، وهو دواء يتخذ من أبوال الإبل، قال ابن دريد: وذكروا أن الخليل كان يقوله ولم يعرفه أصحابنا. أو الحضض، وهو عصارة الشجر المر. وفي العباب: قال الفراء: الحضظ: والحضظ الحضض، قال:

أرقش ظمآن إذا عض لفـظ     أمر من صبر ومقر وحضظ قلت: وحكى الجوهري عن أبي عبيد عن اليزيدي هكذا، قال: وأنشد شمر:

أرقش ظمآن إذا عصر لفـظ     أمر من صبر ومقر وحضظ فجمع بين الضاد والظاء. قال الأزهري: قال شمر: وليس في كلام العرب ضاد مع ظاء غير الحضظ.

ح ظ ظ
الحظ: النصيب والجد، كما في الصحاح. وزاد في النهاية: والبخت أو خاص بالنصيب من الخير والفضل، كما نقله الليث. يقال: فلان ذو حظ وقسم من الفضل قال: ولم أسمع من الحظ فعلا. وقال الأزهري:للحظ فعل عن العرب وإن لم يعرفه الليث ولم يسمعه. ج في القلة أحظ، كأشد، وأحاظ، على غير قياس، كأنه جمع أحظ، نقله الجوهري، أي في الكثير، وأنشد للشاعر:

وليس الغنى والفقر من حيلة الفتى      ولكن أحاظ قسـمـت وجـدود

صفحة : 5053

قلت: أنشده ابن دريد لسويد بن خذاق العبدي، ويروى للمعلوط بن بدل القريعي، وصدره:

متى ما يرى الناس الغني وجاره     فقير يقولوا: عاجـز وجـلـيد قال ابن بري: إنما أتاه الغنى لجلادته، وحرم الفقير لعجزه وقلة معرفته، وليس كما ظنوا، بل ذلك من فعل القسام، وهو الله سبحانه وتعالى، لقوله: نحن قسمنا بينهم معيشتهم قال: وقوله: أحاظ على غير قياس وهم منه، بل أحاظ جمع أحظ، وأصله أحظظ، فقلبت الظاء الثانية ياء، فصارت أحظ، ثم جمعت على أحاظ. في الكثير: حظاظ، وحظاء، يكسرهما، الأخير ممدود عن أبي زيد. والحظاظ عن ابن جني وأنشد:

وحسد أوشلت من حظاظـهـا      على أحاسي الغيظ واكتظاظها وفي اللسان: أحاظ وحظاء من محول التضعيف، وليس بقياس، وقد تقدم ما فيه قريبا.

وقال أبو زيد: جمع الحظ حظ، وحظوظ، وزاد ابن عباد: حظوظة، بضمهن وهي جموع الكثرة، ومنه قول الشهاب المقري في أول قصيدته المشهورة:

سبحان من قسم الحظـو      ظ فلا عتاب ولا ملامه ورجل حظ، وحظيظ، نقلهما الجوهري وحظي، على النسب، كما في النسخ، أو منقوص، كما نقله الأزهري، قال: وأصله حظ والجمع أحظاء، ومحظوظ، نقله الجوهري أيضا، وهو قول أبي عمرو، أي مجدود ذو حظ من الرزق. وقد حظظت، بالكسر، تحظ في الأمر، حظا، نقله الجوهري. والحظظ بضمتين، وكصرد: صمغ كالصبر، وقيل: هو عصارة الشجر المر، وقيل: هو كحل الخولان. قال الأزهري: هو الحدل.

وقال الجوهري: هو دواء، وقد مرت لغاته، فصار فيه ست لغات. وأنشد شمر على هذه اللغة:

أمر من مقر وصبر وحظظ وأحظ الرجل: صار ذا حظ وبخت.

ومما يستدرك عليه: قال: الليث: وناس من أهل حمص يقولون للحظ: حنظ، فإذا جمعوا رجعوا إلى الحظوظ، وتلك النون عندهم غنة، وليست بأصلية.

وفلان أحظ من فلان، أي أجد منه، نقله الجوهري. فأما قولهم: أحظيته عليه فقد يكون من هذا الباب، على أنه من المحول، وقد يكون من الحظوة، وسيأتي في المعتل إن شاء الله تعالى.

وقال أبو الهيثم فيما كتبه لابن بزرج: يقال: هم يحظون بهم ويجدون نقله الأزهري رادا به قول الليث السابق: ولم أسمع من الحظ فعلا.

وروى سلمة عن الفراء قال: الحظيظ: الغني الموسر.

وقال غيره: أحظ الرجل، إذا استغنى، كما في العباب والتكملة.

ح ف ظ
حفظه، كعلمه، حفظا: حرسه، كما في الصحاح.

و حفظ القرآن: استظهره، نقله الجوهري أيضا، أي وعاه على ظهر قلب، كما في المصباح، وهو من ذلك. ومنه قول المحدثين: عرض محفوظاته على فلان.

وحفظ المال والسر: رعاه، وحفظ الشيء حفظا فهو حفيظ عن اللحياني. ورجل حافظ من قوم حفاظ، وهم الذين رزقوا حفظ ما سمعوا، وقلما ينسون شيئا يعونه، وحافظ من قوم حفظة، محركة ككاتب وكتبة. ورجل حافظ العين أي لا يغلبه النوم عن اللحياني، وهو من ذلك، لأن العين تحفظ صاحبها إذا لم يغلبها النوم.

صفحة : 5054

والحفيظ: الموكل بالشيء يحفظه، كالحافظ، يقال: فلان حفيظ عليكم، أي حافظ. وفي الصحاح: الحفيظ: المحافظ. ومنه قوله تعالى: وما أنا عليكم بحفيظ . والحفيظ في الأسماء الحسنى: الذي لا يعزب عنه شيء مثقال ذرة، أي عن حفظه في السموات ولا في الأرض، تعالى شأنه، وقد حفظ على خلقه وعباده ما يعملون من خير أو شر، وقد حفظ السموات والأرض بقدرته ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم وفي التنزيل العزيز: بل هو قرآن مجيد، في لوح محفوظ وقرئ محفوظ وهو نعت للقرآن، وكذا قوله تعالى: فالله خير حفظا ، وقرأ الكوفيون - غير أبي بكر - :حافظا، وعلى الأول أي حفظ الله خير حفظ، وعلى الثاني فالمراد الله خير الحافظين. وقوله تعالى: يحفظونه من أمر الله ، أي ذلك الحفظ من أمر الله.

وقال النضر: الحافظ: الطريق البين المستقيم الذي لا ينقطع، وهو مجاز، قال فأما الطريق الذي يبين مرة ثم ينقطع أثره فليس بحافظ.

والحفظة، محركة: الذين يحصون أعمال العباد ويكتبونها عليهم، من الملائكة، وهم الحافظون. وفي التنزيل: وإن عليكم لحافظين ، وأخصر منه عبارة الجوهري: والحفظة: الملائكة الذين يكتبون أعمال بني آدم. والحفظة، بالكسر، والحفيظة: الحمية والغضب، نقله الجوهري، زاد غيره: لحرمة تنتهك من حرماتك، أو جار ذي قرابة يظلم من ذويك، أو عهد ينكث. شاهد الأول قول العجاج:

مع الجلا ولائح القتير     وحفظة أكنها ضميري فسر على غضبة أجنها قلبي.

وشاهد الثانية قول الشاعر:

وما العفو إلا لامرئ ذي حفيظةمتى يعف عن ذنب امرئ السوء يلجج وقال قريط بن أنيف:

إذا لقام بنصري معشر خشن    عند الحفيظة إن ذو لوثة لانا وفي التهذيب: والحفظة: اسم من الاحتفاظ عندما يرى من حفيظة الرجل، يقولون: أحفظه حفظة أي أغضبه. ومنه حديث حنين أردت أن أحفظ الناس وأن يقاتلوا عن أهليهم وأموالهم. وفي حديث آخر? فبدرت مني كلمة أحفظته، أي أغضبته فاحتفظ، أي غضب. وأنشد الجوهري للعجير السلولي:

بعيد من الشيء القليل احتفاظه عليك، ومنزور الرضا حين يغضب أو لا يكون الاحفاظ إلا بكلام قبيح من الذي تعرض له وإسماعه إياه ما يكره.

والمحافظة: المواظبة على الأمر، ومنه قوله تعالى: حافظوا على الصلوات أي صلوها في أوقاتها. وقال الأزهري: أي واظبوا على إقامتها في مواقيتها. ويقال: حافظ على الأمر، وثابر عليه، وحارص وبارك، إذا داوم عليه. وقال غيره: المحافظة: المراقبة، وهو من ذلك.

والمحافظة: الذب عن المحارم، والمنع عند الحروب، كالحفاظ، بالكسر، وإطلاقه يوهم الفتح، وليس كذلك يقال إنه لذو حفاظ، وذو محافظة، إذا كانت له أنفة. قال رؤبة - ويروى للعجاج - :

إنا أناس نلزم الحفـاظـا     إذ سئمت ربيعة الكظاظا ويقال: الحفاظ: المحافظة على العهد، والوفاء بالعقد، والتمسك بالود.

والاسم الحفيظة، قال زهير.

صفحة : 5055


يسوسون أحلاما بعيدا أنـاتـهـا     وإن غضبوا جاء الحفيظة والجد والجمع الحفائظ، ومنه قولهم: الحفائظ تذهب الأحقاد، أي إذا رأيت حميمك يظلم حميت له، وإن كان في قلبك عليه حقد، كما في الصحاح.

واحتفظه لنفسه: خصها به. يقال: احتفظت بالشيء لنفسي. وفي الصحاح: قال: احتفظ بهذا الشيء ?أي أحفظه والتحفظ: الإحتراز يقال تحفظ عنه أي احترز. وفي المحكم: الحفظ: نقيض النسيان، وهو التعاهد وقلة الغفلة.

وفي العباب، والصحاح: التحفظ: التيقظ وقلة الغفلة، ولكن هكذا في النسخ بغير واو العطف. والحفظ: قلة الغفلة فشرحناه بما ذكرنا، والأولى: وقلة الغفلة، ليكون من معاني التحفظ، كما في العباب والصحاح، فتأمل.

وفي اللسان: التحفظ: قلة الغفلة في الأمور والكلام، والتيقظ من السقطة، كأنه حذر من السقوط، وأنشد ثعلب:

إني لأبغض عاشقا متحفظا     لم تتهمه أعين وقـلـوب واستحفظه إياه، أي سأله أن يحفظه، كما في الصحاح، وليس فه إياه زاد الصاغاني: مالا أو سرا. وقوله تعالى: بما استحفظوا من كتاب الله ، أي استودعوه و ائتمنوا عليه. وحكى ابن بري عن القزاز قال: استحفظته الشيء: جعلته عنده يحفظه، يتعدى إلى مفعولين، ومثله: كتبت الكتاب واستكتبته الكتاب. واحفاظت الحية، هكذا في النسخ، وهو غلط، صوابه الجيفة احفيظاظا: انتفخت، هكذا ذكره ابن سيده في الحاء. ورواه الأزهري عن الليث في الجيم والحاء: أو الصواب بالجيم وحده، والحاء تصحيف منكر، قاله الأزهري. قال: وقد ذكر الليث هذا الحرف في باب الجيم أيضا، فظننت أنه كان متحيرا فيه، فذكره في موضعين.

ومما يستدرك عليه: وقد يكون الحفيظ متعديا، يقال: هو حفيظ علمك وعلم غيرك.

وتحفظت الكتاب، أي استظهرته شيئا بعد شيء، نقله الجوهري.

والمحفظات: الأمور التي تحفظ الرجل، أي تغضبه إذا وتر في حميمه، أو في جيرانه. قال القطامي:

أخوك الذي لا تملك الحس نفسه     وترفض عند المحفظات الكتائف يقول: إذا استوحش الرجل من ذي قرابته، فاضطغن عليه سخيمة، لإساءة كانت منه إليه فأوحشته، ثم رآه يضام، زال عن قلبه ما احتقده عليه وغضب له، فنصره وانتصر له من ظلمه. وحرم الرجل محفظاته أيضا.

ويقال: تقلدت بحفيظ الدر، أي بمحفوظه ومكنونه، لنفاسته. وفي المثل المقدرة تذهب الحفيظة يضرب لوجوب العفو عند المقدرة، كما في الأساس.

والحفيظة: الخرز يعلق على الصبي. ورجل حفظة، كهمزة، أي كثير الحفظ،، نقله الصاغاني.

والمحفوظ: الولد الصغير، مكية، والجمع محافيظ، تفاؤلا.

الحافظ عند المحدثين معروف، إلا أبا محمد النعال الحافظ، فإنه لقب به لحفظه النعال.
ح م ظ
حمظه، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال أبو تراب: أي عصره، كحمزه، نقله الصاغاني.

ح ن ظ

صفحة : 5056

رجل حنظيان، بالكسر، أي فحاش، نقله الجوهري هكذا. قال وحكى الأموي خنظيان، بالخاء المعجمة. قال الأزهري: وكذلك: حنذيان، وخنذيان، وعنظيان.

وفي العباب: يقال للمرأة: هي تحنظي، أي تتفاحش، وكذلك تخنظي، وتحنذى، وتعنظي: إذا كانت بذية فحاشة. ومما يستدرك عليه: حنظى به، أي ندد به، وأسمعه المكروه، والألف للإلحاق بدحرج، كما في الصحاح، والمصنف ذكره في خ ن ظ، كما سيأتي قريبا.

في العباب ذكر الخارزنجي في هذا التركيب عنز حنظئة على وزن زؤزئة، وهي العريضة الضخمة. وهي أيضا القملة الضخمة، وجمعها حناظي، بالهمز، وكذلك الحنظئة على وزن هبرئة: هي العريضة الملآنة. قال: ورجل حنظأوة: عظيم البطن،قال: وحناظئ المدينة: نشوزها، الواحدة حنظوة، قيل: هي قيران صغار في الأرض سهلة.

قال الصاغاني: أما الحنظئة والحنظئة والحنظأوة - بالظاء المعجمة - فتصحيف، والصواب فيهن بالطاء المهملة. وأما خناظئ المدينة فبالخاء المعجمة وتبعه ابن عباد على التصحيف في الكلمات الأربع.

وقال ابن بري: أحنظت الرجل: أعطيته صلة أو أجرة زاد ابن السيد في الفرق: والرجل الذي أعطى أجرة على عمل أو عمله صلة على خبر جاء به: حنيظ، كأمير. والحنظ: لغة في الحظ، وقد تقدم.